142

Bahr Dumuc

بحر الدموع

Investigator

جمال محمود مصطفى

Publisher

دار الفجر للتراث

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ

Publication Year

٢٠٠٤م

يقبل الله تعالى منه عملا حتى يؤديه إلى أهله". ويروى في حديث آخر: "لم يقبل منه عملا ما دام عليه شيء منه" (١) . وقال ﷺ: "لو أن أصحاب المال الحرام استشهدوا في سبيل الله تعالى سبعين مرة لم تكن الشهادة لهم توبة، وتوبة الحرام ردّه إلى أربابه، والاستحلال منهم". وقال ﷺ: "من أكل الحلال أربعين يوما، نوّر الله تعالى قلبه، وأجرى ينابيع الحكمة على لسانه، ويهديه الله في الدنيا والآخرة". وفي المناجاة: أن الله تعالى يقول لموسى ﵇: إن أردت أن تدعوني، فصن بطنك عن الحرام، وقل: يا ذا المنّ القديم، والفضل العميم، يا ذا الرحمة الواسعة، فأنّى أجيبك فيما سألتني. وقال عبد الله بن عمر ﵁: لو صمتم حتى تكونوا كالحنايا، وصليّتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل منكم إلا بورع حاجز. وقال بعض أهل العلم: الدنيا حلالها حساب، وحرامها عقاب، والحرام داء لا دواء له إلا الفرار للرحمن من أكله. وأنشدوا في المعنى: أشبّه من يتوب على حرام ... كبيض فاسد تحت الحمام يطول عناؤه في غير شغل ... وآخره يقوم بلا تمام إذا كان المقام على حرام ... فلا معنى لتطويل القيام وقال يحيى بن معاذ رضي الله تعالى عنه: الطاعة مخزونة في خزائن الله تعالى، ومفتاحها الدعاء، وأسنانها أكل الحلال، فإذا لم يكن في المفتاح أسنان، فلا يفتح

(١) حديث ضعيف، رواه أحمد.

1 / 145