البغداديات ، للفارسي
البغداديات ، للفارسي
البغداديات ، للفارسي
(/)الكتاب : البغداديات ، للفارسي ¶ البغداديات ، للفارسي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الكتاب : البغداديات ، للفارسي ¶ البغداديات ، للفارسي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فهرس الموضوعات 245 ¶ فهرس الموضوعات ¶ الموضوع رقم الصفحة ¶ المقدمة 3 ¶ نص الكتاب المحقق 9 ¶ طبقا لقوانين الملكية الفكرية ¶ (عبر الانترنت أو ¶ للمكتبات الالكترونية أو الأقراص المدمجة أو اى ¶ وسيلة أخرى ) ¶ المقدمة 3 ¶ بسم الله الرحمن الرحيم ¶ المقدمة ¶ التعريف بالمؤلف: ¶ اسمه: ¶ هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان ¶ الفارسي النحوي ¶ أبوه فارسي، وأمه عربية سدوسية من سدوس شيبان من ربيعه الفرس ¶ ولادته: ¶ لا يذكر أكثر المؤرخين السنة التي ولد فيها أبو علي، ولقد عين ابن خلكان ¶ سنة ولادته، فجعلها سنة 288 ه، وأيد ابن خلكان الذهبي في (العبر) وابن العماد ¶ الحنبلي في (شذرات الذهب)، حيث ذكر أنأبا علي توفي سنة 377 ه، وله تسع ¶ وثمانون سنة، وهذا يعني: أنولادته في سنة 288 ه، كما قال ابن خلكان ¶ ولد ب (فسا)، وهي مدينة بفارس، وينسب إليها، فيقال: أبو علي الفسو ي ¶ وفاته: ¶ ذكر ابن النديم أنه توفي قبل سنة 370 ه، وجعل ابن الأثير في (الكامل) سنة ¶ 376 ه السنة التي توفي فيها الشيخ ¶ واتفق أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، والقفطي في أنباه الرواة، وابن خلكان في ¶ وفيات الأعيان، وياقوت في معجم الأدباء، على أنه توفي في سنة 377 ه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أما ما ذكره ابن النديم، فيخالفه ما أورده القاضي التنوخي في نشوار المحاضرة، ¶ حيث ذكر أنه سمع من أبي علي في رجب سنة 375 هوابن النديم والتنوخي ¶ كلاهما من معاصري أبي علي، وقول ابن النديم وهم، حيث يعارضه ما قاله التنوخي ¶ وغيره من المؤرخين ¶ وأما ما ذكره ابن الأثير من أنه توفي في سنة 376 ه فهو أيضا خلاف ما ¶ عليه أكثر المؤرخين، فلم يؤيده إلا أبو الفداء في تاريخه ¶
لذا رج حنا أنه ولد في سنة 288 ه، وتوفي في يوم الأحد لسبع عشرة ليلة
(/)4 المقدمة ¶ لذا رج حنا أنه ولد في سنة 288 ه، وتوفي في يوم الأحد لسبع عشرة ليلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ خلت من شهر ربيع الأول سنة 377 ه ببغداد، اعتمادا على ما ذكره أبو البركات ¶ الأنباري، والقفطي، وابن خلكان ¶ مراحل طلبه للعلم: ¶ حياة الشيخ قبل انتقاله إلى بغداد غير واضحة، ولم يذكر المؤرخون شيئا عن ¶ نشأته في فارس، عدا ما ذكروا أنه ولد ب (فسا) سنة 288 ه ¶ ولا نعلم شيئا عن دراسته الأولى، والمراحل التي اجتازها في هذه الفترة، إلا أن ¶ تردده على حلقات الشيوخ المشهورين في بغداد- بعد استقراره فيها سنة 307 ه ¶ يوحي بأنه قد تردد على شيوخ بلاده، قبل مجيئه إلى بغداد، وأخذ عنهم شتى علوم ¶ المعرفة، وخاصة علوم العربية ¶ وبعد أن استقر ببغداد، أخذ يوسع ثقافته، وينوع معارفه، وذلك بالقراءة على ¶ العلماء الحذاق في شتى العلوم، وبالاطلاع على كتب المتقدمين من الأئمة في علوم ¶ الدين والعربية ¶ فقد قرأ كتاب سيبويه علي أبي بكر بن السرجوسمع معاني القرآن للفراء من ¶ أبي بكر بن مجاهدوسمع معاني القرآن للزجاج من الزجاج ¶ وقد كان أبو علي حافظا للقرآن الكريم، كما كان مطلعا على أشعار العرب ¶ وأمثالهم وأخبارهم ¶ أساتذته: ¶ 1- أبو إسحاق إبراهيم بن السر ي، المعروف بالزجاج، المتوفى سنة 311 ه ¶ 2- أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش الصغير، المتوفى سنة 315 ه ¶ 3- أبو بكر محمد بن السري البغدادي، المعروف بابن السراج، المتوفى سنة ¶ 316 هفقد ذكر أبو علي أنه من شيوخه، وقرأ عليه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 4- أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور، المشهور بابن الخياط، المتوفى سنة ¶ 320 ه، فقد قرأ عليه أبو علي، وكتب عنه شيئا من علم العربية ¶ 5- أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، المتوفى سنة 321 ه، تأثر به أبو علي ¶ المقدمة 5 ¶ في اللغة ورواية الأشعار ¶ 6- أبو بكر أحمد بن موسى، المشهور بابن مجاهد، المتوفى سنة 327 ه ¶
7- أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل، المعروف بمبرمان، المتوفى سنة 326 ه
(/)روى أبو علي القراءة عنه عرضا ¶ 7- أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل، المعروف بمبرمان، المتوفى سنة 326 ه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقد مكنه اتصاله ؤلاء الشيوخ من أن يكون إماما من أئمة العربية في ¶ عصره،أوفرهم مادة، وأوسعهم اطلاعا، فجاءت كتبه أكثر الكتب فائدة،وأغزرها ¶ بالبحوث الوافية والآراء الناضجة ¶ تلاميذه: ¶ قرأ على أبي علي جماعة من الطلبة، أصبحوا أئمة في العربية، ونذكر من بين ¶ هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: ¶ 1- أبا الفتح عثمان بن جني، المتوفى سنة 392 ه ¶ 2- أبا طالب أحمد بن بكر العبدي، المتوفى سنة 406 هأخذ عن أبي علي ¶ جلما عنده، وكان نحويا لغويا، وشرح كتاب (الإيضاح) شرحا وافيا ¶ 3- أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، المتوفى سنة 398 ه، صاحب ¶ الصحاح، من أعاجيب الدنيا ذكاءوفطنة ¶ 4- أبا الحسن علي بن عيسى الربعي، المتوفى سنة 420 ه ¶ 5- أبا الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الوارث، ابن أخت الفارسي ¶ المتوفى سنة 421 ه، الذي قال عنه القفطي عند ترجمته: أحد أفراد الدهر، وأعيان ¶ العلم، وأعلام الفضل، وهو الإمام في النحو بعد خاله أبي علي، ومنه أخذ وعليه ¶ درس، حتى استغرق علمه، واستحق مكانه ¶ وقد تخرج علي أبي الحسين بن عبد الوارث هذا أبو بكر عبد القاهر بن عبد ¶ الرحمن الجرجانيولم يكن للجرجاني أستاذ غير أبي الحسين ¶ 6 المقدمة ¶ كتبه ومسائله: ¶ من أسباب شهرة أبي علي: كتبه ومسائله، حيث اهتم ا دارسو العربية منذ ¶ عهد أبي علي، فقد اشتغل الناس بكتبه، بالقراءة والدرس والشرح والاختصار، ¶ واشتهرت مؤلفاته في المغرب شهرتها في المشرق ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فهذا ابن سيده -وهو عالم مغربي- يثني على كتب الفارسي، ويعظم شأا، ¶ وجعل كتب الشيخ ومسائله من مصادره المعتمدة في تأليف كتابيه المخصص ¶ والمحكم ¶ توثيق العلماء له: ¶ وهذا سبب عظيم من أسباب شهرة أبي علي، وعل و منزلته بين العلماء فمن ¶
يقول: سمعت عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو
(/)ذلك: ما ذكره أبو القاسم النوخي في (نشوار المحاضرة)، حيث قال: سمعت أبي ¶ يقول: سمعت عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وأثنى عليه الخطيب البغدادي ووصف كتبه بأا عجيبة حسنة، لم يسبق إلى ¶ مثلها، وتكلم كثيرا عن فضله وشهرته في الآفاق ¶ وقال عنه أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء: ف ضله كثير من النحويين علي ¶ أبي العباس المبرد، وقال أبو طالب العبدي: ما كان بين سيبويه وأبي علي أفضل منه ¶ مؤلفاته: ¶ لقد ألف أبو علي مجموعة من الكتب نالت استحسان كثير من العلماء تعد من ¶ نفائس التراث، ولكن يد الدهر قد عبثت ببعضها، فلا نجد لها أثرا في خزائن الكتب، ¶ فعدت من الكتب المفقودة ¶ وبقيت بعض كتبه متناثرة في مكتبات العالم، وقد انبرى لتحقيق بعضها جماعة ¶ من الأساتذة ¶ المقدمة 7 ¶ 1- أبيات الإعراب: ¶ توجد نسخة منه في دار الكتب المصرية برقم / 675 ¶ 2- الأغفال: ¶ توجد نسخة منه في دار الكتب المصرية تحت رقم / 52 تفسير، وفي مكتبة ¶ شهيد علي الملحقة بالمكتبة السليمانية في اسطانبول تحت رقم/ 297 ¶ 3- أقسام الأخبار: ¶ نشر هذا الكتاب الدكتور علي جابر المنصوري في مجلة المورد، المجلد السابع، ¶ العدد الثالث/ 1978 في بغداد ¶ 4- الأوليات في النحو: ¶ 193/ ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي 2 ¶ 5- الإيضاح العضدي: ¶ حققه الدكتور حسن شاذلي فرهود، وطبع سنة/ 1969 في القاهرة ¶ 6- تعليقة أبي علي على كتاب سيبويه: ¶ توجد نسخة منه في مكتبة شهيد علي الملحقة بالمكتبة السليمانية باسطانبول ¶ تحت رقم/ 2357 ¶ 7- التكملة: ¶ حقق هذا الكتاب الدكتور كاظم بحر المرجان (رسالة ماجستير) وهو مطبوع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على الآلة الكاتبة، جامعة القاهرة سنة/ 1972 ¶ 8- الحجة في علل القراءات السبع: ¶ طبع جزء من هذا الكتاب سنة 1965 ، بتحقيق الدكتور علي النجدي ¶
8 المقدمة
9- المسائل البصريات:
توجد نسخة منه في مكتبة شهيد علي الملحقة بالمكتبة السليمانية باسطانبول
2/ تحت رقم / 2516
10 - المسائل الحلبيات:
(/)ناصف، والدكتور عبد الحليم النجار، والدكتور عبد الفتاح شلبي ¶ 8 المقدمة ¶ 9- المسائل البصريات: ¶ توجد نسخة منه في مكتبة شهيد علي الملحقة بالمكتبة السليمانية باسطانبول ¶ 2/ تحت رقم / 2516 ¶ 10 - المسائل الحلبيات: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ توجد منه نسختين في دار الكتب المصرية برقم ( 5) نحو ش، من آثار الأستاذ ¶ الشنقيطي، والآخر: برقم ( 266 ) نحو، بالخزانة التيمورية، نسخت من نسخة ¶ الشنقيطي ¶ 11 - المسائل الشيرازيات: ¶ حققه الدكتور علي جابر المنصوري ¶ 12 - المسائل العسكرية: ¶ توجد نسخة منه في مكتبة شهيد علي الملحقة بالمكتبة السليمانية باسطانبول ¶ 4/ تحت رقم 2516 ¶ 13 - المسائل العضديات: ¶ ( توجد نسخة منه في مكتبة الظاهرية تحت رقم ( 7799 ¶ 14 - المسائل المشكلة: ¶ وهو كتابنا هذا ¶ 15 - المسائل المنثورة: ¶ توجد نسخة منه في مكتبة شهيد علي، الملحقة بالكتبة السليمانية باسطانبول ¶ المسائل المشكلة 9 ¶ بسم الله الرحمن الرحيم ¶ 1- مسألة ¶ الأعراف: 77 ] جعل ] يا صالحيتنا : قال سيبويه: زعموا أن أبا عمرو قرأ ¶ الهمزة ياء، ثم لم يقلبها واواولم يقولوا هذا في الحرف الذي ليس منفصلا، وهذه ¶ ( لغة ضعيفة، لأن قياس هذا أن يقول: يا غلاموجل( 1 ¶ قال أبو علي أيده الله: ¶ والقول في ذلك: أن الفاء من (أتى) همزة، فإذا أمر منه، أدخلت همزة الوصل على ¶ التي هي فاء، فاجتمعت همزتان، فقلبت الثانية بحسب الحركة التي هي على الأولى، فصار: ¶ أيت، وهذه الهمزة إذا اتصل الفعل الذي هي فيه بكلام قبله سقطت، فإذا سقطت، فلك في ¶ التي هي فاء ضربان: إن شئت تركتها مبدلة، وإن شئت حققتها ¶ أما وجه التحقيق، فإنك إنما كنت خفت لاجتماع الهمزتين، فلما زالت العلة ¶ التي لها أبدلت، عادت محققة، هذا وجهه، وهو قياس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إلا أن الوجه الآخر أشبه بمذاهب العربية وطرقها، ألا ترى: أنك تجد الأفعال ¶
الاعتلال
-وإن خلا من العلة- مجرى ما فيه العلة، وذلك نحو: تعد، ويكرم( 2) ويقول، وما
أشبهه، فكذلك ينبغي أن تترك الهمزة التي هي فاء في الأمر من (أتى) مخففةفهذا
(/)يلزم بعضها اعتلال في موضعلعلة، فإذا زالت تلك العلة أجري السائر في الاعتلال ¶ -وإن خلا من العلة- مجرى ما فيه العلة، وذلك نحو: تعد، ويكرم( 2) ويقول، وما ¶ أشبهه، فكذلك ينبغي أن تترك الهمزة التي هي فاء في الأمر من (أتى) مخففةفهذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ البقرة: 3]، مخففةلم يخفف ] يؤمنون : حجة أبي عمرو، وعلى هذا تحمل قراءته ¶ الهمزة من (يؤمنون) بعد أن تكلم ا مخففة، كقولك: جؤنة( 3)، ثم تقول: جونة، ¶ ولكنه خفف الهمزة في (آمن)، لاجتماع الهمزتين، وكذلك في (أومن)ثم انتظم ¶ 244/ 358 وهذه المسألة موجودة في كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج 1 / 1) الكتاب 2 ) ¶ 2) أصله: توعد، حذفوا الواو حملا على حذفها في: يوعد حيث وقعت الواو بين الياء ) ¶ والكسرة، وهذا ثقيل على لسام، فخففوه بحذف الواووكذلك حذفوا الهمزة من يأكرم ¶ حملا على حذف الهمزة في أأكرم ¶ 3) الجؤنة: سلة مستديرة مغشاة أدما، يجعل فيها الطيب والثياب) ¶ 10 المسائل المشكلة ¶ المضارع ما في الماضي اللازم فيه القلب، لاجتماع الهمزتين فيه ما خلا همزة (أفعل) ¶ الزائدة، فصادف حرف المضارعة المضموم الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء ¶ ساكنة، فقلبها واوا، فخفف (يؤمنون) على هذا إتباعا لبعض الفعل بعضا، لا على ¶ التخفيف في (جؤنة)، وإن كانت اللفظتان متفقتين، فعلى هذا أيضا لم يحقق الهمزة، ¶ في (ايتنا) من قولك: يا صالح ئتنا، ولم يقلب الياء المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء ¶ واوا، وإن كانت ساكنة مضموما ما قبلها، وشبهها بقيل في الإشمام ¶ فقال سيبويه: هذه لغة رديئة، يلزم من قالها أن يقول: يا غلام و جليريد أنه ¶ لا يقلب الياء الساكنة المضموم ما قبلها واوا، كذلك لا يلزمه إلا أن يقلب الواو ¶ الساكنة المكسور ما قبلها ياء، وهذا الذي ألزمه إياه في قراءته (يا صالح يئتنا)، من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قوله: يا غلامو جل، لا يقوله أح د ¶
لا يلزم أبا عمرو ما ألزمه سيبويه من قوله: يا غلامو جل، وذلك أنه قاس قوله: (يا
صالح ائتنا) على شيءموجودمثله، وذلك قولهم: قيل، وسيقوليس في الكلام
(/)وأخبرني أبو بكر محمد بن السري، قال: أخبرنا أبو العباس أن أبا عثمان قال: ¶ لا يلزم أبا عمرو ما ألزمه سيبويه من قوله: يا غلامو جل، وذلك أنه قاس قوله: (يا ¶ صالح ائتنا) على شيءموجودمثله، وذلك قولهم: قيل، و سيقوليس في الكلام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ متصلة ولا منفصلة، مثل: يا غلامو جل، لا مخفف الحركة ولا مشمومها، فلا يلزمه: ¶ يا غلامو جل، وقد ثبت قوله: (يا صالح يتنا)، قياسا على ما ذكرناه ¶ ومن ه م م ن يقول : قلت أنا: فالقراءة بتخفيف الهمزة، وإبدالها في قوله تعالى ¶ البقرة: 283 ] وما ] فليؤ د الذي ائتمن التوبة: 49 ] مثل: (يا صالح يتنا) و ] ائذن لي ¶ فأتنا بما تعدنا : أشبه هذا أقوى عندي في العربية، لما ذكرتفأما قوله ¶ الشعراء: 254 ] ونحو هذا من المفتوح، فليس كذلك] فأتبآية،[ [الأعراف: 70 ¶ 2- مسألة ¶ ذكر سيبويه قولهم: عزويت، في إثر كلم، التاء فيها زائدة ليست من أصول ¶ الكلم، فقال: وكذلك عزويت، لأنه ليس في الكلام فعويل ¶ قال أبو علي أيده الله: ¶ فقلت أنا في شرح ذلك: لا يخلو قولهم: عزويت، من أن يكون وزنه: فعليت، ¶ أو فعويل، أو فعليل، فلا يجوز أن يكون فعويلا، لأن (فعويلا) بناء لم يجئ في الأمثلة ¶ المسائل المشكلة 11 ¶ الأصلية، ولا من المزيد فيها، فلا يجوز إذا أن تجعله (فعويلا)وإن جعلته (فعليلا) ¶ حكمت بأن الواو أصلية، لأا اللام الأولى من البناء، ولم تجئ الواو أصلية في الرباعي، إلا ¶ فيما كان مضاعفا نحو: الوعوعة ( 1)، والوحوحة ( 2)فالواو في الرباعي- إذا كان من هذا ¶ النحو- أصلية، وليس (عزويت) كذلك، فيحكم بأن الواو أصلية فيهفإذا لم يجز أن يكون ¶ على الوزنين اللذين تقدما- ثبت أنه فعليت، فالواو لام مثل: عفريتولم يجز أن نحكم بأن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التاء لام، لأنا لو فعلنا ذلك لم يخل من أن نجعله (فعويلا) ، أو (فعللا)، وقد تقدم أنه لا يجوز ¶
ونبين وزن هذه الكلمة من جهة أخرىفنقول: إن فيها حرفين من حروف
الزيادة، يحتاج في معرفة الزائد منهما إلى نظر -فأما المدة التي بينهما: فكوا زائدة
بين- لا يخلو الحرفان من أن يكون أحدهما زائدا، والآخر أصلا، أو يكونا جميعا
زائدينأو يكونا جميعا أصليين
(/)أن يكون على هذين الوزنين ¶ ونبين وزن هذه الكلمة من جهة أخرىفنقول: إن فيها حرفين من حروف ¶ الزيادة، يحتاج في معرفة الزائد منهما إلى نظر -فأما المدة التي بينهما: فكوا زائدة ¶ بين- لا يخلو الحرفان من أن يكون أحدهما زائدا، والآخر أصلا، أو يكونا جميعا ¶ زائدينأو يكونا جميعا أصليين ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلا يجوز أن يكونا جميعا زائدين، لأنا إن حكمنا بزيادما أبقينا الكلمة على ¶ حرفينوالأسماء المتمكنة والأفعال المأخوذة منها لا تكون على أقل من ثلاثة، ولا ¶ يجوز أن يكونا جميعا أصليين، لأنا لم نجد الواو في الرباعي أصلا إلا فيما كان منه ¶ مضاعفا، فقد ثبت أن أحدهما زائد، والآخر أصل، ولا يخلو من أن يكون الزائد ¶ الثاني، أو الأولفلا يجوز أن يكون الأول، لأنا إن جعلنا الزائد الأول جعلنا وزن ¶ الكلمة (فعويلا)، وهو بناء لم يجئ عليه الكلم الأصلية الحروف، ولا ذوات الزيادة ¶ فثبت أن الزائد هو الثاني، وأن وزنه: فعليت ¶ فأما (كبريت)، فوزنه: فعليل، مثل: قنديل( 3)ولم يجعله مثل: عفريت، لأن ¶ التاء لا تجعلها في البناء الذي تجيء فيه زائدة إلا بثبت، وليس يثبت لك أن التاء في ¶ (كبريت) زائدة باشتقاقك منه شيئا تسقط فيه التاء، كما ثبت بالاشتقاق من ¶ العفريت: ع فر، فعلت لما جاءا جميعا، بمعنى أن التاء زائدة، وكما عملت بقولهم: ¶ 1) الوعوعة: أصوات الكلاب وبنات آوىاللسان، مادة: وعع) ¶ 2) الوحوحة: صوت مع بححاللسان، مادة: وحح) ¶ 3) القنديل -بالكسر- معروف: وهو مصباح من زجاج) ¶ 12 المسائل المشكلة ¶ العنكبا، أن التاء في (العنكبوت) زائدة ¶ ولم يكن (فعليل) أيضا بناءلم يجئ في الأصول مثله، بل قد جاء في بناء الأسماء ¶ والصفاتفإذا لم يشتق من (كبريت) ما تسقط منه التاء، ولم يكن بناؤه بناءلم يجئ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في الأبنية الأصلية مثله، وكانت التاء إذا جاءت في بناءلم تحكم بزيادا إلا بثبت، ¶
3- مسألة
قال سيبويه: إذا التقت الواوان أولا أبدلت الأولى همزة، ولا يكون فيها إلا ذلك
قال أبو علي أيده الله:
قل ت أنا: الواوان إذا اجتمعتا في أول كلمة، فاجتماعهما على ضربين: أحدهما: أن
تكون الواو الثانية فيه مدة، ولا تكون واوا في كل أحوال الكلمة، كبنائك من (وعد)
(/)ثبت أن التاء في (كبريت) أصلية غير زائدة ¶ 3- مسألة ¶ قال سيبويه: إذا التقت الواوان أولا أبدلت الأولى همزة، ولا يكون فيها إلا ذلك ¶ قال أبو علي أيده الله: ¶ قل ت أنا: الواوان إذا اجتمعتا في أول كلمة، فاجتماعهما على ضربين: أحدهما: أن ¶ تكون الواو الثانية فيه مدة، ولا تكون واوا في كل أحوال الكلمة، كبنائك من (وعد) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فعلا على وزن (ضورب)، نحو: ووعد، فإنك في قلب الأولى همزة بالخيار، كما أنك في ¶ همزة (أقت ت) بالخيار، فإن ه م زا فقلت: أوري، فلست مزها من حيث همز الأولى و ¶ آل عمران: 106 ] ، ونحوه، ومن ص ح ح ولم ] وجوه : لكن من حيث أبدلت الواو التي في ¶ يبدل، فمن حيث صحح التي في: (وقت ت)، وهذه الواو الثانية لا يعتد ا، لأا لا تلزم، ¶ ألا ترى: أنك إذا بنيت الفعل للفاعل قلت: واري، فلم تلزم الواو ¶ فإن قلت: فهل يوجد حرف لا يعتد به، لأنه غير لازم، كما لم يعتد ذه ¶ الواو الثانية لما كانت غير لازمة؟ ¶ فقد وجدنا غيره من الحروف لما كانت غير لازمة لم يعتد ا، وذلك تاء ¶ التأنيث في مثل: قائمة، لما كانت غير لازمة لهذا البناء لزوم ألف التأنيث نحو: حبلى، ¶ لم يعتدا، ولو اعت د ا لم تصرف (قائمة)، لأنه كان يجتمع في الاسم علتان، ¶ إحداهما: الوصف، والأخرى: علامة التأنيث، والعلتان إذا اجتمعتا في اسم منعتاه ¶ ال صرففلو اعتددت بالتاء ها هنا لم تنصرف (قائمة) في النكرة، وصرفهم لها يدل ¶ على أا لم يعتد ا فكما أنه لم يعتد ذه التاء، لأا غير لازمة، كذلك لم يعتد ¶ بالواو الثانية من (ووري) ونحوها، لأا غير لازمة ¶ والضرب الآخر: وهو الذي الواو الثانية فيه لازمة لا تنقلب، يلزم قلب الواو ¶ 13 ¶ الأولى فيه همزة، لأنك كنت في قلب الواحدة المضمومة بالخيار، فلما اجتمع اثنان ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لزم القلب، ولم يجز غيره؛ وذلك قولك في تكسير (واصل) وتصغيره: أواصل، و ¶
قول بعض أهل النحو فيه، ونبين سهوه
(أول) وزنه: أفعل، فالهمزة فيه زائدة، والفاء والعين جميعا من موضع واحد،
كما أن الفاء والعين في قولك: ددن، وكوكب، من موضع واحد، فإذا جمعت
(أول) مك سرا قلت في جمعه: أوائل
فإن قال قائل: ما هذه الهمزة؟ قلت: إا منقلبة من الواو التي هي عين ، وإنما قلبت
(/)أويصلومن هذا الباب قولهم: أولى، وقد كنا شرحناه، ونزيد في شرحه، ونذكر ¶ قول بعض أهل النحو فيه، ونبين سهوه ¶ (أول) وزنه: أفعل، فالهمزة فيه زائدة، والفاء والعين جميعا من موضع واحد، ¶ كما أن الفاء والعين في قولك: ددن، وكوكب، من موضع واحد، فإذا جمعت ¶ (أول) مك سرا قلت في جمعه: أوائل ¶ فإن قال قائل: ما هذه الهمزة؟ قلت: إا منقلبة من الواو التي هي عين، وإنما قلبت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ همزة لوقوعها بعد ألف الجمع، قريبة من الطرفومثل ذلك قولك لو ك سرت سيدا: ¶ سيائد، فتبدل من الواو -التي هي عين في قولك: سيود- همزة لما ذكرناه، وكذلك لو ¶ كانت بدل الواو في هذا الموضع ياء لفعلت ا -من إبدال الهمزة منها- ما فعلت بالواو، ¶ ( والعلة فيها وقوعها بعد ألف الجمع، وقربها من الطرفقال المازني: سألت الأصمعي( 1 ¶ عن: عيل، كيف جمعه العرب، فقال: عيائلفهذا مثل ما ذكرنا ¶ ولو وقعت الواو والياء بعد ألف الجمع بعيدة من الطرف -ل م يلزم همزهالو ¶ جمعت طاووسا، وناووسا، وسايورا، لقلت في جمعها: طواويس، ونواويس، ¶ وسوايير، فلم مز شيئا من ذلك، لبعده من الطرف، وأن وقع بعد ألف الجمعفهذا ¶ يدلك على أن العلة في قلب هذه الحروف -في هذا الضرب من الجمع- ما تقدم من ¶ وقوعها قريبة من الطرف ¶ ف(أول) هذا الذي ذكرنا موجود فيه، فلذلك أبدل العين فيه همزة، وأصله: ¶ أ و ول، مثل: أحمر، فأدغم الأول في الثاني، لأن الحرفين مثلان، والأول ساكن ¶ فأما (أولى): فالهمزة فيه أصلية، وهي فاء الفعل، والأصل: و ولى، إلا أن الواو ¶ الأولى لزم قلبها، لأن الواو الثانية لازمةفهذه الهمزة إنما هي منقلبة عن واو هي فاء، ¶ ( وانقلبت لاجتماع الواوين، ولزومهماوإن كانت الثانية م دة ( 2 ¶ 1) هو عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي، توفي سنة 210 ه) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
همزة، بشرط أن = )
المسائل المشكلة
14 المسائل المشكلة
وزعم بعض الناس أن (أول) مأخوذ من: آل يؤول أولا، إذا رجعوهذا
التقدير في (أول) لا يصح من جهة التصريف، لأن (أول) لو كان مأخوذا من : آل
يؤول، لوجب أن يقال فيه: أأول، وإنما كان يجب فيه هذا، لأنه لو كان كذلك
اجتمع همزتان أولا في كلمة؛ أما الأولى: فالزائدة ل(أفعل)وأما الثانية: فالأصلية
(/)2) يقصد ذه العبارة: أن الواوين متى اجتمعتا أولا في كلمة يلزم قلب الأولى همزة، بشرط أن = ) ¶ المسائل المشكلة ¶ 14 المسائل المشكلة ¶ وزعم بعض الناس أن (أ ول) مأخوذ من: آل يؤول أولا، إذا رجعوهذا ¶ التقدير في (أول) لا يصح من جهة التصريف، لأن (أول) لو كان مأخوذا من : آل ¶ يؤول، لوجب أن يقال فيه: أأول، وإنما كان يجب فيه هذا، لأنه لو كان كذلك ¶ اجتمع همزتان أولا في كلمة؛ أما الأولى: فالزائدة ل(أفعل)وأما الثانية: فالأصلية ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التي هي فاء الفعل، فإذا اجتمع همزتان في كلمة وكانت الثانية ساكنة لزم إبدالها ¶ بحسب الحركة التي على الأولى، فكان يلزم أن تبدل الثانية من (أأول) ألفا، كما ¶ أبدلت التي في (آدم)وأما الواو التي في (آول)، فوجب أن تصح، لسكون ما قبلها، ¶ كما تصح في (عاود) و (قاول)، ونحوه مما يسكن ما قبله، ويكون غير جارعلى ¶ شيء، وليس اللفظ به كما لزم، لأنه يقال: أول ¶ ومما يدلك على أنه غير مأخوذ من (أول): ترك العرب أخذ الفعل منه( 1)، كما تركوا ¶ أخذه من (يوم)، و (ويح)، و(ويل)، وما أشبهه، لما كان يلزم من الاعتلالولو كان ¶ مأخوذا من (أول) ل صرف فعله، لأن ما كان كذلك غير متروكأخذ الفعل منه ¶ ألا ترى: أنه قد صرف (أويت)، والهمزة منه فاء، والواو عينولعل القائل ¶ ذا غلط، لقولهم: أولى، فشبه الهمزة المنقلبة عن الفاء التي هي واو بالهمزة التي هي ¶ في نفسها أص ل غير منقلبةعن شيءوقد بينا ذلك، والسبب الذي من أجله قلبت ¶ هذه الواو همزة ¶ 4- مسألة: ¶ ( قال سيبويه: سألت الخليل عن (ف عل) من (وأي ت)( 2 ¶ فقال: و ؤي، كما ترىفسألته عنها فيمن خفف الهمزة، فقال: أوي كما ترى، ¶ = ¶ تكون الواو الثانية لازمة، ثابتة في أحوال الكلمة، ولو كانت هذه الواو مدةفلهذا لم يلزم ¶ قلب الواو الأولى من: وروى، لعدم لزوم الواو الثانيةمع كوا مدة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
356 الوأى: الوعد، وفي حديث وهب: قرأت في الحكمة أن الله تعالى يقول: / 2) الكتاب 2 )
إني قد وأيت على نفسي أن أذكر من ذكرني
المسائل المشكلة 15
فأبدل من الواو همزةوقال: لابد من الهمزة، لأنه لا يلتقي واوان في أول الكلمة
قال أبو عثمان: الذي قال الخليل عندي خطأوذلك أن الواو الثانية منقلبة من
همزةفأنا أنوي الهمزة فيها، ولكن أجيز أن تبدل الهمزة، لأن الواو مضمومةوليس
(/)1) يعني أن العرب تركوا أخذ الفعل من أول، ولم يتركوا أخذ الفعل من أول) ¶ 356 الوأى: الوعد، وفي حديث وهب: قرأت في الحكمة أن الله تعالى يقول: / 2) الكتاب 2 ) ¶ إني قد وأيت على نفسي أن أذكر من ذكرني ¶ المسائل المشكلة 15 ¶ فأبدل من الواو همزةوقال: لابد من الهمزة، لأنه لا يلتقي واوان في أول الكلمة ¶ قال أبو عثمان: الذي قال الخليل عندي خطأوذلك أن الواو الثانية منقلبة من ¶ همزةفأنا أنوي الهمزة فيها، ولكن أجيز أن تبدل الهمزة، لأن الواو مضمومةوليس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ البدل لازماولو لم يكن أصلها الهمز لم يلزم الإبدال، لأن الثانية مدة، مثل: ووري، ¶ إذا أردت: فوعل، من (واريت) ¶ قلت أنا: الدليل على أن قلب الواو التي هي فاء همزة لا يلزم من حيث لزم ¶ قبلها في (أويصل) ونحوه: أن الواو الثانية من (ووي) مخففة من همزة هي منويةفكما ¶ أن الهمزة المخففة -لو كانت محققة-لم يلزم قلب الواو التي هي فاء همزة، إلا من ¶ حيث يلزم قلبها في (وجوه)( 1)، كذلك إذا خففت الهمزة لم يلزم قلبها إلا من ذلك ¶ الموضع، لأا إذا كانت منوية فكالمحققة، كما أن الضمة لما كانت منوية في (لقضو ¶ الرجل)( 2) كانت بمنزلتها ثابتةويدل أيضا على أن الهمزة، وإن كانت مخففة، فهي ¶ كالمحققة، أن من خفف (رويا)( 3) لم يقلبها، ولم يدغمها في الياء، كما لا يدغمها ¶ محققة فيها، وهي اللغة الفاشية الجيدة ¶ ومن قال: ريا، فأدغم وقلب، لزمه أن يقول: أوي، فيبدل من الواو همزة لأنه ¶ جعلها( 4) -وإن كان أصلها الهمزة- بمنزلة الواو المحضة، فعلى هذا يقول: أوي، ¶ وهو ضعيفويلزم عندي من قلب الفاء همزة -لتنزيله الواو منزلة غير المنقلب ¶ عن شيء- أن يدغمها في الياء، بعد أن يقلبها، من حيث قلب الفاء همزة لها ¶ فأما قول أبي عثمان في (ووي) إنه لو لم يكن أصلها الهمز لم يلزم الإبدال، ¶ يعني: إبدال الفاء همزة، واعتلاله لذلك بأن الثانية مدة، مثل: ووري، إذا أردت فوعل ¶ (/) ¶
هذه الواو الثانية من (ووي)، لو لم يكن أصلها همزة ¶ 1) وهو جواز قلب كل واو مضموم أولا همزةمثل: وجوه، ووقتت) ¶ 2) فلا ترد الواو إلى الياء، وأن سكن ما قبلها، لأن الضمة قبل الواو منوية) ¶ 3) في رؤيا أربعة لغات: رؤيا بالتحقيق، ورويا بالتخفيف، وريا بالإدغام وضم الراء، وريا ) ¶ بالإدغام وكسر الراء ¶ 4) الضمير من (جعلها) يعود إلى الواو الثانية، وهي عين الفعل من: وأيت، منقلبة عن همزة) ¶ 16 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لوجب أن تبدل الأولى همزة، مع كون الثانية مدة، وإن لم يجب أن يبدل الأولى من ¶ (ووري) همزة، لأن الواو الثانية من (ووي)، لو لم يكن أصلها الهمز لكان عينا، ¶ فكان يلزم قلب الأولى همزة، لأن الثانية كانت أصلا لازما ¶ ألا ترى: أم قد قلبوا الأولى همزة من قولهم: أولى، وإن كانت الثانية مدة، ¶ فكذلك كان يلزم أن تقلب الواو الأولى من (ووي) همزة، لو لم يكن أصل الثانية ¶ الهمزةوهذا بي ن جدا، وإنما لم تقلب الأولى من (ووري) ونحوه، لأن الثانية ليست ¶ بلازمةألا ترى: أا تنقلب ألفا في (واري)ف(ووي) لم يكن يشبه (ووري)، لو ¶ كانت الواو الثانية من (ووي) أصلا غير منقلبة عن الهمزة، لأا لو كانت كذلك ¶ لكانت لازمة كلزومها في (أولى)، ولم تكن تنقلب ألفا كما تنقلب التي في (ووري) ¶ ف(ووي) و(ووري) وإن اجتمع في كل واحد منهما واوان، الثانية من كل واحد ¶ منهما م دة ، فهما يفترقان للانقلاب وغير الانقلابوالمعتبر هذا، لا الم د فقط ¶ 5- مسألة ¶ ذكر سيبويه قولهم: يستعور، قال: وأما (يستعور)، فالياء فيه بمنزلة عين ¶ (عضرفوط)( 1)، لأن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأربعة أولا، إلا الميم التي في ¶ الاسم الذي يكون على فعله ¶ فقلت في شرح ذلك: يستعور، فيه حرفان من حروف الزوائد وهما: الياء، والتاء، ¶
الأربعة لا
(/)فلا يجوز أن تجعل الياء زائدة فيه، لأن الذي يبقي بعدها أربعة أحرف، وبنات الأربعة لا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تلحقها الزوائد من أولها، إلا ما تستثنيه من زوائد الأسماء الجارية على الأفعال ¶ فإن قل ت: فأ حكم بأن التاء زائدةوإذا حكم ت بزيادا صار من بنات الثلاثة، لأن ¶ الذي يبقى بعد الحكم بأن التاء زائدة، السين، والعين والراء، فيسوغ على هذا أن أجعل الياء ¶ زائدة، لأا على هذا لم تلحق رباعيا من أوله، إذ كانت التاء زائدة ¶ فالجواب: أن هذا الحكم في التاء غير سائغأعني: الحكم بزيادا، وذلك أن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هذا الموضع ليس من المواضع التي يحكم فيها بزيادا، لأا لا تزاد في غير جمع ¶ 1) العضرفوط: دوبية بيضاء ناعمة) ¶ المسائل المشكلة 17 ¶ المؤنث وواحده إلا بثبتفهو على أا الأصل، حتى يقوم ثبت ودلالة على أا ¶ زائدة، فلا يجوز أن يحكم بأن التاء في (يستعور) زائدة، لما ذكرناوإذا لم يجز أن ¶ تحكم بزيادة التاء لم يجز أيضا أن تحكم بزيادة الياء، لأنك إذا حكمت بأن التاء ¶ أصلية صارت الكلمة من بنات الأربعة لا تلحقها الزيادة من أولها، إلا ما استثني، ¶ فتصير الياء إذا أصلية غير زائدة ¶ وقد كان شيخ من أهل اللغة وزن هذه الكلمة ب(يفتعول)، حتى نبه عليه ¶ وله فيما كان أملاه من الأبنية حروف كثيرة تحتاج إلى إصلاحوسنذكر ما يحضر ¶ منه فيما يستقبل من هذا الكتاب ¶ ومما يدل على أن الحرفين أصليان أنه ليس في تفسير هذه الكلمة شيء يدل ¶ على أا من: سعر ¶ قال أحمد بن يحيى: يستعور بلد بالحجاز( 1)ويقال: ذهب في اليستعور، أي: ¶ في الباطلوالكساء الذي يجعل على عجز البعير، يقال له: اليستعور ¶ قال أبو عمر الجرمي: واليستعور: يقال إا شجرة أيضا ¶ 6- مسألة ¶ ذكر سيبويه قولهم: مرعزاء، وحكم بزيادة الميم منهاوذكر صاحب (العين) ¶ فيه قولا خالف قول سيبويه فيهونحن نذكر ما قال، ونبين فساده ¶
طرمساء( 2)، فإنك تحكم بزيادة الميم منها لقولهم: مرعزى، وأن هذا البناء لا يكون
(/)قلت: أما (مرعزاء)، وإن جاء على مثال يكون عليه الأصول نحو: ¶ طرمساء( 2)، فإنك تحكم بزيادة الميم منها لقولهم: مرعزى، وأن هذا البناء لا يكون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على مثاله الأصول، فالميم في (مرعزاء) قد ثبتت زيادا من قولهم: مرعزى، لأن التي ¶ في (مرعزاء) هي التي في (مرعزى) الثابتة زيادا ¶ ولو حكمت بأنالميم في (مرعزاء) أصل لموافقتها أبنية الأصول-لحكمت في ¶ 1) اليستعور: موضع قبل حرة المدينة، فيه عضاه وسمر وطلح) ¶ 2) الطرمساء: الظلمة، وقد يوصف ا فيقال: ليلة طرمساءاللسان، مادة: طرمس) ¶ 18 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التاء من (ترتب) أا أصل لموافقتها بناء (برثن) ( 1)، ثم حكمت بأا زائدة في قولهم: ¶ ترتب، فجمعت في الحرف الواحد الحكم بالزيادة والأصلوالحكم ما في الحرف ¶ الواحد محا ل متناقض ¶ وذكر صاحب (العين) في (مرعزا): أا (فعللى)، وليس (بمفعلى)قال: وهو ¶ مثل: شفصلى( 2)، قلت: ووزنه ذا لا يصح، لما قلنا من ثبات زيادة الميم في قولهم: ¶ مرعزى، وزيادة الميم في هذه الكلمة، وأا ليست بفاءبين جدا ¶ 7- مسألة ¶ قال سيبوبه: اعلم أن بعض الكلام أثقل من بعض، فالأفعال أثقل من الأسماء، ¶ لأن الأسماء هي الأ ول ¶ قلت في شرح ذلك: الأسماء هي الأول للأفعال، لأا مأخوذة من نوع منها ¶ هو المصدروالدليل على أا مأخوذة منه، أن الأفعال إذا صيغت للأبنية الثلاثة دل كل بناء ¶ على حدثمخصوص، مع دلالته على الزمانوالمصدر قبل أن يصاغ الفعل منه لا يخص ¶ حدثا بعينه لكنه يع م بالدلالة الأحداث الكائنة في جميع الأزمنة، وحكم الخاص أن يكون من ¶ العامفحكم الفعل إذا أن يكون من المصدرفهذا أح د ما يدل على هذا ¶ 8- مسألة ¶ ذكر سيبويه الأفعال المضارعة، وجهة مضارعتها للأسماء، فقال: ولدخول ¶ النحل: 124 ]،أي لحاكمفجعل دخول هذه ] وإنربك ليحكم بينهم : اللامقال ¶ اللام إحدى جهات مشاتها للأسماء ¶
هذه الزوائد الأربع تشابه الأسماء من غير جهة
(/)فقلت في تبيين مشاة هذا الصنف من الأفعال للأسماء: الأفعال التي في أوائلها ¶ هذه الزوائد الأربع تشابه الأسماء من غير جهة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إحداها: أا إذا سمعت عمت بالدلالة غير وقت، كما أن (رجلا) يعم ¶ 1) البرثن: مخلب الأسد، وقيل: هو للسبع كالإصبع للإنسان) ¶ 2) الشفصلى: حمل اللوي الذي يلتوي على الشجر، ويخرج عليه أمثال المسال ويتفلق عن قطن ) ¶ وحبكالسمسم ¶ المسائل المشكلة 19 ¶ بالدلالة غير شخصفإذا قيل: سيضرب أو سوف يضرب، خصت وقتا بعينه، كما ¶ أنه إذا قيل: الرجل، والضرب، خ ص شخصا أو حدثا بعينه، فارتفع العموم عنه، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بدخول الحرف فيه، كما ارتفع بذلك عن الاسمفهذه جهة من مشاتها للأسماء ¶ وجهة أخرى شات فيها الأسماء: وهي دخول اللام عليها إذا وقعت خبرا ¶ ل(إن)، في نحو: إن زيدا ليضرب، وحكم هذه اللام أن تدخل على الأسماء المبتدأة ¶ النحل: 30 ]،فكان ] ولدارالآخرة خير دون الأفعال، في نحو: لزيد منطلق، و ¶ حكمها أن تدخل في باب (أن) قبل (إن) لتقع صدرا، كما أا في غير (أن) كذلك ¶ لكن لما كانت بمعنى (إن) في التأكيد وتلقى القسم، لم يجتمعا معا، فأخرا إلى الخبر، ¶ لوقوع الفصل بذلك بينهما، وإذا وقع الفصل بينهما -بغير إدخالها على الخبر- جاز ¶ دخولها على الاسم المخبر عنه الذي يكون مبتدأ، في غير (أن) لأن المتجنب من ذلك ¶ اجتماعهما، إذا كانتا جميعا لمعنى واحدافكما لا يجتمع حرفان لمعنى واحد، كذلك ¶ إنلنا الليل: 13 ]، و ] وإن لنا للآخرة والأولى : لم يجتمعاففي هذا قوله ¶ الأعراف: 13 ]، لما وقع الفصل بينهما -كما يقع بينهما إذا أدخلت على ] لأجرا ¶ الخبر- جاز دخولها على الاسم، وهذه اللام هي لام الابتداء تختص بالدخول على ¶ الأسماء، وما قرب شبهه ا من الأفعال، دون ما لم يقرب شبهه ¶ والدليل على أا تختص بالدخول على الاسم المبتدأ، وما قرب منه، وأن النية ¶
قبل المبتدأ
وذلك في مثل: علمت إن زيدا لينطلقكما تقول: علمت لعمرو منطلقفكما علق
(/)ا إذا وقعت في الخبر أول الكلام: تعليقه ( 1) الفعل قبل (إن) كتعليقه إياه قبل المبتدأ ¶ وذلك في مثل: علمت إن زيدا لينطلقكما تقول: علمت لعمرو منطلقفكما علق ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الفعل الذي يلغى إذا دخل على المبتدأ، كذلك علقه إذا دخلت في خبر (إن) أو ¶ اسمها، إذا فصل بينهما بظرف ¶ فهذا يدل على أن هذه اللام هي التي دخلت على الاسم المبتدأ، وأا إنما ¶ دخلت على هذه الأفعال لمشاتها الأسماء، ودخلت على الخبر من حيث كانت ¶ تدخل على المبتدأ، إذ كان يؤول في المعنى إلى أنه هو هو ، أو للمبتدأ فيه ذكر، وإذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) يجرى التعليق والإلغاء في قسم من أفعال القلوبفالتعليق هو: ترك العمل لفظا دون معنى لمانع، ) ¶ مثل: ظننت لزيد قائموالإلغاء: ترك العمل لفظا ومعنى لا لمانع مثل: زيد ظننت قائم ¶ 20 المسائل المشكلة ¶ كان فيه ذكر فهو بمنزلته، إذا كان إياه في المعنىألا ترى أنك إذا قلت: زيد أبوه ¶ منطلق، فسئل ت: من أبوه منطلق؟ قل ت: زيدكما أنك إذا قلت: زيد منطلقفقيل ¶ لك: من منطلق؟ قلت: زيد ¶ فإن قلت: فقد تدخل هذه اللام على الماضي، كما دخلت على المضارعفما ¶ الذي جعل المضارع بدخولها عليه أشبه بالأسماء من الماضي ا؟ ¶ فالجواب: أن هذه اللام ليست تلك، لكنها التي إذا دخلت على المضارع ¶ لزمته النون الثقيلة أو الخفيفة بدخولها، وصار للمستقبل دون الحال، وتلك اللام ¶ تدخل على الفعل الذي للحال ¶ والدليل على أا ليست إياها: أا لا تعلق الفعل الذي قد يلغى، كما تعلقه ¶ تلك لأا لا ينوى ا أول الكلام، كما ينوى بتلك التي تدخل في المضارع في خبر ¶ (أن) أولهتقول: علمت أن زيدا لقام، وعلمت أن عمرا لينطلقن، فلا تعلق الفعل ¶ ويعمل علمت في (أن)، إذ لا مانع من تسليطه عليه، كما كان لام الابتداء يمنع ¶ الفعل من تسليطه على أن النية به أول الكلام ¶
تدخل على فعل الحال لزمته إحدى النونين، وذلك في اللغة الفاشيةعلى أن سيبويه
حكى أم يقولون: زيد ليفعل
ولما يقع فعل فلا يدخلون النونوالجيدة الكثيرة عنده هي الأولى، فعلي هذه اللغة
(/)فتبين أن هذه اللام ليست تلك وأن تلك، تدخل على فعل الحال، إذ لو لم ¶ تدخل على فعل الحال لزمته إحدى النونين، وذلك في اللغة الفاشيةعلى أن سيبويه ¶ حكى أم يقولون: زيد ليفعل ¶ ولما يقع فعل فلا يدخلون النونوالجيدة الكثيرة عنده هي الأولى، فعلي هذه اللغة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ينبغي أن لا تعلق الفعل، كما لا تعلقه إذا دخلت إحدى النونين، فأما الآية( 1) فإا يحمل ¶ الفعل فيها على اللغة الجودى وهي أن يكون الفعل فيها للحال دون الاستقبال ¶ النحل: 124 ]،وهو مستقبل؟ ] يوم القيامة : فإن قلت: كيف، وقد علقت بقوله ¶ فالجواب: أنه حكاية للحال في ذلك الوقت، كأنه خبر عن الله عز وجل في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فوجد فيها رجلين : ذلك اليوم، ووصفه تعالى بهونظيرها في الحكاية الحال ¶ القصص: 15 ]، فأشير إليهما كما يشار إلى ] يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه ¶ الحاضر إرادة لحكاية الحال، وإن كانت القصة فيما مضى ¶ النحل: 124 وإنرب ك ليحكمبين ه م يوم القيامةفي ماكانوا فيهي ختلفون : 1) وهي ) ¶ المسائل المشكلة 21 ¶ ومما يدل على أن التقدير ذه اللام أن تقع صدرا، وقبل (إن) جواز: إن زيدا ¶ طعامك لآكلوامتناع: طعامك لزيدا آكل، من الجوازويدل على ذلك أيضا: إن ¶ في الدار لزيدا ¶ ولولا أن النية به التقديم لحجزت بين (إن) واسمهاكما تحجز بين سائر ¶ العوامل التي تقع قبلها وبين ما بعدها، إلا أنه لما كان التقدير ا التقديم على (إن) ¶ ( جازت هذه المسألة والتي قبلها( 1 ¶ 9- مسألة ¶ قال سيبويه في الألف التي تلحق الفعل علامة لتثنية الفاعلين أو ضميرهما: ولم ¶ يكونوا ليحذفوا الألف، لأا علامة الإضمار والتثنية فيمن قال: أكلوني البراغيث، ¶ بمنزلة التاء في (قلت) و (قالت) ¶ قلت: في تشبيهه هذه الألف، بالتاء في (قلت) و (قالت) إنما شبه الألف في: ¶
غير ضمير
كما أن التاء في (قلت) قد تكون ضميرا للفاعل وخطاباوتكون التثنية مجردة من
معنى الضمير نحو: ضربا الزيدان، فتكون لذلك كالتاء في (قالت) في أا حرف،
وكالتي في (أنت)، فهذه الألف توافق التاء في كوا للتثنية مجردا من الضمير كما
(/)الزيدان ضربا، بالتاء في (قلت)، لأا تكون ضميرا للفاعلين ودليلا للتثنية غير ضمير ¶ كما أن التاء في (قلت) قد تكون ضميرا للفاعل وخطاباوتكون التثنية مجردة من ¶ معنى الضمير نحو: ضربا الزيدان، فتكون لذلك كالتاء في (قالت) في أا حرف، ¶ وكالتي في (أنت)، فهذه الألف توافق التاء في كوا للتثنية مجردا من الضمير كما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تكون (التاء) في الخطاب في (أنت) مجردا من معنى الاسميةواجتماعهما في هذا ¶ الموضع إنما هو من حيث كانا حرفين لمعنى غير اسمين، وتوافقهما التاء في (قالت) ¶ لأا لمعنى التأنيث لا معنى اسمية فيه ويخالفان هذه التاء التي في (قالت) لأما يكونان ¶ اسمين في: الزيدان ضربا، و(قل ت)فكون الواو والألف لعلامة التثنية والجمع، أعم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من كوما للضمير، لأما لا تكونان ضميرا، إلا وهما يدلان على التثنية والجمع ¶ وقد يكونان جميعا ولا دلالة فيهما على الضمير، وذلك إذا لم يتقدم ما يكونان ضميرا ¶ له، فهذا مما يعلم به أن معنى الحرفية في هذه الأسماء أغلب من الاسمية كما كانت أغلب على ¶ الكاف والتاء من الاسمية، لأما أيضا لا يكونان اسمين، إلا ومعنى الخطاب موجود فيهما ¶ 1) هذه المسألة هي: إن في الدار لزيداوالمسألة التي قبل هذه المسألة هي: إن زيدا طعامك لآكل) ¶ 22 المسائل المشكلة ¶ وقد يكونان للخطاب معريين من الاسمية، كالكاف في قولك: ذلك، وهذاك، ¶ وأولئك، والنجاءك( 1)، وأرأيتك زيدا ما فعلوالتاء في (أنت)ألا ترى: أن الكاف ¶ في (أرأيتك)( 2) لا تكون اسما، لأنه لو كان اسما لوجب أن يكون المفعول الثاني في ¶ المعنى، والمخاطب لا يكون الغائب، ولهذا بني الاسم المفرد المعرفة في النداء ، أعني: ¶ لوقوعه موقع ما الحرفية أغلب عليه، وهو حرف الخطابولا موضع لهذه الكاف في ¶ هذه الأماكن من الإعراب، ولا للتاء في (أنت)، لأما ليسا باسمين، فيستحقا إعرابا ¶
وذكر سيبويه تاء (أنت) في مكان آخر وكاف (ذلك) ونحوه، فقال: ينبغي لمن زعم
أن كاف (ذلك) اسم أن يقول: إن تاء (أنت) اسمقال: وإنما تاء (أنت) بمنزلة الكاف
فقل ت لا تخلو التاء في (أنت) إذا كان اسما من أن يكون له موضع من
الإعرابفإن كان له موضع لم يخل من أن يكون منصوبا أو مجرورا أو مرفوعا
(/)[ النساء: 155 ] فبما نقضهم ميثاق ه م : كما لا تستحقها (ما) في قوله ¶ وذكر سيبويه تاء (أنت) في مكان آخر وكاف (ذلك) ونحوه، فقال: ينبغي لمن زعم ¶ أن كاف (ذلك) اسم أن يقول: إن تاء (أنت) اسمقال: وإنما تاء (أنت) بمنزلة الكاف ¶ فقل ت لا تخلو التاء في (أنت) إذا كان اسما من أن يكون له موضع من ¶ الإعرابفإن كان له موضع لم يخل من أن يكون منصوبا أو مجرورا أو مرفوعا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلا يجوز أن يكون منصوبا، لأنه لا فعل ناصبا له، ولا يجوز أن ينتصب عن ¶ الاسم المضمر، لأنه معرفة، والمعارف لا تنتصب عن الأسماء، وأيضا فليس الاسم ¶ الذي هو (أن)( 3) مما ينتصب عنه اسم، لأنه لا شبه للأفعال فيه ك(عشرين) وغيره ¶ من الأسماء المنونة، فلا يجوز أن يكون موضعه نصبا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ولا يجوز أيضا أن يكون موضعه جرا، لأن المتصل به اسم مضمر، والمضمرات ¶ معارف لا تضاف، وهذا الاسم أشد المعارف كلها تخصيصا، وأقعدها في التعريف ¶ ولا يجوز أن يكون موضعها رفعا، لأن ما قبلها ليس بفعل فيرفعها، ولا شيء ¶ مشبهبه، وليس بسائغ أن يرتفع بالاسم المضمر الذي قبلها، كما يرتفع خبر المبتدأ، ¶ 1) الكاف اللاحقة لاسم الإشارة مثل: ذلك، وتلك، وللضمير المنفصل مثل: إياك ولبعض ) ¶ أسماء الأفعال مثل: رويدك، والنجاءك، ولأرأيت مثل: أرأيتكفهي في كل هذه حرف ¶ خطاب لا محل لها من الإعراب ¶ 2) وقد ذكر ابن هشام أن الفراء جعل التاء في (أرأيتك) حرف خطاب، والكاف فاعلا) ¶ 3) أصل (أنا) عند البصريين: (أن)، والألف في آخرها أتي ا لبيان الحركة، وكذلك التاء في ) ¶ (أنت) أتي ا للخطابأما الكوفيون قالوا: أن التاء من نفس الكلمة وهي بكمالها اسم ¶ المسائل المشكلة 23 ¶ لأن (أنت) وحدها ليست بكلام تام، كما أن المبتدأ مع خبره كلام تام، فإذا لم يجز أن ¶ يكون موضعه نصبا ولا جرا ولا رفعا ثبت أنه لا موضع له من الإعراب، فإذا لم يكن ¶
أنه حرف
10 - مسألة
قال سيبويه بعد ذكره قولهم: (كان) المتقضية للخبر المنسوب: وقد يكون
ل(كان) موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه، فتقول: قد كان عبد الله، أي: قد
خلق عبد اللهوقد كان الأمر، أي: وقع الأمر
فقلت في تخليص المتقضية للخبر من هذه، وما يعرف به إحداهما من الأخرى:
(كان) فعل يستعمل على ضربين:
(/)معربا، ولا له من الإعراب موضع، ثبت أنه ليس باسم، وإذا لم يكن اسما ثبت أنه حرف ¶ 10 - مسألة ¶ قال سيبويه بعد ذكره قولهم: (كان) المتقضية للخبر المنسوب: وقد يكون ¶ ل(كان) موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه، فتقول: قد كان عبد الله، أي: قد ¶ خلق عبد اللهوقد كان الأمر، أي: وقع الأمر ¶ فقلت في تخليص المتقضية للخبر من هذه، وما يعرف به إحداهما من الأخرى: ¶ (كان) فعل يستعمل على ضربين: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يكون بمعنى (وقع)، و (حدث)، فيدل على معنى وزمان،كما يدل (حدث) و ¶ (وقع) عليهما ¶ والضرب الآخر: أن يكون دالا على زمان فقط، غير دال على الحدث وهذا ¶ الضرب هو الذي يلزم فاعل (كان) فيه الخبر منتصبا غير مفارق له، وإنما لزمه الخبر عوضا ¶ من الحدث الذي يدل عليه الفعل مع الزمان، فخبر (كان) دل على معنى وهو أخوك، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونحوه في: كان زيد أخاكفيساوي قولك: كان عمرو أخاك، قولك: ضرب عمرو، لأن ¶ كل واحد منها يدل على معنى، وزمان فاعل، إلا أن المعنى الذي وقعت الدلالة عليه في: ¶ ضرب عمرو -مقدما، وقعت الدلالة عليه في: كان عمرو- مؤخرا، والجملتان في ذلك ¶ تجتمعان في أن كل واحد منهما يدل على حدث، وزمان، وفاعل ¶ فإن قال قائل: فقد يقع في خبر (كان) وأخواا ما يدل على أكثر من معنى، ¶ وهو الجمل نحو: كان عمرو أبوه منطلق، وكان بكر قام أبوه، وأبوه منطلق، وقام ¶ أبوه، كل واحد منهما يدل على أكثر من معنىفليس قولنا: كان زيد أبوه منطلق ¶ مساويا لضرب عمرو ¶ قلنا: إن هذه الجملة -وإن دلت على أكثر من معنى- فهي واقعة موقع ¶ الآحاد، وما يدل على معنى واحد، ولذلك حكم بأن لها من الإعراب موضعا، ولو ¶ لم تقع موقع مفردلم يحكم لموضعها بإعرابألا ترى: أنه لا موضع للجمل التي ¶ 24 المسائل المشكلة ¶ يبتدأ ا، ولا للتي تقع صلة للأسماء الموصولة، لأا لم تقع موقع المفرداتفهذه ¶
ذكرناوالموضع للمفرد دون المركب والجمل
وإنما وقعت موقعها، لأا تؤول إلى معنى المفرد في السؤال عن المخبر عنه
وقولنا: كان عمرو منطلقا، مشبه بضرب عمرو بكرا تشبيها لفظيا غير
معنوي، لما كان (كان) فعلا، كما أن (ضرب) فعل، وكان الاسم يرتفع به
ارتفاعه بضرب، شبه به لموافقة اللفظين، فنصب الاسم بعده، كما نصب بعد ضرب
عمرووإن كان معناه مخالفا لمعنى ضرب عمرو
(/)الجمل -وإن دلت على أكثر من معنى- فهي واقعة موقع المفردات بالدلالة التي ¶ ذكرناوالموضع للمفرد دون المركب والجمل ¶ وإنما وقعت موقعها، لأا تؤول إلى معنى المفرد في السؤال عن المخبر عنه ¶ وقولنا: كان عمرو منطلقا، مشبه بضرب عمرو بكرا تشبيها لفظيا غير ¶ معنوي، لما كان (كان) فعلا، كما أن (ضرب) فعل، وكان الاسم يرتفع به ¶ ارتفاعه بضرب، شبه به لموافقة اللفظين، فنصب الاسم بعده، كما نصب بعد ضرب ¶ عمرووإن كان معناه مخالفا لمعنى ضرب عمرو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وجهه خلافه له أن: ضرب عمرو دال على معنى، وزمان، وفاعل، وكان ¶ عمرو، كالحدث الذي دل عليه (ضرب)فلو اتفقا في المعنى، كما اتفقا في اللفظ، ¶ كما نصبت الخبر في قولك: كان زيد أخاك، حتى تتقدمه الدلالة على الحدث مع ¶ الدلالة على الزمان، كما لا تنصب (عمرا) في قولك: ضرب بكر عمراحتى تتقدمه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الدلالة على الحدث والزمان والفاعل، فنصبك (الأخ) وما أشبهه مما يقع خبرا ¶ ل(كان) قبل تقدمه الدلالة على الحدث دليل على أن التشبيه لفظي غير معنوي ¶ وكل ما دل من أخوات (كان) على زمان مجردمن الحدث اقتضت الخبر ¶ المنصوب، كما تقتضيه (كان)، لا فصل بينهما في ذلك، فإن دل على الحدث مع ¶ دلالته على الزمان لم يقتض الخبر المنصوب، وصار كسائر الأفعال الصحيحة( 1)وأما ¶ (كان) من بينها، ففيها من التوسع، ولها من التصرف ما ليس لسائر أخواا، لأا ¶ أعم منهن، ألا تراها تعم جميع الأوقات الماضية بالدلالة عليها، ولا تخص وقتا ماضيا ¶ دون وقت، وأخواا ك(أصبح) و (أمسى) تخص أوقاا بأعياا ¶ وإنما حكم لهذه الحروف بأا أفعال، مع تعريها من الدلالة على الحدث، لغلبة ¶ خواص الأفعال عليها، فجعل الحكم فيها للأغلب، ولولا ذلك لم يحكم لها بالفعلية، ¶ 1) المراد بالأفعال الصحيحة هنا: الأفعال التامة، مثل: قام صالح وقعد بكر) ¶ المسائل المشكلة 25 ¶
( إليها ( 2
11 - مسألة
ليست من الكتاب
قلت: الأفعال التي لا تتعدى إلى مفعول إذا نقلت بالهمزة تع دت إلى مفعول،
فالمتعدية إلى مفعول إذا نقلت ا تعدت إلى مفعولين
فيقول القائل: هلا تعدت الأفعال المتعدية إلى مفعول في التعجب إذا نقلت
بالهمزة إلى مفعولين، كما تعدت في غير التعجب فقيل: ما أضرب عمرا بشرا، كما
قيل: أضرب ت عمرا بشرا؟
فالجواب: أن الأفعال المتعدية تساوي الأفعال غير المتعدية في التعجب، وذلك
(/)كما حكم ل(إذ)( 1) بالاسمية، لغلبة خواص الأسماء عليها، وهي أا تضاف ويضاف ¶ ( إليها ( 2 ¶ 11 - مسألة ¶ ليست من الكتاب ¶ قلت: الأفعال التي لا تتعدى إلى مفعول إذا نقلت بالهمزة تع دت إلى مفعول، ¶ فالمتعدية إلى مفعول إذا نقلت ا تعدت إلى مفعولين ¶ فيقول القائل: هلا تعدت الأفعال المتعدية إلى مفعول في التعجب إذا نقلت ¶ بالهمزة إلى مفعولين، كما تعدت في غير التعجب فقيل: ما أضرب عمرا بشرا، كما ¶ قيل: أضرب ت عمرا بشرا؟ ¶ فالجواب: أن الأفعال المتعدية تساوي الأفعال غير المتعدية في التعجب، وذلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أن الفعل( 3) ليس يقع في هذا الباب حتى يكثر من فاعليه، فيصير لذلك بمنزلة ما ¶ كان غريزة( 4)، وهذا الضرب من الأفعال غير متعد، فالنقل يقع في التعجب في ¶ الأفعال كلها مما يتعدى إلى مفعول لما ذكرنا، والأفعال غير المتعدية إذا نقلت بالهمزة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تعدت إلى مفعول واحد ف(ضرب) وما أشبهه في باب التعجب غير متعد، فإذا ¶ نقل بالهمزة تع دى إلى مفعول واحدفإذا تعدى إلى مفعول واحد،وأريد تعديته إلى ¶ مفعول ثان، عدى بحرف الخفض، كما أن الذي لا يتعدى إلى مفعول، إذا أريد ¶ تعديته عدى بحرف خفض، فتقول على هذا، إذا أردت تعديته إلى مفعول ثان: ما ¶ أضرب زيدا لعمرو، ولا يجوز ما أضرب زيدا عمرا، لما ذكرنا، كما لا يجوز أكرم ت ¶ 1) (إذ) على أربعة أوجه، تكون اسما للزمن الماضي، وتكون اسما للزمن المستقبل، وتكون ) ¶ للتعليل، وتكون للمفاجأة ¶ بعد إ ذ : وإما أا يضاف إليها مثل ، وإذ قال رب ك لل ملائكة: 2) أما أا تضاف مثل ) ¶ ه ديتنا ¶ 3) المراد بالفعل هنا: الحدث) ¶ 4) كالحسن والصبر والكرم) ¶ 26 المسائل المشكلة ¶ زيدا عمرا، لتساوي (ضرب) في هذا الباب (كرم)، وكذلك سائر الأفعال المتعدية ¶ إلى مفعول تساوى في نقلك إياها بالهمزة ما لا تتعدى إلى مفعول ¶ 12 - مسألة ¶ أخرى ليست من الكتاب ¶
اللغة في (م ؤق)( 1) أربع لغات: مأق، وم ؤق، وماق، وموق، مثل: م عق( 2) ، فجمع
ماق: م واق، مثل قواض، وجمع موق: مآق، مثل: معاق، فما وزن (مؤق) من
الفعل، وقولهم في جمعه: مآق؟
فالجواب: أن قولهم: مؤق، يحتمل ضربين من الوزنيجوز: أن يكون وزنه من
الفعل (ف ؤ عل)ألحق قولهم: مؤقب(ب رثن )، وزيدت الهمزة فيه ثانية، كما زيدت
(/)سألنا سائل:من يحب النظر في العربية وقال: حكى الأصمعي، وغيره من أهل ¶ اللغة في (م ؤق)( 1) أربع لغات: مأق، وم ؤق، وماق، وموق، مثل: م عق( 2) ، فجمع ¶ ماق: م واق، مثل قواض، وجمع موق: مآق، مثل: معاق، فما وزن (مؤق) من ¶ الفعل، وقولهم في جمعه: مآق؟ ¶ فالجواب: أن قولهم: مؤق، يحتمل ضربين من الوزنيجوز: أن يكون وزنه من ¶ الفعل (ف ؤ عل)ألحق قولهم: مؤقب(ب رثن)، وزيدت الهمزة فيه ثانية، كما زيدت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في ( شأمل)( 3)، وهو من قولهم: شملت الريح( 4)وقلبت الهمزة التي هي عين إلى ¶ موضع اللام، لأن هذه الكلمة قد قلبت الهمزة التي هي عين منها إلى موضع اللام في ¶ قولهم: مآقفلما قلبت الهمزة التي هي عين إلى موضع اللام أبدلت إبدالا، كما ¶ أبدلت من قولهم: مآق، على حد إبدالهم لها في (أخطيت) وما أشبهها، فلما أبدلت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هذا الإبدال انقلبا واوا لانضمام ما قبلها ثم، أبدلت من الضمة الكسرة، ومن الواو ¶ الياء، كما فعل هذا في (أدل)( 5)، و(قلنس)( 6)، وما أشبه ذلك ¶ 1) مؤق العين مؤخرها، ومأقها:مقدمها ) ¶ 2) المعق، والمعق: كالعمقبئر معيقة كعميقة) ¶ 3) في الشمال خمس لغات: شمل، وشمل، وشمال، وشمأل، وشأملوهي الريح التي ب من ) ¶ ناحية القطب ¶ 1740 مادة: شمل، واللسان، مادة: شمل/ 4) شملت الريح، أي: تحولت شمالاانظر: الصحاح 5 ) ¶ 3) أصله: أدلو، قلبت الواو ياءلوقوعها طرفا بعد ضمة، ثم أعل فيه إعلال (قاض)، وهو جمع ) ¶ دلواللسان، مادة: دلا ¶ 6) القلساة، والقلنسية، والقلنسوة: من ملابس الرؤوسوجمعها قلانساللسان: مادة: قلس) ¶ المسائل المشكلة 27 ¶ ووزن (مآق) على هذا من الفعل على التحقيق (فآلع)، ويحتمل أن يكون ¶ (م ؤ ق) ملحقا بقولهم: برثن، لا على أن الهمزة زائدة كزيادا في (شأمل) ولكن ¶ الهمزة عين الفعل، وزيدت الواو آخر الكلمة للإلحاق ب(برثن) كما زيدت في ¶
مبنية على
التذكير، ولم تصح كما صحت في (عنصوة) المبنية على التأنيث، ف(مؤق) على
هذا أصل وزنه (ف علو) نقلت إلى (ف علي)ووزن جمعه على هذا القول الثاني (فعالي)
ولولا ما جاء من القلب في هذه الكلمة لجزمت على وزا ذا القول الثاني
فأما قولهم: ماق، فبناؤه بناء (فاعل) إلا أن الهمزة التي هي عين من (مأق)
(/)قولهم: عنصوة( 1) ، إلا أن الواو في (مؤق) انقلبت ياء لما كانت الكلمة مبنية على ¶ التذكير، ولم تصح كما صحت في (عنصوة) المبنية على التأنيث، ف(مؤق) على ¶ هذا أصل وزنه (ف علو) نقلت إلى (ف علي)ووزن جمعه على هذا القول الثاني (فعالي) ¶ ولولا ما جاء من القلب في هذه الكلمة لجزمت على وزا ذا القول الثاني ¶ فأما قولهم: ماق، فبناؤه بناء (فاعل) إلا أن الهمزة التي هي عين من (مأق) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قلبت إلى موضع اللام فصار وزن الكلمة (فالع)، ثم أبدلت الهمزة إبدالا كما أبدلت ¶ في (أخطيت)، و(النبي)( 2)، و(البرية)( 3)، و(الذرية)( 4) فيمن جعلها من ذرأ الله الخلق، ¶ و(مواق) على هذا وزنه على التحقيق (فوالع) ¶ ( والدليل على ذلك: أن قوما يحققون هذه الهمزة فيما حكي عن أبي زيد( 5 ¶ فيقولون: ماقيء، ويقولون في جمعه مواقيء ¶ وحكى يعقوب بن السكيت( 6) أظنه عن الفراء( 7) أنه قال: ليس في الكلام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (مفعل) بكسر العين، إلا حرفين: مأقي العين ومأوىالإبل ¶ ووزن (مأق) ب(مفعل) والحكم بزيادة الميم منها غلط بين، وذلك أن هذه ¶ 1) العنصوة: الخصلة من الشعر، والقطعة من الكلأاللسان، مادة: عنص) ¶ 2) النبي: الم خبر عن الله عز وجلأصله نبيء، قلبت الهمزة ياء، ثم أدغمت الياء في الياء) ¶ 3) البرية: الخلق، وأصلها: بريئة، فقلبت وأدغمتاللسان، مادة: برأ) ¶ 4) الذرية: أصلها: الذريئة بالهمزة، فخففت بالإدغام، قال الجوهري: ذرأ الله الخلق يذرأهم ) ¶ ذرءا: خلقهم، ومنه الذريةالصحاح، مادة: ذرأ ¶ 5) هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الخزرجي الأنصاري البصريتوفي بالبصرة سنة ) ¶ 225 ه عن ثلاث وتسعين سنة ¶ 6) هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السكيتتوفي سنة 243 ه) ¶ 7) هو أبو زكريا يحيى بن زيادة بن عبد الله المعروف بالفراءتوفي سنة 207 ه) ¶ 28 المسائل المشكلة ¶
الميم جعل أصل الكلمة همزة وقافا وياء، أو همزة وقافا وواوا، ولا أعلم (أقوا) ولا
(أقيا) بمحفوظ لهذا المعنى المسمى مؤقا، ف(ماق) وزنه (فالع) كما قلنا، والألف فيه
زائدة زيادا في (فاعل)فأما ما حكاه يعقوب من قوله: مأق، فالقول في وزنه
عندي إنه: (فعل)، والياء فيه زائدة
فإن قلت: كيف يجوز هذا، وليست الكلمة بزيادة على بناءأصلي من أبنية
الرباعي، لأنه ليس في الكلام مثل: جعفر؟
(/)الميم، هي فاء الفعل من قولهم: مؤق، والهمزة عين، والقاف لام، فإذا حكم بزيادة ¶ الميم جعل أصل الكلمة همزة وقافا وياء، أو همزة وقافا وواوا، ولا أعلم (أقوا) ولا ¶ (أقيا) بمحفوظ لهذا المعنى المسمى مؤقا، ف(ماق) وزنه (فالع) كما قلنا، والألف فيه ¶ زائدة زيادا في (فاعل)فأما ما حكاه يعقوب من قوله: مأق، فالقول في وزنه ¶ عندي إنه: (فعل)، و الياء فيه زائدة ¶ فإن قلت: كيف يجوز هذا، وليست الكلمة بزيادة على بناءأصلي من أبنية ¶ الرباعي، لأنه ليس في الكلام مثل: جعفر؟ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فالجواب: أن الزيادات قد تجيء لغير الإلحاق، كالألف في (قبعثرى)( 1)ألا ¶ ترى: أنه لا يكون للإلحاق، إذ ليس بعد الخمسة بناء يلحق به، وكالنون في ¶ (كن هبل)( 2)، و(قرنفل)( 3) ألا ترى: أنه ليس مثل: سفرجل، فيكون هذا ملحقا به، ¶ ؟ ( ومثل ذلك الواو في (ترقوه)( 4 ¶ وإنما قلنا في (مؤق) أنه مثل: عنصوة، وأنه ملحق على التذكير، لأن الإلحاق ¶ أوجهو قد أجاز بعض البصريين في (معدي) من (معدي كرب) أن يكون من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (مع د)( 5) إذا أبعد، فهذا مثل هذا ¶ وإن شئت قلت: إن (ف علي) إذا كان وزنا لا يوجد في الأصول والمزيد فيها لم ¶ ( أحمل الكلمة عليها، لكن أحملها على أا في التذكير مثل (ترقوة) و(قرنوة)( 6 ¶ 1) القبعثر: الحمل العظيم، والقبعثرى: الفصيل المهزول، وألفها من الزوائد التي لا للتأنيث ولا ) ¶ للإلحاقاللسان، مادة: قبعثر ¶ 2) في اللسان: الكنهبل من الشعير: أضخمه سنبلةوالنون فيه زائدة، لأنه ليس في الكلام على ) ¶ مثال سف ر جلاللسان، مادة: كهبل ¶ 3) القرنفل، والقرنفول: شجر هندي ، ليس من نبات أرض العرباللسان، مادة: قرنفل) ¶ 4) العظم المشرف بين ثغرة النحر والعانق، وهي فعلوةاللسان، مادة: ترق) ¶ 5) معد في الأرض: ذهب، تمعدد: تباعداللسان، مادة: معد) ¶
اللسان، )
مادة: قرن
المسائل المشكلة 29
و( عرقوة)( 1)إلا أنه لما بني على التذكيرغير، ليكون كأواخر الأسماء، فيكون (مأق)
على هذا في أنه مبني على التذكير مثل: مؤق، في أنه مبني عليه
فأما (معدي كرب) فله نحو ليس لهذا، وذلك أن المعارف قد تجيء متغيرة عن
حد ما عليه غيرها ك(موهب) ( 2)، و(مورق)، و(ثهلل)( 3) فإن شئت أجزت على
هذا في (معدي) أنه (مفعل) من: عدا يعدو
فإن قلت: كيف يسوع هذا؟ والموضع والمصدر( 4) من ذوات الواو والياء التي هي لام
(/)6) القرنوة: نبات عريض الورق، قال الأزهري: رأيت العرب يدبغون بورقه الأهب، اللسان، ) ¶ مادة: قرن ¶ المسائل المشكلة 29 ¶ و( عرقوة)( 1)إلا أنه لما بني على التذكيرغير، ليكون كأواخر الأسماء، فيكون (مأق) ¶ على هذا في أنه مبني على التذكير مثل: مؤق، في أنه مبني عليه ¶ فأما (معدي كرب) فله نحو ليس لهذا، وذلك أن المعارف قد تجيء متغيرة عن ¶ حد ما عليه غيرها ك(موهب) ( 2)، و(مورق)، و(ثهلل)( 3) فإن شئت أجزت على ¶ هذا في (معدي) أنه (مفعل) من: عدا يعدو ¶ فإن قلت: كيف يسوع هذا؟ والموضع والمصدر( 4) من ذوات الواو والياء التي هي لام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تجيء على (م فعل) نحو: المعزى، والم شتى، فقد قدمنا أن المعارف قد تغير عن حد ما عليه ¶ غيرهاألا ترى: أن (م فعل) مما فاؤه واو لا يجيء، إنما يكون بالكسر ك(الم وعد) و ¶ (الم وقف)وقد قالوا في اسم رجل: م و هب، وث هللوحكم مثل هذا أن يدغم، فكما ¶ غيرت هذه المعارفكذلك يجوز أن يكون (معدي) مغيرا عن (م فعل) ¶ فإن يكن (أقي) أو (أقو) مسموعا في هذا المعنى، جاز حينئذ في (مأق) أا ¶ (مفعل)، وحينئذ يكون الحرف الذي بعد الميم من (مفعل) همزة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونظير (ماق) في أنه اسم وزنه فاعل، وليس بصفةكضارب قولهم: الكاهل، ¶ والغارب، وأنشد أبو زيد: ¶ يا م ن لعينل م تذ ق تغميضا وماقييناكتحلا مضيضا ¶ 13 - مسألة ¶ ذكر سيبويه قولهم: أروية، في حد التصغير، فقال في إثر كلم مصغرة: وفي ¶ 1) العرقوة: كل أكمة منقادة في الأرض، كأا جثوة قبر مستطيلةاللسان، مادة: عرق) ¶ 7) لأن معتل الفاء يجيء اسم المكان والمصدر الميمي منه على مفعل بكسر العين، مثل: موثق، ) ¶ وموعد ولا يجيء منه بفتح العين كالمؤ هب ¶ 3) ثهلل، وفهلل بالثاء والفاء، وفي كتب النحو والصرف: لل بالتاء، ولم أجده بالتاء في ) ¶ المعاجمفتهلل لا ينصرف، قال يعقوب: وهو الذي لا يعرفاللسان، مادة: ثهل ¶
4) يقصد ما اسم المكان والمصدر الميمي)
30 المسائل المشكلة
(أورية) أرية، وفي (مروية) مرية
فقلت في شرح ذلك: من كان (أروى) عنده (أفعل) كان (أروية)( 1) عنده
(أفعولة)أصله: أرو وية، الواو الثانية واو (أفعولة)، وقعت ساكنة قبل ياء، فلزم
انقلاا ياء، ولما لزم انقلاا ياء وجب أن يبدل من ضمة عين (أفعولة) كسرةكما
أبدلت منها الكسرة في (مرمية) ونحوه، فصار: أروية، فإن صغرته على هذا قلت
(/)والشاهد هنا اجتماع المثلين، وهو اللام الأولى والثانية، مع أما لم يدغما ¶ 4) يقصد ما اسم المكان والمصدر الميمي) ¶ 30 المسائل المشكلة ¶ (أورية) أرية، وفي (مروية) مرية ¶ فقلت في شرح ذلك: من كان (أ روى) عنده (أفعل) كان (أروية)( 1) عنده ¶ (أفعولة)أصله: أرو وية، الواو الثانية واو (أفعولة)، وقعت ساكنة قبل ياء، فلزم ¶ انقلاا ياء، ولما لزم انقلاا ياء وجب أن يبدل من ضمة عين (أفعولة) كسرةكما ¶ أبدلت منها الكسرة في (مرمية) ونحوه، فصار: أروية، فإن صغرته على هذا قلت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على قول من قال: أ سيود( 2) : أروية، فتصير من الأمثلة الثلاثة التي للتحقير على ¶ (فعيعيل)( 3) ووزنه من الفعل (أفيعيلة)وإن صغرته على قول من قال: أسيد قلت: ¶ أرية، وكان أصله: أرية، الياء الأولى للتصغير، والثانية عين الفعل التي انقلبت ياء، ¶ والثالثة واو (أفعول) التي قلبت قبل التصغير لوقوعها ساكنة قبل ياء، والرابعة لام ¶ الفعل، فلما اجتمعت أربع ياءات حذفت اثنتين منهن، كما تحذف من (بختية) ( 4) إذا ¶ أضفت إليها اثنتين لاجتماعهن ¶ ومثل ذلك: مروية، إن صغرته على (أ سيد) قلت: مرية، والأصل: مريية، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فحذفت اثنتين، كما حذفتها من (أريية) فإن صغرته على (أسيود) قلت: مريوية، ¶ فلم تحذف لأنه لم يجمع أربع ياءات كما لم تحذف من (أريوية) ¶ ومن كان (أروى) عنده (ف على) قال: في أروية: أا فعلية ك(قمرية)( 5) فإن ¶ صغره وهي عنده أنه فعلية لم يقل فيها إلا: أرية، ولم يجز فيه (أريوية)، لأن اللام ¶ واو، كما لا يجوز في (غزوة)غزيوة كذلك لا يجوز في (أروية) على هذا القول ¶ (أريوية)وكان الأصل فيمن جعل (أروية) فعليه أن يقول: أريوية، إلا أنه لما كانت ¶ 29 ابن السكيت: / 1) الأروية: الأنثى من الوعلاللسان، مادة: روىوفي المخصص 8 ) ¶ يقولون: أروية للذكر والأنثى من الوعول ¶
4) للتصغير ثلاثة أوزان: فعيل، وفعيعل، وفعيعيل)
4) البخت والبختية: دخيل في العربية، وهي الإبل الخراسانية، يقال: جمل بختي وناقه بختية)
5) قال ابن سيده: القمرية: ضرب من الحماماللسان، مادة: قمر)
المسائل المشكلة 31
اللام واوا لزم أن تقلب ياء، ولم يجز فيه قول من يقول: أسيود، لأن الجميع يقلبون
اللام ياء ( 1) فيجب على هذا (أرييه)، ثم تحذف ياء (فعلية)، فيبقى (أرية)
(/)2) تصغير أسد: أسيد، وإن شئت: أسيود، أي: قد قارب السواداللسان، مادة: سود) ¶ 4) للتصغير ثلاثة أوزان: فعيل، وفعيعل، وفعيعيل) ¶ 4) البخت والبختية: دخيل في العربية، وهي الإبل الخراسانية، يقال: جمل بختي وناقه بختية) ¶ 5) قال ابن سيده: القمرية: ضرب من الحماماللسان، مادة: قمر) ¶ المسائل المشكلة 31 ¶ اللام واوا لزم أن تقلب ياء، ولم يجز فيه قول من يقول: أسيود، لأن الجميع يقلبون ¶ اللام ياء ( 1) فيجب على هذا (أرييه)، ثم تحذف ياء (فعلية)، فيبقى (أرية) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وزنته من الفعل على هذا القول (فعلية)، وعلى القول الآخر (أفيعة)فهذا ¶ شرح بناء هذا وتصغيره ¶ فأما وزن (أروى) ب(أفعل) إن جاء منونا فهو الوجه والجائز، لأن الهمزة إذا ¶ وقعت أولا في كلمة على أربعة أحرف وجب أن يحكم بزيادا، حتى يقوم دليل ¶ ( على أنه أصل، كنحو ما قام في (أولق)( 2 ¶ فمثيل (أروى) إن سمع منونا ب(ف على) بعيد جدا من الجواز، إلا أن يكون ¶ أريد به الإلحاق ك(أرطى)( 3)فقد تكون على هذا الهمزة أصلا كما أنه في ¶ (أرطى) أصل، وإن لم يجئ منونا كان وزنه (فعلى)، لأنه لو كان (أفعل) لن ون ¶ لتنكيره، كما ينون (أفعى)، و (أفكل)( 4)، وما أشبه ذلك من النكرات غير الصفات ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( التي تجيء على (أفعل)وتمثيله ب(فعلى) قول الأخفش( 5) فيما ذكره أبو العباس( 6 ¶ 14 - مسألة ¶ 1) قال سيبويه: اعلم أن الواو إذا كانت لاما لم يجز فيها الثبات في التحقير على قول من قال: ) ¶ أسيود، وذلك قولك: غزوة: غزية ¶ 145 : وأما (أولق): وهو ضرب من الجنون، فالهمزة فيه / 2) قال ابن يعيش في شرح المفصل 9 ) ¶ أصل، لقولهم: ألق الرجل فهو مألوقوهذا ثبت في كون الهمزة أصلا، والواو زائدة، ¶ ووزنه إذا فوعل ¶ 3) الأرطى: شجر من شجر الرمل، وهو أفعل من وجه، وفعلى من وجه، لأم يقولون: أديم ) ¶
4) أفعى وأفكل: اسمان ينونان في النكرة، والأفكل: الرعدة، ولا يبنى منه فعلاللسان، مادة: فكل)
5) أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسطتوفي سنة 211 ه، وقيل سنة 215 ه)
284 / 6) انظر: المقتضب 2 )
32 المسائل المشكلة
حكم الصفة كحكم الصلة، في أنه يلزم أن يرجع منها عائد إلى الموصوف،
كما يعود من الصلة إلى الموصول، إلا ما حكي من قولهم: مررت برجلقائم أبواه لا
قاعدينومررت برجلين صالحوطالح، فإن ذلك شاذ ناد عن القياس لا يعدى به
سواه، ولا يتجاوز فيه ما عداه
