قال ابن جرير في "تفسيره" (13/26/27):(وإنما عنى بقوله: { تدمر كل شيء بأمر ربها } مما أرسلت بهلاكه؛ لأنها لم تدمر هودا ومن كان آمن به) اه.
وقال القرطبي في "تفسيره" (16/206): "أي كل شيء مرت عليه من رجال عاد وأموالها".
وكذا قال آخرون، وانظر "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص274-275).
فلا حجة في هذا الاستدلال ألبتة) (¬1) .
الشبهة الرابعة: فهمهم لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه" رواه البخاري.
الجواب:
أولا: (لو سلمنا جدلا بصحة دلالته على ما أرادوا من تحسين البدع - مع أن هذا
لا يسلم - فانه لا يجوز أن يعارض كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل: { كل بدعة ضلالة } بكلام أحد من الناس، كائنا من كان.
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتقولون: قال أبوبكر وعمر") (¬2) .
ثانيا: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال هذه الكلمة حين جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح و(صلاة التراويح ليست بدعة في الشريعة، بل هي سنة بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفعله في الجماعة.. ولا صلاتها جماعة بدعة، بل هي سنة في الشريعة، بل قد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجماعة في أول شهر رمضان ليلتين، بل ثلاثا.
وقال: { من قام مع الإمام حتى ينصرف، فإنه يعدل قيام ليلة } رواه الترمذي وابن ماجة.
كما قام بهم حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح. رواه أهل السنن.
وبهذا الحديث احتج احمد وغيره على أن فعلها في الجماعة أفضل من فعلها في حال الانفراد.
Page 33