Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Genres
21
والنمسا الهيثم.
22
لم يغب عنك ما فعل بهذا العظيم الهائل، فقد زج به في أعماق السجون ست سنين وراء أفريقية والبحار.
النفي ممقوت كافر! كان هذا البطل العظيم متربعا في قفصه، منحنيا تلعب أسنانه بركبتيه، ولو كان قلب هذا الطريد خلوا لكان أنعم بالا، ولكن قلوب الآباء لهي قلوب الآساد؛ إذ كان ابنه آخذا بشغاف قلبه، ولم تبق له الدنيا إلا ذخيرتين في عرينه: صورة ابنه وخريطة الدنيا، وبعبارة أخرى مرمى فكره ولبه وجميع قلبه.
وفي المساء كان يسرح الطرف في مخدعه؛ إذ كانت تدور في رأسه الصلعاء أعماله وفتوحاته الماضية، وكان السجانون والديادبة له بالمرصاد ليل نهار ليقرءوا ما يرتسم على جبهته من الفكر والآمال.
ما كان يفكر ساعتئذ في ملحمة كتبها بظبة حسامه؛ إذ يصف أركول وأوسترلنز ومونميراي.
23
لا ولا الأهرام وباشا القاهرة وصافناته الجياد التي عضضن صدور خيله. لا ولا الجلل والمدافع التي لبثت تحت قدميه عشرين سنة وأذكت الوغى بقتامها وسحبها السود، ولما هبت ريحها على هذا اليم الهائج كانت الأعلام الخافقة مائلة في الملحمة الشعواء.
لا ولا مجريط
Unknown page