115

Bahr Dumuc

بحر الدموع

Investigator

جمال محمود مصطفى

Publisher

دار الفجر للتراث

Edition Number

الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ

Publication Year

٢٠٠٤م

الفصل السابع والعشرون اعلم أن الزنى من أكبر الكبائر، وهو شؤم على صاحبه في الدنيا والآخرة، ووبال على صاحبه. وقد نهى الله تعالى عنه في مواضع من كتابه، فقال تعالى: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ الإسراء ٣٢. وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ المؤمنون ٥، ٧. وقال رسول الله ﷺ: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (١) .، أراد بذلك أن الزاني مبعد عن الله تعالى، مستوجب المقت من الله ﷿. وفي الخبر أن شابا أتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، أتأذن لي في الزنى، فصاح الناس به، فقال: "اتركوه، أدن مني"، فقال: "أتحبه لأمك؟ " قال: لا، جعلني الله فداك. قال: "كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم"، ثم قال له: "أتحبه لأبنتك؟ " قال: لا. قال: "كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم". حتى ذكر الأخت، والخالات والعمات وهو يقول: لا، ورسول الله ﷺ يقول: "كذلك الناس لا يحبونه"، ثم وضع يده الكريمة على صدره، وقال: "اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه"، فلم يكن بعد ذلك شيء أبغض إليه من الزنى (٢) . وقال رسول الله ﷺ: "لما خلقت المرأة، قال لها إبليس: أنت نصف جندي، وأنت موضع سري، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ" فتحفظ رحمك الله نت سهام الشيطان.

(١) أخرجه مسلم ٥٧، ابن ماجة ٣٩٣٦. (٢) رواه أحمد وإسناده صحصح.

1 / 118