131

مهدت بالغزل الرقيق لمدحه

وأردت قبل الفرض أن أتنفلا

يا من مديحي فيه صدق كله

فكأنما أتلو كتابا منزلا

يا من ولائي فيه نص بين

والنص عند القوم لن يتأولا

ولعل البهاء زهيرا كان يشعر بما يكتنف مذهبه الجديد في الشعر من تنقيص خصومه، ومن ضعف الأذواق التي أفسدها التكلف عن تذوقه؛ لذلك كان يسلك في الشعر الرسمي، شعر المديح، المذهب القديم غالبا؛ ويظهر عليه، في كثير من الأحيان، أنه يحاول غير ما في طبعه، حتى إذا هتفت بالشعر عواطفه، عاد إلى مذهبه السهل البسيط الخالي من التصنع، القريب من الفطر.

ولمذهب البهاء زهير خصوم نجد صدى أحكامهم في قول صاحب كتاب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان» لليافعي اليمني المتوفى سنة 768:

قال ابن خلكان: وكل شعره لطيف، وذكر شيئا منه في تاريخه، ولكن للاختصار والتخفيف لم أكتب شيئا منه، ولا أعجبني ولا قوى عزمي الضعيف.

لكن لمذهب البهاء زهير مريدون كثيرون يرون شعره لطيفا من السهل الممتنع، كما نقلنا عن ابن خلكان.

Unknown page