وفي هذا الوقت جاء خبر من بلاد شام صعدة بأن حسن بن الإمام غزا إلى قبائل بني منبه ونحوهم؛ لأجل حدث أحدثوه، وفعلا فعلوه، وهو أنهم غزوا من بلادهم إلى بطن تهامة من ما يقرب من بلاد ظهر الجمل، وأنهم نهبوا قرية فيها يقال لها: العرة ، ورجعوا بلادهم بعد هذه الغزوة، فقصدهم المذكور من جبل رازح فلم يظفر بهم لعسرة الجبال، وقيل: ظفر بقرية أخرب جانبا فيها وعاد رازح.
وفي عشرين من شهر صفر وصل الزوار من المدينة المشرفة، فذكروا أن الباشا حسين مستقر، وأنه ما رجع مع المحامل بل سكن بمكة، وأنه تمشى وطاف إلى جدة في جند واسعة، وعمل آغا جده له سماطا كبيرا.
وفي هذا الشهر هجم الفقيه حسين بن يحيى حنش على جماعة من السادة في شهارة وهم سكارى، فقبض منهم البعض وهرب البعض.
وفي آخر صفر جاء الخبر المحقق مع بعض الوافدين من الحجاج الحقيقين الثقات المحققين، فأخبرني من لسانه أن الخارج[87/أ] حسين باشا مع الشامي، وأن جملة خيله التي خرج بها ثلاثة آلاف وخمسمائة، حسبما حصره الأشراف، من غير الأتباع والعساكر من الرجال.
قال: وكان عقب تمام الحج ووقت السفر للحجاج إلى كل نهج جهز أمير محمل الشامي مع حاج الشام والروم، وهو بمن معه من الخيل الملموم استقر بمكة، وطرح بوطاقاته في المعلاة رأس مكة.
قال: وكانت الأوامر والنواهي بمكة أيام الحج له حاكما على أمراء المحامل،وعلى الشريف بركات وجميع الوافدين والأطراف، قال: وحال أن عزم هو هنالك، ثم أكد قوله الواصلون من الزوار في أول شهر ربيع الأول، فذكروا جميعا: أن الباشا حسين بمن معه رجع إلى الشام، ولم يكن بمكة ما يوجب البقاء، والله أعلم.
Page 406