ووصل الخبر في هذا الشهر بخروج والي لبندر جدة يسمى يوسف آغا، وعزل عنها محمد شاوش.
وفي ثاني عيد رمضان بشهر شوال وصلت كتب من أبي عريش، ثم تعقبه من حسن بن الإمام من جبل رازح يذكرون أن هذه الأيام جهز جماعات من العساكر السلطانية إلى الجهات الحجازية، وخرج إلى مكة ثلاثة أعوان أحدهم : ناظرا على إصلاح السبل منها وإصلاح العيون، وآخر يقال له: محمد بن سليمان ، له معرفة بالعلم، أمر بأنه يطلع على من في مكة من أهل المقررات[78/ب] والصدقات والأوقاف، وأن صرفها يكون على يده الذي للأشراف، والذي للعلماء، والذي لأهل الوظائف. والعسكر السلطانية انكشف توجههم إلى بغداد بالعراق والبصرة زيادة لمن فيها.
وروى الشيخ محمد كزبر الدمشقي أن الرتبة ببغداد المعتادة قدر اثني عشر ألفا من الإبحارية، وأن السلطان جددهم بآخرين، وزاد مثلهم فهم هؤلاء الذين ساروا إليها خارجين. وخرج من البحر هذه الأيام خزانة من البارود والرصاص، فلما قاربت جدة حرقت بسبب نار اتصلت بالبارود، فغرقت.
وفي ليلة السبت خامس عشر شهر شوال منها خسفت القمر لجميع جرمها في برج السرطان، وكان أول شهر شوال بالإستهلال السبت، وعند أهل الحساب والمنجمين بالجمعة والخسوف على ذلك كان في سادس عشر[79/أ].
وفي هذا الشهر توفي الفقيه محمد بن عز الدين الأكوع في بيته بالحصين من ضوران، وكان قد شاخ وتعمر، وكان عليه المخازين مع شرف الدين الحسن بن الإمام القاسم مدته وولاية بلاد آنس هو وصنوه عبد الله، واستمر كذلك مدة الإمام المؤيد محمد بن القاسم .
Page 397