(/)مأروط، إذا دبغ بورقه، ويقولون: أديم مرطىاللسان، مادة: رطا ¶ 4) أفعى وأفكل: اسمان ينونان في النكرة، والأفكل: الرعدة، ولا يبنى منه فعلاللسان، مادة: فكل) ¶ 5) أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسطتوفي سنة 211 ه، وقيل سنة 215 ه) ¶ 284 / 6) انظر: المقتضب 2 ) ¶ 32 المسائل المشكلة ¶ حكم الصفة كحكم الصلة، في أنه يلزم أن يرجع منها عائد إلى الموصوف، ¶ كما يعود من الصلة إلى الموصول، إلا ما حكي من قولهم: مررت برجلقائم أبواه لا ¶ قاعدينومررت برجلين صالحوطالح، فإن ذلك شاذ ناد عن القياس لا يعدى به ¶ سواه، ولا يتجاوز فيه ما عداه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونظيره من الصلة ما أثر من قولهم: أنا الذي قمت، وأنت الذي قمت ¶ والدليل على احتمال الصفة ضمير موصوفاا: توكيدك إياه وعطفك عليه، ¶ وإبدالك منه، وتبيينك عنه بالضمير المنفصل، إذا جرى على غير من هو له، ومن ثم ¶ شابه الوصف الفعل، وكان ثانيا للأسماء الأول، كما أن الفعل ثانلها، وصار أحد ¶ الأسباب المانعة من صرف الاسم ¶ والراجح من الصفة إلى الموصوف على ضربين: أحدهما: أن يرجع من نفس ¶ الصفة، نحو: هذا رجل ضارب، وهذه امرأة ضاربةوالآخر: أن يرجع مما يتصل ¶ بالصفة دون الصفة نفسها، نحو: هذا رجل ضارب أبوهوهذه امرأة ضارب أبوها ¶ والضرب الأول من الصفة التي يعود منها الذكر إلى الموصوف على ضربين: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( أحدهما مفرد، والآخر مضاف، فمثال المفرد ما قدمناه ( 1 ¶ والمضاف على ضربين: أحدهما: أن يكتسي من المضاف إليه تخصيصا وتقريبا ¶ من التعريفنحو: هذا رجل صاحب امرأة ¶ والآخر: أن يكون أصل الصفة أن يرتفع به شيء من سبب الموصوف، ويعود ¶ منه إليه ذكر، فتحذف العائد للدلالة عليه والعلم بحذفه، فيصير ضمير الموصوف في ¶ الوصف ويضاف إلى ما كان فاعله قبل الحذف، وذلك مثل: مررت برجل حسن ¶ الوجه، وبجاريةحسنة الأب، ألا ترى: أن حكم هذا وأصله إنما كان: مررت برجل ¶
حذف العائد إلى الرجل، ولم يكن حكم الصفة أن يخلو من عائد إلى الموصوف-
1) وهو: هذا رجل ضارب )
2) العائد هو الهاء في: وجهه الذي ارتفع بحسن، ويكون فاعلا له)
المسائل المشكلة 33
صار الضمير الراجع إليه في الصفةومما دل على ذلك قولهم: مررت بامرأة حسنة
الوجه، ولو لم يحذف المضاف إليه ( 1) (الوجه) الراجع إلى الموصوف الأول، لم
تؤنث الصفة، وقلت: مررت بامرأة حسن وجههافحذفت علامة التأنيث من
الوصف مع إثباتك الضمير العائد إلى المرأة، كما أثبتها مع حذفك الراجع من الوجه،
(/)حسن وجهه، فيجرى على رجل، ويعود مما ارتفع بحسن( 2) ذكر إلى الرجلفلما ¶ حذف العائد إلى الرجل، ولم يكن حكم الصفة أن يخلو من عائد إلى الموصوف- ¶ 1) وهو: هذا رجل ضارب ) ¶ 2) العائد هو الهاء في: وجهه الذي ارتفع بحسن، ويكون فاعلا له) ¶ المسائل المشكلة 33 ¶ صار الضمير الراجع إليه في الصفةومما دل على ذلك قولهم: مررت بامرأة حسنة ¶ الوجه، ولو لم يحذف المضاف إليه ( 1) (الوجه) الراجع إلى الموصوف الأول، لم ¶ تؤنث الصفة، وقلت: مررت بامرأة حسن وجههافحذفت علامة التأنيث من ¶ الوصف مع إثباتك الضمير العائد إلى المرأة، كما أثبتها مع حذفك الراجع من الوجه، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وصار تأنيث الصفة وإضافتها إلى فاعلها مع إثبات العائد إلى الموصوف خطأ ¶ وحكى سيبويه، أنه قد جاء به الشعر فقال: وقد جاء في الشعر حسنة وجهها ¶ شبهوه بحسنة الوجه، وذلك رديء وأنشد: ¶ أمن دمنتينعر ج الرك ب فيهما ¶ أقام تعلى ربعيهما جارتا صفا ¶ بحقل الرخامى قد عفا طللاهما ¶ ( كميتا الأعالي جونتا مصطلا هما( 2 ¶ وإنما صار حسنة وجهها رديئا، لأن (حسنة) من قولنا: هذه امرأة حسنة، صفة ¶ جارية على المرأة، وفيها ذكرها، ولذلك أنثنا بالتاء، فإذا قلنا: مررت بامرأة حسن ¶ وجهها فالحسن للوجه، والهاء راجعة من الوجه إلى المرأة، كما رجع الضمير إليه من ¶ (حسنة)فإذا قلت: مررت بامرأة حسنة وجههافقد جمعت بين ضميرين للمرأة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يرجعان إليهاأحدهما ضمير في (حسنة)، والآخر الهاء في (وجهها)وأخطأت، ¶ لإضافتك (حسنة) إلى (الوجه)، والحس ن هو الوجه، والشيء لا يضاف إلى نفسه ¶ وأيضا فقد أنثته، وهو لمذكر ¶ فإن قيل: فقد أضفت (حسن) إلى الوجه، وهو في قولك: الحسن الوجه ¶ فالجواب أن في (حسن) ضميرا يرجع إلى الموصوف به الجاري إعرابه عليه، ¶ فقد خرج أن يكون ل(الوجه)، ولو كان له لارتفع به، على أنه حديث عنه وفعل له ¶
للوجه: قولك: هند حسنة الوجهفلو كان (حسن) للوجه لما جاز تأنيثه، لأن
(الوجه) مذكروقد أجرى (حسن) في: مررت برجل حسن الوجه، مجرى الصفات
1) يقصد بالمضاف إليه الوجه: الضمير الذي يضاف إليه الوجه)
2) البيتان للشماخ، انظر: ديوان الشماخ بن ضرار/ 307 )
34 المسائل المشكلة
التي يراد بإضافتها التخصيص، نحو: مررت برجل صاحب امرأةألا ترى: أن في كل
واحد من الوصفين ضميرا يعود إلى موصوفه، وأما مضافان
ويدل أيضا أن هذا الوصف لما جرى عليه إعرابه دون ما هو من سببه، وكان
حكمه أن يرتفع به نصب من نصب بعده الاسم الذي هو فاعله في المعني كقوله:
(/)ومما يدل على أن (الحسن) في باب: زيد حسن الوجه، صفة لزيدوليس ¶ للوجه: قولك: هند حسنة الوجهفلو كان (حسن) للوجه لما جاز تأنيثه، لأن ¶ (الوجه) مذكروقد أجرى (حسن) في: مررت برجل حسن الوجه، مجرى الصفات ¶ 1) يقصد بالمضاف إليه الوجه: الضمير الذي يضاف إليه الوجه) ¶ 2) البيتان للشماخ، انظر: ديوان الشماخ بن ضرار/ 307 ) ¶ 34 المسائل المشكلة ¶ التي يراد بإضافتها التخصيص، نحو: مررت برجل صاحب امرأةألا ترى: أن في كل ¶ واحد من الوصفين ضميرا يعود إلى موصوفه، وأما مضافان ¶ ويدل أيضا أن هذا الوصف لما جرى عليه إعرابه دون ما هو من سببه، وكان ¶ حكمه أن يرتفع به نصب من نصب بعده الاسم الذي هو فاعله في المعني كقوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( أو عدو شاحطدارا ( 1 ¶ و: ¶ الشاحطالدارا ¶ و: ¶ ( الشعري الرقابا ( 2 ¶ و: ¶ الشعرالرقابا ¶ وحس ن وجها، والحس ن الوجه، لما صار فيه ضمير ما يجري عليه نصب ما ¶ بعده وأعمله إعمال الفعل، كما أن (ضاربا) في قولك: هذا رج ل ضار ب زيدا، ¶ وامرأة ضاربة عمرالما كان فيه ذكر الموصوف، وأعمل عمل الفعل نصب المفعول ¶ أما وجه تشبيهه (حسنة وجهها) ب(بحسنة الوجه) في ضرورة الشعر، فلأن ¶ (الحسن) في قولك: الحسن الوجه، هو الوجه في المعنى، وهو مضاف إليه، وفيه ¶ حرف التعريف الذي هو بدل من علامة الضمير، فكما جاز أن يضاف (الحسن) إلى ¶ (الوجه)، وهو هو في المعنى، وفيه ما هو بدل من الضمير العائد إلى الموصوف، وهو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) هو عجز بيت لعدي بن زيد العبادي، وصدره: من وليأو أخي ثقة انظر: ديوان 101 ) ¶ 102/ وهو من شواهد الكتاب 1 ¶ 103 ، أنشده سيبويه بروايتين، كما هنا، وهو جزء من بيت للحارث بن ظالم / 2) الكتاب 1 ) ¶ المري وهو: ¶ فما قومي بثعلبة بن سعد ولا بفزارة الشعري رقابا ¶ المسائل المشكلة 35 ¶ لام التعريف، كذلك جاز أن يضاف (حسن) إلى (الوجه)، وهو مضاف إلى ¶
والدليل على أن حرف التعريف بدل من علامة الضمير في: حسن الوجه، أن
(الوجه) لا يخرج (حسنا) من التنكير والإشاعة إلى التخصيص والإبانة، كما لم يكن
يخرجه متضايفا هو منهفحسن الوجه مثل: حس ن وجهه في أنه غير متعرف
بالإضافة إلى (الوجه)، كما لم يكن متعرفا بارتفاع (وجهه) بهفمن ثم ألحق ت
(حسنا)-إذا أردت إجراءه على المعرفة ووصفه به- الألف واللام، فقلت: هذا زي د
الحس ن الوجه، ولولا كون لام التعريف بدلا من الضمير لم يصلح إلحاقها المضاف إلى
ما فيه ألف ولام، لكن جاز: الحس ن الوجه، من حيث أريد به: الحس ن وج ههفجهة
(/)الضمير، إذا جاز إضافته إليه، وفيه ما هو بدل منه ¶ والدليل على أن حرف التعريف بدل من علامة الضمير في: حسن الوجه، أن ¶ (الوجه) لا يخرج (حسنا) من التنكير والإشاعة إلى التخصيص والإبانة، كما لم يكن ¶ يخرجه متضايفا هو منهفحسن الوجه مثل: حس ن وجهه في أنه غير متعرف ¶ بالإضافة إلى (الوجه)، كما لم يكن متعرفا بارتفاع (وجهه) بهفمن ثم ألحق ت ¶ (حسنا)-إذا أردت إجراءه على المعرفة ووصفه به- الألف واللام، فقلت: هذا زي د ¶ الحس ن الوجه، ولولا كون لام التعريف بدلا من الضمير لم يصلح إلحاقها المضاف إلى ¶ ما فيه ألف ولام، لكن جاز: الحس ن الوجه، من حيث أريد به: الحس ن و ج ههفجهة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ شبه(حسنة و جهها) بحسن الوجه من حيث ذكرنا ¶ إلا أن هذا التشبية رديء، لما يعترض فيه ما قدمنا من إضافة الشيء فيه إلى ¶ نفسه، ولتأنيث المذكر، وليس يعترض شيء من ذلك في حسنةالوجه،فلذلك كان ¶ رديئا ومرذولا، وتشبيها بعيدا ¶ فأما قوله : ج ونتا م صطلاهما، فقد قدره سيبويه تقدير حسنةوجهها، وجعل ¶ قياسه كقياسه، وكان حكمه عنده أن يقول -إن أجراه على الأصل دون الحذف : ¶ جارتا صفا جو ن مصلاهما فيجرى (جو ن) على (الجارتين) فيرتفع بجريه عليهما، ¶ لأما مرفوعتان، ثم يرتفع (المصطلى) ب(جون)، ويعود ضمير التثنية إلى ¶ (الجارتين)، فيكون كقولك: الهندان حس ن ثوماوهن د حس ن وجهها ¶ وإن أجراه على الحذف دون الأصل أن يقول: أقامت على ربعيهما جارتا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ صفا جونتا المصطليات، فيمن قال: الهندان حسنتا الوجوهوفيمن قال: وضعا ¶ رحليهما: جونتا المصطلين، فيصير كقولك: الهندان حسنتا الثوبين، فلم يستعمله على ¶ الإتمام و الأصل، ولا على الاختصار والحذف، ولكن جملة كقولك: هذه امرأة ¶ حسنة وجهها، فثنى (الجون)، وهما وصف (للجارتين)، وإضافة مثنى إلى (المصطلى) ¶
الوجوه،
وموضع التثنية فيمن قال: وضعا رحليهما، وهو (المصطلى)ألا ترى: أن لكل
واحدة من (الجارتين) مصطلىوإن وجهته على أن (المصطلى) يكون لجميع ذلك،
36 المسائل المشكلة
وأح د لم يضع واحدا موضع جميع، ثم أضاف (مصطلى) إلى ضمير (الجارتين)كما
أضاف (الوجه) في قوله: هذه امرأة حسنة وجهها إلى ضمير المرأة، بعد إضافة
(حسن) الذي هو الوجه في المعنى إلى (الوجه)، فعلى هذا وضع سيبويه هذا البيت
وقد يحتمل غير ما تأوله، وهو ما ذكره بعضهم: من أن الشاعر إنما رد الضمير
المثنى في قوله: مصطلاهما، إلى (الأعالي) لأما في الحقيقة اثنان، وهذا مثل قوله:
(/)وهو (هما) في المعنى، إلا أنه وضع الواحد موضع الجمع فيمن قال: حسنات الوجوه، ¶ وموضع التثنية فيمن قال: وضعا رحليهما، وهو (المصطلى)ألا ترى: أن لكل ¶ واحدة من (الجارتين) مصطلىوإن وجهته على أن (المصطلى) يكون لجميع ذلك، ¶ 36 المسائل المشكلة ¶ وأح د لم يضع واحدا موضع جميع، ثم أضاف (مصطلى) إلى ضمير (الجارتين)كما ¶ أضاف (الوجه) في قوله: هذه امرأة حسنة وجهها إلى ضمير المرأة، بعد إضافة ¶ (حسن) الذي هو الوجه في المعنى إلى (الوجه)، فعلى هذا وضع سيبويه هذا البيت ¶ وقد يحتمل غير ما تأوله، وهو ما ذكره بعضهم: من أن الشاعر إنما رد الضمير ¶ المثنى في قوله: مصطلاهما، إلى (الأعالي) لأما في الحقيقة اثنان، وهذا مثل قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( رأ ت جبلا فو ق الجبالإذا التق ت رؤوس كب يريهن ينتطحان( 1 ¶ ولست أعرف من قائل هذا القول، إلا أنه ليس يمتنع، ويخرج الكلام به من أن ¶ يكون على قولك: هند حسنة وجهها، لأن الضمير المثنى على هذا في قوله: ¶ مصطلاهما، ليس يرجع إلى (الجارتين)، إنما يرجع إلى (الأعالي)، لأن (الأعالي)- وإن ¶ كان مجموعا في اللفظ- فهو اثنان في المعنى، فحمله على ذلك، فكأنه قال: أقامت ¶ جارتا كميتا الأعالي جونتا مصطلى الأعالي، وإذا كان كذلك لم يكن على: حسنة ¶ وجهها، لأن (الجون) لم يضف إلى اسم يتصل به ضمير يعود إلى (الجارتين) كما ¶ يعود من الاسم الذي بعد الصفة في قولك: هند حسنة وجهها، ضمير يعود إلى ¶ (هند)لكن الضمير العائد إلى (الجارتين) محذوف، كما أن الضمير من: هند حسنة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الوجه، ودعد حسنة وجهالأب- محذو ف، فلذلك أنث (جون) من قوله: جونتا ¶ مصطلاهما، كما أنث (حسنة) في قولك: هند حسنة الوجه ¶ ألا ترى: أنك إذا قلت: أقامت جارتا صفا كميتا الأعالي جونتا مصطلى ¶ الأعالي، لم يتصل (جونتا) باسم يعود منه إلى (الجارتين) ضمير، كما لا يعود من ¶
وقياس هذا إذا رفع الاسم بالصفة، ولم تضف الصفة إلى ما هو فاعلها في
المعنى، كحس ن وجه وحس ن الوجه- أن يقال: أقامت جارتا صفا جون مصطلا هما
أعاليهما أو أعلييهماف(مصطلاهما) في موضع رفع، مثل قولك: هاتان امرأتان
حس ن غلام أبويهما
202/ 421 ،وفي الخزانة بتمامه 2 / 1) البيت في الخصائص 2 )
المسائل المشكلة 37
وعيب هذا القول الذي قال هذا القائل: هو أن التثنية حملت على أا جم ع،
وذلك بعيد، لأنا وجدناهم يجعلون الاثنين على لفظ الجمع في نحو قوله عز
،[ التحريم: 4 ] فقدصغتقلوبكما ،[ ص: 21 ] إ ذ ت س وروا المح را ب : وجل
(/)(الوجه) من قولك: هند حسنة الوجه إلى هند ضمير ¶ وقياس هذا إذا رفع الاسم بالصفة، ولم تضف الصفة إلى ما هو فاعلها في ¶ المعنى، كحس ن وجه وحس ن الوجه- أن يقال: أقامت جارتا صفا جون مصطلا هما ¶ أعاليهما أو أعلييهماف(مصطلاهما) في موضع رفع، مثل قولك: هاتان امرأتان ¶ حس ن غلام أبويهما ¶ 202/ 421 ،وفي الخزانة بتمامه 2 / 1) البيت في الخصائص 2 ) ¶ المسائل المشكلة 37 ¶ وعيب هذا القول الذي قال هذا القائل: هو أن التثنية حملت على أا جم ع، ¶ وذلك بعيد، لأنا وجدناهم يجعلون الاثنين على لفظ الجمع في نحو قوله عز ¶ ،[ التحريم: 4 ] فقدصغتقلوبكما ،[ ص: 21 ] إ ذ ت س وروا المح را ب : وجل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وبابهولم نرهم يجعلون لفظ التثنية للجمع، إلا أنه لا يمتنع ذلك في هذا الموضع، لأن ¶ اموع الذي هو قولنا: الأعالي -هنا- اثنان في الحقيقة، ف ح مله على المعنىأو ¶ فقدصغت: استعمل اللغتين اللتين في نحو هذا جميعا، فحمل الأول على قوله ¶ والثاني على: وضعا رحليهما، وليس ذلك بحسن، لأن الراجع أن يكون ،قلوبك ما ¶ على لفظ المرجوع إليه أحسن، إلا أن ذلك لا يمتنعففي هذا التأويل تخليص للشعر ¶ من عيب، وإدخال له في عيب آخر ¶ ص: 50 ]، فقال الفراء فيه: ] جنات عدنمفت حة ل هم الأبوا ب : فأما قوله ¶ رفع الأبواب بمفتحةلهم أبواا، والألف واللام خل ف من الإضافة، تقول: مررت ¶ فإنالجحي م : برجلحسنةالع ين قبيحالأن ف، والمعنى: حسنةعينه، قبيحأنفه، ومنه ¶ النازعات: 39 ]، أي: مأواه، ولو قال: مفتحةلهم الأبواب، على أن ] هي ال مأ وى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تجعل (المفتحة) في اللفظ (للجنات)، وفي المعنى (للأبواب)، مثل: الشعرالرقابا، ¶ والشاحط الدارا، لجاز ¶ وأقول إنا: إذا قلنا: مرر ت برجل حسن الوجه، فالإضافة فيه: برجلحسن ¶ وجهه، ثم حذف المضاف إليه (الوجه)، وهو هذا الذي كان عائدا مما اتصل بالصفة ¶
الموصوف، جعل ضمير الموصوف في الصفة التي هي (حس ن) وإن كان في المعنى
(للوجه)؛ لأن الصفة لا تخلو من راجعمنها إلى الموصوف، كما أن الصلة مع
الموصول كذلك
والدليل على هذا قولهم: هذه امرأة حسنة الوجه، ولو كان حذف ما يرجع
إلى الموصوف مما اتصل بالصفة كإثباته، لكان: مررت برجلحسنالوجهفي اللفظ
بمنزلة: مررت برجلحسنو ج هه، كما أنه في المعنى كذلك
بمنزلة مفتحةلهم أبوا ا، كما ذهب مفت حة له م الأب وا ب : ولو كان قوله
(/)على الموصوف، فلما حذف العائد، وكان لابد من أن يكون فيها راج ع إلى ¶ الموصوف، جعل ضمير الموصوف في الصفة التي هي (حس ن) وإن كان في المعنى ¶ (للوجه)؛ لأن الصفة لا تخلو من راجعمنها إلى الموصوف، كما أن الصلة مع ¶ الموصول كذلك ¶ والدليل على هذا قولهم: هذه امرأة حسنة الوجه، ولو كان حذف ما يرجع ¶ إلى الموصوف مما اتصل بالصفة كإثباته، لكان: مررت برجلحسنالوجهفي اللفظ ¶ بمنزلة: مررت برجلحسنو ج هه، كما أنه في المعنى كذلك ¶ بمنزلة مفتحةلهم أبوا ا، كما ذهب مفت حة له م الأب وا ب : ولو كان قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إليه الفراء، لما جاز: مرر ت برجلحسنالوجه، ولقيل: حسنالوجه، كما يقال ¶ 38 المسائل المشكلة ¶ برجلحسنوجههولما جاز: مررت بامرأة حسنة وجهها، فقولهم: مررت برجل ¶ حسنالوجه، وبامرأة حسنةالوجه، دلي ل على أن الراجع إلى الصفة إذا حذف مما ¶ يتصل ا صار الضمير الذي كان يرجع إلى الموصوف مما يرتفع بالصفة نفسها ¶ لا يجوز أن يرتفع من حيث ،مفت حة له م الأبوا ب : و(الأبواب) من قوله ¶ كان يرتفع مفتحة لهم أبواا، وتأ ول ارتفاعها من هذه الجهة خطأ لما ذكرناه ¶ فإن قلت: بم يرتفع؟ فإن ارتفاعه عندي من جهتين: ¶ إحداهما: أن يكون بدلا من المضمر في (مفتحة)، كأنه على: فتحت الجنا ت ¶ أبواا، فأبدلت (الأبواب) من (الجنات)، لأا منها وبعضها، كما تقول: ضرب زيد ¶ رأسهوعلامة التأنيث في (مفتحة) على هذا قبل أن تبدل منها (الأبواب) لضمير ¶ (الجنات)ولا يجوز على هذا: زيد مضروب الأب، إذا أبدلت الأب مما في ¶ (مضروب)، لأن (الأب) ليس بزيد ولا ببعضه، كما أن (الأبواب) من (الجنات)، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلا يجوز إبداله منه إلا على جهة الغلط ¶ والأخرى: أن تكون (الأبواب) مرتفعة (بمفتحة) على نية راجعإلى (الجنات) ¶ محذوف، كأنه في التقدير: ¶ وإن للمتقين جناتعدنمفتحة لهم الأبواب منهافالتأنيث في (مفتحة) على ¶
وليس الألف واللام في (الأبواب) على هذا التأويل كالألف واللام في (الوجه)
من قولك: مررت برجلحسن الوجه، لأن الألف واللام هنا عوض مما كان (الوجه)
مضافا إليه، يدلك على ذلك أن (حسنا) لا يتعرف به كما لا يتعرف مع قولك:
وجهه، فإذا صار في الكلام ما يرجع إلى الموصوف لم ي س ع أن يكون الألف واللام
بدلا من الضمير المحذوف،للاستغناء عن ذلك بالعائد الذي هو في اللفظ موجود،
(/)هذا (للأبواب) دون (الجنات)، وقد عادت الهاء من (منها) إلى (جنات) ¶ وليس الألف واللام في (الأبواب) على هذا التأويل كالألف واللام في (الوجه) ¶ من قولك: مررت برجلحسن الوجه، لأن الألف واللام هنا عوض مما كان (الوجه) ¶ مضافا إليه، يدلك على ذلك أن (حسنا) لا يتعرف به كما لا يتعرف مع قولك: ¶ وجهه، فإذا صار في الكلام ما يرجع إلى الموصوف لم ي س ع أن يكون الألف واللام ¶ بدلا من الضمير المحذوف،للاستغناء عن ذلك بالعائد الذي هو في اللفظ موجود، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ النازعات: 39 ]، أي: المأوى له، ]فإنال جحي م هي ال مأ وى : وعلى هذا قوله ¶ فحذف (له) لما في الكلام من الدلالة عليه، كما حذف (منه) في قولهم: السم ن ¶ منوان بدرهم( 1)وليس حذف بعض الخبر للدلالة عليه بأعظم من حذف الخبر ¶ 2) قال ابن يعيش: والعائد محذوف تقديره: منوان منه بدرهم) ¶ المسائل المشكلة 39 ¶ بأسره، إذا قامت على حذفه دلالة تدل عليه ¶ وخطؤه في تأويله الألف واللام في هذه الآية على أما بدل من الهاء الضمير، ¶ لأن الألف واللام إنما تكونان عوضا من علامة الضمير في المعنى دون اللفظ في باب: ¶ حس ن الوجه، وما أشبهه من الأسماء التي كان حكمها أن ترتفع بالصفات المشبهة ¶ بأسماء الفاعلين أو بأسماء المفعولين، ثم يحذف الراجع منها، وتجعل الصفة للأولولم ¶ يجئ في غير ذلك ¶ فأما ما حكاه( 1) من قوله: مررت برجلحسنةالع ين، وقبيحالأن ف، فعلى ما ¶ ذكرناه من البدل من الضمير، لأن العين والأنف بعض منهويحتمل أيضا أن يكون ¶ على حذف (منه)، وهذا التأويل في: مررت برجلحسنةالعين - أسوغ، لمكان ¶ التأنيث في (حسنة)، فإن ضمير الرجل لا يكون مؤنثا، وينبغي أن يكون الكلام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المبدل منه على وجهغير مفتقرإلى البدل ¶ على أن تجعل (المفتحة) ، مفت حة له م الأب وا ب : فأما قول الفراء: ولو قال ¶
ويدل نصبك الأبواب بمفتحة على أن فيه ضميرا للأول، وإذا كان فيه ضمير الأول
لم يجز ارتفاع (الأبواب) ا، لأنه لا يرتفع بفعلولا بشيء يقوم مقامه فاعلانوإنما
وجه الرفع في الآية على ما ذكرناه
فأما ما أنشدناه لكثير من قوله:
من الخفراتالبيضلم تر شقوة
وفي الحسبالزاكي الكر يم
( صمي مها( 2
فلا يجوز الجر في (الكريم) على أن تجعله صفة (للحسب)، لأن (صميمها)
(/)في اللفظ (للجنات)، وفي المعنى (للأبواب)، وتشبيهه ذلك بالشعرالرقابا، فهو جائز ¶ ويدل نصبك الأبواب بمفتحة على أن فيه ضميرا للأول، وإذا كان فيه ضمير الأول ¶ لم يجز ارتفاع (الأبواب) ا، لأنه لا يرتفع بفعلولا بشيء يقوم مقامه فاعلانوإنما ¶ وجه الرفع في الآية على ما ذكرناه ¶ فأما ما أنشدناه لكثير من قوله: ¶ من الخفراتالبيضلم تر شقوة ¶ وفي الحسبالزاكي الكر يم ¶ ( صمي مها( 2 ¶ فلا يجوز الجر في (الكريم) على أن تجعله صفة (للحسب)، لأن (صميمها) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) يعني حكاية الفراء وقد تقدمت) ¶ 2) ديوان كثير عزة 429 وعجزه فيه: ) ¶ وفي الحسب الرفيع نجارها وكذا في المحاسن والأضدار ¶ للجاحظ ص 122 ويجرى الشاهد في هذه الرواية أيضا ¶ 40 المسائل المشكلة ¶ مرتفع ب(الكريم)، وليس فيه شيء يرجع إلى الموصوف الذي هو (الحسب)، فلا ¶ يجوز، كما لا يجوز: زيد الكر يم أبوها منطل ق، حتى يرجع من الصفة أو مما يرتفع ا ¶ ذكر إلى الموصوفوإذا لم يجز هذا قدرنا ارتفاعه على أنه خبر مبتدأمحذوفكأنه ¶ قال: هي الكر يم صمي مها ¶ فأما موضع قوله: وفي الح سب، فيحتمل أن يكون نصبا على أن تجعله ظرفا ¶ للمبتدأ المحذوف، كأنك قلت: وفي الحسب الزاكي هي الكريم صمي مها، كما ¶ تقول: في الدارهن د العاقلة، وفي الدارهند الكر يم أبوها ¶ ويحتمل أن يضمر المبتدأ قبل الظرف، فيكون موضعه أيضا نصبا على تقدير: ¶ وهي في الحسب الزاكي الكريم صميماوإن كان الظرف مقدما ¶ ويحتمل أن يجعل في الحسب الزاكي الكريم و صميمها جميعا الخبر، فيكون ¶ مثل: هذا حلو حامض، ولا يجوز أن تجعل (في الحسب) ظرفا للكريم صميمها، لأن ¶ ما في الصلة لا يعمل فيما قبل الموصول ¶ ويحتمل أن يكون قوله: وفي الحسب الزاكي، خبرا لمبتدأ آخر محذوف، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تقديره: وهي في الحسبالزاكي هي الكر يم صميمها، وهذا الوجه أشبه، لأنه موضع ¶
من أن يمدح أو يذم بجملة واحدةوكلام واحد، ومن ثم قطع بعض الصفات من
بعض إذا تلى بعضها بعضا نحو:
( النازلون بكلمعترك.........( 1
والنازلينوموضع (في الحسب) على هذا الوجه: رف ع من جهة، ونص ب من أخرى
أما كونه رفعا؛ فلأنه قد أضمر فعل، وإن صار ذلك الفعل لا يظهر بدلالة حرف
الخفض عليه، تقديره: هي تثب ت في الحسب واستقرت، ونحو ذلك مما يقدرون إضماره في
(/)مدح، فإذا مدح وأثنى بجمل وضروب من الكلام كان أبلغ وأفخ م، وكذلك إذا ذم- ¶ من أن يمدح أو يذم بجملة واحدةوكلام واحد، ومن ثم قطع بعض الصفات من ¶ بعض إذا تلى بعضها بعضا نحو: ¶ ( النازلون بكلمعترك.........( 1 ¶ والنازلينوموضع (في الحسب) على هذا الوجه: رف ع من جهة، ونص ب من أخرى ¶ أما كونه رفعا؛ فلأنه قد أضمر فعل، وإن صار ذلك الفعل لا يظهر بدلالة حرف ¶ الخفض عليه، تقديره: هي تثب ت في الحسب واستقرت، ونحو ذلك مما يقدرون إضماره في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مثل هذه المواضعفهو من هذه الجهة كان نصبا، ومن جهةوقوعها موقع خبر المبتدأ - ¶ حتى صار ذلك ملغى معه مطرحا- رفعوفي هذا الفن من الطرف كلام قد ذكرناه في غير ¶ 1) هذا صدر من بيت وعجزه: والطيبون معاقد الأزروهو من شواهد الكتاب انظر: ) ¶ 104 ، و 249 ،246 /1 ¶ المسائل المشكلة 41 ¶ هذا الموضع، وفيما كتبناه من الصفات دليل على ما تركناه منها ¶ 15 - مسألة ¶ مكرر في غير موضع من الكتاب ذكرها ¶ (ف م) وزن أصله (ف عل)، والدليل عليه قولهم: أفواه( 1)وحكم ما كان على ¶ (ف عل) وكان معتل العين أن يجمع على (أفعال)، كث وب وأثواب، وحوض وأحواض، ¶ وعين وأعيان، كما أن حكم ما كان على (فعل) من الصحيح فجمعه القليل على ¶ (أفعال)( 2) فلا يخرج الشيء عن بابه وأصله المطرد فيه، ولا يمنع حمله على الأكثر ¶ ف(فم) يلزم على هذا أن يحمل على (ف عل)، لدلالة أفعال عليه حتى يقوم ¶ ثبت يعدل إليه عنهويدل أيضا على أن وزنه (ف عل) دون (فعل): أنك إذا حملته على ¶ أنه (فعل) حكمت بحركة العين، والحركة زيادة، ولا يحكم بالزيادة إلا بدليل يدل ¶ عليها، والدليل الذي قام دل على السكون لما تقدم؛ وهو قولهم: أفواهوالعين من ¶ (فم) واو، واللام منه هاء، يدل على ذلك قولهم: مف وه، وأفواه، والهاء إذا كانت لاما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
الياء والواو في الخفاء( 3)،ولأا من مخرج ما هو مشابه لها وهو الألف( 4)فكما أن
الياء والواو إذا كانا لامين تحذفان، كذلك تحذف الهاء لمشاتها لهما في الموضع
الذي حذفتا فيه
وقد حذفت النون أيضا إذا وقعت لاما في قولهم: ددن، في دد( 5)، وذلك أن
1) قال سيبويه: أما ما كان فعلا من بنات الياء والواو، فإنك إذا ك سرته على بناء أدنى العدد )
184 / ك سرته على أفعال، وذاك سوط وأسواط، وثوب وأثوابانظر: الكتاب 2
(/)فإا قد تحذف كما أن الياء والواو إذا كانتا لامين قد تحذفان، وذلك لمشاة الهاء ¶ الياء والواو في الخفاء( 3)،ولأا من مخرج ما هو مشابه لها وهو الألف( 4)فكما أن ¶ الياء والواو إذا كانا لامين تحذفان، كذلك تحذف الهاء لمشاتها لهما في الموضع ¶ الذي حذفتا فيه ¶ وقد حذفت النون أيضا إذا وقعت لاما في قولهم: ددن، في دد( 5)، وذلك أن ¶ 1) قال سيبويه: أما ما كان فعلا من بنات الياء والواو، فإنك إذا ك سرته على بناء أدنى العدد ) ¶ 184 / ك سرته على أفعال، وذاك سوط وأسواط، وثوب وأثوابانظر: الكتاب 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) قد مثل سيبويه لجمع فعل -من الصحيح- على أفعال بأفراخ، وأفراد، وأرفاغانظر: ) ¶ 185 / الكتاب 2 ¶ 3) الخفاء لغة: الستروفي علم التجويد هو: خفاء الصوت عند النطقوحروف الخفاء: ) ¶ 130 / 406 ، وشرح المفصل 10 / الألف، والواو، والياء، والهاءانظر: الكتاب 2 ¶ 405 / 4) مخرج الهمزة والألف: هو أقصى الحلقانظر: الكتاب 2 ) ¶ 5) تقدم تفسير هذه الكلمة في المسألة الثالثة) ¶ 42 المسائل المشكلة ¶ هذا الحرف يشابه الياء، والواو، والألف، أيضاويوافقها في غير جهة، منها أن ¶ بعضها قد أبدلت من بعض،فأقيم كل واحد في البدل مقام الآخرفمن ذلك: إبدال ¶ النون من الواو في قولهم: صنعاني، وراني، في الإضافة إلى (صنعاء) و(راء) ¶ وقياس هذا وما أشبهه مما فيه علامة التأنيث التي هي ألف وهمزة، أن تبدل من ¶ همزته واو في الإضافة، كما تبدل منها الواو في التثنية، والجمع بالألف والتاء، فيقال: ¶ صنعاوي( 1) كما يقال: حمرواي، وحمراوان، وحمراوات، لكن لما كانت النون تشابه ¶ الواو وأختيها( 2) أبدلتمن الواو ¶ فإن قيل: ما تنكر أن تكون النون بدلا من الهمزة ولا تكون بدلا من الواو؟ ¶ قلنا: لم نر الهمزة أبدلت منها النون، ورأيناها أبدل منها الموافق للواو، وهو الألف ¶ في قولهم: رأيت زيدا( 3)، و (إذن)( 4) في الوقف على (إذا) الذي هو جواب وجزاء، ¶ (/) ¶
كذلك أبدلت من الواو، لأن هذه الحروف الثلاثة ¶ أعني: الياء، والواو، والألف، مجراهن مجرى حرف واحد؛ لوقوع كل واحد منها ¶ موقع الآخر، وانقلاب بعضها إلى بعض، ويتبين ذلك في تصفح التصريففإنه حد ¶ ( يشتمل على معرفة هذا دون غيره( 5 ¶ فالنون في (راني) بدل من الواوومما يوفق بين النون وهذه الحروف، أا ¶ وقعت إعرابا في الأفعال المضارعة، كما وقع ما هو من هذه الحروف إعرابا؛ وهو ¶ الحركات التي هي الضمة، والكسرة، والفتحةويوفق بينهن أيضا أا قد زيدت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ثانية، وثالثة، ورابعة ، وخامسة، في نحو: قنبر( 6)، و عقنقل( 1)، وفرسن( 2)، و سكران، ¶ 1) مثال، للإضافة -أي النسبة- إلى صنعاء، وكذلك حمراوي) ¶ 2) يقصد بأختي الواو: الياء والألف) ¶ 279 / 3) التنوين: نون ساكنة، وتقلب هذه النون ألفا في الوقفانظر: شرح الشافية للرضي 2 ) ¶ 4) قال الرضي في شرح الشافية: أما (إذن) فالأكثر قلب نوا ألفا في الوقف، لأا تنوين في ) ¶ 279 / الأصل انظر: شرح الشافية 2 ¶ 5) لم أجد في كتب الصرف أن التصريف علو يختص بدراسة تغييرات أحد أحرف العلة فقط) ¶ 6) القبر والقنبر: طائر يشبه الح مرةاللسان، مادة: قبر) ¶ المسائل المشكلة 43 ¶ ونحو ذلك، كما زيدت الحروف الثلاثة في هذه المواضعوبينهن ضروب اشتراك ¶ يكفي بعض ذلك من جميعه ¶ والهاء أيضافبينها وبينهن من الوفاق ما تقدم، وأا تزاد في الوقت لتبيين ¶ الحركة كما تزاد الألف فيه لذلكوذلك قولهم: أنا، و حي هلا، زيدت لتبيين ¶ وما أ د ري ك ما هيه ،[ الأنعام: 90 ] اقتده: الحركةكما زيدت الهاء في نحو ¶ [القارعة: 10 ]لذلك فإذا وصل لم تثبت، كما لا تثبت الهاء في الوصل، ومثل هذا ¶ الأحزاب: 67 ] حكم الألف في الوصل والوقف كحكم ] فأ ضلونا ال سبيلا : قوله ¶ التي في (أنا) فهذه الحروف تتفق من هذه الجهات ومن غيرها ¶ (/) ¶
لامات، ف(ف م) أصله: ف وه، لما ذكرناه و حذفت ¶ الهاء التي هي لام، كما حذفت الياء والواو اللتان هما لامان في (يد) و(غد) ونحوهما ¶ ومثل: فم - مما لامه هاء فحذف - قولهم: شفة، وشاة، واست، وعضة، ¶ فيمن قال: عضاه، و سنة، فيمن قال: سانهت( 3) ، فلما حذفت الهاء التي هي لام ¶ وكان حكم العين أن ت حرك بحركات الإعراب، كما ت حرك العين من (يد) ونحوه ¶ بعد حذف اللام منها، ومن حكم الواو إذا تحركت وتحرك ما قبلها أن تنقلب ألفا، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كما انقلبت في (عصا) و (قطا)، فإذا انقلبت الواو لت حركها وت حرك من قبلها لزم أن ¶ يلحقه التنوين( 4) في الوصل، فسقط الساكن الأول الذي هو الألف المنقلبة عن الواو ¶ التي هي عين، لالتقاء الساكنين -هي والتنوين- فكان يلزم لو جرى على هذا أن ¶ يكون في الوصل: هذا فافاعلم، في الأحوال الثلاث، فكان الاسم يصير على حرف ¶ واحد، فيخرج عما عليه الأسماء المتمكنة ¶ = ¶ 1) العقنقل: ما ارتكم من الرمل وتعقل بعضه ببعضاللسان، مادة: عقل) ¶ 2) الفرسن بالنون: للبعير كالحافر للدابةاللسان، مادة: فرس) ¶ 3) سات النخلة وهي سنهاء: حملت سنة، ولم تحمل أخرىاللسان مادة: سنة) ¶ 5) يقصد ذا التنوين: تنوين التمكن الذي يلحق الاسم للفرق بين المنصرف وغير المنصرف، ) ¶ كرجل، وعصا، وفتى ¶ 44 المسائل المشكلة ¶ ألا ترى أنه لا يوجد في الكلام اسم متمكن على حرفواحد، ولا اسم متمكن ¶ على حرفين أحدهما حرف لين، لأنه يلزم متى كان على حرفين أحدهما حرف لينأن يصير ¶ على حرف واحدعلى ما رسمناه في (فم)، فإذا زيد على الاسم الذي على حرفين أحدهما ¶ حرف لين حرف لا يلحق بلحاقه حرف اللين التنوين لم يمتنع أن يوجد اس م أحد حرفيه ¶ الأصليين حرف لين، وذلك قولهم: شاة، وفوك، في الإضافة، وفو زيد ¶ ولذلك قال النحويون في ترخيم (شية)( 1) اسم رجل أو غيره على قول من ¶ (/) ¶
يا وشي، فردوا ما حذف من الكلمة، لأم لم يجدوا في ¶ العربية اسما على حرفينأحدهما حرف لين، فيقولوا بغير رد الأصل إليه ¶ فلما كان (فم) بعد حذف اللام منه يجري على ما ذكرناه، ويلزم فيه ذلك، ¶ أبدل من الواو التي هي عين الميم، لأا توافقها في المخرج ¶ وللقائل أن يقول: إا كانت أولى من الياء في أن تبدل من الواو، لما فيه من الغنة، ¶ ومشاتها بذلك النون المشاة للواو، فلما أبدلت الميم صارت كسائر أخواا التي حذفت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ اللام منها، وجرى الإعراب على الحرف الثاني المبدل من العين، ولم يخرج عن منهاج ¶ أخواا ونظائرها التي على حرفينوقد حذفت اللام منهاهذا في الإفراد ¶ فأما في الإضافة، فإن الميم لا تبدل من العين، لأن الاسم لا يبقى على حرف ¶ واحد، ولا يلحقه في الإضافة التنوين فلا تسقط العين، كما كانت تسقط في الإفراد ¶ لكنها تثبت العين في (شاة) لما لم تكن طرفاويتحرك الحرف الذي قبل العين من (فم) ¶ بحسب الحرف الذي ينقلب إليه العين، وهذا حرف نادر في العربية لا يعرف له نظير، إلا ¶ (ذو) التي تضاف إلى أسماء الأنواع( 3)، ويوصف ا كقولهم: ذو مال، وذو علم،ونحوه ¶ 1) الشية: سواد في بياض، أو بياض في سواداللسان، مادة: وشي) ¶ 2) الترخيم على وجهين: أحدهما: أن يحذف آخر الاسم وهو مراد في الحكمويعبر عن هذا ) ¶ الوجه بلغة من ينتظر الحرفوالوجه الثاني: أن يحذف آخر الاسم، ويكون الاسم بعد ¶ الحذف كأنه اسم قائم برأسهويعبرون عن هذا الوجه بلغة من لا ينتظر الحرف، فعلى هذه ¶ اللغة يقال في ترخيم حارث: يا حار ¶ 3) يقصد بأسماء الأنواع: أسماء الأجناس من ذواتومعان) ¶ 45 ¶ فأما قولهم: امراء، وبامرئ، وامرؤ، وابنما، وبابنم، وابن م، وأخوه، وأبوه، ¶ فمثل: فوه، في أن ما قبل حرف الإعرابيتبع حرف الإعراب، ويخالف (فما) في أن ¶ (/) ¶
فاءالفعل، وفي (فم) و (ذو مال) التابع له فاء الفعل ¶ وجميع هذه الحروف نوادر شاذة عن القياس وما عليه جمهرة الأسماء وغيرها ¶ من المعربات، وإنما ذكرناها لموافقتها (فما) في الإضافةوقد اضطر الشاعر فأبدل من ¶ العين في (فم) الميم في الإضافة، كما أبدلها منها في الإفراد فقال: ¶ ( يصبح ظمآن وفي البحرف م ه( 1 ¶ وهذا الإبدال في الكلام إنما هو في الإفراد دون الإضافة، فأجرى الإضافة مجرى المفرد ¶ في الشعر للضرورة، كما أجرى فيها الإفراد مجرى الإضافة في الضرورة، وذلك قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( خالط من سلمى خيا شيم وفا( 2 ¶ فحكم هذه الألف في قوله: وفا، أن تكون بدلا من التنوين، والمنقلبة من العين ¶ سقطت لالتقاء الساكنين، لأنه الساكن الأول، وبقي الاسم على حرف واحد، ¶ وجاز هذا في الشعر للضرورة، لأنه قد يجوز في الشعر كثير مما لا يجوز في الكلام ¶ فمن ذلك قوله: ¶ ( مهلا أعاذل قد ج ربت من خلقي أني أجو د لأقواموإن ضنوا( 3 ¶ وقوله: ¶ ( ت شكو ال وجى من أظللوأظلل( 4 ¶ وقوله: ¶ ( دارل سعدى اذهمن هواكا( 5 ¶ 1) الرجز لرؤبة بن العجاج، انظر: مجموع أشعار العرب ديوان رؤبة/ 159 ، وقبله: ) ¶ كالحوت لا يرويه يل همه ¶ 2) الرجز للعجاجانظر: ديوانه 492 وقبله: حتى تناهي في صهاريج الصفا ) ¶ 11 ، نسبه سيبويه إلى قعنب بن أم الصاحب الغطفاني، - 10/ 3) من شواهد الكتاب 1 ) ¶ 354/ 253 ،142 ، و 3 / وكذلك في نوادر أبي زيد ص/ 44 وانظر: المقتضب 1 ¶ 4) البيت للعجاج: انظر ديوانه ص/ 155 ) ¶ 227 قال البغدادي: هذا البيت أيضا من الأبيات الخمسين التي لم = / 5) انظر:خزانة الأدب 1 ) ¶ المسائل المشكلة ¶ 46 المسائل المشكلة ¶ ونحو هذا مما يجوز في الشعر ولا يجوز في الكلام ¶ ألا ترى: أن المثلين إذا تحركا لغير التقاء الساكنين، ولغير الإلحاق( 1) لم يجز ¶ (/) ¶
الإدغامفلا يكون في الكلام المثلان إلا على هذاوأما قول ¶ الفرزدق: ¶ ( هما تفثا من ف مويهما .........( 3 ¶ فإنه قيل: إنه أبدل من العين الذي هو واو الميم، كما تبدل منه في الإفراد، ثم ¶ أبدل من الهاء التي هي لام الواو، وبدل الواو من الهاء غير بعيد، لما قدمنا من مشاة ¶ بعض هذه الحروف لبعض، ويدل على سوغذلك أما يعتقبان في الكلمة الواحدة، ¶ كقولك: عضة، فإن لامه قد يحكم عليها بأا هاء، لقولهم: عضاه، ويحكم عليها أا ¶ واو، لقولهم: عضوات، قال: ¶ ( هذا طريق يأزمالمآزما وعضوات تقطعاللهازما( 4 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ويحتمل أن يكون أضاف الفم مبدلا من عينها الميم للضرورة، كقول الآخر: ¶ وفي البحر فمه( 5)ثم أتى بالواو التي هي عين، والميم عوض منه، فجمع بين البدل ¶ والمبدل منه للضرورة، لأنا قد وجدنا هذا الجمع في مذاهبهم، قال الشاعر: ¶ ( إني إذا ما ح دثأل ما دعو ت يا اللهم يا الله ما ( 6 ¶ = ¶ يعلم قائلها، ولا يعرف له ضميمة ¶ 1) فإذا زيد حرف للإلحاق مثل: جلبب، ملحقا بدحرج، فلا تدغم لكي لا يفوت الغرض، ) ¶ وهو إلحاقه بدحرج ¶ 2) يقصد بالبيان: الإظهار، وهو ما يقابل الإدغام) ¶ 215 وعجزه: على النابح العاوي أشد رجام / 3) وهو صدر بيت للفرزدقانظر: ديوانه: 2 ) ¶ 172/ 67 ، والخصائص 1 / 81 ، والكامل 3 / 4) البيت في الكتاب 2 ) ¶ 5) تقدم تخريجه) ¶ 354 : وهذا البيت أيضا من الأبيات المتداولة في كتب - 358/ 6) قال البغدادي في الخزانة 1 ) ¶ العربية، ولا يعرف قائله ولا بقيته ¶ المسائل المشكلة 47 ¶ فجمع بين حرف التنبيه( 1)، وبين الميمين اللتين هما عوض منه للضرورة ¶ فكذلك يجوز أن يكون قد جمع بين الميم وبين ما هي عوض منه، فيكون قد اجتمع ¶ فيه على هذا الوجه ضرورتان؛ أحدهما: إضافته (فما) بالميم، وحك مه أن لا يضاف ¶ اوجمعه بين البدل والمبدل منه ¶
(/)قال محمد بن يزيد: قد ل ح ن كثير من الناس العجا ج في قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( خالط من سلمى خياشي م وفا( 2 ¶ قال: وليس هو عندي بلاحن، لأنه حيث اضطر أتى به في قافيةلا يلحقه معها ¶ التنوين، ومن كان يرى تنوين القوافي، ك: ¶ ( العتابن( 3 ¶ لم ينون هذا ¶ والقول فيه عندي ما قدمته من أنه أجراه في الإفراد مجراه في الإضافة للضرورة، ¶ فلا يصلح تلحينه ونحن نجد مساغا إلى تجويزه، وترى في كلامهم نظيرهمن ¶ استعمالهم في الشعر، وإجازم فيه ما لا يجيزون في غيره ولا يستعملون مع سواه، ¶ كإبدالهم الياء من الباء في: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( ...............أرانيها( 4 ¶ ( ول ضفادي ج مهنقانق( 5 ¶ فكذلك يجوز فيه استعمال الاسم على حرف واحد، وإن لم يسغ في الكلام ¶ ولم يج ز ¶ 1) يقصد بحرف التنبيه (يا) التي للنداء) ¶ 2) تقدم تخريجه) ¶ 3) هو جزء من بيت لجرير، انظر: ديوان ص 64 والبيت هو: ) ¶ أقلى اللوم عاذل والعتابا وقولي إن أصبت لقد أصابا ¶ 344 والبيت هو: / 4) وهي بقية من بيت لأبي كاهل اليشكري، وهو من الكتاب 1 ) ¶ لها أشارير من لحم تت مره من الثعالي ووخز من أرانيها ¶ 344 وقبله: ومنهل ليس له جوازقولم ينسبه سيبويه/ 5) الرجز في الكتاب 1 ) ¶ 48 المسائل المشكلة ¶ فأما قول أبي العباس: ومن كان يرى تنوين القوافي لم ينون هذا، فليس في هذا ¶ عنده شيء يمنع من تنوينه عند من كان كذاك نشيده، إلا ما لحنته من ترك الاسم ¶ على حرفوقد ذكرنا مساغه ووجه مجازه ¶ وقد أجاز هو في الكلام في غير هذا الموضع كون الاسم المظهر على حرف ¶ مفرد، فذهب في قولهم: م الله لأفعلن، إلى أنه محذوف من (أي من)، وأن الكلمة فعل ¶ ذلك ا علما بأا تنفصل ¶ ويفسد ما ذكره، من أن من نون القوافي لم ينون هذا، أن من ينون القافية ¶ يلزمه تنوين هذا الاسم، لكونه في موضع النصب، فإذا وقف أبدل من الألف ¶ ولو قال قائل: في ذلك أنه يجوز أن يكون (من الله) فحذفت النون لالتقاء ¶
( ولا ذاكر الله ( 1
(/)2]، وقوله: - الإخلاص: 1 ] أحد الله : الساكنين كما حذفت من ¶ ( ولا ذاكر الله ( 1 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ولد الصلاة، ونحو ذلك، لكان قولا ¶ ويجوز أيضا أن تكون الميم بدلا من الباء لمقاربتها في المخرج، أبدلت منها في ¶ غير هذا الموضع أيضا، وذلك عندي في أشبه من أن يكون من (أيمن)، فيصير الاسم ¶ على حرف واحدوإن أجريت في قول العجاج ما قدمت، لأن ذلك -في الكلام، ¶ وما أجزناه في (فم)- في الشعر، وقد يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام، ولم نجد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في الكلام اسما مظهرا على حرف مفردوهذا الذي ذكرته في قولهم: م الله، في ¶ ( الوجهين قول أبي بكر( 2 ¶ 16 - مسألة ¶ مريم: 38 ] ، ومعنى ] أ سمع بهموأبصر : قالوا: أكرم بزيدوفي التنزيل ¶ هذا عندي: أكرم زيد، أي: صار ذا كرامة، وصاروا واجدي سمعوبصر، خلاف ¶ 1) وهو جزء من بيت لأبي الأسود الدؤلي، انظر: ديوانه ص 203 والبيت هو: ) ¶ فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا ¶ 1)لم أجد قول أبي بكر في كتابه: الأصول) ¶ المسائل المشكلة 49 ¶ البقرة: 18 ]ونظير هذا: ] صمبكمعمي : من وصف بالصمموالبكم في قوله ¶ أقوى الرجل، وأقطف التمر( 1)، ونحوهفمعنى هذا كمعنى (فعل) ¶ وقوله: بزيدوم، في هذا الباب في موضع رفع، لأنك إنما تخبر من قولك: أكرم ¶ زيد، عن زيد، وهذا موضع مبالغة وتكثيرألا ترى أن ما لم يدخل فعله في بناء التعجب لم ¶ يب ن منه (مفعال)، ولا (فعول)، ولا نحو هذا، مما تراد به المبالغةفهذا يدلك أن التعجب ¶ عندهم داخل في هذا الحد، وأم يريدون به ما يريدون ذه الأبنية ¶ و(أفعل) هذه من هذا الباب، وليس بموضع أمر، ولا مدخل له هنا، ولا ضمير ¶ فاعل في قولك: أكر م، ونحوهولو كان فيه ضمير -مع ما ذكرته لك من فساد ¶ المعنى وأنه لا مدخل له هنا- لثنيته ، وجمعته، وأكدته ¶ ويدلك على أن أكرم، ونحوه لا ضمير مخاطب فيه، في قولك: أكرم بعمرو ¶
(/)وأنك قاصد الإخبار عن (عمرو) بأنه قد كرم، وأنه كلام محتمل للصدق والكذب ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كغيره من الإخبارفإن قال قائل: فكيف جاء اللفظ المختص بالأمر في موضع أريد ¶ فيه الإخبار، هلا كان اللفظ كلفظ ما يكون للخبر؟ ¶ فالقول عندي في ذلك أن لفظ الأمر ها هنا للخبر، كما وقع لفظ الخبر للأمر ¶ والدعاء في قولك: لقي زيد شرا، وغفر الله لزيد، ونحو ذلك، مما وقع لفظ الخبر فيه ¶ موقع الأمر والدعاء، فكما وقع لفظ الخبر للأمر والدعاء كذلك وقع لفظ الأمر موقع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قل م ن كان في ال ضلالة فلي م د د لهال رحمن : الخبر، ونظير هذا قوله تعالى ¶ 2)، ألا ترى، أن الأمر لا وجه له هنا) [ مريم: 75 ] م دا ¶ فأما وقوع الجار مع ارور في موضع الاسم المرفوع فنظيره قولهم: كفى بالله، ¶ وبحسب ك زيد، وحسب ك بزيد( 3)قد أفردنا فصلا لهذه ارورات ومواضعها من ¶ 1) أقوى الرجل فهو مقو: إذا كانت دابته قوية، وأقطف العنب: حان أن يقطف) ¶ 2) قال أبو حيان: فليمدد، يحتمل أن يكون على معناه من الطلب، ويكون دعاءويحتمل أن ) ¶ 212 / يكون خبرا في المعنى وصورته صورة الأمر انظر: البحر المحيط 6 ¶ 3) تزاد الباء مع الفاعل مثل: كفي بالله، وأكرم بزيدوتزاد مع المبتدأ مثل: بحسبك زيد ومع ) ¶ خبر المبتدأ مثل: حسبك بزيد ¶ 50 المسائل المشكلة ¶ ( الإعراب( 1 ¶ 17 - مسألة ¶ ( كان أبو بكر يقول في قولهم: ما كان أحسن زيدا: إن (كان) ملغ ي لا فاعل له( 2 ¶ وقال قائل من متقدمي أهل العربية: إن في (كان) ضميرا ل(ما)، وأحسن ¶ ( زيدا، في موضع خبره( 3 ¶ وليس يخلو (كان) من أن يكون على أحد هذين الوجهينوالدليل على أن ¶ الوجه الثاني لا يجوز، أن فعل التعجب على (أفعل) دون (فعل)فلو كان قولك ¶ (كان) فعل تعجب، لوجب أن يكون على (أفعل) دون (فعل)، وقد قدمنا لم لا ¶ يكون فعل التعجب دالا على (فعل) دون (أفعل)فلو أن الأمر في (كان) على ما ¶
للتعجب مبنيأ على (فعل)
(/)ذهب إليه، لوجب أن يكون على (أفعل) دون (فعل)ألا ترى: أنك لا تجد فعلا ¶ للتعجب مبنيأ على (فعل) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وشيء آخر من أجله لا يجوز أن يكون (كان) إلا ملغ ي؛ وهو أن فعل ¶ التعجب إنما يتعدى إلى الأسماء فتنصب فيه، نحو: ما أحسن زيداولم يقع في شيء ¶ منه موضع المفرد جملة فيكون في موضع نصب، فكذلك لا يجوز أن يكون أحسن ¶ زيدا في قولك: ما كان أحسن زيدا، في موضع نصب ¶ فإن قال: أ جعل (كان) في هذه المسألة هي التي تدخل على المبتدأ، والخبر دون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التي بمعنى (وقع)( 4)، وتلك قد تقع الجمل في أخبارها ¶ قيل: إن (كان) التي تدخل على المبتدأ والخبر لا يجوز أن تقع فعلا في التعجب ¶ 3) يقصد ذا الفصل: مسألة 18 ) ¶ 2) لقد مثل أبو بكر بن السراج للزيادة والإلغاء في الاسم ب(هو)، وفي الفعل ب(كان)، وفي ) ¶ 267/ الحرف ب(ما)انظر: الأصول 2 ¶ 3) قال الزجاجي في ما كان أحسن زيدا: (ما) رفع بالابتداء، و (كان) خبر الابتداء، واسمها ) ¶ مضمر، وما بعدها خبرهاانظر: الجمل ص/ 116 ¶ 4) تأتي (كان) ناقصة تقتضي الخبر، مثل: كان زيد، قائماوتأتي تامة بمعنى وقع، مثل: كان ) ¶ الأمروتكون زائدة، مثل: ما كان أحسن زيدا ¶ المسائل المشكلة 51 ¶ وذلك أنه قد يدل على زمان ماض، والأفعال التي لا تزيد( 1) لا يجوز أن يتعجب ¶ منها، فكما لا يجوز التعجب من الأفعال غير المزيدة، كذلك لا يجوز التعجب من ¶ (كان) هذهألا ترى: أنه لا يكون زمان ماضأشد مضيا من زمانآخر ماض، فلا ¶ يجوز أن تقع تلك في التعجب لما قلنا ¶ ولا يجوز أن تكون التي بمعنى ( وق ع)، لأنه لو كانت تلك لوجب أن تنقل إلى ¶ (أفعل)، ولم يجز أن يعدى إلا إلى اسم مفرد،نحو: زيد، وعبد الله، فلا يجوز أن ¶ يكون موضع (أحسن) في قولك : (ما كان أحسن) نصبا،لوقوعه موقع خبر (كان)، ¶ فقد بان أن (كان) في قولك: ما كان أحسن زيدا، لا تكون إلا ملغاة ¶
وأجعل الضمير الذي فيه راجعا إلى (ما)، و(أحس ن زيدا)، في موضع خبره
(/)فإن قال: أجعل (ما) في التعجب موصولا غير مبهم، فأجعل (كان) في صلته، ¶ وأجعل الضمير الذي فيه راجعا إلى (ما)، و(أحس ن زيدا)، في موضع خبره ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل له: هذا يدخله من الفساد ما يدخله في الأول وأشد، لأن تقديره: هذا ¶ الذي كان أحس ن زيدا، أو شيءكان أحس ن زيداولو جاز في هذا أن يكون الفعل ¶ على (فعل) دون (أفعل) لجاز في غيره، وكذلك لو جاز أن يكون: (أحس ن زيدا) ¶ خبره لجاز أن يكون غيره من الجمل خبره، وهذا القول لم نعلم أحدا قال به ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قال: لا أجعل (أحسن زيدا) في موضع خبر ل(ما)، ولكن متصلا ¶ ( ب(كان) والخبر مضمر، كما يقول أبو الحسن في هذا ( 2 ¶ قيل له: هذا لا يصلح، لأن الخبر المضمر لا يخلو من أن يكون مجهولا أو ¶ معروفا، فإن كان مجهولا لم يجز إضماره، لأن المضمرات إنما تحذف في اللفظ، وتراد ¶ في المعنى، لمعرفتها والعلم ا، وإذا جهلت لم تضمر، فلا يجوز لهذا أن يكون مجهولا ¶ وإن كان معروفا لم يجز أن يضمر، لما يدخل الكلام من الاختصاص إذا عرف ¶ 1) يقصد بالأفعال التي لا تزيد: الأفعال التي لا تقبل التفاوت كمات، ومرض، ونامانظر: ) ¶ 154 / شرح ابن عقيل 2 ¶ 1) لم أعثر على رأي أبي الحسن الأخفش في كتابه معاني القرآن، وقد ذكر أبو بكر بن السراج ) ¶ رأي الأخفش، فقال: وقال الأخفش: إذا قلت: ما أحسن زيدا، فما في موضع الذي و(أحسن ¶ 288/ 116 ، وشرح الكافية للرضي 2 / زيدا) صلتها، والخبر محذوفانظر: الأصول 1 ¶ 52 المسائل المشكلة ¶ بالتعريف في هذا الموضع، والتخصيص غير مقصود ولا مراد، لأنه موضع القصد فيه ¶ الإشاعة والإام، ولذلك كان تعجبا، فإذا تخصص زال أن يكون تعجبا ، وخرج عن ¶ الحد الذي وضع له، وهذا يفسد القول الذي تقدمه أيضا ¶ وقد أمليت المسألة التي قبل هذه بعبارةأخرى وهي هذه: ¶ 18 - مسألة ¶ أ سمع بهم: قالت العرب: أكر م بزيدوأ حسن بهوقال الله عز وجل ¶
لفظ واحد، لأن هذا الفعل للكرم وما أشبهه، فكأنه خوطب فقيل: يا كرم أكر م
(/)مريم: 238 ]و لو قال قائل: إنما وقع هذا الفعل قبل الواحد والجميع على ] وأبصر ¶ لفظ واحد، لأن هذا الفعل للكرم وما أشبهه، فكأنه خوطب فقيل: يا كرم أكر م ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بزيد، وكذلك كل ما كان مثل هذا ¶ وقوله هذا ليس يقرب من الصواب، ويفسد من جهة المعنى واللفظ ¶ فأما فساده من جهة المعنى: فإن الفعل ليس للكرم ولا ما أشبههولا يجوز أن ¶ يخاطب، ولا يؤمر، ولا ينهى، لكن هذا الفعل للمتعجب منه، وهو حديث عنه، ألا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ترى: أنك في قولك: أكرم بزيد، مخبر عنه بأنه قدكرم، وكذلك قول الله عز وجل: ¶ مريم: 38 ] إنما هو إخبار عن هؤلاء المذكورين وثناء عليهم، ] أ سمع بهموأبصر ¶ ليس بأمرللسمع ولا للبصر، فموضع (م) في الآية وفي قولك: (أكرم بزيد)رف ع، ¶ لأنه الفاعلوقد جاء الباء مع اسم الفاعل بعينه، مرفوعا في قوله تبارك وتعالى: ¶ النساء: 79 ]وقد جاءت حروف غيرها من حروف الجر ] وكفى بالله شهيدا ¶ أن ينزل عليكم من خير من ربكم : موضعها مع ارور موضع رفع كقوله ¶ [البقرة: 105 ]، تقديره: أن ينزل عليكم خير من ربكموكما جاء حرف الجر مع ¶ ارور في موضع رفع، لوقوعها موضع الفاعل، كذلك جاءا في موضع رفع ¶ لوقوعهما مبتدأ، لأن المبتدأ كالفاعل في أنه م ح د ث عنه، وذلك في قولهم: بحسبك ¶ صنيع الخير، والجار وارور في موضع رفع، المعنى: حسبك، وكذلك: هل من رجل ¶ الأعراف: 85 ]، وعلى هذا رفع ]ما لكم م ن إلهغيره : في الدار، وقوله عز وجل ¶ (غيره)، لأنه حمل على موضع الجار مع ارور ¶ فكما أن هذه الأسماء مع حروف الجر في موضع رفع، كذلك قوله (به) بعد ¶ المسائل المشكلة 53 ¶ (أكرم) في موضع رفع، المعنى: أكرم زيد، وأسمعوا وأبصروا: أي: صاروا ذوي تيقظ ¶ وعملبما يسمعونه ويبصرونه ¶ فهذا الفعل عندي من باب (أفعل) الذي معناه: صار ذا كذاكقولهم: أقوى، ¶
دابته، وذا
خيلعراب،ونحو ذلك مما يجري على (أفعل)، وهو باب واسع
فمعنى: أكرم بزيد، أكرم زيد أي: صار ذا كرامة، وذا سمع ووعي، خلاف
(/)وأقط ف ( 1)، وأجر ب ( 2)، وما أشبهه، وأعر ب ( 3)، إذا صار ذا قطاف في دابته، وذا ¶ خيلعراب،ونحو ذلك مما يجري على (أفعل)، وهو باب واسع ¶ فمعنى: أكرم بزيد، أكرم زيد أي: صار ذا كرامة، وذا سمع ووعي، خلاف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ [ البقرة: 18 ]صمبكمعمي : من وصف بالصمم والعمى في قوله ¶ 19 - مسألة ¶ ذكر سيبوبه وجوه (إن) الخفيفة فقال: قد تكون (إن) يبتدأ بما بعدها في معنى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إ ن كل نفسلما علي ها حافظ: اليمين، وفي اليمين، كما قال الله عز وجل ¶ يس: 32 ]قال: وحدثني من لا ] وإن كللما جميعلدينا محضرون ،[ [الطارق: 4 ¶ وإن : أم أنه سمع عربيا يتكلم بمثل قولك: إن زيد لذاه ب، وهي التي في قوله ¶ ( الصافات: 167 ]، وهذه (إن) محذوفة( 4 ] كانوا ليقولون ل و أنعن دنا ¶ فقلت في ذلك: أما (إن) في الآي؛ فالقول فيها إا مخففة من الشديدة، ¶ وإن الفرقان: 42 ]، و ] إن كا د ليضلنا : وقد دخلت على الفعل مخففة في نحو ¶ [ الصافات: 167 ] كانوا ليقولون ¶ فيقول القائل: كيف دخلت على الفعل مخففة، وامتنعت من الدخول عليه مثقلة؟ ¶ فالجواب: أا امتنعت من ذلك مثقلة لشبهها بالفعل في إحداثها الرفع ¶ والنصب، كما يحدثهما الفعل، فمن حيث لم يدخل الفعل على الفعل لم تدخل هي أيضا ¶ عليه، وأصلها أا حرف تأكيد، وإن كان لها هذا الشبه الذي ذكرنا بالفعل، وإذا خففت ¶ 1) أقطف الرجل: إذا كانت دابته قطوفاوالقطوف من الدواب: البطيءاللسان، مادة قطف) ¶ 2) أجرب القوم: جربت إبلهماللسان، مادة: جرب) ¶ 3) أعرب الرجل: ملك خيلا عرابا أو إبلا عرابا) ¶ 475 ويقصد بالمحذوفة: المخففة/ 4) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 54 المسائل المشكلة ¶ زال شبه الفعل عنها، فلم تمتنع من الدخول على الفعل، إذا كانت الجمل الخبرية على ¶ ضربين: مبتدأ، وخبروفعل وفاعلوقد تحتاج المركبة من الفعل والفاعل من التأكيد إلى ¶
مؤكدة، إذا كان
،( أصلها التأكيد، وزال المعنى الذي كان له امتنع من الدخول على الفعل وهو شبهها به( 1
ولزوال شبهها بالفعل اختير في الاسم الواقع بعدها الرفع
(/)
(/)مثل ما تحتاج إليه المركبة من المبتدأ والخبر، فدخلت المخففة على الفعل مؤكدة، إذا كان ¶ ،( أصلها التأكيد، وزال المعنى الذي كان له امتنع من الدخول على الفعل وهو شبهها به( 1 ¶ ولزوال شبهها بالفعل اختير في الاسم الواقع بعدها الرفع ¶ (/) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ________________________________________ ¶ وإن كللما جميعلدينا م ح ضرون : وجاء أكثر القراءة على ذلك كقوله ¶ فمن حيث اختير الرفع في الاسم الواقع بعده جاز إن كلنفسلما عليها الحافظ و ¶ دخولها على الفعل في الآي التي تلونا( 2) وغيرها ¶ فأما اللام التي تصحبها مخففة فهي لأن نفرق بينها وبين (إن) التي تجيء نافية ¶ الأحقاف: ] ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه : بمعنى (ما)، كالتي في قوله تعالى ¶ 3)، وليست هذه اللام بالتي تدخل على خبر (إن) المشددة التي هي للابتداء، ) [26 ¶ لأن تلك كان حكمها أن تدخل على (أن) فأ خرت إلى الخبر ،لئلا يجتمع تأكيدان، ¶ إذ كان الخبر هو المبتدأ في المعنى، أو ما هو واقع موقعه وراجع إليه ¶ فهذه اللام لا تدخل إلا على المبتدأ أو على خبر (إن)، إذ كان إياه في المعنى أو ¶ متعلقا به، ولا تدخل على شيء من الفعل إلا على ما كان مضارعا، واقعا في خبر ¶ (إن)، وكان فعلا للحال، وقد قدمنا ذكر ذلك في هذا الكتاب ¶ فإذا لم تدخل إلا على ما ذكرنا لم يجز أن تكون هذه اللام التي تصحب (إن) ¶ الخفيفة إياها، إذ لا يجوز دخول لام الابتداء على الفعل الماضي، وقد وقع بعد (إن) ¶ الأعراف: ] وإنو جدنا أكث رهم لفاسقين ، إن كا د ليضلنا : هذه الفعل، نحو ¶ 102 ]وقد جاوزت الأفعال الواقعة بعد (إن) فعملت فيما بعد اللامومعلوم أن لام ¶ الابتداء التي تدخل في خبر (إن) الشديدة لا يعمل الفعل الذي قبلها فيما بعدها، ¶ 1) تقدم بيان وجه المشاة؛ وهو إحداثها الرفع والنصب) ¶ إن كاد ليضلنا و وإن كانوا ليقولون : 2) وهي قوله تعالى ) ¶
مكناكمانظر: )
1158/ التبيان في إعراب القرآن 2
المسائل المشكلة 55
يونس: 29 ]وقول القائل: ]إنكنا ع ن عبا دتكملغافلين : وذلك قوله
(/)3) قال العكبري: (إن) بمعنى (ما) النافية، وقيل: (إن) زائدة، أي: في الذي مكناكمانظر: ) ¶ 1158/ التبيان في إعراب القرآن 2 ¶ المسائل المشكلة 55 ¶ يونس: 29 ]وقول القائل: ]إنكنا ع ن عبا دتكملغافلين : وذلك قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( هبلتك أم ك إن قتل ت لفارسا حلت عليك عقوبة المتع مد( 1 ¶ فلما عمل الفعل فيما بعد هذه اللام، علم من ذلك أا ليست التي تدخل في ¶ خبر (إن) الشديدة ¶ وليست هي أيضا التي تدخل على الفعل المستقبل والماضي للقسم نحو: ليفعلن، ¶ ولفعلواولو كانت تلك للزم الفعل الذي تدخل عليه إحدى النونين( 2)، فلما لم يلزم ¶ فلم وإن كانوا ليقولون ، إن كا د ليضلنا : علم أا ليست إياه، قال تعالى ¶ تلزم النون ¶ وحكى سيبويه: أن هذه النون قد لا تلزم الفعل المستقبل في القسم فيقال: والله ¶ لتفعلوهم يريدون: لنفعلن، قال: إلا أن الأكثر على ألسنتهم ما أعلمتك، يعني من ¶ دخول إحدى النونين ¶ فلا ينبغي أن تقول: إن هذه اللام هي التي في (لي فعل ن)، فتحمل الآي التي تلونا ¶ على الأقل في الكلام، على أن هذه اللام لو كانت هذه التي ذكرنا أا للقسم، ¶ إنكنا ع ن : وتدخل على الفعل المستقبل والماضي، لم تدخل على الأسماء في مثل ¶ يونس: 29 ]، وإن قتلت لفارسا، لأن تلك تختص بالدخول على ] عبا دتكم لغافلين ¶ لإلى : الفعل الماضي والمستقبل المقسم عليه، أو ما يتصل ما، نحو: (إلى) من قوله ¶ (3) [ آل عمران: 158 ]الله تح شرون ¶ والدليل على ذلك أا لا تعلق الأفعال الملغاة قل (إن) إذا وقعت في خبرها، كما ¶ تعلقها التي تدخل على الأسماء فقد ثبت بما ذكرنا أن هذه اللام الداخلة على خبر (إن) ¶ المخففة ليست التي تدخل في (إن) المشددة، ولا هي التي تدخل على الفعل المستقبل ¶ والماضي في القسملكنها تلزم (إن) هذه لتفصل بينها وبين التي بمعنى (ما) النافية ¶
الزبير )
2) يقصد بالنونين، النون الثقيلة والخفيفة)
(/)ورى البيت بروايات مختلفة1) البيت منسوب إلى عاتكة بنت زيد وهي ترثي زوجها الزبير ) ¶ 2) يقصد بالنونين، النون الثقيلة والخفيفة) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 305 : (لإلى الله): اللام جواب قسم محذوف، ولدخولها / 3) قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن 1 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على حرفالجر، جاز أن يأتي (يحشرون) غير مؤكد بالنون، والأصل: لتحشرون إلى الله ¶ 56 المسائل المشكلة ¶ ولو أدخلت شيئا من الأفعال المعلقة على (أن) المكسورة المخففة من الثقيلة، ¶ وقد نصبت ا واللام في خبرها، لم تعلق الفعل قبلها من أجل اللام كما تعلقه مع ¶ لام الابتداء، لأن هذه اللام قد ثبت أا ليست تلك، فإذا لم تكن تلك، لم تعلق ¶ الفعل الملغي، كما تعلقه لام الابتداء فهذا حقيقة (إن) هذه المخففة، واللام التي تلحق ¶ معها عنديوتأملت بعد قول أبي الحسن الأخفش فيهما من كتابه (الكبير)، ( 1) وأنا ¶ مثبته وذاكر الصواب عندي منه ¶ فقال أبو الحسن في كتاب (المسائل الكبير): هذا باب (أن) المخففة إذا كانت ¶ بعدها اللام عوضا، نحو قولك: إن زيد لمنطلقإعلم أن دخولها ها هنا كدخول ¶ (لك ن) ليس لها عملألا ترى: أا تدخل على الفعل نحو قولك: إن كان لصالحا، ¶ وإنما دخلت هذه اللام لئلاتلتبس بما تكون فيه (إن) إذا كانت في معنى ( 2) (ما)، ¶ لأنك لو قلت: إن كان لصالحا، التبس ذاولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة ¶ أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة لهذا ( 3)، فلا تكون إلا مكسورة ¶ ويدخل على من زعم أن ها هنا ضميرا أن يقول له: كيف تصنع باللام إذا أظهرت ¶ الضمير في اللفظ، هل تقول: إنه عبد الله لمنطلق، وإنه كان عب د الله لمنطلقا، فهو إذا ¶ قال: ذا، فقد جعل اللام في غير موضع خبر (إن)، فإن احتج بأن العرب قد تقول: ¶ إن عب د اللهوج هه لحس ن، فهذا شاذ لا يقاس عليهانتهى كلام أبي الحسن ¶
أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة لهذا، فلا تكون إلا مكسورة صحيح
(/)إن قول أبي الحسن من أول الباب إلى قوله: ولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة ¶ أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة لهذا، فلا تكون إلا مكسورة صحيح ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كما قال، وهكذا قلت فيه قبل أن أعرفه لأبي الحسن، كما قدمت ذكره ¶ فأما قول أبي الحسن في اللام: ولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة أبدا، إن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) يقصد ذا الكتاب: المسائل الكبير، وهو كتاب للأخفش) ¶ 2) قال الأخفش في كتابة معاني القرآن: وتكون - يعني (إن) - خفيفة في معنى الثقيلة وهي ) ¶ مكسورة،ولا تكون إلا وفي خبرها اللاميقولون: إن زيد لمنطلق، ولا يقولون بغير لام، ¶ مخافة أن تلتبس بالتي معناها (ما)انظر: معاني القرآن للأخفش ص 253 ¶ 3) يقصد أن اللام لازمة هنا للفرق بين (إن) النافية، وبين (إن) المخففة) ¶ المسائل المشكلة 57 ¶ وقعت على اسمأو فعل، لأن اللام لازمة لهذا فلا تكون إلا مكسورة ¶ فليست هذه اللام لام الابتداء التي إذا دخلت على خبر (إن) علق عنها الفعل ¶ للتقدير ا أول الكلام، لكن دخلت مع (إن) هذه، لتفصل بينها وبين النافية ¶ وتخلصها منها وتميزهاوإذا لم تكن إياها لم يمنع من فتح (إن)، لأن العلة الموجودة في ¶ لام الابتداء التي علق الفعل معدومة من هذه، وهي أن التقدير ا وقوعها في الصدر ¶ ويدلك على أن هذه اللام ليست التي للابتداء أن تلك تدخل على الخبر نفسه ¶ الذي لا يستغنى عنه، أو يكون قبل الخبر ويكون الأول في المعنى، أو ما يقوم مقام ما ¶ هو الأول في المعنى، أو يدخل على الاسم نفسه إذا فصل بين (إن) واسمها، ولا ¶ تدخل على الفضلات، وما ليس افتقار بالكلام إليه، كما دخلت هذه في قوله: ¶ لفارسا، ونحوه، فتبين بما ذكرناه وبما قدمنا أن هذه ليست تلك، فإذا لم تكن إياها ¶ فلابد لها من معنى من أجله جاءت، وذلك المعنى ما ذكرناه -وذكره أبو الحسن ¶
الذي بيناه عليهوإذا ثبت أن هذه اللام ليست للابتداء لم يمتنع أن ينفتح (إن) إذا
كانت هذه اللام معها، ودخل عليه ما يوجب فتحها، إذا المانعة من انفتاح (إن)
(/)أيضا- من الفصل بين الإيجاب والنفي، إلا أن أبا الحسن أنشد قوله هذا ذا الفصل ¶ الذي بيناه عليهوإذا ثبت أن هذه اللام ليست للابتداء لم يمتنع أن ينفتح (إن) إذا ¶ كانت هذه اللام معها، ودخل عليه ما يوجب فتحها، إذا المانعة من انفتاح (إن) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ غيرها وهي التي للابتداء ¶ فلو أدخلنا (علم ت) في مثل: إن وجدك زيد لكاذبا فقلت: علمت أن وجدك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ زيد لكاذبا، لوجب انفتاح (إن) إذ ليس في الكلام شيء يعلق الفعل عنها، ولم يجب ¶ في مثل قوله: أن : أن يكون في (أن) ضمير القصة ( 1) من هذه المسألة، كما تقول ¶ المزمل: 20 ] ضميرا، لأن هذا الضمير إنما يكون في (أن) ] علم أن سيكون منكم ¶ المخففة من (أن) الشديدة وليست هذه تلك، إنما هي التي كانت قبل دخول الفعل عليه ¶ (إن) التي لا تمتنع من الدخول على الفعل، لزوال العلة التي كانت تمنعه من الدخول عليه ¶ الفرقان: 42 ]، أنه لا ضمير ] إن كاد ليضلنا : وهي ثقيلة، فكما في حال انكسارها نحو ¶ فيها، كذلك تقول في حال انفتاحها بعد الفعل: أنه لا ضمير فيها ¶ ضميرا بعد (أن) يسمون ضمير علم أن سيكون منكم مرضى : 1) يقدر النحاة في مثل ) ¶ الشأن، إذا كان عائدا إلى مذكر، وضمير القصة والحكاية، إذا كان عائدا إلى مؤنث ¶ 58 المسائل المشكلة ¶ وإنه دخل على ،إن كاد ليضلنا : والوجه أن تقول: إنه لا ضمير فيها في نحو قوله ¶ الفعل كما دخل على الاسم، لأنه حرفوضعها للتأكيد، والصنفان( 1) جميعا يؤكدان ¶ وإنما امتنع من الدخول على الفعل في حال التثقيل لشبهه بالفعل، فكما لم ¶ يدخل فعل على فعل، كذلك لم تدخل هذه مثقلة عليه، وهذه العلة زائلة عنها في ¶ حال التخفيف، فيجب أن تدخل عليهما ¶ فإذا قلنا: علمت أن وجدك زيد لكاذبا، لم تدخل اللام كما كانت تدخل قبل ¶ دخول (علمت) ولم يمنع الفعل من فتح (إن) شيء، وارتفعت الحاجة إليها من ¶
تلتبس ب(إن) التي معناها (ما)
ولولا فتحها إياها لاحتيج إلى اللام، لأن (علمت) من المواضع التي يقع فيها النفي،
(/)دخول (علمت)، لأن (علمت) تفتحها، إذ لا مانع لها من فتحها، فإذا فتحتها لم ¶ تلتبس ب(إن) التي معناها (ما) ¶ ولولا فتحها إياها لاحتيج إلى اللام، لأن (علمت) من المواضع التي يقع فيها النفي، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فصلت: 48 ] فلو بقيت ] وظنوا ما لهم من محيص: كما وقع بعد (ظننت)، في نحو قوله ¶ (إن) على كسرا بعد (علمت) للزمتها اللام وكان ذلك واجبا تخليصه من النفي، فإذا لم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تبق على الكسرة فلا ضرورة إلى اللام ¶ فإن شئت قلت: إذا أدخل ت (علم ت) عليها: حذفت اللام لزوال المعنى الذي ¶ كانت اللام اجتلب ت له بدخول (علمت)وإن شئت قلت: أتركها ولا أحذفها، ¶ فتكون كالأشياء التي تذكر تأكيدا من غير ضرورة إليه، وذلك كثير في الكلام ¶ فأما قول أبي الحسن: ويدخل على من زعم أن ها هنا ضميرا أن يقول له: كيف ¶ تصنع إلى آخر الباب من قوله: يدل على أنه جعل اللام التي في نحو: إن وجدت زيدا ¶ لكاذبا، لام الابتداء، وقد بينا فساد ذلك، وكيف يجوز أن تكون هذه اللام لام الابتداء ¶ [ الأعراف: 102 ] وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين : وقد دخلت في نحو قوله تعالى ¶ وليس في هذا الكلام شيء يصلح أن تدخل عليه لام الابتداء البتة، ولا يوجد ¶ فيها شرطه ووصفه، وقد بينا ذلك، ولا يصلح أن يكون في (إن) هذه ضمير من ¶ حيث ذكرت قبل ¶ 20 - مسألة ¶ 1) يقصد بالصنفينالاسم والفعل) ¶ المسائل المشكلة 59 ¶ قريش : 1] فقال ] لإيلافق ريش: اختلف أهل العربية في تأويل قول الله عز وجل ¶ لإيلافقريش،[ قريش: 2 ] فليعبدوا رب هذا البيتسيبويه عن الخليل: هو على ¶ إنهذهأمتكمالجن: 18 ]، و ] وأنالمساجد للهفلا ت د عوا م ع اللهأ ح دا : ومثله عندهما ¶ الأنبياء: 92 ]فقالا: المعنى: ولأنالمساجد لله فلا تدعوا، ] أمة واحدة وأنا ربك م فا عب دون ¶ ولأنهذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ¶
وقال محمد بن يزيد: لا يجوز أن يكون المعنى على هذا، وإنما جعلوا
(/)( وقال أبو الحسن: هو على (فجعلهم كعصفمأكوللإيلاف قريش)( 1 ¶ وقال محمد بن يزيد: لا يجوز أن يكون المعنى على هذا، وإنما جعلوا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قال: والقول فيه قول ،لإيلافق ريشلكفرهم، لا ف جعلهم كعصفمأكول ¶ الخليل ¶ وأقول: أن ما ذكره أبو الحسن يحمل عندي على معنى ما يؤول إليه عاقبة ¶ ،[ القصص: 8 ]فالتقطهآل فرعو ن لي كون ل ه م ع د وا و ح زنا : الأمر، كقوله ¶ وقول القائل: ¶ ( وللموتما تل د الوالدة( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ألا ترى: أن المعنى في هذه الإخبار عن العاقبة، لا أم التقطوه ليكون لهم ¶ لتكون العاقبة في إهلاكهم كعصفمأكولع د وا وحزنا، فكذلك جعلوا ¶ واستئصالهم ائتلاف قريش، وإن كان على الحقيقة أ هلكوا لكفرهم، كما كان أخذ ¶ آلفرعون لموسى إنما كان ليصير لهم وليا لا عدوا ¶ 21 - مسألة ¶ في الإدغام وتخفيف الهمز ¶ 1) لم أجد قول أبي الحسن الذي ذكره أبي علي في هذه الآية في معاني القرآن) ¶ 2) هذا البيت موجود في ما اتفق لفظه واختلف معناه للمبرد ص/ 27 وفي ديوان عبيد بن ) ¶ الأبرص، انظر ديوان عبيد بن الأبرص ص/ 62 ¶ 60 المسائل المشكلة ¶ إذا دخلت لام المعرفة على اسم فاؤه همزة فخففت الهمزة، فإن القياس أن ¶ تحذف للتخفيف، وتلقى حركتها على لام التعريف الساكنة، فإذا ألقيت الحركة ¶ عليها تحركت، وإذا تحركت لزم أن تسقط همزة الوصل اللاحقة للام لسكوا، فيقال في ¶ مثل: الأولى، والأحمر، إذا خففت الهمزة: لولى، ول ح مرهذا القياسإلا أنهذه الهمزة ¶ اللاحقة للام التعريف للوصل، خلاف الهمزات التي تلحق للوصل، وقد ثبتت في مواضع لم ¶ تثبت فيها غيرها من همزات الوصل، فمن ذلك ما ذكره سيبويه من قولهم: أفأ لله( 1)، ولا ها ¶ ألله( 2)، ويا ألله( 3)، فكذلك تثبت في هذا الموضع، وإن تحركت اللاموثباا في: أفأ لله، ويا ¶ ألله -أعظم من ثباا في هذا الموضع ¶
(/)وإنما كان ثباا هنا أسهل، لأن اللام لم تتحرك بحركة لازمة لها، وتلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المواضع لم تثبت فيها همزة الوصل، وهذا الموضع كان النية باللام فيه السكون، إذ ¶ كانت حركتها للهمزة المحذوفة لا لها ¶ ومع ذلك فمنهم من يحذف همزة الوصل من مثل: الأ حمر، إذا خفف الهمزة ¶ التي هي فاء، لتحرك ما لسكونه دخلت، كما تحذف من ( سل) ونحوه، لتحرك الفاء ¶ ومنهم من يثبت الهمزة التي للوصل، وإن تحركت اللام، وذلك لما ذكرنا من ¶ مخالفة همزهالهمزة اللاحقة مع اللام لسائر الهمزات التي للوصل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فمن أثبتها مع تحرك اللام، فكأن نيته باللام الإسكان، ولولا ذلك لحذف الهمزة ¶ وقياس هذا: إذا اجتمع مع اللام حرف مقارب له أن لا يدغمه فيه، لأنه كأنه ¶ ساكن، ومن حكم المدغم فيه أن يكون متحركا، فكما لا يدغم في الساكن، كذلك يجب ¶ النجم: 50 ]إذا ثبت ] عا دا الأولى : ألا يدغم فيما كان بمنزلة الساكن، فقوله تعالى ¶ الألف التي للوصل مع تخفيف الهمز، فقلت: ألولى، لم يحسن إدغام النون فيها، أما ¶ ذكرت لك من أن النية به الإسكان ¶ 145/ 1) انظر: الكتاب 2 ) ¶ 293/ 2) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 145/ 3) انظر: الكتاب 2 ) ¶ المسائل المشكلة 61 ¶ وإن قال في التخفيف: لولى، كقوله: لحمر، فإدغام مقاربهفيه غير ممتنع، لأنه ¶ غير منو ي به الإسكانألا ترى: أنه لو نوى به الإسكان لأثبت همزة الوصل، كما ¶ ( أثبتها صاحب اللغة الأخرى( 1 ¶ فإن أدغمت فيها الحرف المقارب له على لغة م ن قال: ل ولى، ول ح مر، كان ¶ جيدا، لأن اللام متحركة غير منو ي ا السكون، والحرف المتحرك لا يمتنع أن يدغم ¶ فيه ما قاربه ¶ النجم: 50 ] جائز على هذا، أعني: على قول ] وعا د لولى : فقراءة أبي عمرو ¶ من قال: لحمر، بين الجواز ¶ فإن قلت: فهل يجوز على الوجه الأول ؟ ¶ فقد استبعده أبو عثمان لما ذكرنا من أن النية به السكون، وحكم المدغم فيه ¶
