كان لحصين بن أبي الحر العنبري فوهبه لابن عباس. روى عن مولاه ابن عباس وعائشة وأبي هريرة وعبدالله بن عمر وابن عمرو وعقبة بن عامر رضي الله عنهم وغيرهم وروى عنه ابراهيم النخعي والشعبي وأبو الشعثاء جابر بن زيد وقتادة وأيوب السختياني وخلق كثير. وهو ممن أخرج البخاري ومسلم حديثه، وكان يفتي في عهد ابن عباس .. لكن تكلم فيه بعضهم فاتهم برأي الخوارج الصفرية ففي "سير النبلاء" للذهبي (5/517): "وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال خالد الحذاء: كل ما قال محمد بن سيرين: نبئت عن ابن عباس. فإنما رواه عن عكرمة. قيل: ما شأنه؟. قال: كان يرى رأي الخوارج رأي الصفرية ولم يدع موضعا إلا خرج إليه خراسان والشام واليمن ومصر وافريقية. قال أحمد: وإنما أخذ أهل أفريقية رأي الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم". ا.ه وقد وثقه طائفة لابأس بهم؛ قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين: فعكرمة أحب إليك في ابن عباس أو عبيدالله؟. قال: كلاهما. ولم يختر، قلت: فعكرمة أو سعيد بن جبير؟. فقال: ثقة وثقة. وفي "سير النبلاء" للذهبي: ".. عن عثمان قال: كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل إذ جاء عكرمة، فقال: يا أبا أمامة أذكرك الله؛ هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي؟. فقال أبو أمامة: نعم". وروى سعيد عن قتادة قال: كان أعلم التابعين أربعة: كان عطاء أعلمهم بالمناسك، وكان سعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير، وكان عكرمة أعلمهم بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان الحسن أعلمهم بالحلال والحرام. وعن أيوب وقد سئل عن عكرمة فقال: لو لم يكن عندي ثقة لم أكتب عنه. وقال حماد بن زيد: قيل لأيوب: أكنتم تتهمون عكرمة؟. قال: أما أنا فلم أكن أتهمه. وكان أبو الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس هذا أعلم الناس.
Page 276