============================================================
بهجة الطائفة اليقظة، كما د أن ن خوف المتعبد من كدورة الغفلة.
(39 ب) فصل 31: في الإخلاص قال، عليه السلام: "الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم 3 هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم". فهلاك جميع الناس بالجهل وترك اتباع العلم، وهلاك العالم بمخالفة فعله لقوله، وعمله لعلمه. فإن العلم يأمر الناس بالتقوى، والجهل يأمرهم بالرغبة في الدنيا. فإذا طمع العالم في الدنيا فوق كفايته فهو من الهالكين. لأنه ورد في الخبر أنه: "من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أعمى(1) الله قلبه"، وفي رواية : "اقد أخذ حقه وهو لا يشعر".
وهلاك العامل أن يداخله في عمله (2) المشاركة لغير الله. كما قال، عليه السلام(3) مخبرا عن الله : "أنا أغنى (4) الشركاء عن الشرك؛ من عمل لي عملا أشرك فيه معي غيري، وضعت نصيبي لشريكي، وأنا منه بري". وأما 12 خطر المخلص صار عظيما لأنه قال، عليه السلام: "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل"(5)، وقال، عليه السلام: "أنا أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قيل: "وما الشرك الأصغر؟"، قال: "الرياء"(2) .
فما دام المخلص في مقام طريق الإخلاص فالرياء مقابله. والخطر عليهم من خوف الرياء. وما دام المخلص في مقام تحقيق الإخلاص، (1) أعمى، في الأصل: أعما.
(2) عمله، في الأصل: عمل.
(3) انظر المعجم المفهرس 3: 108، تحت: أشرك: (4) أغنى؛ في الأصل: أغنا.
5) انظر المعجم المفهرس 2: 107، تحت: دييب، وانظر صوم القلب، فصل 13، 31/37 (6) انظر مستد أحمد بن حتبل 5: 428.
Page 111