(/)أن يكون متحركاوله مع ذلك وجه يجوز ذلك فيه، إن رددناه إليه، وهو قولهم: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ م د، و رد، ونحوهألا ترى: أن هذا الإدغام قد جاز والمدغم فيه كان ساكنا، والمدغم ¶ على عا د لولى : أيضا مثله، فكذلك أيضا يجوز أن تدغم النون في اللام في قوله ¶ قول من قال: ألولى، فنوى باللام السكونكما جاز، أن يدغم فيما أصله السكون ¶ من أجل الوقف، وهو رد، وم د، لأن الدال الثانية ساكنة، كما أن اللام من أصل ¶ ساكنة، ومع ذلك فقد أدغمت فيه الدال الأولى، وكذلك يجوز أن تدغم النون في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ اللام من: (الأولى) على قول من قال: ألولى، فنوى به السكونومن خفف الهمزة، ¶ فألقى حركتها على اللام لم يلزمه أن يحرك النون لالتقاء الساكنين بالكسر، لأنه لم ¶ يلتقساكنانألا ترى: أنالساكن الثانى قد زال بإبقائك حركة الهمزة عليه، فإذا ¶ زال أحد الساكنين لم يلز م تحريك الأول منهما لإلتقائهما، لك ن الإدغام فيه جي د ¶ كما ق دمنا، والإخفاء( 2) أيضا حس ن جدافأما البيان فيه فخطأ، لأنالنون لا تبين ¶ 1) وهو من يقول: الحمر، على نية أن اللام ساكن) ¶ 2) الإخفاء لغة: الستر، وفي اصطلاح علم التجويد: هو عبارة عن النطق بحرف ساكن خال) ¶ عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول، وهو النون ¶ الساكن والتنوين ¶ 62 المسائل المشكلة ¶ مع حروف الفم( 1) لكنها تخفى معهافهذا شر ح هذا ¶ وقد شرح ت هذه المسألة بعبارة أخرى ¶ فقل ت: إذا دخل ت لام المعرفة على اسم أوله همزة، فخففت الهمزة، فالقياس ¶ حذفها، وإلقاء حركتها على الساكن الذي هو اللام، فإذا تحركت اللام ففيه لغتان: ¶ إثبات الألف المصاحبة للام التعريف، وحذفها ¶ أما من أثبتها؛ فلأنالنية به السكون و أنهذه الهمزة مخالفة لسائر همزات ¶ الوصل، لما ذكرناه ¶ وأما من حذف؛ فلزوال السكونفقياس من لم يحذف الهمزة وإن تحرك ¶
(/)الساك ن، ألا يدغم الحرف المقارب للامفى اللام، لأننيته به السكون، ولذلك لم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تحذ ف همزة الوصل، والساك ن لا يدغم فيه، لأنالمدغم فيه حكمه أن يكون ¶ متحركا لسكون المدغمفكما لا يدغم في الساكن، كذلك لا يدغم فيما كان ¶ بمنزلته ¶ وأما م ن قال:لحمر، فلم ينوباللام السكون، فقيا س قوله: أن لا يمتنع من ¶ إدغام ما قاربه من الحروف فيه، كما لا يمتنع من الإدغام في المتحركفقراءة من ¶ على هذا القول تو جه( 2)، وهو قول من قال: ل ح مرعا د لولى : قرأ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قلت: فهل يجوز أن يكون( 3) على الوجه الآخر وهو قولهم: ألولى، الحمر؟ ¶ فإنأبا عثمان قد استضعف ذلك لما ذكرنا من أنالنية باللام السكون، وله ¶ مع ذلك وجه يجوز عليه، إذا رددناه إليه، وهو قولهم: مدورد في الأمر( 4)ألا ترى: ¶ أنأصل الحرف المدغم فيه هنا السكون للوقف، ومع ذلك فقد جاز فيه الإدغام، ¶ فكذلك يجوز أنتدغم النون من قوله:عادن، في اللام من (الأولى )، على قول من ¶ 1) وحروف الفم: حروف الإخفاء، وهى مجموعة في أوائل كلمات هذا البيت: ) ¶ صف ذا ثنا كم جا د شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ض ع ظالما ¶ 2) يعنى حذف همزة الوصل من (الولى)) ¶ 3) اسم (يكون) ضمير يعود إلى (الإدغام)) ¶ 91 ،90/ 4) انظر: الخصائص 3 ) ¶ المسائل المشكلة 63 ¶ قال: ألولى، ال حمر، فنوى باللام السكون، كما جاز إدغام ال دال الأولى في الثانية ¶ من: م د، وإن كان أصل الثانية السكون ¶ ولو بين النون في قول من خفف الهمزة، فقال: (عادا لولى)، كان لحنا عند ¶ أبى عثمان، لأنالنون لا تبين مع حروف الفم، فإن أ خفاه كان حسنا ¶ 22 - مسألة ¶ ذكر سيبويه (ك ي) مع (أن) الناصبة للفعل( 1)، وجعلها بمنزلتها، ثم ذكر ¶ بع د، أنبعض العرب يجعل ( كي) بمنزلة (حتى)، وذلك أنهم يقولون: كيمه ، في ¶
(/)الاستفهامفمن قال:كيمه، فإنه يضمر (أن) بعدها، وأما من أدخل عليها اللام، ولم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يك ن من كلامه:كيمه، فإنها عنده بمنزلة (أن)، وتدخل عليها اللام، كما تدخل ¶ على (أن)فبسطت هذا بأن قلت: ¶ (ك ي): حر ف يكون على وجهين: يكون ناصبا للفعل بنفسه، كما تنصبه ¶ ( (أن)، ويكون الفعل منتصبا بعده بإضمار (أن)( 2 ¶ فأما الموضع الذي ينص ب الفعل فيه بنفسه لا بإضمار حرف: فهو أن يكون في ¶ لغة من يدخل عليها لام الجر، فيقول: جئت ك لكي تفعل، ف (كي) بعد اللام لا ¶ يخلو من أن يكون ناصبا للفعل بنفسه، أو بإضمار حرف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلا يجوز أن يكون بإضمار حرف، لأنالحرف إنما يضمر بعدها إذا كانت ¶ داخلة على الاسم، كلام الجر ¶ ولا يجوز أن يكون في هذا الموضع كلام الجر، وكالتي ينتصب الفعل بعدها ¶ بإضمار (أن) لدخول اللام عليها، فلو انتصب الفعل بإضمار (أن) لكانت اللام التي ¶ للجر كأا دخلت على لام جروذلك غير جائز، لأن حروف الجر لا يدخل ¶ بعضها على بعضفإذا لم يجز أن يكون (كي) في قولك: جئ ت لكي تفعل، وفي ¶ 407/ 1) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 2) هذا رأي البصريين: أما الكوفين فقد قالوا: إن (كي) حرف نصب ولا يجوز أن يكون ) ¶ 570/ حرف خفضانظر الإنصاف 2 ¶ 64 المسائل المشكلة ¶ الحديد: 23 ]، التي ينتصب الفعل بعدها بإضمار (أن)، ] لكيلا تأسوا : قوله تعالى ¶ ثبت أا هي الناصبة للفعل بنفسها، لا بإضمار (أن)، إذ كان لا بد من ناصب له، ¶ وليس يجوز أن يكون (أن) لما تقدم ¶ وأما الموضع الذي يكون الفعل فيه منتصبا بعده بإضمار (أن)، فهو أن يكون ¶ في لغة م ن يدخلها على الاسم، نحو قوله:كي مه، كما تقول: لمه، ف(ما) التي ¶ للاستفهام في موضع جر ب(كي)، كما أنه في (لمه) في موضع جر باللامومعناه ¶ في هذا الوجه عندي معنى اللام، وفي الوجه الأول معناه معنى (أن)ولا يجوز أن ¶
(/)يكون معناه اللام هناك، لأن اجتماع حرفين بمعنى واحد بع د وجوده ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والفعل بعد (كي) في الوجه الذي (كي) فيه بمعنى اللام، وعاملة في الاسم، ¶ منتص ب بإضمار (أن)، كما أنه بعد اللام و(حتى) منتصب بإضماره، والقول فيها ¶ كالقول فيها لا فصل بينهما في ذلك ¶ 23 - مسألة ¶ ،( ذكر سيبويه الأفعال الماضية والمستقبلة المختصة بالأمر دون المضارعة( 1 ¶ وجواز الإدغام فيما اجتمع في أوله مثلان ( 2)، أو متقاربان( 3)، واجتلاب همزة الوصل ¶ لسكون الأوائل للإدغام ¶ ثم ذكر أنهم لا يسكنون هذه التاء في ( تتكلمون)، و(تتذكرون)، ونحوها ولا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يلحقون ألف الوصل، لأنها إنما ا خت ص ا ما كان في معنى: (فعل) و(افعل)، فأما ¶ المضارعة فلا تلحقها، كما لا تلحق الأسماء ¶ فأمليت في ذلك: إنما لم تدخل في الفعل المضارع همزة الوصل، و إن وجد فيه ¶ مما يوجد في الماضي من الأمثال المتقاربة، لأنه معر ب، وليس حك م المعربأن يسكن ¶ أوله إذا حرك آخره بحركات لا تستوجبها المبنية، والمبنيات محركة الأوائل، فإذا ¶ 426 ،425/ 1) انظر: الكتاب 2 ) ¶ 2) مثل: اتر س، في الماضى، ومثل: اتب ع، أصله: تب ع في الأمر ) ¶ 3) مثل: اذكر، أصله: تذكر، في الماضي، ومثل: اطو ع أصله: تطوع في الأمر ) ¶ المسائل المشكلة 65 ¶ حركت بحركات الأوائل أولى ¶ فأما ( اب ن) والأسماء الأخر؛ فنادة عن هذا القياس، وعن طريقة ما عليه الكثرة، ¶ ومع ذلك فقد ضورع ا الفعل لاعتلالأواخرها بالحذف، ولم يلزم أن تلزم سائر ¶ النواقص هذه الهمزة التي للوصل، إذ دخولها فيما دخلت فيه ليس بقياس ¶ فأما المصادر نحو: احرنجام، واستكبار، فليس من هذا، لأن المصادر جارية على ¶ أفعالها، فلزمتها هذه الهمزة من حيث لزمت أفعالها ¶ فإن قلت فيما لحقته همزة الوصل: امر ؤ، وليس بناقصفإنالهمزة حرف علة ¶
(/)أيضا، وقد شابه الأسماء النواقص نحو: فم، وأخ، في اتباع ما قبل حرف الإعراب ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ حرف الإعراب( 1)وأيضا فإن الهمزة قد تحذف للتخفيف فيقال: مر ؤ ، ومرأة ¶ 24 - مسألة ¶ زعموا أنالفعل في (حبذا) مبني على الاسم وأما جميعا بمنزلة شيء ¶ واحد( 2)، واستدلوا على ذلك بثلاثة أشياء ¶ أح دها: أنهم وجدوا ذلك للمذكر والمؤنث على حالة واحدة ¶ والآخر: لما لم يقل: حبذا، دون أن يتبع بالممدوح أو الممدوحة، علم أن ¶ (حبذا) بمنزلة الاسم المبتدأ الذي يحتاج إلى خبر ¶ والثالث: أنه لا يجوز الفصل بين الفعل والفاعل نحو: ح ب في الدار ذا ¶ فأما ما اعتلوا به من كونه في التأنيث والتذكير على صيغة واحدةفلو قال ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قائل: إنقولنا (ذا) في هذا الموضع لما كان اسما شائعا يدل على كثرة، والدليل ¶ على ذلك أنه لا يجوز: ح ب زي د، كما لا يجوز: نع م زي د، لأنه فعل يقتضي اسما عاما ¶ مثله، ووضعه للمدح كما وض ع (نع م) له ¶ والأسماء المبهمة إذا كانت للجميع كان للمذكر والمؤنث على لفظ واحد؛ ¶ 160/ 1) انظر: الكتاب 2 ) ¶ 140 ،139/ 145 ، وشرح المفصل 7 / 2) انظر: المقتصب 2 ) ¶ 66 المسائل المشكلة ¶ كأولئك، وأولاك( 1)، و(ما)؛ ونحو ذلك، فكذلك (ذا) لما موقع الجميع هنا، وإن ¶ استعمل للإفراد في غيره، أجري مجرى ما يكون للجميع، فلم يغير، ولم يجعل ¶ للمؤنث لفظ غير لفظ المذكر، كما فعل ذلك بالأسماء المبهمة الدالة على الجمع ¶ فمن هذه الجهة لا يلزم أن يكون الفعل مبنيا مع الاسم: لأن الاسم لما كان دالا على ¶ الكثرة، ترك في التأنيث والتذكير على حالةواحدة، كما جعل في الجمع والتثنية ¶ كذلكوذلك قول القائل: ¶ ( إنللخير وللش ر مدى وكلا ذلك وجه وقبل( 2 ¶ البقرة: 68 ]، (وذلك) واقع على غير ] عوانبين ذلك : وكقول الله تعالى ¶ شيء ألا ترى: أنه أشير به إلى ما تضمن الآية من الفروض والبكارة ¶ (/) ¶
لمالم يقل: حبذا، حتى يتبع الممدوح، فلا يلزم من أجله ¶ أيضا أن يكون الفعل مبنيا مع الاسمألا ترى أنه لا يجوز أيضا أن تقول: نع م ¶ الرجل، حتى تتبعه بالممدوح المخصص نحو: زي د، وما أشبهه، وليس (نع م) مبنيا مع ¶ (الرجل)، وإن كان كذلك، فكذلك (حبذا) لا يلزم فيه أن يكون الفعل مبنيا مع ¶ الاسم ¶ ص: 30 ]، وقولك: نع م الرجل، فإنما جاز، ] ن ع م العبد : فأما قوله عز وجل ¶ لتقدم الذ كر، ومن أجل ذلك جاز الحذف من اللفظ ¶ ولو جرى ذكر فقلت: حبذا، وحذفت المخصص بالمدح في اللفظ، لكان ¶ (ح ب) في هذا كنعمفأما ما ذكروه من الفصل، فلا يوجب بناءهماألا ترى: أنك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لا تفصل بين (نعم) و (الرجل) في قولك: نعم الرجل، ونعمت المرأةوليس واحد ¶ منهما بمبني مع الفعل ¶ الكهف: 50 ] فإنهذا الفصل لم ] بئس للظالمين بدلا : فإن قلت: فقد قال ¶ يقع بين الفاعل والفعل ألا ترى: أنه جاء بعد ما مضى الفاعل مضمرا في الفعل ¶ وأيضا فإنك لا تفصل بين (ما) في التع جب والفعل الذي هو خبره نحو: ما أحس ن ¶ 1) في (أولى) لغتان: المد، وهي لغة أهل الحجاز، والقصر، وهي لغة تميم) ¶ 3 ،2/ 96 ، وشرح المفصل 3 / 2) البيت منسوب إلى عبد الله بن الزبعرى، انظر: سيرة ابن هشام 3 ) ¶ المسائل المشكلة 67 ¶ زيداوليس يوجب امتناعك من الفصل بينهما كون الاسم مبنيا مع الفعل، فكذلك ¶ (حبذا) لا يجب أن يكون مبنيا، وإن لم ي ف صل بينها ¶ وهذا التأويل كأنه أقرب، لأنا لم نجد الاسم يبنى مع الفعل( 1) كما يبنى الحرف ¶ مع الاسم( 2)، والاسم مع الاسم( 3)، وإن قامت على بنائه معه دلالة؛ أتبع ولم يدف ع ¶ 25 - مسألة ¶ أنشد قول القائل: ¶ ( تركنا الخيل وهي عليه نوحمقلدةأعنتها صفونا ( 4 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على ضربين: نصب، ورفعأما النصب: فعلى قولك: هي تنوح نوحا، فدل ¶
يكون أقام المضاف إليه مقام المضاف، أراد: وهي ذا ت ن وح، ف حذف المضاف،
يوسف: 82 ]، أوعلى أن يكون جعل الخيل نفسها نوحا، ] واسأل القرية : كقوله
لكثرة ذلك منها، وحدوثه عنها، كقولها:
( فإنما هي إقبالوإدبار( 5
فإن قلت: فما تنكر أن تكون ذلك بمعنى الأ ول، لأن ذلك التأويل مطرد فيه،
وغير ممتنع عنه؟
فالدليل على أنه قد يجوز أن يريد غير الأول، وأن يجعلها إياه: أم قد شبهوا
المعنى بالعين، لإرادم التكثير والمبالغة في قولهم: مو ت مائ ت، وشعر شاعر، فكذلك
شبهوا العين بالمعنى، فجعلوا الخيل نوحا، كما جعلوا الشعر شاعرا، فهذا وجه ثان،
(/)المصدر على فعله، كما يدل في غير هذا عليهوأما الرفع: فعلى ضربين: على أن ¶ يكون أقام المضاف إليه مقام المضاف، أراد: وهي ذا ت ن وح، ف حذف المضاف، ¶ يوسف: 82 ]، أ و على أن يكون جعل الخيل نفسها نوحا، ] واسأل القرية : كقوله ¶ لكثرة ذلك منها، وحدوثه عنها، كقولها: ¶ ( فإنما هي إقبالوإدبار( 5 ¶ فإن قلت: فما تنكر أن تكون ذلك بمعنى الأ ول، لأن ذلك التأويل مطرد فيه، ¶ وغير ممتنع عنه؟ ¶ فالدليل على أنه قد يجوز أن يريد غير الأول، وأن يجعلها إياه: أم قد شبهوا ¶ المعنى بالعين، لإرادم التكثير والمبالغة في قولهم: مو ت مائ ت، وشعر شاعر، فكذلك ¶ شبهوا العين بالمعنى، فجعلوا الخيل نوحا، كما جعلوا الشعر شاعرا، فهذا وجه ثان، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 145/ 1) قال أبو بكر بن السراج: بنى (ح ب) وهو فعل مع (ذا) وهو اسمانظر: الأصول 2 ) ¶ 145/ 2) مثل: لاجلانظر: الأصول لابن السراج 2 ) ¶ 144/ 3) مثل: خمسة عشرانظر: الأصول بن السراج 2 ) ¶ 4) البيت لعمرو بن كلثوم من معلقتهانظر: شرح المعلقات السبع للزوزني ص/ 164 ) ¶ 5) البيت للخنساءانظر: شرح ديوان الخنساء ص/ 26 وصدره: ) ¶ ترتع ما رتعتحتى إذا ا دكرت ¶ 68 المسائل المشكلة ¶ 1)، يحتمل الوجهين اللذين )[ البقرة: 177 ] ولكن البر م ن آمن بالله : وعلى هذا قوله ¶ حملناهما البيت في إنشاد من رفع ¶ ويجوز في نحو: ن و ح، وجه ثال ثقال أبو الحسن( 2): يجوز أن يكون (نوح) ¶ جمعا، كقولك: راكب ورك ب، وسافر و سفر، ونحو ذا من أسماء الجمع ¶ ويدل على إجازة ذلك ما أنشده أبو زيد: ¶ ( أز ب جداعي كأن على استها أغاني خرف شاربين بيثربا( 3 ¶ وقال أبو ذؤيب: ¶ ( فه ن عكوف كنوحالكريم قد ش ف أكباده ن الهوى( 4 ¶ فأما ما أنشده سيبويه: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( لعمري وما دهري بتأبينهالكولا جزعمما أصا ب فأوجعا( 5 ¶ فيجوز على أن يكون: ومادهري بدهرتأبين، ولا دهرجزع، فحذف ¶
الجزع( 6)، يريد أنه أدخل النفي على قول القائل: دهرك جز ع وتأب ين
ويجوز عندي أن يكون جعل دهره التأبين والجزع، كأنه قيل له: دهرك تأبين
وجز ع، كقولها:
( فإنما هي إقبالوإدبا ر( 7
على الح د الذي ذكرته لك دون حذف الم ضاف، فقال على هذا الح د: ما
1) قرأ نافع وابن عامر: (ولكن) بسكون النون خفيفة ورفع (البر)، وقرأ الباقون بفتح النون )
3/ مشددة، ونصب (البر)انظر: البحر المحيط 2
2) ل م أجد هذا الوجه الثالث لأبي الحسن في كتابه معاني القرآنص/ 235 ، عند استشهاده ذا البيت)
3) هذا البيت لخداش بن زهير العامر ي، انظر: نوادر أبي زيد ص/ 18 ،17 )
4) البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، انظر: اللسان، مادة: نوح)
(/)المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وعلي هذا و جهه سيبويه فقال: جعل دهره ¶ الجزع( 6)، يريد أنه أدخل النفي على قول القائل: دهرك جز ع وتأب ين ¶ ويجوز عندي أن يكون جعل دهره التأبين والجزع، كأنه قيل له: دهرك تأبين ¶ وجز ع، كقولها: ¶ ( فإنما هي إقبالوإدبا ر( 7 ¶ على الح د الذي ذكرته لك دون حذف الم ضاف، فقال على هذا الح د: ما ¶ 1) قرأ نافع وابن عامر: (ولكن) بسكون النون خفيفة ورفع (البر)، وقرأ الباقون بفتح النون ) ¶ 3/ مشددة، ونصب (البر)انظر: البحر المحيط 2 ¶ 2) ل م أجد هذا الوجه الثالث لأبي الحسن في كتابه معاني القرآنص/ 235 ، عند استشهاده ذا البيت) ¶ 3) هذا البيت لخداش بن زهير العامر ي، انظر: نوادر أبي زيد ص/ 18 ،17 ) ¶ 4) البيت لأبي ذؤيب الهذلي ، انظر: اللسان، مادة: نوح) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 5) البيت لمتمم بن نويرةانظر: المفضليات ص/ 165 ) ¶ 6) قوله: ( ويجوز أن يكون اتسع في ذلك فقال: ما دهري بتأبين هالك)) ¶ 7) تقدم تخريجه) ¶ المسائل المشكلة 69 ¶ دهرى بتأبين هالك، ويجوز أنيكون اتسع في ذلك فقال: ما دهري بتأبين هالك، ¶ على قول القائل له: دهرك تأبين وجزع: أي: أنت في دهرك ذو تأبين، كقولك: ¶ ار ك صائم: أي: أن ت في ارك ¶ فأما ولا جزعفيجوز فيه: ولا جزع؛ أي: ما دهري بدهرتأبين، ولا دهر ¶ جزع، وهو أحسن، لأنالمعطوف عليه مصدر ¶ وأما ولا جزعأي: ما دهري بدهر تأبين، ولا دهر جزع ¶ ويجوز النصب في الوجهين: جزعو جزععلى الحملعلى موضع بتأبين ¶ ويجوز النص ب على ولا جز عا من وجه آخر وهو على: ولا أجز ع جز عا، وقد ¶ أجا ز هذا سيبويه فقال: والنصب جائز على قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( فلا عيا به ن ولا ا جتلابا( 1 ¶ ويجوز ولا جزع، أي: ولا أنا جزعويجوز ولا جز ع، أي: ولا أنا ذو جزع ¶ 26 - مسألة ¶ إن اعترض معتر ض في وصفنا للاسم بأنه يدل على معنى ، فقال: من قولكم ¶
استفهام، ومعني آخرفليس الح د بصحيحأو ليس هذه بأسماء
فمذهب سيبويه في هذه الحروف( 2): أنها كان ينبغي أن تستعمل بحروف الاستفهام،
وأنحرف الاستفهام مراد في المعنى إن كان محذوفا من اللفظفإنما حذف الحرف وهو
مراد، والدال على الاستفهام هو الحرف المحذوف، لا هذه الأسماء
ولو لزم أن يقول: إنهذه الحروف هي حروف الاستفهام من دون المحذوف
لموضع دلالتها على المحذوف، للزم أن يقول: إنالشرط هو الجزاء، والجزاء هو الشرط،
لأنكل واحد منها قد يحذ ف ويدلعليه الآخر، وكذلك المبتدأ هو الخبر إذا حذف
البقرة: 228 ]، فليس المثبت ] يتربصن بأنفسه ن : الخبر جملة لدلالة الخبر عليه، نحو قوله
(/)إن( أي ن )، و (كي ف)، ونحوه أسماء، وهي تدل على معنيين: استفهام، ومكان، أو ¶ استفهام، ومعني آخرفليس الح د بصحيحأو ليس هذه بأسماء ¶ فمذهب سيبويه في هذه الحروف( 2): أنها كان ينبغي أن تستعمل بحروف الاستفهام، ¶ وأنحرف الاستفهام مراد في المعنى إن كان محذوفا من اللفظفإنما حذف الحرف وهو ¶ مراد، والدال على الاستفهام هو الحرف المحذوف، لا هذه الأسماء ¶ ولو لزم أن يقول: إنهذه الحروف هي حروف الاستفهام من دون المحذوف ¶ لموضع دلالتها على المحذوف، للزم أن يقول: إنالشرط هو الجزاء، والجزاء هو الشرط، ¶ لأنكل واحد منها قد يحذ ف ويدلعليه الآخر، وكذلك المبتدأ هو الخبر إذا حذف ¶ البقرة: 228 ]، فليس المثبت ] يتربصن بأنفسه ن : الخبر جملة لدلالة الخبر عليه، نحو قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 75/ 1) هذا عجز بيت لجرير، وصدره: ألم تخ بر بم سر حي القوافيانظر ديوان جريرص 62 ، و 1 ) ¶ 2) يقصد ذه الحروف أدوات الاستفهام) ¶ 70 المسائل المشكلة ¶ في اللفظ الدال علي المحذوف بالشيء المدلول عليه ¶ والدليل على هذا عند سيبويه أنهذه الحروف إذا نقلتها عن موضع ¶ أفم ن يلقي في النار خيرأ م م ن يأتي آمنا : الاستفهام، ألزمتها حرفه كقوله تعالى ¶ فصلت: 40 ]وإنما يحذف الحرف في الاستفهام لدلالة عليه] ي وم القيامة ¶ و مما يفترق به الاسم والحرف وإن كان كل واحد منهما يدل على معنى في ¶ غيره، جواز الإخبار عن الاسم، وامتناع الإخبار عن الحرف، وأنالحرف قد يوجد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في بعض المواضع غير دال علي المعنى الذي يدل عليه سائر المواضع، وذلك كباء الجر ¶ النساء: 79 ]، وليس زيد بقائم، وفلا ن ] وكفى بالله شهيدا ، في قولك: بحسبك ¶ كذا الهيئةفالباء هنا لا تدل علي الإلصاق، والكا ف لا تنبئ عن التشبيهولا معني ¶ لذلك فيه، لأنه لم يض ف شيئا ما كا ن، وإنما تدل على هذه المعاني إذا أضاف ت شيئا، ¶
فهذا أحد ما ينفصل به الاسم من الحرف، وإن اجتمعا في باب الدلالة على
معنى مفرد
27 - مسألة
وقال الذي نكفروا هل ندلكمعلى رجلينبئكمإذا : قال الله تبارك وتعالى
[ سبأ: 7 ]م زقت م كلمم زقإنك م لفي خلقجديد
يسأل في هذه الآية عن موضع (إذا) وبأيالأفعال يحكم على موضعه
بالنصب، وفيه ما يمكن أن تنتصب به الظروف ثلاثة أشياء:
جديد: وقوله ،م زقت م : وقوله ،ينبئكم : قوله
فلا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا به( 1)، لأن(إذا) ،ينبئكم : فأما قوله
هذه لا يجوز أن تكون ظرفا لهذا الفعل، لأنالتنبؤ( 2) إنما يقع قبل الموت إن مزقوا، فلهذا
1063 : العامل في (إذا) ما دل عليه خبر / 1) قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن 2 )
(/)وكان معت دا ا غير ملغاةفالاسم أبدا دال على المعني الذي وضع له ¶ فهذا أحد ما ينفصل به الاسم من الحرف، وإن اجتمعا في باب الدلالة على ¶ معنى مفرد ¶ 27 - مسألة ¶ وقال الذي نكفروا هل ندلكمعلى رجلينبئكمإذا : قال الله تبارك وتعالى ¶ [ سبأ: 7 ]م زقت م كلمم زقإنك م لفي خلقجديد ¶ يسأل في هذه الآية عن موضع (إذا) و بأيالأفعال يحكم على موضعه ¶ بالنصب، وفيه ما يمكن أن تنتصب به الظروف ثلاثة أشياء: ¶ جديد: وقوله ،م زقت م : وقوله ،ينبئكم : قوله ¶ فلا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا به( 1)، لأن(إذا) ،ينبئكم : فأما قوله ¶ هذه لا يجوز أن تكون ظرفا لهذا الفعل، لأنالتنبؤ( 2) إنما يقع قبل الموت إن مزقوا، فلهذا ¶ 1063 : العامل في (إذا) ما دل عليه خبر / 1) قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن 2 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (إن)؛ أي إذا مزقتم بعثتم، ولا يعمل فيه ينبئكم، لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم ¶ 2) تنبأ الرجل: إدعي النبوءة) ¶ المسائل المشكلة 71 ¶ امتنع أن ينتصب (إذا) به، ف حمل ( ينبئكم ) على أنه على معنى القول، لأنه ضرب منه ¶ وأما قوله ( مزقتم)، فإن جعل موضع (إذا) نصبا به لزم أن يحكم على ¶ موضعه بالجزم، لأن(إذا) هذه لا يجوز أن تنتصب به حتى تق در جزم الفعل الذي هو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الشرط ا والجزم ا لا يسوغ أن يحمل عليه الكتاب( 1)، لأنه إنما يجزم به في ¶ ضرورة الشعر( 2)، وإن حمل موضع (إذا) على أنه نصب، والفعل غير مق در في ¶ موضعه الجزم لم يج ز، لأنه إذا لم يجاز ا أضيف ت إلى الفعل، والمضاف إليه لا يعمل ¶ في المضاف، ولا فيما قبله، وموضع الفعل الواقع بع د (إذا) خف ض، فكما لا يعمل ¶ المضاف إليه فيما قبله، كذلك لا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا ب(مزقت م)، إذا ¶ كانت قبلها، وهي مضافة إليهولو قلت: زيدا غلام ضاربعندك، وبكرا صاحب ¶
يتعلق بالمضاف إليه، لا يجوز أن يتق دمه
فأما: أنا زيدا غ ير ضارب، فحكى أبو بكر أن أبا العباس كان يجيزه، ويقول:
أحمله على معنى (لا) كأنه قال: أنا زيدا لا ضار ب، لأا بمعناها ( 3)قال: والقياس
إن ينصب بفعل مضمر يكون ( غير ضارب) دليلا عليهوكذلك لا يجوز أن
ينتصب (إذا) بالفعل الذي هو مضا ف إليه
ومما يدل على أن موضع الفعل بعد (إذا) خف ض بالإضافة، ارتفاع الفعل
المضارع بعدها، نحو: إذا يجىء زيد أكر مه، والفعل المضارع ليس يرتفع حتى يقع
موقع اسممرفوع، أو مجرور، أو منصوب، وهذا علة ارتفاعه بعد (إذا)، لوقوعه
موقع اسم مجرور، وهذا التقدير به، وإن لم يق ع بعده الأسماء ولم تض ف إلى الأفعال
(/)شاتمعندك، وما أشبهه، تريد: غلام ضاربزيدا عندك، لم يجزوكذلك سائر ما ¶ يتعلق بالمضاف إليه، لا يجوز أن يتق دمه ¶ فأما: أنا زيدا غ ير ضارب، فحكى أبو بكر أن أبا العباس كان يجيزه، ويقول: ¶ أحمله على معنى (لا) كأنه قال: أنا زيدا لا ضار ب، لأا بمعناها ( 3)قال: والقياس ¶ إن ينصب بفعل مضمر يكون ( غير ضارب) دليلا عليهوكذلك لا يجوز أن ¶ ينتصب (إذا) بالفعل الذي هو مضا ف إليه ¶ و مما يدل على أن موضع الفعل بعد (إذا) خف ض بالإضافة، ارتفاع الفعل ¶ المضارع بعدها، نحو: إذا يجىء زيد أكر مه، والفعل المضارع ليس يرتفع حتى يقع ¶ موقع اسممرفوع، أو مجرور، أو منصوب، وهذا علة ارتفاعه بعد (إذا)، لوقوعه ¶ موقع اسم مجرور، وهذا التقدير به، وإن لم يق ع بعده الأسماء ولم تض ف إلى الأفعال ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الانشقاق: 1]، ونحوه مما وقع الاسم فيه بعد (إذا) ] إذا السماء انشق ت : فأما ¶ فالتقدير فيه بالفعل التقد يم، وارتفاع الاسم بعدها في هذا وما أشبهه بفعل مضمر الذي ظهر ¶ 1) الكتاب: هو القرآن الكريم) ¶ 434 ،68/ 2) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 3) قال أبو بكر بن السراج: وأجازوا: أنا طعامك غير آكل، وكان شيخنا-يعني المبرد- يقول: ) ¶ 236/ حملته على (لا) إذ كانت تقع موقع (غير)انظر: الأصول 2 ¶ 72 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تفسيره، فهي لا تضاف إلى الأسماء لما فيها من الشرط والجزاء، والشرط والجزاء لا يكون ¶ إلا بالفعل ( 1)، فإنما هي في هذا ك(إن) إلا أنها تفارقها في الوقت، ألا ترى أنه لا يشترط ¶ إذا ولا يجازى إلا على أمر معلوم ( 2) كونه، كقولك: إذا احمر البسر جئت ك، وعلى هذا ¶ المنافقون: 1]، ونحوهما مما هو كائن لا محالة] إذا جاءك المنافقون و ،السماء انشق ت ¶ ولو جوزي في هذه الأسماء المؤقتة ب(إن) لم يج ز، كما لو جوزي بالأشياء ¶
فارقتها
أيضا في انجزام الفعل بعدها إلا في ضرورة الشعر
فإذا جوزي ا ضرورة، جاز أن ينتصب بالفعل الذي هو شرط كما ينتصب
سائر الأسماء التي يجازى ا به، نحو: م ن تضرب أكر مكومتى تخرج فلك دره م،
فإذا لم يجا ز ا كان موضعها نصبا بالفعل الذي هو جواب، أو بفعل قبلها، ولا يجوز
أن ينتصب سائر الأسماء التي يجازى ا بفعلقبله، لأن الجزاء ينقطع مما قبله انقطاع
الاستفهام وما أشبهه منه
وأن حمل الفعل في الآية بعد (إذا) على أنه في موضع جزم ب(إذا) اعترض
( فيه ضرورة أخرى، وهي أنه لا جواب لها بالفعل، ولا بالفاء، ولا ب(إذا)( 3
فذلك يجوز ،إنك م لفي خلقجديد: فإن قلت: أق د ر حذف الفاء من قوله
في ضرورة الشعر
فإذا لم ي ج ز أن يكون موضع (إذا) نصبا (ينبئكم)، ولا بقوله (مزقتم)، ولا
(/)غير المؤقتة ب(إذا) لم يسغ، فلمفارقة (إذا) ل(إن) في هذا الذي ذكرناه، فارقتها ¶ أيضا في انجزام الفعل بعدها إلا في ضرورة الشعر ¶ فإذا جوزي ا ضرورة، جاز أن ينتصب بالفعل الذي هو شرط كما ينتصب ¶ سائر الأسماء التي يجازى ا به، نحو: م ن تضرب أكر مكومتى تخرج فلك دره م، ¶ فإذا لم يجا ز ا كان موضعها نصبا بالفعل الذي هو جواب، أو بفعل قبلها، ولا يجوز ¶ أن ينتصب سائر الأسماء التي يجازى ا بفعلقبله، لأن الجزاء ينقطع مما قبله انقطاع ¶ الاستفهام وما أشبهه منه ¶ وأن حمل الفعل في الآية بعد (إذا) على أنه في موضع جزم ب(إذا) اعترض ¶ ( فيه ضرورة أخرى، وهي أنه لا جواب لها بالفعل، ولا بالفاء، ولا ب(إذا)( 3 ¶ فذلك يجوز ،إنك م لفي خلقجديد: فإن قلت: أق د ر حذف الفاء من قوله ¶ في ضرورة الشعر ¶ فإذا لم ي ج ز أن يكون موضع (إذا) نصبا (ينبئكم)، ولا بقوله (مزقتم)، ولا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بقوله (جديد)،لم يكن بد من ناصب ل(إذا) إذ لا يجوز أن تبقى متعلقة غير معمول ¶ كأنه في إنك م لفي خلقجديد: فيها، وذلك الناصب فع ل مضمر يدل عليه قوله ¶ التقدير: ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق وبعثتم، أو نثرتم، أو ما أشبه ذلك، من الأفعال ¶ 1) قال أبو العباس المبرد: لا يجوز: آتيك إذا زيد منطلق، لأن (إذا) فيها معنى الجزاء ولا يكون ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 348 ،347/ الجزاء إلا بالفعلانظر: المقتضب 4 ¶ 55 : وإنما منع (إذا) من أن يجازى ا، لأا مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة/ 2) قال في المقتضب 2 ) ¶ وإن تصب ه م : 3) يقصد بإذا هنا: (إذا) الفجائية التي تقوم مقام فاء الجواب، مثل: قوله تعالى ) ¶ 435/ انظر: الكتاب 1 سيئةبما ق دمتأيديهم إذا ه م يقنطون ¶ المسائل المشكلة 73 ¶ دالا عليه، ومفسرا لهإنك م لفي خلقجديد: التي تكون قوله ¶ وإن ق در هذا الفعل قبل (إذا) كان سائغا فيكون (ينبئك م): يقول لكم: تبعثون ¶
مزقتم كل ممزق بعثتمفيستغنى عن إظهار هذا الجواب مع (إن)، إذا تقدمها ما يدل
عليه نحو: أنت ظا لم إن فعلت، وآتك إن جئتني
وهذا إذا كان الفعل غير منجزم في اللفظ كان حسنا في الكلام وسائغا في
حمل القرآن عليه، كما يحذف كل واحد من المبتدأ والخبر لذلك، فما حذف منه
الجزاء لدلالة الشرط عليه ما تقدم، ومما يحذف منه لدلالة الجزاء عليه إذا وقع بعد
كلام غير واجبنحو: الأمر، والاستفهام، والنهي، وما أشبهه
فأما امتناع (إذا) من أن يكون موضعه نصبا في الآية بقوله: (جديد)، على
تقدير: إنكم لفي خلق جديد إذا مزقتم، فلأن (إذا) قبل (إن)، وما قبل (إن) لا يجوز
أن يعمل فيه ما بعدها، فلا يجوز: طعامك إنزيدا آك ل، فكذلك لا يجوز، أن
ينتصب (إذا) ب(جديد)، لأن (إن) كلام الابتداء ونحوه مما ينقطع منه ما قبلهولو
(/)إذا مزقتم كل ممزق، ويكون جواب (إذا) على هذا التقدير مضمرا، كأنه تبعثون إذا ¶ مزقتم كل ممزق بعثتمفيستغنى عن إظهار هذا الجواب مع (إن)، إذا تقدمها ما يدل ¶ عليه نحو: أنت ظا لم إن فعلت، وآتك إن جئتني ¶ وهذا إذا كان الفعل غير منجزم في اللفظ كان حسنا في الكلام وسائغا في ¶ حمل القرآن عليه، كما يحذف كل واحد من المبتدأ والخبر لذلك، فما حذف منه ¶ الجزاء لدلالة الشرط عليه ما تقدم، ومما يحذف منه لدلالة الجزاء عليه إذا وقع بعد ¶ كلام غير واجبنحو: الأمر، والاستفهام، والنهي، وما أشبهه ¶ فأما امتناع (إذا) من أن يكون موضعه نصبا في الآية بقوله: (جديد)، على ¶ تقدير: إنكم لفي خلق جديد إذا مزقتم، فلأن (إذا) قبل (إن)، وما قبل (إن) لا يجوز ¶ أن يعمل فيه ما بعدها، فلا يجوز: طعامك إنزيدا آك ل، فكذلك لا يجوز، أن ¶ ينتصب (إذا) ب(جديد)، لأن (إن) كلام الابتداء ونحوه مما ينقطع منه ما قبلهولو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قلت: إنزيدا طعامك آكل، لجا ز، وكذلك إن أدخلت اللام فقلت: إن زيدا ¶ طعامك لأكل، لأن(طعامك) وإن وقع قبل اللام فالتقدير أن يكون أول الكلام ¶ ويعتبر هذا التقديم والتأخير بشيء واحد بأن تنظر إلى العامل، فحيث جاز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقوع العامل جاز وقوع المعمول، وحيث امتنع وقوع العامل امتنع وقوع المعمول ¶ ،[ المؤمنون: 101 ]فإذا نفخ في الصورفلا أنسا ب بين ه م : ومثل قوله عز وجل ¶ لا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا ب(لا أنساب)، لأنما بعد (لا) لا يعمل فيما قبلها، ¶ كما أنما بعد (إن) في الآية الأخرى( 1) لا يجوز أن يعمل في (إذا)، فيصير موضعه نصبا ¶ ،فلا أنساب بينهم : به، فإذا لم يجز على هذين انتصب بفعل مضمر يدل عليه قوله ¶ وجميع ما أجزنا أن ينتصب (إذا) به في هذه الآيةوما امتنع في ذلك امتنع في هذا ¶ 28 - مسالة ¶
74 المسائل المشكلة
[ المؤمنون: 20 ] وش جرة تخرجمنطورسيناء: قال الفراء في قول الله عز وجل
،[ المؤمنون: 19 ] فأن شأنا لك م بهجناتمن نخيلوأعناب: هو مردود( 1) على قوله
وشجرة، قال: ولو قلت: وشجرة فرفعت إذ لم يصحبها الفعل،كان صوابا، كمن
[ الواقعة: 22 ] وحورعين : قرأ
وذلك ،وش ج رة : إذا رفع ت، لم تكن مثل قوله وش ج رة وأقول أنا: إن
لو رددته على الفعل الذي قبله لم ي ح س ن، لا يسوغ أن وحورعين : أنقوله
تقول: يطاف عليهم بأكواب وحور عين، فالحس ن فيه أن لا يحمل على الفعل الذي
قبله بل يحمل على المعنى
فرفع، فكأنه قال: ولهم فيها حور ع ين، لأن معنى وحورعين : أما من قرأ
الصافات: 45 ]: لهم فيها كأس، فعلى هذا يرفع]يطا ف عليهمبكأس
ومن نصب فقال: وحورا عينا، حمله أيضا على المعنى، لأن معنى يطاف
مثله، وش ج رة : عليهم: يناولون أكوابا، ويملكون أكوابا وحورا عينا، وليس قوله
(/)الآية، سبأ: 7 وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل : 1) وهي قوله تعالى ) ¶ 74 المسائل المشكلة ¶ [ المؤمنون: 20 ] و ش جرة تخرجمنطورسيناء: قال الفراء في قول الله عز وجل ¶ ،[ المؤمنون: 19 ] فأن شأنا لك م بهجناتمن نخيلوأعناب: هو مردود( 1) على قوله ¶ وشجرة، قال: ولو قلت: وشجرة فرفعت إذ لم يصحبها الفعل،كان صوابا، كمن ¶ [ الواقعة: 22 ] وحورعين : قرأ ¶ وذلك ،و ش ج رة : إذا رفع ت، لم تكن مثل قوله و ش ج رة وأقول أنا: إن ¶ لو رددته على الفعل الذي قبله لم ي ح س ن، لا يسوغ أن وحورعين : أنقوله ¶ تقول: يطاف عليهم بأكواب وحور عين، فالحس ن فيه أن لا يحمل على الفعل الذي ¶ قبله بل يحمل على المعنى ¶ فرفع، فكأنه قال: ولهم فيها حور ع ين، لأن معنى وحورعين : أما من قرأ ¶ الصافات: 45 ]: لهم فيها كأس، فعلى هذا يرفع]يطا ف عليهمبكأس ¶ ومن نصب فقال: وحورا عينا، حمله أيضا على المعنى، لأن معنى يطاف ¶ مثله، و ش ج رة : عليهم: يناولون أكوابا، ويملكون أكوابا وحورا عينا، وليس قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لأن الشجرة منشأة لنا بالماء المنزلمن السماء، كما أن الجنات من النخيل والفواكه ¶ لعموم معنى ،الجنات والأعناب منشأة لنا به، فالحسن فيها أن تعطف على ¶ كذلك،لما ذكرنا، فقد بان الفصل بينهماوحورعين : الإنشاء لها، وليس قوله ¶ وحملها على المعنى بممتنع، ،جنات : وقطعها من قوله و ش جرة وليس رفع ¶ إلا أن النصب فيه الحس ن لما ذكرنا من حسن حمل (شجرة) على الفعل الذي قبله ¶ والرفع في (حور ع ين) أيضا حس ن، على أن يضمر خبرا يدل عليه قوله: ¶ الواقعة: 17 ]، ولا نحمله على معنى يطوف فيجعل ] يطو ف عليهمولدانم خلدون ¶ وعن د ه م : ذلك الخبر: (لديهم)، أو (عندهم)، ونحو ذلك، كقوله في الآية الأخرى ¶ يطا ف عليهمبكأسمن معين: الصافات: 48 ]، بعد قوله ] قاصراتالطرف ¶
2)، وما أشبهه من المبتدأ المحذوف الخبر) [ محمد: 15 ] الجنة
1) المقصود بالمردود: المعطوف)
78/ 2) (مثل الجنة)، أي: صفة الجنة، وهو مرفوع بالابتداءانظر: البحر المحيط 7 )
المسائل المشكلة 75
29 - مسألة
ذكر سيبويه عن الخليل (مسلمات) إذا س مي به، وأنه يحكى وين ون، كما قبل
،( التسمية، قال: ومن العرب من لا ينون (أذرعات) ( 1)، ويقول: هذه قريشيات( 2
تشبهها اء التأنيث إن كان بينها وبين الاسم حر ف، لأنه ساكن ليس بحاجز قو ي
قال أبو العباس: من قال: هذا مسلم ين كما ترى، قال في (مسلمات) إذا سمي به
( رجلا: هذا مسلماتفاعل م، أجراها مجري الواحد فلم يصر ف، لأن فيها علامة التأنيث( 3
وأقول: إن التنوين في ( مسلمات) كالنون في (مسلمين)، والكسرة كالياء،
وليست التنوين التي في (مسلمات) كالتي في (زيد) ونحوه
(/)مثل : [الصافات: 45 ]، ويكون فيه الخبر محذوفا، للدلالة عليه، كما حذف من قوله ¶ 2)، وما أشبهه من المبتدأ المحذوف الخبر) [ محمد: 15 ] الجنة ¶ 1) المقصود بالمردود: المعطوف) ¶ 78/ 2) (مثل الجنة)، أي: صفة الجنة، وهو مرفوع بالابتداءانظر: البحر المحيط 7 ) ¶ المسائل المشكلة 75 ¶ 29 - مسألة ¶ ذكر سيبويه عن الخليل (مسلمات ) إذا س مي به، وأنه يحكى وين ون، كما قبل ¶ ،( التسمية، قال: ومن العرب من لا ينون (أذرعات) ( 1)، ويقول: هذه قريشيات( 2 ¶ تشبهها اء التأنيث إن كان بينها وبين الاسم حر ف، لأنه ساكن ليس بحاجز قو ي ¶ قال أبو العباس: من قال: هذا مسلم ين كما ترى، قال في (مسلمات) إذا سمي به ¶ ( رجلا: هذا مسلماتفاعل م، أجراها مجري الواحد فلم يصر ف، لأن فيها علامة التأنيث( 3 ¶ وأقول: إن التنوين في ( مسلمات) كالنون في (مسلمين)، والكسرة كالياء، ¶ وليست التنوين التي في (مسلمات) كالتي في (زيد) ونحوه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإذا : الدليل على أا مثل النون في (مسلمين): ثباا في قول الله عز وجل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ البقرة: 198 ]ولو كانت كالتي في (زيد) لم يثبت هذا الاسم، ] أف ضتم م ن ع رفات ¶ للتعريف والتأنيث ¶ فكان قياس من قال في (مسلمين) إذا سمي به رجلا: مسلمين تشبيها ¶ الحاقة: 36 ]، وقن سرين( 4)، إذ تقول: مسلمات نفاعلم، في المعرفة فتجعل ]غسلينب ¶ حرف الإعراب التنوين، وتقر الكسرة في التاء، كما جعل النون في (مسلمين) حرف ¶ الإعراب، و جعل الحرف الذي قبلها ياء، لكن التنوين في (مسلمات)، وإن أشبه ¶ النون في (مسلمين ) من حيث ذكرنا، فقد يشبه التنوين في مثل: زيد، ورجل، فلا ¶ يجري مجرى النون في جميع المواضع ¶ ألا ترى: أنك تقول: المسلما ت، فلا يثبت التنوين، وإن ثبتت النون في: ¶ المسلمين، فكما لم يجرفي هذا الموضع مجرى النون كذلك لم يجرمجرى النون في ¶
1) أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة: بلد في أطراف الشام يجاور أرض )
130/ البلقاء وعمانانظر: معجم البلدان 1
18/ 2) الكتاب 2 )
37/ 3) المقتضب 4 )
404/ 4) قنسرين: بلد بالشام انظر:معجم البلدان 4 )
76 المسائل المشكلة
النون حرف الإعراب في (مسلمين)
وأيضا فإن (مسلمين) ونحوه مشبهة بغسلين وقن سرينن، وليس في الأسماء
النكرات شيء، لحقه التنوين بعد كسرة في تاء التأنيث ثم جعل التنوين حرف
إعراب، ويشبه (مسلمات) كما كان فيه مثل : (غسلين) فلما لم يجرتحريكه وتصييره
حرف الإعراب، حذفت فبقيت التاء بعد الألف، على ما كانت عليه قبل حذ ف،
التنوين من الكسر في التاء في موضع النصب
ولم يجز في النصب بدل الكسر الفت ح، لأن هذه الكسرة بمنزلة الياء في
(مسلمين)، فكما لا يجوز أن تجعل بدل الياء حرفا غيره في النصب، كذلك لا يجوز
(/)( م س ل م ا ت ) إ ذ ا سم ي ا ش ي ء، فلم يحرك ولم يجعل حرف الإعراب، كما جعل ¶ 1) أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة: بلد في أطراف الشام يجاور أرض ) ¶ 130/ البلقاء وعمانانظر: معجم البلدان 1 ¶ 18/ 2) الكتاب 2 ) ¶ 37/ 3) المقتضب 4 ) ¶ 404/ 4) قنسرين: بلد بالشام انظر:معجم البلدان 4 ) ¶ 76 المسائل المشكلة ¶ النون حرف الإعراب في (مسلمين) ¶ وأيضا فإن (مسلمين) ونحوه مشبهة بغسلين وقن سرينن، وليس في الأسماء ¶ النكرات شيء، لحقه التنوين بعد كسرة في تاء التأنيث ثم جعل التنوين حرف ¶ إعراب، ويشبه (مسلمات) كما كان فيه مثل: (غسلين) فلما لم يجرتحريكه وتصييره ¶ حرف الإعراب، حذفت فبقيت التاء بعد الألف، على ما كانت عليه قبل حذ ف، ¶ التنوين من الكسر في التاء في موضع النصب ¶ ولم يجز في النصب بدل الكسر الفت ح، لأن هذه الكسرة بمنزلة الياء في ¶ (مسلمين)، فكما لا يجوز أن تجعل بدل الياء حرفا غيره في النصب، كذلك لا يجوز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أن يجعل بدل الكسرة غيره، والحركة هذه بمنزلة الحرف كما أا قد تكون بمنزلة ¶ الحرف في مواضع كثيرة، وقد ذكرناها ¶ 30 - مسألة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إذا اجتمع في اسم علتان، وصار ثانيا من جهتين- امتنع الانصراففالعلة وما ¶ يكون الاسم به ثانيا كالعجمة، والتعريف، والصفة، والتأنيث ¶ وللقائل أن يقول في (ضاربة) وما أشبهها من الأوصاف المؤنثة: هلاترك ¶ صرفه في النكرة لاجتماع السببين فيه؟ ¶ فالجواب: إن علامة التأنيث في هذا لما لم تكن لازمة لم يعتد ا، وإذا لم يعتد ¶ ا، فالسبب واح د، وإذا لم يلزم من هذه المعاني في الاسم، أو لم يجتمع منها سببان ¶ مختلفان، لم يمتنع الاسم من الانصراف ¶ فإن قلت: فهل تجد حرفا لم يعتد به لما يلزم في غير هذا؟ فذاك كث ير في العربية ¶ منه قولك،: ووري، و ووعد، لما لم تلزم الواو الثانية لم يلزم الأولى إبدال الهمزة ¶
واوا فتدغمومنها: اردد الرجل، لما لم يلزم الحرف المكرر حركة الدال الثانية، لم
يدغم المثلان، إذا تحركا بحركةلازمة لزم الإدغام، فلما لم تلزم التاء في (قائمة)
1) النوى: حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر)
المسائل المشكلة 77
ونحوها، لم يعتد ذه الأشياء غير اللازمة
فإن قلت: فهلا صرفت (حمدة) ونحوه، إذا سمي ت به رجلا، لأنالتاء في هذه
الحال غير لازمة، كما أا كانت قبل التسمية غير لازمة؟
فالقول فيها: إا إذا كانت في اسم، فسمي به، وعلق على معنى، صارت
لازمة بمنزلة الألف والهمزة من (ذفرى)( 1)،و(حمراء) في اللزوم
ألا ترى: أنك إذا سميت بضاربة، لم يجز إسقاط التاء لحظر التسمية لذلك، وإذا
لم يجز حذفه صارت لازمة، وإذا لزمت اعتد ا، وإذا اعتد ا، وجب أن تمنع الاسم
من الانصراف لاجتماع سببين فيه لازمين، وكما أنك إذا سميت بحبنطي( 2) ومعزى،
(/)منها، كما لزم التي في (أويصل)ومنها قولهم: نو ي ( 1) لما تلزم الواو لم يعتد ا ¶ واوا فتدغمومنها: اردد الرجل، لما لم يلزم الحرف المكرر حركة الدال الثانية، لم ¶ يدغم المثلان، إذا تحركا بحركةلازمة لزم الإدغام، فلما لم تلزم التاء في (قائمة) ¶ 1) النوى: حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر) ¶ المسائل المشكلة 77 ¶ ونحوها، لم يعتد ذه الأشياء غير اللازمة ¶ فإن قلت: فهلا صرفت (حمدة) ونحوه، إذا سمي ت به رجلا، لأنالتاء في هذه ¶ الحال غير لازمة، كما أا كانت قبل التسمية غير لازمة؟ ¶ فالقول فيها: إا إذا كانت في اسم، فسمي به، وعلق على معنى، صارت ¶ لازمة بمنزلة الألف والهمزة من (ذفرى)( 1)،و(حمراء) في اللزوم ¶ ألا ترى: أنك إذا سميت بضاربة، لم يجز إسقاط التاء لحظر التسمية لذلك، وإذا ¶ لم يجز حذفه صارت لازمة، وإذا لزمت اعتد ا، وإذا اعتد ا، وجب أن تمنع الاسم ¶ من الانصراف لاجتماع سببين فيه لازمين، وكما أنك إذا سميت بحبنطي( 2) ومعزى، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونحوه شيئا لم تصرف؛ لأن علامة التأنيث يمتنع من الدخول عليه في حال التسمية، ¶ فشات الألف بذلك ألف (حبلى)كذلك إذا سميت ب(ضاربة)، و(حمدة)، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونحوه، تمتع الهاء من أن تسقط في هذه الحال وتلزم ¶ 31 - مسألة ¶ ذكر سيبويه: (استحيت)، فقال عن الخليل: أنه جاء على (حا ي)، مثل: باع ¶ -وإن لم يستعمل- كما جاء (يذر) ولم يستعمل (فعل)( 3) منه، فكذلك (استخي ت)، ¶ أسكنوا الياء الأولى منها، كما سكن ت في (بعت)وسكنت الثانية، لأا لام الفعل ¶ فحذفت الأولى لئلا يلتقي ساكنانوإنما فعلوا هذا حيث كثر في كلامهم ¶ قال سيبويه: وقال غيره -يعني غير الخليل- لما كثرت في كلامهم، وكانتا ¶ ياءين، حذفوها، وألقوا حركتها على الحاء، كما ألزموا (يرى) الحذف، وكما قالوا: ¶ لم ي ك، ولا أدر ¶ قال أبو عثمان: استحيت: حذفوا الياء التي هي عين، وألقوا حركتها على ¶
9 ذفرى البعير: أصل أذنه، والذفرى: مؤنثة، وألفها للتأنيث أو للإلحاق/ 1) الكتاب 2 )
2) الحبنطى: الممتليء غضبا أو بطنة)
3) يقصد أنه لم يستعمل الماضي منه)
78 المسائل المشكلة
فيقول: هو يستحيفاعلم
وقد قال قوم: حذفوا لالتقاء الساكنين، ولم يردوا في (يفعل)، لأم لو ردوا
في (يفعل) لرفعوا ما لا يرتفع مثله في كلامهم؛ وذلك أنالأفعال المضارعة إذا كان
آخرها معتلالم يدخلها الرفع في شيء من الكلام، ويقوي أنه ليس لالتقاء الساكنين
قولهم في الاثنين: استحيا، لأن اللام لا ضمة فيها، ولكن هذا حذف لكثرة
الاستعمال كما قالوا في أشياء كثيرة بالحذف مثل: أحس ت، وظل ت، ومس تولم
يستعملوا الفعل من (است حي ت) إلا بالزيادة، كراهية أن يلزمهم فيه ما يلزمهم في
( (آية) وأخواا( 1
القول عندي فيه: إنالمثلين والمتقاربين إذا اجتمعا خفف بأحد ثلاثة أشياء:
(/)الحاء، ولم تحذف لالتقاء الساكنين، ولو كان حذفهاله لردها إذا قال : هو يفعل، ¶ 9 ذفرى البعير: أصل أذنه، والذفرى: مؤنثة، وألفها للتأنيث أو للإلحاق/ 1) الكتاب 2 ) ¶ 2) الحبنطى: الممتليء غضبا أو بطنة) ¶ 3) يقصد أنه لم يستعمل الماضي منه) ¶ 78 المسائل المشكلة ¶ فيقول: هو يستحيفاعلم ¶ وقد قال قوم: حذفوا لالتقاء الساكنين، ولم يردوا في (يفعل)، لأم لو ردوا ¶ في (يفعل) لرفعوا ما لا يرتفع مثله في كلامهم؛ وذلك أنالأفعال المضارعة إذا كان ¶ آخرها معتلالم يدخلها الرفع في شيء من الكلام، ويقوي أنه ليس لالتقاء الساكنين ¶ قولهم في الاثنين: استحيا، لأن اللام لا ضمة فيها، ولكن هذا حذف لكثرة ¶ الاستعمال كما قالوا في أشياء كثيرة بالحذف مثل: أحس ت، وظل ت، ومس تولم ¶ يستعملوا الفعل من (است حي ت) إلا بالزيادة، كراهية أن يلزمهم فيه ما يلزمهم في ¶ ( (آية) وأخواا( 1 ¶ القول عندي فيه: إنالمثلين والمتقاربين إذا اجتمعا خفف بأحد ثلاثة أشياء: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بالإدغام: نحو: رد، و ش د، وحية، وقوةأو الإبدال، نحو: أمليت في أمللت، وذوائب ¶ ( في جمع ذاؤبة( 2 ¶ فأما الحذف فهو على وجهين: أحدهما: أن يحذف الحرف مع جواز الإدغام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإمكانه، نحو قولهم: بخفي بخوالآخر أن يحذف لامتناع الإدغام، لسكون الحرف ¶ المدغم فيه، ولزوم ذلك له؛ كقولهم: علماء بنو فلان، وبلحرث، أو يلزم من تحريك ¶ حرف غير مدغم فيه يلزمه السكون كقولهم: يسطيع، وحذفهم التاء لما كان يلزم من ¶ تحريك السين في (استفعال) لو ادغمت في مقاربه، وقولهم: استحييت، مما حذف ¶ لامتناع جواز الحركة في المدغم فيه ¶ وامتناع تحركه من جهتين، إحداهما: أنهذه اللام يلزمها السكون، كما يلزم ¶ سائر اللامات إذا اتصل ا ضمير الفاعل ¶ والأخرى: أنه لو أدغم في الماضي مع اتصال الضمير به في اللغة القليلة التي ¶
1) أخوات آية هي: راية، وطاية، وغاية، وثاية)
2) الذاؤبة: الجلدة المعلقة على آخر الرحل اللسان، مادة: ذأبأصل ذوائب: ذائب مزتين، )
فأبدلوا الأولى واوا
المسائل المشكلة 79
(يشقيان) شقي( 1) ،فتحرك ما لم يحرك مثله، وهذا الإدغام إنما يلزم في الماضي إذا
اتصل بضمير الفاعل، فإذا لم يتصل، لم يلزم الإدغام، لانقلاب حرف الثاني ألفا،
وزوال المثلية بانقلابه، فل ما كان الإدغام فيه يؤدي إلى تحريك ما لا يتحرك -لما
ذكرنا- وكانت الكلمة مستعملة بحروف زائدة خفف بالحذف، كما خفف ت
(علماء بنو فلان)، و(يسطيع)، و(بلحرث)، و(بلعنبر)، ونحو ذلك به، فحذف
العين حذفا، كما حذفت هذه الحروف لا لالتقاء الساكنين، لأنه لو حذف لردفي
( استحيا)، ثمألقي حركة الحرف المحذوف للتخفيف على الفاء؛ وإن لم يكن الحذف
لالتقاء الساكنين كما ألقى حركة المحذوف من (ظلل ت) و( مسست) على الفاء في
(/)حكاها عن الخليل من قولهم: رد ت، للزم أن يتبعه المضارع في الإدغام، كما تبع ¶ 1) أخوات آية هي: راية، وطاية، وغاية، وثاية) ¶ 2) الذاؤبة: الجلدة المعلقة على آخر الرحل اللسان، مادة: ذأبأصل ذوائب: ذائب مزتين، ) ¶ فأبدلوا الأولى واوا ¶ المسائل المشكلة 79 ¶ (يشقيان) شقي( 1) ،فتحرك ما لم يحرك مثله، وهذا الإدغام إنما يلزم في الماضي إذا ¶ اتصل بضمير الفاعل، فإذا لم يتصل، لم يلزم الإدغام، لانقلاب حرف الثاني ألفا، ¶ وزوال المثلية بانقلابه، فل ما كان الإدغام فيه يؤدي إلى تحريك ما لا يتحرك -لما ¶ ذكرنا- وكانت الكلمة مستعملة بحروف زائدة خفف بالحذف، كما خفف ت ¶ (علماء بنو فلان)، و(يسطيع)، و (بلحرث)، و (بلعنبر)، ونحو ذلك به، فحذف ¶ العين حذفا، كما حذفت هذه الحروف لا لالتقاء الساكنين، لأنه لو حذف لردفي ¶ ( استحيا)، ثمألقي حركة الحرف المحذوف للتخفيف على الفاء؛ وإن لم يكن الحذف ¶ لالتقاء الساكنين كما ألقى حركة المحذوف من (ظلل ت) و( مسست) على الفاء في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قولهم: ظل ت، وإن لم تحذف العين لالتقاء الساكنين ¶ فهذا القول عندي في حذف العين من (استحيت)، والقول في حذفهم لها من ¶ (يستحي) كالقول في الحذف من (استحي ت)، في أنالمحذو ف الع ين للتخفيف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما (حية): فالعين منه ياء، واللام كذلك أيضا، والدليل على ذلك قولهم في ¶ الإضافة إلى حية بن دلة: حيوي ¶ فإن قلت: إنالإضافة قد يغير فيها الاسم عن حاله، فيجوز أن يكون (حيوي) ¶ أيضا مماغير فيها ، فأبدل من الواو التي هي ع ين الياء، والع ين واو، لقولهم: ح واء ¶ لصاحب الحية، ولقول القائل: ¶ ( أبى الحاوون أن يطأوا حماه( 2 ¶ فذلك غير جيد، لأنالذي يغير في الإضافة إنما هو الحركات، نحو: دهري، و س هلي ¶ فأما نفس الحروف فلا تكاد تغير، ولم ترهم غيروا ما كان من نحو هذاألا ¶
فكذلك العين من (حية)، ولو كانت واوا لم تغي ر أيضا
( فإن قلت: فقد جاء (زباني)، في الإضافة إلى (زبينة)، وإلى (حيرة) حار ي( 1
1) أصل شقي: شقو، قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وهذه العلة معدومة في: يشقيانفيقتضي أن )
تقول: يشقوان، حيث لا كسرة قبل الواوولكن أتبع المضارع الماضي، لئلا يختلف الباب
2) البين لخلف الأحمر، وتمامه: ولا تسري بعقوته الذئاب)
80 المسائل المشكلة
وإلى (صنعاء) صنعاني، وغيروا أنفس الحروف اللينة والمعتلة
فقد جاء هذا إلا أنه ح مل (حية) علي أنالياء عينه أولى؛ إذ لو كنت واوا لما
أبدلوا كما لم يبدلوا (أحوو ي) و(لوو ي)، ويدل أيضا على أنالعين ياء، وليست
بواوقولهم: محياةقال سيبويه: أر ض محياة ومفعاة: كثيرة الحيات والأفاعيفأما
(/)تراهم في الإضافة إلى لية، وأ حوى: أحوو ي ولووي، فلم يبدلوا من العين الواو، ¶ فكذلك العين من (حية)، ولو كانت واوا لم تغي ر أيضا ¶ ( فإن قلت: فقد جاء (زباني)، في الإضافة إلى (زبينة)، وإلى (حيرة) حار ي( 1 ¶ 1) أصل شقي: شقو، قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، وهذه العلة معدومة في: يشقيانفيقتضي أن ) ¶ تقول: يشقوان، حيث لا كسرة قبل الواوولكن أتبع المضارع الماضي، لئلا يختلف الباب ¶ 2) البين لخلف الأحمر، وتمامه: ولا تسري بعقوته الذئاب) ¶ 80 المسائل المشكلة ¶ وإلى (صنعاء) صنعاني، وغيروا أنفس الحروف اللينة والمعتلة ¶ فقد جاء هذا إلا أنه ح مل (حية) علي أنالياء عينه أ ولى؛ إذ لو كنت واوا لما ¶ أبدلوا كما لم يبدلوا (أحوو ي) و (لوو ي)، ويدل أيضا على أنالعين ياء، وليست ¶ بواوقولهم: محياةقال سيبويه : أر ض محياة ومفعاة: كثيرة الحيات والأفاعيفأما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قوله: الح واء، فالذي نقول فيه: إنه غير مأخوذمن الحية، ولكنه من ( ح وي ت)فجم ع ¶ الح واء لها في ح ويته وغيرها، فكما أن(لآل) في بائع اللؤلؤ( 2) ليس من لفظ (لؤلؤ)، ¶ كذلك الح واء ليس من الحية، ولكن من (حويت)، الذي هو بمعنى جمعت، ويدل ¶ أيضا علي أنالعين ياء قولهم: حيوة، فظهرت العين ياء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما (الحيوان): فاللام منه ياء، لأنه من الحياة، وإنما أبدل ت واوا كراهية ¶ لاجتماع المثلين، وقد ق دمت أنالمثلين إذا اجتمعا فأحد ما يخفف به: الإبدال ¶ كقولهم: أملي ت، وذوائ ب، كأنالمثلين لما اجتمعا فلم يكن سبيل إلى الادغام، ¶ لكون الكلمة علي بناء لا يدغم مثلها ¶ ولم يجز الإعلال في اللام ولا في العينأما اللام فلم يج ز إعلالها لما كان يلزم ¶ من حذفها، وما كان يؤدي إليه من الإلباس لو حذف ت، وأما العين فص ح ت هنا، ¶ كما ص ح ت في الجولان والهممان ونحوه ¶
وسيبويه، ومن رأى أنالجولان، ونحوه شاذ، وأنالمطرد الاعتلال نحو: داران، وماهان،
فيجب عنده ألا تكون اللام إلا ياء والواو منقلبة عنها، ويد ل علي ذلك ص حة العين، لأنه
إذا حمله على الأكثر، وما يلزم عنده أن يكون عليه الباب كان أولي
فكان (حيوان) يجب أن تنقلب عينه ألفا، كما انقلب ت في (داران)، لأنالألف
والنون لم يخرجاه من شبه الفعل، إذا كانا غير معت د ما، إلاأناعتلاله هنا لم يلزم
=
1) الحيرة: مدينة معروفة في سواد العراقوالنسبة إليها حا ري)
2) اللؤلؤة: الدرة، والجمع: اللؤلؤ، واللالي، وبائعه: لأآء، ولأآل، ولألاءقال الفارسي: هو )
من باب سبطر
المسائل المشكلة 81
لاعتلال اللام بالقلب، فلا يجتمع على الكلمة اعتلالان
(/)وما ذكرناه من انقلاب الياء التي هي لام واوا في الحيوان -مذهب الخليل، ¶ وسيبويه، ومن رأى أنالجولان، ونحوه شاذ، وأنالمطرد الاعتلال نحو: داران، وماهان، ¶ فيجب عنده ألا تكون اللام إلا ياء والواو منقلبة عنها، ويد ل علي ذلك ص حة العين، لأنه ¶ إذا حمله على الأكثر، وما يلزم عنده أن يكون عليه الباب كان أ ولي ¶ فكان (حيوان) يجب أن تنقلب عينه ألفا، كما انقلب ت في (داران)، لأنالألف ¶ والنون لم يخرجاه من شبه الفعل، إذا كانا غير معت د ما، إلاأناعتلاله هنا لم يلزم ¶ = ¶ 1) الحيرة: مدينة معروفة في سواد العراقوالنسبة إليها حا ري) ¶ 2) اللؤلؤة: الدرة، والجمع: اللؤلؤ، واللالي، وبائعه: لأآء، ولأآل، ولألاءقال الفارسي: هو ) ¶ من باب سبطر ¶ المسائل المشكلة 81 ¶ لاعتلال اللام بالقلب، فلا يجتمع على الكلمة اعتلالان ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والقول عندي في ( حيوة) كالقول في (حيوان) في أنالواو فيه منقلبة عن الياء؛ ¶ لأنه اسم مخت ص ليس باسم نوع، فقد وج دنا هذه الأسماء المختصة تغير ع ما يكون ¶ عليه الأسماء الأول كقولهم: ث هلل، و موهب، وموردوحكم ث هلل الإدغام، وحكم ¶ الآخرين كسر العين فكذلك (حيوة)غير بإبدال اللام منه كماغيرت هذه الأسماء ¶ الأخر، ويق وي هذا عزة ما عينه ياء، ولامه واو، وأنه لا يعرف في الكلام شيء منه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما ( حيوة) و (حيوان)، فلا يجوز أن يجعلا أصلين و يحتجما، ولو جاز ¶ ( ذلك لجعلت ( جند ب)( 1) و(تتفل)( 2) أصليين في البناء ( 3 ¶ ورد أبو عثمان ما ذكرنا في ( حيوان) و( حيوة) من أن اللام فيه ياء، والواو ¶ منقلبة عنه، ولم يأتعليه بمقنع ¶ 32 - مسألة ¶ ولئنجئت ه م بآيةليقول ن : ذكر سيبويهلئن أتيتني لأفعلن، وما أشبهه، نحو قوله ¶ البقرة: 145 ]فزعم أن ] ولئنأتيت الذي ن أوتوا الكتا ب ،[ الروم: 58 ] الذي نكفروا ¶
(في القرآن) ( 5
البقرة: 102 ] بأن قال: إن اللام الثانية هي لام ] ولقدعلموا ل مناشتراه : عند قوله
القسم في الحقيقة، لأنك إنما حلفت على فعلك لا على فعل غيرك، كقولك: والله لئن
جئتني لأكرمنك
وهذا الذي اعتلبه فاسد جدا ضعي ف،وذلك أنه لو قال: والله لئن جئتني
1) الجندب: الذكر من الجراد)
2) التتفل: الثعلب، وقيل: جروه)
3) لم يأت من الأبنية الأصلية في الرباعي على(ف علل ) خلافا للأخفشولا على (ف علل))
4) هو أبو اسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، المعروف بالزجاج، المتوفى سنة 311 ه)
5) المقصود ذا الكتاب هو: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، طبع منه جزءان بتحقيق الدكتور )
(/)( الذي يعتمد عليه اليمين اللام الثانيةفأعتلأبو إسحاق ( 4) لذلك في كتابه (في القرآن) ( 5 ¶ البقرة: 102 ] بأن قال: إن اللام الثانية هي لام ] ولقدعلموا ل مناشتراه : عند قوله ¶ القسم في الحقيقة، لأنك إنما حلفت على فعلك لا على فعل غيرك، كقولك: والله لئن ¶ جئتني لأكرمنك ¶ وهذا الذي اعتلبه فاسد جدا ضعي ف،وذلك أنه لو قال: والله لئن جئتني ¶ 1) الجندب: الذكر من الجراد) ¶ 2) التتفل: الثعلب، وقيل: جروه) ¶ 3) لم يأت من الأبنية الأصلية في الرباعي على(ف علل) خلافا للأخفشولا على (ف علل)) ¶ 4) هو أبو اسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، المعروف بالزجاج، المتوفى سنة 311 ه) ¶ 5) المقصود ذا الكتاب هو: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، طبع منه جزءان بتحقيق الدكتور ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ عبد الجليل شلبي- منشورات المكتبة العصرية بيروت- صيدا ¶ 82 المسائل المشكلة ¶ ليقومن عمرو، لكان الذي يعتمد عليه القسم اللام الثانية، مع أن الحالف لم يحلف ¶ على فعل نفسه، وإنما حلف على فعل غيرهفهذا عندي بين الفساد، ولكن مما يدل ¶ على أنالاعتماد على اللام الثانية، أو ما يقوم مقامها مما يتلقى به القسم، قول كثير: ¶ ( لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذا لا أقيلها( 1 ¶ فلو كان الاعتماد على اللام في (لئن) دون (لا) لوجب أن ينجزم الفعل بعد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (لا) بالجزاء، فلما ارتفع الفعل الذي هو قوله: لا أقيلها، علمت أن معتمد اليمين إنما ¶ هو اللام الثانية، في نحو هذا، أو ما أشبه اللام، فمن هذا نعلم أنالاعتماد على الثانية ¶ ( لا من حيث ذكر( 2 ¶ 33 - مسألة ¶ الدليل عندي أنلام الابتداء كوا للابتداء أع م من كوا للقسم دخولها في: ¶ لعمرك لأفعلنألا تراها في هذا الموضع للابتداء مجردا من معنى القسم، لأن القسم لا ¶ يجوز تقديره ها هنا، لامتناع دخول القسم على القسم، لأن القسم لا يقسم عليه، ¶
سألنا سائ ل عن قولهم: مليمن النهار( 3)، مما أخذ مليء؟
فقلت: الملا: المتسع من الأرض، والملاوة من الدهر: الطويل من الزمن، ومنه
محمد: 25 ]، أمهلهم وأوسع لهم في ] وأ ملي ل ه م : تمليت حبيبا، وقوله تعالى
المدة، فكان الملي كالمتسعواللام من (ملي) ياء منقلبة عن الواو
35 - مسألة
وين زل من ال سماءمن جبالفي ها من : ذكر أبو الحسن قول الله تعالى
النور: 43 ]، فقال: هو فيما يفسر ينزل من السماء جبالا، فيها برد] ب رد
وقال بعضهم: ينزل من السماء من جبال فيها من برد، أي: في السماء
1) ديوان كثير 305 )
2) يقصد أبا اسحاق الزجاج)
3) مضى ملي من النهار، أي: ساعة طويلة)
المسائل المشكلة 83
(/)إنما تذكر ليحقق به أمر غير القسم ¶ سألنا سائ ل عن قولهم: مليمن النهار( 3)، مما أخذ مليء؟ ¶ فقلت: الملا: المتسع من الأرض، والملاوة من الدهر: الطويل من الزمن، ومنه ¶ محمد: 25 ]، أمهلهم وأوسع لهم في ] وأ ملي ل ه م : تمليت حبيبا، وقوله تعالى ¶ المدة، فكان الملي كالمتسعواللام من (ملي) ياء منقلبة عن الواو ¶ 35 - مسألة ¶ وين زل من ال سماءمن جبالفي ها من : ذكر أبو الحسن قول الله تعالى ¶ النور: 43 ]، فقال: هو فيما يفسر ينزل من السماء جبالا، فيها برد] ب رد ¶ وقال بعضهم: ينزل من السماء من جبال فيها من برد، أي: في السماء ¶ 1) ديوان كثير 305 ) ¶ 2) يقصد أبا اسحاق الزجاج) ¶ 3) مضى ملي من النهار، أي: ساعة طويلة) ¶ المسائل المشكلة 83 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ جبال من برد، يريد: أن يجعل الجبال من بردفي السماء، ويجعل الإنزال منها ¶ وين زل : قلت أنا في هذه الآية قبل أن أعرف هذا القول لأبي الحسن: قوله ¶ المعنى: وينزل من السماء جبالا فيها برد،من ال سماءمن جبالفي ها من ب رد ¶ فموضع (من) الأولى نص ب على أنه ظر ف، والثانية نص ب على أنه في موضع ¶ المفعول به، و(فيها) صفة للجبال، و(من) الثالثة للتبيين، كأنه يبين من أي شيء هذا المكثر، ¶ كما تقول: عنده جبال من المال، فيكثر ما عنده منه، ثم تب ين المكثر بقولك : من المال ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ويحتمل أن يكون موضع (من) في قوله: (من جبال) نصبا على الظرف، على أنه ¶ نصبا كأنه: ينزل من السماء من من برد: منزل منه، ويكون موضع (م ن) في قوله ¶ جبال فيها بردا، ويكون (الجبال) على هذا التأويل تعظيما لما ينزل منه من السحاب ¶ نصبا، على أنه مفعول من جبال: ويحتمل أن يكون موضع (م ن) في قوله ¶ به، كأنه في التقدير: وينزل من السماء جبالا فيها برد، ويكون الجبال على هذا ¶ تعظيما وتكثيرا لما ينز ل من السماء من البرد والمطر، ويكون (من برد) رفع الموضع ¶
لصيرورة موضع قوله: (من برد) رفعا به
وقد جعلنا (م ن) في بعض هذه التأويلات زائدة في الإيجاب، وذلك مذهب أبي
الحسن الأخفش والكسائيوحكى أبو الحسن أم يقولون: قد كان من مطر، وكان من
حديث، يريدون: كان مطر، وكان حدي ث، ولم يجز سيبويه هذا، فقال: ولا يفعلون هذا
وليس ، كفى بالله: ب(من) في الواجب، يريد أن (من) لا تزاد كما زيدت الباء في
،[ المائدة: 4 ] فكلوا مما أمسك ن عليك م : يزيدوحمل أبو الحسن على هذا قوله تعالى
وإذا ثبتت رواية ثقة مما يدفعه قيا س لزم قبوله واستعماله، ولم يجب دفعهوجعل أبو
(/)بالظرف في قول سيبويه والأخفش، ولا يكون فيها ضمير مرفوع للموصوف، ¶ لصيرورة موضع قوله: (من برد) رفعا به ¶ وقد جعلنا (م ن) في بعض هذه التأويلات زائدة في الإيجاب، وذلك مذهب أبي ¶ الحسن الأخفش والكسائيوحكى أبو الحسن أم يقولون: قد كان من مطر، وكان من ¶ حديث، يريدون: كان مطر، وكان حدي ث، ولم يجز سيبويه هذا، فقال: ولا يفعلون هذا ¶ وليس ، كفى بالله: ب(من) في الواجب، يريد أن (من) لا تزاد كما زيدت الباء في ¶ ،[ المائدة: 4 ] فكلوا مما أمسك ن عليك م : يزيدوحمل أبو الحسن على هذا قوله تعالى ¶ وإذا ثبتت رواية ثقة مما يدفعه قيا س لزم قبوله واستعماله، ولم يجب دفعهوجعل أبو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الحسن (من) زائدة في التأويل الأول الذي ذكره في الآية ¶ فأما أنا فجعلت (من) الثانية في الآية في التأويل الأول زائدة منصوبة الموضع ¶ على أنه مفعول به، والثالثة للتبيين، وجعلت الثانية في التأويل الثاني نصبا على ¶ الظرف، والثالثة زائدة في موضع نصب المفعول به، وجعلت (من) الثانية في التأويل ¶ الثالث زائدة نصبا على المفعول، والثالثة أيضا زائدة رفعا على أنه مرتفع بالظرف، ¶ وجعلت (من) الأولى في الآية في التأويلات الثلاثة نصبا على الظرف ¶ 84 المسائل المشكلة ¶ فأما أبو الحسن فجعل (من) الثانية، والثالثة، في الآية في التأويل الأول زائدةفأما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ موضعها من الإعراب، فالأول نص ب على أنه مفعول به، وهي الثانية من الآية، وموضع ¶ (من) الثالثة في الآية رف ع بالظرف، وهذا هو التأويل الثالث الذي ذكرناه نحن ¶ وأما القول الثاني الذي ذكره أبو الحسن في الآية ف(من) الثانية في الآية نص ب ¶ بالظرفوالثالثة بالتبيين من الجبال، وكأنه على هذا التأويل ذكر الموضع الذي ينز ل ¶ منه، ولم يذكر المننرل للدلالة عليه، ولا أدري ما صحة هذا الوجه الذي ذكره أبو ¶ الحسن عن بعضهم في التأويل ¶ 36 - مسألة ¶
النساء: 90 ]فزعم أن المعنى: أوجاؤكم قوم حصرت صدورهم، ف حذف ] صدور هم
قوم،وأقيم الوصف مقام الموصوف
وأجاز جاءني زيد قام، أي: رجلا قام
وقوله في هذا عندي جي د، وله نظائر كثيرة في التنزيل والشعر، منه قوله
الروم: 24 ]، أي: آية يريكموها البرق ومنه قول ]ومن آيات ه يريكم البرق : تعالى
الشاعر:
( وما الده ر إلاتارتان فمنهما أمو ت وأ خرى أبتغي العيش أكد ح( 2
ومنه قول الآخر:
( جادت بكفي كان من أرمي البشر( 3
أي: رجل كان
37 - مسألة
(/)أ و جاءوك م حصرت: ذكر أبو الحسن في كتابه (الكبير)( 1) قول الله عز وجل ¶ النساء: 90 ]فزعم أن المعنى: أ و جاؤكم قوم حصرت صدورهم، ف حذف ] صدور هم ¶ قوم،و أقيم الوصف مقام الموصوف ¶ وأجاز جاءني زيد قام، أي: رجلا قام ¶ وقوله في هذا عندي جي د، وله نظائر كثيرة في التنزيل والشعر، منه قوله ¶ الروم: 24 ]، أي: آية يريكموها البرق ومنه قول ]ومن آيات ه يريكم البرق : تعالى ¶ الشاعر: ¶ ( وما الده ر إلاتارتان فمنهما أمو ت وأ خرى أبتغي العيش أكد ح( 2 ¶ ومنه قول الآخر: ¶ ( جادت بكفي كان من أرمي البشر( 3 ¶ أي: رجل كان ¶ 37 - مسألة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ طه: 124 ]،ووزنه ] معيشةسألنا بعض م ن ينظر في العربية من القراء عن ¶ 1) وهو كتابه (المسائل الكبير)) ¶ 2) البيت لابن مقبل) ¶ 139/ 5 ) هذا الرجز موجود في النقضب 2 ) ¶ المسائل المشكلة 85 ¶ وجمعه، وهل يجوز إبدال الهمزة في عينه إذا جمع ¶ فقلت: العين من (معيشة) ياء، حر ف من حروف العلة ¶ ووزن (معيشة) عند الخليل وسيبويه يصلح أن يكون: (مفعلة)، وأن يكون: ¶ (مفعلة) فأما وزم لها بمفعلةفجل ي ب ين، وكان أصله: (معيشة)، فحذفت الضمة ¶ وأسكن ت، وكسر ما قبلها لمكاا، وكذلك (م فعلة) نقلت الكسرة من الياء إلى ما قبلها ¶ هذا باب وجوه (ما) ¶ اعلم أن(ما) كلمة استعملت على وجهين: اسما، وحرفا، وأنا ذاكر وجوه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تصرفها في كلنوع، وجام ع لهاونبدأ بذكر المواضع التي تكون فيها اسما، وهي ¶ أربعة مواضع؛ أح دها: أنتكون موصولة معرفة بمنزلة (الذي)والآخر: أن تكون ¶ منكورة غير موصولةوالثالث: أن تكون استفهاماوالرابع: أن تكون جزاء ¶ فالأول منها: أن تكون بمعنى (الذي)، فتوصل بما يوصل به (الذي) وتلزمها ¶ الصلة كما تلزمه ¶ وقد تأملت هذه الأسماء المبهمة الموصولة أعني: (الذي)، و (م ن)، و (ما)، ¶
للضمير العائد من الصلة إليه للفظ، وما أشبه العائد، مما تعرف به الكثرة من الأفراد
كما تعرف من الصلة، وتجمع تارة
ويعبدون من الله ما لا يملك : فم ما جاء وقد جمع العائد فيه وأفرد قوله تعالى
ف جمعيستطيعون : النحل: 73 ]، ثم قال ] لهم رزقا من ال سموات والأرض شيئا
ويعب دون من دوناللهمالا : ومما جاء أيضا منه في التنزيل، والمراد به الكثرة قوله
(/)فوجدت جميع ذلك يقع على الكثرة والجماعة، إن كان لفظها واحدا، فتفرد تارة ¶ للضمير العائد من الصلة إليه للفظ، وما أشبه العائد، مما تعرف به الكثرة من الأفراد ¶ كما تعرف من الصلة، وتجمع تارة ¶ ويعبدون من الله ما لا يملك : فم ما جاء وقد جمع العائد فيه وأفرد قوله تعالى ¶ ف جمعيستطيعون : النحل: 73 ]، ثم قال ] لهم رزقا من ال سموات والأرض شيئا ¶ ويعب دون من دوناللهمالا : و مما جاء أيضا منه في التنزيل، والمراد به الكثرة قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ،[ يونس: 18 ] ويقولون هؤلاء شفعا ؤنا عند الله : ثم قال ،يضرهمولا ينفعهم ¶ ومن الناسمن يقول آمنا بالله: ف(ما) في الآية الأولي مثل (م ن) في قوله ¶ ألا في : التوبة: 49 ]، ثم قال ]ومن هم من يقول ائذن لي : [البقرة: 8]، وقوله ¶ التوبة: 49 ]وهذا في (م ن) خاصة كثير جدا] الفتنةسقطوا ¶ وإنما جاء ت هذه الأسماء على هذا الذي ذكرته من دلالتها مرة على الواحد ¶ ومرة على الكثرة، لإامها، وأنشيئا منها لا يختص المسمي بعينه، فهو في ذلك شبيه ¶ باسم النوع الذي يق ع للواحد من النوع، ويق ع للجماعة نحو: الرجل، و الإنسان، ¶ 86 المسائل المشكلة ¶ إنالإنسان خلق هلو عا : والدرهم، إذا أردت به الواحد أو النوع أجمع، كقوله ¶ إنالإنسان لفي خ سر إلاالذي ن : وقوله ،إلاالمصلين : [المعارج: 19 ]ثمقال ¶ العصر: 3 ،2 ] ف(الإنسان) لا يخص واحدا بعينه، كما أن(ما) و (م ن) و ] آمنوا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (الذي) لا تخ ص واحدة منها شيئا بعينه، لكنها قد تكون للكثرة وللواحد، فجاز ¶ هذا في هذه الأسماء المبهمة التي لا تختص بال دلالة واحدا بعينه، كما جاز في ( ¶ الإنسان)، ونحوه من أسماء الأنواع ¶ فيجوز في (ما) -إذا كان ت موصولة- أن تلي (نعم) و (بئ س) فيعملان فيها، ¶ وتكون فاعلتهما لإامها، وأنها اسم واح د يدل على الكثرة كما أن ( الرجل)، ¶
وقد ج وز أحد النحويين ذلك في ( الذي )، وهو عندي فيه جائزوفيما
