كأشعة الشمس افترقن إلى مدى
والملتقى في مصدر الأنوار
7
كانت العاطفة الدينية مختلطة عندها بالمعاني القومية والاجتماعية كما هي حالها عند أكثر البشر، وإن كانت عند المسلمين أوضح منها عند غيرهم. فإذا تكلمت في اجتماعاتنا في مسائل إسلامية كنت أرى يدها تشير ببطء وعظمة ورأسها يرتفع مفاخرا. فأذكر إزاء هاتين الحركتين كلمة الشاعر الإسباني القائل: «إنما في عروق الشرق جميع الدماء ملوكية»
8
ويا طالما لمحت على تلك الجبهة السمراء الجميلة خيالات عز الإسلام تموج بين عقارب شعرها الأسود! فأحدق إذ ذاك في شفتيها الصامتتين وأراهما تتكلمان بلا حراك، وجمودهما يعبر عن كلمات حائرات عليهما، وقد حسبتهن قول الشاعر:
توزع قلبي حبكم وهو غالب
وحقد على أعدائكم يتسعر
ولو كان لي بأس على قدر غيرتي
لكان لكم منه حصون وعسكر
Unknown page