يثرب». فلما ذكر النبي ﷺ هذا المقام لأصحابه هاجر من هاجر منهم قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة (^١).
وكان أول من هاجر إلى أرض الحبشة: حاطب بن عمرو (^٢)، وقيل:
عبد الله بن عبد الأسد بن هلال (^٣)، وأول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة:
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ﵁ (^٤).
وتجهز أبو بكر ﵁ قبل المدينة، فقال له رسول الله، ﷺ:
على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي. فقال له أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله، ﷺ، ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده الخبط (^٥) أربعة أشهر (^٦).
قالت عائشة، ﵂: فبينما نحن يوما جلوس في بيت /أبي بكر في نحر (^٧) الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله، ﷺ، متقنعا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء في هذه الساعة إلا لأمر، فجاء رسول الله، ﷺ، فاستأذن،