وفي هذه الأيام ظهرت زلازل في بلاد ريمة وأصاب وقعار وحراز، لم تظهر في غير هذه الجهة، فالحكمة لله تعالى.
وكتب القاضي محمد بن علي قيس إلى صاحبه قاسم صاحب شهارة رسالة يعظه وينهاه عن الجور في بلاد الشرف، لما استفاض الجور فيها مما تضرر منه أهلها، وهذا من عجائب أحوال الزمان، فإن القاضي كان قد بايعه ومال إليه وغلا فيه وشهد بإمامته، ثم شاهد بعد ذلك ما شاهد من الخلل والجور الذي هو رأس الإمامة في القول والعمل. وزال بسبب ذلك مع أهل تلك البلاد بعض الاعتقادات في السيد قاسم الأولة، وزال بما رأوه من الذي نالهم منه العقائد الماضية.
وأحمد بن الحسن لما بلغه ما جرى من آل دمينة من برط من النهب للقافلة من العمشية تغير خاطره، وبعث إليهم برسالة يتوعدهم فيها.
[200/أ] وفي هذه المدة قد كان تقالل السرق بصنعاء من السراق، ثم تحرك، فسرق حانوت في السوق، ثم بعده ثلاثة بيوت، فتربص الحراس بصنعاء إلى دخول السرق بيتا، ثم أجمعوا عليه من خارجه مع زيادة من العسكر، فحازوه حتى لم يتمكن السراق من الهرب، فسلموا أنفسهم وطلبوا الأمان، فوجدوا اثني عشرة رجلا عشرة من الحراس واثنين من السرق الذين يقال لهم بنو الرعدي من بني قرمان من سنحان. وقد تكرر منهم السرق، فحبسهم والي المدينة، ولم يقم عليهم الحد فيما قد سرقوه، وكان هو الواجب شرعا عليه فيما فعلوه.
Page 557