123

وقال (حاشية): وكون القول بالمنزلة بين المنزلتين سبب التلقيب غير واضح كما أن صلة واصل زعيم المعتزلة بأبي هاشم عبدالله بن محمد ابن الحنفية وانتماءهم إليه قبل صلتهم بالحسن البصري، وهذا يخدش أن يكون الثاني سبب للتلقيب على أن المطرود من المجلس لا يصح عده معتزلا والله أعلم." ا.ه بيد أن القاضي عبد الجبار (ت415ه) وهو من متأخري علماء المعتزلة يحكي في كتابه "شرح الأصول الخمسة" الخلاف الحاصل في مسألة مرتكب الكبيرة وأن الحسن اختار أنه منافق وذكر أن عمر بن عبيد ذهب إلى مثله وأنه كان من أصحاب الحسن ثم قال في ص(138): "وقد جرت بين واصل وبين عمرو بن عبيد مناظرة في هذا فرجع عمرو بن عبيد إلى مذهبه وترك حلقة الحسن واعتزل جانبا فسموه معتزليا. وهذا أصل تلقيب أهل العدل بالمعتزلة." ا.ه فتراه يعزو إلى عمرو ترك حلقة الحسن لا واصل والله أعلم بحقيقة التسمية. والمعتزلة اشتهروا بمبدأ من التزمه عدوه منهم ومن خالفه أقصوه عنهم وهو مبدأ القول بالأصول الخمسة وهي: 1 التوحيد. 2 العدل. 3 الوعد والوعيد. 4 المنزلة بين المنزلتين. 5 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهم في الجملة يتفقون مع الإباضية في انكار رؤية الله في الآخرة والقول بخلق القرآن وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار إذا لم يتب، وخالفوا الإباضية في القول بالصلاح والأصلح، والتحسين والتقبيح العقليين وانفردوا كذلك بالقول بالقدر ونصهم على أن العبد خالق لأفعاله ومرادهم تنزيه الله عن اثبات خلق الشر له.

Page 155