234

فأجاب محمد بن المتوكل على أحمد بن الحسن المهدي: أن الحاضرين بصنعاء اختلفوا في ذلك، فمنهم من قال: يخرجون ومنهم من قال لا وجه لإخراجهم، وإن من صدر منه ضريبة وغش وبيع خمر وجب تأديبه.

ثم جاء أمر منه بعد ذلك بأنه تخرب جميع الكنائس، فأخرب في البون على طريقه لما عاد ما أخرب، وكذلك أخرب ولاته باليمن الأسفل بعضا من الكنائس وأمر بإخراب كنيسة صنعاء ، فراجع عليها محمد بن المتوكل، وقال: هي قديمة غير محدثة ووجد في سيرة صنعاء للرازي أنها من زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أنها قبلي المدينة قريب الباب، وأنها التي نزل بها وبر بن يخنس الصحابي الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على أبي الأسود العنسي الكذاب ، وذكر الرازي في تاريخه الكنيسة الأخرى التي كانت للنصارى، وأنها خراب بقي منها عقود، ولعلها التي كانت في القليس ، وكنيسة اليهود غيرها في الربع القبلي من المدينة يلي الضرب، باقيه الآن، والله أعلم ما يتم من أمر أحمد بن الحسن فيها.

وخربت كنائس كوكبان وشبام وتلك الجهة، وروي عن الفقيه أحمد بن أبي الرجال أنه ذكر أن القاضي زكريا من علماء الشافعية قرر وجوب إخراجهم من جزيرة العرب، وهو كذب من أحمد بن صالح على القاضي زكريا، فإننا رأينا مصنفاته في شرح الروض ، وشرح مختصر المنهاج له أن الإخراج مختص بالحجاز لا غيره، كما يقول سائر الشافعية والعلماء.

Page 537