Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Genres
لقد غرك يا صديقي الشك؛ فإني لا آسف على أخ ولا حبيب، ولكنه طبيعي رحمة وشفقة على سيلفيا، عالمة أنها في الحقيقة أهل الآن لكرم يحمي براءتها، ولكن واها لغرض قاس من مسير على الثلوج لا تستطيعه الأقدام! وهي في الباطن تكره الرشيق القوام الطاهر الذيل، فارحل واعلم أن جل نصحي لك أن لا تعرج عليها فهيا اذهب بسلام. (ثم تسمع بلهجة الألم.)
إنك لا تعلم حرج الموقف، وما يشق علي من أمرك، وأجري عظيم إن ضللت خطواتك عن هذا الطريق، وإني لأستحق على هذا البر الجليل أكثر من الشكر والثناء الجزيل. (على حدة.)
قد قضي الأمر، ولكن وا أسفاه أن وقف على حقيقة أمري.
زانيتو :
إني لا أعرج عليها إذا كنت حكمت عليها بحكمك هذا، وسأرحل ولو أني لا أجد اليوم إلا قليلا من السعادة عما سبق لي من الحياة المشحونة بالوقائع، التي صادفت فيها كل الابتهاج والبشر، وتصعب الراحة والمقام لمثلي؛ لأني لمع لي بارق أمل ضئيل من السعادة.
وحينما رفضت ما عرضته عليك شممت من لهجتك حنوا ورقة، يخالطهما تأثر استنبطت منه أنك تكتمين شجونا عظيمة دليلها القاطع لفظة التأسف الحلوة.
سيلفيا (تناوله خاتما) :
لقد صدق ظنك! فخذ هذا الخاتم تذكارا.
زانيتو (بإشارة رفض) :
لا يا سيدتي، وإنه لعلى طراز قديم من ذهب جيد ومزين بفص كبير من الماس النادر، وهذا ما لا أستطيع قبوله فشكرا لك، وكيف أقبله وأنت أرملة فقيرة.
Unknown page