( قال العلامة القسطلاني في "إرشاد الساري" (5/165): "وإنما صار فعل خبيب سنة، لأنه فعل ذلك في حياة الشارع - صلى الله عليه وسلم - واستحسنه".
وقال أيضا (5/261):"وإنما صار ذلك سنة، لأنه فعل في حياته - صلى الله عليه وسلم - فاستحسنه واقره".
وقال أيضا(6/314):"واستشكل قوله: "أول من سن"، إذ السنة إنما هي أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله، وأجيب بأنه فعلهما في حياته - صلى الله عليه وسلم - واستحسنهما"انتهى كلام القسطلاني.
- ثم قال أبو غدة -: وواضح من حديث أبي هريرة وقصة قتل خبيب فيه:
"أن لفظ ( السنة) ولفظ ( سن) معناه: الفعل المشروع المتبوع في الدين، وعلى هذا فلا يصح لمتفقه أن يستدل على سنية صلاة الركعتين عند القتل، بأن الحديث جاء فيه لفظ "سن"، فتكون صلاتهما سنة مستحبة، لأن حكم السنية لصلاة ركعتين هنا استفيد من دليل آخر خارج لفظ "سن" بلا ريب وهو إقرار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفعله) (¬1) .
الخاتمة وتحتوي على طريق الخلاص من البدع
(بعد أن ظهر جليا أن { كل بدعة ضلالة } ، فما هو طريق الخلاص من البدع التي هي مفتاح الضلال؟
فالجواب هو ما قاله الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - : { تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي } رواه مالك في "الموطأ" والحاكم.
وقال الموفق ابن قدامة في "ذم التأويل" (ص35) بعد أن ذكر أدلة كثيرة في لزوم اتباع السلف الصالح:
Page 56