ذكرته من (ما) أجو ز، لأنله واحدا منكو را من لفظه، فهو يشابه أسماء الأنواع
المحضة في كلشيء، إلافي الألف واللام ، فإنتلك يدخلها حرف التعريف، ولا
(/)و(الإنسان)، و ( الدرهم) كذلك ¶ وقد ج وز أحد النحويين ذلك في ( الذي )، وهو عندي فيه جائزوفيما ¶ ذكرته من (ما) أجو ز، لأنله واحدا منكو را من لفظه، فهو يشابه أسماء الأنواع ¶ المحضة في كلشيء، إلافي الألف واللام، فإنتلك يدخلها حرف التعريف، ولا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يدخل هذا الاسم، إلاأنك إذا تعديت الألف واللام في القياس ¶ فإذا اعتبرت أن(ما) اس م مفرد، كما أن(الرجل) اسم مفرد أنه قد يدل على ¶ الكثرة كما تدل أسماء الأنواع عليها، وله واح د من لفظه منكوركما أنلأسماء ¶ الأنواع آحادا من ألفاظها منكورة، جاز عندي أن تكون فاعل ( نعم) و (بئس) ¶ و أظن الجرمي أيضا قد أجاز ذلك ¶ فيجوز على هذا الذي أعلمتك جوازه عندي، أن يكون (ا شتروا) من قوله: ¶ البقرة: 90 ] صلة ل(ما) ليست بصفة أنموضع (ما) ] بئس ما ا شتروا به أنفسهم ¶ رفع ب(بئس)، كما أن(الرجل) في: نعم الرجل زيد، مرفوع ب(نعم) ¶ لا أعلم شيئا يمنع من إجازة ذلك، ويدل على جواز ذلك أن الغرض أن يكون ¶ فاعل هذا الفعل مبهما- إن لم يكن فيه ألف ولام -كون الأسماء المضافة إلى ما فيه ¶ الألف واللام فاعلة لهذا الفعل، نحو: نعم غلام الرجل، وما أشبه ذلك من المضاف ¶ إلى ما فيه الألف واللام، فإذا جاز دخولها على اسم غير (ما) لا ألف ولا لام فيه، ¶ جاز أيضا دخولها على (ما)، وكون (ما) مبنية عليه، وإن لم يكن فيها ألف ولام ¶ النساء: 58 ]: فتحتمل (ما) ] إنالله نعما يعظك مبه: فأما قوله عز وجل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المسائل المشكلة 87 ¶ عندي وجهين؛ يجوز أن تكون معرفة، ويجوز أن تكون نكرة، فإن حملته على أنه ¶ موض ع من الإعراب وإن حملته يعظكم : معرفة كان رفعا، وإن لم يكن لقوله ¶ نصبا، لكونه وصفا للاسم يعظكم على أنه نكرة كانت منصوبة، وموضع ¶ الموصوفوعلى أ ي الوجهين حملت (ما)، فلا ب د من معرفةمرادةفي المعنى محذوفة ¶
ألا تري: أنك لو قلت : نعم رجلا، أو: نعم الرجل، لكنت مريدا مع ذلك
(/)من اللفظ يختص به المدح الشائع ¶ ألا تري: أنك لو قلت: نعم رجلا، أو: نعم الرجل، لكنت مريدا مع ذلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ممدوحا مخصوصا حذفته لجريذكره وتقدمه، أو لدلالة حال أخرى عليه ¶ والمضمر في الآية المراد هو -والله أعلم-: موعظته، أو قوله، أو أمره، لأن ¶ أي: نعم الذي يعظك م به إنالله نعما يعظكم : الموعظة قد تكون ما، فالتقدير ¶ موعظته، أو نعم شيئا يعظكم به موعظته، فحذفت الموعظة أو غيرها للدلالة عليه، ¶ للدلالة عليه نعم العبد : كما حذف نعم المخصوص بعد قوله ¶ وذكر أبو الحسن هذه الآية في كتابه: ( في القرآن) فقال فيها بعد أن تلاها: ¶ صلة ل(ما) يعظكم به(ما) ها هنا اسم، وليست لها صلة، لأنك إن جعلت ¶ صار كقولك: إن الله نعم الشيء، أو نعم شيئا، فهذا ليس بكلام، ولك ن تجعل (ما) ¶ اسما وحدها، كما تقول: غسلته غسلا نع ما، تريد: نع م غسلا ¶ والقول فيها عندي ما قدمته من إرادة الممدوح المخصوص ألا ترى أن(ما) ¶ لا تخلو من أن تكون معرفة، أو نكرةفلو جعلته نكرة، وجعلت (يعظكم به) غير ¶ متصلة، لاحتجت إلى تبيين الممدوح، كما يلزم تبينه إذا قدرا نكرة، ويلزم تبيين ¶ (الغسل) أيضا في ذلك غسلا، كما يلزم تبينه في قولهم: نعم الغسل، فالقول فيه ¶ عندي على ما تقدم ¶ التي تكون إن الله نعما يعظكم به: ولا يجوز عندي أن تكون (ما) في قوله ¶ مع الفعل بمعنى المصدر، وتكون فاعلة (نعم)، لأن تلك حرف بمنزلة (أن) مع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الفعل، فهو اسم مختص، كما أن(أن) مع صلته اسم مختص، ويدل على ذلك في ¶ الفصل الذي تض منه ذكرها وحكمها ¶ فإن قلت: فهل يجوز أن تكون مع صلتها بعد (نعم) في الآية التي هي مع الفعل ¶ بمنزلة المصدر على أن لا تكون اسم (نعم) و فاعلها، ولكن تكون المخصوص ¶ 88 المسائل المشكلة ¶ بالمدح، فيكون التقدير: إن الله نعم الشيء وعظه لكم ¶ (/) ¶
ذكرت من أن تلك حرف غير اسم، وليس ¶ يجوز أن تكون (ما) حرفا، لما يرجع إليه من قوله: (به)، فهي في الآية على الوجهين ¶ اللذين ق دمناهم لا غير( 1)فهذا كون (ما) بصلتها شائعة ومخصوصة ك(الذي) ¶ فأما كوا منكورة، فعلى ضربين؛ أحدهما: أن تكون غير موصوفةوالآخر: ¶ ( أن تكون موصوفةفم ما جاء فيه غير موصوفةالتعجب، نحو: ما أحسن زيدا (2 ¶ والدليل على أا غير موصوفة أنما بعدها لا يخلو من أن يكون صفة، ¶ أوصلة، أو خبرا، فلو كان صفة أو صلة، لاحتاج الاسم المبتدأ إلى خبر؛ إذ الوصف ¶ مع الموصوف لا يكون كلاما تاما، كما أنالصلة مع الموصول لا يكون كلاما تاما ¶ والخبر ينبغي أن يكون مضمرا إذ ليس بمظهر، وذلك المضمر لا يخلو من أن يكون ¶ شيئا متصلا به من فعل يفعله، أو أمر ينسب إليه أو غيرهفإذا قصد به شيء أو خص به ¶ أمر، فسد بذلك معنى التعجب، لتعينه واختصاصه وزوال الإام عنه، ومتى صار كذلك، ¶ فق د بعد أن يكون تعجبا، فإذا لم يج ز أن الخ بر مضمرا، أولم تك ن (ما) صلة ولا صفة، ثبت ¶ أن(ما) اس م منكور غير موصوف في هذا الباب، كما ذكرناه ¶ فأما الفصل بالظرف بين الاسم المنصوب في التعجب بفعله وبين فعله، فليس ¶ لسيبويه فيه نص ¶ وذكر أبو العباس( 3) وغيره أنالفصل بالظرف فيه غير جائز، وقد أجازه ¶ بعضهم ولا أرى القياس إلامجيزا له، لأنالفصل قد جاء في باب (ن عم) و(بئس)، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الكهف: 50 ]فإذا جاز الفصل في هذا، كان ] بئ س للظالمين ب دلا : كقوله تعالى ¶ في التع جب أجوز، لأنه أش د تصرفا في معموله من (نعم)ألا ترى: أنه يعمل في ¶ المعرفة، والنكرة، والمضمر والمظهر، ومعمول (ن عم) على ضرب واحد، إنما هو اس م ¶ 1) وهو كون (ما) معرفة ونكرة) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
الأخفش )
أن (ما) بمعنى الذيوأحسن زيدا صلتهاوالخبر محذوف
3) قال أبو العباس المبرد: ولو قلت: ما أحسن عندك زيدا، وما أجمل اليوم عبد الله، لم يجز)
المسائل المشكلة 89
منكور( 1)، فهو لذلك أشبه ب(عشرين) وما يبعد من مشاة الفعل، فإذا جاز في
(نعم) كان في التعجب أجوز
فأما الفصل بين (ما) وفعل التعجب، فلم يجزه أحد، ولا يجوز، لأنما يفصل
به لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون متصلا بالفعل، أو متصلا ب(ما)، فلا يجوز
أن ما يفصل بما يكون متعلقا بالفعل، لأنالفعل غير متصرففإذا لم يتصرف لم
يتصر ف معموله، فيجوز تقدمه عليه
فإن قلت: فهلاجاز الفصل بالظرف المتعلق بالفعل، إن كان لا يتصرف، كما
جاز تقديم مفعول (ليس) وإن كان غير متصرف ؟
فالقول: إن(ليس) قد حكى أبو العباس فيما أخذناه عن أبي بكر عنه: أن
جماعة البصريين يجيزون تق دمه( 2)، فقال: من رأيه أنتقديم مفعوله غير جائز عنده،
وهذا الذي ذهب إليه أبو العباس هو القياس في (ليس)
فإن قلت: فهل يجوز الفصل هنا في قول من ق دم مفعول (ليس)؟
فذلك لا يجوز من جهة أنالكلام هنا لزم نظما قام فيه مقام الحرف، فلا
يسوغ من أجل ذلك أن يزال عن نظمه وقصده، فيزول بذلك ما قصد به ووضع له
فإن قلت: فهلاامتنع الفصل بين المفعول والفعل، لهذا الذي ذكرته، كما امتنع
بين المبتدأ وخبره؟
فالجواب: إنهذا احت ج به من لم يجزالفصل بينهما، فيسوي بين الموضعين
(/)2) (ما): اسم تام مبتدأوأحسن: خبره، وفيه ضمير الفاعلوزيد مفعول بهوعند الأخفش ) ¶ أن (ما) بمعنى الذيوأحسن زيدا صلتهاوالخبر محذوف ¶ 3) قال أبو العباس المبرد: ولو قلت: ما أحسن عندك زيدا، وما أجمل اليوم عبد الله، لم يجز) ¶ المسائل المشكلة 89 ¶ منكور( 1)، فهو لذلك أ شبه ب(عشرين) وما يبعد من مشاة الفعل، فإذا جاز في ¶ (نعم) كان في التعجب أجوز ¶ فأما الفصل بين (ما) وفعل التعجب، فلم يجزه أحد، ولا يجوز، لأنما يفصل ¶ به لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون متصلا بالفعل، أو متصلا ب(ما)، فلا يجوز ¶ أن ما يفصل بما يكون متعلقا بالفعل، لأنالفعل غير متصرففإذا لم يتصرف لم ¶ يتصر ف معموله، فيجوز تقدمه عليه ¶ فإن قلت: فهلاجاز الفصل بالظرف المتعلق بالفعل، إن كان لا يتصرف، كما ¶ جاز تقديم مفعول (ليس) وإن كان غير متصرف ؟ ¶ فالقول: إن(ليس) قد حكى أبو العباس فيما أخذناه عن أبي بكر عنه: أن ¶ جماعة البصريين يجيزون تق دمه( 2)، فقال: من رأيه أنتقديم مفعوله غير جائز عنده، ¶ وهذا الذي ذهب إليه أبو العباس هو القياس في (ليس) ¶ فإن قلت: فهل يجوز الفصل هنا في قول من ق دم مفعول (ليس)؟ ¶ فذلك لا يجوز من جهة أنالكلام هنا لزم نظما قام فيه مقام الحرف، فلا ¶ يسوغ من أجل ذلك أن يزال عن نظمه وقصده، فيزول بذلك ما قصد به ووضع له ¶ فإن قلت: فهلاامتنع الفصل بين المفعول والفعل، لهذا الذي ذكرته، كما امتنع ¶ بين المبتدأ وخبره؟ ¶ فالجواب: إنهذا احت ج به من لم يجزالفصل بينهما، فيسوي بين الموضعين ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والفصل بينهما عندي: أن المبتدأ أشد اتصالا بالخبر من المفعول بالفعل، كما أن ¶ الفعل أشد اتصالا بالفاعل منه بالمفعول، فلا يجوز الفصل بين (ما) والفعل الذي في ¶ موضع الخبر عندناوإن أجزت الفصل بين المفعول والفعل في: ما أحسن في الدار ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
فالمحافظة
1) المنكور: الاسم المحلى بأل الجنسية الذي يأتي فاعلا لنعم، وبئس)
2) أجاز البصريون تقديم خبر ليس عليها نفسها مثل: قائما ليس زيد، واستدلوا بقوله تعالى: )
وأنكر ذلك المبردوأجازوا جميعا ومعهم أبو ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم
العباس تقديم اسمها على خبرها
90 المسائل المشكلة
عليها والامتناع من إجازة الفصل بينهما أشد من الامتناع من الفصل بين المفعول
والفعل، فلا يجوز أن يفصل بين (ما) و(أحسن) بشيءمتعلق بالفعل
ولا يجوز أن يفصل بينهما بشيء متصل ب(ما)، لأنه لا يخلو من أن يكون
اتصاله به علي جهة الصفة أو الصلة، ولا يجوز اتصال شيء منهما ا، لما يحدث به
من التخصيص، والتخصيص غير جائز في هذا الموضع، لأنالقصد خلافه، والغرض
عكسه ، فإذا لم يخل الفصل من أحد هذين الوجهين، ولم يج ز بواحد من الأمرين،
ثبت أنالفصل بين (ما) وخبره في هذا الباب غير سائغ
إن تبدوا ال ص دقاتفنعما هي : ومما جاء ت (ما) فيه موصوفة قوله تعالى
[ البقرة: 271 ]
الدليل على أا منكورة غير موصوفة: أنصفتها لا تخلو من أن تكون مفردا،
أو جملة، وإذا كان مفردا، وجب أن يكون نكرة لإام الموصوف، وليس ما بعده
نكرة ولا جملة، فيكون وصفا، فقد ثبت أنها غير موصوفة وأنها منكورة، فإذا كانت
منكورة فوجب أن تكون منصوبة الموضع، وتقديرها عندي: إن تبدوا الصدقات
فالصدقات ن عم شيئا، أي: ن عم الشيء شيئا إبداؤها، فحذف الإبداء، وأقيم الضمير
المضاف إليه مقامه للدلالة عليه
(/)زيدا، والجملة التي هي: ما أحسن، وإن كان ت مقتضية لذكر المتعجب منه، فالمحافظة ¶ 1) المنكور: الاسم المحلى بأل الجنسية الذي يأتي فاعلا لنعم، وبئس) ¶ 2) أجاز البصريون تقديم خبر ليس عليها نفسها مثل: قائما ليس زيد، واستدلوا بقوله تعالى: ) ¶ و أنكر ذلك المبردوأجازوا جميعا ومعهم أبو ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم ¶ العباس تقديم اسمها على خبرها ¶ 90 المسائل المشكلة ¶ عليها والامتناع من إجازة الفصل بينهما أشد من الامتناع من الفصل بين المفعول ¶ والفعل، فلا يجوز أن يفصل بين (ما) و (أحسن) بشيءمتعلق بالفعل ¶ ولا يجوز أن يفصل بينهما بشيء متصل ب(ما)، لأنه لا يخلو من أن يكون ¶ اتصاله به علي جهة الصفة أو الصلة، ولا يجوز اتصال شيء منهما ا، لما يحدث به ¶ من التخصيص، والتخصيص غير جائز في هذا الموضع، لأنالقصد خلافه، والغرض ¶ عكسه، فإذا لم يخل الفصل من أحد هذين الوجهين، ولم يج ز بواحد من الأمرين، ¶ ثبت أنالفصل بين (ما) وخبره في هذا الباب غير سائغ ¶ إن تبدوا ال ص دقاتفنعما هي : و مما جاء ت (ما) فيه موصوفة قوله تعالى ¶ [ البقرة: 271 ] ¶ الدليل على أا منكورة غير موصوفة: أنصفتها لا تخلو من أن تكون مفردا، ¶ أو جملة، وإذا كان مفردا، وجب أن يكون نكرة لإام الموصوف، وليس ما بعده ¶ نكرة ولا جملة، فيكون وصفا، فقد ثبت أنها غير موصوفة وأنها منكورة، فإذا كانت ¶ منكورة فوجب أن تكون منصوبة الموضع، وتقديرها عندي: إن تبدوا الصدقات ¶ فالصدقات ن عم شيئا، أي: ن عم الشيء شيئا إبداؤها، فحذف الإبداء، وأقيم الضمير ¶ المضاف إليه مقامه للدلالة عليه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والدليل على ما ذكرت من حذف المضافأنه لا يخلو من أن يكون (هي) ¶ ضمير (الصدقات)، وقد حذف الإبداء قبلها، أو ضميره، ولم يحذف قبله المضاف، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلو لم تق در حذف المضاف لكان على المعنى: إن تبدوا ال صدقات فنعم شيئا ¶
إنما هو علي أنإبداءها وإظهارها محمود وممدو ح، وإخفاءها وإيتاءها الفقراء خير
فموضع (هي) رف ع، لما يرتف ع عليه هن د، من قولك: ن عم المرأة هندولا تكون
(ما) في هذه الآية إلاتفسيرا لفاعل (ن عم)، كما أن(رجلا) ونحوه من الأسماء
المنكورة المنصوبة -بعد هذا الفعل وما أشبهه- تفس ير لفاعلها وتبي ينفهذا مما جاء
فيه (ما) منكورة غير موصوفة
البقرة: 26 ]، فقد ] مثلا ما بعوضة : ومما جاء فيه (ما) منكورة موصوفة قوله
وصفا له، وهذا الذي قاله عندي جائز، بعوضة أجاز مجي ز أن تكون (ما) نكرة، والمسائل المشكلة 91
لما أريتك في الآية من كون (ما) مفردا غير موصوفة، فإما وصفه له باسم النوع فجي د،
لأن(ما) هذه اسم عام قري ب في الإام والعموم من (ذا)، وحكم هذه الأسماء إذا
كانت على هذا الإام أن يبين بأسماء الأنواع، لمشاركته (ذا) ونحوه في الإام
وإنما وصفت الأسماء المبهمة بأسماء الأنواع نحو: الرجل، والفرس، وما أشبه
ذلك دون الصفات المحمولة على موصوفاا، لأنها أسماء يشار ا إلى كلشيء، ولا
يخص نوعا من نوع الإشارة، فل ما كان كذلك وجب أن يبين أولا بأسماء الأنواع ثم
بالصفات، لأنذلك أبين لها، ألا ترى:أنك لو وصفتها بالصفات دون أسماء الأنواع،
لأد ت إلى الالتباس في كثير من أمرها، وذلك نحو : هذا الطويل في الدار، و(الطويل)
يقع على الرجلوالفرسوالرمح، وغير ذلك، فإذا قدم اسم النوع كان أبين لها،
فلهذا وصفت ذه الأسماء
وقد توصف هذه الأسماء المبهمة بالأوصاف دون أسماء الأنواع، وذلك على
(/)ال صدقات، فكان المدح واقعا على (ال صدقات)، وليس المعنى على مدح ال صدقات، ¶ إنما هو علي أنإبداءها و إظهارها محمود وممدو ح، وإخفاءها وإيتاءها الفقراء خير ¶ فموضع (هي) رف ع، لما يرتف ع عليه هن د، من قولك: ن عم المرأة هندولا تكون ¶ (ما) في هذه الآية إلاتفسيرا لفاعل (ن عم)، كما أن(رجلا) ونحوه من الأسماء ¶ المنكورة المنصوبة -بعد هذا الفعل وما أشبهه- تفس ير لفاعلها وتبي ينفهذا مما جاء ¶ فيه (ما) منكورة غير موصوفة ¶ البقرة: 26 ]، فقد ] مثلا ما بعوضة : و مما جاء فيه (ما) منكورة موصوفة قوله ¶ وصفا له، وهذا الذي قاله عندي جائز، بعوضة أجاز مجي ز أن تكون (ما) نكرة، و ¶ المسائل المشكلة 91 ¶ لما أريتك في الآية من كون (ما) مفردا غير موصوفة، فإما وصفه له باسم النوع فجي د، ¶ لأن(ما) هذه اسم عام قري ب في الإام والعموم من (ذا)، وحكم هذه الأسماء إذا ¶ كانت على هذا الإام أن يبين بأسماء الأنواع، لمشاركته (ذا) ونحوه في الإام ¶ وإنما وصفت الأسماء المبهمة بأسماء الأنواع نحو: الرجل، والفرس، وما أشبه ¶ ذلك دون الصفات المحمولة على موصوفاا، لأنها أسماء يشار ا إلى كلشيء، ولا ¶ يخص نوعا من نوع الإشارة، فل ما كان كذلك وجب أن يبين أولا بأسماء الأنواع ثم ¶ بالصفات، لأنذلك أبين لها، ألا ترى:أنك لو وصفتها بالصفات دون أسماء الأنواع، ¶ لأد ت إلى الالتباس في كثير من أمرها، وذلك نحو: هذا الطويل في الدار، و (الطويل) ¶ يقع على الرجلوالفرسوالرمح، وغير ذلك، فإذا قدم اسم النوع كان أبين لها، ¶ فلهذا وصفت ذه الأسماء ¶ وقد توصف هذه الأسماء المبهمة بالأوصاف دون أسماء الأنواع، وذلك على ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إقامة الصفة مقام الموصوف، كما تقام مقامه في غير ذا، وكلما كانت الصفة أخص ¶ كان ت إقامته مقام الموصوف في هذا الباب أحسن ¶
صفة ليس بصلة، تقديره: إنالله لا ف وق ها عندي أن تكون نكرة أيضا، ويكون
يستحي أن يضرب مثلا أشبه بعوضة فشيئا فوقها، وهو أشبه في المعنى، لأن(ما) في
ليس بشيء مقصود بعينه، فالتنكير فيه عندي لذلك أشبه،ف ما ف وق ها : قوله
فإن قلت: بم أعرف ما يقع بعد (ما) المنكورة إذا كان ت جملة، أو ما يقوم
مقامها، وكانت صفة مما يقع بعد المختصة من الجمل صلة ؟
فالفصل بين الصلة والصفة، أنالصلة لا تكون إلاجملة، والصفة قد تكون
اسما مفردا، فإذا وقعت الجملة صفة للنكرة، فإنما تقع من حيث توصف النكرات
بالجمل، نحو: هذا رج ل ضربنا
والفصل بين الجمل التي تكون صلة ل(ما) وبين الجملة التي تكون صفة لها،
أن الجملة التي تكون صفة، لها موض ع من الإعراب بحسب إعراب موصوفها،
والجملة التي تكون صلة لا موضع لها من الإعراب
في الآية: فنص ب، لكونه وصفا ل(ما) المعطوفة بالفاء ف وق ها فأما موضع
92 المسائل المشكلة
علي (ما) الأولى التي هي في موضع المفعول الثاني من ( يضرب)، أو على (بعوضة)،
التي هي المفعول الثاني فيم ن ق در (ما) زائدةوالوجه في (ما) الثانية أن تكون منصوبة
منكورة، لما تق دم
وذكر سيبويه (ما) في هذا الوجه؛ أعني في التنكير، فحكى كوا نكرة عن الخليل،
وذكر فيه أنالصفة لازمة له، وشبهه ب (يا أيها الرجل)، وبقولهم: الج ماء الغفير
والقول فيه عندي ما ق دمته من كوا على ضربين: موصوفة، وغير موصوفة،
وقد تقدم ذكرنا للدلالة علي ذلك
وقد ذكره سيبويه أيضا في موضع آخر غير موصوفة، فقال: إني مما أفعل ذاك،
(/)البقرة: 26 ]،فيجوز فيها ] ف ما ف وق ها : فأما (ما) الثانية أعني التي في قوله ¶ صفة ليس بصلة، تقديره: إنالله لا ف وق ها عندي أن تكون نكرة أيضا، ويكون ¶ يستحي أن يضرب مثلا أشبه بعوضة فشيئا فوقها، وهو أشبه في المعنى، لأن(ما) في ¶ ليس بشيء مقصود بعينه، فالتنكير فيه عندي لذلك أشبه،ف ما ف وق ها : قوله ¶ فإن قلت: بم أعرف ما يقع بعد (ما) المنكورة إذا كان ت جملة، أو ما يقوم ¶ مقامها، وكانت صفة مما يقع بعد المختصة من الجمل صلة ؟ ¶ فالفصل بين الصلة والصفة، أنالصلة لا تكون إلاجملة، والصفة قد تكون ¶ اسما مفردا، فإذا وقعت الجملة صفة للنكرة، فإنما تقع من حيث توصف النكرات ¶ بالجمل، نحو: هذا رج ل ضربنا ¶ والفصل بين الجمل التي تكون صلة ل(ما) وبين الجملة التي تكون صفة لها، ¶ أن الجملة التي تكون صفة، لها موض ع من الإعراب بحسب إعراب موصوفها، ¶ والجملة التي تكون صلة لا موضع لها من الإعراب ¶ في الآية: فنص ب، لكونه وصفا ل(ما) المعطوفة بالفاء ف وق ها فأما موضع ¶ 92 المسائل المشكلة ¶ علي (ما) الأولى التي هي في موضع المفعول الثاني من ( يضرب)، أو على (بعوضة)، ¶ التي هي المفعول الثاني فيم ن ق در (ما) زائدةوالوجه في (ما) الثانية أن تكون منصوبة ¶ منكورة، لما تق دم ¶ وذكر سيبويه (ما) في هذا الوجه؛ أعني في التنكير، فحكى كوا نكرة عن الخليل، ¶ وذكر فيه أنالصفة لازمة له، وشبهه ب (يا أيها الرجل)، وبقولهم: الج ماء الغفير ¶ والقول فيه عندي ما ق دمته من كوا على ضربين: موصوفة، وغير موصوفة، ¶ وقد تقدم ذكرنا للدلالة علي ذلك ¶ وقد ذكره سيبويه أيضا في موضع آخر غير موصوفة، فقال: إني مما أفعل ذاك، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كأنه قال: إني من الأمر أو من الشأن أن أفعل ذاك، فوقع ت (ما) في هذا الموضع ¶ هذا ما : كما تقول العرب: بئسما له، يريدون بئس الشيء، وحمل (ما) في قوله ¶
هود: 72 ]وأنشد في كون (ما) نكرة: ] وهذا ب علي شي خا
( ربما تكره النفو س من الأم رله فرجةكحلالعقال( 1
ف(ما) نكرة عندي كما قال، والتقدير: ر ب شيءتكرهه، فحذفت الهاء من
الصفة، كما تحذف من الصلةويبعد أن تكون (ما) كافة لقوله: له فرجة، وأن هذا
الضمير عائد إليه، وموضعه جر لكونه وصفا ل(ما) ارور ب( رب)فهذا مما جاء
فيه (ما) منكورة موصوفة
ومن المواضع التي استعملت هذه الكلمة فيه اسما لاستفهام، وهي فيه غير
موصوفة، ولا موصولة، وهي سؤال عن ذات غير الأناسي وغيرهم من المميزين،
وعن صفات الأناسي وسائر أهل التمييز، وتقع أيضا سؤالا عن أشخاص الإنسان
على ما تذكره بعديقول القائل: ما عندك ؟ مستفهما، فجوابه أن تخبر بما شئت
من غير الأسماء المخت صة للأناس ي، نحو: زي د، وعمر و، ويجوز أن تقول في جواب: ما
عندك؟: رجل ،فتجيب باسم الجنس، لأنها سؤا ل عن الأجناس، ويجوز أيضا إذا
أقمت الصفة مقام الموصوف، أن تقول في جواب: (ما عندك؟): زيد
1) البيت لأمية بن أبي الصلت)
المسائل المشكلة 93
وبسط هذا: أن(ما) تقع سؤالا عن صفات غير الأناسي وسؤالا عن صفام،
وقد يقام الوصف مقام الموصوف في الخبر، في نحو: مررت بعاقل وكاتب، فكذلك
يجوز أن يقام مقامه في الاستخبار، فيقال: ما عندك، فيقام مقام الموصوف، كما أقيم
(كات ب) مقام (رجل)، فيجاب على هذا: زي د، أو عمر و، وما أشبهه من أشخاص
الأناس ي وغيرهم ممن يعقل
(/)ق: 23 ] على أنه نكرة، و (لدي) صفة لها، وعلى أن تكون معرفة مثل: ] ل د ي عتيد ¶ هود: 72 ]وأنشد في كون (ما) نكرة: ] و هذا ب علي شي خا ¶ ( ربما تكره النفو س من الأم رله فرجةكحلالعقال( 1 ¶ ف(ما) نكرة عندي كما قال، والتقدير: ر ب شيءتكرهه، فحذفت الهاء من ¶ الصفة، كما تحذف من الصلةويبعد أن تكون (ما) كافة لقوله: له فرجة، وأن هذا ¶ الضمير عائد إليه، وموضعه جر لكونه وصفا ل(ما) ارور ب( رب)فهذا مما جاء ¶ فيه (ما) منكورة موصوفة ¶ ومن المواضع التي استعملت هذه الكلمة فيه اسما لاستفهام، وهي فيه غير ¶ موصوفة، ولا موصولة، وهي سؤال عن ذات غير الأناسي وغيرهم من المميزين، ¶ وعن صفات الأناسي وسائر أهل التمييز، وتقع أيضا سؤالا عن أشخاص الإنسان ¶ على ما تذكره بعديقول القائل: ما عندك ؟ مستفهما، فجوابه أن تخبر بما شئت ¶ من غير الأسماء المخت صة للأناس ي، نحو: زي د، وعمر و، ويجوز أن تقول في جواب: ما ¶ عندك؟: رجل ،فتجيب باسم الجنس، لأنها سؤا ل عن الأجناس، ويجوز أيضا إذا ¶ أقمت الصفة مقام الموصوف، أن تقول في جواب: (ما عندك؟): زيد ¶ 1) البيت لأمية بن أبي الصلت) ¶ المسائل المشكلة 93 ¶ وبسط هذا: أن(ما) تقع سؤالا عن صفات غير الأناسي وسؤالا عن صفام، ¶ وقد يقام الوصف مقام الموصوف في الخبر، في نحو: مررت بعاقل وكاتب، فكذلك ¶ يجوز أن يقام مقامه في الاستخبار، فيقال: ما عندك، فيقام مقام الموصوف، كما أقيم ¶ (كات ب) مقام (رجل)، فيجاب على هذا: زي د، أو عمر و، وما أشبهه من أشخاص ¶ الأناس ي وغيرهم ممن يعقل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما إذا سئلت به في جوابه: رج ل، أو امرأة، فليس على إقامة الوصف مقام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الموصوف، لأن(ما) يسأل ا عن الأنواع والأشياء الدالة على أكثر من واحد، فمن ¶ حيث كان (رج ل) و (امرأة ) نوعين يعمان جماعة كثيرة، ويقع تحت كلواحد ¶
كان وقوع (زيد)، و(عمرو) في جواا اتساعا
وقد قلنا في هذا المعنى بعبارة أخري، فقلنا: (ما) يسأ ل ا عن الأنواع، وعن
وصف الأشخاص، يقال: ما عندك؟، فجوابه: رج ل، أو فر س، أو نحو ذلك من سائر
الأنواع، ويقال: ما زيد؟، فتقول: الطويل، والكاتب، ونحو هذا من الصفات، لا
يجوز في جواب: ما عندك؟، زي د، إلاعلى إقامة الصفة مقام الموصوف
وشرح ذلك أنالصفة قد قامت مقام الموصوف في الخبر، مثل: مررت
بالكاتب، والقرشي، والمراد: بالرجل الكاتب، فيقام الوصف مقامه، وكذلك يقام
الوصف مقام الموصوف في الاستخبار، كما أقمته مقامه في الخبر، فتضع (ما) وهو
استخبار عن الموصوف، كما أقمت (الكاتب ) مقام زيد، فيقال لك على هذا في
جواب: ما عندك؟، زي د، لأنك كأنك أقمت (ما) مقام (م ن)، كما أقمت الكاتب
مقام زي د، وكما أقمته مقامه في الاستخبار، كذلك يجوز أن تقيمه مقامه في الخبر
إلاعلى أزواجهمأ وما ملكت: فيجوز على هذا في قوله تعالى
المؤمنون: 6] أن تكون (ما) واقعة موقع (م ن)، فكذلك في ]أيمان هم
[ الشمس: 5 ]وال س ماءوما بناها : قوله
ويجوز أن تكون بمعنى المصدر، ليس على إقامة الصفة مقام الموصوفويقوي
الأ ول ما حكي عن أبي زيد من أنه سمع: سبحان ما ي سبح الرع د بحمده، وسبحان ما
س خرك ن لنا
94 المسائل المشكلة
وإذا وقعت استفهاما لم يعمل فيها ما قبلها من الأفعال التي تلغى وتقع حروف
(/)منها، جاز أن يقعا في جواب (ما)، فليس وقوعهما إذا جوابين ل(ما) باتساع، كما ¶ كان وقوع (زيد)، و(عمرو) في جواا اتساعا ¶ وقد قلنا في هذا المعنى بعبارة أخري، فقلنا: (ما) يسأ ل ا عن الأنواع، وعن ¶ وصف الأشخاص، يقال: ما عندك؟، فجوابه: رج ل، أو فر س، أو نحو ذلك من سائر ¶ الأنواع، ويقال: ما زيد؟، فتقول: الطويل، والكاتب، ونحو هذا من الصفات، لا ¶ يجوز في جواب: ما عندك؟، زي د، إلاعلى إقامة الصفة مقام الموصوف ¶ وشرح ذلك أنالصفة قد قامت مقام الموصوف في الخبر، مثل: مررت ¶ بالكاتب، والقرشي، والمراد: بالرجل الكاتب، فيقام الوصف مقامه، وكذلك يقام ¶ الوصف مقام الموصوف في الاستخبار، كما أقمته مقامه في الخبر، فتضع (ما) وهو ¶ استخبار عن الموصوف، كما أقمت (الكاتب ) مقام زيد، فيقال لك على هذا في ¶ جواب: ما عندك؟، زي د، لأنك كأنك أقمت (ما) مقام (م ن)، كما أقمت الكاتب ¶ مقام زي د، وكما أقمته مقامه في الاستخبار، كذلك يجوز أن تقيمه مقامه في الخبر ¶ إلاعلى أزواجهمأ و ما ملكت: فيجوز على هذا في قوله تعالى ¶ المؤمنون: 6] أن تكون (ما) واقعة موقع (م ن)، فكذلك في ]أيمان هم ¶ [ الشمس: 5 ]وال س ماءوما بناها : قوله ¶ ويجوز أن تكون بمعنى المصدر، ليس على إقامة الصفة مقام الموصوفويقوي ¶ الأ ول ما حكي عن أبي زيد من أنه سمع: سبحان ما ي سبح الرع د بحمده، و سبحان ما ¶ س خرك ن لنا ¶ 94 المسائل المشكلة ¶ وإذا وقعت استفهاما لم يعمل فيها ما قبلها من الأفعال التي تلغى وتقع حروف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إناللهيعلمما : الاستفهام بعدها نحو: علم ت، وظنن ت، فمن ذلك قوله تعالى ¶ [ العنكبوت: 42 ]يدعون من دونهمن شيء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ زعم الخليل أن (ما) استفهام، و(يعل م) معلقة، فتقديرها على قوله: إن الله يعلم ¶ وهى موضع نصب به،ي دعون : أصناما تعبدون أو إنساناوالعامل في (ما) قوله ¶
فيتع دى إلى مفعول، ولا يقتضي مفعولين، كأنك قلت: يعرفه؟
فإنذلك ينبعى أن لا يجوز على مذهب سيبويه، والخليل، لدخول (م ن) في
لأن(م ن) عنده لا تزاد في الإيجاب، ألا تراه قال: ولا يفعل هذا ،من شيء: قوله
بم ن في الواجب، يعنى: لا تزاد، كما تزاد الباء فى (بحسبك )، و(كفى بالله)، فلا
تكون على هذا (ما) بمعنى (الذي) لأن(م ن) يصير داخلا فى كلامموجب
فإن قلت: ف (م ن) على تأويله أيضا غ ير داخلةعلى الاستفهام، ألا ترى: أن
الاستفهام إنما يكون ب(ما) وهي تقوم مقام الأسماء المستفهم عنها
قيل: هذا يحس ن، وإن كان الاستفهام في غير (ما)، وكانت هي النائبة عن
الاسم المتعلق بالفعل المستفهم عنه، لتعلق ذلك كله بالفعل المستفهم عنه، فقد يحس ن
لدخول معنى الاستفهام في الكلام دخول (م ن) ما لا يحس ن إذا لم يدخل الاستفهام
،[ السجدة: 17 ] فلا تعلمنفسما أخفي لهم من قرةأعين: فأما قوله تعالى
فيجوز عندي أن تكون (ما) فيها على وجهين؛ بمعنى الاستفهام، وبمعنى (الذي)، وليس
دخول (م ن) فى هذه على ح د دخولها في الآية التي قبلها، إذا حملتها على معنى (الذي)، ف من
وق در (ما ) نصبا ب( أخفي)، ومن قرأ: (أخفي لهم)على هذا التقدير أخفي لهم : قرأ
كان مبتدأ
(/)،( فإن قلت: فهل يجوز أن تكون (ما) بمعنى (الذي)، ويعلم بمنزلة يعرف( 1 ¶ فيتع دى إلى مفعول، ولا يقتضي مفعولين، كأنك قلت: يعرفه؟ ¶ فإنذلك ينبعى أن لا يجوز على مذهب سيبويه، والخليل، لدخول (م ن) في ¶ لأن(م ن) عنده لا تزاد في الإيجاب، ألا تراه قال: ولا يفعل هذا ،من شيء: قوله ¶ بم ن في الواجب، يعنى: لا تزاد، كما تزاد الباء فى (بحسبك )، و(كفى بالله)، فلا ¶ تكون على هذا (ما) بمعنى (الذي) لأن(م ن) يصير داخلا فى كلامموجب ¶ فإن قلت: ف (م ن) على تأويله أيضا غ ير داخلةعلى الاستفهام، ألا ترى: أن ¶ الاستفهام إنما يكون ب(ما) وهي تقوم مقام الأسماء المستفهم عنها ¶ قيل: هذا يحس ن، و إن كان الاستفهام في غير (ما)، وكانت هي النائبة عن ¶ الاسم المتعلق بالفعل المستفهم عنه، لتعلق ذلك كله بالفعل المستفهم عنه، فقد يحس ن ¶ لدخول معنى الاستفهام في الكلام دخول (م ن) ما لا يحس ن إذا لم يدخل الاستفهام ¶ ،[ السجدة: 17 ] فلا تعلمنفسما أخفي لهم من قرةأعين: فأما قوله تعالى ¶ فيجوز عندي أن تكون (ما) فيها على وجهين؛ بمعنى الاستفهام، وبمعنى (الذي)، وليس ¶ دخول (م ن) فى هذه على ح د دخولها في الآية التي قبلها، إذا حملتها على معنى (الذي)، ف من ¶ وق در (ما) نصبا ب( أخفي)، ومن قرأ: (أخفي لهم)على هذا التقدير أخفي لهم : قرأ ¶ كان مبتدأ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وزعم الفراء: أنارتفاعه على هذه القراءة على هذا الح د ب(أ خفى)، وذلك ¶ يفس د عندنا، كما ف سد أن يكون (زي د) فى قولنا: زي د ضرب، مرتفعا ب ضرب من ¶ الجهات التي ذكرها أبو العباس في أماليه وكتبه ¶ 1) العرفان: إدارك الشيء بتفكر، وتدبر لأثره، فهو أخص من العلم، و يضاده الإنكار) ¶ المسائل المشكلة 95 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ [ الأنعام: 109 ] قل إن ما الآيا ت عند اللهوما يشعركم : وسألت أبا بكر عن قوله ¶
فإ ن قال قائل: ما تنكر أن تكون (ما) نافية، وفاعل ( يشعرك م) اسم الله عز
وجل، لأن ذكره قد تقدم، كأنه قال: وما يشعركم الله
فهذا التأويل غير سائغ، لأن المعنى على خلافهألا ترى: أن الله عز وجل قد
ولوأننا : أعلمنا أنه إذا جاءت الآية التي يقترحوا لم يؤمنوا مع مجيئها، فقال تعالى
ن زلنا إليهمال ملائكة وكلمهمال م وتى وح ش رنا عليهم كلشيءقبلا ماكانوا
الأنعام: 111 ]فلا مساغ لحمل (ما) على نفي الإعلام ] ليؤمنوا إلاأن يشاءالله
لنا، وقد أعلمنا بما تلونا أن الآية إذا جاءت لا يؤمنون
وسألته( 1) عن قول سيبويه فى حد الابتداء: ما أغفله عنك شيئا، أي: دع
الش ك فقال: لم يفسره أبو العباس، ويجو ز أن تكون (ما) استفهاما، ولا يجوز أن
تكون نفيا، لأن الفعل يبقى بلا فاعل، قال: والوجه أن يكون: ما أغفله تعجبا،
وينتصب ب(شيئا) بكلام آخركأنرجلا ق در أنرجلا معنىبأمره، فقيل له: ما
أغفله عنك، أي هو غير معنى، وينتصب ( شيئا) ب(د ع) ونحوهمن الفعل، كأنه
قال: د ع شيئا هو غير معنىبه (ودعال ش ك فى أنه غير معنىبه)قال: وبذلك على
(/)فقال: (ما) فيها استفهام، ولا يجوز أن يكون نفيا، لأنالفعل يبقى بلا فاعل ¶ فإ ن قال قائل: ما تنكر أن تكون (ما) نافية، وفاعل ( يشعرك م) اسم الله عز ¶ وجل، لأن ذكره قد تقدم، كأنه قال: وما يشعركم الله ¶ فهذا التأويل غير سائغ، لأن المعنى على خلافهألا ترى: أن الله عز وجل قد ¶ ولوأننا : أعلمنا أنه إذا جاءت الآية التي يقترحوا لم يؤمنوا مع مجيئها، فقال تعالى ¶ ن زلنا إليهمال ملائكة وكلمهمال م وتى و ح ش رنا عليهم كلشيءقبلا ماكانوا ¶ الأنعام: 111 ]فلا مساغ لحمل (ما) على نفي الإعلام ] ليؤمنوا إلاأن يشاءالله ¶ لنا، وقد أعلمنا بما تلونا أن الآية إذا جاءت لا يؤمنون ¶ وسألته( 1) عن قول سيبويه فى حد الابتداء: ما أغفله عنك شيئا ، أي: دع ¶ الش ك فقال: لم يفسره أبو العباس، ويجو ز أن تكون (ما) استفهاما، ولا يجوز أن ¶ تكون نفيا، لأن الفعل يبقى بلا فاعل، قال: والوجه أن يكون: ما أغفله تعجبا، ¶ وينتصب ب(شيئا) بكلام آخركأنرجلا ق در أنرجلا معنىبأمره، فقيل له: ما ¶ أغفله عنك، أي هو غير معنى، وينتصب ( شيئا) ب(د ع) ونحوهمن الفعل، كأنه ¶ قال: د ع شيئا هو غير معنىبه (ودعال ش ك فى أنه غير معنىبه)قال: وبذلك على ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أننصب (شيئا) على كلام آخر أنه ذكره مع ما هو من كلامين، كقوله: حينئذ ¶ الآن، وفسره بقوله: حينئذواسمع الآن، وإما لا ¶ ما يفتحالله : ومن المواضع التي تكون (ما) فيها اسما الجزاء، وذلك نحو قوله تعالى ¶ فاطر: 2]، ونحو: ما تضر ب أضر ب، وما تأكل آكل، ] للناسمن رحمةفلا ممسك لها ¶ فتقدير هذا: إن تأكل خبزا ولحما، أو غير ذلك مما يؤكل آكلإلاأن(ما) قام ت مقام هذه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الأشياء، فأغنت عن تعدادها، كما قامت فى الاستفهام في نحو: ما عندك؟ مقام جميع الأسماء ¶
للأسماء، ووقوعها عليها، كحكمها في الاستفهام
فأما موضعها من الإعراب، فعلى حسب العامل فيه، كما أنها فى الاستفهام
1) يعنى: أبا بكر بن السراج)
96 المسائل المشكلة
كذلك، فإن كان الشرط فعلا غير متعد، كان الموضع رفعا بالابتداء، نحو: ما تق م
أق م، وما تق م أضر ب، كما أنها في الاستفهام كذلك، فإن كان فعلا متع ديا كان
منصوب الموضع به، وإن دخل عليه حر ف جر، أو أضيف إليه اسم كان مجرور
الموضع به، كما أنها فى الاستفهام كذلك
فأما انجزام الفعل بعدها وبعد سائر الأسماء في الجزاء، فينبغي على قياس ما عليه
أحكام الأسماء والأفعال فى سائر هذا الموضع، أن يكون ب(إن) ولا يكون بالاسم،
لأنا لم نج د اسما عاملا فى فعل، وإنما الأفعال تعمل في الأسماءفهذه المواضع الأربعة
التي ذكرنا استعمل ت (ما) فيها اسما
فأما كون هذه الكلمة حرفا ففي أربعة مواضع:
منها: أن تكون مع الفعل بمنزلة المصدر، كما أن(أن) الناصبة للفعل كذلك
وذكر أبو العباس أنسيبويه، والأخفش، اختلفا في (ما) إذا كانت والفعل
(/)التي يستفهم عنها، فألزمت المسؤول ا الجواب عن السؤال، فحكمها في الجزاء في حصرها ¶ للأسماء، ووقوعها عليها، كحكمها في الاستفهام ¶ فأما موضعها من الإعراب، فعلى حسب العامل فيه، كما أنها فى الاستفهام ¶ 1) يعنى: أبا بكر بن السراج) ¶ 96 المسائل المشكلة ¶ كذلك، فإن كان الشرط فعلا غير متعد، كان الموضع رفعا بالابتداء، نحو: ما تق م ¶ أق م، وما تق م أضر ب، كما أنها في الاستفهام كذلك، فإن كان فعلا متع ديا كان ¶ منصوب الموضع به، و إن دخل عليه حر ف جر، أو أضيف إليه اسم كان مجرور ¶ الموضع به، كما أنها فى الاستفهام كذلك ¶ فأما انجزام الفعل بعدها وبعد سائر الأسماء في الجزاء، فينبغي على قياس ما عليه ¶ أحكام الأسماء والأفعال فى سائر هذا الموضع، أن يكون ب(إن) ولا يكون بالاسم، ¶ لأنا لم نج د اسما عاملا فى فعل، وإنما الأفعال تعمل في الأسماءفهذه المواضع الأربعة ¶ التي ذكرنا استعمل ت (ما) فيها اسما ¶ فأما كون هذه الكلمة حرفا ففي أربعة مواضع: ¶ منها: أن تكون مع الفعل بمنزلة المصدر، كما أن(أن) الناصبة للفعل كذلك ¶ وذكر أبو العباس أنسيبويه، والأخفش، اختلفا في (ما) إذا كانت والفعل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مصدرافسيبويه كان يقول في: أعجبني ما صنع ت، إنه بمنزلة: أعجبني أن قمت، ¶ قال( 1): فعلى هذا يلزمه: أعجبني ما ضربت زيدا، كما تقول: أعجبني أن ضربت ¶ زيدا، وكان يقوله ¶ والأخفش يقول: أعجبني ما صنعت، أي: ما صنعته، كما تقول: أعجبني ¶ الذي صنعته، فلا يجيز: أعجبني ما قمت، لأنه لا يتع دى وقد خلط، فأجاز مثله، ¶ والقيا س والصوا ب قول سيبويهانتهى كلام أبى العباس ¶ والذي يد ل من كلامه في الكتاب ما حكاه أبو العباس من مذهبه في أن(ما) ¶ هذه حر ف عنده قوله في (أن): وتقول: ائتني بع د ما تقول ذاك القول، كأنك قلت: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
ذاكفاستدل
على أن(ما) هذه غير كافة بقولهم: ائتني من بعد ما تقول ذاكفقال: لو كان ت
(بعد) مع (ما) بمنزلة كلمة واحدة لم يقل: ائتني من بعد ما تقول ذاك القول،
ولكانت الدا ل على حالة واحدة
والقول عندي فيها: أنها مع ما بعدها من الفعل بتأويلالمصدر، وأنه حر ف
1) القائل هو أبو العباس المبرد)
المسائل المشكلة 97
ليس باسم، لأني وجدت صلته في مواضع لا يجوز أن يعود منها إليه شيء، فمن
[ البقرة: 3 ] ومما ر زقنا ه م ينفقون : ذلك قوله تعالى
والدليل على أا حر ف: أا لا تخلو من أن تكون حرفا أو اسما، فإن كان اسما
وجب أن يعود إليه من صلتهذكر، كما يعود من سائر الصلات- إذا كان ت
موصولاا أسماء- ذكر إليها، ولا يخلو الذكر العائ د من الصلة أن يكون أحد ما في
الصلة من الأسماء الملفوظ ا، أو تكون هاءمق درا حذفها منها، فلا يجوز أن يكون
شيء من الأسماء الظاهرة في الصلة عائدا إليه، وامتنا عه من الجواز بي ن، ولا يجوز أيضا
(/)ائتني بعد قولك ذاك القول، كما أنك إذا قلت بعد أنتقول فإنما تريد ذاكفاستدل ¶ على أن(ما) هذه غير كافة بقولهم: ائتني من بعد ما تقول ذاكفقال: لو كان ت ¶ (بعد) مع (ما) بمنزلة كلمة واحدة لم يقل: ائتني من بعد ما تقول ذاك القول، ¶ ولكانت الدا ل على حالة واحدة ¶ والقول عندي فيها: أنها مع ما بعدها من الفعل بتأويلالمصدر، وأنه حر ف ¶ 1) القائل هو أبو العباس المبرد) ¶ المسائل المشكلة 97 ¶ ليس باسم، لأني وجدت صلته في مواضع لا يجوز أن يعود منها إليه شيء، فمن ¶ [ البقرة: 3 ] ومما ر زقنا ه م ينفقون : ذلك قوله تعالى ¶ والدليل على أا حر ف: أا لا تخلو من أن تكون حرفا أو اسما، فإن كان اسما ¶ وجب أن يعود إليه من صلتهذكر ، كما يعود من سائر الصلات- إذا كان ت ¶ موصولاا أسماء- ذكر إليها، ولا يخلو الذكر العائ د من الصلة أن يكون أحد ما في ¶ الصلة من الأسماء الملفوظ ا، أو تكون هاءمق درا حذفها منها، فلا يجوز أن يكون ¶ شيء من الأسماء الظاهرة في الصلة عائدا إليه، وامتنا عه من الجواز بي ن، ولا يجوز أيضا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أن يرجع إليه هاءمحذوفة من الصلة، على أن يكون التقدير: و مما رزقناهموه، مثل: ¶ ومن الذي رزقناهموه، لأنك إن ق درته هذا التقدير ع ديت (رزقت) إلى مفعولين، ¶ وإنما يتع دى إلى مفعول واحد، مثل: أكل ت، وشربتولو ع ديته إلى ثان لنقلت ¶ الفعل بالهمز، كما ينقل سائر ما يتع دى إلى مفعول، أردت تع ديته إلى مفعولين، ¶ فمن حيث لم يج ز أن يتع دى (رزقت) إلى مفعولين، لم يج ز تقدير هذا الضمير، فل ما ¶ لم يج ز تقدير هذا الضمير، لم يع د إلى (ما) شيء، وإذا لم يعد إليه شيء لم يكن اسما، ¶ وإذا ثبت أنه ليس باسم، ثبت أنه حر ف، وإذا كان حرفا لم يحت ج إلى العائد، كما لا ¶ ومن رزقهم ينفقون، وهذا أح د ،ومما ر زقنا ه م ينفقون يحتا ج إلى (أن)، فتقدير ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
ومثل هذه الآية التي ذكرناها في الدلالة على أنهذه الكلمة حر ف قوله:
البقرة: 10 ]، لأنه أيضا لا يجوز أن يعود منه إلى (ما) عائد، ] بماكانوا يكذبون
وهو حر ف ك(أن) الناصبة للفعل، وك(أن) الشديدة المفتوحة، وهما جميعا مع ما
بعدهما بمترلة المصدر، لا يرجع من صلتهما إليهما شيء، فكذلك (ما) هذه
فإن قلت: فقد يجوز أن تق در منها عائدا إليها، في مثل قولك: بلغني ما
صنعت، وأعجبني ما استخرجت، فتق در الهاء في استخرجته، وصنعته
فالدليل على أنك إذا أردت ب(ما) في هذا الموضع الذي هي فيه مع ما بعدها
بمنزلة المصدر، لا يجوز أن تق در في صلته عائدا إليه، تعري صلته -حيث ذكرنا-
من العائد إليه لو كان اسما موصولا ك(الذي) وما أشبهه، لما جاز أن تعري الصلة
في موضع من المواضع من العائد، ألا ترى: أن (ما) التي بمعنى (الذي)،و(من)،
98 المسائل المشكلة
(/)الدلائل البينة أن(ما) هذه حر ف ليس باسم ¶ ومثل هذه الآية التي ذكرناها في الدلالة على أنهذه الكلمة حر ف قوله: ¶ البقرة: 10 ]، لأنه أيضا لا يجوز أن يعود منه إلى (ما) عائد، ] بماكانوا يكذبون ¶ وهو حر ف ك(أن) الناصبة للفعل، وك(أن) الشديدة المفتوحة، وهما جميعا مع ما ¶ بعدهما بمترلة المصدر، لا يرجع من صلتهما إليهما شيء، فكذلك (ما) هذه ¶ فإن قلت: فقد يجوز أن تق در منها عائدا إليها، في مثل قولك: بلغني ما ¶ صنعت، و أعجبني ما استخرجت، فتق در الهاء في استخرجته، وصنعته ¶ فالدليل على أنك إذا أردت ب(ما) في هذا الموضع الذي هي فيه مع ما بعدها ¶ بمنزلة المصدر، لا يجوز أن تق در في صلته عائدا إليه، تعري صلته -حيث ذكرنا- ¶ من العائد إليه لو كان اسما موصولا ك(الذي) وما أشبهه، لما جاز أن تعري الصلة ¶ في موضع من المواضع من العائد، ألا ترى: أن (ما) التي بمعنى (الذي)،و(من)، ¶ 98 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ و (الذي)، لا تعري صلان في كل موضع مما يرجع منه ن إليه ن، إلا ما جاء من ¶ قولهم: أنا الذي فعلت، وأنت الذي فعلت، وهذا شيء يخت ص بكلام المخاطبين،ولم ¶ يجئ في غيره ¶ قال أبو عثمان: ولولا أنه مسموع من العرب لرد دناه لفساده،ولمتخل صلة (ما) ¶ التي بمعنى المصدر من العائد في موضع المخاطبة، فيجوز لقائل أن يقول: إنه ك (الذي) ¶ لك ن خلت صلتها من العائد، والفعل لغير المخاطب، والضمير لغيره أيضا، وذلك في ¶ البقرة: ]بماكانوا يكذبون : البقرة: 3]، وفي قوله ]ومما رزقنا ه م ينفقون قوله ¶ 10 ] فقد ثبت بما قلنا أن(ما) هذه حر ف لا يعود من صلتها إليها شيء ¶ فإذا احتملت الصلة العائد منها إليه، نحو: ما صنعت يعجبني، كان اسما إذا ¶ قد رت فيه العائد، وإذا لم تق در العائد ولم تنوه، كان حرفا، فعلى هذا فأجره ¶ و مما جاء فيه (ما) بمعنى المصدر قولهم: مررت برجل ما شئت من رجلالدليل ¶ (/) ¶
يخلو من أن يكون موصولا، أو بمعنى (الذي)، لأنه لو ¶ كان كذلك لكان معرفة، و (رجل) نكرة، فلا يجوز أن يكون وصفا له، فإذا لم يجز ¶ إن يكون موصولا ك(الذي) في الوصل كان مصدرا، وتأويله: مررت برجل ¶ مشيئتك من رجل ¶ فإن قلت: إنها إذا ق درت مصدرا كانت معرفة أيضا ¶ فقد علمنا ذلك، إلا أنا وج دنا المصادر في هذا الباب توصف ا النكرات، ¶ وإن كانت على لفظ المعارف، لما تق در فيه من الانفصال، كقولهم: مررت برجل ¶ حسب ك من رجل، وقوله: ¶ ( بمنجرد قيد الأوابد( 1 ¶ وناقة ع بر الهواجر، ونحو ذلك، وكذلك تق در الانفصال في قولهم: مررت ¶ برجلما شئ ت من رجل ¶ ومنه أيضا قولهم: أتأني القوم ماعدا زيداف(ما) ها هنا مع ( عدا ) بمنزلة ¶ 1) وهو جزء من بيت لامرىء القيس، والبيت هو: ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بمنجرد قيد الأوابد لا حه ط راد الهوادى كل شأو مغرب ¶ المسائل المشكلة 99 ¶ المصدر، وهو في موضع نصب بالاستثناء تقديره: أتاني القوم جاوزم زيدا، لأن ¶ النساء: 154 ]، أي: لا ] لا ت ع دوا في ال سبت: (عدا) أصله ااوزة؛ منه قوله ¶ تجاوزوا فيه العدلف(العدا) في الصيد أيضا: مجاوزة الرمية الأولى إلى الثانية، ¶ فصاعدافأما الضمير في ( عدا) فللقوم، ولا يكون ل(ما)، لأنك لو جعلته لها لما ¶ كان متعلقا بالمستثنى منه ¶ فإن قلت: فكيف لم يكن الضمير في (عدا) جمعا ¶ فإنه لم يجمع، كما لم يجم ع كما في قولهم: أتاني القوم لا يكون زيدا، وأتوني ¶ لا يكون عمرا ¶ وتكون (ما) هذه التي ذكرنا أنها مع الفعل بمعنى المصدر في موضع الظرف ¶ الزماني، وذلك نحو قولك: أجلس ما جلست، وأقيم ما أقم ت، ولا أكلمك ما ¶ وكن ت عليهمشهيدا ما دمت فيهم : اختلف الليل والنهار: ونحو قوله تعالى ¶ [المائدة: 117 ]، وحقيقته أنه مع الفعل بمعنى المصدر، كما ذكرنا، والظرف على ¶ (/) ¶
الذي أقيم هذا المصدر مقامه، كأنه إذا قال: أجلس ما ¶ جلست، فقد قال: أجلس جلوسك، أي: أجلس وقت جلوسك، فحذف الوقت أو ¶ الزمن أو ما أشبهه من أسماء الزمان، وأقام المصدر مقامه، كما أقيم المصدر مقام ¶ الظرف الزمانيفي قولهم: جئت مقدم الحا ج، و خفوق النجم، وخلافة فلان، وما ¶ أشبه ذلك مما يحذف فيه اسم الزمان، ويقام المصدر فيه مقامه ¶ قال سيبويه: وسألته( 1) عن قوله: ما تدوم لي أدوم لك، فقال: ليس في هذا ¶ جزاء من قبل أنالفعل صلة ل(ما)، فصار بمنزلة (الذي)، وهو بصلته كالمصدر، ¶ ويقع على الحين، كأنه قال: أدوم لك دوامك لي، ف(ما) و (دمت) بمنزلة الدوام، ¶ وي دلك على أن الجزاء لا يكون هنا أنك لا تستطيع أن تستفهم ب(ما تدوم) على ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هذا الح د، ومثل ذلك: كلما تأتيني آتيك، فالإتيان صلة ل(ما)، كأنه قال: كل ¶ إتيانك آتيك، وكلما تأتيني، يقع أيضا على الحين، كما كان: ما تأتيني يقع على ¶ الحين، ولا يستفهم ب(كلما)، كما لا يستفهم ب(ما تدوم) ¶ 1) يعنى: الخليل) ¶ 100 المسائل المشكلة ¶ أقول: إنمنع سيبويه من أن تكون هذه جزاء أو استفهاما، يدل علة أنه عنده ¶ حر ف، وإذا كان حرفا لم يج ز أن يستفهم به، ولا يجازى به أيضا، لأن(ما) في ¶ الاستفهام والجزاء اس م كما ق دمنا، وكما لا يستفهم ب(ما) هذه التي تكون مع ¶ الفعل مصدرا، وتستعمل ظرفا وهو غير مضاف إليها، لكونه حرفا، كذلك لا ¶ يستفهم به إذا أضيف إليها (كل) ¶ فإن قلت: كيف أضيف إليه وهو حرف، فلأنه مع الفعل بتأويل اسم، ¶ كقولهم: هو أه ل أن يفعل ذاك ¶ فأما قول أبى العباس في كتاب (الغلط)( 1) م ن أنسيبويه ذكر أنالاستفهام لا ¶ يكون ب(كلما)، وقوله: إنالاستفهام ب(كلما) جيد وذلك نحو: أن يقول القائل: ¶ أخذت بعضه أو كله، فإذا لم يفه م بعض ما أخذ، قال:كلما أخذت، وبعض ما ¶ (/) ¶
لك غير مشكل عليكإذا تأملت الفصل الذي ¶ أثبتناه لسيبويه قبل، وإنما أراد أن(كلما) لا يستفهم ا إذا كان (كل) مضافا إلى ¶ (ما) التي تقع مع الفعل بمعنى المصدر ¶ ي دل على ذلك أنه قال: ومثل ذلك (كلما) أي مثل: ما تدوم لي أدوم لك، في ¶ أنالجزاء لا يجوز فيه لما لمتج ز في ( ما تدوم)، ومثل بالمصدر فقال: كأنه قال: كل ¶ إتيان ك، فأنما أراد ب(كلما)، المضاف (كل) فيه إلى (ما) التي مع الفعل بتأويل ¶ المصدر، كما ق دم ذكره، ولم ير د (كلما ) المضاف إلى (ما) التي للاستفهام، فإنما ¶ أراد (كلما) التي ق دم ذكرهافهذا مغالطة من أبى العباس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كلما البقرة: 20 ]، و ] كلما أضاءل هم م ش وا فيه: وم ن هذا قوله تعالى ¶ كلما خبتزدنا ه م سعيرا المائدة: 64 ]، و ] أوقدوا نا را لل حربأطفأ ها الله ¶ [الإسراء: 97 ]وحقيقته ما أعلمتك م ن أن(ما) مع الفعل بمعنى المصدر، والظرف ¶ علي الحقيقة الاسم المحذوف ( 2)، وتقديره: كلوقت الإضاءة مش وا ¶ كلما أضاءل هم م ش وا فيه: فإن قلت: فهل يجوز أن تكون (ما) في قوله ¶ 1) هو كتاب الرد على سيبويه) ¶ 2) تقدم هذا القول وهو: والظرف على الحقيقة هو الاسم إلخ) ¶ المسائل المشكلة 101 ¶ الجواب؟ مشوا فيه : شرطا، وقوله ¶ فإنذلك لا يجوز لضعفه في المعنى، ألا ترى: أنك إذا جعلته جزاء صار المعنى: ¶ كل شيء أضاء لهم من برقوغيره مشوا فيه، وليس المعني علي ذلك، إنما المعنى ¶ على: كل وقتأضاء لهم البرق، وأضاء لهم الضوء مشوا، فهذا فاس د في المعنى، ويمنع منه ¶ انتصاب (كلما)، ولو كان جزاء لكان مرتفعا، وكذلك القول في الآي الأخر التي تلوناها ¶ في أن (كلما) فيهن ظر ف، لا يجوز أن يكون جزاءولكن لو قلت: كلما يذهب أذهب، ¶ وكلما تأكل آكل، جاز أن تكون (ما) جزاء التقدير: إن يذه ب إنسا ن، أو حمار ، أو ¶ (/) ¶
اللحم، أو غير ذلك آكل ¶ وقد زيدت (إن) مع (ما) هذه التي أقيمت مع صلتها مقام الظرف في الشعر، ¶ أنشد سيبويه: ¶ ( ور ج الفتي للحق ما إن رأيته على ال س ن خيرا لا يزال يزي د( 1 ¶ والقول في هذا: إن (إن) هذه إنما زيدت معها لمشاة (ما) النافية، ألا ترى: أا ¶ مشاة لها في اللفظ، وفي أنه ليس باسم، فأدخل (إن)، كما يدخلها مع النافية، نحو قوله: ¶ ( وما إن طبنا جبن( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ و نظير إدخاله (إن) هنا للمشاة اللفظية، بيت أنشده أبو زيد: ¶ ( ي ر جيالمب د ما إن لا يراه ويعرض دون أبعدهخطو ب ( 3 ¶ ونظيره أيضا قول الشاعر: ¶ ( لما أنسيت شكرك فاصطنعني فكيف وم ن عطائ ك جل مالي( 4 ¶ فأدخل اللام على النافية، كما يدخلها علي الموصولة، فهذه كلها شواذ ¶ يا أبتافعل ما الحجر: 94 ]، و ] فا ص د ع بما تؤمر : فأما قوله عز وجل ¶ 1) البيت غير منسوب في الكتاب) ¶ 2) وهو جزء من صدر بيت لفروة بن مسيك، والبيت هو: ) ¶ وما أن طبنا جبنولك ن منايانا ودولة آخرينا ¶ 3) البيت منسوب الي جابر بن رألان الطائي في نوادر أبي زيد 60 ) ¶ 4) البيت للنابغة الذبياني) ¶ 102 المسائل المشكلة ¶ الصافات: 102 ]، فيحتمل -عندي- (ما) وجهين: أن يكون بمعني (الذي)، ] تؤمر ¶ وأن يكون بمعني المصدر ¶ أما من قال: أمرتك بالخير، وأمرتك بالقيام، فلا يجوز على قوله أن يكون ¶ بمنزلة (الذي)، لأنه لا يكون في صلتها ما يعود إليها، وإذا خلت الصلة من العائد ¶ لم يج ز أن يكون بمعنى (الذي) ¶ وإنما لم يجز أن يكون في الصلة عائ د، لأن(أمر ت) يتع دى إلى مفعول واحد، ¶ ويتع دي إلى آخر على هذا القول بحرف جر، فإذا بني الفعل للمفعول بقي غير متع د ¶ إلى مفعول ثان، حتى تذكر الباء، فتع ديه ا إليه، فإذا لم تذكر الباء لم يج ز تعديته ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
ز أن تكون
بمعنى (الذي)بما تؤمر (ما) من قوله
ألا تري: أنمن يقول: الذي ضرب ت عمرو، فأراد: الذي ضربته، لم يقل:
فا ص د ع بما : الذي مررت زيد، يري د (به)، فكذلك لا يجوز أن تق در (به) في قوله
ولا يجوز أيضا أن تق در الهاء محذوفة من (تؤمر) على قول من ع داه إلى ،تؤمر
(/)إلى مفعول ثان، وإذا لم يج ز تعديته إلى المفعول الثاني إلا بحرف جر، لم يج ز أن تكون ¶ بمعنى (الذي)بما تؤمر (ما) من قوله ¶ ألا تري: أنمن يقول: الذي ضرب ت عمرو، فأراد: الذي ضربته، لم يقل: ¶ فا ص د ع بما : الذي مررت زيد، يري د (به)، فكذلك لا يجوز أن تق در (به) في قوله ¶ ولا يجوز أيضا أن تق در الهاء محذوفة من (تؤمر) على قول من ع داه إلى ،تؤمر ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المفعول الثاني بالباء، فقد ثبت من هذا أن (ما) مع صلتها على قول م ن ع دي ¶ (أمر ت) إلى المفعول الثاني بالباء، بمعنى المصدر، ولا يجوز أن يكون بمعنى (الذي)، إذ ¶ لا يعود من الصلة إلى الموصول شيء، ولا يخلو ما يعود إليها من الوجهين اللذين ¶ ذكرنا، وكلاهما غير جائزفأما من قال: أمرتك القيام، كقوله: ¶ ( أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ...............( 1 ¶ فيجوز على قوله أن تكون (ما) بمعنى (الذي)، ولا تكون بمعني المصدر، لأنه قد ¶ يصح تقدير العائد منها إلى (ما)، وهو الهاء التي هي ضمير المفعول الثاني، وتقديره: بما ¶ ت ؤمره، كما تقول: احفظ ما أعطيت، وما تعطى، أي: أعطيته، وتعطاه، وتق در اتصال ¶ المفعول الثاني بالصلة وحذفهفتأملت بعد قول الفراء فيه فوجدته كما ذهبنا إليه ¶ ومن المواضع التي استعملت (ما) فيها حرفا للنفي، وذلك إذا أدخل على اسم ¶ 1) وهو صدر من بيت لعمرو بن معدي كرب الزبيدى، وهو في ديوانه ص 35 وتمامه: ) ¶ فقد تركتك ذا مال وذا نشب ¶ المسائل المشكلة 103 ¶ يوسف: 30 ]،فالعرب فيها مذهبان: ] ما هذا ب ش را مبتدأ، مثل: ما زيد منطلق، و ¶ فأهل الحجاز ينصبون الخبر تشبيها ب( ليس)وبنو تميميرفعون، فيتركون ¶ الاسم مرتفعا بالابتداء، كما كان قبلفمن نصب الخبر تشبيها ب(ليس)، أدخل ¶ الباء عليه لتحقيق النفي، فقال: ما زيد بذاهب، وم ن رفع الخبر لم يج ز دخول الباء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
يرتفع بذلك،
فل ما لم يطرد دخول الباء في خبر المبتدأ، كذلك لم يطرد دخوله في خبر المبتدأ الواقع
بعد (ما) في لغة بني تميم، وتقديم الخبر على قولهم جائز، من حيث جاز تقديم خبر
المبتدأ، كما جاز تقديم الخبر، كذلك يجوز تقديم ما اتصل به المبتدأ، فيجوز، ما
منطلق زيد، وما زيدا عمرو ضار ب، لأن(ضاربا)- الذي هو عامل في زيد- يجوز
(/)فيه، لأنه مرتفع بأنه خبر المبتدأ، كما أن (منطل ق) في: إن زيدا منطل ق، يرتفع بذلك، ¶ فل ما لم يطرد دخول الباء في خبر المبتدأ، كذلك لم يطرد دخوله في خبر المبتدأ الواقع ¶ بعد (ما) في لغة بني تميم، وتقديم الخبر على قولهم جائز، من حيث جاز تقديم خبر ¶ المبتدأ، كما جاز تقديم الخبر، كذلك يجوز تقديم ما اتصل به المبتدأ، فيجوز، ما ¶ منطلق زيد، وما زيدا عمرو ضار ب، لأن(ضاربا)- الذي هو عامل في زيد- يجوز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقوعه موقع زيد وكل موضع جاز وقوع العامل فيه فوقوع معموله فيه أيضا جائز، ¶ فإذا لم يج ز وقوع العامل لم يج ز وقوع المعمول فيه ¶ ولو أدخلت الباء في المسألة لم يج ز، لأنالباء مع الخبر في موضع نصب، فكما ¶ لا يجوز أن تق دم الخبر منصوبا على الم خبر عنه في (ما)، فتقول: ما قائما زيد، كذلك ¶ لا يجوز أن تقدم الخبر إذا دخله الباء، إذا كانت الباء إنما تدخل الخبر في لغة من ¶ ينصبه دون م ن يرفعه، وإذا لم يج ز تقديم الخبر وفيه الباء على المخبر عنه، كذلك لا ¶ يجوز تقديم ما عمل فيه الخبر ، إذا كان فيه الباء على المخبر عنه، لما قلنا من أن ¶ المعمول لا يجوز أن يقع حيث لا يقع العامل فيه، فقولك: ما زيدا عمرو بضاربلا ¶ يجوز من حيث لم يج ز: ما بضارب عمر و، كما لم يج ز: ما ضاربا عمروفعلى هذا ¶ عبرة هذا الباب عندنا ¶ فأما قولك: ما زيد عمرا ضاربا فجي د، فكذلك ما زيد عمرا بضارب، لأن ¶ (عمرا) وقع حيث يجوز للعامل فيه وقوعهو حكي أن قوما يجيزون: ما زيدا عمر و ¶ بضارب، ويقولون: إن الباء لغ و، وهذا عندي فاسد لما تق دم، فأما قول الفرزدق: ¶ ( فأصبحوا ق د أعاد الله نعمته م إذ ه م قريشوإذ ما مثلهم بش ر( 1 ¶ فوضعه سيبويه على أنه نصب الخبر مقدما، كما ينصبه مؤخرا، وأنكر ذلك ¶ 1) البيت للفرزدق) ¶ 104 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
خبرا مضمرا قبل: (مثلهم) هو: ال دنيا، أو في الوجود، أو ما أشبهه، وق در انتصاب
(مثلهم) علي هذا المضمر، لأن (مثلهم) وإن كان في لفظ المعرفة، فهو في التقدير
نكرة، لأنالموصوف به لا يختص إذا وصف به، كما يخت ص بسائر الأوصاف
وانتصاب (مثلهم) على هذا التقدير لو قال قائل فيه: إنه بعي د، لأنالعامل فيه
(/)أبو العباس( 1)، وذهب إلى أنه منتصب على الحال، مثل: فيها قائما رجل، فق در ¶ خبرا مضمرا قبل: (مثلهم) هو: ال دنيا، أو في الوجود، أو ما أشبهه، وق در انتصاب ¶ (مثلهم) علي هذا المضمر، لأن (مثلهم) وإن كان في لفظ المعرفة، فهو في التقدير ¶ نكرة، لأنالموصوف به لا يختص إذا وصف به، كما يخت ص بسائر الأوصاف ¶ وانتصاب (مثلهم) على هذا التقدير لو قال قائل فيه: إنه بعي د، لأنالعامل فيه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ معنى، والمعاني لا تعمل مضمرة إذ لا تعمل مظهرة، إذا تق دمها ما تعمل فيه، مثل: ¶ قائما فيها رجل، لكان قولا ¶ وكان أبو بكر يذهب في هذا إلى: أنالقائل له لما استعار لغة غيره لم يدر ¶ كيف استعمالهم لها، فق در أم يجروا مجرى (ليس) في جميع أحوالها، فغلط، وهذا ¶ قو ل قريب، وكيف كان الأمر فهو نادر قلي ل ¶ ولقد استعملت هذه الكلمة -وهى حر ف- كافة، ومعنى الكافة، أن تكفما ¶ تدخل عليه ع ما كان يحدث قبل دخولها فيه من عمل، وقد دخل ت كافة على الكلم ¶ الثلاث: الحرف، والاسم، والفعل ¶ فأما دخولها على الحرف للكف، فعلى ضربين: ¶ أحدهما: أن تدخل عليه فتمنعه العمل الذي كان له قبل دخولها، وتدخل علي ما ¶ النساء: 171 ]، و ] إن ما الله إلهواحد : كان تدخل عليه قبل الك ف غير عامل فيه، نحو ¶ النازعات: 45 ]، وكأنما زيد أس د، وقوله: ]إن ما أنت منذرمن ي خ شا ها ¶ ( لعلما أن ت حالم( 2 ¶ وليتما زيد منطل قوالآخر: أن تدخل على الحرف، فتكفه عن عمله، وتدخل على ¶ إن ما ي خ شى اللهمن عباده : ما لم تك ن تدخل عليه قبل الك ف عن عمله، وذلك نحو ¶ كأن ما آل عمران: 178 ]، و ] إنما نملي لهم ليزدادوا إثما فاطر: 28 ]، و ] العلماء ¶ 1) قال أبو العباس المبرد: فالرفع الوجه، وقد نصبه بعض النحويين وذهب إلى أنه خبر مقدم، ) ¶ وهذا خطأ فاحش، وغلط بين ¶ 2) وهو جزء من بيت لسويد بن كراع العكلي، والبيت هو: ) ¶ (/) ¶
أبا جعل لعلما أن ت حالم ¶ المسائل المشكلة 105 ¶ الحجر: 2] ، وقوله: ]رب ما ي ود الذي نكف روا : الأنفال: 6]، منه ] ي ساقون إلى ال موت ¶ ( إنا لمما نضر ب الكب ش ضربة ( 1 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لا يجوز أن تكون رب ما ي ود الذي نكفروا : والدليل علي أن (ما) في قوله ¶ لغوا، ولا التي مع الفعل بمنزلة المصدر، أنها لو كانت زائدة، لوجب أن يضمر بعد ¶ (ربما) (أن)، ولو أضمرت لنصبت الفعل، كما نصبت بعد سائر حروف الخفض، ولو ¶ نصبت الفعل بعده كان غير جائز، لأن (أن) مع الفعل بمنزلة المصدر المخصوص ¶ بمنزلة ود الذين كفروا، وإذا تعرف الاسم لم ي ود الذي نكفروا المعروف، فإن ¶ يدخل عليه (رب )، لأنها لا تعمل إلا في اسم شائع غير مخت ص، لوقوع المنكور بعدها دالا ¶ على أكثر من واحد، وهذا مما تختص به النكرات دون المعارف ¶ فلا يجوز لهذا أن تكون (ما) فيه زائدة، ولهذا بعينه لا يجوز أن تكون التي مع ¶ الفعل بمنزلة المصدر، لأنتلك مع الفعل مختص، كما أن(أن) مع الفعل كذلك، ¶ ويبعد أن تجعلها التي هي اس م منكور أيضا على أن يكون التقدير: ربشيء يوده ¶ الذين كفروا، لأنالمعنى ليس على أنهم يودن شيئا، إنما الذي يودونه الإسلام لو ¶ كانوا منهم، ويودون لوكانوا مسلمين ¶ وما جاء في التنزيل وفي غيره من كلامهم قبل (ل و) من: (ودد ت) ف معلق ¶ يومئذي ود الذي نكفروا القلم: 9] ، و ] ودوا ل و تدهنفيدهنون: ب(ل و)، كقوله ¶ و ودوا ل و تكف رون لن النساء: 42 ]، و ] و ع صوا الر سول ل و ت س وى بهمالأرض ¶ [ النساء: 89 ] ودوا ل و تكف رونك ماكفروا الممتحنة: 3 ،2 ]، و ] تنفعكمأرحامكم ¶ وقول الشاعر: ¶ ( يو دون لو يفدونني بنفوسهم ( 2 ¶ فعلى هذه الكثرة تحمل الآية أيضا، فإذا لم يج ز أن تكون الزائدة، ولا التي مع ¶ (/) ¶ (/) ¶
________________________________________ ¶ الفعل بمعني المصدر، ولا النافية، ولا المنكورة، ثبت أنها الكافة، وثبت ذه الدلالة ¶ القائمة في هذا الحرف جواز دخولها على ما أشبهه، نحو: (كما) في قوله: ¶ 1) هذا صدر البيت لأبي حية النميري) ¶ 2) وهو صدر بيت لأبي ذؤيب الهذلى وعجزه: ومثني الأواقي والقيان النواهد) ¶ 106 المسائل المشكلة ¶ ( كما لا ت شت م( 1 ¶ قال سيبويه: سألت الخليل عن قول العرب: انتظرني كما آتيك ، فزعم أن ¶ (ما) والكاف جعلتا بمنزلة حرفواحد، و صير ت للفعل كما و صير ت للفعل ¶ ( ربما ) والمعني: لعلي آتيك، فم نثم لم ينصبوا به الفعل، كما لم ينصبوا ب(ربما)، ¶ قال ر ؤبة: لا تشتمالناس كما لا ت شتموأنشد: ¶ ( قلت لشيبان: ادن من لقائه كما تغذي القوم من شوائه( 2 ¶ وجعل (كما) في هذا البيت كالتي في البيت الأول، وأنشد أبو بكر عن ¶ يعقوب أو غيره من أهل الثبتفي اللغة : كيما تغ دي القوم، وقال: وشيبان: ابنه ¶ ( أي: قلت له: اركب في طلبه كيما تعيده، فتغ دي القوم به، يصف ظليما ( 3 ¶ وأقول: إن(ما) على هذا الإنشاد تحتمل وجهين: يجوز أن تكون زائدة، كالتي ¶ آل عمران: 159 ]، والفعل منصوب بإضمار (أن)، إلا أنه ] فبما رحمة: في قوله ¶ ترك على الإسكان، وذلك مما يستحسن في الضروراتويجوز أن تكون (ما) بمعني ¶ المصدر في موضع جر ب(كي)، و(تغذي) صلته، وموضعه رفع، ونظير ذلك قول ¶ الآخر، أنشده أبو الحسن: ¶ ( إذا أنتلم تنف ع فضر فإنما يرج ى الفتي كيما يضروينف ع( 4 ¶ كأنه قال: للضر وللنفع، وتحتمل عندي أن تكون (ما) كافة، كأنه:ك ن ¶ كأن ت، ويجوز أن تكون بمعني (الذي) كأنه: ك ن كالذي هو أنت، فهذا دخول (ما) ¶ كافة على الحرف ¶ وأما دخولها علي الاسم، فقد دخل ت على الأسماء التي هي ظروف، ودخولها ¶ عليها علي ضربين: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
(/)1) وهو جزء من رجز لرؤبة وتمام الزجر: لا تشتم الناس كما لا تشت م ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) البيت لأبي النجم العجلي) ¶ 3) الظليم: ذكر النعام) ¶ 4) البيت موجود في ديوان قيس بن الخطيم ص 80 ، وفيه: (وينفعا) منصوبا، وورد أيضا في ) ¶ شعر النابغة الجعدي ص 46 ¶ المسائل المشكلة 107 ¶ أحدهما: أن تمنع الاسم عمله وما كان يحدثه من الإضافة قبل دخولها عليه، ¶ وتقع بعد الاسم جملة لا يعمل فيها الاسم ¶ والآخر: أن تدخل علي الاسم، فتمنع على إضافته إلى ما كان يضاف إليه، ¶ ويقع بعده فع ل يعمل فيه، فمثال الأول نحو قوله: ¶ ( بع دما أفنان رأسك كالثغام الم خلس( 1 ¶ وقول الآخر: ¶ ( بعد ما أفنان رأسك كالشهاب( 2 ¶ وقول الآخر: ¶ ( بينما نحن بالبلاكثفالقا ع سراعا والعي س وي هويا( 3 ¶ ألا ترى: أن (بعد) إن كانت تضاف إلى اسم تعمل فيه الجر، فدخل ت (ما)، ¶ وكفتها عن ذلك، ووقعت بعدها جملة من مبتدأ وخبر لم تعمل فيها، ومن ذلك ¶ قولهم: إني مما أفعل ذاك، قال سيبويه: إني مما أفعل ذاك ، فتكون (ما) مع أفعل ¶ بمنزلة كلمةواحدة، نحو: (ربما)، وأنشد لأبي حية: ¶ وأنا لمما نضرب الكبش ضربة ¶ وقال أبو العباس: تقول: إني مما أفعل، على معني: ربما أفعل، وأنشد البيت ¶ وقوله: إني مما أفعل، على معني: ربما أفعل، إن أراد به أن(ما) كافة ل(من) كما ¶ أنها كافة ل(ر ب)،فهو كما قال سيبويهوإن أراد أنه للتقليل، كما أن(ربما) ¶ للتقليل كان ذلك مسوغا إذا ثبت مسموعا ¶ وبع د ذلك في البيت فإنه ينبغي أن يكون غير مقلل لضربه الكبش على رأسه، ¶ ويقول: أنه قد يجوز أن يتغير معني الحرف، لانضمام (ما) إليه، كما تغير معني (لو) ¶ لانضمام (ما) إليهومثال الآخر: حيثما تك ن أك ن، وقوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( إذ ما تريني اليوم مزجي مطيتي ( 1 ¶ 1) البيت للمرار الأسدي، وصدره: أعلاقة أمالوليد بعد ما) ¶ 2) لم نجد هذا البيت في المصادر التي بين أيدينا ) ¶
108 المسائل المشكلة
(/)3) البيت لكثير عزة) ¶ 108 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ف(إذ) و (حيث) اسمان يدل على ذلك، قوله: إذ ما تريني اليوم، وقوله: ¶ البقرة: 149 ] فدخل حرف الخفض عليه]ومنحيث خ رجت ف ولوجه ك ¶ فأما (إذ) فالدليل على أنها اسم إضافتك الاسم إليها نحو: حينئذ، ويومئذ، ولو ¶ كان حرفا لم تق ع إضافته إليه، وقد كانا مضافين إلى ما بعدهما، كما كان يضاف ¶ (بعد) إلى ما بعده، فل ما أريدت اازاة ما أزيلت الإضافة عنهما بأن كفتا عنهما ¶ ب(ما)، فعملتا في الفعل الواقع بعدهما الجزم ¶ والدليل علي أا كافة: لزومها الاسمين في الجزاء، وكما لزمت الاسم لما ¶ صرف ما بعده إلى الابتداءوإنما لزمتها، لأن(حيث) ظرف من المكان يشبه ¶ ب(حين) من ظروف الزمان، فأضيف إلى الجمل، كما أضيف (حين) إليها، و(إذ) ¶ ظر ف من الزمان يضاف إلى الجمل ¶ وكل واحد من (حيث) و (إذ) إذا أضيفا إلى الجمل،صار موضع الجملة ¶ بعدها جرا بالإضافة، فإذا وضع الفعل بعدهما، وقع موضع اسم مجرور، والفعل متى ¶ وقع موقع اسملم يج ز فيه إلا الرفع ¶ فلو جوزي ب (حيث) و (إذ) ولم يض م إليهما (ما) لمتج ز اازاة ما، لأنك ¶ إذا جازيت جز مت، وهذا موضع لا يكون الفعل فيه إلا مرتفعا لوقوعه موقع الاسم، ¶ فل ما امتنعت اازاة ما- لما ذكرت- ضم إليهما (ما) الكافة، فمنعتهما الإضافة ¶ كما أنك لما ض ممتها إلى الحروف والأسماء الجارة( 2) كفتها عن الإضافة، والجر، ¶ [ الحجر: 2 ] رب ما ي ود الذي نكفروا نحو: بعد ما أفنان رأسك، و ¶ وكان القياس على هذا يوجب عندي على الشاعر -إذا اضطر فجازى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ب(إذا)- أن يكفها عن الإضافة ب(ما)، كما كف (حيث) و (إذ) لما جوزي ما، ¶ إلا أنالشاعر إذا ارتكب الضرورة، استجاز كثيرا مما لا يجوز في الكلام، نحو الأشياء ¶ المذكورة في مواضعها في باب الضروراتفهذا دخول (ما) الكافة على الاسم ¶ = ¶
(/)1) البيت من شواهد سيبويه، وتمامه: أصعد سيرا في البلاد وأفرع) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) الأسماء الجارة مثل: بعد، وعند ونحوهما) ¶ المسائل المشكلة 109 ¶ وأما دخولها على الفعل، فإنها تدخل عليه، فتجعله يلي ما لم يكن يليه قبل ¶ دخولهاألا ترى: أنها تدخل عليه قبل الفعل، نحو: قلما سرت، وقلما يقول، ولم ¶ يكن الفعل قبل دخول (ما) عليه يلي الفعل ¶ قال سيبويه في باب الحروف التي لا يليها بعدها إلا الأفعال: من تلك الحروف ¶ (ربما) و (قلما) وأشباههماجعلوا ( رب) مع (ما) بمنزلة كلمة واحدة، وهيؤوها ¶ ليذكر بعدها الفعل، لأنه لم يكن لهم سبيل إلى : ربيقول، ولا إلى : قليقول، ¶ فألحقوهما (ما) وأخلصوهما للفعل، قال: وقد يجوز في الشعر تقديم الاسم، قال: ¶ ( صددتفأطولت الصدود وقلما وصا ل على طول الصدوديدوم( 1 ¶ قال: وإنما الكلام: قلما يدوم وصالانتهى كلام سيبويه ¶ ومذهبه في هذا كما تراه، من أن (قل) كان حكمه أن يليه الاسم، لأنه فعل، ¶ فل ما دخلت عليه (ما) كفتته، وهيأته للدخول على الفعل، كما تهيء (ر ب) ¶ للدخول على الفعل، ولا يجوز أن يرفع: (وصا ل) ب(يدوم)، وقد تأخر عن الاسم، ¶ ولكن يرتفع يبقي، أو يثبت، أو نحوه مما يفسره (يدوم)، ولا يصلح ارتفاعه بالابتداء ¶ على ما ق دره، لأنه موضع فعل، كما لا يصلح أن يرتفع الاسم عنده بعد (هلا) التي ¶ للتحضيض، و (إن) الجزاء، و (إذا) الدالة علي الزمان بالابتداء، ولكن يكون العامل ¶ في الاسم الواقع بعد هذه الحروف فعلا يفسره ما يظهر بعده من الأفعال ¶ ولو قال قائل: أنالفعل خلاف الحروف في هذا، وإن(ما) في البيت الذي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أنشده صلة، وقوله وصا ل فاعله ومرتفع به، و (يدوم) صفة ل(وصال) فلا يكون ¶ التأويل عل ما ذكره سيبويه، لأنالفعل يبقي بلا فاعل، ولم نر في سائر كلامهم ¶ الفعل بلا فاعل، وأيضا فإنالفعل على تأويله يصير داخلا على فعل، وهذا أيضا غير ¶
(/)موجود، لكان( 2) عندي أثبت، ويق وي هذا أنالفعل مع دخول (ما) هذه عليه تجده ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ دالا على ما كان يدل عليه قبل دخول هذا الحرف إياه من الحدث والزمان، فحكمه ¶ أن يقتضي الفاعل، ولا يخلو منه كما لم يخل منه قبل، ألا ترى: أنالاسم في حال ¶ 1) البيت في ديوان عمر بن أبي ربيعة) ¶ 2 ) (لكان) جواب (لو قال قائل) المتقدم) ¶ 110 المسائل المشكلة ¶ دخول هذا الحرف إياه، على ما كان عليه قبل، من انتصابه بالظرف وتعلقه بالفعل، ¶ فقوله: ¶ بعد ما أفنان رأسك ¶ منتصب بما يفعل الناصب للمصدر الذي هو (علاقة) فكذلك ينبغي أن يكون ¶ الفعل على ما كان عليه، قبل دخول هذا الحرف من اقتضائه للفاعل وإسناده إليها، ¶ وليس الحرف كالفعل في هذا، لأنك قد تجد الحرف في بعض المواضع مفارقا للمعني ¶ الذي يدل عليه في غير ذلك الموضع، كالباء وغيره، وقد قدمنا ذكر ذلك في هذا ¶ الكتاب، وجعلناه أحد ما ينفصل به الحرف من الاسم، وإن اجتمعا في الدلالة على ¶ معني واحد، ولا تجد الفعل مفارقا لمعناه الذي يدل عليه ¶ فإن قال قائل: فإنهذه الحروف وإن كانت على ما ذكرت من أنه تعرى في ¶ بعض المواضع من المعني الذي يدلعليه في بعض آخر ، فهي في جميع المواضع من ¶ المعني تعمل عملا، كالباء التي تجيء دالة على الإلصاق، وغير دالة عليهفل ماكفما ¶ كف منه ذا الحرف، بطل عمله، فكذلك لا ينكر أن تك ف الفعل عن عمله في ¶ الفاعل في هذا الموضع، كماكفالحرف عن عمله ¶ فهو قول فيه تقوية لما ذهب إليه سيبويه، ويق وي مذهبه في هذا أيضا قولهم: ما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كان أحسن زيدا، فجاء الفعل في هذا الموضع لا فاعل له، وقد دللنا على ذلك ¶ فأما ما حكاه سيبويه من قولهم: ش د ما أنك، وعز ما أنك ذاه ب، فقد قال ¶ فيه قولين، ليس (ما) في أحد منهما كافة، ولكنها في أحدهما زائدة، وفي الآخر ¶
