ودفن بحصن شهارة جنب الجامع [53/أ] بين القبتين رحمه الله. وكان المذكور له سياسة عجيبة، اتفق أن مسافرا أمسى في سمسرة الرباط فراحت عليه دراهم كثيرة في خرج أو مسب، فشكاه المقهوي؛ لأنه الذي يغلق السمسرة، فأنكر ذلك، فلم يقر بشيء، ثم إنه سار إلى عند الحسين بن المؤيد، فطلب المذكور وحبسه، ثم أمر الرسمي يسوسه بأخذ خاتمه من يده ، فأخذه، فكتب على لسان المحبوس إلى ولده والخاتم الأمارة يذكر منه أنه يرسل بالخرج بما فيه من الدراهم، فسار ولده بذلك إلى حضرته، وتقرر عليه أمره، ورجعت الدراهم لصاحبها.
وفي هذه الأيام بعد وصول مشائخ بلاد خولان صعدة شكاة من علي بن أحمد أرسل معهم الإمام واليا السيد علي بن مهدي النوعة ، فحصل مع علي بن أحمد ما حصل، وتكدر خاطره واشتغل.
وفي غرة رجب نزل علي بن الإمام من حضرة والده إلى اليمن الأسفل، بلد ولايته فسار واستقر بمدينة إب .
وفي هذه الأيام خرج محمد بن عامر الذي كان خالف على عساكر السلطنة بسواحل الحبشة، كما مضى ذكره، فدخل المخا هاربا في قدر خمسة عشر نفرا، وخرج عقبه غرابان إثنان لاحقان له في البحر حتى وصلوا إلى قريب المخا، ثم رجعوا على القفاء، وخرج زيادة عسكر إلى سواكن؛ لأجل محمد عامر مما حركه من الأمر الساكن، وانتهب على المذكور خزانته، وما قد جمعه مما استولى عليه وأخذه، وهو الذي أخرج مصطفى باشا من الحبشة وحاربه، ولعله كان قران المريخ والمشتري في برج العقرب.
ووصل في هذه الأيام بآخر شهر رجب وأول شعبان مركب كان متوها في البحر من الهند، وقد له في البحر حول أربعة أشهر من أول الموسم[53/ب]. وكان السيد الحسن الجرموزي صاحب المخا قد جهز المحصول من البندر إلى حضرة الإمام وبلغ صحبته، فوصل إلى حضرة الإمام بأول شعبان بحول مائة وخمسين حملا.
Page 365