============================================================
قلنا: من كان في سابق علم الله أنه شقي أو سعيد فإنه لا يتغير ولا يتبدل علمه اولكن لو علم أنه يصير سعيدا في بعض عمره وشقيا في بعض عمره](1) يجوز أن يكون اسمه مكتوبا في اللوح المحفوظ من الأشقياء أو من السعداء [ثم تحول ذلك ويكتب ال من الأشقياء أو من السعداء](2) لأنا لو قلنا بأن الشقي لا يصير سعيدا، والسعيد لا يصير شقيا يودي إلى إبطال الكتب والرسل وهذا لا يجوز(3).
الأجل المثبت في اللوح المحفوظ وهو ما تطلع عليه الملائكة، وهو قابل للتغير والتبدل، فالتغير ال هنا لا يقع في علم الله تعالى، وإنما يقع في المكتوب باللوح، وذلك مثل النسخ في القرءان والثاني: هو علم الله القديم الأزلي الذي لا يقع به تغير ولا تبدل، يدل على ذلك أيضا قوله تعالى: وما و كان لرسول أن يأتى وعاية إلا يإذن الله لكل أجل كتاب * يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعندههأم الكتلب} [الرعد: 39-38].
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (7).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (7).
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: ليعني أن السعادة والشقاوة لهما معنيان، أحدهما: السعادة ال و الشقاوة في علم الله تعالى والثاني: السعادة والشقاوة بظاهر الحال، فالمعنى الأول هو المعتد به المعتبر لا يحتمل التبديل، وهو المراد من قوله عليه السلام "السعيد من سعد في بطن أمه والشقي ال من شقي في بطن أمه" والمعني الثاني: يحتمل التبديل والتغيير، وهو المراد من قول أرباب العقائد: السعيد قد يشقى، والشقي قد يسعد، وإليه أشار على القاري في "شرح الفقه الأكبر". "عرياني" وورد بالنسخة (و) تعليق صورته: "قال رسول الله 6لالة: "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا: أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان منكم من أهل السعادة فسيصير لعمل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسيصير لعمل الشقاوة ثم قرأ: ( فأما من أعطى وأنقى * وصدق بالحمسنى * فسنيسره لليسرى* وأما من بخل وأستغنى * وكذب بالحسفى * فسنيسره للعسرى} [الليل: 10-5]".
Unknown page