163

Bahjat Nufus

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

Investigator

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

Publisher

دار الغرب الاسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

جئتنا تمشي رويدا … نحونا يا خير ساع (^١) قال صاحب «رفع الغواشي»: أضيفت الثنية إلى الوداع، لأنها موضع التوديع، وهو اسم قديم جاهلي، وهذه الثنية خارج المدينة الشريفة (^٢). وأقبل رسول الله، ﷺ، إلى المدينة، وكان مردفا لأبي بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، والنبي ﷺ، شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل الذي يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير (^٣). وقدم ﷺ، المدينة حين اشتد الضحى من يوم الإثنين، وتلقى المسلمون رسول الله ﷺ بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف - كما سيأتي - فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله ﷺ، صامتا، وطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله، ﷺ، يحيى أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله، ﷺ، فأقبل أبو بكر، حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله، ﷺ، عند ذلك (^٤). إشارة إلى ميل النفس إلى الوطن فيما ظهر منها أو بطن: يروى أن النبي، ﷺ، لما سار إلى المدينة تذكر مكة في طريقه، فاشتاق

(^١) الخبر والشعر أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٥٠٦ عن عائشة، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص ٢٦٢. (^٢) كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٢)، وعند ياقوت في معجم البلدان ٢/ ٨٦. (^٣) كذا ورد عند ابن النجار في الدر الثمينة ٢/ ٣٣٠، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ١/ ١٠٤. (^٤) أخرجه البخاري ضمن حديث طويل عن عروة كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة ٤/ ٣١١، وأخرجه الطبري في تاريخه ٢/ ٣٨١، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٣٠.

1 / 166