( وأما صنع الإحسان فإنه من المعروف وليس من البدع سواء كان معهودا في الصدر الأول أو لم يكن معهودا فيه.
وقد قال الله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } وقال تعالى: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } ]البقرة:195[ والآيات والأحاديث الصحيحة في الحث على الإحسان كثيرة جدا، ولم يحدد صور معينة للإحسان بحيث لا يجوز فعل غيرها،وإنما يذم منه ما تجاوز الحد وكان من التبذير) (¬1) .
(وأما زخرفة المساجد فكيف يقال أنها من البدع المكروهة، وقد نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النهي عنها، وقد نهى عنها عمر أيضا، فهي منهي عنها نصا.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { ما أمرت بتشييد المساجد } قال ابن عباس: "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى" أخرجه أبو داود (¬2) وأمر عمر ببناء المسجد وقال: "أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس") (¬3) .
( وأما بالنسبة للتوسع في المأكل والمشرب فهذه من الأمور المباحة ولا يقصد باستعمالها أمر تعبدي، فهي مشمولة بالنص النبوي الكريم: { أنتم أعلم بأمور دنياكم } رواه مسلم؛ وقوله تعالى: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } فما استحدثه الناس في أمور حياتهم مما لا يتعارض مع النصوص العامة في مراعاة الاقتصاد والإباحة العامة، فلا يعتبر بدعا،فقد عرف العلماء البدعة بأنها طريقة محدثة في الدين) (¬4) .
وأما البدع المحرمة وهي حسب تعريفهم: ما أحدث لمخالفة السنة، ولم تشمله الأدلة العامة؛ ولم يحتو على مصلحة شرعية.
Page 47