ذاه ب، فقال: هذا بمنزلة: حقا أنك ذاهب، كما تقول: أما أنك ذاه ب، بمنزلة:
(/)نكرة، قال: وسألته -يعني الخليل- عن قوله: ش د ما أنك ذاه ب، وعز ما أنك ¶ ذاه ب، فقال: هذا بمنزلة: حقا أنك ذاهب، كما تقول: أما أنك ذاه ب، بمنزلة: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ حقا أنك ذاه ب، قال: إن شئت جعلت: ش د ما، كنعم ما ¶ وأقول: إنه إذا مثل: ش د ما أنك ذاه ب، ب(نعم ما)، ف(ما) بعد قولك: ¶ ش د ما، نكرة في موضع نصب، كما أنها بعد (نعم ما) كذلك، وتقديره: نعم الشيء ¶ شيئا، كما أن تقدير نعم رجلا: نعم الرجل رجلا، و(أنك) على خبر مبتدأ، كأنك ¶ قلت: نعم شيئا هو أنك تقول الحق، لما قيل لك ما هو؟ ¶ ومن ق در (زيدا) مبتدأ مؤخرا في قولك: نعم الرجل زيد، فقال: كأنه في ¶ المسائل المشكلة 111 ¶ التقدير: زيد نعم الرجل، فإنه ينبغي له أن يوافق م ن يقول: إن(زيدا) خبر مبتدأ ¶ محذوف، في قولك: نعم الرجل، ذلك لأنه إن لم يق د ر هذا التقدير لزمه أن يبدىء ¶ ب (أن) المفتوحة، كأنه قال: أنك ذاهب نعم العمل، وهذهلا يجوز ابتداؤها ¶ ويق وي قول سيبويه: أن(قلما)كفت، فدخلت علي الفعل في: قل ما وصا ل، ¶ أن(قلما) أجري نفيا، وغلب ذلك فيه ضارع الحرف، فلم يقتض الفاعل كما لا ¶ يقتضيه الحرف لمشاته له، ويدل على إجرائهم إياه مجرى الحرف أنه لا يقع إلا ¶ مبتدأ، ولايكون مبنيا على شيء، فكما شابه الحرف في هذا كذلك شاه في أنه لم ¶ يكن له فاع ل ¶ فأما: كثر ما يقول ن ذاك، فلما كان خلافه أجري مجراه ك( ص ديان)، ¶ و ( ريان)، و (شعبان)، و (طيان)، ونحو ذلك مما يكثر تعداده، أجري مجرى خلافه، ¶ كذلك: كثر ما تقولن ذاك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ويدلك على إجرائهم إياه مجرى الحرف، وأنه لذلك يحسن أن لا يقتضي فاعلا ¶ كما يقضيه سائر الأفعال، لمشاته حرف النفي في قولهم: سرت حتى أدخلها، ألا ¶ ترى: أنهم لم يرفعوا الفعل بعد (حتى )، كما لم يرفعوه بعد النفي في قولك: ما ¶ سرت حتى أدخلها ¶
فاعلا، ويحسن ذلك فيها في القياسفهذا وجه مذهب سيبويه فيه، وهو الجيد
(/)فإجراؤهم هنا (قلما) مجرى الحرف يق وي أيضا إجراءها مجراه في أن لا تقتضي ¶ فاعلا، ويحسن ذلك فيها في القياسفهذا وجه مذهب سيبويه فيه، وهو الجيد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وأما ما حكاه يونس من قولهم: كثر ما تقولن ذاك، فإنه تأ وله على ما تأوله: ¶ قل ما يقوم، ويحتمل أن تكون بمعني (الذي) فيكون التقدير: كثر الذي يقولهودخول ¶ النون في الفعل على هذا كدخوله في قوله: ¶ ( ترفع ن ثوبي شمالا ت( 1 ¶ وجاز ذلك فيه، لأنه كالمثل، وقد يجوز في الأمثال ما لا يجوز في الكلام، نحو: ¶ عسى الغوير أبؤسا، ويحتمل أن تكون بمعني المصدر، كأنه كثر قولك، وكذلك ما ¶ حكاه من قولهم: قلما سرت، يحتمل هذين الوجهينفهذه وجوه (ما) الكافة ¶ 1) البيت لجذيمة الأبرش، وصدره: ربما أوفيت في علم) ¶ 112 المسائل المشكلة ¶ الباب الرابع من أبواب (ما) إذا كانت حرفا: ¶ استعملت (ما) حرفا زائدا مع الاسم، والحرف، والفعل ¶ وكل موضع أريد فيه إقامة وزن أو غير ذلك، وزيادم إياها في هذه المواضع ¶ على أربعة أضرب: ¶ فالأول: أن يكون لازما عوضا من الفعل، نحو: أما أنت منطلقا انطلقت معك ¶ والثاني: أن يلحق بدخوله الكلمة التي تدخل عليها حر ف لا يلزم في الكلام ¶ إذا لم تدخل، نحو: لزوم النون الشرط إذا دخل ت (ما) على (إن) الجزاء ¶ والثالث: أن تلزم الكلمة التي تزاد عليها، فلا تفارقها في الكلام والاختيار، ¶ نحو: أما، وإنك ما وخيرا ¶ والرابع: أن تزاد غير لازمةللكلمة ¶ الضرب الأول: الذي زيد ت فيه (ما) لازمة عوضا من الفعل: وذلك قولهم: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أما أنت منطلقا انطلقت معك، أما زيد ذاهبا ذهبت معه، ومنه قول الشاعر: ¶ ( أبا خراشة أما أنت ذا نفرفإنقوميلم تأكل ه م الضب ع( 1 ¶ قال سيبويه: إنما هي (أن) ضمت إليها (ما)، وهي (ما) التوكيد، لزمت لتكون ¶ عوضا من ذهاب الفعل، كما كانت الهاء والألف عوضا في (الزنادقة) و(اليماني)؛ لما ¶
الله يقول ذاك، حملوه على الفعل، حتى صاركأنهم قالوا: إذا صرت منطلقا، إلاأنه
(/)كان قبيحا عندهم أن يذكروا الاسم بعد (أن)، ويبتدؤوه بعدها، كقبح: كي عبد ¶ الله يقول ذاك، حملوه على الفعل، حتى صاركأنهم قالوا: إذا صرت منطلقا، إلاأنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لا يذكر بعدها الفعل المضمر، لأنه من المضمر المتروك إظهاره حتى صار ساقطا ¶ بمنزلة تركهم ذلك في النداءانتهى كلام سيبويه ¶ قول سيبويه في هذا ما كتبناه من أن(أن) هذه هي الناصبة للفعل، و (ما) ¶ 1) البيت للعباس بن مرداس السلمي) ¶ المسائل المشكلة 113 ¶ عو ض منه ملازمة للكلمة، و (أنت) مرتفع الموضع بالفعل الذي صار (ما) عوضا ¶ عنه، وهو: كان، فأما (أن) مع صلتها في موضع نصبلوصول الفعل إليه وعمله فيه ¶ فأما (أن) في البيت فموضعه نص ب بفعل مضمر يدل عليه قوله: ¶ فإن قومي لم تأكلهم الضب ع ¶ ويفسره، ولا يجوز أن يحكم على موضعه بالنصب ب(لم تأكلهم الضبع)، ¶ فيكون التقدير: إن قومي لم تأكلهم الضبع لئن كنت ذا نفر، لأنهذا الفعل بعد ¶ (إن) و(أن) قبلها، وما قبل (إن) لا يعمل فيه ما بعدها،، فإذن لم يج ز انتصابه ذا، ¶ وكان لابد له من متعلق، فالذي يتعلق به فع ل مضمر هو بقي ت، أو سلم ت ، أو نحو ¶ ذلك مما يدل عليه قوله: ¶ فإنقومي لم تأكلهم الضبع ¶ فأما ما ذكره أبو العباس في (الرد)( 1) من أنه لا يرى وقوع الفعل بعد (أن) ¶ هذه ممتنعا،وأنه جائز عنده في القياس، فكالمغالطة ¶ ألا ترى: أنه قد يجوز في القياس أشياء كثيرة لا يجيء به الاستعمال، فإذا لم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يستعمل له ترك، وإن أجازه القياس، فلا يستعمل في الكلام: وذ ر، ولا ود ع، ولا ما ¶ أشبه ذلك لامتناعه في الاستعمال، وإن أجازه القياس، وكذلك إظهار الفعل في هذا ¶ الموضع لا يجوز لشذوذه عن الاستعمال، وإن أجازه القياس ¶ وهذه العلل إنما تستخرج وتوضع بعد سماع الشيء واطراده في الاستعمال ¶ ليوصل إلى النطق بالشيء على حسب ما نطق به أهل اللغة، فإذا أدى إلى خلافه ¶
فلا موضع للقياس، لأنه حينئذ غير موصل إلى المراد، ولا مؤد إلى الغرض المطلوب
(/)وجب أن ي شذويطرح، فحكم السماع في الشيء أن يتقدم القياس، فإذا لم يتقدمه ¶ فلا موضع للقياس، لأنه حينئذ غير موصل إلى المراد، ولا مؤد إلى الغرض المطلوب ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ألا ترى: أنالغرض في استخراج هذا القياس إنما هو أن يتكلم غير العربي الفصيح ¶ بلزومه إياه، واستعماله له كما يتكلم العربي الفصيح، فإذا أدى إلى خلاف كلام ¶ العرب كان فاسدا، وخلاف ما قصد به له، ألا ترى: أنه لما استت ب في كلامهم ¶ ارتفا ع الاسم في إسنادهم الفعل إليه مقدما، قلنا: الفاعل رفع، ولو لم يتق دم ¶ 1) هو كتاب (الغلط)) ¶ 114 المسائل المشكلة ¶ استعمالهم له كذلك، ثمد وناه أو علمناه لم ننتفع ذا القول، ولم يكن له وجه، ولا ¶ فيه فائدة، فعلى هذا وض ع هذه القياسات، ثم إن شذبع د ع ما عليه الكثرة وجار ¶ عليه الجمهرة والجملة شيء، أخبر به، ونبه عليه، وأ علم أنحكمه أن يحفظ، ولا ¶ يحمل على ما عليه الأكثر لمخالفته في السمع ما عليه الأشيع، فيكون القياس حينئذ ¶ بذلك موصولا إلى النطق كما نطق، أهل اللغة، هذا فيما استمر استعماله واطرد استماعه ¶ فأما إذا لم يسمع الشيء إلاعلى بنية، ولم يحفظ إلا على هيئة، فلا معدل عنه ¶ إلى ما سواه، ولا مجاوزة فيه إلى ما عداه مما لم يسمع منهم ولم نحفظ عنهم، فعلى ¶ هذا يجري القياس النحوي وحكمه ¶ ثم نرجع إلى المسألة فنقول: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إنموضع (أن) في: أما أنت منطلقا، ونحوه نص ب بالفعل الذي ذكرنا، و (ما) ¶ هذه هي الزائدة، وليست (أما) هذه بجزاء، قال سيبويه: سألته -يعني الخليل- عن ¶ قوله: أما أنت منطلقا أنطلق معك، فرف ع، وهو قول أبي عمرو، وحدثنا به يونس، ¶ يريد أنه رفع (أنطل ق)، ولم يجزمه على أنه جزاء ¶ وحكى أبو عمر الجرمي عن الأصمعي فيما أظن اازاة ب(أما) المفتوحة ¶ الهمزة، وزعم أنه لم يحكه غيره، وهذا الذي حكاه أبو عمر تقوية للبيت الذي ¶ ذكرناه وهو: ¶
لأنه ليس في البيت ما يحمل عليه (أن) فيتعلق به، كما أنها في قولهم: أما أنت
منطلقا أنطل ق معك، متعلق بأنطل ق معك
(/)أبا خراشة أما أنت ذا نفر ¶ لأنه ليس في البيت ما يحمل عليه (أن) فيتعلق به، كما أنها في قولهم: أما أنت ¶ منطلقا أنطل ق معك، متعلق بأنطل ق معك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قلت: يكون متعلقا بفعل مضمر يفسره ما بعده، كما ق دمت في أول الفصل ¶ فالجواب: ما يكون تفسيرا لا يعطف به علي المفسر ألا ترى: أنك تقول: إن ¶ زيدا ضربته، ولا يجوز إنزيدا فضربته، فإذا لم يج ز عطف المف سر على المف سر، كانت ¶ الفاء في قوله: (فإنقومي) جواب شرط، و (أما) جزاء، و (أنت) مرتف ع بفعل ¶ مضمر، كما أن(خيرا) في قولهم: إن خير فخ ير، يرتفع بفعل مضمر، ولا موضع ¶ ل(أما) من الإعراب على هذا التأويل، كما لا موضع ل(إن) الجزاء مبتدأه غير ¶ متقدم عليها شيء ¶ المسائل المشكلة 115 ¶ فإن قلت: فقد يكون الفاء حرفا زائدا، وقد حكى ذلك أبو الحسن الأخفش ¶ أم يقولون: أخوك فوجد، يريدون: أخوك وجد، فيزيدون الفاء، فأحملها في البيت ¶ على هذا، ليصب ح ما أق در من إضمار الفعل المفسر، ويكون غير معطوفعليه ما يفسره ¶ فإنزيادة هذه الفاء قد حكاه أبو الحسن، ورواه أبو عثمان أيضا، ولم يحكه ¶ سيبويه، وفي حمل البيت عليه، تقوية لما ذهب إليه سيبويه من أن(أما) في البيت إنما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هو: (أن) الناصبة للفعل، ضمت إليها (ما)إلا أنالقول بزيادة الفاء ليس من مذهبه ¶ ومن ذلك قولهم: إما لا، قال سيبويه: ومثل ذلك -يعني مثل قولهم: أما كنت ¶ منطلقا انطلقت معك -إما لا، فكأنه يقول: أفعل هذا أن كنت لا تفعل غيره، ¶ ولكنهم حذفوا ذا لكثرة استعمالهم إياه، وتصرفه حتى استغنوا عنه ذا، وقال فيه ¶ أيضا: زعم الخليل أنهم أرادوا: إن كنت لا تفعل غيره فافعل كذا وكذا إما لا، ¶ ولكنهم حذفوه لكثرته في الكلام، انتهى ¶ ف(ما) في هذا عو ض من الفعل، كما أنه فيما ذكره من: أما كنت منطلقا، ¶
ذكره، وحذفت منه هذه الأشياء فغير،غيرت أيضا بإمالة (لا) فيها وهي حر ف لا
(/)عو ض منه، يدل على ذلك أنه لا يظهر معه الفعل، ولما كان أصل هذه الكلمة ما ¶ ذكره، وحذفت منه هذه الأشياء فغير،غيرت أيضا بإمالة (لا) فيها وهي حر ف لا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يمال في غير هذا الموضع، فكأنه أميل هذا، فغير ع ما عليه سائر الكلام، ليدلالتغير ¶ على هذه التغيرات، ولأنها قد صارت آخر شيء بمنزلة حرفواحد، فهذا مجيء ¶ (ما) عوضا من الفعل ¶ الضرب الثاني من مجيء (ما) زائدة: ¶ وهو أن يلحق بدخوله الكلمة التي تدخل عليها حر ف لا يلزم في الكلام إذا لم ¶ يد خل، نحو: لزوم النون الشرط إذا دخل ت (ما) على (إن) الجزاء، وذلك نحو: إما ¶ فإما ت رين من الب شرأ ح دا ،[ الزخرف: 41 ]فإما نذ هب ن بك ، تأتيني آتك ¶ [ مريم: 26 ] فقولي ¶ ف(ما) هذه مشبهة باللام في (ليفعل ن)، وجهة الشبه: أنها حر ف للتأكيد، ¶ كما أناللام للتأكيد، والنون في (ليفعل ن) غير لازمةفيما حكاه سيبويه، فإذا لم يلزم ¶ في ليفعل ن مع أنالنون فيه تفرق بين معنيين، فأنلا تلزم إما يفعل ن أولى، إذ لزوم ¶ النون له لا تفرق بين معنيين فيه ¶ 116 المسائل المشكلة ¶ وذهب أبو العباس إلى أنالنون لازم مع (إما) هذه غير مفارق، وليس عندي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كذلك لما أعلمتك، فإن قلت فما جاء في التنزيل من ذلك كله بالنون، فليس في ¶ ذلك دلالة على أنما كان سواه غير جائز، وقد جاء في غير التنزيل بلا نون، ¶ أنشد أبو زيد: ¶ ( زعمت تماضر أنني إما أم ت يس د د أبينوها الأصاغ ر خلتي( 1 ¶ وأنشد أبو عبيدة: ¶ ( فأما ينجوا بحتف أرض فقد لحقا بحتفهما لزاما ( 2 ¶ وفي كتاب سيبويه للأعشى: ¶ ( فإما تريني ولي لمةفإنالحوادث أودى بها( 3 ¶ هذا في أبيات كثيرة تركنا ذكرها هنا مع استقصاء الح جة في ذلك، لذكرنا له ¶ ( مستقص ى في مسائل إصلاح الإغفال( 4 ¶ الضرب الثالث من مجيء (ما) زائدة: ¶
ذلك قولهم في الجزاء: (م هما)، قال سيبويه:
سألت الخليل عن (مهما) فقال: هي (ما) أدخلت عليها (ما)، وأبدل الألف
(/)وهي أن تلزم الكلمة التي تزاد عليها، فلا تفارقها في الكلام، والاختيار من ¶ ذلك قولهم في الجزاء: (م هما)، قال سيبويه: ¶ سألت الخليل عن (مهما) فقال: هي (ما) أدخلت عليها (ما)، وأبدل الألف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كراهية التقاء المثلين، وقد يجوز أن يكون (مه) ك(إذ)، ضمإليها (ما) ¶ وقول الخليل عندي أقوىوقيل: إنه جائز أن يكون (مه) بمعنى الك ف، كما ¶ تقول: مه، تريد: اكفف، وتكون (ما) الثانية للشرط والجزاء،كأنتقدير قوله تعالى: ¶ الأعراف: 132 ]: اكفف ما تأتنا به من آية، وهذا يلزم قائله ] م ه ما تأتنا بهمن آية ¶ أن يكون كل موضع جاء فيه (م هما) أريد فيه الك ف، و الأمر بالإمساك، وليس ¶ 1) هذا البيت في نوادر أبي زيد، ونسبه إلى سمان بن ربيعة الضبي، أو سلمى بن ربيعة الضبي) ¶ 2) البيت لصخر الغ ي الهذلي) ¶ : 3) البيت للأعشى وروايته في ديوانه ص 171 ) ¶ فإن تعهديني ولي لمة فإن الحوادث ألوى بها ¶ 4) لقد استدل أبو علي لعدم لزوم النون بعد (إما) هذه في كتاب (الإغفال) ذه الأبيات) ¶ المسائل المشكلة 117 ¶ عندي أنالغرض في الاستعمال هذا، ألا ترى: أنقوله: ¶ ( فمهما تشأ منه فزارة تعطكم وم هما تشأ منه فزارة تمنعا( 1 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الذي يسبق منه إلى أفئدة السامعين وإفهامهم أنكل شيء شاء ت منه أعط ت، ¶ وكل شيءشاء ت منع ت، وما أحسب القائل: ¶ ( وأنكمهما تأمري القلب يفعل( 2 ¶ أراد: وأنك اكففي ما تأمري القلب يفعلويؤكد قول الخليل في هذا، ما ¶ أنشده أبو زيد، وابن الأعرابي: ¶ ( مهما لي الليلة م هما ليه أودى بنعل ي وسرباليه( 3 ¶ فاستفهم ب(م هما) كما يستفهم ب(أين)، وغيره من الأسماء التي يجازى ا ¶ ول ما يعلمالله الذي ن جا ه دوا : ومن ذلك (لما) التي يجزم ا في نحو ¶ آل عمران: 142 ]ونحو قوله: ] منك م ¶ ( أل ما ت عجبي وتر ي بطيطا من اللائين في الحقبالخوالي ( 4 ¶
(ما) فيها نح وليس ل(لم)،ألا ترى: أنك تقول: لما جئ ت جئ ت، فتليها الماضي، ولا
تليه (لم)، ويكون ظرفا، فقد صار فيه ما ليس في (لم)، كما أن(ل و) لما أضيفت إليه
(/)وإنما ذكرته في هذا القسم دون ما لا يلزم فيه (ما)، لأنه قد صار لها بدخول ¶ (ما) فيها نح و ليس ل(لم)،ألا ترى: أنك تقول: لما جئ ت جئ ت، فتليها الماضي، ولا ¶ تليه (لم)، ويكون ظرفا، فقد صار فيه ما ليس في (لم)، كما أن(ل و) لما أضيفت إليه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (لا)، صار فيه معني آخر ¶ فجعل (ل ما) على وجهين: أحدهما بمنزلة (لم)، كقوله: أل ما تعجبي، ¶ وما أشبههوالآخر: أن يكون ظرفا، ويد خل على الماضي، لأن(لما) إذا لم يك ن ظرفا ¶ لم يكن له نحو ليس ل(لم)، ألا ترى: أنه يقال: جئت ولما، فتحذف الفعل الذي ¶ لو ظهر لجزمته، ولا تفعل ذلك ب(لم)، فكأم لما أدخلوا عليها (ما) لم يخرجوها ¶ عن أن تكون ك(لم)، واتسع فيها بأن جعلت ظرفا، وأن وليها الماضي ¶ 1) البيت منسوب في الكتاب إلي ابن الخرع) ¶ 2) البيت لامرئ القيس وصدره: أغرك مني أن حبك قاتلي ) ¶ 3) البيت في نوادر أبي ذيد ص 62 نسبة إلى عمرو بن ملقط) ¶ 4) البيت للكميت ) ¶ 118 المسائل المشكلة ¶ قال سيبويه: (ما) في (لما) مغيرة لها عن حال(لم)، كماغير ت (لو) إذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قلت: (ل وما)، ونحوهاألا ترى: أنك تقول: لما، ولا تتبعها شيئا، ولا تقول: ذلك ¶ في (لم) وقال أيضا: أما لما فهي للأمر الذي قد وقع لوقوع غيره وإنما تجيء بمنزلة ¶ (لو) فيما ذكرنا فإنما هما لابتداءوجواب، وكذلك (لولا) و (لوما) فهما لابتداء ¶ وجواب، فالأ ول سبب ما وقع وما لم يق ع ¶ وإنما حسن أن تحذف الفعل بعد (لما) ولم يحسن ذلك في (لم)؛ لأنهم لما ¶ استعملوها ظرفا في قولهم: لما جئ ت جئ ت، وقع ت موقع الأسماء فأشبهتها، فل ما ¶ أشبهتها ح سن أن لايقع الفعل بعدها، ولم يحس ن ذلك في (لم) وأخواا؛ لأنها لم تق ع ¶ في مواقع الأسماء فلم تشبه ها ¶ ومن ذلك قولهم: افعل هذا آثرا ما، ف(ما) ها هنا زائدة لازمة، فيما ذكره سيبويه ¶
مقرونان، وخبره استعمل مضمرا
ومنه قولهم: (سيما) في نحو قولهم: ولا سيما زيد، وهي تستعمل في الاستثناء
وغيرها، وذلك قولهم: جاءني القوم لاسيما زيد، ف(س ي) منتص ب ب(لا )، والخبر
(/)ومنه قولهم: إنك ما وخيرا، فهذا حكاية سيبويه، وتقديره: إنك ما وخيرا ¶ مقرونان، وخبره استعمل مضمرا ¶ ومنه قولهم: (سيما) في نحو قولهم: ولا سيما زيد، وهي تستعمل في الاستثناء ¶ وغيرها، وذلك قولهم: جاءني القوم لاسيما زيد، ف(س ي) منتص ب ب(لا)، والخبر ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مضمر، وإنما يصل ح أن تعمل (لا) فيه، وإن كان مضافا إلى معرفة،لأنه بمنزلة ¶ (مثل) فالإضافة إلى المعرفة لا تخصصه كما لا تخ صص (مثلا)، والجملة في موضع ¶ نصبلوقوعها موقع الاسم المستثني، فهذا استعمالهم لها في الاستثناء ¶ وإما استعمالها في غير الاستثناء فقوله: ¶ ( ولاسيما يوم بدارة جل جل( 1 ¶ فهذا ليس موضع الاستثناءفإن شئت جعلت الظرف خبرا، وإن شئت جعلته ¶ صفة، وأضمرت الخبرو(ما) في هذه المواضع لازمة ¶ فإن قلت: ما تنكر أن تكون (ما) غير لازمة في (سيما) لإنشاد من أنشده: ولا ¶ سيما يوم، يريد به (الذي)؟ ¶ فالجواب: أنالزائدة لما كان ت على لفظ التي هي بمعني (ما) كره اجتماعها ¶ 1) البيت لإمرئ القيس، وصدره: ألا ر ب يوم صالح لك منها ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المسائل المشكلة 119 ¶ فاستغني عنها بالزيادة ا، ألاترى: أنهم قالوا: (م هما)، فغيروا اللفظ كراهة لاجتماع ¶ اللفظين وقول القائل: ¶ لما أنسيت شكرك ¶ ولقدمكنا ه م في ما : وتشبي هها إياها بالموصولة أش د من هذا، وفي التنزيل ¶ الأحقاف: 26 ]، فجاء النف ي ب(إن) دون (ما) لتق دم (ما)]إن مكناك م فيه ¶ ويجوز أن تحمله على حذف (ما) من (س ي)وإثباا أكثر، قال سيبويه: إن ¶ حذف ت(ما) فعر بي ¶ ومن ذلك (إما) التي في قولك: ضربت إما زيدا وإما عمرا، وهي في المعني ¶ ك(أو) في أنه لأحد الأمرين في الإخبار وغيره، إلاأنالفصل بينها: إني إذا قلت: ¶ ضرب ت زيدا، أو اضر ب زيدا، جاز أن أكون أخبرته بضرب زيد وأنا متيقن، أو ¶
غيره بعد أن لم أر د أن يتعداه
و(إما) في أول ذكرها تؤذن بواحد من أمرين، فهذا الفعل بينهما، وهذا
الاشتراك بينهما، ذكرها النحويون معها في جملة حروف العطف، لا لأنهاحرف
عطف، ألا ترى: أنها لا تدخل الاسم الذي بعدها في إعراب الاسم الذي قبلها في
(/)أمرته بضربه وأبحته له، ثمأدركني الشك بعد ما كنت على يقين، أو أمرته بضرب ¶ غيره بعد أن لم أر د أن يتعداه ¶ و(إما) في أ ول ذكرها تؤذن بواحد من أمرين، فهذا الفعل بينهما، وهذا ¶ الاشتراك بينهما، ذكرها النحويون معها في جملة حروف العطف، لا لأنهاحرف ¶ عطف، ألا ترى: أنها لا تدخل الاسم الذي بعدها في إعراب الاسم الذي قبلها في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قولك: ضربت إما زيدا، وليست أيضا ك(لا)، و(حتى)، ونحوها من الحروف التي ¶ تكون تارة عاطفة، وأخرى غير عاطفةلدخول حرف العطف عليها، ولزومه لها في ¶ قولهم: ضربت إما زيدا وإما عمرا ¶ إما أن تعذب وإما : وبذلك أيضا على أنها ليست عاطفة ابتدا ؤك ا في نحو ¶ الكهف: 86 ]، وفيما حكاه سيبويه من قولهم: إما أن يقوم ] أن تتخذ فهم حسنا ¶ وإما أن لايقوم، فيدلك هذا على أنها غير عاطفة لأنحرف العطف لا يخلو من أن ¶ يعطف مفردا على مفرد، أو جملة على جملةوفي كلا القسمين لا يبتدأ بهفإن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قلت: ما تنكر أن تكون ك(حتى)، ونحوه، مما ينتقل فتكون تارة عاطفة و أخرى ¶ غير عاطفة؟ فقد ق دمنا الدلالة على امتناع ذلك ¶ وسألت أبا بكر عنها فقال: ليست بحرف عطف، وقال: حروف العطف لا ¶ يدخل بعضها على بعض، فإن وجدت ذلك في كلام، فقد خرج أحدهما من أن ¶ 120 المسائل المشكلة ¶ يكون حرف عطفنحو: لم يق م زي د ولا عمروف(لا) في هذه المسألة ليست ¶ بعاطفةإنما هي نافية،ونحن نجد (إما) لا تفارقها الواو، أعني: المكررة في قولك: ¶ ضربت إما زيدا وإما عمرا، فالثانية لا تفارقها الواو، و الأولى لا تدخل الاسم الذي ¶ بعدها في إعراب الاسم الذي قبلها، فقد خالف ما عليه حروف العطف ¶ وقال سيبويه في جري الصفات على الموصوفين: ومنه مررت برجل راكع أو ¶ ساجد، فإنما هي: إما، وإما، إلاأن(إما) تجاء ا ليعلم أنه يريد أحد الأمرين، وإذا قال: ¶
و(إما) هذه لا تكون إلامكررة نحو: ضرب ت إما زيدا وأما عمرا، ولا تكون مفردة
قال أبو العباس: لو قلت: ضربت إما زيدا، وسك ت لم يج ز، لأنالمعني هذا أو
هذا، قال: وزعم سيبويه أن(إما) هذه إنما هي (إن) ض م ت إليها (ما) لهذا المعني
(/)أو ساجد، فقد يجوز أن يقتصر عليه، وقد تق دم في أ ول الفصل ما يبين هذا الكلام ¶ و(إما) هذه لا تكون إلامكررة نحو: ضرب ت إما زيدا وأما عمرا، و لا تكون مفردة ¶ قال أبو العباس: لو قلت: ضربت إما زيدا، وسك ت لم يج ز، لأنالمعني هذا أو ¶ هذا، قال: وزعم سيبويه أن(إما) هذه إنما هي (إن) ض م ت إليها (ما) لهذا المعني ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقد جاءت في الشعر معادلة ل(أو) نحو: ضربت إما زيدا أو عمرا، وكان ¶ هذا للمناسبة بينها وبين(أو) في أنها لأحد الأمرين، كما أنها له، إن خالفتها في بناء ¶ الكلام معها على الشك، وجواز كونه مع (أو) أن يكون على إلى اليقين، ثملحق ¶ الشك بع د، فإذا تق دم ت (إما) وتبعتها (أو)، علم أنالمعني ل(إما) دوا لتق دمها ¶ الكهف: ] يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا : فأما قوله ¶ 86 ] فينبغي أن يكون موضعه رفعا، وارتفاعه على الابتداء، أي: إما العذا ب شأن ك، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أو أمر ك، أو اتخاذ الح سن ¶ ومثل ما قلنا في هذا، أجازه سيبويه في البيت الذي أنشده وهو: ¶ ( لقد كذبتك نفسك( 1 ¶ قال: ولو قلت: فإن جز ع وإن إجمال صبر،كان جائزا، كأنك قلت: فإما ¶ أمري جز ع، وإما إجمال صبر، لأنك لو صححتها فقلت: إما،جاز ذلك فيها، وقال ¶ أيضا، وإما، يجري ما بعدها هاهنا على الابتداء، وعلى الكلام الأول ¶ ويجوز عندي أن يكون موضعه نصبا على: ائت إما العذاب وإما غيره ¶ فهذا (ما) في هذه الكلمة من تصرفهافأما ذاا؛ فإن سيبويه والخليل يذهبان ¶ 1) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبه وتمامه: فأكذبنها فإن جزعا وإن إجمال صبر ) ¶ المسائل المشكلة 121 ¶ في ذلك إلى أا (إن) لزمتها (ما)، قال سيبويه: وأما قول الشاعر: ¶ لقدكذبت ك ن ف س ك فاكذبنها فإن جزعا وإن إجمال صبر ¶ فهذا على (إما) وليس على (إن) الجزاء،وليس كقولك: ¶ ( إن حقا وإن كذبا ( 1 ¶
الجزاء وقد استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب، فليس قوله: فإن جزعا، كقوله:
[ محمد: 4 ] فإما منا بعدوإما فداء: إن حقا، وإن كذبا، ولكنه على قوله
ولو قلت: فإن جزع، وإن إجمال صبر، كان جائزا، كأنك قلت: فأما أمري
جز ع، وإما إجمال صبر، لأنك لو صححتها، فقلت إما، جاز ذلك فيها -يعنى
(/)فهذا على (إما) محمو ل، ألا ترى: أنك تدخل الفاء، ولو كنت على (إن) ¶ الجزاء وقد استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب، فليس قوله: فإن جزعا، كقوله: ¶ [ محمد: 4 ] فإما منا بعدوإما فداء: إن حقا، وإن كذبا، ولكنه على قوله ¶ ولو قلت: فإن جزع، وإن إجمال صبر، كان جائزا، كأنك قلت: فأما أمري ¶ جز ع، وإما إجمال صبر، لأنك لو صححتها، فقلت إما، جاز ذلك فيها -يعنى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الرف ع- ولا يجوز طرح (ما) من (إما) إلا في الشعر؛ قال النمر بن تولب: ¶ سقتهال رواعدمن صيفوإن من خريففلنيع دما ¶ وإنما يريد: وإما من خريف، ومن أجاز ذلك -يعنى حذف (ما) من (إما)- ¶ في الكلام دخل عليه أن يقول: مررت برجلإن صالحوإن طالح، يريد: إما ¶ وقال أيضا في قولهم: هذا حق كما أنك ها هنا، (ما) لا تحذف هنا في الكلام، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كما لا تحذف في الكلام من (إن)، ولكنه جاز في الشعر ¶ وقال: وسألت الخليل عن (ما)، و (إنما)، و (كأنما)، و ( حيثما)، و (إن ما)، ¶ في قولك: إما أن تفعل ، وإما أن لا تفعل، فقال: هن حكاياتوالدليل على أن (ما) ¶ مضمومة إلى (إن) قول الشاعر: ¶ لقد كذبت ك نف سك فاكذبن ها فإن جزعا وإن إجمال صبر ¶ وإنما يريدون (إما) وهي بمنزلة (ما) مع (أن) في قولك: أما أنت منطلقا ¶ انطلق ت معك، فهذا ما ذكره سيبويه في هذه الكلمة ¶ فأما قوله في الفصل الأول: ألا ترى: أنك تدخل الفاء، ووجه استدلاله ¶ بدخول الفاء على أن(إن) ليس للجزاء، فهو أن(إن) لا تخلو في البيت من أحد ¶ 1) هذا جزء من بيت للنعمان بن المنذر، والبيت بتمامه هو: ) ¶ قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا فما اعتذارك من شيء إذا قيلا ¶ 122 المسائل المشكلة ¶ وجهين: إما أن تكون التي للجزاء، أو أن تكون المحذوفة من (إما)، فلا يجوز أن ¶ تكون التي للجزاء دون المحذوفة من (إما)، لأنك لو قلت: أنت صاحبي إن صدقت، ¶
صاحبي فإن صدقت، لاحتجت إلى جواب الشرط، ولم يصلح أن يكفي بما تقدم عن
جواب الجزاء، لقطعك بين الجملتين بالفاء، فكذلك قوله: فإن جزعا بعد قوله:
لقد كذبتك نف سك فاكذبن ها
لا يصلح أن تكون (إن) فيه للجزاء؛ لدخول الفاء عليها، وأا لو كانت
للجزاء للزمها الجواب، كما يلزم الجواب فيما ذكرنا، فل ما لم تصلح أن تكون
(/)لصلح أن يكتقى في الكلام المتقدم عن جواب الجزاءولو أدخلت الفاء فقلت: أنت ¶ صاحبي فإن صدقت، لاحتجت إلى جواب الشرط، ولم يصلح أن يكفي بما تقدم عن ¶ جواب الجزاء، لقطعك بين الجملتين بالفاء، فكذلك قوله: فإن جزعا بعد قوله: ¶ لقد كذبتك نف سك فاكذبن ها ¶ لا يصلح أن تكون (إن) فيه للجزاء؛ لدخول الفاء عليها، وأا لو كانت ¶ للجزاء للزمها الجواب، كما يلزم الجواب فيما ذكرنا، فل ما لم تصلح أن تكون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ للجزاء، لذلك ح ملهعلى أا المحذوفة من (إما)، فهذا وجه استدلال سيبويه بدخول ¶ الفاءومعنى قوله: ألا ترى: أنك تدخل الفاء ولو كانت على (إن ) الجزاء وقد ¶ استقبلت الكلام لاحتجت إلى الجواب ¶ وذهب بعضهم إلى أن مذهب سيبويه في (إما) هو أا: (إن) التي للجزاء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ض م ت إليها (ما)وهذا عندي غلط عليه، وقد قال ما لا يجوز ظن هذا به، ألا تراه: ¶ أنه قال: ولو قلت: إن جز ع وإن إجمال صبر، كان جائزا، كأنك قلت: فإما أمري ¶ جزع، وإما إجمال صبر،لأنك لو صححتها فقلت: إما، جاز ذلك فيها، وقال أيضا: ¶ (إما) يجري ما بعدها على الابتداء ¶ ففيما قاله في هذين الموضعين إجازة وقوع المبتدأ بعد (إما)، ومن مذهبه وقوله ¶ الذي لا يدفع: أن(إن) لا يق ع الابتداء بعدها ¶ قال سيبويه: ولا يجو ز بعد (إن) أن تبني (عندنا) على الأسماء، ولا الأسماء تبنى ¶ على (عند)، كما لم يجز لك أن تبني بعد (إن) الأسماء على الأسماء ¶ فقد وقع هنا جواز وقوع المبتدأ بعد (إن)، وأجاز وقوعه بعد (إما)، فكيف ¶ يكون عنده أن(إما) هذه إنما هي (إن) الجزاء، وقد كتبنا كل ما قاله في الحرف فلم ¶ يقل في شيء منها إا للجزاء؛ لأن ذلك لا يسوغ، ألا ترى أنك تقول: ضرب ت إما ¶ زي دا وإما عمرا، وتقول: ذهب إما زيدوإما عمرو، فلو كان (إن) الجزاء لما عمل ما ¶ قبلها في ما بعدها، ولكان (ذهب) فعلا فارغا لا فاعل له ¶
المسائل المشكلة 123
زي دا، وإن ضرب ت عمرا
فليس هذا الغرض الموضوع لهذا المعنى، ولا المفهوم من هذا اللفظ، ألا ترى:
أنالمراد في هذا إنما هو: ضرب ت أحدهما، وليس يريد أن يخبر أنه ضرب زي دا وإن
ضرب عمرا فقد كان منه ضر ب، هذا معنى لا يقصد في هذاولا يري د أي ضا أن
يقول: إن ذهب زيد وإن ذهب عمرو فقد كان ذهاب، هذا مما لا يراد في المعنى،
(/)فإن قال: يكون انتصاب الاسم بعده بفعل مضمر، كأنه: ضرب ت إن ضربت ¶ المسائل المشكلة 123 ¶ زي دا، وإن ضرب ت عمرا ¶ فليس هذا الغرض الموضوع لهذا المعنى، ولا المفهوم من هذا اللفظ، ألا ترى: ¶ أنالمراد في هذا إنما هو: ضرب ت أحدهما، وليس يريد أن يخبر أنه ضرب زي دا وإن ¶ ضرب عمرا فقد كان منه ضر ب، هذا معنى لا يقصد في هذاولا يري د أي ضا أن ¶ يقول: إن ذهب زيد وإن ذهب عمرو فقد كان ذهاب، هذا مما لا يراد في المعنى، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ولا يعتر ض على أن ذلك فاس د في اللفظ، لأن ذهب يبقى فارغا لا فاعل له، ولا ¶ يجو ز أن يضمر ولا يذكر ¶ ويدل أيضا على فساد ذلك قولك: إما أن تقوم وإما أن لا تقوم، وقوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإما الكهف: 86 ]، و ] يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ¶ محمد: 4]ألا ترى: أن هذا لو كان (إن) الجزاء لم يجز وقوع ] منا بع د وإما فداء ¶ الابتداء بعده، وللزم أن يجازى بما يجازى به (إن)، إذ لم يتقدم في شيء من هذا ما ¶ يغني عن الجواب، فيستغنى به عن ذكره، ونحوه: أنت ظا لم إن فعلت، فهذا التوهم ¶ على سيبويه، والتأويل في هذا وما ذهب إليه هذا القائل فاس د غير جائز ¶ فإن قال: ما أنكر ت أن يكون هذا الذي ذهب ت إليه في (إن) من (إما) مذهب ¶ سيبويه، لأنه قد ذكر أن (إن) على أربعة أوجه: المخففة من الثقيلة، والنافية، ¶ والزائدة، والتي للجزاء، وليس يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة، لأن تلك تدخل ¶ للتاكيد، وليس هذا من مواضعها، ولا النافية، لأنه لا نفي هنا، ولا للزيادة، لأن تلك ¶ تزاد بعد (ما) النافية، فل ما لم يجز أن تكون واحدة من هذه الثلاث وجب أن تكون ¶ اازية، لأنك في (إما) لا تب ت على الشيء كما لا تب ت في الجزاء على الشيء، فل ما ¶ شاتها في هذا الموضع، ولم تكن واحدة من الثلاث، لزم أن تكون إياها ¶ قيل له: ليس في قوله: إن(إن) تكون على أربعة أوجه ما يوجب أن تكون ¶
كذلك لا يجوز أن تكون اازية، لما ق دمنا من الدليل في امتناع ذلك أن تكون إياها،
ولما رأينا في الجمع بين قوله في (إن) و(إما) من أنذلك لا يجوز أن تكون اازية عنده
وإنما لم يذكر (إن) هذه فيجعله ضربا خام سا من (إن)؛ لأنه لا يستعمل في
الكلام، ولأن الشاعر إذا حذف منه (ما) فهو يريدها، فهو وإن ذكر (إن) فمراده
124 المسائل المشكلة
(/)(إن) هذه (إن) الجزاء، كما لم يجز أن تكون واحدة من الثلاث التي ذكرناها، ¶ كذلك لا يجوز أن تكون اازية، لما ق دمنا من الدليل في امتناع ذلك أن تكون إياها، ¶ ولما رأينا في الجمع بين قوله في (إن) و(إما) من أنذلك لا يجوز أن تكون اازية عنده ¶ وإنما لم يذكر (إن) هذه فيجعله ضربا خام سا من (إن)؛ لأنه لا يستعمل في ¶ الكلام، ولأن الشاعر إذا حذف منه (ما) فهو يريدها، فهو وإن ذكر (إن) فمراده ¶ 124 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (إما)فلم يجعل ذلك قس ما خامسا لهذا ¶ فإن قلت: فما جهة الفائدة في إعلامه لنا: أن (إن) من (إما)؟ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل: يعل م منه أن الحرف المدغم نون وليس بميم، كما أنها من (إما) يجوز أن ¶ تكون مي ما، لأنالشاعر لما اضطر فحذف (ما) منه، وأظهر النون، عل م بهأن ذلك ¶ أصله، ويعلم أم يحذفون منها عند الضرورة، وأا مركبة ¶ ثم ضم إليها ما، كما ضمت إلى (لو) في (لوما) ونحوه، فتغير عن ذلك المعنى ¶ كما تغير (لو) لما ضمت إليها (ما)، فذلك لا يمتن ع، ولا دلالة على أن (إن) هذه ¶ اازية دون غيرها، إذ هذه الحروف التي تغ ير بضم (ما) إليها تغير عما كانت عليها، ¶ وإلى هذا ذهب سيبويه والخليل فيها؛ أعني أا (إن) ضم إليها (ما)، ولذلك حكاها ¶ إذا سمي ا، كما يحكى (إنما) ونحوها، إلا أنه لم يقل : (إن) للجزاء أو لغيره ¶ وأما ما أنشده سيبويه للنمر بن تولب: ¶ ( سقته الرواع د من صيفوإن من خريففلن يعدما( 1 ¶ فذهب فيه أي ضا إلى أن(إن) محذوف من (إما)، فقال: يري د وإما من خريف ¶ فقال أبو العباس في (الغلط): يقال له (ما) لا يجوز إلغاؤها من (إن)، إلا في ¶ غاية الضرورة، و(إما) يلزمها أن تكون مكررة، وإنما جاءت هنا مرة واحدة، ولا ¶ ينبغي أن يحمل الكلام على الضرورة، وأنت تج د إلى غيرها سبيلا، ولكن الوجه في ¶ ذلك ما قال الأصمعي؛ قال: هي (إن) الجزاء، وإنما أراد إن سقته من خريف فلن ¶
وأقول: إن الشاعر قال هذا البيت في أبيات يص ف فيها وعلا وقبله:
إذا شاء طال ع مسجورة ترى حولها النب ع والسماسما
( تكون لأعدائه مجهلا مضلا وكانت له م عل ما( 2
قوله: مسجورة، يري د عينا كثيرة الماء إذا شاء هذا الوعل طالع مسجورة،
فقوله: تكون، صفة لمسجورة، وكذلك، سقتها، يكون صفة لمسجورةوكذلك
1) تقديم تخريجه)
2) البيتان للنمر بن تولبانظر: شعر النمر بن تولب ص/ 104 ،103 )
(/)يعدم الريولم يحتج إلى ذكر سقته لقوله أولا: سقته الرواع د من صيف ¶ وأقول: إن الشاعر قال هذا البيت في أبيات يص ف فيها وعلا وقبله: ¶ إذا شاء طال ع مسجورة ترى حولها النب ع والسماسما ¶ ( تكون لأعدائه مجهلا مضلا وكانت له م عل ما( 2 ¶ قوله: مسجورة، يري د عينا كثيرة الماء إذا شاء هذا الوعل طالع مسجورة، ¶ فقوله: تكون، صفة لمسجورة، وكذلك، سقتها، يكون صفة لمسجورةوكذلك ¶ 1) تقديم تخريجه) ¶ 2) البيتان للنمر بن تولبانظر: شعر النمر بن تولب ص/ 104 ،103 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المسائل المشكلة 125 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ رواه ثعلب، عن سعدان، عن الأصمعي ¶ وفي كتابنا كتاب سيبويه ( سقته)، فيجوز أن يكون رج ع إلى (الوعل)، أو ¶ حمله على المعنى، والوجه أن يكون ل(العين)، فيكون المعنى: سقت الرواعد من ¶ السحاب هذه المسجورة، إما من صيف وإما من خريف، أي: فهي على كل أحوالها ¶ لا تعدم السقي إما صيفا وإما خريفا، وذلك في صفة هذه (العين) أرخى لبالهذا ¶ (الوعل)، وفاعل (يعدم) على هذا (العين) ¶ ويحتمل أن يكون المعنى: سقت الرواعد من السحاب هذه العين أو هذا ¶ الوعل، وإن سقت العين أو الوعل من الخريف فلن تعدم العين السقي أو الوعل ¶ الري، ودفع بعضهم هذا وقال: لا معنى لهوليس كذلك؛ لأنه غير ممتنع إلا أن ¶ التأويل الأول أسهل في المعنى، وأدخل فيما يعترضه الشاعر، وإن اعترضه في لفظه ¶ حذف (إما) الأولى، وحذف الثانية، ولا يمتنع عند الضرورة حذف الأولى، لأن ¶ الثانية تدل عليها، ويدل على أنه غير ممتنع وأنه جائز قول الفرزدق: ¶ ( تها ض بدارقد تقادم عه دها وإما بأمواتأل م خيالها( 1 ¶ والفاء في هذا التأويل جواب الجزاء، وفي التأويل الأول عاطفة جملة على جملة، ¶ وكلا التأويلين يحتملهما البيت، إلا أن بيت الآخر يتوجه على ما ذكره، وكأنه ¶ لذلك ع ول عليه في باب الحكاية عند التسمية ا ¶
لأحد الشيئين ك(أو) في أنه لأحد الشيئين، وقد استقصيتها
فإما تري ن من البشر: والآخر: أن يكون (إن) الجزاء يضم إليها (ما) في نحو
مريم: 26 ]، وقد ذكرناها أي ضا فيما تق دم] أح دا فقولي
وأما (أما) فكلمة استعملت أي ضا على ضربين:
أحدهما: أن يكون (أن) الناصبة للفعل يض م إليها (ما)، فتكون عو ضا من الفعل،
نحو: أما أنت منطلقا انطلق ت معك، وقد استقصيناها فيما مضى من هذه الفصول
والآخر: أن يكون فيها معنى الجزاء، قال سيبويه: أما (أما) ففيها معنى الجزاء،
(/)
(/)فهذا في (إما)هذه، وهي كلمة تستعمل على ضربين: أحدهما أن يكون ¶ لأحد الشيئين ك(أو) في أنه لأحد الشيئين، وقد استقصيتها ¶ فإما تري ن من البشر: والآخر: أن يكون (إن) الجزاء يضم إليها (ما) في نحو ¶ مريم: 26 ]، وقد ذكرناها أي ضا فيما تق دم] أح دا فقولي ¶ وأما (أما) فكلمة استعملت أي ضا على ضربين: ¶ أحدهما: أن يكون (أن) الناصبة للفعل يض م إليها (ما)، فتكون عو ضا من الفعل، ¶ نحو: أما أنت منطلقا انطلق ت معك، وقد استقصيناها فيما مضى من هذه الفصول ¶ والآخر: أن يكون فيها معنى الجزاء، قال سيبويه: أما (أما) ففيها معنى الجزاء، ¶ (/) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ________________________________________ ¶ 71/ 1) البيت للفرزدقانظر: ديوانه 2 ) ¶ 126 المسائل المشكلة ¶ كأنه يقول: عبد الله مهما يكن من أمره فمنطلق، ألا ترى: أنالفاء لازمة لها أب دا، ¶ فمعنى الجزاء لازم له كما قال؟ ¶ والدليل على أن فيه معنى الفعل انتصاب الظرف به في نحو قولهم: أما يوم ¶ الجمعة فإني خار ج، ألا ترى: أنه لو لم ينصب بالمعنى الذي في (أما) لما كان له ¶ ناصب، لأنما بعد (أما) هذه، التقدير به أن يكون بعد الفاء، ولو وقع هذا الظرف ¶ بعد الفاء لم يكن له ناصب، لأنما بعد (إن) لا يعمل في ما قبلهافيعلم ذا أن ¶ العامل في الظرف المعنى الذي في (أما) من الفعل ¶ ويدلك أي ضا على أنه بمعنى الفعل أن ما يقع بعده مما ليس بظرف، لا يعمل فيه ¶ عمله في الظرف، ألا ترى: أنه لا يجوز: أما زي دا فإني ضار ب، لأن (زي دا) ليس مما ¶ تعمل فيه المعاني، ولا يجوز أن يعمل فيه (ضارب) لوقوعه بعد (إن)، فإن قلت: أما ¶ زي دا فأنت ضار ب، جاز، وعلم (ضارب) في (زيد)ألا ترى: أنك إذا قدرت وقوع ¶ الاسم بعد الفاء لم يمتنع (ضار ب) أن يعمل فيه كما يمتن ع إذا دخلت (إن) ¶ و(أما) هذه لهذا المعنى الذي فيه من الجزاء يكون مستأنفا ا، ومقد را فيها ¶
عمر وا فأكرمته، فعلى هذا بابه
ومن هذا الباب قولهم: (كما) في قولهم: كما أنه لا يعلم فغفر الله له
قال سيبويه: سألته -يعني الخليل- عن قوله: كما أنه لا يعلم ذلك فتجاوز لله
عنه، وذا ح ق كما أنك هنا، فزعم أن العاملة في (أن) الكاف، و(ما) لغ و، إلا أن
(ما) لا تحذف منها، كراهية أن يجيء لفظها مثل لفظ (كأن)، كما ألزموا النون
(لأفعل ن)، واللام من قولهم: إن كان ليفعل، كراهية أن يلتبس اللفظان
ويدلك على أن الكاف العاملة قولهم: هذا ح ق مثل ما أنك هنا، وبعض
(/)الانقطاع مما قبلها، كالجزاء ونحوه، ولذلك اختار سيبويه فيه: ضرب ت زي دا وأما ¶ عمر وا فأكرمته، فعلى هذا بابه ¶ ومن هذا الباب قولهم: (كما) في قولهم: كما أنه لا يعلم فغفر الله له ¶ قال سيبويه: سألته -يعني الخليل- عن قوله: كما أنه لا يعلم ذلك فتجاوز لله ¶ عنه، وذا ح ق كما أنك هنا، فزعم أن العاملة في (أن) الكاف، و(ما) لغ و، إلا أن ¶ (ما) لا تحذف منها، كراهية أن يجيء لفظها مثل لفظ (كأن)، كما ألزموا النون ¶ (لأفعل ن)، واللام من قولهم: إن كان ليفعل، كراهية أن يلتبس اللفظان ¶ ويدلك على أن الكاف العاملة قولهم: هذا ح ق مثل ما أنك هنا، وبعض ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إنهل حقمثل ما أنك م : العرب يرفع فيما حدثنا يونس وزعم أنهم يقولون ¶ الذاريات: 23 ]، فلولا أن (ما) لغو لم يرتفع (مثل)، وإن نصبت (مثل) ] تنطقون ¶ ف(ما) أي ضا لغ و، لأنك تقول: مثل ما أنك هنا، ولو جاءت مسقطة من الكاف في ¶ الشعر جاز، كما قال النابغة الجعدي: ¶ المسائل المشكلة 127 ¶ ( قرومتسامى عند باب دفا عه كأن يؤخذ المرء الكريم فيقتلا( 1 ¶ ف(ما) لا تحذف هنا في الكلام، كما لا تحذف في الكلام من (إن)، ولكنه ¶ جاز في الشعر، يعني: كما حذفت (ما) التي في (إما) ¶ قال أبو عثمان: أنا لا أنشده إلا: كأن يؤخذ المرء الكر يم، فأنص ب (يؤخذ)، ¶ لأا (أن) التي تنص ب الأفعال دخلت عليها كاف التشبيه ¶ قول سيبويه: كما ألزموا النون (لأفعلن) واللام قولهم: إن كان ليفعل، يري د أن ¶ (ما) لزمت الكاف في قولهم: كما أنك هنا، فلم تحذف، كما ألزموا النون (لأفعلن)، ¶ لئلا يلتبس الكاف من (كما أنك)، المتصل بما قبله أو ما بعده، وتقديره أن يكون قبله ¶ ب(كأن) التي ضمت الكاف فيه إلى (أن)، فأعمل ع مل (أن)، وصارت الكاف لذلك لا ¶ موضع لها من الإعراب، وغير متصل بما قبله اتصال حروف الجر بما قبلها ¶
غ ير متصلبما قبلها، وأا مع (أي) بمنزلة كلمة واحدة، فألزمت الكاف (ما)،
وإنرب ك ليحكم: كما ألزمت (لأفعلن) النون، لئلا يلتبس بفعل الحال في نحو قوله
النحل: 124 ] ، وكما ألزمت اللام إن كان ليفعل، لئلا يلتبس ب(إن) ]بين ه م
[ الملك: 20 ] إنالكافرون إلافيغ رور: النافية نحو
وقد شرحنا هذه اللامات في هذا الكتاب وفي غيره بما نستغني به عن بسطه
وتقصيهفتقول: ألزمت (ما) الكاف هنا، كما ألزمت اللام في: إن كان ليفعل،
(/)ونظ ير الكاف في (كأن) العامل عمل (أن): الكا ف في (كأ ي)، ألا ترى: أا ¶ غ ير متصلبما قبلها، وأا مع (أي) بمنزلة كلمة واحدة، فألزمت الكاف (ما)، ¶ وإنرب ك ليحكم: كما ألزمت (لأفعلن) النون، لئلا يلتبس بفعل الحال في نحو قوله ¶ النحل: 124 ] ، وكما ألزمت اللام إن كان ليفعل، لئلا يلتبس ب(إن) ]بين ه م ¶ [ الملك: 20 ] إنالكافرون إلافيغ رور: النافية نحو ¶ وقد شرحنا هذه اللامات في هذا الكتاب وفي غيره بما نستغني به عن بسطه ¶ وتقصيهفتقول: ألزمت (ما) الكاف هنا، كما ألزمت اللام في: إن كان ليفعل، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والنون في ليفعلن، لئلا يلتبس كل واحد من ذلك بما ذكرناه، وإجازم حذف (ما) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من (كما) هذه في الشعر، مما يدل على ما ذكرنا من جواز: إما تأتني آتك، بغير أن ¶ تلحق الشرط أحد النونين، لأنه إذا جاز الحذ ف فيما يؤدي إلى الاشتباه بغيره فجواز ¶ حذف ما لا يشتبه بغيره أولى ¶ وأما قوله: ويدلك على أن الكاف العاملة قولهم: هذا ح ق مثل ما أنك هنا ¶ فوجه الدلالة في ذلك أن (أن) انفتحت لما عمل (مثل) في موضعها الجر ¶ بالإضافة إليها، كما انفتحت لما أضيفت الكاف إليها، وإنما انفتحت؛ لأن إضافة ¶ 1) البيت للنابغة الجعديانظر: شعر النابغة الجعدي ص 131 ) ¶ 128 المسائل المشكلة ¶ (مثل) لا يكون إلا إلى الاسم، فإذا كان كذلك كان (أن) في موضع الاسم المضاف ¶ إليه، وإذا وقع موقع الاسم انفتحت، وكذلك الكاف، ألا ترى: أا لا تخلو من أن ¶ تكون حرفا أو ا سما، وعلى أي قسميها كانت، وجب انفتاح (أن) بعدها لدخولها ¶ في كلا وجهيها على الاسم ¶ مثل : وقوله: فلولا أن (ما) لغ و لم يرتفع (مثل)؛ يري د: لولا أن (ما) في قوله ¶ الذاريات: 23 ] لغو ليست بمبنية مع (مثل) على الفتح، لم يرتفع، ] ما أنك م تنطقون ¶ ألا ترى: أن ما كان مبنيا مع غيره على مثل ما أنك م تنطقون : (مثل) في قوله ¶
ثم قال: وإن نصب ت (مثل) ف(ما) أي ضا لغو
كأن قائلا قال له: فاجعل (مثل) مبنيا مع (ما) فيمن نصب، فقال: مثل ما،
كما أنمن الأسماء ما يبنى تارة، ويعر ب أخرى، فكذلك اجعل (مثل)
فقال في جواب هذا: هو فيمن فتح أي ضا لغ و، وليس بمبنية مع (ما) ألا ترى:
أنك لو حذف ت (ما) فقل ت: إنه لح ق مثل أنك، لجاز لك في (مثل) البناء على الفتح،
لإامها وإضافتك إياها إلى اسم مبني، كما جاز لك البناء لذلك في (حينئذ)،
و(يومئذ) وعلى قوله:
(/)الفتح لا يرتفع كقولهم: لا رجل، وماأشبه من المبني ¶ ثم قال: وإن نصب ت (مثل) ف(ما) أي ضا لغو ¶ كأن قائلا قال له: فاجعل (مثل) مبنيا مع (ما) فيمن نصب، فقال: مثل ما، ¶ كما أنمن الأسماء ما يبنى تارة، ويعر ب أخرى، فكذلك اجعل (مثل) ¶ فقال في جواب هذا: هو فيمن فتح أي ضا لغ و، وليس بمبنية مع (ما) ألا ترى: ¶ أنك لو حذف ت (ما) فقل ت: إنه لح ق مثل أنك، لجاز لك في (مثل) البناء على الفتح، ¶ لإامها وإضافتك إياها إلى اسم مبني، كما جاز لك البناء لذلك في (حينئذ)، ¶ و(يومئذ) وعلى قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( على حين عاتب ت المشي ب على ال صبا ( 1 ¶ وقول الآخر: ¶ ( ل م يمنع الشرب منها غ ير أن هتف ت ( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونحو ذلك من الأسماء المبهمة التي تضا ف إلى المبنية، فتكتسي البناء منها، فإذا ¶ فتحته فقلت: مثل ما أنكم، فعلى هذه الجهة افتحها لا لبنائها مع (ما)، ألا ترى: قلة ¶ ما يبنى من الأسماء مع حرف، وكثرة هذه الأسماء التي تبنى، إذا أضيفت إلى غير ¶ معربفإن قال قائل: قد جاء: لا رجل، وهذا حر ف مبني مع اسم ¶ 1) هذا صد ر بيت للنابغة الذبياني، وتمامه: وقل ت ألما أصح والشي ب وازعانظر: ديوان ) ¶ النابغة صنعة بن السكيت ص/ 44 ¶ 369 ، وورد فيه (أن نطقت) بدل (أن هتفت) والبيت غير منسوب/ 2) هذا صدر بيت في الكتاب 1 ) ¶ المسائل المشكلة 129 ¶ قيل له: ليس هذا مثله؛ لأن (لا) عاملة غير زائدة، و(ما) في (مثل ما أنكم) ¶ فيمن ذهب إلى بنائها زائدة، فليس في قولهم: لا رجل، حجة لبناء (مثل) مع (ما) في ¶ هذا الموضعفهذا تفسير ما كان مشكل اللفظ من الفصل الذي كتبناه من ¶ (الكتاب) ¶ وحدثنا أبو بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان أنه قال في هذا الموضع: بني ¶ (مثل) مع (ما)، فجعله بمنزلة (خمسة عشر)، وإن كانت (ما) زائدة، وأنشد أبو عثمان: ¶ ( وتداعي منخراه بدممثل ما أثم ر حما ض الجبل( 1 ¶
غير معرب وهو (أنكم)
وحدثنا عن أبي العباس قال: قال أبو عمر: هو حا ل من النكرة، قال أبو
العباس: ولا اختلاف في جوازه على ما قال أبو عمرو، قال: وقولي كقول سيبويه،
وقول المازني والجرمي جائزان عندي
أقول: إن ما قاله أبو عثمان: أنه يبنى (مثل ما) مثل: خمسة عشر، فهو قول قد
أشرنا إلى دفعه فيما فسرناه من قوله، وهو موض ع للدفع لقلته، وأنه قلي ل لا نظير له،
(/)وقال أبو عثمان: سيبويه والنحويون يقولون: إنما بني (مثل)، لأنه أضافه إلى ¶ غير معرب وهو (أنكم) ¶ وحدثنا عن أبي العباس قال: قال أبو عمر: هو حا ل من النكرة، قال أبو ¶ العباس: ولا اختلاف في جوازه على ما قال أبو عمرو، قال: وقولي كقول سيبويه، ¶ وقول المازني والجرمي جائزان عندي ¶ أقول: إن ما قاله أبو عثمان: أنه يبنى (مثل ما) مثل: خمسة عشر، فهو قول قد ¶ أشرنا إلى دفعه فيما فسرناه من قوله، وهو موض ع للدفع لقلته، وأنه قلي ل لا نظير له، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وليس حكم ما كان مثله في القلة القياس عليه، وصر ف ما يتوجه على غيره إليه ¶ فأما البيت الذي احتج به فليس فيه حجة له، ألا ترى: أن (ما) في قوله: مثل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ما أثمر، يحتمل أن تكون التي بمعنى المصدر مع الفاعل، فيكون المعنى: مثل إثمار ¶ ح ماض الجبل، بل لا يتوجه إلا على هذه الجهة، لأنه إن جعل (ما) مبنية مع (مثل) ¶ في البيت، بقيت غير مضافةألا ترى: أا ليست من الأسماء التي تضا ف إلى الفعل، ¶ فإذا لم يجز إضافتها إلى ما بعدها لكونه فعلا امتن ع هذا التقدير فيه، لأن (مثل) يبقى ¶ مفردا، وهو مما لا يوصف به مفردا، لقلة الفائدة به، وضعف المعنى فيه ¶ ألا ترى: أنك لو قلت: مرر ت برجل مثل، لم يجز؛ لأنه لا يخلو من أن يكون ¶ مشابه شيء ومثلا له، فإنما يقرب من الاختصاص وتسوغ الصفة به في حال ¶ الإضافة، وكما لم يوصف ب(غير) الذي هو خلافه إلا بالإضافة، كذلك لم يوصف ¶ 1) البيت للنابغة الجعديانظر: شعر النابغة الجعديص/ 87 ، وروايته فيه: فجرى من منخريه زبد) ¶ 130 المسائل المشكلة ¶ ب(مثل)فالبيت الذي أنشده لا حجة فيه، إذ لا يتوجه على أن (مثلا) فيه مع (ما) ¶ مب ني لما ذكرته ¶ فأما في الآية فلا يمتن ع من هذا الوجه؛ لأنه مضا ف إلى (أنكم)، ولا يمتن ع تقدير ¶ الإضافة فيه، وإن كان مبنيا، ألا تراهم قالوا: كم رجل، فأضافوه وهو مبني، وذهب ¶
مريم: 69 ] إلى البناء، وهو مبني، وهو مع ذلك قليل، أعني إضافة المبني، ] شيعةأي ه م
إلا أنأبا بكر كان يقول: إنالإضافة لا توج ب التمكن في المضاف لوقوعه موقع الحرف
فقول أبي عثمان في الآية كما ذكرته لك من الضعففإن قلت: فهل له نظير يحمل هذا
عليه، فيؤنس أدنى إيناس؟فقد روينا عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي:
( تسمع للج ن بهزيزيزما( 1
(/)ث م لننزع ن من كل: سيبويه في (أيهم) من قولهم: أيهم ذاه ب، وقوله عز وجل ¶ مريم: 69 ] إلى البناء، وهو مبني، وهو مع ذلك قليل، أعني إضافة المبني، ] شيعةأي ه م ¶ إلا أنأبا بكر كان يقول: إنالإضافة لا توج ب التمكن في المضاف لوقوعه موقع الحرف ¶ فقول أبي عثمان في الآية كما ذكرته لك من الضعففإن قلت: فهل له نظير يحمل هذا ¶ عليه، فيؤنس أدنى إيناس؟فقد روينا عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: ¶ ( تسمع للج ن بهزيزيزما( 1 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فهذا مبني مع (ما) وقال حميد: ¶ ( ألا هيما مما لقيت وهيما وو يحا لمن لم يدرما هن وي حما( 2 ¶ فهذا يتوجه على هذا، وكان سيبويه كرهه لما أعلمتك من قلتهوموضع (مثل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ما) في الآية عند سيبويه، والمازني، رف ع، لأما ذهبا إلى أنه مبني، وإن اختلفا في ¶ جهتي البناء، وفي قول أبي عمر منتصب على الحال فهذا (ما) في هذا ¶ فأما ما ذكره سيبويه من إسقاط (ما) من (كما) أنه في الشعر للضرورة، فغير ¶ ممتنع،كما أن حذ ف النون من لأفعل ن غير ممتن ع، وحكى سيبويه أنهم يقولون ذلك ¶ في الكلام، فإذا جاء ذلك في الكلام فهو في الشعر أجد ر أن يجوز ¶ فأما قول أبي عثمان أن لا ينشده إلا بالنصب، فإن ما يرويه يجب قبوله، ولو ¶ لم تثبت الرواية بالرفع، لما امتنع ما ذكره سيبويه من حذف (ما) عند الضرورة، ¶ كحذف النون، وكأشياء كثيرة تجوز عند الضرورة ¶ فأما نصب (فيقتلا) في البيت في رواية سيبويه فعلى: ¶ 1) الرجز لرؤبة انظر: مجموع أشعار العرب، ديوان رؤبة بن العجاج ص/ 184 ، فيه (زيزيما) ) ¶ بإسقاط الزاي الثالثة ¶ 2) البيت لحميد بن ثور الهلاليانظر ديوانه: ص 7 ) ¶ المسائل المشكلة 131 ¶ ( وألحق بالحجازفأستر يحا( 1 ¶ وعلى قول أبي عثمان ينظر فيه، وقد كان أبو بكر ذكر لنا في كتابه (ديوان ¶ النابغة) من رواية الأصمعي وقتما قرأنا عليه، أنه رواه بالنصب، وهذا لفظ ما ذكره: ¶
على (يؤخذ)
الضر ب الرابع من زيادة (ما)
وهو أن تزاد غير لازمة للكلمة، هذا كث ير في التنزيل، والشعر، وسائر
مما خطيئاتهم النساء: 155 ]، و]فبما نقضهم : الكلام، فمن ذلك قوله تعالى
[نوح: 25 ]،ونحو ذلك من المواضع التي تزاد فيها، ولا تلزمقال الشاعر:
( وكأنه ل هقال سراة كأنه ما حاجبيه معينب سواد( 2
(/)قال يقول: دفعه عند ذاك الباب بالخصومة، كأن يؤخذ المرء، جعل (فيقتلا) عطفا ¶ على (يؤخذ) ¶ الضر ب الرابع من زيادة (ما) ¶ وهو أن تزاد غير لازمة للكلمة، هذا كث ير في التنزيل، والشعر، وسائر ¶ مما خطيئاتهم النساء: 155 ]، و ]فبما نقضهم : الكلام، فمن ذلك قوله تعالى ¶ [نوح: 25 ]،ونحو ذلك من المواضع التي تزاد فيها، ولا تلزمقال الشاعر: ¶ ( وكأنه ل هقال سراة كأنه ما حاجبيه معينب سواد( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وزيادة هذا أكثر من أن يحصى ¶ و ربما أنكر منكرون وقوع هذه الحروف زوائد، وليس يخلو إنكا رهم لذلك ¶ من أنهم لم يجدوه في اللغة، فلم يد خلوا فيها ما لم يجدوه منها، أو يكونوا أنكروه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لرأي رأوهفإن كانوا أنكروه لأنهم لم يجدوه في اللغة فيجب إذا وجدوا من ذلك ما ¶ لا مصرف له في التنزيل والشعر، وسائر الكلام، إلا إلى الزيادة أن يتركوا إنكاره، ¶ لما رأوه إليه، لأن ذلك الرأي فاس د، لدفعه الوجود ونفيه الموجب ¶ فبما رحمةم ن الحديد: 29 ]، و ]لئلايعل م أهل الكتاب : وفي التنزيل ¶ وفي الشعر من ذلك ما لا يحصى كثرة، ،مما خطيئاتهم ،[ آل عمران: 159 ] الله ¶ ولا مصر ف له إلاإلى الزيادة ¶ فإن قال قائل: فيما كان منه في التنزيل أنه للتأكيد ¶ 423 ، فيه غير منسوب، / 1) تمامه: سأتر ك منزلي لبني تميموهو من شواهد الكتاب 1 ) ¶ وكذلك في معاني القرآن للأخفش ص 202 رسالة دكتوراة، ونسبه السيوطي في شرح ¶ 497 إلى المغيرة بن حبناء الحنظلي، وقال البغدادي: رجعت إلى ديوانه / شواهد المغني 1 ¶ 601 ،600/ -يعني ديوان المغيرة- وهو صغير، فلم أجده فيه، انظر: الخزانة 3 ¶ 2) البيت منسوب للأعشى، انظر: ملحقات ديوان الأعشى،ص 240 ) ¶ 132 المسائل المشكلة ¶ فهو قول، ويجوز عندي أن يكون فيه زائدة لغير التأكيدألا ترى العرب ¶ يزيدوا في النثر، وحيث لا حاجة إلى إقامة الوزن، كما يزيدوا في النظم، وحيث ¶
وبلغتهم جاء، وأيضا فكما جاز أن يزيدوا الحرو ف لغير المعاني في (عجوز)،
و(كتاب)، و(قبعثري)، و( جندب)، ونحو هذا، كذلك يجوز زيادة هذه الحروف في
التنزيل إذ كان التنزيل على لسام، وما عليه تعارفهم، ألا ترى: أن فيه مثل
(/)يقام الوزن، في نحو: (آثرا ما)، ولا سيما، وشبهه، والتنزيل على لسام نزل، ¶ وبلغتهم جاء، وأيضا فكما جاز أن يزيدوا الحرو ف لغير المعاني في (عجوز)، ¶ و(كتاب)، و(قبعثري)، و( جندب)، ونحو هذا، كذلك يجوز زيادة هذه الحروف في ¶ التنزيل إذ كان التنزيل على لسام، وما عليه تعارفهم، ألا ترى: أن فيه مثل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ،[ التوبة: 30 ] قاتلهمالله : طه: 44 ]، ومثل ] لعلهيتذكرأ و ي خ شى : قوله ¶ مريم: 38 ]، وكل ] أسمع بهم وأبصر المرسلات: 15 ]، و ] ويليومئذللم كذبين و ¶ هذا على ما في عرفهم ومجرى خطام ¶ وإذا كان كذلك لم يمتن ع زيادا أولا، كما تزاد وسطا وطرفافما زيد فيه ¶ أولا في الشعر، ما أنشده أبو زيد: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ما مع أنك يوم الورد ذو جزر ضخ م الدسيعة بال سل مينوكا ر ¶ ( ما كنت أ ول ضب صا ب تلعته غيثفأمر ع واستخلت لهالدار( 1 ¶ فذهب أبو زيد إلى أن (ما) زائدة، ووجه جوازه عندي على ما أعلمتك ¶ وينبغي لمن ذهب إلى أن زيادة هذه الحروف للتأكيد، أن يستقبح الزيادة أولا، ¶ لأن حكم التأكيد ينبغي أن يكون بعد المؤكد ¶ و حكي لنا عن أحمد بن يحيى، أنه أنكر هذا ولم يره، وزعم أنه لم يرد أولا، ¶ وأن (ما) بمعنى (الذي)، ولا تخلو إذا جعلها موصولة من أن يكون مبتدأ لخبرمذكور، أو ¶ خ برا لمبتدأ محذوف؛ فإن كان مبتدأ لخبر مذكور، فلا يكون ذلك الخبر إلا قوله: (ضخم ¶ الدسيعة)، فيكون التقدير: الذي مع أنك يوم الورد ذو جزر ضحم الدسيعة، وإن كان ¶ خ برا لمبتدأ محذوف، فلا يخلو ذلك المبتدأ من أن يكون (هذا)، أو (هو)، فيكون التقدير: ¶ هذا الذي مع أنك، أو هو الذي مع أنك، وكل هذا بعيد في التقرير فيه والغرض الذي ¶ قصد به، والظاهر من هذا الكلام هو: مع أنك كذا فلم يكن كذا ¶ فإن قلت: فما العامل في (مع) على هذا أو ليس ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله؟ ¶
المسائل المشكلة 133
قيل: يكون العامل شيئا مضمرا يدل عليه (ما كن ت)، كأنه في التمثيل نافيت:
مع أنك يوم الورد كذا كونك أول ضب، وهو مثل ما ق درناه فيما أنشده سيبويه:
(/)1) البيتان لعبدة بن الطبيبانظر نوادر أبي زيد ص 47 ) ¶ المسائل المشكلة 133 ¶ قيل: يكون العامل شيئا مضمرا يدل عليه (ما كن ت)، كأنه في التمثيل نافيت: ¶ مع أنك يوم الورد كذا كونك أول ضب، وهو مثل ما ق درناه فيما أنشده سيبويه: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أبا خراشة أما أنت ذا نفر ¶ الفرقان: ] يوم ي رو ن ال ملائكةلا ب ش رى يومئذللمجرمين : ومثل ذلك قوله ¶ سبأ: 7]، ومثله: ]ينبئكمإذا م زقت م كلمم زق: 22 ]، ومثله ¶ ( إذا أنه عب د القفا واللهازم( 1 ¶ فإذا نفخ في الصورفلا أنسا ب بين ه م يومئذولا : ومثله ¶ المؤمنون: 101 ] فعلى هذا تقدير هذا]يت ساءلون ¶ 1) البيت من شواهد سيبويه، وهو غير منسوب، وصدره: وكن ت أرى زي دا كما قيل سي دا) ¶ 472/ انظر: الكتاب 1 ¶ 134 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مسائل من هذه الفصول ¶ أنشد أبو بكر عن ابن الجهم عن الفراء: ¶ ( من طالبينلبعرانل هم شرد ت كيما يحسون من بعرانهم خبرا( 1 ¶ قال الفراء: أراد: (كيف)، فر خمقال أبو بكر: وهذا خطأ، وهو كما قال، وب سطه: ¶ أن (كيف) اسم يمتنع ترخيمه من غير وجه؛ أحدها: أنه اسم ثلاثي، والثلاثي ¶ لم يجئ مرخما إلا ما كان ثالثه تاء التأنيثوالآخر: أنه منكور، والمنكور لا ير خم ¶ كما يبنى، والترخيم أبع د من البناء، فإن امتن ع بناؤه كان ترخيمه أشد امتناعا ¶ وأي ضا فإن (كيف) اسم مبني مشابه للحروف، والحذ ف إنما يكون في الأسماء ¶ المتمكنة، والأفعال المأخوذة منها، ولا يكون في الحروف إلا فيما كان مضاعفا، ¶ وكما لا يكون في الحروف، كذلك ينبغي أن لا يكون فيما غلب عليه شبهها، ¶ وصار بذلك في حيزها ¶ فإن أراد بالترخيم ما يستعمله النحويون في هذا النوع من المنادى فهو غير ¶ منادى، وإن أراد به الحذف؛ فهو غير شائع ¶ فإن قل ت: فقد قالوا: ل د، ول دن، فحذفوا منه، وهو غير متمكن، فكذلك ¶ يسوغ الحذ ف من (كيف) ¶
(/)فالجواب: أنه لا يسوغ الحذ ف من (كيف) من حيث حذف من (ل دن)؛ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وذلك: أن (لدن) لما فتح ما قبل النون منها وضم، ونصب الاسم بعدها في قولهم: ¶ لدن غدوة، ضارع التنوين الزائد في الاسم، لاختلاف الحركة قبلها، وانتصاب الاسم ¶ بعدها، فحسن لذلك حذفها، كما حسن حذف الزوائد ¶ وأي ضا فإنهذا الاسم يضا ف في نحو قولهم: ل د الصلاة، ويدخل عليه حرف ¶ الجر، ويضا ف إلى المضمر والمظهر، وكل ذلك توسع فيها، ليس في (كيف) مثله، ¶ فيسوغ فيه في دخول ذلك ما لا يسوغ في (كيف)، وأي ضا فإن النون شديدة المشاة ¶ بحروف اللين، ألا تراها: تزاد في مواضع زيادا وتلحق علامة للإعراب، كما تزاد له ¶ 274 ، وفي شرح المفصل لابن / 1) البيت لايعرف قائله، وهو موجود في معاني القرآن للفراء 3 ) ¶ 110 ، وكذا في الخزانة، باختلاف في اللفظ/ يعيش 4 ¶ المسائل المشكلة 135 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ما هو منهاوحذفوها فاءفي قوله: ¶ ( وهل ي ع م ن من كان في الع صرالخالي( 1 ¶ وفي نحو: ¶ ( عمواظلاما( 2 ¶ فحذفه أسهل لذلك من حذف غيره، ولو لم يمكن في النون من هذه الكلمة ما ¶ ذكرناه، لما كان لحمل (كيف) عليه مسا غ ما وجد لغيرهمجاز ¶ فإن قلت: فكيف وجه البيت عندك؟ ¶ فالقول: أن(كي) على ضربين: تكون مرة بمعنى اللام، وذلك في قول من ¶ الحديد: 22 ]وقد ] لكي لا تأ س وا : قال: كيمه، وتكون في معنى (أن)، في نحو ¶ شرحنا ذلك فيما تق دم من هذا الكتاب ¶ فنقول: إن (كي) في البيت هي التي بمعنى اللام فيمن قال: كيمه، دخلتها (ما) ¶ كافة، فمنعتها العمل الذي كان تعمله من الدخول على الاسم، وهيأته للدخول على ¶ الفعل، فارتف ع الفعل بعدها، لك ف (ما) لها عن الدخول على الفعل، كما كفت ¶ ( رب) و(من) من قولهم: مما أفعل، و ربما يقوموقد ق دمنا ذكر ذلكونظ ير هذا ما ¶ أنشدناه عن أبي الحسن من قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
فعلى هذا يحمل هذا البيت
يس: 35 ]، فقيل فيه قولان: ] ليأكلوا من ث مرهوما عملتهأيديهم : فأما قوله
أح دهما: أن يكون (ما) بمعنى (الذي)والآخر: أن يكون نفيا، أي: لم تعمله، وهذا
أف رأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونهأ م : القول الثاني عندي أوجه، لقوله تعالى
1) البيت لامرئ القيس، وهو مطلع قصيدة له وصدره: ألا عم صبا حا أيها الطلل البالي)
انظر: شرح ديوان امرئ القيس للأعلم الشمنتري ص 97
2) جزء من بيت استشهد به سيبويه ولم ينسبه، والبيت هو: )
أتوا ناري فقلت منون أنتم فقالوا: الج ن، قل ت: عموا ظلاما
402/ انظر: الكتاب 1
136 المسائل المشكلة
[ الواقعة: 64 ،63 ]نحنال زارعون
البقرة: 175 ]،فيحتمل عندي وجهين: ] ف ما أصب رهمعلى النار: وأما قوله
عبس: ]قتل الإنسان ما أكف ره : أح دهما: أن يكون على وجه التعجب، وفي التنزيل
(/)إذا أن ت لم تنف ع فضر فإنما ي ر جى الفتى كيما يضر وينف ع ¶ فعلى هذا يحمل هذا البيت ¶ يس: 35 ]، فقيل فيه قولان: ] ليأكلوا من ث مرهوما عملتهأيديهم : فأما قوله ¶ أح دهما: أن يكون (ما) بمعنى (الذي)والآخر: أن يكون نفيا، أي: لم تعمله، وهذا ¶ أف رأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونهأ م : القول الثاني عندي أوجه، لقوله تعالى ¶ 1) البيت لامرئ القيس، وهو مطلع قصيدة له وصدره: ألا عم صبا حا أيها الطلل البالي) ¶ انظر: شرح ديوان امرئ القيس للأعلم الشمنتري ص 97 ¶ 2) جزء من بيت استشهد به سيبويه ولم ينسبه، والبيت هو: ) ¶ أتوا ناري فقلت منون أنتم فقالوا: الج ن، قل ت: عموا ظلاما ¶ 402/ انظر: الكتاب 1 ¶ 136 المسائل المشكلة ¶ [ الواقعة: 64 ،63 ]نحنال زارعون ¶ البقرة: 175 ]،فيحتمل عندي وجهين: ] ف ما أصب رهمعلى النار: وأما قوله ¶ عبس: ]قتل الإنسان ما أكف ره : أح دهما: أن يكون على وجه التعجب، وفي التنزيل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مريم: 38 ]، و(صبر) فعل متعد (فما أصبرهم) مثل: ] أسمع بهم وأبصر : 17 ]، وفيه ¶ (أصبر م)والمعنى فيه: أنهؤلاء لطول مكثهم فيها، فهم ممن استحق أن يقال فيهم ¶ كذلك، كما أن وي ل له، يقال لصاحب الهلكة والبلاء، فإذا جاء في التنزيل كان معناه: ¶ أنهؤلاء ممن استح ق أن يقال فيهم -وعند ذكرهم- ذلك ¶ ويحتمل أن يكون استفهاما، فيكون تقديره: ما حبسهم على النار؟ إن كان ¶ يقال: أص برته، بمعنى: صب رتهفإن لم تقل هذا فعلى وجه آخر، وهو أن يكون ¶ بمنزلة قولك: ما أحبسك هاهنا؟ أي: ما الذي جعلك ذا حبسهنا، والمعنى على ¶ هذا يكون على التوبيخ، كما تقول للص: ما حملك على أن قط ع ت نفسك، وهو لم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يقطع نفسه، إنما فعل ما استحق عليه القطع، فالتوبيخ إنما وقع على فعله الذي ¶ استحق عليه القطع، وعلى ما أوجب لهم في النار الحبس ¶
حب س النفس عن إظهار ما يصل إليها من الألم والمضض واستشعارهونهي عن
صبر الروح، وقرأت على أبي بكر عن أبي العباس:
( قل ت لهأ صبرها دائبا أمثال بسطامبنقيسقليل( 1
؛[ البقرة: 102 ] وما أنزل على ال ملكينببابل ها رو ت وما رو ت : وأما قوله
فمن ذهب إلى أن إنزال السحر على الملكين، كان (ما) عنده بمنزلة (الذي)،
يعلمون : وموضعه نصب للعطف على (السحر)، والفعل الناصب قوله تعالى
النا س ال سحر
ومن ذهب إلى أن (السحر) لم ينزل على الملكين، كانت (ما) عنده نفيا،
أي: ولم ينزل السحر على الملكين
184 ، برواية: (قلت له أصبرها / 1) لم أعثر على قائل هذا البيتوقد ورد في المقتضب 4 )
دائنا)، وهو غير منسوب فيه
المسائل المشكلة 137
وأما قول أمية:
( سلعما ومثله عشرما عائلما وعالتالبيقورا( 1
ف(ما) في كل ذا زائدة، (سل ع) مرتفع بالابتداء، و(عائل) خبره، وجاز هذا
(/)وأصل هذا الباب في اللغة: الحب س، فمن ذلك قولهم: الصبر في المصيبة، إنما هو ¶ حب س النفس عن إظهار ما يصل إليها من الألم والمضض واستشعارهونهي عن ¶ صبر الروح، وقرأت على أبي بكر عن أبي العباس: ¶ ( قل ت لهأ صبرها دائبا أمثال بسطامبنقيسقليل( 1 ¶ ؛[ البقرة: 102 ] وما أنزل على ال ملكينببابل ها رو ت وما رو ت : وأما قوله ¶ فمن ذهب إلى أن إنزال السحر على الملكين، كان (ما) عنده بمنزلة (الذي)، ¶ يعلمون : وموضعه نصب للعطف على (السحر)، والفعل الناصب قوله تعالى ¶ النا س ال سحر ¶ ومن ذهب إلى أن (السحر) لم ينزل على الملكين، كانت (ما) عنده نفيا، ¶ أي: ولم ينزل السحر على الملكين ¶ 184 ، برواية: (قلت له أصبرها / 1) لم أعثر على قائل هذا البيتوقد ورد في المقتضب 4 ) ¶ دائنا)، وهو غير منسوب فيه ¶ المسائل المشكلة 137 ¶ وأما قول أمية: ¶ ( سلعما ومثله عشرما عائلما و عالتالبيقورا( 1 ¶ ف(ما) في كل ذا زائدة، (سل ع) مرتفع بالابتداء، و(عائل) خبره، وجاز هذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الفصل بين المبتدأ وخبره، لأنالجملة الفاصلة ملتبسة بالجملة المفصول عنها ¶ ،[ النساء: 3 ] ذلك أ دنى ألاتعولوا : وأصل العول في اللغة: الميل، من قوله ¶ أي: لا تميلواوالإرادة به في البيت: الثقل، كأنه أثقل النا س والبيقو ر، وإنما جاء هذا ¶ التوسع، لأنالميل مما يتبع الثقل ¶ يس: 6] ما ] لتنذر ق وما ما أنذر آبا ؤ هم : وسأل سائل عن (ما) في قوله ¶ ث م : هو؟ فقلت: نف ي، كأنه لم ينذر آباؤهم، فقال:لم لا تجعلها زائدة، لقوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ؟[ المؤمنون: 44 ]أ ر سلنا ر سلنا تت رى ¶ يدل على ذلك فقلت: هذا خاص لقوم بأعيام، دون م ن بعث إليه نبينا ¶ المؤمنون: 45 ]، بعد هذه الآية، و(ثم) تدل ] ث م أ ر سلنا مو سى وأخاه ها رون : قوله ¶ وما : على أنالمبدوء به قبلها هو في المعنى متقدمويقوي جواز كوا نافية قوله ¶
[ القصص: 46 ] من قبلك
وأجاز الفراء فيه أن تكون موصولة، كأنه لتنذر قوما بما أنذر آباؤهم فحذف،
فصلت: 13 ]و(ما) على تأويل الفراء هذا يصلح أن ] أنذرتكمصاعقة : كما قال
يكون بمعنى (الذي) كأنه: الذي أنذره آباؤهم فحذفت الهاء، ويصلح أن تكون
مصد را كأنه: لتنذر قوما إنذار آبائهم
فأما قول الشماخ:
( وتشكو بعينما أكل ت ركابها وقيل المنادي: أصب ح القوم أدلجي( 2
فيجوز من أنشد: ما أكل ت ركاا، على أن تكون (ما) بمعنى المصدر، فيكون
التقدير: وتشكو بعين إكلالركاا، ولا يكون في الصلة شيءيرجع إلى (ما)، لأنها
1) البيت لأمية بن أبي الصلت، انظر ديوانه ص 399 )
2) البيت للشماخانظر: ديوانه ص 77 )
138 المسائل المشكلة
إن كانت بمعنى المصدر لم يكن في صلتها عائد إليها، والمعنى على ضربين:
أحدهما: أن يكون وتشكو بعين إكلال ركاا إياها، فترك ذكر المفعول
