220

لك الويل فارجع عن ضلالك تائبا فليس الذي أشقى الإله كمن عصم وقول الناظم: (أعني لدى الخلود.. الخ) أي لافرق بين المشرك والفاسق المنافق في الخلود بل كل منهم مخلد لقوله تبارك وتعالى: { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } البقرة : 81 ولقوله تعالى: { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا } الجن : 23 وإنما الفرق بين أهل النار في منازل العذاب، إذ كل معذب بقدر عمله فللنار دركات بعضها أشد عذابا من بعض وأكثر نكالا من غيرها حتى روي: »أن من أقل الناس عذابا من ينعل بنعلين من النار فيفور منهما مخه من أعلى هامته«(_( ) جاء بلفظ: »إن أهون أهل النار عذابا لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه وفي رواية: ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعله « وما يقاربها من طريق النعمان بن بشير - رضي الله عنه - رواه البخاري في "صحيحه" [6561 و6562] ومسلم [312] وأحمد [18420 و18443] والطيالسي [798] وابن أبي شيبة في "مصنفه" [34121] وأبو نعيم في "الحلية" [5935] والحاكم في "المستدرك" [8730 و8731 و8732 و8733]. ومن طريق ابن عباس - رضي الله عنه - رواه مسلم [212] وأحمد في "مسنده" [2694]. ومن طريق أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عند الحاكم [8734] وابن أبي شيبة [34123]وغيرهم. _) والدليل على الفرق بينهم في أنواع العذاب قوله عزوجل: { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } النساء : 145 وقوله: - صلى الله عليه وسلم - : (إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون((_( ) جاء من طريق ابن مسعود - رضي الله عنه - رواه الإمام مسلم في "صحيحه" [2109] وأحمد في "مسنده" [4049] والحميدي في "مسنده" [117] والبيهقي في "السنن الكبرى" [14567]. كما جاء من طريق ابن عمر رضي الله عنهما رواه الإمام أحمد في "مسنده" [4791] والنسائي في "الصغرى" [5364] وفي "الكبرى" [9795]._) فدلت الآية والحديث معا على أن أحدا دون هذين الفريقين في العذاب.

( 190)(كذاك من قال بأنه يجي وقت على النار بلا تأجج)

Page 253