وقاسم بن الإمام المؤيد لما كثر الوفد عليه من بلاده، واستقر منهم عنده البعض من أنجاده، وكانوا لا يزالون مع قرب بلادهم يصابحونه ويماسونه، فما زال يحتاج لهم الطعامات والإقامات، مع قل المدخول فاستمد أكثر مدافن شهارة، ثم استمد بمدافن السودة ومخازينها لمن عنده. ولم يكن من البلاد التي يستمد منها إلا الشرف وعذر والسودة وظليمة بلاد حقيرة أكثرها، وزاد الجراد أحطبتها، وأكلت جميع الذرة من ثمرتها، فإذا استمر على هذه الحالة أنفق ما لديه وما جاء له ويضطر بعد إلى التقصير في أكثر الذين هم أنصاره، فيتفرقون عنه ويقل منهم اتباعه.
[136/ا] ويبلغ أن أحمد بن الحسن صارالآن يبذل لمشائخ من تلك البلاد من الدراهم التي يجذب بها كبارهم، ويفسد عليهم بسببها أمرهم.
ولما كان أحمد بن الحسن قد ظهر له بعض ما غفل عنه من كتب بعض الذين بايعوه بما ذكروه من بعض الشروط وما قصدوه، وإن ذلك إنما هو بيعة حسبة لا إمامة، وتغير من ذلك وظهر عليه الغضب، وكان خروجه الغراس مغاضبا، وبنى أنه يقصد إلى تلك البلاد، غير مراع إلى ما شرطوه، وعلى العمل بمقتضى الإمامات لا الاحتساب، فصار الناس والقضاة بين بين لا يقدرون على أمر من الأمور، فعاد حالهم إلى الإنخراط ظاهرا من التقية، واضطروا إلى إمرار إمامة الغلبة على مذهب أهل السنة والعلماء الذين في غير الحضرة، لم يصل منهم أحد، ولم يجب منهم بجواب صريح إلا بمجاملات: كالسيد علي العلفي، والقاضي مهدي صاحب ثلاء، ويحيى صالح صاحب ذمار وغيرهم، والله يصلح الحال للمسلمين.
[136/ب]وفي شهر رجب من هذه السنة وصل كتاب من القاسم بن المؤيد، وهذا لفظ كتاب القاسم بن المؤيد بالله إلى محمد بن الإمام وهو:
Page 464