============================================================
202 أما العدل: قالوا بأن الله تعالى لا يخلق الشر، ولا يقضي به؛ لأنه لو خلق الشروقضى ال به ثم يعذبهم على ذلك يكون ذلك منه جورا، والله تعالى عادل لا يجور.
لوأما الثاني(1): قالوا بأن القرآن مخلوق وكذا سائر صفاته؛ لأنا لو قلنا بأنه غير مخلوق لا يكون توحيدا.
وأما الثالث(2): قالوا بأن الله تعالى إذا وعد عباده ثوابا لا يجوز أن يخالف وعده؛ لأن الله تعالى لا ئخلف الميعاد.
(والرابع:](3) وإذا أوعد وعيدا لا يجوز أن لا يعذبهم ويخالف وعيده؛ لأن الخلف في كلام الله تعالى لا يجوز.
وقال أهل السنة والجماعة: إن الله تعالى إذا أوعد وعيدا يجوز أن لا يعذبهم، ولكنه يعفو ويغفرلهم ولايعاقبهم.
واحتجت المعتزلة بقوله تعالى: { ومن يقثل مؤمنامتعمدا فجزآؤه.
جهنر خدلدا فيها وعضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} [النساء: 293 وكذلك قوله تعالى: ومن يفعل ذالك عدوا ناوظلما فسوف نصليه نارا} [النساء: 30].
لوالجواب عنه قلنا: ما ذكر الله تعالى من الوعيد صار مستثنى بقوله تعالى: إن آلله لا يغفرأن يشرك بوهويغفر مادون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48].
وقولهم: "يكون خلفا في الوعيد".
(1) يعني: الأصل الثاني وهو التوحيد.
(2) يعني: الأصل الثالث وهو الوعد والوعيد، وقد فرق المؤلف بين الوعد والوعيد فاعتبر الوعد أصلا بمفرده، والوعيد أصلأ آخر بمفرده. والمعروف أن الوعيد والوعيد أصل واحد.
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (7).
Unknown page