{ أما والله؛ إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني } .
وأنكر ابن مسعود وأبو موسى رضي الله عنهما على الذين اجتمعوا للذكر بطريقة غير مشروعة؛ كما سبق بيانه،ولما خرج الخوارج وأظهروا بدعتهم أنكر ذلك الصحابة وقاتلوهم، ولم يخالف أحد من الصحابة رضي الله عنهم في إنكار بدعتهم ووجوب قتالهم.وقد وردت الأحاديث الكثيرة في ذمهم والأمر بقتالهم إذا خرجوا) (¬1) .
وأما بالنسبة للتصنيف في جميع العلوم النافعة فالأصل فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : { بلغوا عني ولو آية } رواه البخاري، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : { نضر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه } (¬2) ، ومن وسائل التبليغ تصنيف الكتب الشرعية.
( وقد كان بعض الصحابة يكتب الأحاديث في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: " ليس أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب"، وذكر أهل السير أنه كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاب يكتبون له الوحي وغيره) (¬3) .
بل قد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على كتابة العلم فقال: { قيدوا العلم بالكتابة } (¬4) .
Page 45