18

Bahr Zakhkhar

البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار

[مسألة الفرقة الباطنية]

( مسألة ) والباطنية في الحقيقة خارجون عن الإسلام لكن انتحلوه ظاهرا فعدوا في فرقه ، ولا يكاد يعرف مذهبهم ولتسترهم وإحداثهم كل وقت مذهبا ، وفشا مذهبهم بعد مائتين من الهجرة ، أحدثه عبد الله بن ميمون القداح ، وكان مجوسيا فتستر بالتشيع ليبطل الإسلام ، وسموا ( باطنية ) لدعواهم لكل ظاهر باطنا .

و( قرامطة ) نسبة إلى رجل يسمى قرمطا .

وجملة ما حصل من مذاهبهم في الدين : القول بأصلين روحانيين ، السابق والتالي ، هو المدبر وقيل : بل هما ، والعلة وهي الباري لا توصف بوجود ولا عدم ولا غيرهما ، واتفقوا على القول بالطبائع الأربع ، ويثبتون النبوة ظاهرا وينكرون الوحي ، وهبوط الملائكة ، والمعجز بل يجعلونه رموزا فثعبان موسى حجته ، والغمام أمره ، وأنكروا كون عيسى من غير أب ، بل رمزا إلى أخذ العلم من غير إمام بل تلميذ حجة من نقبا زمانه ، وإحياء الموتى إشارة إلى العلم ، ونبع الماء من الأصابع إشارة إلى كثرة العلم ، وطلوع الشمس من المغرب خروج الإمام .

قالوا : والنبوة قوة ترد من التالي على قلبه فيعرف بواطن الأشياء وطبائع الأجسام .

والقيامة : قيام الإمام ، والمعاد : عود كل شيء إلى أصله من الطبائع الأربع ، وأوجبوا قبول ما جاءت به الرسل ومعرفة باطنه ورموزاته ، وجعلوا الصلاة إشارات إلى أشياء والجنابة إظهار العلم إلى غير أهله ونحو ذلك .

Page 18