(/)لتنذر قوما ما أتاهم من نذير : سبأ: 44 ] ، وقوله ] أ ر سلنا إليهمقبل ك من نذير ¶ [ القصص: 46 ] من قبلك ¶ وأجاز الفراء فيه أن تكون موصولة، كأنه لتنذر قوما بما أنذر آباؤهم فحذف، ¶ فصلت: 13 ]و(ما) على تأويل الفراء هذا يصلح أن ] أنذرتكمصاعقة : كما قال ¶ يكون بمعنى (الذي) كأنه: الذي أنذره آباؤهم فحذفت الهاء، ويصلح أن تكون ¶ مصد را كأنه: لتنذر قوما إنذار آبائهم ¶ فأما قول الشماخ: ¶ ( وتشكو بعينما أكل ت ركابها وقيل المنادي: أصب ح القوم أ دلجي( 2 ¶ فيجوز من أنشد: ما أكل ت ركاا، على أن تكون (ما) بمعنى المصدر، فيكون ¶ التقدير: وتشكو بعين إكلالركاا، ولا يكون في الصلة شيءيرجع إلى (ما)، لأنها ¶ 1) البيت لأمية بن أبي الصلت، انظر ديوانه ص 399 ) ¶ 2) البيت للشماخانظر: ديوانه ص 77 ) ¶ 138 المسائل المشكلة ¶ إن كانت بمعنى المصدر لم يكن في صلتها عائد إليها، والمعنى على ضربين: ¶ أحدهما: أن يكون وتشكو بعين إكلال ركاا إياها، فترك ذكر المفعول ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ، [ ص: 24 ] بسؤالنعجتك : للدلالة عليه، وإذا جاز تر ك ذكر الفاعل في نحو ¶ فصلت: 49 ] ، كذلك لم يمتنع ترك ذكر المفعول أي ضا لذلك] من دعاءال خيرو ¶ والآخر: أن يكون وتشكو كلال ركاا، ولا تق در المفعول، ولكن كأنك ¶ قلت: وتشكو إن أكلت ركا ا، أي: صارت ذات كلال، وفي كون ركاا ذات ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كلال دلالة على كلالها هي، إذ كانت معهن تسير بسيرهن ¶ ويجوز: وتشكو بعينما أكلت ركاا، على أن تكون (ما) بمعنى (الذي) ¶ فيكون التقدير: وتشكو بعين الذي أكلته ركاا، فتحذف الهاء الراجعة إلى الموصول من ¶ الصلة، والذي أكلته ركاا هو: التعب والكلال، فهذا في المعنى مثل الأول، وإن كان تقدير ¶ اللفظ مختلفا، وهذا الوجه هو الرواية في البيت على ما بلغني عن الأصمعي ¶ ويجوز: وتشكو بعينما أكل ركاا، على أن تكون (ما) بمعنى (الذي)، ¶
وكثرته، وموضع (ما) مع صلته في كل هذه الوجوه: نص ب
ويجوز: وتشكو بعينما أكلركاا، على أن تكون (ما) تعجبا، كأنه قال:
وتشكو بعين ما أكل ركاافتعجب من كلال ركاا، فيكون موضع (ما) وما
يتصل ا جرا صفة (للعين)، كما تقول: مرر ت برجل ما أحسن ثوبه، ولا يجوز أن
تكون (ما) نفيا في قول من رفع فقال: ما أكلركا ا، لقوله:
وقيل المنادي: أصبح القوم أدلجي
ولا يكون مع هذا الأمر من منادي الرفقةوالائتمار له أن لا يكلالركاب
ويكون: (وقيل المنادي) على هذا التأويل محمولا على فعل آخر غير (تشكو) هذه
الظاهرة، كأنه: وتشكو قيل المنادي، إلاأن هذا الظاهر دل عليه، وإن شئ ت حملت
(قيل المنادي) في هذا الوجه على موضع الباء وما جر به، مثل: مرر ت بزيد، وعمرا،
ويكون في الأقاويل الأخر، مثل قولك: تشكو زي دا وعمرا، فهذا ما يحتمله هذا
وقيل في قوله: وتشكو، يعني: الناقة، وشكواها رغاؤها، وأثر الكلال فيها،
(/)ويكون فاعل (أكل) ضمير (ما)، والذي أكل ركاا في المعنى هو: دؤوب السير ¶ وكثرته، وموضع (ما) مع صلته في كل هذه الوجوه: نص ب ¶ ويجوز: وتشكو بعينما أكلركاا، على أن تكون (ما) تعجبا، كأنه قال: ¶ وتشكو بعين ما أكل ركاافتعجب من كلال ركاا، فيكون موضع (ما) وما ¶ يتصل ا جرا صفة (للعين)، كما تقول: مرر ت برجل ما أحسن ثوبه، ولا يجوز أن ¶ تكون (ما) نفيا في قول من رفع فقال: ما أكلركا ا، لقوله: ¶ وقيل المنادي: أصبح القوم أ دلجي ¶ ولا يكون مع هذا الأمر من منادي الرفقةوالائتمار له أن لا يكلالركاب ¶ ويكون: (وقيل المنادي) على هذا التأويل محمولا على فعل آخر غير (تشكو) هذه ¶ الظاهرة، كأنه: وتشكو قيل المنادي، إلاأن هذا الظاهر دل عليه، وإن شئ ت حملت ¶ (قيل المنادي) في هذا الوجه على موضع الباء وما جر به، مثل: مرر ت بزيد، وعمرا، ¶ ويكون في الأقاويل الأخر، مثل قولك: تشكو زي دا وعمرا، فهذا ما يحتمله هذا ¶ وقيل في قوله: وتشكو، يعني: الناقة، وشكواها رغاؤها، وأثر الكلال فيها، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ و(ما) في معنى (الذي)وقال بعضهم: الشكوى، هاهنا من المرأة، يقول: غمزت ¶ المسائل المشكلة 139 ¶ بعينها، وأومأت بيدها، لأا لم تقدر على الكلام ممن تهابهوالقول الأول، قيل: إنه ¶ قول الأصمعي، وأما القول الآخر -أحسبه عمرو بن قميئة-: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( بو دكما قومي على أن تركتهم سلي مى إذا هب ت شمالور يحها( 1 ¶ فيجوز أن تكون الباء للقسم، و(ما) استفهام، كأنه أقسم عليها بودها لتسألن ¶ ما قومه في هذا الوقت، وهذا كثير، كقول الآخر: ¶ ( فسائلي القوم ما جودي وما ح سبي إذا الكماة التقت فرسانها الصي د( 2 ¶ فإن قلت: فب م يتعلق قوله: على أن تركتهم، وليس في قوله: ما قومي، شيء ¶ فيه معنى فعل فيكون على متعلقا به؟ ¶ فالقول: أنه يجوز أن يكون متعلقا بما في (قومي) من معنى الفعل، وأنه استعمل ¶
ي س خ ر قوممن : ذووا الكفاءة، ولذلك استعمل للرجال دون النساء، قال الله تعالى
الحجرات: 11 ]وقال الشاعر: ] ولا نساءمن نساء: الحجرات: 11 ]، ثم قال ] قوم
( أقومآل حصنأم نساء( 3
ومثل القوم: الملأ، س موا بذلك لكوم ملئين بما يراد منهم، فإذا كان كذلك
صار التقدير: ما قومي متروكين في ذا الوقت، ويكون العامل في (إذا) أيضا هذا
المعنى دون (تركت)، كأنه قال: سلي ما قومي في وقت الشمال والجدبوالشتاء،
لتخبري أنهم يضيفون ويطعمون في المحل وينحرونولا يحمل (إذا) على (تركهم)؛
لأن هذا المعنى هو الذي يعترضون ويذكرونه لقومهم ويفتخرون ويمتدحون، ألا
ترى: مثل قولهم:
( مطاعي م الشمال إذا امتحن ت وفي عدواءكلصبا عقي م( 4
وأي ضا فإن (تركت) ماض،و(إذا) آت، ويستقيم كما لا يستقيم: أتيتك إذا
1) البيت لعمرو بن قميئة، انظر: أدب الكاتب ص 524 )
2) روى الجواليقي هذا البيت في شرح أدب الكاتبص 376 ، نقلا عن أبي علي ولم ينسبه لأحد)
(/)ذلك للضرورة، فرده إلى الأصل، لأنالقوم إنما هو: من يقوم بما يراد منه مما يعانيه ¶ ي س خ ر قوممن : ذووا الكفاءة، ولذلك استعمل للرجال دون النساء، قال الله تعالى ¶ الحجرات: 11 ]وقال الشاعر: ] ولا نساءمن نساء: الحجرات: 11 ]، ثم قال ] قوم ¶ ( أقومآل حصنأم نساء( 3 ¶ ومثل القوم: الملأ، س موا بذلك لكوم ملئين بما يراد منهم، فإذا كان كذلك ¶ صار التقدير: ما قومي متروكين في ذا الوقت، ويكون العامل في (إذا) أيضا هذا ¶ المعنى دون (تركت)، كأنه قال: سلي ما قومي في وقت الشمال والجدبوالشتاء، ¶ لتخبري أنهم يضيفون ويطعمون في المحل وينحرونولا يحمل (إذا) على (تركهم)؛ ¶ لأن هذا المعنى هو الذي يعترضون ويذكرونه لقومهم ويفتخرون ويمتدحون، ألا ¶ ترى: مثل قولهم: ¶ ( مطاعي م الشمال إذا امتحن ت وفي عدواءكلصبا عقي م( 4 ¶ وأي ضا فإن (تركت) ماض،و(إذا ) آت، ويستقيم كما لا يستقيم: أتيتك إذا ¶ 1) البيت لعمرو بن قميئة، انظر: أدب الكاتب ص 524 ) ¶ 2) روى الجواليقي هذا البيت في شرح أدب الكاتبص 376 ، نقلا عن أبي علي ولم ينسبه لأحد) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 3) البيت لزهير بن أبي سلمى، انظر: شرح ديوانهص 73 ، وصدره: وما أدري وسوف إخال أدري) ¶ 4) هذا البيت لا يعرف قائله) ¶ 140 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ احمر البسر، فإنما يحمل (إذا) على هذا المعنى الذي أعلمتك دون هذا الفعل ¶ ولا يجوز أن يكون قوله: بودك، متعلقا، فيكون المعنى: بودك قومي تركتهم، ¶ لأن ما قبل الصلة لا يعمل فيه ما بعدها، كما أن ما بعدها لا يعمل فيه ما قبلها مما ¶ يتعلق بالصلةفأما قوله: ¶ ( ك م ن حلت أيددا رها...( 1 ¶ والمستخف أخو ه م الأثقالا ¶ فأسهل من هذا، لأنتق دم الفعلفي الصلة يدل على ما يضمر بع د، وليس هذا ¶ البيت هكذا، بل هو خلافه ¶ ويجوز إذا جعلت (ما) صلة أن يكون التقدير: قومي بودك على أن تركتهم، ¶
أبي الحسن بقوله: بودك، كما يرتف ع في الدار زيد بالظرف، لأنه ليس بخبر، إنما
الخ بر قوله: على أن تركتهم فيكون بودك متعلقا بمعنى الفعل في قوله: على أن
تركتهم، وذلك جائز، وليس كالحال؛ لأن الظرف قد يعمل فيه معنى الفعل، وإن
كان متقدما، فيكون العامل في (إذا) على هذا الوجه أيضا معنى الفعل، دون
(تركت)،كأنه لما قال: قومي بودك على أن تركتهم، دلهذا الكلام على: قومي
متروكين إذا هبت شما ل، أو قومي يتركون إذا هبت شما ل، والأول أسهل
فأما قوله: شمال وريحها، فإنه جاء به على من قال: ريح الشمال، ألا تراه
أضاف (الريح) إلى ضميرها
والذي يختار سيبويه في هذا الصفة به دون الإضافة إليه، وقال: سمعنا فصحاء
العرب يصفون به، ولا يعرفون غيره، وأنش د الأعشى:
( له زجلكحفيفالحصادصاد ف بالليل ر يحا دبو را( 2
وأنش د في الإضافة أي ضا:
( ري ح الجنوبم ع ال شمالوتارة رهمالربيعوصائ ب التهتان( 3
1) البيت للأعشى، انظر: ديوان الأعشى ص 154 )
(/)الخبر، فيكون مثل: قومي على الخيلولا ينبغي أن يرتفع قوله: قومي، على مذهب ¶ أبي الحسن بقوله: بودك، كما يرتف ع في الدار زيد بالظرف، لأنه ليس بخبر، إنما ¶ الخ بر قوله: على أن تركتهم فيكون بودك متعلقا بمعنى الفعل في قوله: على أن ¶ تركتهم، وذلك جائز، وليس كالحال؛ لأن الظرف قد يعمل فيه معنى الفعل، وإن ¶ كان متقدما، فيكون العامل في (إذا) على هذا الوجه أيضا معنى الفعل، دون ¶ (تركت)،كأنه لما قال: قومي بودك على أن تركتهم، دلهذا الكلام على: قومي ¶ متروكين إذا هبت شما ل، أو قومي يتركون إذا هبت شما ل، والأول أسهل ¶ فأما قوله: شمال وريحها، فإنه جاء به على من قال: ريح الشمال، ألا تراه ¶ أضاف (الريح) إلى ضميرها ¶ والذي يختار سيبويه في هذا الصفة به دون الإضافة إليه، وقال: سمعنا فصحاء ¶ العرب يصفون به، ولا يعرفون غيره، وأنش د الأعشى: ¶ ( له زجلكحفيفالحصادصاد ف بالليل ر يحا دبو را( 2 ¶ وأنش د في الإضافة أي ضا: ¶ ( ري ح الجنوبم ع ال شمالوتارة رهمالربيعوصائ ب التهتان( 3 ¶ 1) البيت للأعشى، انظر: ديوان الأعشى ص 154 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) انظر: ديوان الأعشى ص 71 ، وفيه ( جر س) بدل ( ز جل)) ¶ 21/ 3) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبهانظر الكتاب 2 ) ¶ المسائل المشكلة 141 ¶ 38 - مسألة ¶ وقد خرج أبو العباس ومن قبله من النحويين لقول سيبويه: هذا با ب علمما ¶ الكلم في العربية وجو ها أرادوا ا دربة التعلم في الاستخراج، وتحميل الشيء وجوهه ¶ التي يحتملها ¶ وليس من حكم كتابنا هذا أن يذكر فيه مثل ذلك، إلا أن بعض من يتعاطى ¶ العربية حكى لي بعض المتعلمين عنه في ذلك تجويز وجوه لا جواز لها، ومنع ما لا ¶ يمتنع من الجواز، فأملي ت عليه ما هو مثبت هاهنا، وهو الذي عليه وض ع الكتاب ¶ التنوين في (علم) وأن (ما) استفهام، و(الكلم) مبتدأ، وخبرها (ما)، والجملة في ¶
و(العلم) في باب التعدي على ضربين: يتعدى إلى مفعولين؛ يكون المفعول الأول هو
الثاني في المعنى، أو يكون له فيه ذكر، كشرط خبر المبتدأوضرب آخر يكون بمعنى
العرفان، لا يجاوز مفعولا، كما لا يجاوز (عرفت) مفعولافإذا قدر (ما) استفهاما،
كان قوله: علم، هو الذي يتع دى إلى مفعولين، ولا يكون الذي بمعنى (عرفت)؛ لأن
الاستفهام إنما يق ع في موضع مفعول الفعل الذي يجوز أن يلغى نحو: ظنن ت،
وعلم ت، وبابه، وذلك أن الإلغاء فيه أعظم من تعليقه وقوع الاستفهام ونحوه في
موضع مفعوله، لأنهما إذا ألغيت لم تعمل في لفظ، ولا موضع، وإذا وقع الاستفهام
في موضع مفعوله عمل في موضع الجملة
فإن قال قائل: ما تنكر أن يعمل الفعل الملغى في موضع الجملة كما يعمل في
موضع الجملة المعلق عنها؟
قيل له: لو عمل في موضعه لعمل في لفظه، إذ لا شيء يمنعه من ذلك في
الإلغاء، كما يمنعه في التعليق فصل حروف الاستفهام وما أشبهه، فلو كان له في
(/)موضع نصب على تقدير: هذا باب أن تعلم ما الكل م، وفاعل (علم) المخاطب ¶ و(العلم) في باب التعدي على ضربين: يتعدى إلى مفعولين؛ يكون المفعول الأول هو ¶ الثاني في المعنى، أو يكون له فيه ذكر، كشرط خبر المبتدأوضرب آخر يكون بمعنى ¶ العرفان، لا يجاوز مفعولا، كما لا يجاوز (عرفت) مفعولافإذا قدر (ما) استفهاما، ¶ كان قوله: علم، هو الذي يتع دى إلى مفعولين، ولا يكون الذي بمعنى (عرفت)؛ لأن ¶ الاستفهام إنما يق ع في موضع مفعول الفعل الذي يجوز أن يلغى نحو: ظنن ت، ¶ وعلم ت، وبابه، وذلك أن الإلغاء فيه أعظم من تعليقه وقوع الاستفهام ونحوه في ¶ موضع مفعوله، لأنهما إذا ألغيت لم تعمل في لفظ، ولا موضع، وإذا وقع الاستفهام ¶ في موضع مفعوله عمل في موضع الجملة ¶ فإن قال قائل: ما تنكر أن يعمل الفعل الملغى في موضع الجملة كما يعمل في ¶ موضع الجملة المعلق عنها؟ ¶ قيل له: لو عمل في موضعه لعمل في لفظه، إذ لا شيء يمنعه من ذلك في ¶ الإلغاء، كما يمنعه في التعليق فصل حروف الاستفهام وما أشبهه، فلو كان له في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ موضع الجملة عم ل في الإلغاء لكان له أثر في اللفظ، إذ لا مانع يمنع من ظهوره فيه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ف(عل م) في قوله: هذا با ب علم، أنه في موضع أن تعلم، و(ما الكل م) التي ¶ هي جملة استفهام في موضع المفعول الأول، وقد س د مس د المفعول الثاني، كما س د ¶ مس د خبر (أن) في قولك: علم ت أن زي دا منطلق ¶ فأما تقديرك قوله: علم، في معنى: أن تعلموإن لم تضف إلى ضمير المخاطب، ¶ 142 المسائل المشكلة ¶ فجائز أن تقدره فعلا للمخاطب والغائب، وإن لم تضفه إلى ضمير واحد منهما، ¶ مالا : البلد: 15 ،14 ]، وكقوله ] أ و إطعامفي يومذي مسغبة* يتيما : كقوله ¶ النحل: 73 ]وقد أعملا في ] يملكل ه م رزقا م ن ال س ماواتوالأرضشيئا ¶ مفعوليهما، وإن لم يضافا إلى ضمير فاعليهما في اللفظ، ومثل ذلك ما أنشده سيبويه: ¶
ومثله:
( فل م أنكل ع ن الضربمسمعا( 2
وتقديرهما: أن رهبت عقابك وعن: أن ضرب ت مسمعا، فنصب ما المفعولين،
وإن لم تضف إلى ضمير م ن هو له، فكذلك (عل م) يقدر: بأن تعلم، وإن لم تضف
إلى ضمير المخاطب، كهذه الأشياء التي ذكرناها، وهو الذي عليه المعنى، لأنه كان
جواب سائل سأل: ما الكلم؟ فقال: هذا با ب علمما الكلم، وعلى هذا قوله في
سائر الكتاب: اعلم كذا، واعلم كذا
فإن قلت: فهل يجوز أن يذهب بالمصدر الذي هو (علم) مذهب ما لم يسم فاعله؟
فالجواب: أنك إن جعل ت (ما) استفهاما لم يجز أن تذهب به هذا المذهب؛
لأنك إذا قدرته بالفعل كان: هذا با ب أن يعلم ما الكلم، فتقوم الجملة بأسرها مقام
اسم الفاعل المبني للمفعول، والجمل لا تقوم مقامه، كما لا تقوم مقام الفاعل؛ لأن
(/)( فلولا رجاء النصرمنك ورهبة عقاب ك قد صا روا لنا كالموارد( 1 ¶ ومثله: ¶ ( فل م أنكل ع ن الضربمسمعا( 2 ¶ وتقديرهما: أن رهبت عقابك وعن: أن ضرب ت مسمعا، فنصب ما المفعولين، ¶ وإن لم تضف إلى ضمير م ن هو له، فكذلك (عل م) يقدر: بأن تعلم، وإن لم تضف ¶ إلى ضمير المخاطب، كهذه الأشياء التي ذكرناها، وهو الذي عليه المعنى، لأنه كان ¶ جواب سائل سأل: ما الكلم؟ فقال: هذا با ب علمما الكلم، وعلى هذا قوله في ¶ سائر الكتاب: اعلم كذا، واعلم كذا ¶ فإن قلت: فهل يجوز أن يذهب بالمصدر الذي هو (علم) مذهب ما لم يسم فاعله؟ ¶ فالجواب: أنك إن جعل ت (ما) استفهاما لم يجز أن تذهب به هذا المذهب؛ ¶ لأنك إذا قدرته بالفعل كان: هذا با ب أن يعلم ما الكلم، فتقوم الجملة بأسرها مقام ¶ اسم الفاعل المبني للمفعول، والجمل لا تقوم مقامه، كما لا تقوم مقام الفاعل؛ لأن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الفاعل يكنى عنه، ويثنى، ويجم ع، ويضمر في الفعل، ويذكر إعراب الفعل بعده ¶ وكل هذا ممتنع في الجملة غير متأ ت فيها ¶ ويدلك على امتناع هذا أيضا: أن الجملة التي هي من الفعل والفاعل، مثل التي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من المبتدأ والخبر، في أن كل واحد من الاسمين فيها يح دث عنه، فكما لا يكون ¶ المبتدأ المحدث عنه إلا مفردا، ولا تق ع موقعه الجملة، كذلك لا يكون الفاعل جملة، ¶ بل يكون الفاعل أشد امتنا عا، لاتصاله بالفعل، ولشدة اتصاله بالفعل له موض ع يذكر ¶ فيه، وليس ذلك في المبتدأ، فكما لا يجوز: علم ضر ب زيد، ولا علم كيف زي د، على ¶ 97/ 1) البيت من شواهد سيبويه ولم ينسبه، انظر: الكتاب 1 ) ¶ 99/ 2) البيت في الكتاب منسوب إلى المرار الأسدي، انظر: الكتاب 1 ) ¶ المسائل المشكلة 143 ¶ أن تقي م الجملة مقام اسم الفاعل، كذلك لا يجو ز أن يقام (ما الكلم) مقام فاعل ¶ الفعل المبني للمفعول ¶
وكذلك ننجي : في موضع نصب، فيكون إضماري للمصدر كقراءة من قرأ
1)يري د: نجينجاء المؤمنينفإنذلك أي ضا غ ير جائز؛ لأن المفعول )المؤمنين
المنتصب حك مه أن يكون المرتفع في المعنى المقام مقام الفاعل، وليس قولك: ما
الكلم: العلم، ولا له فيه ذكر، فلا يجوز على هذا الوجه أي ضاولو حذف ت التنوين،
وأضفته إلى (ما)، لكان حكمه أن يكون بمعنى (الذي)، كأنك قلت: علم الذي هو
الكلم، ولو جعلته استفهاما لم يجز أن تضي ف (علم) إليه، لأن الجمل لا يكون في
موضع جر بإضافة الاسم إليها، إلا ما جاء من إضافة الظروف الزمانية إلى الجمل،
وهذا شيء مقصور عليها، ولا تجو ز الإضافة في غيرها من الأسماء إلى الجمل
فإن أضف ت (عل ما) إلى ما كان بمعنى (الذي)، فاحتمل أن يكون (علم)
(/)فإن قل ت: أضمر المصدر في قوله: أن يعلم، لتصير الجملة التي هي (ما الكلم) ¶ وكذلك ننجي : في موضع نصب، فيكون إضماري للمصدر كقراءة من قرأ ¶ 1)يري د: نجينجاء المؤمنينفإنذلك أي ضا غ ير جائز؛ لأن المفعول )المؤمنين ¶ المنتصب حك مه أن يكون المرتفع في المعنى المقام مقام الفاعل، وليس قولك: ما ¶ الكلم: العلم، ولا له فيه ذكر، فلا يجوز على هذا الوجه أي ضاولو حذف ت التنوين، ¶ وأضفته إلى (ما)، لكان حكمه أن يكون بمعنى (الذي)، كأنك قلت: علم الذي هو ¶ الكلم، ولو جعلته استفهاما لم يجز أن تضي ف (علم) إليه، لأن الجمل لا يكون في ¶ موضع جر بإضافة الاسم إليها، إلا ما جاء من إضافة الظروف الزمانية إلى الجمل، ¶ وهذا شيء مقصور عليها، ولا تجو ز الإضافة في غيرها من الأسماء إلى الجمل ¶ فإن أضف ت (عل ما) إلى ما كان بمعنى (الذي)، فاحتمل أن يكون (علم) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المتعدي إلى مفعول، واحتمل أن يكون المتعدي إلى مفعولين ¶ فإن جعل ت المتعدي إلى مفعولين، وق درت المصدر: بأن تعلم، كان (ما الكلم) ¶ في موضع المفعول الأول، وإن كان مجرو را في اللفظ، كقولك: أعجبني بناء هذه ¶ الدار، فهو في المعنى مفعو ل، وإن كان في اللفظ مجرو را، فكذلك يكون (ما الكلم) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في المعنى مرفو عا، وإن كان في اللفظ مجرو را، كقولك: أعجبني ركو ب زيدالفر س، ¶ ويضمر مفعولا لهوإن جعل ت (العلم) الذي يتع دى إلى مفعول واحد وأضفت، ثم ¶ ق درته ب(أن تعلم) و(أن يعل م) لم يحتج إلى إضمار مفعول، وكان (ما الكلم) في ¶ موضع اسم منصوب، إن ق درته ب(أن تعلم)، أو مرفوع، إن قدرته ب(أن يعلم)، ¶ وإن كان مجرو را في اللفظ ¶ 39 - وهذه مسألة من الكتاب تدخل في هذا الحد ¶ ذكر سيبويه إجراءهم (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي)، وأن (ذا) مع (ما) في ¶ قولهم: ماذا، على ضربين: أحدهما: أن تكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد ¶ 1) سورة الأنبياء: آية 88 ) ¶
والآخر: أن تكون (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي)
واستدل على إجرائهم (ذا) مع (ما) بمنزلة اسم واحد بقوله عز وجل:
النحل: 30 ]، ولو كان بمنزلة (الذي) لكان الوجه ] ماذا أنزل ربك م قالوا خي را
الرفع، واستدلأي ضا على إجرائها بمنزلة اسم واحد بقولهم: عم اذا تسأل، فقالوا:
لو كان (ذا) لغ وا، لقالوا ع م ذا تسأل
وأما إجراؤهم (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي)، فنحو قولهم: ماذا رأيت؟
فتقول: متا ع حس ن، ويقول لبيد:
( ألا تسألانالمرءماذا يحاول أنحبفيقضى أم ضلالوباطل( 1
النحل: 24 ]، كأنه ]ماذا أنزل ربك م قالوا أساطيرالأ ولين : وبقوله عز وجل
قال: ما الذي أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين، أي: الذي أنزله أساط ير الأولين،
(/)144 المسائل المشكلة ¶ والآخر: أن تكون (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي) ¶ واستدل على إجرائهم (ذا) مع (ما) بمنزلة اسم واحد بقوله عز وجل: ¶ النحل: 30 ]، ولو كان بمنزلة (الذي) لكان الوجه ] ماذا أنزل ربك م قالوا خي را ¶ الرفع، واستدلأي ضا على إجرائها بمنزلة اسم واحد بقولهم: عم اذا تسأل، فقالوا: ¶ لو كان (ذا) لغ وا، لقالوا ع م ذا تسأل ¶ وأما إجراؤهم (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي)، فنحو قولهم: ماذا رأيت؟ ¶ فتقول: متا ع حس ن، ويقول لبيد: ¶ ( ألا تسألانالمرءماذا يحاول أنحبفيقضى أ م ضلالوباطل( 1 ¶ النحل: 24 ]، كأنه ]ماذا أنزل ربك م قالوا أساطيرالأ ولين : وبقوله عز وجل ¶ قال: ما الذي أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين، أي: الذي أنزله أساط ير الأولين، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قال: ولو كان (ذا) بمنزلة (الذي) في هذا الموضع البتة، لكان الوجه في: ماذا ¶ رأيت، إذا أجاب: خ ير ¶ يري د: أنه لو لم يكن (ماذا) على ضربين، كما ذكرته مرة بمنزلة اسم واحد، ¶ ومرة (ذا) بمنزلة (الذي)، وكانت بمنزلة (الذي) البتة، لكان الوجه إذا قيل له: ¶ ماذا : ماذا رأيت، أن يقول: خ ير، إذا أجا ب، وليس الأمر كذلك، لأنه قد جاء ¶ فهذا لم يجئ على أن (ذا) بمنزلة (الذي)وجاء في أنزل ربك م قالوا خي را ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ماذا أنزل ربك م قالوا أساطيرالأ ولين : موضع آخر ¶ فدلنا ذلك على أن (ماذا) على وجهين، وكلا الوجهين قد جاء به التنزيل، ولا ¶ يسوغ أن تق در فيه أنالجواب فيه ليس على قدر السؤال، لأن ذلك ليس بالوجه، ¶ وأنشد سيبويه في هذا الحد هذا البيت، وقال سمعناه من العرب الموثوق بهم وهو: ¶ ( دعي ماذا عملتسأتقيهولك ن بالمغيبنبئيني( 2 ¶ قال: (فالذي) لا يجو ز في هذا الموضع، و(ما) لا يحس ن أن تليغيهاوقال أبو ¶ الحسن: في تفسير هذا البيت: جعل (ما)، و(ذا) بمنزلة (ما) وحدهاولا يجوز أن ¶
405 ، وهو غير منسوب/ 2) البيت في الكتاب 1 )
المسائل المشكلة 145
تكون (ذا) بمترلة (الذي) في هذا البيت؛ لأنك لو قلت: دعي ما الذي علمت، لم يكن
كلاما، وأنشد أبو الحسن في أن(ذا) لا يكون مع (ما) بمنزلة (الذي) قول القائل:
( يا خز ر تغلب ماذا بال نس وتكم لا يستفق ن إلى ال ديرين ت حنانا( 1
وقال: ألا ترى أنك لو قلت: ما الذي بال نسوتكم، لم يحسن، أو لم يجز أو
نحو هذا
وأقول في البيت الذي من (الكتاب): إنه لا يخلو من أن يكون (ما) و(ذا) فيه
ا سما واح دا، أو يكون (ذا) بمنزلة (الذي )، و(ما) أي ضا بمنزلة (الذي)، أو يكون
(/)1) البيت للبيد، انظر: شرح ديوان لبيد ص 130 ) ¶ 405 ، وهو غير منسوب/ 2) البيت في الكتاب 1 ) ¶ المسائل المشكلة 145 ¶ تكون (ذا) بمترلة (الذي) في هذا البيت؛ لأنك لو قلت: دعي ما الذي علمت، لم يكن ¶ كلاما، وأنشد أبو الحسن في أن(ذا) لا يكون مع (ما) بمنزلة (الذي) قول القائل: ¶ ( يا خز ر تغلب ماذا بال نس وتكم لا يستفق ن إلى ال ديرين ت حنانا( 1 ¶ وقال: ألا ترى أنك لو قلت: ما الذي بال نسوتكم، لم يحسن، أو لم يجز أو ¶ نحو هذا ¶ وأقول في البيت الذي من (الكتاب): إنه لا يخلو من أن يكون (ما) و(ذا) فيه ¶ ا سما واح دا، أو يكون (ذا) بمنزلة (الذي)، و(ما) أي ضا بمنزلة (الذي)، أو يكون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (ما) استفهاما، و(ذا) بمنزلة (الذي)، أو يكون (ذا) لغ وا، و(ما) بمنزلة (الذي)، ¶ أو يكون (ما) لغ وا، و(ذا) بمنزلة (الذي) ¶ فلو كان (ذا) بمنزلة (الذي)، و(ما) كذلك، لاحتاجت (ذا) إلى صلة ¶ احتياج (الذي)، وصلتها كانت تكون (عملت)، كأنه في التقدير: الذي عملته، ¶ و(الذي) مع (علمته) في موضع اسم مفرد في صلة (ما)، ويحتاج إلى ما يكون خ برا ¶ ل(ذا) الذي بمعنى (الذي)، ولا يخلو من جهتي خبر المبتدأ، ثم يلزم بعد أن يرجع إلى ¶ (ما) من صلته شيء، فلينزل (أن سأتقيه) خبر (ذا) بمعنى (الذي)، والهاء عائدة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إليه، فيبقى (ما) لم يرجع إليه من صلته شيءفإذا كان كذلك، فقد بطل أن يكون ¶ (ما) و(ذا) كل واحد منهما بمنزلة (الذي) ¶ فهذا شرح قوله في (ما) الذي لا يجوز في هذا الموضع ¶ ولا يجوز أن يجعل (ما) استفهاما، و(ذا) بمنزلة (الذي)، فيكون التقدير: ما ¶ الذي علمته، لأن الاستفهام بعد (دعي)، وما أشبهه من الأفعال، إنما يق ع بعد ¶ الأفعال التي تعلق وتلغى ¶ فإن قال قائل: فهلاجاز إلغاء (دعي) عندك، إذ قد جاء من الأفعال التي لا ¶ تلغى أفعا ل معلقة، وكذلك ما في (الكتاب) من قوله: أما ترى أي برقهاهناحكي ¶
البقرة: 260 ] ، إنه من رؤية العين، وقد علقا بعد ] رب أرنيكيف ت حيي ال م وتى
1) البيت الجرير انظر ديوان جرير ص 598 )
146 المسائل المشكلة
الاستفهام، فكذلك ما تنكر أن تعلق (دعي)؟
قيل: إنما جاز التعليق في هذه الأفعال، لمشاتها الأفعال التي تلغى؛ وذلك أن
(رأي ت) التي من رؤية العين توافق (رأيت) التي بمعنى (علمت) في المعنى، لأن كل
محسوس معلوم، وإن لم يكن كل معلوم محسو سا، فرؤية العين: ضر ب من العلم،
فلذلك أجر ي مجرى التي ك(علمت) في الإلغاء، وذلك غير كثير، ولم نعلم أن ذلك
(/)عن أبي عثمان أنه قال: هو من رؤية العينفقال أبو الحسن في قوله عز وجل: ¶ البقرة: 260 ] ، إنه من رؤية العين، وقد علقا بعد ] رب أرنيكيف ت حيي ال م وتى ¶ 1) البيت الجرير انظر ديوان جرير ص 598 ) ¶ 146 المسائل المشكلة ¶ الاستفهام، فكذلك ما تنكر أن تعلق (دعي)؟ ¶ قيل: إنما جاز التعليق في هذه الأفعال، لمشاتها الأفعال التي تلغى؛ وذلك أن ¶ (رأي ت) التي من رؤية العين توافق (رأيت) التي بمعنى (علمت) في المعنى، لأن كل ¶ محسوس معلوم، وإن لم يكن كل معلوم محسو سا، فرؤية العين: ضر ب من العلم، ¶ فلذلك أجر ي مجرى التي ك(علمت) في الإلغاء، وذلك غير كثير، ولم نعلم أن ذلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ جاء في (علمت) الذي بمعنى ( عرف ت)، ولا في ( عرف ت) ¶ ولا يجوز أن يكون (ما) لغ وا، و(ذا) بمنزلة (الذي)، لأم أجروها مجرى ¶ (الذي) مع (ما)ألا تراهم لا يقولون: رأي ت ذا قام، تري د: الذي قام، وإنما يكون ¶ مع (ما) بمنزلة (الذي)، وذلك مما لا ينكر في كلامهم، لأنهم قد يلزمون الشيء ¶ حك ما لا يكون له مع غيره، مثل: ل دن غدوة، ولعمر الله، ونحو ذلك ¶ ولا يجوز أن يكون (ذا) لغ وا، و(ما) بمنزلة (الذي)؛ لأن(ذا ) اس م ولم يجئ ¶ شيء من الأسماء لغ وا إلا (هو) للفصل، ولما ذكره سيبويه في قوله: ع ماذا تسأل، فأما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كون اسمين ا سما واح دا فكثير في كلامهمفإذا لم يجز أن تكون (ما) بمنزلة ¶ (الذي)، و(ذا) بمنزلة (الذي)، لما ذكرناه قبل، ولأنهم جعلوا (ذا) بمنزلة (الذي) ¶ لم يجعلوا (ما) معه بمنزلته، ولم يجز أن تكون (ما) استفهاما، و(ذا) بمنزلة (الذي) ¶ لما قلناه، ولا غير ذلك من الأقسام، ثبت أما جميعا بمنزلة اسم واحد في الخبر، ¶ كما كانا في الاستخبار كذلك، ألا ترى: أن (ما) و(من) استعملا في الإخبار أي ضا ¶ بلا صلة، كما استعملا في الاستخبار كذلك في نحو: ¶ ربما تكرهالنفو س من الأمر لهفرجةكحلالعقال ¶
كمن بواديه بعد المحلممطور
فكذلك (ماذا) لما استعملا في الاستخبار استعمال (ما)، وأجر ي مجراه حتى
النحل: 30 ] بمنزلة: ما أنزل ] ماذا أنزل ربك م قالوا خي را : كان قوله تعالى
ربكم، كذلك استعمل في الإخبار غير موصول، فصار: دعي ماذا علمت، بمنزلة:
دعي شيئا علمتفموضع (ماذا) نص ب ب(دعي)وإذا لم يجز أن يكون (ذا)
موصولة بمنزلة (الذي) -لما ق دمنا- ولا ما ثب ت أن قوله: علمت، صفة ل(ماذا)
المسائل المشكلة 147
(/)ونحو قوله: ¶ كمن بواديه بعد المحلممطور ¶ فكذلك (ماذا) لما استعملا في الاستخبار استعمال (ما)، وأجر ي مجراه حتى ¶ النحل: 30 ] بمنزلة: ما أنزل ] ماذا أنزل ربك م قالوا خي را : كان قوله تعالى ¶ ربكم، كذلك استعمل في الإخبار غير موصول، فصار: دعي ماذا علمت، بمنزلة: ¶ دعي شيئا علمتفموضع (ماذا) نص ب ب(دعي)وإذا لم يجز أن يكون (ذا) ¶ موصولة بمنزلة (الذي) -لما ق دمنا- ولا ما ثب ت أن قوله: علمت، صفة ل(ماذا) ¶ المسائل المشكلة 147 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إذ لا يجوز أن يكون حالا ولا صفة، وإذا ثبت أن قولنا (ماذا) إذا جعلا بمنزلة اسم ¶ واحد واسم نكرة تقديره: دعي شيئا علمت، فموضع (علمت) نص ب، و(سأتقيه) ¶ أي ضا، إن شئت كان نصبا صفة تتبع صفة، وإن شئت كان منقطعا، والتقدير: دعي شيئا ¶ علمت، إلا أنه لما في (ما) من معنى العموم، كأنه قال: دعي معلوما، أو دعي المعلوم فإني ¶ سأتقيه، ولكن نبئيني بالمغيب الذي لا أعلمه كيف أتقيهفهذا شر ح هذا عندي ¶ البقرة: 26 ]، فإن ] فيقولون ماذا أرا د الله بهذا مثلا : فأما قوله تعالى ¶ انتصابه على التمييز ل(هذا) والتبيين عنه، وذلك أن (ماذا) لا يخلو من أحد وجهيها ¶ اللذين ق دمنا ذكرهمافإن كان (ذا) بمنزلة (الذي) صار التقدير: ماذا أراده الله، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أهذا الذي بعث الله : ثم حذفت الهاء من الصلة، كما حذف من قوله عز وجل ¶ الفرقان: 41 ]والعامل فيه (أراد) والمفعول المحذوف، وهو فع ل متع د إلى ] رسولا ¶ مفعولفلا متعلق له ب(مثل) على ذا الوجه ¶ وإن كان (ما) و(ذا) بمنزلة اسم واحد، ولم يكن (ذا) بمترلة (الذي) صار ¶ الاسمان اعولان ا سما واح دا في موضع نصب ب(أراد)، وهو مفعوله، ولا يكون له ¶ ب(مثل) المنصوب متعلق، كما لم يتعلق به في الوجه الأول ¶ فإذا لم يخل من أحد الوجهين اللذين هما ل(ماذا)، ولم يتعلق به الفعل في ¶
وقد أملي ت هذه المسألة بعبارة أخرى، فقلت: (مثلا) منتصب على (هذا) على
التمييز، ولا يجوز أن يكون مفعولا ل(أراد) وذلك أن (ماذا) على ضربين: يكون
مع (ذا) بمنزلة اسم واحد فيكون في موضع نصب ب(أراد)، كأنه في التقدير: أي
شيء أراد اللهويكون (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي) فيكون (أراد) صلة له، ومتعديا
إلى الهاء العائدة إلى الموصول المحذوفة، وقوله: (ذا) في الأمرين جميعا في موضع
(/)شيء من ذلك، ثب ت أن انتصابه على التمييز، كما أعلمتك، فاعرفه ¶ وقد أملي ت هذه المسألة بعبارة أخرى، فقلت: (مثلا) منتصب على (هذا) على ¶ التمييز، ولا يجوز أن يكون مفعولا ل(أراد) وذلك أن (ماذا) على ضربين: يكون ¶ مع (ذا) بمنزلة اسم واحد فيكون في موضع نصب ب(أراد )، كأنه في التقدير: أي ¶ شيء أراد اللهويكون (ذا) مع (ما) بمنزلة (الذي) فيكون (أراد) صلة له، ومتعديا ¶ إلى الهاء العائدة إلى الموصول المحذوفة، وقوله: (ذا) في الأمرين جميعا في موضع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ نصب، لكونه مفعولا ثانيا، و(مثلا) منتص ب على التبيين، كأنه لما قيل: (ذا) احتمل ¶ المثل وغيره، فبي ن بالمثلولا يجوز فيه غير هذا، إذ كان (أراد) عاملا في الوجهين ¶ جميعا في مفعولين أولين، ومفعول ثان، فلا يبقى مما ينتصب عليه الاسم غير التمييز ¶ فأما كون (ذا) في موضع المفعول الثاني، فالفعل المتعدي إلى مفعول إذا أريد ¶ تعديته إلى ثانزيدت عليه الهمزة، نحو قولك في ضرب ت زي دا: أضرب ت زي دا عمرا، ¶ 148 المسائل المشكلة ¶ فإن كان الفعل متعديا إلى مفعول واحد، وكان قد ألحق همزة، وأريد تعديته إلى ¶ مفعول ثان، زيد عليه أحد حروف الخفض، نحو: أرد ت زي دا ذا، لأن حرف ¶ الخفض قد قام مقام الهمزة في هذا، ألا ترى: أن الفعل الذي لا يتعدى، إذا أريد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تعديته إلى مفعول، زيدت عليه الهمزة أو الباء، فيقال في مثل: قم ت، إذا ع دي: ¶ قم ت بزيد، وأقمته، فيقوم كل واحد من الهمزة والحرف مقام صاحبه ¶ 40 - وهذه مسألة مشكلة تتصل بهذا الح د وهي: ¶ إ ن كل يس: 32 ]، و ] إن كللما جميعل دينا محضرون : قراءة من قرأ ¶ الطارق: 4]، فش دد، فأما من خفف فسه ل سائغو(إن) ]نفسلما علي ها حافظ ¶ على قراءته هي المخففة من الثقيلة المكسورة الهمزة المعملة عمل الفعل، وهي إذا ¶
وقد دللنا على ذلك فيما تق دم من هذا الكتاب، فتكون (ما) صلة
فأما من ثقل فقال: (ل ما) فقيل: إن(ل ما) بمنزلة (إلا)قال سيبويه: سأل ت
الخليل عن قولهم: أقسم ت عليك إلا فعلت، ولما فعلت، فقل ت: لم جا ز هذا في هذا
الموضع، وإنما (أقسم ت) هاهنا، كقولك: والله؟
فقال: وجه الكلام: لتفعلن هاهنا، ولكنهم أجازوا هذا، لأنهم شب هوه
(/)خففت لزمته اللام فتفصلها من النافية وتخلصها منها، ولهذا المعنى جاءت هذه اللام، ¶ وقد دللنا على ذلك فيما تق دم من هذا الكتاب، فتكون (ما) صلة ¶ فأما من ثقل فقال: (ل ما) فقيل: إن(ل ما) بمنزلة (إلا)قال سيبويه: سأل ت ¶ الخليل عن قولهم: أقسم ت عليك إلا فعلت، ولما فعلت، فقل ت: لم جا ز هذا في هذا ¶ الموضع، وإنما (أقسم ت) هاهنا، كقولك: والله؟ ¶ فقال: وجه الكلام: لتفعلن هاهنا، ولكنهم أجازوا هذا، لأنهم شب هوه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بنشدتك الله، إذ كان فيه معنى الطلبففي هذا إشارة من سيبويه إلى أم ¶ استعملوا: (لما) حيث يستعملون فيها (إلا) ¶ وقال بع ض البصريين: حكاه لنا الثقة -يعني كون (لما) بمعنى (إلا)- ¶ وحكى الفراء عن الكسائي أنه قال: لا أعر ف جهة التثقيل، وقال الفراء في ¶ الوجه التخفيف، ومن ثقل إن شئت: وإن كللما جميعل دينا م ح ضرون : قوله ¶ وإن ك ل لمن ما جمي ع، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرن مثل: ¶ ( طفت علماء ( 1 ¶ والوجه الآخر من التثقيل أن يجعلوا (لما) بمنزلة (إلا) مع (إن) خاصة، فتكون ¶ 377 ، والبيت هو: / 1) هذا جزء من بيت، لا يعرف قائله، ذكره الفراء (معاني القرآن) 2 ) ¶ غداة طفت علماء بكر بن وائل و عجنا صدو ر الخيلشط ر تميم ¶ المسائل المشكلة 149 ¶ في مذهبهاوقال أبو عثمان المازني: فيما حكى عنه أبو إسحاق الزجاج: الأصل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإن : (لما) فثقل، فهذا ما قيل في تثقيل (لما) هذهوالآي الثلاث: أعني قوله ¶ وإن كلذلك ل ما متا ع الحياةالدنيا : وقوله ،كللما جميعل دينا م ح ضرون ¶ يجوز أن تتأول على هذا إن كل نفسلما عليها حافظ : [الزخرف: 35 ]، وقوله ¶ التأويل الذي قيل: من أنمعنى (ل ما) ك(إلا) ،على أن تكون (إن) فيها هي النافية، ¶ لا يمتن ع ذلك في شيء منها ¶ هود: 111 ]، فلا يجو ز فيه هذا ] وإنك لا لما ليوفينهم : فأما قوله عز وجل ¶
لمنطلق، لم يكن لدخول (إلا) مسا غ ولا مجاز
فإن قلت: أفليس قد دخلت (إلا) بين المبتدأ وخبره في المعنى، فيما حكاه
سيبويه من قولهم: ليس الطي ب إلا المسك، و(إن) مثل (ليس) في دخولها على المبتدأ
وخبره؟
(/)التأويل، ولا يسوغألا ترى: أنك لو قلت: إن القوم إلاليكرمنهم، وإن زي دا إلا ¶ لمنطلق، لم يكن لدخول (إلا) مسا غ ولا مجاز ¶ فإن قلت: أفليس قد دخلت (إلا) بين المبتدأ وخبره في المعنى، فيما حكاه ¶ سيبويه من قولهم: ليس الطي ب إلا المسك، و(إن) مثل (ليس) في دخولها على المبتدأ ¶ وخبره؟ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل له: ذكر أن قوما لا يجرون (ليس) مجرى (ما)، كما أجروا (ما) مجراها، ¶ فقولهم: ليس الطي ب إلا المسك، كقولهم: ما الطي ب إلا المسك، ألا ترى: أنهم رفعوا ¶ (المسك)، كما رفعوا خبر (ما) في نحو ذلك، ولم يتأول سيبويه (ليس) على أن فيه ¶ ضمير القصة والحديث، لما كان يلزم في هذا التأويل من إدخال (إلا) بين المبتدأ ¶ والخبر، فلا مسا غ لتثقيل(لما) في هذه الآية على أن تكون بمنزلة (إلا) ¶ فأما قول الفراء من قوله: إن(لما) هذه إنما هي (لم ن ما)، ثمحذفت إحدى ¶ الميمات لكثرن، مثل: طف ت علماء، فلا تخلو (ما) هذه التي ق درها هنا من أن تكون ¶ وإن كللما جميع: زائدة، أو موصولة، فلا يسهل أن تكون موصولة في قوله ¶ أي: لمن هم ما جميع، فليس هذا بالسهل، وإن ق درته على: لم ن ل دينا محضرون ¶ الذي هم جيم ع لدينا محضرون، وقلت: قولهم: هم جميع لدينا،صلة ل(الذي)، ¶ و(الذي) مع صلته بمترلة اسم واحد في صلة (من)، و(محضرون) خبر (ما) الذي بمعنى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (الذي)، والاسم وخبره صلة (من)، فذلك غ ير جائز، لأن(من) على هذا لم يرجع ¶ إليه من صلته شيء، فهذا التقدير في هذه الآية غير متأت ¶ الزخرف: 35 ]، فلا يجوز ] وإن كلذلك ل ما متا ع الحياةالدنيا : وأما قوله ¶ 150 المسائل المشكلة ¶ فيه ذلك أيضا ، ألا ترى: أنك إن ق درت (ما) زائدة كان المعنى: وزخرفا وإن كل ذلك ¶ لمن متاع الحياة الدنيا، و(الزخرف)، وما قبله من المذكور لا يكون (من) في هذا المعنى، ¶
له فيه،
حيث يوجد لتأويله مجازوإن كان غ ير هذا الوجه من حذف الحرف من (من) وحذفه
غير سائ غ، لأن أقصى أحوالها أن تكون كالمتمكنة، والمتمكنة؛ إذا كانت على حرفين لم
(/)ولا يكون من المتاع، فهذا قو ل فاس د مستكره؛ لانكساره وتجويزه ما لا مجاز له فيه، ¶ حيث يوجد لتأويله مجازوإن كان غ ير هذا الوجه من حذف الحرف من (من) وحذفه ¶ غير سائ غ، لأن أقصى أحوالها أن تكون كالمتمكنة، والمتمكنة؛ إذا كانت على حرفين لم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تحذف، إنما تحذف من الثلاثة، لتصير على حرفين، فإذا بلغ ذلك لم يكن بعده موضع ¶ حذف، هذا على أن(من) غير متمكنة، والحذ ف فيها وفي ضرا غير موجود ¶ فأما (ل دن) فهو على ثلاثة، وقد قلنا علته فيما تقدموكذلك ما قالوه من ¶ قولهم: م اللهلأفعلن، وقول العجاج: ¶ ( خالط من سل مى خياشي م وفا( 1 ¶ موضع ضرورة ¶ فأما ما ذكره الفراء من أنالحذ ف من (لم ن ما) كالحذف من قولهم: علماء، ¶ فالذي نقول: إن الحذ ف أح د ما تخفف بهالأمثال إذا اجتمعت، وهو على ضربين، ¶ أح دهما: أن يحذف الحرف مع جواز الإدغام، كقولهم: بخفي ب خ ¶ والآخر: أن يحذف لامتناع الإدغام في الحرف المدغم فيه لسكونه، وأن ¶ الحركة غير متأتية فيه، مثل: علماء، أو لأنالحرف المدغم يتصل بحرف، إذا أدغم، ¶ فأسكن لزم تحريك ماقبله، وهو مما لا يتحرك، مثل: يسطيعفلا يشبه قولهم: علماء، إذا ¶ أرادوا: على الماء، وما شبهه به من (لما)، لو أريد به (لم ن ما)؛ لأنك لو أدغم ت اللام من ¶ (على) في التي للتعريف للزم تحريكها، وهي مما يلزمه السكون، ولذلك اجتلبت معها همزة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الوصل، فل ما كان كذلك حذفت اللام الأولى، وليس كذلك (لم ن ما)ألا ترى: أن ¶ الحرف المدغم فيه هنا متحرك وليس بساكن، فلا يشبه ما شبهه به ¶ فإن قلت: أجعله مما ذكرته، مما يحذف الحرف فيه مع جواز الإدغام ¶ ك(بخ)قيل: هذا يمتن ع من وجهين: ¶ أح دهما: أنه منفصل، و(بخ) متص ل، والمنفصل في الإدغام ليس كالمتصل، إذ لا ¶ 1) تقدم تخريجه) ¶ المسائل المشكلة 151 ¶
وقع د داود، ونحوه من المنفصلولو كان متصلا لم يجز إلاالإدغام، فكما لم يستثقل
اجتما ع الأمثال لما كان التقدير ا الانفصال في هذه الأشياء، كذلك لا يستثقل في
(لم ن ما) اجتما ع الأمثال
(/)يلزم لزومه، وأن التقدير باتصالهالانفصال، ألا ترى: أنك تظهرمثل: جعل لك، ¶ وقع د داود، ونحوه من المنفصلولو كان متصلا لم يجز إلاالإدغام، فكما لم يستثقل ¶ اجتما ع الأمثال لما كان التقدير ا الانفصال في هذه الأشياء، كذلك لا يستثقل في ¶ (لم ن ما) اجتما ع الأمثال ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الأعراف: 148 ]، من أدغم مثل: ] قوممو سى : وأي ضا فإذا لم يدغم قوله ¶ جعل ل ك، لكراهية تحريك الساكن في المنفصل، فأن يكره الحذف أولى، لأن التغير ¶ بنقل حركة ثابتة في الحرف أسهل من حذف حرف بكثير؛ ألا ترى: إلى كثرة ما ¶ ينقلون من الحركات لدى الإدغام في المتصل، وقلة حذف الحرف للإدغام في ¶ المتصل، فإذا امتنعوا من الكثير الذي يؤنس به في المتصل، كان أن امتنعوا من القليل ¶ الذي لم يأنسوا به في المنفصل أولى، وهذا بي ن ¶ والآخر: أنالحذ ف في هذا قيا سا على (بخ) لا يجو ز، لما أعلمتكهمن قلته، ¶ وإنا لا نعل م له مثلا، فلا مساغ للحملعلى هذا الضيق القليل، مع ما ذكرته لك من ¶ الفصل بين المتصل والمنفصل، على أن (بخ) ليس لنا أن نقول: إنه حذف لاجتماع ¶ المثلين، دون أن نجعله محذوفا على حد ما جاء عليه غيره من ذاوت الثلاثة المحذوفة، ¶ لأنهاه ك(حر) و(دد)، ونحو ذلك ¶ فقول الفراء في هذا فاسد في المعنى من حيث أريتك، وفي اللفظ، لما ذكرته من ¶ امتناع حذف (من) قبل الإدغام وبعد الإدغام ¶ وقول المازني أي ضا ليس بالجيد، لأنالحرو ف يخفف مضاعفها ك(إن)، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ و(أن)، و( رب)، ونحو ذلك، ولا تثقل إلا أنه أقر ب إلى الصواب، لأن الدخل فيه من ¶ جهة اللفظ دون المعنى ¶ فأما ما حكوه من كون (ل ما) بمعنى (إلا) فمقبو ل، ويحتمل أن تكون الآي ¶ الثلاث عليه كما أعلمتك، وتكون (إن) النافية ¶ وقد رأينا في ذلك قولا لم أعلم أح دا تق دمنا فيه، وهو: أن تكون (ل ما) هذه ¶
للدخول على
قل إن ما أنذركم : ما كان يمنع الدخول عليه قبل لحاق (ما) لها، ونظ ير ذلك
الأنبياء: 45 ] ، وقوله: ] بال وحي
152 المسائل المشكلة
لعلمنا أنت حالم
(/)في قول من ش دد في هذه الآي (ل م) النافية، دخلت عليها (ما)، فهيأتها للدخول على ¶ قل إن ما أنذركم : ما كان يمنع الدخول عليه قبل لحاق (ما) لها، ونظ ير ذلك ¶ الأنبياء: 45 ] ، وقوله: ] بال وحي ¶ 152 المسائل المشكلة ¶ لعلمنا أنت حالم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وما أشبهه، و(ربما)، ألا ترى: أنه هيأت الحرف للدخول على الفعل، وكأنه ¶ أي: ليس كل نفس ليس عليها ،إ ن كل نفسلما علي ها حافظ: في التقدير ¶ حافظ، نفيا لقول من قال: كل نفس ليس عليها حافظفقيل: ما كل نف س ليس ¶ عليها حافظ، أي: كل نفس عليها حافظ ¶ ف(إن) على هذا التقدير تكون النافية الكائنة بمعنى (ما)، والقراءة بالتثقيل ¶ على هذا تطابق القراءة بالتخفيف؛ لأنالمعنى مؤول إلى: كل نفس عليها حافظ، مثل ¶ ق: 18 ]إلاأنه أكد ] ما يلف ظ من قولإلال ديهرقيبعتيد : قوله عز وجل ¶ ب(إن)والقراءة بتخفيف (لما) أسهل مأخذا، وأقر ب متناولا ¶ يس : 130 ] على ما ] وإن كللما جميعلدينا م ح ضرون : وأما تقدير قوله ¶ فقيل له: أترى الله ي حيي كانوا ينكرونه من أمر البعث ، حتى حمل عظم إلى النبي ¶ أإذا متنا وكنا ت رابا : هذا بعد ما قدر رم( 1)، وكما حكي في التتريل من قولهم ¶ المؤمنون: 82 ]، في كثير من الآي، فيحكى أم ينكرون فيه ] وعظاما أإنا ل مبعوثون ¶ أمر البعث، فقيل لهم: ما كل ما جميع لدينا محضرون، نف ي لقولهم: كلهم ليس ¶ يجمعون عند الله ولا ينشرون ¶ ولبيوتهمأبوابا و س ر را علي ها يتكئون * و ز خ رفا وإن كلذلك : فأما قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الزخرف: 35 ،34 ]، فكأنه قيل: كل ذلك ليس متاع الحياة ] ل ما متا ع الحياةالدنيا ¶ الدنيا، فنفي ذلك بأن قيل ليس كل ذلك ليس متاع الحياة الدنيا،وإذا نفي أنه كله ¶ ليس متاع الحياة الدنيا، فكأنه قيل: كل متاع الحياة الدنيا، أي: ليس في شيء من ¶
والعاجلة
(/)ذلك للكافر شيء يقربه إلى الله عز وجل وإلى الآخرة، إنما هو متا ع الدنيا والعاجلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ [ هود: 111 ] وإنك لا لما ليوفينهمرب ك أ ع مال ه م : وأما قوله عز وجل ¶ فإن كان قد قرئ مشددا فلا يجوز أن يكون (لما) فيه بمعنى (إلا) ولا يجو ز أن يكون ¶ على تأويله هذا ¶ وقول الفراء: (لم ن ما)، فقد ذكرنا ما فيه من الدخل، وكذلك قول المازني: ¶ 131/ 1) انظر :تفسير ابن كثير 5 ) ¶ المسائل المشكلة 153 ¶ فالوجه فيه التخفيف، ولا مساغ له غ يره في العربية ¶ وأخبرني أبو بكر، عن أبي العباس، قال: أنشدني أبو عثمان للفرزدق: ¶ ( فما ت ك يا ب ن عبداللهفينا فلا ظل ما تخا ف ولا افتقارا( 1 ¶ قال: يري دكم كنت فينا؛ فأدخل (ما) على (كم)هذا لفظ كتابي عن أبي بكر ¶ 41 - مسألة ¶ :( من ذلك ذكر سيبويه: كائن، وإنشاده لعمرو بن شأس( 2 ¶ ( وكائن رددنا عنكم من مدجج يجيء أمام القوم يردي مقنعا( 3 ¶ ولم يذكر كيف (كائن) من (كأين)والقول في ذلك: أنه مقلوب، وحقيقة ¶ ذلك وبسطه: ¶ أن الأصل (كأي) بالكاف زائدة للتشبيه داخله على (أي)، ثم أخرت الهمزة، ¶ وقدمت الياء فصار كييءفقدمت الياءان، وأخرت الهمزة ، تقديره: كيع، ولحق ¶ الهمزة التنوين، كما كان يلحق الياء المدغم فيها، وإنما جاز هذا القلب فيما هو مركب من ¶ كلمتين، وحكم هذا القلب أن يكون فيما كان من كلمة واحدة ك(قس ي)، و(ملك) ¶ ونحوه، لكثرة استعمالهم الكلمة، وكوا لذلك بمنزلة الكلمة الواحدة ¶ ألا ترى: أن الكاف لا موضع لها من الإعراب حسب ما لأكثر الجارة مع ¶ مجرورها، فعوملت في ذلك معاملة الفرد وإن كان مركبا، ونظيره قولهم: لعمري ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لأفعلن، ورعملي لأفعلن، حكي لنا أحمد بن يحيى عن العرب، فقلب قلب المفرد، ¶ والكلمة الواحدة، لما كثر هذا الاسم مع هذا الحرف، فبهذا القلب ¶ ثم حذفت الياء الثانية المفتوحة المدغم فيها، كما حذفت من كينونة وصيرورة، ¶
منها في
(/)فبقيت الياء الأولى ساكنة، ثم أبدلت من الياء الثانية الألف، كما أبدلت منها في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قولهم: طائي، والأصل: طيئ، لأم يقولون: طيئفاعلم، ثم يقولون: طيئ، فاعلم، ¶ مثل: ميت، ولين، ثم يضاف إليه كما يضاف إلى (ميت)، إلا أم أبدلوا من الياء ¶ 193/ 1) البيت للفرزدقانظر: ديوان الفرزدق 1 ) ¶ 2) هو أبو عرار عمرو بن شأس بن عبيدة) ¶ 3) البيت لعمرو بن شأس) ¶ 154 المسائل المشكلة ¶ الساكنة الألف، ونظيرها أيضا قولهم: حاحيت، وعاعيت، وكان أصله: حيحيت، ¶ بالياء، لأنه في بابه مثل قولهم: قوقيت، ومثل: علاك في: عليك ¶ وقال أبو عثمان: قال أبو زيد: سألت الخليل عمن قال: رأيت يداك ونحوه، ¶ فجعله من هذاوقرأت على أبي بكر في بعض كتب أبي زيد، سمعت أبا عمرو الهذلي ¶ يقول في تصغير دابة: دوابة، فجعل الياء ألفا، لأن الياء سكنت، وانفتح ما قبلها ¶ فجعلها ألفا، وسمعت أعرابيا من أهل (نجران)( 1) يقول:دخلت إلاه، وعلاه، يريد: ¶ عليه وإليه، فسكنت الياء، وانفتح الحرف الذي قبلها فجعلها ألفا، وسمعته يقول: ¶ مسست له على يداي كان أهل ذاك، فجعل الياء ألفا من اليدين، لأا سكنت ¶ وانفتح ما قبلها، فهذا الإبدال في الياء على هذا الحد قد جاء هنا كالمتسع ¶ وقد جاء في الواو أيضا قالوا: داوية، ودوية( 2)فأما ما أنشه أبو زيد: ¶ ( وقد تعتسف الداوية( 3 ¶ فإنما بناه على (فاعلة)، وهذا الذي ذكرته في القلب في هذه الكلمة قول بعض ¶ البصريين روى لنا عنه، إلا أنه لم يشرح هذا الشرح، فهذا ما في (كائن) من القلب ¶ فأما الكاف: فحملتها أا كلمة على ضربين: ¶ أحدهما: أن تكون اسما، وهذا الضرب يجيء في الشعر فيما علمنا ¶ فأما كوا في الشعر فكالتي في قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( أتنتهون ول ن ينهى ذوي شططكالطعنيذه ب فيهالزي ت والفتل( 4 ¶ قدر الكاف هنا فاعلة ل(ينهى) كأنه: ولن ينهي ذوي شطط مثل الطعن ¶
التقدير: ولن ينهي ذوي شطط شيء كالطعن، فحذف الموصوف، وأقام الصفة
(/)ولو قال قائل فيها: إا التي بمعنى الحرف الجار، لم يكن عندي مخطئا،ويكون ¶ التقدير: ولن ينهي ذوي شطط شيء كالطعن، فحذف الموصوف، وأقام الصفة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) نجران: بلدة في اليمن) ¶ 2) الداوية والدوية: المفازة، قلبوا الواو ألفا) ¶ 3) هذا عجز بيت لعمرو بن ملقط، وصدره: ) ¶ والخيل قد تجشم أربابها الش ق وقد تعتسف الداوية ¶ 4) البيت للأعشى) ¶ المسائل المشكلة 155 ¶ ،[ الروم: 24 ] ومنآياتهيريك م البرق : مقامه، ونظير هذا من التنزيل قوله تعالى ¶ تقديره -والله أعلم-: ومن آياته أنه يريكم فيها البرق، فنصب الظرف على ¶ الاتساع نصب المفعول به، كأنه يريكموها البرق، يعني: يريكموها فيها، مثل قوله: ¶ ( ويوم شهدناه سليما وعامرا ( 1 ¶ ثم حذفت الهاء التي كانت تعود من الصفة إلى الموصوف، كقوله: ¶ ( فما أدري أغير ه م تناءوطول العهدأم مال أصابوا( 2 ¶ ونظير ذلك قوله: ¶ وما الدهر إلى تارتان فمنهما أموت، وأخرى أبتغي العيش أكدح ¶ أي: منهما تارة أموت فيها، وأخرى ابتغي فيها العيش ¶ أ و جاءوك م حصرت: ومن هذا الباب أيضا على قول أبي الحسن قوله تعالى ¶ النساء: 90 ]، أي : جاؤكم قوما حصرت صدورهم] ص دو ر هم ¶ وقرأت على أبي بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان : ¶ ما لك عندي غ ير سهمو ح جر وغ يركبداءشديدة الوتر ¶ ( جاد ت بكفي كان من أرمي البشر( 3 ¶ فكذلك قوله: ولن ينهى ذوي شطط، يحتمل أن يكون على هذا الذي وصفا ¶ من حذف الموصوف، ولكن يدل على كونه اسما في الشعر قول القائل: ¶ ( ف صيروا مثل كعصفمأكول( 4 ¶ لأن الاسم لا يضاف إلى الحرف، وكذلك: ¶ ( وصالياتككما يؤثفين( 5 ¶ تدل الكاف الأولى على أن الثانية اسم، إذ لا يدخل حرف خفض على مثله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) البيت من شواهد سيبويه، نسبه إلى رجل من بني عامر، وتمامه: قليل سوى الطعن النهال نوافله) ¶ 2) البيت من شواهد سيبويه، ونسبه إلى الحارث بن كلدة) ¶
4) الرجز لرؤبة بن العجاج)
5) الرجز لخطام ااشعي)
156 المسائل المشكلة
(/)3) هذا الرجز لا يعرف قائله) ¶ 4) الرجز لرؤبة بن العجاج) ¶ 5) الرجز لخطام ااشعي) ¶ 156 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فهذا مجيئها اسما ¶ وأما مجيئها حرف فعلى ضربين: أحدهما: أن تكون للتشبيه ¶ والآخر: أن تكون زائدة، كما تزاد سائر الحروف التي تجيء للمعاني ¶ فأما كوا حرف خفض، فكالتي في قوله: زيد كعمرو، فهذا مثل: زيد في ¶ البقرة: 151 ]، فموضع هذه ] ك ما أ ر سلنا فيك م رسولا منك م : الدار ومثل قوله ¶ نصب ب(اذكروني) ¶ واستدل سيبويه على كوا حرف خفض بقولهم: جاءني الذي كزيد، ¶ وبوصلك ا سائر المواصلات، فهو في هذا مثل: الذي في الدار، والذي من زيد، ¶ وما أشبه ذلك من حروف الجر التي أختزل الأفعال الجالبة لها، فهذا مجيئها حرف جر ¶ ويدل على أن الكاف التي ذكرناها حرف ليس باسم وجودك لها زائدة فيما ¶ نذكر بعد، ولو كان اسما ذا لم يكن زائدافإن قلت: قد جاء (هو) التي للفصل ¶ فذلك مما لا نظير له والحمل على غيره أولى، وقال الخليل: والله أنه لعظيم ¶ زيادم له، يعني: (هو) للفصل ¶ وأما مجيئها حرفا زائدا لغير معنى التشبيه، كقولهم: فيما حدثناه عن أبي ¶ العباس: فلان كذي الهيئة، يريدون: فلان ذو الهيئة، فموضع الجار مع ارور رفع، ¶ كما أنه في: حسبك بزيد، يجوز أن يكون كذلك، ومنه: ¶ لواح ق الأقراب فيها كالمقق ¶ أي: فيها مق ق، لأنه يصف الأضلاع بأن فيها طولا، وليس يريد: أن فيها شيئا ¶ مثل الطول؛ فهي زائدة، إنما يريد: أا طويلة، ففيها الطول نفسه، لا شيء يشبه الطول ¶ الشورى: 11 ]، الكاف زائدة ] ليسكمثلهشيء: ومن هذا الفن قوله تعالى ¶ لا محالة، لأنه لم يثبت لله عز وجل مثل ولا شبيه -تعالى الله عن ذلك-ونظيره من ¶ اللغة ما تقدم ذكره من أبيات قد أنشدوها في ذلكفأما الكاف فموضعها مع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الاسم المنجر نصب، والمعنى: ليس مثله شيء، وجاز الحديث عن النكرة لما صار فيها ¶ من عموم النفي ¶
(/)البقرة : 259 ]: أن ] أ وكالذي مر على قرية: وقوله أبو الحسن في قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الكاف زائدة، تقديره: أرأيت الذي حا ج إبراهيم في ربه أو الذي مر على قرية، ¶ المسائل المشكلة 157 ¶ ليسكمثلهشيء: فكونه زائدا هنا أيضا جيد عندي، كان التي في قوله ¶ وقال سيبويه: تقول: ما زيد كعمرو ولا شبيها به، فإن أردت أن تقول: (ولا ¶ بمنزلة من يشبهه) جررت، وذلك قولك: ما أنت كزيد ولا شبيه به، فإنما أردت ¶ ولا كشبيه به ¶ وقال أبو الحسن: الفصل بين الجر والنصب في قولك: ما أنت كزيد ولا شبيها به، ¶ أنك إذا جررت الشبيه فقد أثبت شبيهاوإذا نصبت، فلم تثبت هاهنا شبيها بزيد ¶ وهذا الذي ذكره أبو الحسن الفصل بين المسألتين إذا قدرت الكاف للتشبيه ¶ غير زائدة، فإن قدرت الكاف زائدة لم تثبت شبيها بزيد، وكان قولك: ما أنت ¶ كزيد ولا شبيه به، مثل قولك: ولا شبيها، فإنه تثبت الشبيه- إذا جررت- فيمن ¶ قدر الكاف ممثلة غير مزيدة ¶ فأما الكاف في (كأي)، و (كذا وكذا)، و (كأن)، فكلها تجتمع في أن ¶ جعلن مع ما بعدهن بمترلة كلمة واحدة، وفي أنه لا موضع لهن من الإعراب مع ما ¶ بعدهن على حسب ما لأكثر العبارة من مجروراا، نحو: مررت بزيد، وذهبت إلى ¶ عمرو، ألا ترى: أنك تقول: كأ ي أتاني من رجل، فيكون كقولك: كم أتاني من ¶ رجل، في أن كأي موضعه رفع بالابتداء، كما أن (كم ) كذلك ¶ فإن قل ت: ما تنكر أن يكون كقولهم: بحسبك زيد؟ ¶ فالدليل على أنه ليس مثله كقولهم: كأ ي من رجل أكرمت، فيكون في موضع ¶ نصب، وأنت لا تعرف قولهم: بحسبك، ملازما له هذه الزيادة في موضع النصب، ¶ على أنه لو صرف ذلك كان الحمل على القليل غير سائغ، قال الفرزدق: ¶ ( وكائن إليكم قا د م ن رأسفتنةجنودا وأمثال الجبالكتائبه( 1 ¶ وقال جرير: ¶ ( وكائ ن بالأباطحم ن صديقيراني ل و أصب ت هو المصابا( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ف (كائ ن) في هذه المواضع في موضع رفع بالابتدء ¶
2) البيت لجرير انظر ديوان جرير ص 17 )
(/)88/ 1 ) البيت للفرزوق انظر ديوان الفرزوق 1 ) ¶ 2) البيت لجرير انظر ديوان جرير ص 17 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 158 المسائل المشكلة ¶ فأما قولهم: كذا وكذا، فهو كناية عن العدد، كما أن (فلانا)، و ( فلانة) ¶ كناية ل (زيد)، و (هند)، ونحوهما من الأعلام، وكما أن (الفلان)، و (الفلانة) ¶ ل( الناقة)، و (الفرس)، وما أشبه ذلك من الحيوان غير الأناسي، وكما أن (ذيت ¶ وذيت)، و (كيت وكيت) كناية عن القصة ¶ والدليل على أن الكاف لا موضع لها -مع ما بعدها- على حد ما وصفت ¶ لك من الكثرة، قولهم: كذا وكذا درهما، ألا ترى: أن هذا بمنزلة قولك: له ¶ عشرون درهما، ولو جرى عندهم مجرى ما له موضع من هذا الفن لم يكن كلاما، ¶ لأن قولك: له بزيد، وله إلى عمرو، وليس بكلام، حتى تقول: له بعمرو حرمة، وله ¶ إلى زيد حاجة ¶ فإن قلت: ما تنكر أن يكون المراد في هذا له شيء كذافحذف، وأقيم هذا مقامه؟ ¶ فإن ذلك لا يجوز، ولو جاز هذا، لجاز أن يوصل به (الذي) وأن يصرف ¶ قولهم: كذا، مصرف سائر الظروف، وليس كذلك القصد ا، ولا الغرض فيها ¶ فإن قلت: أجعله من باب (بحسبك) ¶ فقد قلنا: إن ذلك قليل؛ لم يجئ الجار من ارور في الإيجاب مرفوع الموضع، ¶ إلا قولهم: بحسبك، ومن الفاعل: أكرم به، وكفى بالله، فهذان أمرهما هذا ¶ فأما الكاف في (كأن)، فأمرها في أنه لا موضع لها مع ما بعدها بين، لأا ¶ جعلت مع الحروف في باب (ليت) و (لعل)، فلا موضع لها مع ما بعدها، كما أنه ¶ ليس لقولك مبتدئا: ليت زيدا منطلق، موضع، إلا أن تبنيه على شيء، وليس على ¶ ذلك كلامنا، إلا أن للكاف في (كأن)- وإن كانت قد اجتمعت مع التي في ¶ (كأين)، و (له كذا وكذا درهما)، في أنه لا موضع لها مع ما بعدها على الحد الذي ¶ ذكرته نحوا ليس فيهما، وذلك أن معنى التشبيه ثابت في الكلام، كما أنه في قولك: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
فأنت مشبه ا هنا، وليست في الموضعين الآخرين كذلك ،ولذلك زال معنى الابتداء
من الكلام ،ولم يجز العطف على الموضع، كما جاز في (إن) و(لك ن)
(/)زيد كعمرو، ثابتألا ترى: أنك إذا قلت: كأن زيدا عمرو، فالمعنى، زيد كعمرو، ¶ فأنت مشبه ا هنا، وليست في الموضعين الآخرين كذلك ،ولذلك زال معنى الابتداء ¶ من الكلام ،ولم يجز العطف على الموضع، كما جاز في (إن) و (لك ن) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وله أيضا انتصب الاسم فيه على الحال في نحو: كأن زيدا أخوك راكبا، ولا ¶ يصلح: إن زيدا أخوك راكبا، على هذا الحد ¶ المسائل المشكلة 159 ¶ وهذا نحو للكاف في هذا الموضع طريف، أعني: دلالتها على التشبيه، مع أنه ¶ لا موضع لها، لأنك تجد أخواا، إذا لم يكن لها موضع، لا يدل على ما كان يدل ¶ عليه وله موضع، فالباء في (بحسبك) لا يدل على ما يدل عليه في: مررت بزيد، من ¶ ث م لنزع ن من كل: الالتزاق والاختلاط، وكذلك من رأى زيادة (من) في نحو ¶ مريم: 69 ]، وهو رأي الأخفش والكسائي] شيعة ¶ فإن قلت: ما تنكر أن تكون الكاف في (كذا) مثلها في (كأن)؛ لتمثيل الخليل ¶ لهم بقولهم: كالعدد درهما؟ ¶ فإن ذلك لا يكون كالتي في (كأن) وإنما مجراها عند سيبويه والخليل كما ¶ ذكرته لك، وإنما مثل هذا التمثيل للتقريب، ولير ي في الكلمة التركيب كأشياء ¶ بمثلها، كذلك لا يتكلم ا ¶ فإن قال قائل: ما وجه التشبيه في قولهم: كأنك بالدنيا لم تكن، وفي قوله: ¶ ( كأني لم أرك ب جوادا للذة( 1 ¶ الأنفال: 6]، وقوله: ] كأن ما يساقون إلى ال موت: ونحو ¶ ( كأني ومالكا لطولاجتماعلم نبت ليلةمعا( 2 ¶ 42 - مسألة ¶ في الأبنية من (الكتاب) في الباب المترجم ذا: باب الزيادة في غير موضع ¶ حروف الزيادةذكر (تئفة)، وهذه حكاية لفظه، ويكون على (فعل) وهو قليل ¶ قالوا: تئفة( 3)، وهو اسم ¶ قال أبو بكر: قال أبو عمر: زعم سيبويه أم يقولون: تئفةولم أره معروفا، ¶ وإن صحت فهي: فعلةقال أبو بكر: وهذا الحرف في بعض النسخ قد ذكر في باب ¶ التاء، وجعل على مثال: ت فعلة، قال: والذي أخذته عن أبي العباس (تئفة) فعلة ¶ (/) ¶
هذه الكلمة أن تكون (ت فعلة)، ولا تكون ¶ 1) البيت لامرئ القيس: انظر: ديوانه ص 35 ) ¶ 2) البيت لمتمم بن نويرةانظر: شعر متمم بن نويرة ص 112 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 3) أتيته على تئفة ذلك، أي على حين ذلك) ¶ 160 المسائل المشكلة ¶ (فعلة) والصحيح فيه عن سيبويه -إن شاء الله- هو ما ذكره أبو بكر من أنه في ¶ بعض النسخ في باب التاءوالدليل على زيادة التاء اشتقاقهم من الكلمة ما يسقط ¶ معه التاء، وهذه دلالة لا مدفع لها، ولا معتر ض عليها ¶ روينا عن أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي يقال: أتاني في إفانذلك، وأفان ¶ ذلك،و أففذلك، وتئفةذاك ¶ فقولهم: أفف، يدل على زيادة التاء في (تئفة)، وكما دلت على زيادة التاء، ¶ كذلك تدل على زيادة النون في (إفان) ، وأنك إذا سميت به شيئا لم يجز صرفه ¶ معرفة، كما لا يجوز صرف (سرحان) معرفة، لأن الهمزة في (إفان) فاء، كما أا في ¶ (أفف) كذلك، وأكثر ظني أن الأصمعي قد ذكر هذه الكلمة أيضا في الكتاب ¶ المترجم ب(الألفاظ) ¶ فأما قولهم: إبان( 1)، فالهمزة فيه أيضا فاء، وكان أبو بكر يقول: هو مأخوذ ¶ من: أ ب لكذا، إذا يأ له وعزم عليه، كأنه يقول: أتاني في يؤ ذلك ¶ وكذلك الهمزة في قولهم: إيل، هي عندي أص ل فاءغ ير زائدة، كأنه من: آل ¶ يؤول، إذا رجع، ومن هذا قولهم: التأويل، إنما هو ترجيعك بالشيء إلى أمر يحتمله، ¶ فالإيل من هذا هو (فعيل) منه، س مي بذلك لكثرة ما يكون منه من الرجوع إلى ¶ الجبل والاعتصام بهولعلي أفرد فصلا أستقصي فيه أمر زيادة الهمز في الكلم، وما ¶ أشكل منهوذكر سيبويه في أثر هذه الكلمة أعني: تئفة (تلنة)، فقال: وجاء على ¶ (فعلة)، وهو قليل، قالوا: تلنة، وهو اسم ¶ وأقول: أن الدليل على أنه (فعلة) كما ذكره، وليس ب(تف علة) أمران؛ ¶
(/)أحدهما: أن التاء لا يحكم بزيادا أولا حتى يقوم عليه ثبتوالآخر: أم قد قالوا: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تلونه ، في معنى (تلنة)( 2)، فا شتق منه بناءعلمنا منه أن التاء فيه فاء فعل، وليست ¶ زائدة، روينا ذلك عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي ¶ فأما التاء في (تنوخ) فأص ل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) إبان كل شيء: وقته وحينه انظر اللسان، مادة : أبب) ¶ 2) التلونة والتلنة: الحاجة) ¶ المسائل المشكلة 161 ¶ فإن قلت: فل م لا تكون زائدة لقوله: ¶ ( وإن قال غاومن تنو خ قصيدة ( 1 ¶ فإم إنما لم يصرفوها لذهام ا إلى القبيلة، فأما التاء ففاء قالوا: تنخ بالمكان، ¶ إذا أقام به( 2)، وقالوا: تنخ ت نف سه، إذا بشم ت( 3)، رواه أحمد بن يحيى عن ابن ¶ الأعرابي، ف (تنوخ) من هذا ¶ 43 - مسألة ¶ ذكر سيبويه: قولهم: ديموم، وذهب في وزنه إلى أنه (فيعول)، وأنه صفة، وأنشد: ¶ ( قد ع ر ض ت د ويةدي موم( 4 ¶ وأقول: إنوزنه (فيع ول)، كما قال، فأما اشتقاقه فمما ذكره أبو زيد من ¶ قولهم: دم فلا ن رأس ك بحجر، يدمه دما، إذا ش جه، أو ضربه فشدخه، أو لم يشدخه، ¶ وأنشد أبو زيد: ¶ ( ولا ي دم الكل ب بالمثراد( 5 ¶ فالديموم: فيعول، من هذا، لأن الفلاة منعت سالكها فتحطمهم، ويدل على ¶ أنه (فيعول) قولهم في جمعه: دياميمألا ترى: أنه لو كان من باب (سيرورة)، ¶ و(كينونة) لم ي سغ هذا التكسير، لأنه كان يصير وزنه: فياليل، وهذا لم يجئ له نظير ¶ ألا تراهم: حيث قالوا: ميت، فحذفوا العين، قالوا في التكسير: أموات، فردوا، ¶ فكذلك كان يلزم في (دياميم)، وفيما حكاه أبو بكر عن ثعلب من تفسير غريب ¶ الأبنية: الدياميم: فلاة، يدوم فيها السير ¶ فإن قلت: فهل يجوز عندك أن يكون من باب (كينونة)؟ ¶ فله و جبه لا يأخذ سيبويه بمثله، وهو أن يجعله كأنه سم ي بما يلابس ما يعالج ¶ 206/ 2) البيت للفرزدقانظر ديوان الفرزدق 1 ) ¶ 2) تن خ بالمكان تنوخا: أقام به) ¶
325/ 4) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبه، راجع الكتاب 2 )
(/)3) الب ش م: الت خ مة) ¶ 325/ 4) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبه، راجع الكتاب 2 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 5) البيت في نوادر أبي زيد ص 250 ، ولم ينسبه، والمثراد: حجر، أو عظ م، تذبح به الذبائح) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 162 المسائل المشكلة ¶ فيها من السير، ويجعل (دياميم) فعاليل، فقلبت الياء فيه من العين التي هي واو، وإن ¶ لم يكن موضع إبدال، يحمله على ما يجيء نادرا خارجا عن القياس، وقد قالوا: ¶ أيانق، والعين من الناقة واو، لقولهم: نوق، واستنوق ¶ وقد ينفصل هذا من ذاك، بأن واحده ألزم القلب والبدل، فأجرى جمعه على ¶ حد ما كان عليه، واحده، ليكون ذلك دلالة عليه وليس واحد (دياميم)، فيمن قدره ¶ جمع ( ديموم ) الذي هو مصدر، كذلك، فكما خالف واحده لواحد (دياميم)، ¶ كذلك يخالف ج معه جمعه، فلا يكون (دياميم) كأيانق، ولو كان مثله لما جاز حمل ¶ (دياميم) عليه لقلته، ألا ترى: أنه قد قال ذو الرمة: ¶ ( بات ت يق ح مها ذو أزملو سق ت له الفرائ ش والقب القيادي د( 1 ¶ فهذا جمع (قيدود)، وهو من: قاد يقود، لأم فسروه بأنه الطويل في غير السماء ¶ 44 - مسألة ¶ أنشد أبو زيد: ¶ ( فخيرنح ن عن د الناسمنكم إذا الداعي المث وب قال: يالا( 2 ¶ إن قال قائل: كيف جاز هذا الفصل ب(نحن) بين (خير) وصلته، ولا يجوز: ¶ أفضل زيد عند الناس من ك، ولا نحو هذا، مما يفصل به بين الصلة والموصول من ¶ الأشياء الأجنبية منها؟ ففي ذلك عندي قولان : ¶ أحدهما: أن يكون قوله: (خير) خبر مبتدأ محذوف، كأنه في التقدير: فنحن ¶ خير عند الناس منكم، ف(نحن) على هذا في البيت ليس بمبتدأ، لكنه تأكيد لما في ¶ (خير) من ضمير المبتدأ المحذوف، و ح س ن هذا التأكيد، لأنه حذف المبتدأ من اللفظ، ¶ ولو لم يحذف كان حسنا أيضا، وإذا كان كذلك لم يقع الفصل بشيء أجنبي، بل بما ¶ هو منه، ويحسن الفصل بهوقد وقع الفصل بالفاعل بين الصلة في نحو قوله: (ما من ¶
2 ) البيت لذي الرمةانظر ديوان ذي الرمة ص 137 )
(/)أيام أحب إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجة)( 3)، وكان ذلك حسنا سائغا ¶ 2 ) البيت لذي الرمةانظر ديوان ذي الرمة ص 137 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) البيت في نوادر أبي زيد ،نسبة إلى زهير بن مسعود الضبي انظر نوادر أبي زيد ص 21 ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 289/ 2) روايتن في صحيح الترمذي 3 ) ¶ المسائل المشكلة 163 ¶ فإذا ساغ كان التأكيد أيضا أسوغ، لأنه قد يحسن حيث لا يحسن غيره من الأسماء ¶ وقوله: عند الناس: العامل فيه (خير)، ولا يجوز أن يكون متعلقا بالمبتدأ ¶ المحذوف على أن يكون التقدير: فنحن خير عند الناس منكم، يريد: نحن عند الناس ¶ خير منكم، لأنك إن نزلته على هذا التنزيل فصلت بين الصلة والموصول بما هو ¶ أجنبي منهما ومتعلق بغيرهما ¶ وإذا قدرت اتصاله ب(خير)، لم يكن فصل، كما لم يكن فصل ب(فيها) من ¶ قولك: (أحب إلى الله عز وجل فيها الصوم)فعلى هذا وجه هذا البيت، وهو حسن سائغ ¶ ويجوز على وجه آخر، وهو: أن يجعل (خيرا) صفة مقدمة يقدر ارتفاع (نحن) به، ¶ كما يجيز أبو الحسن في: قائم الزيدان، أن ارتفاع الزيدينب (قائم)، فلا يقع على هذا أيضا ¶ فصل بشيء يكره ولا يجوز، لأن (نحن) على هذا مرتفع ب (خير)، إلا أن ذا قبيح؛ لأن ¶ (خ يرا) وبابه لا يعمل عمل الفعل إذا جرى على موصوفه إلا مستكرها قليلا، فإذا كان ¶ جاريا على الموصوف قليلا قبيحا إعماله في الظاهر، كان إعماله مبتدأ غير جار على شيء ¶ أقبح وأشد امتناعاوالوجه الأول حسن سائغ ¶ فإن قال قائل: أيجوز أن يكون في قوله: فخير نحن عند الناس منكم، على أن ¶ يحمل (خير) خبر ابتداء مقدما، ويكون (منكم) غير صلة، ولكنها ظرف، كأنه: ¶ فخير نحن عند الناس منكم، كالبيت الآخر الذي أنشده أبو زيد أيضا: ¶ ( ولس ت بالأكثرمنهم حص ى وإنما العزة للكاثر( 1 ¶ وتقديره: ولست بالأكثر منهم لا على حد: هو أفضل من زيد، ألا ترى: أن ¶ الألف واللام تعاقب (من) هنا ¶
إنما يريد: نحن خير منكم، وأن الفزع إلينا، والاستغاثة بنا، نسد ما يسدون، ونمنع من
(/)فالجواب: أن ذلك على هذا التقدير بعيد، وليس القصد له، ولا المعنى عليه، ¶ إنما يريد: نحن خير منكم، وأن الفزع إلينا، والاستغاثة بنا، نسد ما يسدون، ونمنع من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الثغور ما لا يمنعون، ألا ترى: أن بعد هذا البيت: ¶ ( ولم يثقالعوات ق من غيوربغيرتهو خلين الحجالا( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) البيت للأعشى انظر ديوان الأعشى ص 106 ) ¶ 2 ) البيت منسوب في نوادر أبي زيد ص 21 إلى زهير بن مسعود الضبي ) ¶ 164 المسائل المشكلة ¶ فأما قوله: يالا، فقد قال أبو زيد: هو حكاية صوت الداعي: يال فلان ¶ 45 - مسألة ¶ حكي لنا أن أبا العباس محمدا( 1)، وأحمد( 2) كانا يلقيان هذا البيت، ويسألان ¶ عن وجه الإعراب فيه، والبيت: ¶ أ م كيفينف ع ما تعطي العلو ق بهرئمان أنفإذا ما ض ن باللبن ¶ و(رئمان) بالرفع، والنصب، والجر، والمعنى: ما ينفع عطفها عليه إذا لم ي در لبنها؟ ¶ وأقول: إن الرفع في (رئمان) يجوز فيه من وجهين، والنصب من ثلاث ¶ جهات، والجر من جهة واحدة ¶ فأحد وجهي الرفع أن تبدل (رئمان) من الموصول، فتجعله إياه في المعنىألا ¶ ترى: أن (رئمان أنف) هو ما تعطيه العلوق ¶ والآخر: أن تجعله خبر مبتدأ محذوف، كأنه لما قال: أم كيف ينفع ما تعطي ¶ بش ر من : العلوققيل له: وما تعطي العلوق؟ فقال: رئمان أنف، أي: هو كقوله ¶ الحج : 72 ]، أي: هي] ذلكمالنا ر ¶ فأما النصب فعلى معنى: أم كيف ينفع ما تعطيه من رئمان أنف، ف حذف ¶ الحرف وأوصل الفعل ¶ ،[ الروم: 6 ] وعد اللهالنمل: 88 ]، و ] صنع الله: ويجوز أن يكون من باب ¶ كأنه لما قيل: تعطي العلوق، دل على: ترأم، لأن إعطاءها رئمان، كما أن قوله: ¶ الروم: 2]، وعد، فنصب (رئمان) على هذا الحد، لما دل عليه ] غلبتالروم ¶ (تعطي) ¶ ويجوز أن ينتصب على الحال مثل: جاء ركضا، ونحوه، على قياس إجازة أبي ¶ العباس في هذا الباب، ويجعل (تعطي) بمنزلة تعطف، كأنه: أم كيف ينفع بما ¶
