قيل: جملة الفايت منهم قدر ستة وثلاثين نفرا، منهم النقيب أبو راوية الظليمي، والذي قتل من أصحاب المهدي أحمد بن الحسن قدر عشرة وصوايب في جماعات، وانتهب العسكر سوق الصلبة من الدراهم والبز، ولم يتركوا فيه لأحد ما يدخر، وأكثر النهب على البانيان الذين فيه؛ لأنهم ما رفعوا الذي معهم قبل الدخول إليه[152/ب] فراح مالهم وأسبابهم، وخرجوا منها فقراء لا يملكون شيئا، وكان جماعات من التجار قد رفعوا أموالهم، قبل وقوع الحرب، فسلمت أموالهم فلا قوة إلا بالله.
وباع الناهبون الشقة بعشرين بقشة والثوب بنصف ثمنه، رزق الحرام حرام، لا هم انتفعوا به الانتفاع التام، ولا هم تركوه لأهله وسلموا من الآثام.
ووصل إلى صنعاء من ضوران يوم الجمعة ثامن وعشرين شهر رمضان حسين بن المتوكل بأصحابه وهم قدر أربعمائة ومن أصحاب والده، وخرج يوم ثاني إلى حضرة أحمد بن الحسن إلى الغراس وكان عيد الفطر بحضرته معه، فاظهر أن موجب وصوله أنه يريد السعي في الإصلاح، وانه كان برأي من صنوه محمد وحسين بن الحسن وعلي بن المتوكل لما اجتمعوا بذمار، وأنه يريد العزم إلى شهارة.
وظهر أن مضمون هذا الرأي أنهم الجميع يجتمعون ويختارون من يجمع عليه الحاضرون، فلم يعجب هذا الرأي أحمد بن الحسن.
[153/أ] وقيل: إنما اعتذر بذلك، وإلا فسيره مغضبا لصنوه لما منعه من التصرف في المخازين وضيق عليه وحمل من خزانة بيت المال بضوران من الدراهم كثيرا، وكان صنوه محمد يومئذ غائبا في ذمار، وسار بها من ضوران، وأن ميلته في الباطن إلى القاسم صاحب شهارة.
Page 489