156

وممن لقب المنصور علي بن أحمد وقاسم، وتلقب أحمد المؤيدي بالهادي، وكذلك حسين بن حسن تلقب بالواثق، شل لك يا شلال، ولم يتفق ذلك قبلهم لأحد، وجاء في كتب صاحب صعدة أحمد بن إبراهيم المؤيدي في كتبه بالآية، وهي قوله تعالى: {ياقومنا أجيبوا داعي الله ........... ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض}، وهذه الآية إنما هي في النبي صلى الله عليه وسلم، وليست لغيره من سائر الناس، فهذا تحريف لكتاب الله.

[128/ب] وفي يوم الأحد ثامن وعشرين شهر جمادى الآخرة وصل جواب أحمد بن الحسن من قاسم بن المؤيد، الذي سار مع يحيى بن الحاج ، فيه محاججة على مساوي، وعتب على ما جرى من المبايعة، وثلب لمن بايع أحمد بن الحسن من السادة والقضاة وسائر المبايعين من الملازمين، فتغير أحمد بن الحسن[129/أ] من كلامه وخطابه.

وحسن بن الإمام خرج عن رازح إلى تهامة، لا لموجب بل حصل معه فشل وجبن كثير، وإلا فإنه قد صار في قلعة حصينة رأس جبل رازح، بين السحاب والعسكر، وأهل البلاد بين يديه، والمخازين معه مملؤة من الحبوب وغيرها، وعلي بن أحمد بعيد عنها، فترجح له انسل عنها من غير محاصرة له ولا حرب، ونزل تهامة إلى أبي عريش، فلما بلغ علي بن أحمد ذلك فرح بها، وأرسل ولده إليها، وقبضوا ما فيها ونهب العسكر أثاثه وحوائجه، وتصرفوا في قصره وخزانته، واستولى على بلاد رازح جميعها.

وكان بهذا الأمر عاقبته إلى الحرب فيما بينهم، ويكون حدوده حدود الحروب التي جرت فيما بين الإمام القاسم وبين محمد باشا؛ لأنه كان إلى الإمام القاسم إلى حدود عفار، فكانت الحروب في أطراف هذه البلاد، وفي خمر ووادعة، فالله يكفي المسلمين شر مضلات الفتن، ولله قول الشاعر حيث يقول:

دع المقادير تجري في أعنتها

واصبر فليس لها صبر على حال

ما بين نومة عين وانتباهتها

يحول الدهر من حال إلى حال

يوما تراك خسيس الحال ترفعه إلى السماء ويوما تخفض العال

Page 455