أوجه في النصب
1) يعني :المبرد)
2) يعني :ثعلبا)
المسائل المشكلة 165
ويجوز إذا جررت (رئمان) على البدل من الهاء
46 - مسألة
(/)
(/)تتعطف به العلوق رائما، أي: كيف ينفع تعطفها رائمة مع منعها لبنها، فهذه ثلاثة ¶ أوجه في النصب ¶ 1) يعني :المبرد) ¶ 2) يعني :ثعلبا) ¶ المسائل المشكلة 165 ¶ ويجوز إذا جررت (رئمان) على البدل من الهاء ¶ 46 - مسألة ¶ (/) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ________________________________________ ¶ وال م رجفون في المدينةلنغرين ك بهمث ملا يجاورون ك في ها إلا: قوله تعالى ¶ [ الأحزاب: 60،61 ] قليلا ملعونين ¶ المرجفون:كانوا في المسلمين المؤلفة قلوم الذين كانون يرجفون بأهل ¶ ال صفة( 1)يرموم بأن يقولوا: إنكم تتناولون النساء لأنكم عزا ب ¶ وأما (ملعونين) قال الفراء: لا يكون قطعا البتة( 2)، والقطع عندهم فيما أخبرته ¶ عن أبي بكر، أن يراد بالاسم أن يكون صفة لما قبله بالألف واللام، فإذا قطع منه ¶ الألف واللام نصب، ولولا قطعك اللام لكان جائزا أن تجريه على ما قبله، فالقطع ¶ هنا على مذهبه غير جائز، كما قال، لأنه لا يخلو من أن يجعله صفة للهاء والميم في ¶ (م)، أو للضمير في (يجاورونك)، ولا يجوز في واحد منهما أن تصفه بالألف ¶ واللام؛ لأنه مضمر، والمضمر لا يوصف، فإذا لم يوصف لم يكن فيه القطع عندهم ¶ ،لنغرين ك بهمملعونين : وهذا عندنا يج وز نصبه على الحال من (م) في ¶ لأم في إرجافهم، هذه حالهم، ويجوز أيضا أن تكون حالا من (لا يجاورونك) أي : ¶ لا يجاورونك إلا ملعونين، ويكون (قليلا) ظرفا ¶ قال ابن عباس: لا يجاورونك فيها إلا يسيرا حتى يهلكوا، ف(قليلا) -على ¶ هذا- ظرف ¶ فإن قال قائل: كيف يجوز أن يكون قوله: (ملعونين) حالا من ( لا ¶ يجاورونك)، والمعنى يصير: يجاورونك ملعونين، واللعن: البعد، فكيف يجاوروم ¶ وهم بعداء؟ ¶ قيل له: أصل اللعن في اللغة هو: البعد، ثم اتسع فيه حتى قيل لمن مقته ¶ المسلمون: ملعون، وإن لم يبعد عنهم في المحل، فعلى هذا يكون (ملعونين) حالا من ¶
في مسجد )
بالمدينةرسول الله
2) قال الفراء: وقوله (ملعونين) منصوبة على الشتم، وعلى الفعل، أي لا يجاورونك فيها إلا ملعونين)
166 المسائل المشكلة
(/)1) أهل الصفة: هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منهم منزل، فكانوا يأوون في مسجد ) ¶ بالمدينةرسول الله ¶ 2) قال الفراء: وقوله (ملعونين) منصوبة على الشتم، وعلى الفعل، أي لا يجاورونك فيها إلا ملعونين) ¶ 166 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (لا يجاورونك)، ويجوز أن يكون (قليلا) صفة لهم أيضا منتصبة على الحال، كأنه ¶ قال: لا يجاورونك إلا أقلاء ملعونين ¶ فإن قلت: فهلا جم ع، كما أن (ملعونين) جمع؟ ¶ قيل له: أن (فعيلا) مثل (فعول) يوحد كما يوحد في موضع الجمع، كقوله عز ¶ ،[ النساء: 92 ] فإن كان من قومعدو لك م ،[ الشعراء: 77 ] فإنهمعدولي : وجل ¶ ،[ ق: 17 ]عناليمينو عنال شمالقعيد : وكذلك (فعيل) قد أفرد، قال الله عز وجل ¶ وقعيد بمعنى قعيدينوأغنى الواحد عن الاثنين، وقال الشاعر: ¶ ( أحقا أن جيرتنا استقلوا فنيتنا ونيت ه م فري ق( 1 ¶ وروى لنا بعضهم لرؤبة: ¶ ( دعها فما النحوي من صديقها( 2 ¶ يريد: من أصدقائها، فعلى هذا يجوز إفراد (قليل)، وتقديره انتصابه على الحال ¶ من الجماعة ¶ 47 - مسألة ¶ أنشد أبو زيد: ¶ هل تعرف الدار ببي دا أنه دار لخود قد تعفتإنه ¶ فانهلت العينان تسفحنه مثل الجمان جال في سلكنه ¶ لا تسخري منا سلي مى إنا لحلالون بالث غرنه ¶ إن قال قائل: ما هذه الهمزة التي في قوله: ببيدا أنه، أهي الهمزة التي تلحق ¶ (بيداء)، أو همزة أخرى؟ ¶ فالجواب: أن هذه لا تخلو من أن تكون الهمزة: التي تلحق (بيداء)، أو همزة ¶ أخرىفلا يجوز أن تكون التي هي من (بيداء)؛ لأن هذا الاسم إذا جر في الشعر ¶ للضرورة، ولم يلحقه الاسم، وجب أن ينون، وإلا كان لحنا، وهو لم ينون (بيداء)، ¶ فلا يجوز لهذا أن تقول: إن الهمزة في (بيدا إنه) التي في (بيداء)فإن قلت: فقد جاء: ¶ 468/ 4 )البيت من شواهد سيبوية ،ونسبة إلى العبدي انظر :كتاب 1 ) ¶ 5 ) البيت الرؤبة انظر :ديوان رؤبة ص 181 ) ¶
فخيرها أخوها عانات شهرا
مجرورا غير منونفإن لك ليس بالأكثر، ومع ذلك فإنما جاءها في هذا
(/)المسائل المشكلة 167 ¶ فخيرها أخوها عانات شهرا ¶ مجرورا غير منونفإن لك ليس بالأكثر، ومع ذلك فإنما جاءها في هذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الضرب من الجمع، ولم يجئ في الآحاد، فلا مذهب فيه إلى أا التي تلحق مع الألف ¶ للتأنيث، لكن تقول: إنه قصر (بيدا)، وإن كان في أكثر استعمالها غير مقصور، وقد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ جاء غير حرف، كذلك تقصر فيه علامة التأنيث وتمد، من ذلك (الهيجاء)، و ¶ (الهيجا)، وفي الشعر من (الكتاب): ¶ وأي فتى هيجاء أن ت وجا رها إذا ما رجالبالرجالا ستقلت ¶ وقرئ على أبي إسحاق للبيد وأنا اسمع: ¶ وأرب د فار س الهيجا إذا ما تقعرت المشاج ر بالفئام ¶ فإذا لم تكن الهمزة من هذا الاسم، تثبت أنه من كلمة أخرى وهي (إنه)فإن ¶ شئت قلت: إن(إن) كلمة قد أنس بزيادا في مواضع الإنكار كما حكى سيبويه ¶ عمن قيل له من العرب: أتخرج إن أخصبت البادية؟ فقال: أأنا إنيه، منكرا لرأي ¶ السائل أن يكون على خلاف أن يخرج، وزيادا في هذا الباب مطردة، فكما قالوا: ¶ ما إن جاء زيد، في الفي فزيدت مع الجحد، وليس زيادم ل (إن) هذه لاتفاق ¶ المعنى بأبعد من زيادم لها في اتفاق اللفظ، فيما أنشده سيبويه من قوله: ¶ ف ر ج الفتى للخيرما إن رأيته على السن خيرا لا يزال يزي د ¶ فكان هذا الزائد لما كان في إنكاره لما رآه من تعفي الآثار ودروس الديار، ¶ أدخل (إن ) فشدده، كما ش دد: (خالد) ونحوه في الوقف، ثم ألحق الهاء، كما ألحق ¶ الألف في (سبسب)، وفي نحو ما أنشده أبو زيد: ¶ ببازل وجناء أو عيهل ¶ كأن مهواها على الكلكل ¶ لأن كل واحد من الياء وأختيها والهاء تلحق بعد القافية، فتجري الهاء هناك ¶ مجرى ذلك ¶ فإن قلت: فهل يجوز أن تكون الهمزة من (بيدا إنه) همزة (بيداء) ك(حمراء)، ¶ إلا أنه صرف للضرورة، ونون، و شدد التنوين؟ ¶ فالجواب: أن ذلك لا يجوز، لأن التنوين لا تلحق في الوقفألا ترى: أن من ¶ 168 المسائل المشكلة ¶
فلا يكون هذا إلا على ما ذكرته لك من قصرالاسم
(/)قال: مررت بخالد، وبسبسب لايشدد النون، لكنه يحذفه، فيشدد حرف الإعراب، ¶ فلا يكون هذا إلا على ما ذكرته لك من قصرالاسم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وتكون هذه على وجه آخر أقرب متناولا من الأول، وهو أن تقول: (إنه) ¶ يعني: نعم، على أن يكون خاطب نفسه بقوله: هل تعرف الدار؟ وإن كانت العلامة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ للمخاطب، وهذا نح و متسع في كلامهم، إذا أرادوا تنبيه أنفسهم أو تحضيضها، ¶ أنزلوه منزلة العين المخاطبفمن ذلك ما حكاه من قولهم: أنا أفعل كذا وكذا ¶ أيها الرجل، واللهم اغفر لنا أيتها العصابة، وقوله: ¶ ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا أيها الرجل ¶ اعل م أناللهعلى : ومن هذا الباب عندي، قوله تعالى فيمن قرأ وقفا، فقال ¶ البقرة: 259 ]؛لم يرد تنبيه غيره وإعلامه، إنما أراد أن يعلم هو نفسه ] كلشيءقدير ¶ ما خطر له حسا وعيانا، لأن المشاهدة ليس وراءها في الإبانة منزلة، فكذلك قوله: ¶ هل تعرف الدار ببيدا، ثم قال: إنه، أي: نعم أعرف، فأجاب نفسه إذ أنزلها منزلة ¶ المخاطب، وقال سيبويه: ¶ ويقل ن شيبق د علا ك وق د كبر ت فقل ت: إنه ¶ إن المعنى فيه: نعم ¶ وكان أبو بكر أجاز فيه مرة أن تكون (إن) المحذوفة الخبر؛ كأنه قال: إن ¶ الشيب قد علاني، فأضمره فجرى بذلك ذكره، وحذف خبره للدلالة عليه، قال: ¶ وحذف الخبر في هذا أحسن، لأن عنايته بإثبات المشيب لنفسه، كما أن الآخر ¶ حذف معها الخبر، لما كان عرضه ووكده بإثبات المحل في قوله: ¶ إنمحلا وإنمرتحلا ¶ حسن حذف الخبر منه، قال: وهذ أحد ما تشبه فيه (أن) (لا) النافية العاملة ¶ النصبفأما التي في قوله: قد تعفت إنه، فيجوز فيه ما أجزناه فيما قبله من زيادة ¶ (إن) للإنكار، وكوا بمعنى: (نعم)، وأن تكون المشبهة بالفعل، المحذوفة الخبر ¶ فأما قوله: فالت العينان تسفحنه، فإن شئت أجزته على وجه ضعيف، وهو ¶
أتب ع (أخبية)
في قوله:
المسائل المشكلة 169
(/)أن يكون أتبع النافية سائر القوافي، كما جمع الآخر (بابا) على أبوبة،لما أتب ع (أخبية) ¶ في قوله: ¶ المسائل المشكلة 169 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هتا ك أخبيةولاج أبوبة ¶ وهذا في ذوات الكلم أسهل منه فيما كان علما للإعراب، وقد حكى سيبويه: ¶ وقد بدا هنك من المئزر ¶ وأنكر ذلك أبو العباس وأصحابهوإن شئت أجزته على شيء آخر، وهو أن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تجعله النون الثقيلة، كأنه قال: فالت العينان هي تسفحنه، فذكر اثنين، ورد إليه ¶ ضميرا واحدا، لأن في سفح أحدهما سفح الأخرى، وقد قال الآخر: ¶ ومه مهينقذفين م رتين ¶ ثم قال: قطعته، فأفرد الضمير، ولا يكون أن يقدر موضع (تسفحنه) على هذا ¶ الوجه نصبا بالحال، لأن النون( 1) لا تدخل إلا في المستقبل دون الحال ¶ فإن قلت: فقد قالوا: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، ونحو هذا ¶ قيل: هذا يقوم مقام الحال، ومقدر المنتصب على الحال غيره، وهذا المنتصب ¶ على الحال القائم مقامها -لو جعله حالا- لجازوليس كذلك ما فيه حد النونين، ¶ ألا ترى أن هذا الفعل دخول النون فيه أمارة يعلم أن الفعل معها لا يكون للحال، ¶ فلا يحسن أن يقوم مقامها كذلك، ولا يكون إياها أيضافأما على الوجه الأول فلا ¶ يمنع أن تقدره حالا وإن أفرج الضمير فيه ¶ وإن شئت أجزته على شيء آخر، وهو أن يقول: يريد: تسفح إنه، أي نعم، ¶ فحذف الهمزة حذفا، كما حذفوها فيما حكاه سيبويه من قولهم: و ي لمه، يريدون: ¶ لأمه، ثم حذف علم الإعراب مثل: بداهنك، وحركها بحركة الهمزة المحذوفة، أو ¶ حركها بما عليه سائر الأبيات الأ خر، ليشاكل بينها، ولا يمتنع في هذا الوجه أن ¶ يكون حالا، وإذا جاء في الصفات مثل: مررت برجل قائم أبوه لا قاعد، ومررت ¶ برجلين صالح وطالح، كان إجازة مثله في الحال أسوغ، وفي كل هذه الوجوه ضعف ¶ إلا أنه لابد من أن يحمل على شيء، وأقيسها أجودها ¶
ضربين، أحدهما: أن تكون ضمير القصة والحديث، ويكون (إنا لحلالون) في موضع
(/)فأما: لا تسخري منا سليمى إنه، فتكون (إن) العاملة النصب، وتحتمل الهاء ¶ ضربين، أحدهما: أن تكون ضمير القصة والحديث، ويكون (إنا لحلالون) في موضع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) يعني نوني التوكيد، الثقيلة والخفيفة) ¶ 170 المسائل المشكلة ¶ الأعراف: 153 ]، الخبر: (إن ربك)، ] إنرب ك من ب عدها : الخبر، وفي التنزيل ¶ ويجوز أن تكون الهاء للوقف، كأنه كرر (إن) كما كرر الآخر في قوله: ¶ حتى تراها وكأن وكأن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما (في سلكنه)، فيجوز أن تلحق النون للإلحاق ب(جنجن)( 1) ونحوه، ثم ¶ شدد للوقف، ثم تلحق الهاء كما لحقت الياء (الكلكل)، و(العيهل) ويقوى هذا أم ¶ قالوا: فرسن، ورع شن( 2)، وعل جن( 3)، ونحو ذا مما زيدت النون في أواخرهنويجوز ¶ في (الثغرنه) ما جاز في (سلكنه) من زيادة النون ¶ فإن قلت: إن النون في (سلكنه) للإلحاق؛ لأن في الكلام مثل: جن جن، ¶ وزبرج، وليس فيه مثل: جعفر، فيكون (الثغرنه) ملحقا به ¶ فالقول: إن ذلك جائز، وإن لم يكن في الأصول مثل: جعفر، ألا ترى: أنه قد ¶ جاء (جندب)، وليس عند سيبويه مثل: جعفروقالوا: قبعثرى، فزادوا الألف، فلا ¶ يجوز أن يكون هذا ملحقا بشيء، فكذلك النون في هذا الحرف يجوز زيادا، وإن لم ¶ يكن في الأصول على مثاله ¶ وقال أبو زيد :إنه في هذه الأبيات: أراد في هذا كله (إنه)، فخفف الهمزة، ثم ¶ ذهبت الألف التي مكان الهمزة لالتقاء الساكنين ¶ 48 - مسألة ¶ أنشد أبو زيد: ¶ إي ها فداءلك يا فضاله أج ره الرم ح ولااله ¶ وجه هذا عندي أنه أراد: لا ت هل، فألحق هاء الوقف للضرورة إلى القافية، ¶ وهي لا تكون إلا ساكنةوما لحقته الهاء أيضا كان ساكنا، فحرك الساكن الأول ¶ لالتقاء الساكنين، وهما الهاء واللام بالفتح للضرورة إليها للقافية، فلما تحركت اللام ¶ لالتقاء الساكنين، رد الساكن الأول الذي كان حذف للالتقاء الساكنين في قوله: لم ¶ 1) الجنجن: عظم الصدر) ¶
3) العلجن: الناقة المكناز اللحم)
المسائل المشكلة 171
(/)2) جمل رعشن: سريع لاهتزازه في السير) ¶ 3) العلجن: الناقة المكناز اللحم) ¶ المسائل المشكلة 171 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ت هل، للضرورة أيضا إلى ألف الردف( 1)، ولولا ذلك لما لزمها ردها، كما لم يلزم ¶ المزمل: 2]، لكن رده مضطرا، كما رده الآخر في قوله: ] قماللي ل : ردها في ¶ خظاتا كما أك ب ¶ وإنما هي (خظتا) مثل: رمتاه، ففي هذا ضرورات: ¶ إحداها: اجتلابه هاء الوقف، حيث لم يكن من مواضعها ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والأخرى: تحريكه بالفتح، والكسر أولى، وهو الذي ي حرك له في الأمر العام؛ ¶ لأنه لزمته الحركة قبل رد الألف، فلا يسوغ لذلك أن تقول: أتبعته الألفألا ترى: ¶ أن علة ثبات الألف وردها إنما هي التحريك بالفتح، فلولم يحرك لم تثبت، فلا ¶ يسوغ لذلك أن تقول: أتبعته الألف، لأنك لا تصل إلى إثبات الألف إلا بعد ¶ الحركة، إلا أن تقول: أتبعها الفتحة التي في الهاء من (ل)، أو تقول: إن الحركة وإن ¶ كانت قبل الألف في الحقيقة وعلة لثبات الألف، فلما علم أا تقع بعد الألف ¶ حركت بالفتح ¶ والضرورة الثالثة: رد الألف المنقلبة عن عين الفعل، وحكمه أن لا ترد، نحو: ¶ ونحوه، وقد حركوا هاء الوقف بعينها فلم يردوا؛ وذلك قولهم فيما قماللي ل ¶ حكاه الخليل: لم أبلهوخطأ عندنا أن يقال: أراد النون الخفيفة في هذه، لأنه لو ¶ العلق: 15 ]؛ لأا ] لن سفعا : أرادها، للزم أن تبدل الألف منها كما تبدل من ¶ مفتوحة، ولم يلقها ساكن يلزم الحذف له، كما لزم من حذفها له في قول الشاعر: ¶ لا تهين الفق ير علك أن تخش ع يوما والده ر ق د رفعه ¶ ( فهذا حسن، لأا تحذف لالتقاء الساكنين، وأنشد السكري( 2)عن أبي حاتم( 3 ¶ عن الأخفش: ¶ اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسوط قون الفرس ¶ قال أبو حاتم: وهو مجهول، فهذا فاسد لا يعرج عليه، وليس من كلامهم ¶ 1) الر د ف: ثلاثة أحرف قبل حرف الروي؛ الواو، والياء، والألف) ¶
3) هو أبي حاتم السجستاني سهل بن محمد، (ت 255 ه))
(/)2) هو أبو سعيد الحسن بن الحسين المعروف بالسكري، (ت 275 ه)) ¶ 3) هو أبي حاتم السجستاني سهل بن محمد، (ت 255 ه)) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 172 المسائل المشكلة ¶ فإن قلت: فما تنكر أن تكون قدر النون قبل الهاء في قوله: اله، كأنه أراد: ¶ الن، فلما اجتلب هاء الوقف للضرورة إلى القافية، وكانت ساكنة حذف النون ¶ لالتقاء الساكنين؟ ¶ فإن ذلك بعيد، لأن النون الخفيفة إذا لحقت فعلا مفتوحا بمنزلة التنوين تبدل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ منها الألف، كما تبدل من التنوين، ولا يجوز أن تحذف، فإذا أبدلت منها الألف لم ¶ يجز اجتلاب الهاء، لأا علامة وقف، كما أا علامة وقف، فيلزم من ذلك اجتماع ¶ حرفين يلحقان موضعا واحدا لمعنى واحد، وذلك غير موجود في شيء من العربية ¶ فإن قلت: إا إذا أبدلت منها الألف صار ساكنا، والساكن قد دخله هاء ¶ الوقف في الوقف، وذلك قولهم: لم أبله، فكذلك تدخل الألف التي هي بدل من ¶ النون في (اله)، فإذا دخلته الهاء لزم حذفها؛ لسكوا وسكون الهاء ¶ فالجواب: إنا قد قلنا: إن ذلك أقبح من (لا تبله) لكون الحرفين جميعا في ¶ الوقف وله، وقد قالوا: لا تبله، ولم نرهم جمعوا بين حرفين لمعنى في موضع واحد ¶ فإن قلت: إن حمله على النون الخفيفة يعترض فيه من الضرورة أقل مما يعترض ¶ في حمله على ما ذكرت، لأنه إنما يقدر أنه حذف الألف لالتقاء الساكنين، هي ¶ والهاء، وفيه على ما ذكرت، ووجهت غير وجه من الضرورات، فحمله على هذا أولى ¶ فالجواب: إن حمله على ذلك الوجه الذي ذكرنا أولى، وإن كانت أوجه ¶ الضرورات فيه أكثر، لأن تلك جهات قد جاءت في الاضطرارفأما النون فلا يجب ¶ الحمل عليه، لتقدير التقاء حرفين لمعنى، وذلك مما لم يجئ في اختيار ولا اضطرار ¶ فإن قيل: أحذف النون لا أبدل منها، ثم ألحق الهاء للوقففذلك لا يجوز، ¶ لأنه لم يجئ في كلام لهم، فقد حكينا أن قوله: اضرب عنك الهموم، مصنوعوقال ¶ المري لما قتل الفزاري التغلبي: ¶
فقال الفزاري:
وأن ت إن لم تلق مه
المسائل المشكلة 173
فروي لنا هذا عن أحمد( 1) عن ابن الأعرابي بالفتح، ولو كان مضموما لكان
كما أنشده سيبويه:
(/)طا ح لعمري مرق مه ¶ فقال الفزاري: ¶ وأن ت إن لم تلق مه ¶ المسائل المشكلة 173 ¶ فروي لنا هذا عن أحمد( 1) عن ابن الأعرابي بالفتح، ولو كان مضموما لكان ¶ كما أنشده سيبويه: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من عنزيسبني لم أ ضربه ¶ ولكنه مفتوح على سجع (مرقمه) ¶ فإن شئت قلت: حركه لالتقاء الساكنين؛ الميم وهاء الوقف بالفتح، لأنه يلي ¶ فتحة القاف، وكما تقول في حركة اللام من (له) إنه بالفتح لحركة الهاء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإن شئت قلت: ق درهن الحمارالممتل( 2) في النار بضعة، فأنثها على ذلك، ¶ كأنه أراد: إن لم تلقمها، فحذف الألف من علامة المؤنث في الوقف، كما يحذف من ¶ علامة المذكر فيه، وألقي حركة الهاء على الميم من (لم تلقمه)، كما ألقاها على الباء من: ¶ من عنزي سبني لم أضربه ¶ فإن قلت: فهل يجوز حذف الألف من علامة المؤنث فتقدر هذا التقدير؟ ¶ فذلك عندنا غير جائز إلا إذا شذ شيء وندر، ولم أعلم أحدا حكى ذلك من ¶ البصريين غير قطرب( 3)، فإنه حكاه وأنشد في ذلك بيتا ليس يحضرني، فنجيزه على ¶ هذه الجهة الضعيفة غير المقبولةوقد أجريت الألف مجرى الياء والواو في الوقف، ¶ فحذفت كما حذفتا، وذلك فيما أنشده: ¶ ورهط ابنالمعل ¶ وهو يريد: المعلىفهذا يقوي ما ذكرناه، وقد روي (يا أبت) فيحتمل أن ¶ يكون على هذاوأجاز أبو عثمان ذلك فيما حدثنا أبو بكر عن أبي العباس عنه، ¶ و حكم هذا الفن من النوادر والشذوذ، والقياس عليه: أن لا ينظر فيه المبتدئ ¶ والري ض ، إنما يجب النظر فيه بعد إحكام الأصول ¶ وما ذكرناه في قوله: لا تهاله، من سؤال السائل: هلا يحمله على النون؟ إنما له ¶ أن يسأل إذا جعل الهاء للوقف في (اله)، فإن جعله للضمير، كأنه أراد: لا الن ¶ 1) هو أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب) ¶ 2) الممل والممتل: المشوي) ¶ 3) هو أبو علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب، توفي سنة 206 ه) ¶ 174 المسائل المشكلة ¶
النون حينئذ يلزم أن تثبت غير مبدل منها، لأنك لا تقف عليها، وإذا كان كذلك لم يجز
(/)منه، ثم حذف وأوصل الفعل إليه، فاتصل الضمير به، فليس من موضع النون، لأن ¶ النون حينئذ يلزم أن تثبت غير مبدل منها، لأنك لا تقف عليها، وإذا كان كذلك لم يجز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هذا ما حضرنا من القول في هذا وقت ما كتبناه، وقد ذكر أبو العباس هذا ¶ البيت في (المقتضب) ولم يحضرني قوله وقت كتابتي له ونظري فيه، فأحكيه ¶ 49 - مسألة ¶ ينشد للفرزدق هذا البيت وهو: ¶ وكل رفيقي كلرحلوإن هما تعاطى القنا قوما هما أخوان ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وفي هذا البيت غير شيء من العربية، فمنه أنه قال: تعاطى، وقد تقدمه اثنان ، ¶ ولم يقل: تعاطيا ¶ فإن قلت: إنه حذف لام الفعل من (تعاطى) لالتقاء الساكنين، ولم يرده إلى أصله ¶ للضرورة، فيقول: تعاطيا، فهو قولوهذه الضرورة عكس ما في قول امرئ القيس: ¶ خظاتا ¶ لأنه أثبت اللام في موضع وجب فيه حذفها، مثل: رمتا، لأنه الحركة للتاء في ¶ (رمتا) غير لازمةوالفرزدق حذفه في موضع وجب إثباته، لأنك تقول: تعاطيا، وتراميا ¶ فإن قلت: تعاطى تفاعل، والألف لام الفعل ليست بضمير، وفي الفعل ضمير ¶ "واحد"، لأن (هما) وإن كان في اللفظ مثنى فهو في المعنى كناية عن كثرة، وليس ¶ المراد بالتثنية هاهنا اثنين، فيحمل الكلام عليها، لكنه في المعنى يرجع إلى (كل)، ¶ فحملت الضمير على (كل) ¶ ؛[ الحجرات: 9 ] وإنطائفتانمن المؤمنين اقتتلوا : فهو قول، ويقوي هذا ¶ ألا ترى: أن (الطائفتين) لما كانتا في المعنى جمعا، لم يرجع الضمير إليهما مثنى، لكنه ¶ جمع على المعنى فكذلك (تعاطى) أفرد على المعنى، إذ كان ل(كل)، ثم حمل بعد ¶ الكلام على المعنى، فقال: هما أخوان ¶ فالقول في (هما) أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو (كل) ، وثناه وإن ¶ كان في المعنى جمعا، لدلالة المتقدمة أن المراد ذه التثنية الجمعألا ترى: أن قوله: ¶ وإنطائفتانمن المؤمنين : كل رفيقي كل رحل، جمع، ونظيره قوله: (بينهما) بعد ¶ اقتتلوا ¶
فإن قال قائل: إن (هما) يرجع إلى: رفيقين، على قياس قولهم في قوله عز
(/)المسائل المشكلة 175 ¶ فإن قال قائل: إن (هما) يرجع إلى: رفيقين، على قياس قولهم في قوله عز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ البقرة: 234 ]، فهو عندنا ] والذي ن يت وفو ن منك م ويذرون أزواجا يت ربصن : وجل ¶ مخطئ، لأن الاسم الأول يبقى معلقا بغير شيء، وهذا القول ينتقض في قول من يقول ¶ به، لأنه عندهم يرتفع بالثاني، أو بالراجع إليه، فإذا لم يكن له ثانكان إياه في المعنى، ¶ ولم يعد إليه شيء، وجب أن لا يجوز ارتفاعه به عندهمفأما قوله: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( لو أنعص م عمايتين ويذبل سمعا حديث ك أنزلا الأوهالا( 1 ¶ فإن الكلام محمول على: لو أن عصم عمايتين وعصم يذبل، فحذف المضاف، ¶ وأقام المضاف إليه مقامه، وليس بمحمول على (عمايتين)، ألا ترى: أن (عمايتين) لا ¶ فأصلحوا : يسمعان، وقوله: سمعا، في هذا البيت مثل (بينهما) في قوله عز وجل ¶ [ الحجرات: 9 ] بين ه ما ¶ والجملة التي هي (هما أخوان)، رفع خبر ل(كل)، ولا استحسن أن يكون ¶ (هما) فصلا، لو كان المبتدأ والخبر معرفتين، لأني وجدت علامة ضمير الاثنين يعني ا ¶ الجمع في البيت والآية، وفي قول الآخر: ¶ ( إنالمنية والحتو ف كلا هما يوفي المخارم يرقبانسوادي( 2 ¶ الأنبياء: 30 ]ونحو هذا] أنال س ماواتوالأرضكانتا رتقا ففتقنا هما : وقوله ¶ ولم أجد الاثنين المظهرين يعني ما الجم ع والكثرة كثرة علامةالضمير، فإن ¶ كان كذلك جعلت (هما) مبتدأ ، وجعلت (أخوان) خبره وحملته على لفظ (هما) ¶ دون معناهولو جعلت (هما) فصلا، وكان الاسمان معرفتين أو ما قرب منهما، ¶ وجعلت (أخوان) خبر (كل) لم يمتنع، لأن الاثنين المظهرين قد عني ما الكثرة أيضا ¶ ألا ترى: أن في نفس هذا البيت: وكل رفيقي كل رحل، وليس الرفيقان باثنين فقط، ¶ وإنما يراد ما الكثرة، فكذلك يراد ب(أخوان) الكثرة، إلا أن قوله: وكل رفيقي، ¶
(/)في الحمل على الجمع أحسن من حمل (أخوان) على الجمع، لأن المعنى في قوله: وكل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ رفيقي كل رحل: كل الرفقاء، إذ كانوا رفيقين رفيقين، فهما أخوان، وإن تعاطى ¶ 1) البيت لجرير) ¶ 2) البيت للأسود بن يعفر) ¶ 176 المسائل المشكلة ¶ كل واحد مغالبة الآخر، لاجتماعهما في السفرة والصحبة ¶ فالقول الأول في هذا هو الوجه، ومثل هذا قولهم، هذان خير اثنين في الناس، ¶ وهذان أفضل اثنين في العلماء، فيدلك على أن الاثنين في قولنا: هذان خير اثنين في ¶ الناس، والرفيقين في هذا البيت ما يذهب إليه سيبويه من أن المعنى: إذا كان الناس ¶ اثنين اثنين، فهذان أفضلهم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإضافة (رفيقين) في هذا البيت إلى (كل رحل)، لو كان المراد ما اثنين فقط، ¶ لكانت هذه الإضافة مستحيلة، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكل رحل، ففي هذا ¶ البيت دليل على أن (رفيقين) يراد ما الكثرة، وفيه أنه حمل (هما) على معنى (كل)، ¶ وفيه الوجهان اللذان حملناهما في (تعاطى) ¶ فأما قوله: قوما، فيحتمل ثلاثة أوجه: ¶ أحدها: أن يكون بدلا من (القنا) لأن قومهما من سببها، وما يتعلق ما ¶ ويحتمل أن يكون مفعولا له، وكأنه قال: وإن هما تعاطى القنا للمقاومة، أي: لمقاومة ¶ كل واحد منهما صاحبه ومغالبته، ويحتمل أن يكون مصدرا من باب ¶ الروم : 6]، لأن (تعاطى القنا) يدل على ] وعد اللهالنمل: 88 ]، و ] صن ع الله ¶ على ما تقدم في الكلام وعد الله مقاومة، فيحمل (قوما) على هذا، كما حملت ¶ مما فيه وعدوينشد ونرى الرواية: ¶ وكل رفيقي كلرحلوإن هما تعاطى القنا قوما هما أخوان ¶ على أن (قومهما) يرتفع بالابتداء، ومثل هذا البيت في أنه ينشد على غير وجهقوله: ¶ ( ووفراءلم تحز ز بسيروكيعةغدو ت لها طيا يدي برشائها( 1 ¶ إن نون (طيا) بالتنوين أمكن أن يكون حالا من الفاعل، وحالا من المفعول ¶
المفعول فمن قوله:
( غضفا طواها أمس كلابي( 2
1) البيت للفرزدق)
(/)فإذا جعل حالا من الفاعل، كان في قوله: طوى الأرض فيها، وإن جعل حالا من ¶ المفعول فمن قوله: ¶ ( غضفا طواها أمس كلابي( 2 ¶ 1) البيت للفرزدق) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) البيت للعجاج) ¶ المسائل المشكلة 177 ¶ أي: أضمرها؛ أي: غدوت ا ضامرةوإذا لم ينون احتمل وجهين: أحدهما: ¶ أن يكون (فعلى) مؤنث (طيان)، ويمكن أن يكون الألف للتثنية، تقديره: طيا يدي ¶ برشائها، أي: طيا رشائها بيدي، فقلب ¶ 50 - مسألة ¶ أنشد أبو زيد: ¶ عداني أن أزور ك أن بهمي عجايا كلها إلا قليلا ¶ قال أبو زيد: العجي: فصيل، وهو الذي ماتت أمه، وأذهبت منه بوجه من ¶ الوجوه، فصاحبه يرضعه، ويقوم عليهوروى (كلها) مرفوعا ¶ فإن قال قائل: هلا أجزتم على هذا: جاءني قوم كلهم أجمعون، فيؤكدون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ النكرة بالمعرفة، كما أجازه قوم، وأنشد للنمر هذا البيت ¶ فالجواب: أن هذا لا دلالة فيه على تجويز، لأن المؤكد يكون على ما في قوله: ¶ عجايا، من ذكر البهم دون عجايا نفسها، و (كلهم) مثل: أجمعين في أنه يحسن حمله ¶ على المرفوع بغير تأكيد، لموافقته له في المعنى، وليس هو مثل: النفس، فهذا لا حجة ¶ فيه لتأكيد النكرة بالمعرفة، وكذلك قول الآخر: ¶ ( أرمي عليها وهي فرعأجم ع وهي ثلاث أذرعوأصبع( 1 ¶ (أجمع) محمول على ما في (فرع) من الضمير دون الفرع نفسه ¶ فإن قال: فهلا كان (أجمع) مؤنثا، إذ الضمير الذي في (فرع) مؤنث؟ ¶ قيل: لا يمتنع أن يحمل على المعنى فيذكر، لأن تأنيث القوس ليس بحقيقي، فلا ¶ يمتنع أن يحمل على المعنى فيحمل على العود، أو الفلق( 2) ، أو نحو ذلك، وقد قال ¶ الآخر أنشدناه أبو بكر: ¶ ومم ن ولدوا عام ر ذ و الطولوذ و العرض ¶ فلم يصرف (عامر) ذهب به إلى القبيلة، ثم قال: ذو الطول، لأنه حمله على ¶ الحي؛ ويدلك على ذلك ما أنشده سيبويه: ¶ 1) البيت لا يعرف قائله) ¶ 2) الفلق : القوس يشق من العود فلقة مع أخرى) ¶ 178 المسائل المشكلة ¶
51 - مسألة
أنشد أبو زيد:
يا أم عبد الله لا تستعجلي ورفعي ذلاذل المر جل
(/)فحالفونا جميعا إن بدا لك م ولا تقولوا لنا أمثالها عام ¶ 51 - مسألة ¶ أنشد أبو زيد: ¶ يا أم عبد الله لا تستعجلي ورفعي ذلاذل المر جل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إني إذا مر زمان معضل يهزل وم ن يهزل وم ن لا يهزل ¶ يعه وكليبتليه مبتلي ¶ قال أبو زيد: أعاه الرجل فهو معيه، إذا أصاب ماشيته العاهة، فإذا موت ت ¶ ماشية الرجل قيل: قد هزل الرجل يهزل هزلا، وإذا هزلت ماشيته ولم تمت قيل: قد ¶ أهزل الرجل، فهو مهز لوهذا ذكره أبو زيد في غريب هذاوأما إعرابه فإنه جازى ¶ ب(إذا)، وذلك مما يستجاز للشاعر في الضرورة، وقوله: يهزل، منجزم للمجازاة، ¶ وأحد الفعلين من الشرط، والجزاء محذوف، ولا يخلو من أن يكون الفعل الأول الذي ¶ هو الشرط أو الثاني الذي هو الجزاء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقد جاء حذف كل واحد منهما في الكلام مجيئا شائعا كثيرا، لأن أحدهما ¶ يدل على الآخر، كما أن المبتدأ يدل على خبره، و الخبر على مبتدئه، فحذف الشرط ¶ كقولهم: ائتني آتك، وبابه، وحذف الجزاء، كقولهم: أنت ظالم إن فعلت، ونحوه، ¶ فيبعد أن يكون المحذوف الأول، لأن التقدير يكون : إني إن يك ن مر زمانمعضل ¶ يهزل، أو أن إن يحدث، أو يقع، ونحو ذلك مما يصلح أن يكون (مر زمان) فاعله، ¶ لكن لا يرجع من هذا الكلام إلى اسم (إن) شيء ¶ فإن قلت نقدر: إن يكن لي مر زمان، أو يكن في مر زمانونحوه، مما يرجع ¶ منه إلى اسم (إن) شيء ¶ فالجواب: أنه كلما كثر الإضمار كان أضعف، ومن السهولة أبعد، ومع ذلك ¶ فالمعنى ليس بالقوي، لأن (مر الزمان المعضل) لا ينكر منه أن يهزل ¶ فإذا لم يقو هذا قدرت المحذوف فعل الجزاء دون الشرط ، ورفعت (مر زمان) ¶ بفعل مضمر يفسره (يهزل)؛ كأنه: إني إذا مر زمانمعضلأص بر، أو لا أجز ع، أو ¶ نحو هذا، مما يدل عليه الكلام بعده، ويرجع منه إلى اسم (إن) ما يصلح أن يكون ¶ خبرا عنه، ولا يكثر الإضمار معه ¶ المسائل المشكلة 179 ¶
ما بعده من المظهر كلام فيه توطين للنفس عند مثلها من الحوادثألا ترى : أنه
(/)ويدلك على أنه أضمر النحو الذي ذكرته لك مما يدل على الصبر والجلد،و أن ¶ ما بعده من المظهر كلام فيه توطين للنفس عند مثلها من الحوادثألا ترى : أنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قال: ومن يهزل ومن لا يهزل يعه، فكأنه قال: إني أصبر إذ كان من موتت غنمه، أو ¶ أهزل ولم يتموت أصيب فيها بالعاهة، فالإنسان فيهما ممتحن، وما مصاب، كيف ¶ يكون الأمر، وإذا كان كذلك وجب الصبرويدل على هذا أيضا قوله: يبتليه مبتلي ¶ فإن قلت: فهل يكون قوله: يعه، جواب (إذا)، وما بعده من الاسمين اللذين ¶ ف سلام: جوزي ما، كما كان جوابا لهما في البيت، وكما جاز قوله عز وجل ¶ الواقعة: 91 ] جوابا ل(أما) و (إن)( 1)فإن ذلك لا يجوز ] لك من أصحاباليمين ¶ لفساده في المعنى، ولأن الكلام لا يرجع منه إلى اسم (إن) شيء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وموضع (إذا) في البيت نصب بالفعل الذي هو الشرط، ولا يمتنع ذلك فيها إذا ¶ جوزي ا، ولو لم يجا ز ا، لم يجز أن يعمل فيها الفعل الذي بعدها، لأا تضاف ¶ إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف، وكذلك قوله: ¶ ( ترف ع لي خندفوالله يرف ع لي نارا إذا ما خب ت نيرانهم تقد( 2 ¶ كأنه: إن يهزل مر زمان غدا يكن كذا، وإن تخ ب غدا تقدولو لم يجا ز ¶ ب(إذا) في هذا الذي أنشده أبو زيد، ونزل الجواب منزلة جواب (إن) في التقدير، ¶ وفي أنه لا يصلح فيه في التقدير القديم، كما لا يصلح في جواب (إن) التقديم في ¶ الكلام، لكان يكون (إذا) وما بعدها في موضع خبر (إن) إن تقدر بالجوابالتقديم ¶ على مذهب سيبويه في مثل: ¶ إن ك إن يصر ع أخو ك تصر ع ¶ لأنه قدره: إن ك تصر ع إن يصر ع أخو ك، فالكلام على هذا كان جيدا، لأنه لم يصر ¶ فيه (إذا) خبرا لزيد، ونحوه من المسميات، ومن لم يجز في الجوابالتقديم وجب أن يجوز ¶ ذلك عنده، ونحن نذكر ذلك فيما يستقبل من هذا الكتاب -إن شاء الله- ¶
وهي قوله تعالى )
أصحاباليمين
2) البيت للفرزدق)
(/)وأما إن كان من : 1) (أما) و(أن) اللتان في الآية السابقة على هذه الآية ، وهي قوله تعالى ) ¶ أصحاباليمين ¶ 2) البيت للفرزدق) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 180 المسائل المشكلة ¶ وفي (الكتاب) مسألة على هذا وهو قوله: ¶ فإن قلت: زيد إذا يأتيني أضرب، تريد معنى الهاء، ولا تريد: زيدا أضرب إذا ¶ يأتيني، ولكنك تضع (أضرب) هاهنا مثل : أضر ب، إذا جزمت، وإن لم يكن ¶ مجزوما، لأن المعنى معنى اازاة في قولك: أزيد إن يأتك أضر ب، ولا تريد به: ¶ أضر ب زيدا، فيكون على أول الكلام، كما لم تر د ذا- أي بازوم الذي هو ¶ جواب في قولك: أزيد أن يأت ك أضر ب أول الكلام- رفعت ¶ وكذلك (حين)، إذا قلت: أزيد حين يأتيك تضرب، وإنما رفعت الأول في ¶ هذا كله، لأنك جعلت (تضرب) و (أضرب) جوابا ، فصار كأنه من صلته، أو صار ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من تمامه، ولم يرجع إلى الأول، وإنما ترده إلى الأول فيمن قال: إن تأتني آتيك، وهو ¶ قب ح إنما يجوز في الشعر ¶ قوله: فصار من صلته إذا صار من تمامه؛ أي: في أنه لا يجوز أن يعمله فيما ¶ قبله، كما لا يجوز أن تعمل الصلة فيما قبلها ¶ وقوله: وإنما ترده إلى الأول، أي: يجعل الفعل الذي نزلته جوابا عاملا في ¶ الأول، الذي هو خ بر، و (إذا) على الحد الذي ذكره من تنزيله إياه منزلة جواب ¶ (إن) عاملا في (إذا) و (حين) في قول من قال: إن تأتيني آتيك، وهذا يجوز في الشعر ¶ عنده، ولا يجوز في الكلام، فلو كان هذا في شعرلجاز عنده أن يكون موضع (إذا) ¶ نصبا ذا الفعل، وإن نزله تنزيل الجواب كما قدر قوله: ¶ إنك إن يصر ع أخوك تصرع ¶ على: إنك تصر ع إن يصر ع أخو ك ¶ وأبى أبو العباس هذا التقدير، وزعم أنه لا يجوز عنده إلا على تقدير الفاء، ¶ وتابعه أبو بكر في ذلك فيما قال في كتابه (الأصول)، وقد قال خلاف ذلك في غير ¶ (الأصول) ¶ ف(إذا) في هذه المسالة على هذا التقدير الذي قدره لا عامل فيه، لأن الفعل ¶
(أضرب) في
(زيد) من قولك: أزيد إن يأتك أضرب، فلا يجوز أن يعمل الفعل الثاني الذي هو
(/)الأول لا يعمل فيه لما ذكرت له، والثاني أيضا لا يعمل فيه كما لا يعمل (أضرب) في ¶ (زيد) من قولك: أزيد إن يأتك أضرب، فلا يجوز أن يعمل الفعل الثاني الذي هو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ جواب أيضا فيه، لأنك إن قدرته عاملا فيه وجب أن يتسلط على (زيد) فينصبه وهو ¶ المسائل المشكلة 181 ¶ على تنزيله يجب أن يكون مرفوعا ¶ وحدثني أبو بكر أنه اجتمع مع أبي إسحاق في هذه المسألة، فاتفقا على أنه لا ¶ يجوز أن يجعل الفعل هاهنا جوابا، كما كان جوابا في قوله: أزي د إن يأت ك تضر ب، ¶ من قال : إنه إن جعل الفعل هاهنا، جواب (إذا) لم يجز أن يتقدم عليها، كما لا ¶ يجوز أن يتقدم الشرط على حرف الجزاء، وإذا كان كذلك لم يعمل في الظرف ¶ شيء، فيبقى الظرف لا ناصب له ¶ فلا يكون الفعل في هاتين المسألتين إلا على تقدير التقديم، ولا يكون على ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الجواب، لأن الفعل إذا كان متقدما انتصب له الظرف، وإذا كان جوابا لم يجز أن ¶ يعمل في الظرف، لأنه لا يجوز أن يتقدم على ااب عنه كما لم يكن ذلك في ¶ الجزاءهذا لفظ ما في كتابي عن أبي بكر في هذه المسألة ¶ فأما قوله: يهزل، فتفسير للفعل المضمر الذي يرتفع به (مر زمان )، ونظيره من ¶ أبيات، قوله: ¶ ( فمتى واغلينبه م يحيو ه وتعط ف عليهكأ س الساقي( 1 ¶ ومثله: ¶ ( صعدةنباتةفي حائرأينما الري ح تميلها تم ل( 2 ¶ قال سيبويه: ولو كان (فعل) كان أقوى، إذ كان ذلك جائزا في (إن) في ¶ الكلاميريد: لو كان بدل المضارع في البيتين الماضي، لكان الفصل بينه وبين الجازم ¶ أقوى منه بين المضارع والجازم، إذ جاء الفصل في الكلام بين (إن) و (فعل) بالاسم، ¶ فلو كان الماضي بدل المضارع هاهنا لكان أقرب إلى ما جاء في الكلام ¶ قال: واعلم أن قولهم: في الشعر إن زيد يأتك يكن كذا، إنما ارتفع على فعل ¶ هذا تفسيره، كما كان ذلك في قولك: إن زيدا رأيته يكن ذلك، إلا أنه لا تبتدأ ¶
فإن قلت : إن يأتني زيد يقل ذلك، جاز على قول من قال: زيدا ضربته،
1) البيت لعدي بن زيد العبادي)
2) البيت نسبه الأعلم إلى حسام)
182 المسائل المشكلة
(/)بعدها الأسماء ثم يبنى عليها ¶ فإن قلت : إن يأتني زيد يقل ذلك، جاز على قول من قال: زيدا ضربته، ¶ 1) البيت لعدي بن زيد العبادي) ¶ 2) البيت نسبه الأعلم إلى حسام) ¶ 182 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وهذا موضع ابتداء ، ألا ترى: إنك لو جئت بالفاء، فقلت: إن تأتني فأنا خير لك، ¶ كان حسنا، وإن لم يحمله على ذلك رفع، وجاز في الشعر كقوله: ¶ الله يشكرها ¶ ومثل الأول قول هشام المري: ¶ فم ن نح ن ن ؤمنه يب ت وهو آمنومن لا نجره يمسمنا مف زعا ¶ يريد: أن زيدا يرتفع بعد (إن) وأخواا من الكلام الذي يجازى ا بفعل ¶ مضمر يفسره ما بعده، كما ينصب كذلك، وإنما قال في الشعر، لأن الفصل بين ¶ المضارع و (إن) مما يجوز في الشعر دون الكلام، وليس كالماضي في هذا لظهور الجزم ¶ فيه، كما لم يكن في حذف الجواب نحو: أنت ظالم إن فعلت، مثل المضارع، ألا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ترى: أن هذا مستحسن في الكلام، وكذلك قولهم: آتي من أتاني أن تجعلها اازية ¶ والموصولة، ولو قلت: آتي من يأتني، لكان الجزم قبيحا لا يجوز إلا في الضرورة ¶ وإنما قب ح الفصل بين (إن) إذا جزمت وبين فعل الشرط، لما يصير فيها من ¶ مشاة (لم) في ظهور ازوم بعدها، وإذا وقع بعدها (فعل): ح س ن الفصل، لأن (لم) ¶ لا يقع بعدها (فعل)، فلهذا حسن: إن زيد فعل، وجاز في الكلام، وقب ح: إن زي د ¶ يفعل، وجاز في الضرورة دون الكلام ¶ فإن قلت: فهل يجوز الفعل في (لم)، إذا جزمت في الضرورة دون الكلام، كما ¶ جاز في (إن) وأخواا؟ ¶ فذلك في (لم) أقبح منها في حروف الجزاء، لأن (إن) قد اتسع فيها ما لم يتسع ¶ في سائر الجازمة، بإيقاع الماضي والمضارع بعدها، وحذف الفعل معها في نحو: إن ¶ خيرا فخير، وسائر حروف الجزاء غير (إن) تدخل في الاستفهام، وتكون موصولة ¶ بمنزلة (الذي)فالفصل في اازية بين المضارع وبينها أحسن منه في (لم) وأخواا، لأن ¶
منه في شعر فللتشبيه باازيةولا يكون في حسنها وقوا، وقد قال ذو الرمة:
(/)هذه ملازمة وجها واحدا، وليس فيها ولا لها من التصرف ما للمجازيةوإن جاء شيء ¶ منه في شعر فللتشبيه باازيةولا يكون في حسنها وقوا، وقد قال ذو الرمة: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأضح ت مغانيها قفارا بلا دها كأن لم سوى أهلمن الع ين تؤهل ¶ وقوله: إن تأتني زيد يقل ذلك، جاز على قول من قال: زيدا ضربته ¶ يريد: إنزيدا في قولك: إن تأتني يقل ذاك، مرتف ع بفعل مضمر، (يقل) ¶ المسائل المشكلة 183 ¶ تفسيره هذا على أن يجعل (زيدا) واقعا موقع الجزاء، فإن الموضع على هذا يكون ¶ موضع الفعل، ألا ترى: أن الجزاء عنده أصله الفعل، كما أن الشرط بالفعل، وأن ¶ الفاء عنده واق ع موق ع الفعل، وقد نص على ذلك في غير موضع، وو جه قراءة من قرأ ¶ الأعراف: 186 ] على أنه حمله على موضع ] من يضللالله فلا هادي لهويذرهم ¶ الفاء وما بعده، فإذا كان موضعا للفعل، ووقع فيه اسم، كما ذكره وجب أن يرتفع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بمضمر يفسره المظهر، كما كان كذلك في الشرط، ف(زيد) مرتف ع بمضمر، وهو ¶ الوجه، لأنك إن رفعته بالابتداء كان على حذف الفاء وإضماره، وهذا يجوز في ¶ الشعر، و (زيد) على هذا يكون حينئذ في موضع ابتداء، وليس في موضع فعل، ولهذا ¶ تدخل الفاء عنده، أعني: لكون جملة الشرط جملة من مبتدأ وخبر، أو جملة غير خبرية ¶ وهذا مشروح في موضعه ¶ وقوله: هذا موضع ابتداء، كذا في كتابي عن أبي بكر وأبي إسحاق (وهذا ¶ موضع ابتداء) فوجه: هذا موضع ابتداء يحذف (ليس)، أي: هذا موضع ابتداء، إذا أضمر ¶ الفاء فحذفوفي بعض النسخ (وليس هذا موضع ابتداء)، ولكلا الأمرين وجه ¶ فوجه :هذا موضع ابتداء -بحذف(لي س)- أي: هذا موض ع ابتداءإذا أضمر ¶ الفاء فحذ ف ¶ ووجه: ليس هذا موضع ابتداء أي: ليس الجزاء موضع ابتداء، إنما هو موضع ¶ فعل إلا أن يضمر الفاء، كما يضمر في الضرورة، فيكون حينئذ موضع ابتداء، فأما ¶ في الكلام، وقبل أن يضمر الفاء، فليس موضع ابتداء ¶
(/)وقوله: وإن لم يحمله على ذلك رفع، أي: إن لم يحمل (زيدا) في قوله: أن تأتني ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ زيد يقل ذاك، على أنه مرتفع بفعل مضمر (يقل) تفسيره رفع، أي: رفع (يقول)، ¶ ولم يجزمه، لأنه حينئذ ليس بجزاء، إنما هو خبر ابتداء، والفاء قبل زيد محذوف من ¶ اللفظ مراد في المعنى ¶ و قوله: وجاز في الشعر، أي: جاز: إن يأتني زيد يقول ذاك، في الشعر، ¶ كقوله: الله يشكرها، فأما في الكلام فلا يجوز حذفها ¶ وقوله: ومثل الأول، أي: مثل المسألة الأولى، وهو قوله: إن زي د يأتك، يكن ¶ كذا، قوله: فمن نحن نؤمنه، ف(نحن) في البيت مرتفع على إضمار فعل هذا الذي ¶ 184 المسائل المشكلة ¶ ظهر تفسيره، كما أن (زيدا) في قولك: أن زيد يأتني، مرتفع على إضمار فعل ¶ (يأتني) تفسيره، إلا أنك لو أظهرت في التمثيل ما ارتفع عليه (زيد) لقلت: إن يأتك ¶ زيد يأتك يكن كذا، ولو أظهرت ما ارتفع عليه (نحن) لاتصل الضمير، فوجب أن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يقول: فمن نؤمن نؤمنه، ولم يجز أن لا يتصل الضمير في التمثيل، ومثل هذا قوله: ¶ أنت فانظر، أي: (أنت) على أحد قوليه مرتفع بفعل مضمر، (انظر) تفسيره، ولو ¶ أظهرت ما ارتفع عليه في التمثيل لاتصل الضمير فقلت: انظر انظر، ونظير: فمن نحن ¶ نؤمنه، في أنه يرتفع ب(نؤمن)، ونحوه مما يفسره (نؤمنه) قوله: ¶ ( إذا اب ن أبي موسى بلالا بلغته ( 1 ¶ فيمن رفع ابنألا ترى: أنه يجب أن يكون على إضمار (بلغ) ونحوه مما يكون ¶ (بلغته) مفسرا لهوإنما فسرت ألفاظ (الكتاب) في هذا الفصل- وإن لم يكن ذلك ¶ مما أقصده كراهية للتطويل- لاختصارها، وليسقط عنك الفكر في اللفظ ¶ فأما في (الكتاب) من قوله: إن زيدا تره تضر ب، وما أنشده من قوله: ¶ ( لا تجزعي إن منفسا أهلكته وإذا هلك ت فعند ذلك فاجزعي( 2 ¶ فإني سألته( 3) عن الفعل المضمر الناصب له، فقلت: كيف هو؟ أمجزوم أم غير ¶ مجزوم، وكيف هو من المظهر؟ ¶
(/)فقال: لا يجوز أن يكون غير مجزوم ولا يكون بدلا، قال: وهذا لولا أنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مسموع لم يجز، وفيه سعة؛ لأنه إذا قال: إن زيد تره تضر ب، فقال: هذا الفعل ¶ الظاهر بدل من الأول، قيل: إن المبدل منه لا يكون أن يسقط ويثبت البدلوإن ¶ قال التقدير: إن تر زيدا، فكأنه مقدم، فلا معنى للهاء في قولك: تره تضر ب ¶ قال: والأحسن عندي أن يكون على تكرير (إن)؛ كأنه: إن تر زيدا إن تره ¶ تضرب، فقلت: فأين جواب (إن) الأولى؟ فقال: استغنى عنه؛ كما أنك إذا قلت: ¶ أزيدا ظننته منطلقا ، فتقديره : أظننت زيدا ظننته منطلقا ، فاستغنى عن المفعول الثاني ¶ 1) البيت لذي الرمة) ¶ 2) البيت للنمر بن تولب) ¶ 3) يعني به: أبا بكر بن السراج) ¶ المسائل المشكلة 185 ¶ في (ظننت) الذي أضمر بعد حرف الاستفهام بخبر (ظننت) الثانيهذا ما جرى ¶ وقلت وق ت القراءة، ولفظ كتابي عنه ¶ فإن قال قائل: هذا الذي ذكره من تكرير (إن) قبيح، إنما يجوز في ضرورة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الشعر، ألا ترى: أن اللام الجازمة جاءت مضمرة في الشعر، فكأنه في هذا القول إنما ¶ ترك قبيحا إلى مثله ¶ قيل له: ليس ما تركه في القبيح بمنزلة ما انتقل إليه، لأن الذي تركه لا مجاز ¶ له، ألا ترى: أنه لم يجئ في الكلام، ولا في الضرورة علمناه - إسقاط المبدل منه من ¶ اللفظ، وإثبات البدل، فلم يجئ أيضا ضمير لا معنى له ولا متجه، والأشياء التي تجوز ¶ في الشعر للضرورة قد تجوز في الكلام عند الحاجة إليها، والوقوع فيما لا مجاز له، ¶ ولا يستقبح ذلك فيهألا تراهم: استجازوا الضمير قبل الذكر في مثل: ضربوني، ¶ وضربت قومك، لما كان ترك الإضمار يؤدي إلى إخلاء الفعل من الفاعل، ولم يجيزوا ¶ نحو: ضرب غلامه زيدا، لما لم تكن إلى إجازة ذلك ضرورة، فصار ما كان يجوز في ¶ الشعر كقوله: ¶ ( جزى ربه عني عد ي ب ن حاتم .........( 1 ¶ للضرورة مستحسنا في الكلام، ولهذا نظائر ¶
(/)فكذلك إضمار (إن) يكون فيما ذهب إليه مستحسنا، وإن كان إضمار الجازم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إنما جاء في الشعروبقريب من هذا أجاب أبو بكر وقد سأله سائل: عن تجويزهم ¶ الإضمار قبل الذكر في مثل: ضربوني، وضربت قومك ¶ فقال: لما كان هنا أمران مستكرهان عندهم في الاختيار وهما: إخلاء الفعل من ¶ الفاعل، وإضماره قبل ذكره، ولم يكن إلى إخلاء الفعل من الفاعل سبيل اختير ¶ الإضمار قبل الذكر، فأضمره على أن في إضمار (إن) من المزية والحسن على إضمار ¶ اللام وسائر الجوازم، لأا قد اتسع فيها ما لم يتسع فيهن، فوليها الاسم في الكلام، ¶ النساء: 128 ]، وغير ذلك مما تختص به (إن)، ] وإنامرأةخاف ت : كقوله عز وجل ¶ وليس في غيرها من الجوازم، فإضمارها أيضا أحسن من إضمار غيرها، لا سيما وقد ¶ 1) البيت لأبي الأسود الدؤلي) ¶ 186 المسائل المشكلة ¶ جرى ذكرها قبل، وجري ذكر الشيء مما يسهل إضماره لتقريب الدلالة على ¶ المضمرألا ترى: أن سيبويه أجاز: بمن تمرر أمرر، ولم يجز: من تضر ب أنزل، حتى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تقول: عليه، إلا في الشعر يجيز ذلك الحرف في الأولى ولم يجزه في المسألة الثانية، لما ¶ لم يجر ذكره ¶ وقال فيما حكاه عن يونس في قولهم: مررت برجلصالح، وإلا صالحا فطالح، ¶ من أن من العرب من يقول: إلا صالحفطالحهذا قبيح ضعيف، لأنك تضمر بعد ¶ (إلا) فعلا آخر غير الذي تضمر بعد (إلا) في قولك: إلا يكن صالحا فطالح، ولا يجوز ¶ أن يضمر الجار، ولكنهم لما ذكروه في أول كلامهم شبهوه بغيره من الفعل، وكان ¶ هذا عندهم أقوى إذا أضمر (رب) ونحوه في قولهم: ¶ وبلدة ليس بها أنيس ¶ فاعلم ذا أن حرف الجر إذا جرى ذكره كان إضماره أقوى من إضماره إذا ¶ لم يجز ذكره، وإذا كان هذا هكذا في الحروف الجارة كانت في الجازمة مثله، لأن ¶ الجارة في الأسماء مثل الجوازم في الأفعال، فكذلك يكون تقدير (إن)، وإضماره فيما ¶
( أو يبكمن بكى( 1
53 - مسألة
:( أنشد أبو زيد لعمران بن حطان( 2
(/)ذهب إليه أحسن من إضمار اللام في قوله: ¶ ( أو يبكمن بكى( 1 ¶ 53 - مسألة ¶ :( أنشد أبو زيد لعمران بن حطان( 2 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فتمسي صريعا ما تقوم لحاجةولا تسم ع الداعي ويسمع ك م ن دعا ¶ قال أبو زيد: يريد: من دعا ي سمعك ¶ هذا القول الذي ذكره في هذا لم نعلم أحدا أجازه، ولو جاز هذا لجاز آتمن ¶ يأتني، والوجه في هذا أن تقدر حذف اللام كقوله: ¶ أو يبك من بكى ¶ وكان هذا أيضا في المعنى أقرب مما ذكره ¶ 1) جزء من بيت لمتمم بن نويرة) ¶ 2) هو عمران بن حطان بن ظبيان) ¶ المسائل المشكلة 187 ¶ 53 - مسألة ¶ حكى سيبويه: أطيار، وحمله على أنه جمع طائر، مثل: صاحب وأصحاب، ¶ ( وشاهد وأشهاد، وفل و( 1) وأفلاء، لأن فلوا مثل: فاعل في الزيادة والزنة ( 2 ¶ فإن قال قائل: هلا حمله على أنه جمع (طير)، دون أن يكون جمع (طائر)؟ ¶ قيل له: لا يكون عنده إلا جمع (طائر)، لأن (طائرا) زعم أنه جمع على: طير ¶ مثل: تاجر وتجر، وإذا كان مثل تجر وركب، لم يجز جمعهألا ترى: أنه لم يخل جواز ¶ ذلك في جمع الجمع، ويمتنع جمع هذا أيضا من جهة القياس، لأن (تجرا) وبابه يراد به ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الكثرة، فحكمه إذا جمع أن يراد به التكثير، و (أفعال) لا يراد به الكثرة، بل خلافها، ¶ فيجب أن يمتنع هذا من حيث امتنع (أقوالان) ونحوهألا ترى: أنك لا تكثر بأدنى ¶ العدد كما لا تكثر بالتثنية، ويجب أن يمنع جمع هذا ذا الجمع أيضا لما ذكرت لك، ¶ كما امتنع أن تحقر الجموع الموضوعة لكثرة العدد، فكما لم تحقر الجموع الموضوعة ¶ لأكثر العدد، لأن التحقير تقليل وهذه الأبنية تكثير، كذلك لا يجوز هذا، لأنه ¶ للتكثير، و( أفعال) للتقليل ¶ فإن قال قائل: هلا جاز جمعه على (أفعال)، كما جاز (إبلان)، وكما حكى ¶ سيبويه من قولهم لقاحين، ولقاح جمع لقحة، ولقوح؟ ¶ قيل له: هذا قليل، وقد قال سيبويه: أنه قليل لا يقاس عليه، فإذا لم يقس عليه ¶
فإن قال قائل: فهلا جاز تكسيره، كما جاز تحقيره، فيما حكاه سيبويه من
(/)ما أشبهه لقلته، كان أن لا يرد عليه غيره ولا يشبه به سواه أولى ¶ فإن قال قائل: فهلا جاز تكسيره، كما جاز تحقيره، فيما حكاه سيبويه من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قولهم: رجل ورجيل، وكما قرأت على أبي بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان، قال: ¶ أنشدني الأصمعي لأحيحة بن الجلاح: ¶ ( بنيته بعصبةمن ماليا أخشى ركيبا أو رجيلا غاديا( 3 ¶ قيل له: لا ينبغي أن يجوز في هذا التكسير من حيث جاز التصغير، وذلك أن ¶ 1) الفل و: الجحش والمهر إذا فطم، وجمعه أفلاء) ¶ 2) يقصد بالزنة: عدد الحروف) ¶ 3) البيت لأحيحية بن الجلاح) ¶ 188 المسائل المشكلة ¶ هذا الاسم على بناء الآحاد، والمراد به الكثرة، فلوك سر -كما صغر- لكان في ذلك ¶ إجراؤه مجرى الآحاد، وإزالته عما وضع له من الدلالة على الكثرة؛ إذ كان يكون ¶ في ذلك مساواته له من جهة البناء والتكسير والتحقير، والحديث عنه كالحديث ¶ عن الآحاد نحو ما أنشده أبو الحسن: ¶ ( له م جامللا يهدأ الليل سام ره( 1 ¶ وهذا كل جهاته أو عامته، فيجب إذا صغر أن لا يكسر فيكون بترك تكسيره ¶ مفصلا مما يراد به الآحاد دون الكثرة، ومتميزا به منها، على أن (ركيبا) في البيت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يجوز أن يكون محقرا على حذف الزيادة، كباب: أزهر، وزهير ¶ فإن قال قائل: أليس (أشياء) عندك من باب: ركب، وتجر، وجامل، وقد ¶ حدثكم أبو بكر عن أبي العباس قال: حدثنا علماؤنا عن الأصمعي قال: وقف ¶ أعرابي على خلف الأحمر( 2) ، فقال: إن عندك لأشاوي، فك سر (أشياء) على ¶ (أشاوى) ، فما أنكرت أن يجوز جمع نحو: طير وبابه؟ ¶ قيل له: هذا أشبه، لأنه مك سر على بناء يكون للكثير، و (أطيار) للقليل، إلا ¶ أنه أيضا عندي رديء، لخروجه بذلك إلى حيز الآحاد، وما لا يعني به الكثرة، وهذه ¶ حكاية نادرة، لا يجب القياس عليها، ولا إجراء نظائرها من أجلها مجراها ¶ فإن قال: أليس (ضأن) عندك من هذا الباب، لأنه جمع (ضائن)، كما أن ¶
وكليب، فما أنكرت أن يجوز تكسير: طير وركب وبابه، كما جاز تكسير: ضأن،
إذ هو مثله؟
(/)(طيرا) جمع (طائر)، فقد قال: ضأن، وضئين، كما قالوا: عبد وعبيد، وكلب ¶ وكليب، فما أنكرت أن يجوز تكسير: طير وركب وبابه، كما جاز تكسير: ضأن، ¶ إذ هو مثله؟ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل له: ليس قولهم: ضئين، عندنا جمع (ضأن)، إنما هو جمع (ضائن)، ونظير ¶ ما حكاه سيبويه من قولهم: عازب، وعزيب، وغاز، وغزي، وأنشد: ¶ ( سري ت بهم حتى تكلغزيهم ( 3 ¶ 1) البيت للحطيئة) ¶ 2) هو أبو محرز خلف بن حيان المعروف بخلف الأحمر) ¶ 3) البيت لامرئ القيس) ¶ المسائل المشكلة 189 ¶ ف(ضئين) عندنا جمع (ضائن)، وليس (ضائن) بجمع، إنما هو واحدألا ¶ تراهم قالوا: ضائنة، فأنثوا، وقالوا: ضوائن، فيما حكى أبو الحسن، فك سروا، ولو ¶ كان جمعا لم يكسر، كما لا يكسر (ركب) و (جامل) ونحوه، ف(ضائن) واح د، ¶ وجمعه: ضأن ،وضان، وضوائن، و ضئين ، وضئينفنظير ( ضئين) في (طائر) ما قلناه، ¶ ونظير (ضأن) في (ضائن) ما حكاه سيبويه من قولهم: خادم و خ دم، وغائب وغيب ¶ ومما جاء على (فعل) جمعا ما حكاه أيضا في جمع (ف علة) من قولهم: حلقة، ¶ و حلق، وفلكة، وفلك، قال: ¶ وحدثنا أبو الخطاب( 1) أم يقولون: ن شفة ونشف، وهو: الحجر الذي يدلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ م ستكبري ن بهسامرا : به، ويدلك على قوةترك التكسير في هذا الباب، قوله تعالى ¶ المؤمنون: 67 ]، فصحح (سامرا) ولم يك سره] تهج رون ¶ 54 - مسألة ¶ في باب تثنية الممدود، قال سيبويه: فإن كان الممدود لا ينصرف وآخره زيادة، ¶ جاءت علامة للتأنيث، فإنك إذا ثنيته أبدلت واوا، كما تفعل ذلك في قولك: ¶ خنفساو ي، وكذلك إذا جمعته بالتاء ¶ نقول: إن التثنية على صيغة واحدة وبناء واحد، لا يختلف كما اختلف ¶ الجموع، لخلوها من المعنى الذي له اختلفت الجموع، وذلك أن ضروب الجمع، إنما ¶ اختلفت، فجاءت على أبنية مختلفة غير متفقة، من حيث اختلفت اموعات، فصار ¶
والكثير باختلافها
ولما كانت المثنيات ضربا واحدا لا يكون اثنان أكثر من اثنين، كما يكون
(/)مجموع أكثر من مجموع، فلما اختلفت، صيغت لها أبنية مختلفة، تدل على القليل منها ¶ والكثير باختلافها ¶ ولما كانت المثنيات ضربا واحدا لا يكون اثنان أكثر من اثنين، كما يكون ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ جمع أكثر من جمع، لم تحتج إلى اختلاف الأبنية في التثنية، كما احتيج إليه في الجمع ¶ ليعلم به القليل من الكثير، فلهذا لم يختلف بناء التثنية وذوات الاسم المثنى إذا ثني، إلا ¶ ما كان في آخره منه حرف معتل ساكن، يجب أن يقلب، لئلا يحذف فيزول بذلك ¶ ما أريد من علم التثنية والدلالة عليها، أو همزة ممدودة، فتقلب لما نذكره ¶ 1) هو أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد ايد المعروف بالأخفش الكبير) ¶ 190 المسائل المشكلة ¶ فنقول: إن الهمزة في أواخر الأسماء على ثلاثة أضرب: أصلي، وبمنزلة ¶ الأصلي، وزائد ¶ ( والأصلي على ضربين: ضر ب الهمزة فيه أصل غير منقلبة، مثل : قراء( 1)، وجياء( 2 ¶ وضر ب الهمزة فيه منقلبة عن أصل، مثل: سقاء، وعزاء، وغوغاء فيمن صرف ¶ والضرب الثاني من القسمة الأولى: ما كانت الهمزة فيه زائدة بمنزلة الأصل، ¶ منقلبة عن ياء تلحق آخر الكلمة للإلحاق، فتنقلب همزة لوقوعها طرفا، لبناء الاسم على ¶ التذكير، وذلك نحو: علباء، وحرباء( 3)، وزيزاء( 4)، وقيقاء( 5)، وقوباء( 6)، فيمن صرف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والضرب الثالث من القسمة الأولى، وهو: الهمزة الزائدة، وذلك تلحق الاسم ¶ الذي هو صفة، والاسم الذي هو غير صفة للتأنيث، فصار الاسم بلحاقها غير ¶ منصرف، وذلك نحو: خنفساء، وحمراء، وبروكاء( 7)، ونحوه ¶ وحكم المنقلب حكم الأصل، كما أن حكم الملحق حكم الأصل، ولما كان ¶ قسم أصلا وبمنزلة الأصل، وقسم زائدا، احتيج في النسب والتثنية إلى الفرق بين ¶ الأصل وما هو بمنزلة الأصل، وبين الزائد، وبين المنصرف وغير المنصرف ¶ وحكم الفرق أن يقع في الثواني والفروع، دون الأوائل والأصول، كذلك ¶
القلب والإبدال، فأبدلت منها الواو، كما أبدلت هي من الواو، إذا كانت مضمومة
أو مفتوحة، فاء أو عينا، وفي غير ذلك
فقالوا: حمراوان، وحمراو ي، وكانت أولى من الياء، لأن الياء عندهم تقرب من
(/)جرى هذاولا سبيل إلى الفرق بينهما إلا بإبدالها حرفا من حروف التي يغلب عليها ¶ القلب والإبدال، فأبدلت منها الواو، كما أبدلت هي من الواو، إذا كانت مضمومة ¶ أو مفتوحة، فاء أو عينا، وفي غير ذلك ¶ فقالوا: حمراوان، وحمراو ي، وكانت أولى من الياء، لأن الياء عندهم تقرب من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) رجل قراء: حسن القراءة، ورجل قراء :متنسك ) ¶ 2) الجياء: وعاء توضع فيه القدر) ¶ 3) الحرباء: مسامير الدروع) ¶ 4) الزيزاء: الأرض الغليظة) ¶ 5) القيقاء: صوت الدجاج عند البيض) ¶ 6) القوباء: داء يظهر في الجلد) ¶ 7) البروكاء: الثبات في الحرب) ¶ المسائل المشكلة 191 ¶ الألف، وهي أقرب إلى الألف من الواو إليها، وقبل الهمزة ألف، فلو أبدل من الهمزة ¶ ياء، لكان يجتمع حرفان كأما من مخرج واحد، وذلك مستكره عندهم؛ ألا تراهم ¶ يفرون منه إلى الإدغام أو الحذف، ومع ذلك فإن الياء لم يكثر إبدال الهمزة منها ¶ كثرة إبدال الهمزة من الواوولم يكن إلى إبدالها من الألف سبيل، لأا لا تكون إلا ¶ ساكنة، وقبلها ساكن، وبعدها آخر، وهو الياء الأولى في الإضافة، أو حرف ¶ الإعراب في التثينة ¶ فهذا الذي ذكرنا من إبدال الواو مكان الهمزة غير الأصل في التثنية والإضافة، ¶ هو الأصل الذي يجب أن يكون الزائد عليه دون الأصل ¶ ثم تبدل من الأصول بعد ذلك، لوسائط حادثة من النوعين، وذلك أم لما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وجدوا الهمزة في (علباء) زائدة بعد ألف، وإن كانت بمنزلة الأصل، كما وجدوا ¶ همزة (حمراء) زائدة بعد ألف، أبدلوا منها الواو، إذ كانت زائدة، كما أن هذه ¶ زائدة، وكانت بعد ألف، كما أن تلك بعد ألف ¶ ولما كانت همزة (علباء) بمنزلة الأصل، ويثنى وينسب إليه غير مبدلة، كما ¶ أن (كساء) و (رداء) كذلك، ثم أبدلوا الواو من (علباء) في الموضعين: الإضافة ¶ والتثنية أبدلوا من (كساء) أيضا، وإن لم تكن زائدة؛ إذ كانت بعد ألف، فكان ¶
ذكرناهما،
و(كساء) ونحوه من جهة واحدة؛ وهو وقوع الهمزة بعد الألف، وقد تشابه الهمزة
فيه الهمزة فيها في أا ليست من أصل الكلمة ونفسها، إنما هي منقلبة، فهذا كأنه
مشاة من جهتين
ولما كان تبدل من (كساء) و(رداء)، وإن كانت الهمزة فيهن غير زائدة
(/)البدل فيه أقبح من البدل في (علباء)، لأن (علباء) يشبه (حمراء) من جهتين ذكرناهما، ¶ و(كساء) ونحوه من جهة واحدة؛ وهو وقوع الهمزة بعد الألف، وقد تشابه الهمزة ¶ فيه الهمزة فيها في أا ليست من أصل الكلمة ونفسها، إنما هي منقلبة، فهذا كأنه ¶ مشاة من جهتين ¶ ولما كان تبدل من (كساء) و(رداء)، وإن كانت الهمزة فيهن غير زائدة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لوقوعها بعد الألف، كذلك أبدل من الهمزة التي هي أصل مثل: قراء، لأن هذه ¶ الهمزة وإن كانت أصلا فهي واقعة بعد الألف، كما أن الهمزة في (كساء) واقعة بعد ¶ الألف وليست بزائدة ¶ لكن البدل في (كساء) أحسن منه في (قراء)، لما ذكرت لك من جهة الشبه، ¶ ولأا منقلبة عن حرف تنقلب الواو إليه، وينقلب هو إلى الواو؛ وهو حرف أدخل ¶ في الاعتلال من الهمزة، وقد جاز ذلك في الهمزة أيضا وجاء لأا تعتل وتنقلب ¶ 192 المسائل المشكلة ¶ وتلين، كما يقع نحو هذا في الأحرف الأخر، فلهذه الوسائط التي ذكرناها وقع ¶ الإبدال في هذه الهمزات، وإن كانت مختلفة الأصناف ¶ قال سيبويه: علباوان، أكثر من قولك: كساوان، في كلام العرب لشبهها ¶ ب(حمراء) ¶ وجواب آخر في قلبهم الهمزة واوا في تثنية (حمراوان) ونحوه، وهو: إنا نقول: ¶ إنه لو لم تقلب الهمزة واوا في التثنية فقيل: حمراءان، لوجب في الجمع الذي على حد ¶ التثنية الألف والتاء أن تقول: حمراءات، لانتظام هذا الضرب من الجمع ما في تثنيته، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فكان تجتمع علامتان للتأنيث في الاسم، فوجب إبدال هذه الهمزة في التثنية، لما ¶ وجب حذف تاء التأنيث من هذا الجمع، وذلك قولك: مسلمات ¶ فإن قال قائل: هلا تركت في التثنية ولم تبدل، كما تركت التاء فيها، ولم تبدل ¶ في مثل: قائمتان، لأنه ليس تجتمع علامتان للتأنيث، كما يجتمع في الجمع، ولا ما هو ¶ عوض من علامة التأنيث، كياء النسب؟ ¶
تبدل، لم يخل في الجمع من أحد ثلاثة أشياء: أما أن تحذف، وإما أن تترك فلا
تحذف، وإما أن تبدل، فلو حذفت، كما حذفت التاء في (قائمات) لم يسغ، لأن
هذه العلامة حرفان، والتاء علامة واحدة؛ وليس حذف حرفين كحذف حرف
واحدألا ترى: أم أثبتوا الحرفين في الموضع الذي حذفوا فيه الحرف الواحد، فقالوا
في (خنفساء): خنفساوي، وفي قرقرى( 1): قرقر ي، فكما لم يحذفوها في هذا الموضع
(/)قيل له: لو تركته في التثنية ولم تبدل، كما تركت العلامة في (قائمتان) فلم ¶ تبدل، لم يخل في الجمع من أحد ثلاثة أشياء: أما أن تحذف، وإما أن تترك فلا ¶ تحذف، وإما أن تبدل، فلو حذفت، كما حذفت التاء في (قائمات) لم يسغ، لأن ¶ هذه العلامة حرفان، والتاء علامة واحدة؛ وليس حذف حرفين كحذف حرف ¶ واحدألا ترى: أم أثبتوا الحرفين في الموضع الذي حذفوا فيه الحرف الواحد، فقالوا ¶ في (خنفساء): خنفساوي، وفي قرقرى( 1): قرقر ي، فكما لم يحذفوها في هذا الموضع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لما كان حذفها إحجافا ومستكرها، كذلك لم يحذفوها في الجمع، وأيضا فإن هذا ¶ أبعد من الحذف من التاء منها، لأن التاء تتغير في الوقف، وهذا لا يتغير فيه ولا يعتل، وما ¶ كان تغيره واعتلاله أكثر، كان في الحذف أدخل، ومن اللزوم أبعدألا ترى: أا والألف ¶ لما كانتا لازمتين كسروا الاسم عليها، فقالوا: صحاري، وصلافى( 2)، وذفارى،فلما كان ¶ لها من المزية على التاء ما ذكرنا وجب أن لا يجري مجراها في الحذف ¶ 1) قرقري: أرض باليمامة) ¶ 2) الصلافي: جمع صلفاء وهي الأرض الشديدة) ¶ المسائل المشكلة 193 ¶ ولم يسغ الترك؛ لأن ذلك كان يلزم منه اجتماع علامتين للتأنيث، كما كان ¶ يجتمع في (قائمات) لولم يحذففلما لم يسغ هذان الوجهان، ثبت الثالث؛ وهو ¶ البدل في التثنية، فاجتمع في ذلك مشاكلة الجمع للتثنية والإضافة، وكل هذه ¶ متشاكلة ومتناسبة، وكان الأحسن والأبلغ أن تكون على لفظ واحد، وذاك ما كره ¶ من الحذف والإحلال، فكان البدل أقيس وأحسن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قال قائل: فل م أبدل في النسبة وليس هناك علامتان تجتمعان للتأنيث؟ ¶ قيل له: يلزم قبلها من حيث وجب حذف التاء تاء التأنيث، وذلك أنك تقول ¶ في النسب إلى حمدة: حمدي، فتحذف الهاء، ولا تثبت في المضاف، فكذلك يجب أن ¶ تبدل هذا، ولو لم تبدل منها جمعت بين ياءي النسب وعلامة التأنيث، فكنت ¶
لمثاتهما
لها، وقيامهما مقامها في قولهم: زنج،وزنجي، ورومي، وروم، كقولهم: تمرةوتمر،
ألا تراهما حذفتا كما حذفت، فلما كانتا كذلك لم يجتمعا، كما لا يجتمع الحرفان إذا
كانا بمعنى
والهمزة والألف مثل التاء في كوما علامتين، فلما كان إجراؤهما مجراها في
النسب لا يخل بلفظ ولا معنى، بل يؤدي إلى مشاكلة بين الإضافة والتثنية والجمع،
وبينهما مشاكلة، وبينهما وبين العلامة الأخرى- التي هي التاء- في أما لم يثبتا في
(/)بمنزلة من قال: حمدتي في الإضافة إلى حمدة، وإنما حذفت التاء مع الياءين لمثاتهما ¶ لها، و قيامهما مقامها في قولهم: زنج،و زنجي، ورومي، وروم، كقولهم: تمرةوتمر، ¶ ألا تراهما حذفتا كما حذفت، فلما كانتا كذلك لم يجتمعا، كما لا يجتمع الحرفان إذا ¶ كانا بمعنى ¶ والهمزة والألف مثل التاء في كوما علامتين، فلما كان إجراؤهما مجراها في ¶ النسب لا يخل بلفظ ولا معنى، بل يؤدي إلى مشاكلة بين الإضافة والتثنية والجمع، ¶ وبينهما مشاكلة، وبينهما وبين العلامة الأخرى- التي هي التاء- في أما لم يثبتا في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التثنية، كما لم تثبت التاء، ولم يلزم حذ ف إثر ذلك، استحب، فأبدل في الإضافة ¶ كما أبدل في التثنية، بل كان إبدالها آكد وأوجب في النسب، لما ذكرت لك من ¶ مشاتها حرفي الإضافة، لعلامة التأنيث ¶ فإن قال قائل: فهلا حذفت هذه الهمزة في النسب،كما حذفت الهاء؟ ¶ قيل له: إن الهاء لولم تحذف لكانت تثبت وتنقلب تاء، لأا في الدرج، ¶ والتاء من علامة التأنيث، و لم تبدل من حروف إبدالا مطردا، كإبدال هذه الحروف ¶ بعضها من بعض، فلما لم يكن سبيل إلى تركها، والامتناع من حذفها، لما ذكرت ¶ لك من معاقبتها لهما، ولا إلى إبدالها من شيء ، كما أبدلت هذه الأحرف الأخر، لم ¶ يلزم لزوم الحرفين والألف، وجب حذفها ¶ ولما كان تبدل الواو والهمزة والياء بعضها من بعضفي مواضع إبدالا مطردا، ¶ 194 المسائل المشكلة ¶ ولم يكن سبيل إلى ترك علامة التأنيث في هذين الموضعين النسب والتثنية والامتناع ¶ من حذفها، أبدلت حرفا تبدل منه أيضا إبدالا مطردافلهذه المعاني حذفت التاء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وألقيت، وأبدل من الهمزة الواو، ولم يحذف مع أن علامة التأنيث في (حمراء) ¶ حرفان، وعلامة التأنيث في (حمدة) ونحوه حرف واحد، فلو حذفت الهمزة من ¶ (حمراء) لاحتجت أن تحذف الألف التي قبلها أيضا، وذلك أن الزيادتين زيدتا معا، ¶
حذف الحرفين كحذف الحرف الواحد، لأن حذفهما إخلال ،وليس حذف الحرف
الواحد كذلك
فأما ما ذكرنا من التناسب والتشاكل الواقع بين التثنية والنسبة، فمن ذلك: أن
الاسم المنسوب إليه قد كان ينصرف قبل النسبة في الكلام في وجوه الإعراب التي
تكون له، ثم زيد عليه الياءان لمعنى النسب، فانتقل الإعراب الذي كان يكون في
لام الاسم، أو ما أشبه لامه إلى الياء، وبني الآخر على ضرب واحد من الحركات
وكذلك الاسم المثنى، قد كان قبل أن يثنى ينصرف في وجوه الإعراب، فلما
(/)ولم يزد أحدهما بعد الأخرى، فإذا حذفت إحداهما لزم حذف الأخرى، وليس ¶ حذف الحرفين كحذف الحرف الواحد، لأن حذفهما إخلال،وليس حذف الحرف ¶ الواحد كذلك ¶ فأما ما ذكرنا من التناسب والتشاكل الواقع بين التثنية والنسبة، فمن ذلك: أن ¶ الاسم المنسوب إليه قد كان ينصرف قبل النسبة في الكلام في وجوه الإعراب التي ¶ تكون له، ثم زيد عليه الياءان لمعنى النسب، فانتقل الإعراب الذي كان يكون في ¶ لام الاسم، أو ما أشبه لامه إلى الياء، وبني الآخر على ضرب واحد من الحركات ¶ وكذلك الاسم المثنى، قد كان قبل أن يثنى ينصرف في وجوه الإعراب، فلما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ زيدت عليه الألف، لمعنى التثنية، كما زيدت الياءان، لمعنى النسب، انتقل الإعراب الذي ¶ كان يكون في لام الاسم أو ما أشبه لامه إلى آخره، وبني ما كان آخره قبل على ضرب ¶ واحد من الحركات، فثبتت اللام من الاسم المنسوب على ذلك، وكان حكم الإعراب أن ¶ تلحق الألف، إذا صارت آخر الاسم، وصار الاسم المثنى به تاما، كما أنه في الاسم ¶ المضاف تلحق الياء إذا صارت آخر الاسم، وا تم الاسم، لكن لم تلحق الألف الحركة ¶ لامتناع ذلك فيها ، فجعل في آخره النون عوضا من حركة الإعراب، والتنوين اللاحق ¶ للاسم، فلذلك قال سيبويه فيها: كأنه عوض من الحركة والتنوين ¶ فإن قال قائل: فهلا زعم أن النون عوض من التنوين فقط، دون حركة ¶ الإعراب، إذ في الاسم المثنى ما يدل على حركة الإعراب، ويقوم مقامها، وليس فيه ¶ تنوين، ولا ما يدل عليه، فكون النون بدلا من التنوين المعدوم، وهو نفسه وما يقوم ¶ مقامه دون الحركة؟ ¶ قيل له: إلى هذا ذهب أبو العباس، فزعم أن النون بدل من التنوين فقط دون ¶ الحركة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المسائل المشكلة 195 ¶ ولسيبويه أن يقول: إنه بدل منهما، وإن كان في المثنى ما يدل على الإعراب، ¶ لأن الدال على الشيء ليس كنفس المدلول عليه، فهو بدل من الحركة المدلول عليها ¶
والصحيح أن تكون بدلا منهما، أما التنوين: فموضع وفاق بينهما، وأما الحركة:
فإا وإن كان قد قام مقامها ما يدل عليها، فإنه يلزم أن يعوض من لفظها، إذ ليس قيام ما
يدل عليها مقامها بمخرج لها عن أن تكون محذوفة، وأنه كان يلزم أن يكون الإعراب
بحركة، كما كانت في ياءي الإضافة، وما أشبهها من الأواخر بحركة، فإذا لم تثبت لزم
العوض منها، كما لزم العوض من الحركة التي ليست لإعراب عند سيبويه، وذلك
كإبدالهم التاء من الحركة التي كانت تلزم (فعلا) مصدر (فعل يفعل) من المعتل العين،
كقولهم: عام يعام عيمة، وحال يحال حيلة، فلا يجب أن تكون التي للإعراب أنقص رتبة
