276

وفي هذه الأيام اطلع علي بن أحمد بن القاسم صاحب صعدة على كتاب بلاغة بخط الفقيه حسن المتميز، الذي كان وكيلا للمتوكل على الله إسماعيل على مخازين بيت المال بصعدة يذكر فيه إلى المتوكل أمورا كثيرة على علي بن أحمد، فطلب علي بن أحمد المتميز إلى حضرته وقال له: هذا خطك؟ فقال: نعم.، فقال له: ما حملك على هذا الذي نقلته إلى المتوكل وكشفته؟ فقال الفقيه: الغيرة عليكم يا أهل البيت، فأمر بحبسه في الحال ونهبه فنهبوه في الديوان، وخرج إلى الحبس، وهو عريان وكبله بالحديد، ثم أنه تشفع فيه من تشفع بإطلاقه، فأطلقه ولم يقر بالفقيه قرار، ووصل إلى صنعاء بقي فيها مدة من الزمان فوق السنة، ثم إنه عاد إلى بلاده، وكان المذكور من المشيرين على المتوكل بعزل علي عن صعدة وتولية ولده الحسن، فلم يقدر الله ذلك، وحال بينه موت المتوكل.

[217/أ] وفي آخر شهر رجب منها رأيت حجارة مكتوبا فيها كتابة خلقة ما لفظه: محمد بن إبراهيم بهذا اللفظ، فقلت: لا يعلم أحد بهذا الإسم من المشهورين إلا السلطان محمد بن إبراهيم بن عثمان.

وفي هذه الأيام كتب القاسم بن محمد بن المؤيد صاحب شهارة إلى محمد بن المتوكل أنه يطلب له من صنوه أحمد بن المتوكل ولاية بلاد عذر، ما كفته بلاد الشرف، فذكر لصنوه أحمد ذلك، فلم يسعد.

وفي هذه الأيام بشهر جمادى الثاني خرج أحمد بن المتوكل إلى عند المهدي يطلب منه ولاية حجة، وخرج معه صنوه محمد بن المتوكل فلم يسعد المهدي إلى ذلك، فجعل له محمد بن المتوكل من بلاده بلاد ثلا، وما اكتفى ببلاد عفار والسودة وعذر، ولذلك طلب أحمد بن محمد بن الحسن زيادة بلاد إلى بلاده، فلم يسعد المهدي إلى مطلبه لكنه زاد له دراهم من حضرته.

Page 586