وفي هذه الأيام أرسل القاسم بن الإمام رتبة من العسكر[155/ب] إلى رأس نقيل عجيب لحفظه ورد من وصله، وكثر العسكر إلى حجة من جايش القبائل، وأحمد بن الحسن تقدم من ذيفان إلى الماجلين، وكان قد أرسل يوم العيد بدراهم ومصروف لأهل شهارة ولقاسم بمثل ذلك وكسوة، وهم في طرفي نقيض، يريد أن لها عندهم أثر في التقريب، وهم إنما صاروا يستعينون بذلك على ما هم بصدده والاهتمام به، وصار في هذا الجوع كلما وصل إليهم استغاثوا به، فلقد حصل معهم من المعونة بذلك وبما نهبوه من قصر خمر ما لا يزيد عليه، حتى بلغ القدح بخمر عند خروج الطعامات بدون الحرف كل قدح بعد أن كان بثلاثة، فجاء الجمع والتعب من أحمد بن الحسن ومحمد بن أحمد للناس، وأن هذا من العجائب، ومما يستغرب من الغرائب [156/أ]فكان هذا كما قال ابن المقرب:
والبخل خير من الإحسان في نفر
أبرهم لك من أغرى ومن شتما
واضع الجود في أعداء نعمته
كمودع الذيب في برية غنما
وزاد أحمد بن الحسن عزز بمكاتبة ظنا منه أنه يؤثر؛ لأجل نهضته والمقاربة، فكان جوابه المعاتبة والشدة في المخاطبة.
Page 492