(/)في التثنية والجمع ¶ والصحيح أن تكون بدلا منهما، أما التنوين: فموضع وفاق بينهما، وأما الحركة: ¶ فإا وإن كان قد قام مقامها ما يدل عليها، فإنه يلزم أن يعوض من لفظها، إذ ليس قيام ما ¶ يدل عليها مقامها بمخرج لها عن أن تكون محذوفة، وأنه كان يلزم أن يكون الإعراب ¶ بحركة، كما كانت في ياءي الإضافة، وما أشبهها من الأواخر بحركة، فإذا لم تثبت لزم ¶ العوض منها، كما لزم العوض من الحركة التي ليست لإعراب عند سيبويه، وذلك ¶ كإبدالهم التاء من الحركة التي كانت تلزم (فعلا) مصدر (فعل يفعل) من المعتل العين، ¶ كقولهم: عام يعام عيمة، وحال يحال حيلة، فلا يجب أن تكون التي للإعراب أنقص رتبة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ من التي للبناء دون الإعراب، في العوض منها بدل حذفها ¶ وهذا الذي يسميه أهل العربية حركة حقيقة أنه حر ف، فالفتحة كالألف، ¶ والضمة كالواو، والكسرة كالياء، في أن حروف، كما أن حروف إلا أن الصوت ¶ ن أقل من الصوت بالألف وأختيها، وقلة الصوت ن ليس يخرجهن عن أن يكن ¶ حروفا، لأن من الحروف ما هو أكثر صوتا من حروف ك (الصاد) و (النون) ¶ الساكنة، فكما أن النون عندنا حرف، وإن كان أقل صوتا من الصاد، كذلك يجب ¶ أن تكون هذه عندنا حروفا، وإن كان الصوت ن أقل من الصوت بما هن منه ¶ فالمسمى حركة، والحرف الذي معه هما في الحقيقة حركتان للناطق، وكل ¶ واحد منهما حرف، ويدلك على ما ذكرناه من هذا قيام كل واحد من الحرف ¶ والمسمى حركة مقام صاحبه ¶ ألا ترى: أن الحركة في (جمزى) قد قامت مقام الألف عندهم في ( حبارى)، ¶ فلم يقولوا في الإضافة إليها إلا: جمز ي( 1) ، كما لم يقولوا في الإضافة إلى (حبارى) ¶ إلا: حبار ي، وقالوا في الإضافة إلى (حبلى): حبلي وحبلوي، وإذا سموا ب(قدم) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) حمار جمزى: وثاب سريع) ¶ 196 المسائل المشكلة ¶ امرأة لم يصرفوها البتة، كما أم إذا سموها ب(برى)( 1) لم يصرفوها، فإذا سموها ¶
الحرف مقام الحركة في الإعراب، في نحو: هما يضربان ويضربون وتضربين، وهو
(يخشى) و(يغزو) و(يرمي)، فالمسمى حركة عندهم على ما أعلمتك
فيجب إذا حذف أن يعوض منه، كما أن هذه الحروف إذا حذفت عوض
منها، بل العوض من حركة الإعراب آكد، لما فيه من الإيضاح والإبانة ودلائل
التمكن، فلو كانوا لا يعوضون من غيره إذا حذفوها، أو لو خيروا بين العوض
وتركه، كما فعلوا في (جويلق) و(جويليق)، للزم أن لا يجوز في هذا الحركة التي
للإعراب إلا العوض، لما ذكرت لك، وكان ذلك الأولى والأخلقولم يكن قصدنا
في هذه المسألة هذه فنطيل فيه، إنما هو شيء عرض واتصل بما كنا نحوناه
(/)ب(هند) و (دعد) ونحوه من المنقوص منه هذا الحرف صرفوه إن شاءوا وأقاموا ¶ الحرف مقام الحركة في الإعراب، في نحو: هما يضربان ويضربون وتضربين، وهو ¶ (يخشى) و (يغزو) و (يرمي)، فالمسمى حركة عندهم على ما أعلمتك ¶ فيجب إذا حذف أن يعوض منه، كما أن هذه الحروف إذا حذفت عوض ¶ منها، بل العوض من حركة الإعراب آكد، لما فيه من الإيضاح والإبانة ودلائل ¶ التمكن، فلو كانوا لا يعوضون من غيره إذا حذفوها، أو لو خيروا بين العوض ¶ وتركه، كما فعلوا في (جويلق) و(جويليق)، للزم أن لا يجوز في هذا الحركة التي ¶ للإعراب إلا العوض، لما ذكرت لك، وكان ذلك الأولى والأخلقولم يكن قصدنا ¶ في هذه المسألة هذه فنطيل فيه، إنما هو شيء عرض واتصل بما كنا نحوناه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وهذه الحركات عند الخليل وسيبويه: أا زوائد في الاسم والفعل، فإن أصل ¶ الكلمة أن تكون بغيرها، وهو كما قالوا، والدليل على أن ذلك كذلك: حذفك لها، ¶ وتغيرك إياها في اختلاف الأبنية، وعندما تصوغ من الأمثلة ¶ ألا ترى: أنك تقول في ضرب، وستر: ض ر ب، و ستر، فتذهب الحركة التي ¶ كانت في أصل المصدر، وتحرك الساكن وتسكن المتحرك في (اضر ب) ونحوه، فلو ¶ كانت أصولا لم تغير، كما أن أنفس الحروف لما كان أصولا لم تقلب، ولم تبدل، ¶ ولم تغير ¶ فإن قال قائل: فقل في المعتلات في التاءات والعينات واللامات: إن غير ¶ أصول، لأا قد تحذف في هذه المواضع ¶ قيل: ليس الحذف كله للزيادة، ولا كل المحذوف يستدل به على أن حرف ¶ المحذوف زائد، بل الحذف على ضربين: ¶ حذف يدل على زيادة المحذوف ك(سنبتة)( 2)، و(قنبر) اللذين إذا قيل فيهما: ¶ سبتة، وقبر، علم أن المحذوف زائد ¶ 1) البرى: التراب) ¶ 2) السنبتة: البرهة من الزمن) ¶ المسائل المشكلة 197 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وحذف لا يكون المحذوف فيه زائدا، لكن يكون فيه اجتماع الأمثال أو ¶
فالمحذوف: فاءات، وعينات، ولامات، من المعتل من هذا القسمألا ترى: أنه إنما
يحذف حيث يكره ما فيه حركة ما لمشاة هذه الحروف للحركات، فحذفها من
هذا الحيز، ولا يجتمع في هذه الأبنية أمثال يكره اجتماعها، فيقول: إن الحركات
أصول، وإنما تحذف لكراهة اجتماع الأمثال ، لا لأا زوائد، كما قلنا ذلك في
المعتلة، فالفصل بينهما ظاهر
55 - مسألة
ذكر سيبويه تثنية المستثنى نحو: ما أتاني إلا زيد إلا عمرا، وحكم الاسمين بعد
حرف الاستثناء في الموضعين أن ينصبا جميعا إذا جاءا بعد كلام تام، أو يرفع أحدهما،
وينصب الآخر
فإن قال قائل: أليس قولنا: ما جاء إلا زيد بمنزلة جاء زيد، فهل يجوز: جاء
زيد إلا عمرا، وإذا كان هذا ممتنعا فهلا امتنع: ما أتاني إلا زيد إلا عمرا، لأن
(/)المتقاربة، فيزال ذلك به أو بالإدغام، كقولنا: بلحرث، وعلماء، ونحو ذلك، ¶ فالمحذوف: فاءات، وعينات، ولامات، من المعتل من هذا القسمألا ترى: أنه إنما ¶ يحذف حيث يكره ما فيه حركة ما لمشاة هذه الحروف للحركات، فحذفها من ¶ هذا الحيز، ولا يجتمع في هذه الأبنية أمثال يكره اجتماعها، فيقول: إن الحركات ¶ أصول، وإنما تحذف لكراهة اجتماع الأمثال، لا لأا زوائد، كما قلنا ذلك في ¶ المعتلة، فالفصل بينهما ظاهر ¶ 55 - مسألة ¶ ذكر سيبويه تثنية المستثنى نحو: ما أتاني إلا زيد إلا عمرا، وحكم الاسمين بعد ¶ حرف الاستثناء في الموضعين أن ينصبا جميعا إذا جاءا بعد كلام تام، أو يرفع أحدهما، ¶ وينصب الآخر ¶ فإن قال قائل: أليس قولنا: ما جاء إلا زيد بمنزلة جاء زيد، فهل يجوز: جاء ¶ زيد إلا عمرا، وإذا كان هذا ممتنعا فهلا امتنع: ما أتاني إلا زيد إلا عمرا، لأن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الاستثناء لا يكون من المفرد؟ ¶ قيل له: كان أبو بكر يقول في هذا: لما كان (زيد) بعض الناس وبعض القوم ¶ قدرنا الاستثناء من البعض، فكأنا قلنا في ما أتاني زيد إلا عمرا: ما أتاني بعض الناس ¶ إلا عمرا إذ كان (زيد) ونحوه بعض الناس، قال: ووجه الكلام ذا أن تأتي بحرف ¶ العطف، إذا أردت هذا المعنى الواو وغيره، فتقول: ما قام إلا زيد وعمرو، والأول إذا ¶ جاء فتقديره على ما ذكرنا ¶ فإن قال قائل: أفيجوز: جاء زيد إلا عمرا، لأن زيدا بعض الناس، فكأنك ¶ قلت: جاء بعض الناس إلا زيدا؟ ¶ قيل له: ليس حكم مثل هذا من المعدول على جهته أن يقاس، ويحمل عليه ¶ غيره، بل يقال فيما قيل ولا يتجاوز بهألا ترى: أنك لا تجيز: مررت برجلقائم ¶ أبو عبد الله، إذا كان أبو عبد الله إياه قياسا على قولهم: مررت برجلين صالح وطالح، ¶ ومررت برجل قائمأبواه لا قاعدين، فكذلك هذا حكمه أن لا يقاس عليه ¶ 198 المسائل المشكلة ¶ 56 - مسألة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
وربما ظن ظا ن أنه أراد ذا أن انتصاب الاسم بعد (إلا)، كانتصابه بعد
(لكن)، وإن الخبر مضمروهذا التأويل خطأ عليه، ولا يجوز أن يكون أرادهألا
ترى: أنه مثل انتصاب المستثني بانتصاب (الدرهم) بعد (العشرين)، وهذا من عادته
أن يمثل به ما كان منتصبا عنده عن تمام الجملة المذكورة قبلها، وإنما شبهها
ب(لكن) من جهة المعنى دون اللفظ
والدليل على أن انتصاب ما بعد (إلا) هنا عن تمام هذه الجملة المذكورة قبلها
قولك: جاءني القوم غير النساء، وجاءني النا س غ ير البهيمة، وقول ذي الرمة:
( عشية ما لي حيلةغ ير أنني بلقطالحصى والخطفي الأرضمول ع( 1
ألا ترى أن (إلا) في قولهم: جاءني القوم إلا النساء، لا يخلو من أن تكون
عاملة عمل (لكن)، فالخبر مضمر، والعامل في الاسم ما قبله من الجملةفلو كان
العامل النصب (لكن) والخبر مضمر، لوجب أن يكون ل(غير) خبر مضمر في
(/)ذكر سيبويه الاستثناء المنقطع وأن (إلا) فيه بمعنى (لكن) ¶ وربما ظن ظا ن أنه أراد ذا أن انتصاب الاسم بعد (إلا)، كانتصابه بعد ¶ (لكن)، وإن الخبر مضمروهذا التأويل خطأ عليه، ولا يجوز أن يكون أرادهألا ¶ ترى: أنه مثل انتصاب المستثني بانتصاب (الدرهم) بعد (العشرين)، وهذا من عادته ¶ أن يمثل به ما كان منتصبا عنده عن تمام الجملة المذكورة قبلها، وإنما شبهها ¶ ب(لكن) من جهة المعنى دون اللفظ ¶ والدليل على أن انتصاب ما بعد (إلا) هنا عن تمام هذه الجملة المذكورة قبلها ¶ قولك: جاءني القوم غير النساء، وجاءني النا س غ ير البهيمة، وقول ذي الرمة: ¶ ( عشية ما لي حيلةغ ير أنني بلقطالحصى والخطفي الأرضمول ع( 1 ¶ ألا ترى أن (إلا) في قولهم: جاءني القوم إلا النساء، لا يخلو من أن تكون ¶ عاملة عمل (لكن)، فالخبر مضمر، والعامل في الاسم ما قبله من الجملةفلو كان ¶ العامل النصب (لكن) والخبر مضمر، لوجب أن يكون ل(غير) خبر مضمر في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ البيت، وفي المسائل الأخر، كما كان ل(لكن)وإضمار خبر (غير) محال، لأنك إن ¶ أضمرته، كما أضمرت خبر (إلا)، وجب أن يكون مرفوعا، كما كان خبر (إلا) لما ¶ كان بمعنى (لكن) مرفوعا، وليس هنا شيء يجوز أن يرفع الخبر، من فعل ولا شيء ¶ مشبه بهفعلم بذلك أن انتصاب الاسم بعد (إلا) مثل انتصاب (غير) في هذه ¶ المواضع، لأا في ذلك سواء ¶ وإنما مشبهة ب(لكن) من جهة المعنى، وأن ما بعد (إلا) لا يكون من نوع ما ¶ قبله، بل يكون خارجا منه، كما أن ما بعد (لكن) خارج مما قبلهألا ترى: أا لا ¶ تخلو من أن يكون بعد إيجاب أو نفي، ولا يكون ما بعدها في كلا الوجهين إلا ¶ خارجا ما قبلها، وذلك: ما جاء القوم لكن عمر و، فعمرو خارج مما قبله، و: ما ¶ جاءني القوم لكن عمر و لم يقم، أو لكن خرج، فلا يكون ما بعدها إلا خارجا مما ¶ قبلها، كما أن (إلا) في الاستثناء المنقطع كذلك، فلهذا شبهه ب(لكن) ¶ 1) البيت لذي الرمة) ¶ (/) ¶
قلت: قعد القوم لكن زيد، وقعد العمرون لكن بشر، لم يجز حتى تقول: ¶ لكن زيد لم يقعد، ولكن بشر ذهب، ونحو هذا مما يخرج به مما قبله لا يستعمل في ¶ الإيجاب إلا كذلك، لأا أريد بما بعدها أن لا يكون داخلا في جملة ما قبلها ¶ فإن قال: فهل يجوز ما جاءني أحد لكن زي د، كما جاز: ما جاءني القوم لكن زي د؟ ¶ فإن ذلك لا يجوز في (أحد) لما أعلمتك من أن بعد (لكن) لا يكون مما قبله، ¶ وقد نفيت ايء عن الأحدين قبل (زيد)فحكم زيد إذا أن يكون مثبتا له ايء ، ¶ وذلك فاسد منتقض، لأنك نفيت ايء من الأحدين، و (زيد) منهم ¶ فإذا قلت: لكن زيد قعد، أثبت له ايء بعد ما نفيت عنه، ولكن لو قلت: ¶ ما جاءني أح د لكن حمار، جاز، لأن (الحمار) لا يكون من الأحدين، وكذلك: ما ¶ جاءني زيد لكن عمر و، لأن (عمرا) ليس بزيد، ولم يثبت بمجيء (زيد) مجيء ¶ (عمرو)، فيكون نقضا، وكذلك: ما جاءتني امرأة لكن رج ل، وما جاءني رج ل لكن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ غلام، كل هذا جائز، لأن (الغلام) ليس برجل، ولو قلت: ما جاءني أح د لكن ¶ غلام، كان فاسدا ¶ لا يزال بنيان ه م الذي بن وا ريبة في قلوبهم: وسألت أبا بكر عن قوله تعالى ¶ التوبة: 110 ]، ما المستثنى والمستثنى منه على تأويلك في ] إلاأن تقطع قلوب هم ¶ الاستثناء المنقطع؟ ¶ فقال: إذا قلت: لأضربنك إلا أن تقوم، فالمعنى أنه يضربه على كل حال، إلا ¶ أن يقوم، فكأنه استثنى حال القيام هنا من الأحوال التي يضربه فيها، فالمستثنى هنا من ¶ كأم: لا يزالون ، لا يزال بنيان ه م الذي بن وا ريبة : الأحوال القيام، وكذلك قوله ¶ مرتابين، إلا تقطع قلوم، فكأن التمثيل: هم على الريبة إلا أن تقطع قلوم، فإذا ¶ تقطعت لم يرتابوافكأنه استثنى تقطع القلوب من الأحوال التي يرتابون فيها ¶ هذا لفظ كتابي عنه ¶ 57 - مسألة ¶
(/)قال سيبويه في باب الياء من الأبنية: فيكون على (فعيل)، وهو قليل في الكلام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قالوا: امريق، حدثنا أبو الخطاب عن العرب وقالوا: كوكب د رئ، وهو صفة ¶ أقول: إن من قال: در ي، فلم يهمز، ولم يقدر التخفيف من (دريء)كان عند ¶ 200 المسائل المشكلة ¶ سيبويه من ال د ر، ويدل على ذلك تمثيله لجمعه، وهو: الدراري في باب الألف ¶ ب(فعالي)، فقال: جاء على فعالي: دراري، وحوالي، ف(دري) هنا غير مهموز، ¶ وهو غير ما حكاه في باب الياء، لأنه إذا لم يهمز كان عنده (فعليا)، والذي حكاه ¶ ها هنا (فعيل)فإن قلت: فمم تكون هذه الصفة؟ ¶ قل فا د ر ؤوا ع ن أنفسكم: فإنه من الدرء، الذي هو الدفع، قال الله عز وجل ¶ البقرة: 72 ]، أي: ] فا دارأت م في ها ، آل عمران: 110 ]، أي: ادفعوه ] ال موت ¶ تدافعتم، و((أدرءوا الحدود بالشبهات))( 1) ادفعوها ¶ ف(دري) من هذا كأنه دفع الخفاء والغموض عن نفسه، لشدة وضوحه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ للحس، وظهوره لفرط ضيائه ونوره، فهو خلاف (السها)( 2)، وما أشبهه من ¶ كأن هاكو كب: الكواكب الغامضة غير المنيرة، ويجوز فيمن قرأ بغير الهمز ¶ النور: 35 ] أن يكون مخففا من الهمزة، وأن يكون منسوبا إلى الدار]دري ¶ ومما جاء (فعيل) أيضا قولهم: علية( 3)، هي عندي: فعليشة، وليس بف علية؛ ألا ¶ تراها: من العلو، وعلالي: فعاعيل، ثم انقلبت الواو ياء لوقوع الياء الساكنة قبلها ¶ فأما ( سرية) فينبغي أن تكون من السر، ولا تكون (ف علية) من ال سراة ¶ فأما (ذرية) فيحتمل عندي وجوها، قالوا: دهدهت، ثم قلبوا للتضعيف فقالوا: ¶ دهديت، وقالوا: دهدوهة، ثم قلبوا فقالوا: د هدية، كذا قال الخليل ¶ فيجوز على قياس قولهم: دهدية، من دهدهت، أن يكون (ذرية) فعلولة من ¶ الذ ر، كأنه: ذرورة، ثم قلب اللام ياء للتضعيف كما قلبت الهاء له، فلما قلبت ياء ¶
ويجوز أن تكون (فعلية) من الذر، قم قلبت اللام ياء للتضعيف، كما قلبت
(/)قلبت واو (فعلولة) لسكون الياء، وأبدلت ضمتها كما أبدلت من (مرمي) ونحوه ¶ ويجوز أن تكون (فعلية) من الذر، قم قلبت اللام ياء للتضعيف، كما قلبت ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فيما ذكرنا، والكسرة على هذا غير مبدلة لكن هي أصل في الكلمةويجوز أن يكون ¶ (ف علية) من الذ ر، والياء على هذا غير منقلبة ¶ 1) رواه البيهقي) ¶ 2) السها: كويكب خفي الضوء في بنات نعش الكبرى) ¶ 3) العلية: الغرفة) ¶ المسائل المشكلة 201 ¶ ويجوز أن يكون من: ذرأ الله الخلق (فعلية) منه، ثم أبدل إبدالا ك (البرية)، ¶ و(الخابية)( 1)، و(النبي)، ولا يجوز أن يكون (فعلولة) من (ذرأ)، ولا بناء آخر غير ¶ ف علية ¶ ويجوز أن يكون (ف علية) من قولك: ذرته الريح تذروه، إلا أن اللام قلبت ¶ لسكون الياء قبلها ¶ ويجوز أن يكون (فعولة) من: ذرا يذروه، أو مثل: (مغز و)، إلا أن الواو لما ¶ كانت خامسة -كما أا في (مغزو)، وكذلك في (معد و)، و (أدحي)( 2)، وبابه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وكان عند ربه: أبدلت كما أبدلت في (معدي)، و(أدحي)وبابه وفي التنزيل ¶ مريم: 55 ]، وهو من الرضوان؛ ف(مرضي) عندنا مثل: استحوذ، في اطراده ] م رضيا ¶ في الاستعمال وشذوذه عن القياس، قال سيبويه: قد قالوا: مرضو، وأنشد: ¶ وقد علم ت عرسي مليكة أنني أنا الليث معديا عليهوعاديا ¶ فما ذكرته من هذه الوجوه الستة، يحتمل أن تكون (ذ رية) عليه ¶ 58 - مسألة ¶ القول عندي في التاء التي في قولهم: يا طلحة، وقوله: ¶ كليني لهم يا أميمة ¶ أا تاء التأنيث، وليست بالهاء التي تلحق في الوقف، وذلك أنه لا يخلو من أن ¶ تكون للوقف أو للتأنيث، ولا قسمة هنا ثالثةولا يجوز أن تكون للوقف، لأن تلك ¶ حكمها أن تسقط في الدرج، لأا تجتلب للوقف عليها، كما تجتلب همزة الوصل ¶ ليبتدأ ا، فهذه في الوقف نظيرة الهمزة في الابتداء، فكما أنك إذا وصلت حذفت ¶
ما بعدها
مما يتصل بما هي فيه يقوم مقامها كما أن ما قبل الهمزة مما يتصل بما هي فيه يقوم
مقامها فيحذففلو كانت للوقف لحذفت في الوصل، وليس الأمر كذلك
(/)الهمزة، ولم تثبتها، كذلك إذا وصلت ما فيها الهاء حذفتها ولم تثبتها، لأن ما بعدها ¶ مما يتصل بما هي فيه يقوم مقامها كما أن ما قبل الهمزة مما يتصل بما هي فيه يقوم ¶ مقامها فيحذففلو كانت للوقف لحذفت في الوصل، وليس الأمر كذلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قال: فقد تثبت هذه الهاء في قولهم: يا هناه، وقد يجري الوصل مجرى ¶ 1) الخابية: الحب) ¶ 2) الأدحى: مبيض النعام في الرمل) ¶ 202 المسائل المشكلة ¶ الوقف في نحو: سبسبا، وعيهلفإن ذلك في ضرورة الشعر، ونظيره في الضرورة ¶ إثبات الهمزة في نحو: ¶ ألا لا أرى اثنينأحس ن منظرا على حدثانالدهرمني وم ن ج مل ¶ فكما لا يسوغ أن تثبت همزة الوصل في الكلام، وإن أجازته الضرورة، ¶ كذلك لا تثبت هاء الوقف في الوصل في الكلام قياسا على ما أجازته الضرورة ¶ فأما قولهم: يا هناه، فشاذ فذ، وحكم ما كان مثله أن لا يعرج عليه، ولا ¶ يعدل بقياس غيره إليهألا ترى أن سيبويه قال في (انق حل): انفعل، ثم قال في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (منجنيق) لما أراد أن يفسر مثاله أن الأسماء غير الجارية على أفعالها، لا تلحقها ¶ زائدتان من أوائلها فجعل ذلك لقلتها بمنزلة ما لم يجئ، وكذلك قال ليس في ¶ الكلام (ف علي) بغير الهاء، وقد حكى: حيري دهر( 1)، فكذلك يا هناه مما حكم له ¶ بقلته وشذوذه ¶ ويدلك أي ضا على أا للتأنيث أا تنقلب في الوقف هاء، وهذه خاصة للتي ¶ للتأنيث دون غيرها، وليست للتي للوقف حالان كالتي للتأنيث، فتكون في الوقف ¶ على حال، وفي الوصل على أخرى، وكيف يكون لها اختلاف لفظ في الوصل كالتي ¶ للتأنيث، وهي لا تثبت فيه، فلو كانت التي للوقف، كما قالوا: ¶ كليني لهم يا أميمة ناصب ¶ ويا طلحة أقبلولو جاز أن يقول: إن هذه هاء الوقف، لأم قد قالوا: يا ¶ هناه، لجاز أن يقول: إن الراء حرف زائد، كحروف الزيادة، لقولهم: شعر سبط ¶
على القلة في هذا، كذلك لا يعمل على القلة في ذاك
وأيضا فإنه يجوز أن تكون الهاء من قولهم: يا هناه، بدلا من الواو التي هي لام
في هنوات، لأن الهاء قد تشابه حروف اللين في الخفاء، وفي كوا من مخرج
1) لا أفعل ذلك حيري دهر، أي: أمد الدهر)
(/)وسبطر ( 2)، وأرض دمثة ودمثرة( 3)، أخبرنا بذلك محمد بن الحسن فكما لا يعمل ¶ على القلة في هذا، كذلك لا يعمل على القلة في ذاك ¶ وأيضا فإنه يجوز أن تكون الهاء من قولهم: يا هناه، بدلا من الواو التي هي لام ¶ في هنوات، لأن الهاء قد تشابه حروف اللين في الخفاء، وفي كوا من مخرج ¶ 1) لا أفعل ذلك حيري دهر، أي: أمد الدهر) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) شعر سبط وسبطر: مسترسل غير جعد) ¶ 3) أرض دمثة ودمثرة: سهلة) ¶ المسائل المشكلة 203 ¶ إحداهن( 1)، وفي حذفهم لهالاما كحذفهم لهن في (سنة)، و(شفة)، و (شاة)، ¶ و(فم)، وفي بيام الحركة ا كبيام بالألف في (حيهلا)، و(أنا) وفي إمالتهم الفتحة ¶ قبلها كإمالتهم إياها بعد الألف في قولهم: ضربت ضربه، وزيادم لها في الحروف ¶ كزيادم لهن، ونحو هذا من المشاة التي بينها وبينهن ¶ وهذا التأويل فيها أسهل من أن تقدر أا للوقف، ولم توجد التي للوقف تثبت ¶ في الكلام في الوصل، بل أن منع ذلك مانع كان مصيبا -إن شاء الله- ¶ ويحتمل وجها آخر، وهو أن تكون الكلمة لامها تارة هاء، وأخرى واوا، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ونظير قولهم: عضة، وسنة، ألا تراهم قالوا: عضوات، قال: ¶ وعضوات تأكل اللهازما ¶ وقالوا في جمعه: عضاه، وقالوا من السنة: سنهاء، وقالوا: مساناة ومساة، ¶ فيكون ( هناه) على فعلل، واللام فيه كاللام فيهما، وكل واحد من التأويلين أسهل ¶ من أن تحمل الهاء على أا للوقفويدل سياق سيبويه لذلك على أنه عنده كما ¶ ذكرنا، وذلك أنه ذكره مع قولهم: اجتمعت اليمامة، وأصل هذه الكلمة: اجتمعت ¶ أهل اليمامة، ثم حذف (أهل) للتخفيف، فيقال: اجتمعت اليمامة، ثم يرد (الأهل) ¶ الذي كان أصله الثبات في الكلام، فلا يعتد ا ¶ فكذلك هذه الهاء أصلها أن تثبت في الاسم، ثم تحذف في الترخيم، فيكثر ¶ جري الاسم مرخما، كما يكثر استعمال (اجتمعت اليمامة) محذوفا، ثم ترد الهاء التي ¶
والتي كانت في الأصل هي التي للتأنيث لا غير، فإن قدرها مقدر التي للوقف خرج
غرض سيبويه وما قصده ا
مريم: 42 ] ففتح التاء، فحدثنا أبو بكر ] يا أب ت لم تعبد : فأما قراءة من قرأ
عن أبي العباس أن أبا عثمان قال: هي عندي على تقدير الإضافة، كأنه قال: يا أبتي،
فقلب وأبدل، فقال: يا أبتا، كما قال:
(/)كانت في الأصل فلا يعتد ا، كما لم يعتد ب(الأهل) في: اجتمعت أهل اليمامة، ¶ والتي كانت في الأصل هي التي للتأنيث لا غير، فإن قدرها مقدر التي للوقف خرج ¶ غرض سيبويه وما قصده ا ¶ مريم: 42 ] ففتح التاء، فحدثنا أبو بكر ] يا أب ت لم تعبد : فأما قراءة من قرأ ¶ عن أبي العباس أن أبا عثمان قال: هي عندي على تقدير الإضافة، كأنه قال: يا أبتي، ¶ فقلب وأبدل، فقال: يا أبتا، كما قال: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) وهي الألف لأا مع الهاء والهمزة في مخرج واحد) ¶ 204 المسائل المشكلة ¶ ( يا بن ت عما لا تلومي واهجعي( 1 ¶ ثم حذف واجتزا الفتحة كما يجتزئ بالكسرة في يا غلام، هذا معنى ما حدثنا ¶ به لعل في اللفظ اختلافا ¶ قال: وقال أبو العباس: لا يجوز عندي قول أبي عثمان في ذلك، ومن فتح فعلى ¶ (يا طلحة)، وقال: إن الياء إنما تحذف استثقالا، والألف غير مستثقلة، فلا يجوز ¶ حذفها ¶ وهذا الذي قاله أبو العباس من الفصل بين الياء والألف في الحذف قوي ¶ عندي، ولا تكون الألف عندهم مثل الياء كما لا تكون الفتحة عندهم كالكسرة ¶ ألا ترى أم يخففون مثل: فخ ذ، فيسكنون، ولا يسكنون مثل: ج مل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قل ت: فقد أجريت الألف مجرى الياء في الوقف، ف حذفت في القوافي كما ¶ حذفت، وذلك ما أنشده من قول لبيد: ¶ وقبيلمن لكيزشاهدرهط مرجومورهط ابن ال معل ¶ فحذف كما حذف الياء من قوله: ¶ ( وب ع ض القوميخل ق ث م لا يف ر( 2 ¶ فإن ذلك للضرورة ولا يعمل عليه، ألا ترى: أن من قال: ¶ ( وإن لام لائ م( 3 ¶ لم يقل: ¶ ( ............ قتيلان لم يعلم لنا الناس مصر ع( 4 ¶ الكهف: ] ماكنا نبغالفجر: 4]، وكذلك ] والليلإذا ي سر: ومن قرأ ¶ وما لأ حد،[ الليل: 21 ] ول سوف ي ر ضى 64 ]، فحذف في الفاصلة، لم يقل إلا ¶ [ الليل: 9 ] عندهمن نعمةت ج زى ¶ 1) هذا الرجز لأبي النجم العجلي) ¶ 2) البيت لزهير بن أبي سلمى) ¶ 3) هذا جزء من صدر بيت للأعشى) ¶
المسائل المشكلة 205
فإن قلت : فقد أجريت الياء مجرى الألف في قلوم: حيري دهر، ومعدي
كرب، فيمن أضاف، وما أنشدكم أبو بكر عن أبي العباس عن يونس:
( أكاش ر أقواما حياءوقد أرى صدورهم بادعل ى مرا ضها( 1
ونحو ذا مما يكثر في الشعر
قيل: حيري دهر، نادر شاذ، وما في الشعر من ذلك ضرورة، فلا يقاس على
شيء من ذلك، ولا تحذف الألف كما حذفت الياء لهذه الأشياء
(/)4) البيت نسبه سيبويه ليزيد بن الطثرية) ¶ المسائل المشكلة 205 ¶ فإن قلت: فقد أجريت الياء مجرى الألف في قلوم: حيري دهر، ومعدي ¶ كرب، فيمن أضاف، وما أنشدكم أبو بكر عن أبي العباس عن يونس: ¶ ( أكاش ر أقواما حياءوقد أرى صدورهم بادعل ى مرا ضها( 1 ¶ ونحو ذا مما يكثر في الشعر ¶ قيل: حيري دهر، نادر شاذ، وما في الشعر من ذلك ضرورة، فلا يقاس على ¶ شيء من ذلك، ولا تحذف الألف كما حذفت الياء لهذه الأشياء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قلت: إن القراءتين على تأويل أبي عثمان كل واحدة بمعنى الأخرى في أن (الأب) مضاف ¶ إلى ضمير المتكلم، وليس في تأويل أبي العباس كذلك، فهو من جهة المعنى أقوىقيل: قد ¶ تكون القراءتان في تأويل أبي العباس أيضا متفقتين، وذلك أنه إذا فتح، فقال: يا أب ت، فقد يجوز ¶ أن يريد الإضافة ¶ قال سيبويه: وإنما يلزمون هذه الياء في النداء إذا أضفت إلى نفسك خاصة، ¶ كأم جعلوها عوضا من حذف الياء، وقال: وزعم الخليل أن الهاء في (يا أبت) مثل: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الهاء التي في (ع مة)، واستدل على ذلك بأنك تقول في الوقف: يا أبه، كما تقول: يا عمه ¶ 59 - مسألة ¶ اعلم أن قولهم: واحد، هو عندي اسم على ضربين؛ أحدهما: أن يكون اسما ¶ غير صفة، والآخر: أن يكون صفة ¶ فأما أن يكون اسما غير وصف، فقولهم في العدد: واحد، اثنان، ف(واحد) ¶ هاهنا غير صفة؛ ألا ترى أنه لو كان صفة لوجب أن يكون لها موصوف، ولا ¶ موصوف هنا، إنما هو بمنزلة: اثنين، وثلاثة، وما بعد من أسماء العدد، ونظير ¶ (فاعل) في كونه اسما غير صفة قولهم: الكاهل، والغارب، وماقي العين، وما أشبه ¶ ذلك ¶ وأيضا فإم قد ك سروا (واحدا) وحدانا، وهذا الضرب من التكسير ليس ¶ يكون في اسم الفاعل، إذا كان صفةإنما تك سر عليه الأسماء دون الصفات، أو ¶ 1) البيت للشماخ) ¶ 206 المسائل المشكلة ¶
2)وغلان،
وفي الصفة المستعملة استعمال الأسماء: راعورعيان، وصاحب وصحبانوقد كان
حكم (واحد) أن يضاف إلى المعدود، كما أضيف سائر أسماء العدد إليه، إلا أنه
استغنى بأسماء المعدودات على إضافة (واحد) إلى المعدود، لدلالة المعدود إذا كان
مفردا على العدة والنوعألا ترى أن قولنا: رجل، يجمع لنا الدلالة على الإفراد
وعلى النوع، وكذلك التثنية أمرها في ذلك أمر الواحدفلو اضطر شاعر جاز له
(/)الصفات التي تجري مجرى الأسماء، وذلك قولهم: حاجر( 1)و ح جران، وغال( 2)وغلان، ¶ وفي الصفة المستعملة استعمال الأسماء: راعورعيان، وصاحب وصحبانوقد كان ¶ حكم (واحد) أن يضاف إلى المعدود، كما أضيف سائر أسماء العدد إليه، إلا أنه ¶ استغنى بأسماء المعدودات على إضافة (واحد) إلى المعدود، لدلالة المعدود إذا كان ¶ مفردا على العدة والنوعألا ترى أن قولنا: رجل، يجمع لنا الدلالة على الإفراد ¶ وعلى النوع، وكذلك التثنية أمرها في ذلك أمر الواحدفلو اضطر شاعر جاز له ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ أن يضيف اسم العدد الذي هو (واحد) إلى المعدود، كما جاز له ذلك في الاثنين ¶ حيث قال: ¶ ثنتا حنظل ¶ ويقول: واحد دراهم ¶ وأما كون (واحد) وصفا، فهو الذي يجري على الموصوف، ويذكر ويؤنث ¶ وإلهكمإله: نحو: مررت برجل واحد، وامرأة واحدة، وقال عز وجل ¶ لقمان: 28 ]، فهذا وصف، ] إلاكنفسواحدة: البقرة: 163 ]، وقال تعالى ]واحد ¶ ويجوز أن يعمل عمل الفعل، ويؤنث، ويذكر، ويثنى، ويجمع، كما قال: ¶ ( .........فقد رجعوا كح ي واحدينا( 3 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فأما الضرب الأول الذي هو اسم، فلا يثنى من لفظه، لكن إذا أردت ذلك فيه ¶ قلت: اثنان، كما تقول إذا جمعت الاثنين: ثلاثة، ولم يجمع الاثنين من لفظه، فكما ¶ صغت للجمع في العدد والزيادة على الاثنين لفظا من غير الاثنين، كذلك تصوغ ¶ للتثنية لفظا من غير (الواحد )، وكما لم يث ن من لفظه كذلك لم يؤنث من لفظه، لأنه ¶ لو أنث من لفظه للزم أن يقول: واحدة، فيخرج بذلك عما تكون عليه الأسماء إلى ¶ مشاة الصفات، ألا ترى: أن هذا الضرب من التأنيث، في (فاعل) إنما يكون في ¶ الصفات الجارية على أفعالها، لما بينها وبين الأفعال من المشاة والمناسبة، و(واحد) ¶ 1) الحاجر: ما يمسك الماء من شفة الوادي، وجمعه حجران) ¶ 2) الغال: نبت، وجمعه: غلان) ¶ 3) البيت للكميت الأسدي) ¶ المسائل المشكلة 207 ¶
فلما لم يصغ في هذا الاسم هذا الضرب من التأنيث، واحتيج فيه إلى علامة
فاصلة بين المذكر والمؤنث إذ كان اسما يقع على المؤنث كما يقع على المذكر، عدل
عنه إلى لفظ آخر بمعناه، إذ لو لم يعدل عنه إلى ذلك لم يخل من أحد أمرين:
إما إن كان يؤنث بالتاء، أو بإحدى العلامتين الأخريين، فلم تجز التاء لما
ذكرناه، ولم تجز الألف المقصورة، إذ كان يلزم أن يكون (فاعلي)، وذلك بناء
مرفوض في كلامهم
فإن قلت: ففيه (فاعلاء) نحو: القاصعاءفإن ذلك قليل في كلامهم، إنما هي
(/)اسم ليس بصفة، فكره فيه ما يكون في الصفات ¶ فلما لم يصغ في هذا الاسم هذا الضرب من التأنيث، واحتيج فيه إلى علامة ¶ فاصلة بين المذكر والمؤنث إذ كان اسما يقع على المؤنث كما يقع على المذكر، عدل ¶ عنه إلى لفظ آخر بمعناه، إذ لو لم يعدل عنه إلى ذلك لم يخل من أحد أمرين: ¶ إما إن كان يؤنث بالتاء، أو بإحدى العلامتين الأخريين، فلم تجز التاء لما ¶ ذكرناه، ولم تجز الألف المقصورة، إذ كان يلزم أن يكون (فاعلي)، وذلك بناء ¶ مرفوض في كلامهم ¶ فإن قلت: ففيه (فاعلاء) نحو: القاصعاءفإن ذلك قليل في كلامهم، إنما هي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ حروف معدودة، فكأنه ت جن ب في هذا الاسم لما يلزم من كثرة استعماله، وأنه كان ¶ يصير على اية ما تكون عليه الأسماء إلا حرفا واحدا ¶ فلما لم يستسغ ذلك في (واحد)، وكان (أحد) بمعنى (واحد ) في قولهم: أحد ¶ وعشرون، بمنزلة: واحد وعشرون، جعلت علامة التأنيث فيه، واستغنى بتأنيثه عن ¶ تأنيث (واحد)، كما استغنى ب(ترك) عن (وذر)، و(ودع) ¶ ولما كان (أحد) بمعنى (واحد) في العدد، وكان (أحد) اسما غير صفة، كما أن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (واحدا) اسم غير صفة، وأريد إثبات العلامة فيه لم يكن بالتاء كراهة أن يكون على ¶ حد (حسن) و(حسنة)، كما كره ذلك في (فاعل)، لأن القصة في الموضعين واحدة، ¶ فعدل عن العلامة التي هي التاء إلى غيرها، فلم يجز مع المعدول عن هذه العلامة إلا ¶ أن يغير البناء عن لفظ ما يكون عليه في التذكير، لأن العلامة التي هي غير التاء لا ¶ تدخل على حد ما تدخل التاء، لأن التاء تدخل ولا تغير البناء عما كان عليه، نحو: ¶ ضارب وضاربة، وحسن وحسنة، وصعب وصعبة، وليست العلامتان الأخريان ¶ كذلك، لأما يصاغ الاسم معهما صياغة غير ما كان الاسم عليه من قبل دخولها ¶ عليه، لا يكونان إلا كذلك، فكذلك (أحد) الذي بمعنى (واحد)، لما أريد تأنيثه غير ¶
فقلب من (فعل) إلى (فعل)، فقالوا: إحدى في المؤنث، وأحد في المذكر، فاستغنى
بتأنيث (أحد) على الحد الذي ذكرناه عن تأنيث (واحد)
هذا إذا ضم إلى (عشرة) فجعل معها اسما واحدا أو استعمل فيما جاوز
208 المسائل المشكلة
فأما في باب الآحاد وأول الأعداد، فليس إلى التأنيث الواحد وتذكيره كبير
حاجة، لأنه لا يضاف إلى المعدود كما يضاف سائر الأعداد، لأن لفظ المعدود يغني
عن ذلك بدلالته على العدد والنوع جميعاولا يكون إحدى في التأنيث لغة في
(واحد) نحو: سلم وسلم، وريح وريح، لما تقدم من أن هذا الضرب من التأنيث
(/)عن (فعل)، ليكون ذلك على حد ما يكون عليه سائر كلامهم، إذا أنث ذه العلامة ¶ فقلب من (فعل) إلى (فعل)، فقالوا: إحدى في المؤنث، وأحد في المذكر، فاستغنى ¶ بتأنيث (أحد) على الحد الذي ذكرناه عن تأنيث (واحد) ¶ هذا إذا ضم إلى (عشرة ) فجعل معها اسما واحدا أو استعمل فيما جاوز ¶ 208 المسائل المشكلة ¶ فأما في باب الآحاد وأول الأعداد، فليس إلى التأنيث الواحد وتذكيره كبير ¶ حاجة، لأنه لا يضاف إلى المعدود كما يضاف سائر الأعداد، لأن لفظ المعدود يغني ¶ عن ذلك بدلالته على العدد والنوع جميعاولا يكون إحدى في التأنيث لغة في ¶ (واحد) نحو: سلم وسلم، وريح و ريح، لما تقدم من أن هذا الضرب من التأنيث ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يصاغ صياغة، ولا يكون للتأنيث فيه بناء ثابت قبل دخول علامة التأنيث عليه، كما ¶ يكون في التاء، ولذلك لم ينصرف هذا النوع من التأنيث في النكرة لأن فيه الصياغة ¶ للتأنيث والعلامة له، فكأن المعنى قد تكرر فيه مرتين، كما أن الجمع كأنه قد تكرر ¶ في مساجد، وأكالبوأما قولهم: الحادي والعشرون، فينبغي أن يكون مقلوبا في ¶ هذا الحد الفاء إلى موضع اللام، وهذا القلب في المعتل العين صالح الاتساع نحو: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ شاكي السلاح وهو من الشوكة، وفي معتل الفاء كأنه قل، وقد جاء قالوا: يثفه، ¶ وتثفوه، إذا خلفه، حكاه أحمد بن يحيى ¶ فأما (حدا) فليس (وحد)؛ ألا ترى أن مضارعه: يحد، ومضارع حدا: يحدي ¶ وروينا عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي: واحد، وحد، وأحد بمعنى، وهذه ¶ اللغات حكمها أن تكون في الذي هو اسم، دون الذي هو وصف، لأن الصفات ¶ الجارية على أفعالها تجري على سنن واحدة لا تتغير ولا تختلف، إنما تتغير الأسماء ¶ ويغيروا، ويدل على ذلك أيضا استعمالهم ل(الأحد) في موضع (واحد) نحو ¶ قولهم: أحد وعشرون وقوله: ¶ ( ............ إلا على أحدلا يعر ف الق مرا( 1 ¶ فأما قول الهذلي: ¶ ( أحدان الرجالله صيد( 2 ¶
ذلك قولهم: غال وغلان، وحاجر وحجران، والذي هو وصف لا يكسر هذا
التكسير
1) البيت لذي الرمة)
2) أجزاء من بيت لمالك بن خالد الخناعي الهذلي)
المسائل المشكلة 209
فإن قلت: كيف أضيف إلى بناء الجمع الكثير مجموعا، وقد كان قبل الجمع
يضاف ما كان من نحوه إلى بناء العدد القليل إلى العشرة ؟
فالقول: إنذلك إنما أضي ف إلى الع دد القليل لقةالمعدود، ولو أضيف إلى العدد
الكثير لم يصل ح، لدخوله في ح د التباينوبعده من التشاكل، وقد رأيتهم يحافظون عليه
في مواضع من كلامهم، ألا ترى: أنك لو قلت: سبعهبغال، مقللا بالسبعة ومكثرا ببغال،
(/)فإنه يكون جمعا لواحد الذي هو اسم ، ولا يكون جمع الذي هو صفة، ونظير ¶ ذلك قولهم: غال وغلان، وحاجر وحجران، والذي هو وصف لا يكسر هذا ¶ التكسير ¶ 1) البيت لذي الرمة) ¶ 2) أجزاء من بيت لمالك بن خالد الخناعي الهذلي) ¶ المسائل المشكلة 209 ¶ فإن قلت: كيف أضيف إلى بناء الجمع الكثير مجموعا، وقد كان قبل الجمع ¶ يضاف ما كان من نحوه إلى بناء العدد القليل إلى العشرة؟ ¶ فالقول: إنذلك إنما أ ضي ف إلى الع دد القليل لقةالمعدود، ولو أ ضيف إلى العدد ¶ الكثير لم يصل ح، لدخوله في ح د التباينوبعده من التشاكل، وقد رأيتهم يحافظون عليه ¶ في مواضع من كلامهم، ألا ترى: أنك لو قلت: سبعهبغال، مقللا بالسبعة ومكثرا ببغال، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلم يستجزهذا، كما لم يستجزتصغ ير البناء المصوغللعددالكثير ¶ وكان إضافة ذلك إلى الع دد الكثير أبلغ لأمرين: أحدهما: أنه يشاكله ولا ¶ يافيهوالآخر: أنه يستدل بكلواحدمن المضاف والم ضاف إليهعلى الآخر، ألا ¶ ترى: أنك إذا سمعت (أفعلا)، أوغ يرهمن بناءأدنى العدد علم ت به قلة المعدود، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإذا سمع ت (سبعة)، ونحوه علمت بهقلة الع دد، وكان ذل ك أولى وأقي س ¶ البقرة 228 ] ف هلاقل تإن] ثلاثة ق روءفإن قل ت: فقد جاءفي التنزيل ¶ إضافة ذلك إلى العدد الكثيرسائغ؟ ¶ قيل: لا يلزمأن تقول ذل ك من أجلما ذكر ت، لأنذل ك في بابه مثل: ¶ استح وذ، فكما لا يصل ح استقوم قياسا على: استح وذ، كذل ك لا يقا س على ذل ك، ¶ وما جاءمن نحوهذا فقد ردوه في التأويلإلى إضافته إلى الع دد القليللئلايتباي ن ¶ ويلتئم، فقالوا تقديره: ثلاثة أقراء، من القرء ¶ ولي س اعترا ض مح مد بن يزيد في (الغلط) ذا على سيبويه بشيء، ألا ترى: أن ¶ أحدا لا يقي س على هذا: سبعة بغال، ولا ثمانية جمال، ولا نحو ذل ك، بل كله ¶ يضا ف إلى الع ددالقليلدون الكثير ¶
الأنعام: 160 ]ف م ن جر مق درا إضافته إلى ] فلهعشرأمثالها : قوله عز وجل
الحسنات في المعنى، ولذل ك ألقت التاء من العشرة، فكذل ك تقدير إضافة(ثلاثة) إلى
(الأقراء)
وإنما يجيء هذا النح وإذا كان الجم ع الكث ير أكثر في الاستعمال من الجمع
210 المسائل المشكلة
القليل، كما أنما يطرحفيهبناء القليلالبتة نحو: شسوع( 1) يضاف العدد القليل فيه
ثلاثة : إلى بناء الكثير، والتقدير في ذلك أيضا التقدير فيما ذكرت لك في قوله
البقرة 228 ]، فكذلك (أحدان) لماك سر على بناء الكثير، أضيف إلى بناء ] ق روء
الجمع الكثير، كما أن القليل يضاف إلى القليل، فهذا كلام حسن مطرد في القياس
(/)وإنما جاءما جاءمن ذل ك على تقدير الإضافة إلى الجمع الذي قلنا، كما في ¶ الأنعام: 160 ]ف م ن جر مق درا إضافته إلى ] فلهعشرأمثالها : قوله عز وجل ¶ الحسنات في المعنى، ولذل ك ألقت التاء من العشرة، فكذل ك تقدير إضافة(ثلاثة) إلى ¶ (الأقراء) ¶ وإنما يجيء هذا النح و إذا كان الجم ع الكث ير أكثر في الاستعمال من الجمع ¶ 210 المسائل المشكلة ¶ القليل، كما أنما يطرحفيهبناء القليلالبتة نحو: شسوع( 1) يضاف العدد القليل فيه ¶ ثلاثة : إلى بناء الكثير، والتقدير في ذلك أيضا التقدير فيما ذكرت لك في قوله ¶ البقرة 228 ]، فكذلك (أحدان) لماك سر على بناء الكثير، أضيف إلى بناء ] ق روء ¶ الجمع الكثير، كما أن القليل يضاف إلى القليل، فهذا كلام حسن مطرد في القياس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والاستعمال ¶ ول(أحد) إذا كان بمعنى (واحد) نحو من الاستعمال من الإام وخلاف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ اليقين ليس ل(واحد)، وذلك كقولهم: أحدهما أو أحدهم، تقول ذلك فأنت تريد ¶ في هذا واحدا في العدة غير مخصص في عينه، ولذلك فسر به أهل العربية في قولهم: ¶ ضربت زيدا أو عمرا ونحو ذلك أن المعنى: ضربت أحدهما ، ولا يستعملون في هذا ¶ (الواحد) مكانه، ولذلك أجازوا: أيكما عور عين أحدكما، ولم يجيزوا: أيكما عض ¶ أنف أحدكما، لارتفاع الإام في عض الأنف، واختصاص واحد منهما به دون ¶ الآخر، ومتاعجواز الفعلعلى كلواحدمنهما كجواز فعل التعوير على كل واحد ¶ منهما، فامتنع ذلك في (العض)، لوقوع التخصيص، فإن استعمال لفظ الإام ¶ والإشاعة وما حكمه أن يدل على كون غيره معه غير سائغ، مع اليقين والتخصيص، ¶ فلهذا لم تجز المسألة ب(أحد) حتى تخصص فتقول: الآخر، أو صاحبه، ونحو ذلك مما ¶ يدل على التخصيص ¶ ويدل على صحة اعتبار هذا المعنى اعتبار أبي الحسن إياه قال: تقول: مررت ¶ برجل مكسور أحد الجنبين، ولا تقول: مررت برجلين مكسور ي أحد الجنوب، لأنه ¶
و(إحدى)، لأن موضع (واحد) و(إحدى) في الكلام في الإيجاب أن يدلا على أن
معهما غيرهما؛ ألا ترى: أنك إذا قلت أحدهما أو أحدهم فليس يكون إلا مضافا،
لابد من أن يكون معه غيره، فلو ثنيت زال المعنى، وكذلك (كلا) و(كلتا)، لا يجوز
أن تثنى وتجمع، لأما يدلان على اثنين، فلو ثنيا زال ما وضعا له
قال: فلو قلت: مررت برجلين مكسور ي أحد الجنوب، وأنت تريد أن
1) شسع النعل: قبالها الذي يشد إلى زمامها)
المسائل المشكلة 211
أحدهما مكسور الجنب جاز على قبح، لأن التأويل: مررت برجلين مكسور أحد
جنومافأما الغرض في هذا الباب الذي ذكر فيه (الواحد)، فهو أنه عقد فيه ذكر
الجمل بعد أن قدم ذكر المفردات وأمثلتها وإعراا
(/)يلزمك أن تثني (أحدا)، لأن جنب كل واحد منهما مكسور، ولا يجوز تثنية (أحد) ¶ و (إحدى)، لأن موضع (واحد) و (إحدى) في الكلام في الإيجاب أن يدلا على أن ¶ معهما غيرهما؛ ألا ترى: أنك إذا قلت أحدهما أو أحدهم فليس يكون إلا مضافا، ¶ لابد من أن يكون معه غيره، فلو ثنيت زال المعنى، وكذلك (كلا) و (كلتا)، لا يجوز ¶ أن تثنى وتجمع، لأما يدلان على اثنين ، فلو ثنيا زال ما وضعا له ¶ قال: فلو قلت: مررت برجلين مكسور ي أحد الجنوب، وأنت تريد أن ¶ 1) شسع النعل: قبالها الذي يشد إلى زمامها) ¶ المسائل المشكلة 211 ¶ أحدهما مكسور الجنب جاز على قبح، لأن التأويل: مررت برجلين مكسور أحد ¶ جنومافأما الغرض في هذا الباب الذي ذكر فيه (الواحد)، فهو أنه عقد فيه ذكر ¶ الجمل بعد أن قدم ذكر المفردات وأمثلتها وإعراا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والجمل على ضربين: خبر، وغير خبروالخبر منهما على ضربين: جملة من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فعل وفاعل، والفعل والفاعل أشد اتصالا من المبتدأ بخبرهألا ترى: أن كل واحد ¶ من المبتدأ وخبره قد يحذف، ويدل عليه الآخر، ولا يفعل هذا بالفعل مع الفاعل، لا ¶ يخلى الفعل من الفاعل بوجه، فهذه الجملة من أجل هذا أشبه بالآحاد من التي من ¶ المبتدأ والخبر، والمبتدأ عكس الفاعل، ولا يعلم في الجمل جملة غير مستغنية بنفسها ¶ عن غيرها، ولا مستقلة بجزءيها عن سواها، إلا القسم، فإنه لا يستغني عن المقسم ¶ عليه، وإلا الشرط، فإنه لا يذكر إلا مع جزائه مظهرا أو مضمرا، ولا يستغني واحد ¶ منهما عن الآخر، فهاتان الجملتان في هذين الموضعين غير مستغنين بأنفسهما، ولا ¶ مستقلين بأجزائهما عما يتعلق بما من المقسم عليه واازى به ¶ والجمل الأخر التي ليست خبرا، لا تخلو أيضا من أن تكون من مبتدأ وخبر، ¶ وفعل وفاعل، وذلك نحو: الأمر، والنهي، والاستخبار، والتمني، والنداء ¶ فإن قلت: إن النداء لا فعل معه ولا فاعل، إنما هو حرف واسم ¶
المنكور والمضاف، وكان موضع المفرد المضموم نصبا لذلك
وقد خرج شيء في غير الخبر عن هذه السنن التي ذكرنا أن الجمل تجيء عليها،
وغير هذين القسمين الذين هما: الابتداء والخبر، والفعل والفاعل، وذلك في الأمر
كقولهم: صه، ومه، وإيه، ونحو ذلك، ألا ترى: أن هذه الكلم كل شيء منها جملة،
وكلام تام، وليس بفعل ولا فاعل، إلا أنه قد أقيم مقام الفعل، يدلك على ذلك أنه
يؤكد ما فيه من الضمير، ويعطف عليه ، كما يفعل ذلك بالفعل، فهذه الأشياء قائمة
مقام الفعل، فالأصل الفعل، وليست هذه الكلم كحرف النداء نحو (يا) وأخواا؛ ألا
ترى: أن حروف النداء لا تحمل الضمير، ولا يعطف عليه، ولا يؤكد ما فيه، فالنداء
(/)فالقول فيه إن (يا) قد دلت على الفعل والفاعل، ولذلك انتصب المنادي ¶ المنكور والمضاف، وكان موضع المفرد المضموم نصبا لذلك ¶ وقد خرج شيء في غير الخبر عن هذه السنن التي ذكرنا أن الجمل تجيء عليها، ¶ وغير هذين القسمين الذين هما: الابتداء والخبر، والفعل والفاعل، وذلك في الأمر ¶ كقولهم: صه، ومه، وإيه، ونحو ذلك، ألا ترى: أن هذه الكلم كل شيء منها جملة، ¶ وكلام تام، وليس بفعل ولا فاعل، إلا أنه قد أقيم مقام الفعل، يدلك على ذلك أنه ¶ يؤكد ما فيه من الضمير، ويعطف عليه، كما يفعل ذلك بالفعل، فهذه الأشياء قائمة ¶ مقام الفعل، فالأصل الفعل، وليست هذه الكلم كحرف النداء نحو (يا) وأخواا؛ ألا ¶ ترى: أن حروف النداء لا تحمل الضمير، ولا يعطف عليه، ولا يؤكد ما فيه، فالنداء ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مخلف لهذه الأشياء الموضوعة للأمر من حيث ذكرنا، وإن اجتمع القبيلان في أن كل ¶ واحد منهما موضوع موضع الفعل ¶ 212 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وقد جاءت في الجمل الخبرية أيضا ألفا ظ في غير الفعل والفاعل والمبتدأ وخبره، ¶ وذلك في الخبر قليل، وفي غير الخبر أكثر، وذلك قولك في الخبر: هيهات زيد، فهذا ¶ المؤمنون: ] هيها ت هيها ت لما توعدون : بمنزلة بع د زيد، ومن قوله عز وجل ¶ 36 ]، وقول الشاعر: ¶ ( فهيها ت هيها ت العقي ق وأهله وهيها ت وصلبالعقيقتواصله( 1 ¶ وقالوا: وشكان ذا( 2)، وفي المثل: سرعان ذي إهالة، ومن ذلك ما حكاه ¶ سيبويه من أن بعضهم قيل له: إلي ك، فقال: إلي، كأنه قال له: تن ح، فقال: أتنحى، ¶ فجعل قوله: إلياسما لأتنحى ¶ فأما (شتان) فقياسه أن يكون ك(سرعان) في ارتفاع ما بعده به ارتفاعه ¶ بالفعل، وسواء كان ذكر مفردا أو مثنى، كما أن فاعل (سرعان) كذلك، إلا أن ¶ الأصمعي لا يجيز شتان ما بينهما، حتى يقول : شتان زيد وعمرو، أو شتان ما هما، ¶
السكري عن الرياشي عن الأصمعي قال: يقال: جاءوا من ش ت ، وقال رؤبة:
اجتبنه من شت
قال: فمن ثم ذهب الأصمعي إلى فتح (شتان) في معنى التثنية، لأن واحدها
شت، وهذا الذي ذهب إليه من أن ذلك تثنية بعيد، لانفتاح النون، ولأنه لو كان
اسما غير مسمى به الفعل، لجاز أن يقدم ويؤخر، فيقال: شتان هما، وهما شتان،
والبيت الذي أنشده أبو زيد في فتح النون في التثنية شاذ، من الناس من لا يقبله
فأما ما يجيزه بالبغداديون من فتحها، فإنما يجيزونه إذا تقدمت النون الياء في
الجر والنصب، وإذا كان كذلك لم يمتنع شتان ما بينهما
60 - مسألة
اعلم أن الفاعل لا يجوز أن يكون جملة، ولا يجوز في الجمل في أن تقام مقام
الفاعل، ولا مقام ما يجري مجرى الفاعل، لأن الفاعل يكنى عنه، فلا يجوز قيام الجمل
1) البيت لجرير)
(/)فكأنه يجعل (ما) صلة، وكأنه لم يجز ذا لذهابه إلى أن (شتان) تثنيةحكى ¶ السكري عن الرياشي عن الأصمعي قال: يقال: جاءوا من ش ت ، وقال رؤبة: ¶ اجتبنه من شت ¶ قال: فمن ثم ذهب الأصمعي إلى فتح (شتان) في معنى التثنية، لأن واحدها ¶ شت، وهذا الذي ذهب إليه من أن ذلك تثنية بعيد، لانفتاح النون، ولأنه لو كان ¶ اسما غير مسمى به الفعل، لجاز أن يقدم ويؤخر، فيقال: شتان هما، وهما شتان، ¶ والبيت الذي أنشده أبو زيد في فتح النون في التثنية شاذ، من الناس من لا يقبله ¶ فأما ما يجيزه بالبغداديون من فتحها، فإنما يجيزونه إذا تقدمت النون الياء في ¶ الجر والنصب، وإذا كان كذلك لم يمتنع شتان ما بينهما ¶ 60 - مسألة ¶ اعلم أن الفاعل لا يجوز أن يكون جملة، ولا يجوز في الجمل في أن تقام مقام ¶ الفاعل، ولا مقام ما يجري مجرى الفاعل، لأن الفاعل يكنى عنه، فلا يجوز قيام الجمل ¶ 1) البيت لجرير) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 2) وشكان مثل: سرعان، اسم فعل ) ¶ المسائل المشكلة 213 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مقامه، لأنك لو فعلت ذلك للزمك إضمارها، وليس لها إضمار ¶ فإن قلت: أفليست الأسماء المضمرة قد قامت مقام الفاعل، وليست هي مما ¶ يكنى عنها وإضمارها؟ ¶ فالقول: إن الجمل ليست أسماء مضمرة، وإنما هي مظهرة، والمظهرات إذا ¶ أقيمت مقام الفاعل لزم الكناية عنها وإضمارها، وذلك لا يجوز في الجمل، وأيضا ¶ فإن عامة الأسماء الفاعلة يثنى ويجمع، والجمل لا تثنى ولا تجمع ¶ وأيضا فإن الفاعل عك س المبتدأ، فلو جاز أن يقوم مقامه الجملة لجاز أن يقوم ¶ مقام المبتدأ، فكنت توقع الجملة موقع الاسم المبتدأ على أا محدث عنها، ثم تسند ¶ الحديث بعد إليها ، إما جملة وإما مفردا على حسب ما يسند إلى المبتدأ؛ ألا ترى: أن ¶ كل ما صلح أن يكون فاعلا من الأسماء صلح أن يكون مبتدأ، وقد يكون مبتدأ ما ¶ لا يكون فاعلا نحو: (كم)( 1)، و (مذ)، فكذلك لو جاز أن تكون الجملة فاعلة ¶
المبتدأ
فإن قلت: فقد يكون فاعلا ما لا يكون مبتدأ، نحو: علامات الضمير المتصلة
فالقول: إن المنفصلة يقوم مقامها، لأن هاتين الصنفين متعاقبان، فإذا وقع
صنف موقع صنف سد مسد الآخر، وقام مقامه
فإن قلت: أفليست الجمل قد ساوت المفرد في أن كني عنها ب(ذيت وذيت)،
كما كني عن الأفراد ب(فلان) ونحوه؟
قيل: إن (ذيت وذيت) كناية عن الفعل والفاعل، كما أنه كناية عن المبتدأ
والخبر، فلو جاز إقامة المبتدأ والخبر مقام الفاعل للكناية عنه ب (ذيت وذيت)، لجاز
قيام الابتداء والخبر مقام الفاعل، وقيام الفعل والفاعل مقامه، ولجاز إقامة الشرط،
والجزاء، والقسم، والمقسم عليه، مقام ذلك أيضا، لأن هذا كله أخبار، وتقع الكناية
عنها، فكما لا يجوز إقامة شيء من ذلك مقام الفاعل، وإن وقعت الكناية عنه
(/)ومرفوعة الموضع لكوا فاعلة، لصلحت أن تكون مرفوعة الموضع لوقوعها موقع المبتدأ ¶ فإن قلت: فقد يكون فاعلا ما لا يكون مبتدأ، نحو: علامات الضمير المتصلة ¶ فالقول: إن المنفصلة يقوم مقامها، لأن هاتين الصنفين متعاقبان، فإذا وقع ¶ صنف موقع صنف سد مسد الآخر، وقام مقامه ¶ فإن قلت: أفليست الجمل قد ساوت المفرد في أن كني عنها ب(ذيت وذيت)، ¶ كما كني عن الأفراد ب(فلان) ونحوه؟ ¶ قيل: إن (ذيت وذيت) كناية عن الفعل والفاعل، كما أنه كناية عن المبتدأ ¶ والخبر، فلو جاز إقامة المبتدأ والخبر مقام الفاعل للكناية عنه ب (ذيت وذيت)، لجاز ¶ قيام الابتداء والخبر مقام الفاعل، وقيام الفعل والفاعل مقامه، ولجاز إقامة الشرط، ¶ والجزاء، والقسم، والمقسم عليه، مقام ذلك أيضا، لأن هذا كله أخبار، وتقع الكناية ¶ عنها، فكما لا يجوز إقامة شيء من ذلك مقام الفاعل، وإن وقعت الكناية عنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 1) (كم): اسم مبني على السكون، وهي كناية عن العدد المبهم، ولها موضعان: الاستفهام، ) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والخبروتقع مبتدأة مثل: كم درهما عندكف(كم) في موضع رفع مبتدأ، و (درهما) ¶ منصوب ا، و (عندك) خبرهما ¶ 214 المسائل المشكلة ¶ ب(ذيت وذيت)، وكذلك لا يجوز ذلك في الفعل والفاعل والمبتدأ والخبر لجواز هذه ¶ الكناية عنه ¶ 61 - مسألة ¶ سأل سائل فقال: كيف استجاز النحويون في جعفر ونحوه أن يقولوا في مثاله: ¶ فعلل، فيعيدوا اللام، وهلا أجازوا الزيادة على الثلاثة بإعادة حرف غير اللام؟ ¶ فالجواب: أن هنا أشياء، إعادة اللام أولى لها من إعادة غيرها، من ذلك: أن ¶ إجماع النحويين أن يذكروا الزيادة بلفظها في هذه الأبنية بعينها، وأن لا يمثلوها بالفاء ¶ والعين واللام، بل ينطقون ا نطقا ¶ واللام في (فعل) وسائر الثلاثي أشبه الحروف بالزيادة، فلما كان أشبه الحروف ¶
ويلفظوا
ا، دون ما لم يشبه الزيادة، قياسا على ما أجمع عليه من الزيادة، وإذا كان كذلك
وجب أن يلفظ باللام، فيقال في ج عفر: ف علل، وفي فر زدق: فعلل، وكذلك ما أشبه هذا
والدليل على شبه اللام بالزيادة أا مستغ نى عنها، والفاء والعين كالمضطر
إليهما، لأن الأول منهما للابتداء والآخر للوقف، والاستغناء عن اللام ما في هذا
الوجه بين، وإذا كان كذلك بأن أا أشبه الحروف الثلاثة بالزيادة
وأيضا فإن اللامات تحذف كثيرا من الأسماء نحو: يد، ودم، ودد، وأيم الكبة،
ونحو ذلك، ولم يجئ الحذف على هذا الحد في غيرها من الحروف الثلاثة، فهذا يدلك
على أن ذلك عندهم مضارع للزيادة، إذ حذفوه كما يحذفون الزيادة
وقد قال يونس في تحقير (قبائل) اسم رجل: قبيل، فحذف الهمزة وإن كانت
متحركة في موضع الأصول والملحق ا لما كان أقرب إلى الطرف من الألف، فهذا
(/)بالزيادة، وكانوا ينطقون بالزيادة نطقا، وجب أن ينطقوا بالمشابه للزيادة ويلفظوا ¶ ا، دون ما لم يشبه الزيادة، قياسا على ما أجمع عليه من الزيادة، وإذا كان كذلك ¶ وجب أن يلفظ باللام، فيقال في ج عفر: ف علل، وفي فر زدق: فعلل، وكذلك ما أشبه هذا ¶ والدليل على شبه اللام بالزيادة أا مستغ نى عنها، والفاء والعين كالمضطر ¶ إليهما، لأن الأول منهما للابتداء والآخر للوقف، والاستغناء عن اللام ما في هذا ¶ الوجه بين، وإذا كان كذلك بأن أا أشبه الحروف الثلاثة بالزيادة ¶ وأيضا فإن اللامات تحذف كثيرا من الأسماء نحو: يد، ودم، ودد، وأيم الكبة، ¶ ونحو ذلك، ولم يجئ الحذف على هذا الحد في غيرها من الحروف الثلاثة، فهذا يدلك ¶ على أن ذلك عندهم مضارع للزيادة، إذ حذفوه كما يحذفون الزيادة ¶ وقد قال يونس في تحقير (قبائل) اسم رجل: قبيل، فحذف الهمزة وإن كانت ¶ متحركة في موضع الأصول والملحق ا لما كان أقرب إلى الطرف من الألف، فهذا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يقوي حذف اللام حيث كان طرفافإن قلت: فقد حذفوا مثل: عدة، وقل، ونحو ذلك ¶ فالقول: إن حذف ذلك ليس على حدحذف (يد) و (دم)؛ لأن هذا قياس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ مستمر، وأمر موجب للحذف، و (يد) و (دم) ونحوهما ليس الحذف فيه على هذا الحد ¶ فإن قال قائل: فقد جاء الحذف على النحو الذي ذكرته في اللام، في العين ¶ المسائل المشكلة 215 ¶ ( أيضا نحو قولهم: سه( 1)، ومذ( 2)، وثبة الحوض( 3 ¶ قيل هذه حروف قليلة لا ينبغي أن يعترض ا؛ لقلتها بالنسبة إلى ما حذف ¶ اللام منه ¶ فأما (ثبة الحوض) منها فيجوز أن يكون المحذوف منها اللام، بل ذلك عندي ¶ فيه الوجه، ولا أجده من باب: ثاب يثوب ثوبا، كما ذهب إليه أحد شيوخنا، لأن ¶ ذلك قليل، فالقياس على الأكثر أولى، وأقرب إلى الصواب من الحمل على النادر، إذا ¶ كان لا يمتنع الحمل على الأكثر من جهة المعنى، لأن معنى (ثبة) المحذوفة اللام ¶
ألا تراهم قالوا: ثبيت الرجل( 4)، إذا جمعت محاسنه، وأن (الثواب) خلاف الإحباط
والتفريق، و(الثبة) المحذوفة اللام من هذا، فكذلك (ثبة الحوض)، كأنه مجمع الماء
وإنما جاز هذا الحذف في العين على هذا الحد لقربه من اللام المشاة للزيادة،
وإن لم تكن مثلها فيما ذكرناهولم يجئ في الفاء شيء على هذا الحد إلا في حرف
علة، نحو: إله، والناس
ويدلك أيضا على مشاتها للزيادة، كثرة الحذف المتعاور لها في المعتل وإن
حذفها أكثر من حذف الأخريين
فالقول في هذه التمثيلات هو ما ذهبوا إليه من تكرير اللام دون غيرها وما
رأوه في ذلك أولى من غيره
62 - مسألة
اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، هو الوجه والقياس الذي يجب أن
يكون عليه الألفاظ، لأن كل معنى يختص فيه بلفظ لا يشركه فيه لفظ آخر، فتنفصل
المعاني بألفاظها ولا تلتبس
1) أصله: سته، حذف العين منه)
2) أصله: منذ حذف العين منه)
(/)اموعة على (ثبات) معنى الجمع، كما أن معنى (ثوب) و (ثاب) و (ثواب) الجمع، ¶ ألا تراهم قالوا: ثبيت الرجل( 4)، إذا جمعت محاسنه، وأن (الثواب) خلاف الإحباط ¶ والتفريق، و(الثبة) المحذوفة اللام من هذا، فكذلك (ثبة الحوض)، كأنه مجمع الماء ¶ وإنما جاز هذا الحذف في العين على هذا الحد لقربه من اللام المشاة للزيادة، ¶ وإن لم تكن مثلها فيما ذكرناهولم يجئ في الفاء شيء على هذا الحد إلا في حرف ¶ علة، نحو: إله، والناس ¶ ويدلك أيضا على مشاتها للزيادة، كثرة الحذف المتعاور لها في المعتل وإن ¶ حذفها أكثر من حذف الأخريين ¶ فالقول في هذه التمثيلات هو ما ذهبوا إليه من تكرير اللام دون غيرها وما ¶ رأوه في ذلك أولى من غيره ¶ 62 - مسألة ¶ اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، هو الوجه والقياس الذي يجب أن ¶ يكون عليه الألفاظ، لأن كل معنى يختص فيه بلفظ لا يشركه فيه لفظ آخر، فتنفصل ¶ المعاني بألفاظها ولا تلتبس ¶ 1) أصله: سته، حذف العين منه) ¶ 2) أصله: منذ حذف العين منه) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 3) وثبة الحوض ومثابه: وسطه الذي يثوب إليه الماء) ¶ 4) ثبيت الرجل: مدحته وأثنيت عليه في حياته) ¶ 216 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ واختلاف اللفظين والمعنى واحد حسن بعد الحاجة إلى التوسع بالألفاظ، وبين ¶ أن هذا القسم لولم يوجد من الاتساع ما وجد بوجودهألا ترى: أنه إذا سجع في ¶ خطبة، أو قفى في شعر فركب السين فقال: جلس، فجاء به مع ما يشاكله، ولو لم ¶ يقل في هذا المعنى إلا (قعد)، ضاق المذهب فيهومن هنا جاءت الزيادات لغير المعاني ¶ في كلامهم، في نحو: كتاب، وعجوز، وقضيب، فيما حكي لنا عن محمد بن يزيد ¶ وأيضا فإذا أراد التأكيد قال: قعد، وجلس، فتكون المخالفة بين الألفاظ أسهل ¶ فاطر: ] وغ رابيبسود : من إعادا أنفسها، وتكريرها، ألا ترى: أن في التنزيل ¶
كان: غرابي ب غرابيب، لم يك ن سهلا
وأما القس م الثالث: وهو اتفاق اللفظين واختلا ف المعنيين، فينبغي أن لا يكون
قص دا في الوضع ولا أصلا، لكنه من لغات تداخلت، أو تكون كل لفظة تستعمل
لمعنى، ثمتستعا ر لشيء، فتكثر وتغلب حتى تصير بمنزلة الأصل
وقد كان أحد شيوخنا ينكر الأضداد التي حكاها أهل اللغة، وأن تكون لفظة
واحدة لشيء وضده
والقول في هذا أنه لا يخلو في إنكار ذلك، ودفعه إياه من حجة من جهة
السماع والقياس، فلا يجوز أن تقوم له حجة ولا تثبت له دلالة من جهة
السماع، بل الحجة من هذه الجهة عليه، لأنأهل اللغة كأبي زيد، وأبي عبيدة،
والأصمعي، ومن بعدهم قد حكوا ذلك، وصنفت فيه الكتب، وذكروه في كتبهم
مجتمعا ومتفرقا، فالحجة من هذه الجهة عليه لا له
فإن قال: الحجة تقوم من الجهة الأخرى، وهي أنالض د خلا ف ض ده، فإذا
استعملت لفظة واحدة لهما جميعا ولم يكن لكل واحدمن الضدين لفظ يتميز به من
ضده، ويتخلص به من خلافه، أشكل وألبس، فعلمالض د شكلا، والشكل ض دا،
(/)27 ]والغرابيب هي السود عند أهل اللغة، فحسن التكرير لاختلاف اللفظين، ولو ¶ كان: غرابي ب غرابيب، لم يك ن سهلا ¶ وأما القس م الثالث: وهو اتفاق اللفظين واختلا ف المعنيين، فينبغي أن لا يكون ¶ قص دا في الوضع ولا أصلا، لكنه من لغات تداخلت، أو تكون كل لفظة تستعمل ¶ لمعنى، ثمتستعا ر لشيء، فتكثر وتغلب حتى تصير بمنزلة الأصل ¶ وقد كان أحد شيوخنا ينكر الأضداد التي حكاها أهل اللغة، وأن تكون لفظة ¶ واحدة لشيء وضده ¶ والقول في هذا أنه لا يخلو في إنكار ذلك، ودفعه إياه من حجة من جهة ¶ السماع والقياس، فلا يجوز أن تقوم له حجة ولا تثبت له دلالة من جهة ¶ السماع، بل الحجة من هذه الجهة عليه، لأنأهل اللغة كأبي زيد، وأبي عبيدة، ¶ والأصمعي، ومن بعدهم قد حكوا ذلك، وصنفت فيه الكتب، وذكروه في كتبهم ¶ مجتمعا ومتفرقا، فالحجة من هذه الجهة عليه لا له ¶ فإن قال: الحجة تقوم من الجهة الأخرى، وهي أنالض د خلا ف ض ده، فإذا ¶ استعملت لفظة واحدة لهما جميعا ولم يكن لكل واحدمن الضدين لفظ يتميز به من ¶ ضده، ويتخلص به من خلافه، أشكل وألبس، فعلمالض د شكلا، والشكل ض دا، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والخلاف وفاقا، وهذا اية الالتباس وغاية الفساد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل له: هل يجو ز عندك أن تجيء لفظتان في اللغة متفقتان لمعنيين مختلفين؟ ¶ فلا يخلو في ذلك من أن يجيزه، أو يمنعه، فإن منعه وإياه صار إلى رد ما يعل م ¶ وجوده، وقبول العلماء له، ومنع ما ثبت جوازه، وثبتت عليه هذه الألفاظ، فإنها ¶ المسائل المشكلة 217 ¶ أكثر من أن تحصى وتح صر، نحو: وجد ت، الذي يراد به العلم والوجدان، ¶ والغضب، و(جلست) الذي هو خلا ف (قمت )، و(جلست) الذي هو بمعنى: أتي ت ¶ نج دا، و(نجد) يقال لها: جلس، فإذا لم يكن سبيل إلى المنع من هذا، ثبت جواز اللفظة ¶ الواحدة للشيء وخلافه، وإذا جاز وقوعها للشيء وضده، إذ الضد ضرب من ¶
وأما كون اللفظين المختلفين لمعنى واحد، فقد كان محمد بن السري حكى عن
أحمد بن يحيى: أنذلك لا يجو ز عندهودفع ذلك أي ضا لا يخلو من أحد المعنيين
اللذين ق دمنافإن كان من جهة السمع فقد حكى أهل اللغة في ذلك ما يكاد لا
يحصى كثرة، وصنفوا في ذلك؛ كالأصمعي في تصنيفه كتاب (الألفاظ) الذي هو
خلاف كتابه المترجم ب(الأبواب)، وذلك في كتبهم أشهر وأظهر من أن يحتاج إلى
تنبيه عليه
فإن قال: إنفي كل لفظة من ذلك معنى ليس في اللفظة الأخرى، ففي قولي:
مضى، معنى ليس في قولي: ذه ب، وكذلك جميع هذه الألفاظ
قيل له: نح ن نوجدك من اللفظين المختلفين ما لا تج د ب دا من أن تقول: إنه
لا زيادة معنى في واحدة منهما دون الأخرى، بل كل واحد يفهم ما يف هم من
صاحبه، وذلك نحو الكنايات؛ ألا ترى: أنقولك: ضربتك وما ضرب ت إلا إياك،
وجئتني وما جاءني إلا أنت، وجاءاني وما جاءني إلاهما، وقمنا وما قام إلى نح ن، وما
أشبه ذلك، يفهم من كل لفظة ما يفهم من الأخرى، من الخطاب، والغيبة،
والإضمار، والموضع من الإعراب، لا زيادة في ذلك ولا مذهب عنه، فإذا جاز ذلك
(/)
(/)الخلاف، وإن لم يكن كل خلاف ض دا ¶ وأما كون اللفظين المختلفين لمعنى واحد، فقد كان محمد بن السري حكى عن ¶ أحمد بن يحيى: أنذلك لا يجو ز عندهودفع ذلك أي ضا لا يخلو من أحد المعنيين ¶ اللذين ق دمنافإن كان من جهة السمع فقد حكى أهل اللغة في ذلك ما يكاد لا ¶ يحصى كثرة، وصنفوا في ذلك؛ كالأصمعي في تصنيفه كتاب (الألفاظ) الذي هو ¶ خلاف كتابه المترجم ب(الأبواب)، وذلك في كتبهم أشهر وأظهر من أن يحتاج إلى ¶ تنبيه عليه ¶ فإن قال: إنفي كل لفظة من ذلك معنى ليس في اللفظة الأخرى، ففي قولي: ¶ مضى، معنى ليس في قولي: ذه ب، وكذلك جميع هذه الألفاظ ¶ قيل له: نح ن نوجدك من اللفظين المختلفين ما لا تج د ب دا من أن تقول: إنه ¶ لا زيادة معنى في واحدة منهما دون الأخرى، بل كل واحد يفهم ما يف هم من ¶ صاحبه، وذلك نحو الكنايات؛ ألا ترى: أنقولك: ضربتك وما ضرب ت إلا إياك، ¶ وجئتني وما جاءني إلا أنت، وجاءاني وما جاءني إلاهما، وقمنا وما قام إلى نح ن، وما ¶ أشبه ذلك، يفهم من كل لفظة ما يفهم من الأخرى، من الخطاب، والغيبة، ¶ والإضمار، والموضع من الإعراب، لا زيادة في ذلك ولا مذهب عنه، فإذا جاز ذلك ¶ (/) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ________________________________________ ¶ في شيء وشيئين وثلاثة، جاز فيما زاد على هذه العدة وجاوزها في الكثرة، فثبت ¶ بصحة ذلك صحة الأقسام التي ذكرها سيبويه وذهب إليها ¶ ويدل على جواز وقوع اللفظة الواحدة لمعنيين مختلفين قولهم: ظنن ت، ¶ والظ ن بمعنى (الحسبان)، وخلا ف (العلم)، واستعمل أي ضا بمعنى: اليقين، وذلك في ¶ [ البقرة: 46 ] الذي ن يظنون أن هم ملاقو ربهم : نحو قوله عز وجل ¶ فإن قال: إنمعنى (الظ ن) هاهنا وفيما حكاه الله عز وجل عن المؤمنين في ¶ الحاقة: 20 ] الحسبان] إنيظننتأني م لاقحسابيه : قوله ¶ 218 المسائل المشكلة ¶ فهو عظيم؛ لأنال ش ك في لقاءالحساب كفر، لا يجو ز أن يم دح الله تعالى به، ¶
ذلك مسلم
ومما يدل على فساد قول من دفع أناللفظ يق ع لمعنيين مختلفين قوله تعالى
الأعراف: 46 ]، فطمعهم هذا لا ] ل م يدخلوها وه م يط معون : في وصف أهل الجنة
يخلو من أن يكون على معنى اليقين، أو الطمع الذي يجوز معه كون المطموع فيه
وخلافه
فلا يجوز أن يكون هذا الطمع، لأنه ليس في الآخرة شك في شيء من أمور
الجنة والنار، فالعلم بذلك كله اضطرار
ويدل على أنالطمع بمعنى اليقين ما أخبر الله به عن إبراهيم -عليه السلام- في
الشعراء: 82 ] فهذا الطم ع ] والذي أط معأن يغفر لي خطيئتي يوم ال دين: قوله
لا يكون شكا، ولا يتوجه على غير اليقين، لأنإبراهيم عليه السلام لا يكون شاكا
في الله عز وجل، بل كان عالما بأنالله عز وجل سيغفر له ذلك
63 - مسألة
الدليل على أنالواو في (أخيك) ونحوه، حرف الإعراب الذي هو لام الفعل
وليس هو بعلامة الإعراب ودلالته قولهم: امروء، وابن م، فأتبعوا ما قبل حرف
(/)فإذا لم يجز ذلك ثبت أنه: عل م ويقين، فهذا مستعم ل في العلم وخلافه، لا يشك في ¶ ذلك مسلم ¶ ومما يدل على فساد قول من دفع أناللفظ يق ع لمعنيين مختلفين قوله تعالى ¶ الأعراف: 46 ]، فطمعهم هذا لا ] ل م يدخلوها و ه م يط معون : في وصف أهل الجنة ¶ يخلو من أن يكون على معنى اليقين، أو الطمع الذي يجوز معه كون المطموع فيه ¶ وخلافه ¶ فلا يجوز أن يكون هذا الطمع، لأنه ليس في الآخرة شك في شيء من أمور ¶ الجنة والنار، فالعلم بذلك كله اضطرار ¶ ويدل على أنالطمع بمعنى اليقين ما أخبر الله به عن إبراهيم -عليه السلام- في ¶ الشعراء: 82 ] فهذا الطم ع ] والذي أط معأن يغفر لي خطيئتي يوم ال دين: قوله ¶ لا يكون شكا، ولا يتوجه على غير اليقين، لأنإبراهيم عليه السلام لا يكون شاكا ¶ في الله عز وجل، بل كان عالما بأنالله عز وجل سيغفر له ذلك ¶ 63 - مسألة ¶ الدليل على أنالواو في (أخيك) ونحوه، حرف الإعراب الذي هو لام الفعل ¶ وليس هو بعلامة الإعراب ودلالته قولهم: امروء، وابن م، فأتبعوا ما قبل حرف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الإعراب حر ف الإعراب، فكما أن الهمزة في (امرئ) والميم في (ابنم) إعراب ليس ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ بدلالتي إعراب، كذلك حرف اللين في (أخيك) ونحوه حرف إعراب ¶ فإن قال: إن الهمزة ثابتة في كل أحواله التي للإعراب ولا تنقل ب إلى حرف ¶ آخر، وليس الحرف في (أخيك) ونحوه كذلك، لأنها تنقل ب، فلم يلزم على هذا أن ¶ تكون الهمزة مثل حرف اللين ¶ قيل له: حر ف اللين في (أخيك) وبابه مثل الهمزة في أنه حرف إعراب، ¶ وإنما انقلب في (أخيك) ونحوه وثبتت الهمزة على حالة واحدة والميم في (ابنم)، ¶ لوجوب سكون الحرف في (أخيك) وبابه بالقياس المطرد، وذلك أا وجب أن ¶ تكون متحركة بالحركة التي تستحقها بالإعراب، وما قبلها أي ضا متحرك، وحرف ¶ اللين إذا كان كذلك انقلب ولم يثبت، وسكن ولم يتحرك، فإذا سكن لما ذكرنا مما ¶
أوجب له السكون، وج ب أن يتبع ما قبله من الحركة، كإتباع سائر حروف العلة
المسكنة لما قبلها من الحركة نحو: ميزان، وميقات، فالحرف في (أخيك) لام مثل
الذي في (ابنم) انقلب لما ذكرنا
وليس لمن دفع أن يكون ذلك حرف إعراب حجة تثبت، إذ قد وجدنا (امرءا)
و(ابنما) فيهما حرفا إعراب ثابتان، ولم نجد الثبات في (أخيك) ونحوه، وغير
الانقلاب بالقياس المطرد، فقد ص ح وجود حرف إعراب منقلب غير التثنية والجمع
ويدل أيضا على أنذلك حرف الإعراب وليس بعلامة للإعراب دون أن
يكون حرفه قولهم: فوك، وذو مال؛ ألا ترى أن قولنا: ذو، لا يخلو من أن يكون
الحرف فيه كما قالوا للإعراب، أو حرف إعراب، كما يذهب إليه من يقول بقول
سيبويه، فلا يجوز أن تكون علامة الإعراب دون أن تكون حرفه، لأنه يلزم من ذلك
أن يكون الحر ف يبقى على حرف واحد، وذلك غير موجود في شيء من كلامهم
فإن قال: وليس شيء من كلامهم اسم على حرفين أحدهما حرف لين، فليس
أح د من الفريقين أسع د ذه الحجة من الآخر
(/)المسائل المشكلة 219 ¶ أوجب له السكون، وج ب أن يتبع ما قبله من الحركة، كإتباع سائر حروف العلة ¶ المسكنة لما قبلها من الحركة نحو: ميزان، وميقات، فالحرف في (أخيك) لام مثل ¶ الذي في (ابنم) انقلب لما ذكرنا ¶ وليس لمن دفع أن يكون ذلك حرف إعراب حجة تثبت، إذ قد وجدنا (امرءا) ¶ و(ابنما) فيهما حرفا إعراب ثابتان، ولم نجد الثبات في (أخيك) ونحوه، وغير ¶ الانقلاب بالقياس المطرد، فقد ص ح وجود حرف إعراب منقلب غير التثنية والجمع ¶ ويدل أيضا على أنذلك حرف الإعراب وليس بعلامة للإعراب دون أن ¶ يكون حرفه قولهم: فوك، وذو مال؛ ألا ترى أن قولنا: ذو، لا يخلو من أن يكون ¶ الحرف فيه كما قالوا للإعراب، أو حرف إعراب، كما يذهب إليه من يقول بقول ¶ سيبويه، فلا يجوز أن تكون علامة الإعراب دون أن تكون حرفه، لأنه يلزم من ذلك ¶ أن يكون الحر ف يبقى على حرف واحد، وذلك غير موجود في شيء من كلامهم ¶ فإن قال: وليس شيء من كلامهم اسم على حرفين أحدهما حرف لين، فليس ¶ أح د من الفريقين أسع د ذه الحجة من الآخر ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل له: العلة التي لها لم يجز أن يكون الاسم على حرفين أحدهما حرف لين ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ غير ثابتة هاهنا، وهو بقاء الاسم على حرف واحد لسقوط حرف اللين، من أجل ¶ انقلابه وسكونه ولحاق التنوين لهألا ترى: أن ذلك مأمو ن هاهنا من أجل الإضافة، ¶ فإذا أفردوا قالوا: ف م، فأبدلوا الميم من الواو ¶ ومن كان عنده أنحرف اللين في (أخيك) للإعراب وليس بحرف الإعراب، ¶ يلزمه أن يكون الحرف في (ذو) أي ضا للإعراب دون أن يكون حرف الإعراب، فإذا ¶ كان كذلك فقد حصل الاسم على حرف واحدوذلك فاسد عند الجميع؛ لأنه إذا ¶ لم يجز أن يكون اسم على حرفين أحدهما حرف لين فإنه لا يجوز أن يكون على ¶ حرف واحد أولى، إذ العلة التي لها لم يجز أن يكون على حرفين أحدهما حرف لين ¶
حا ر، ردالفاء، فقد ثبت بذلك أن الحر ف في (فوك) و(ذو مال) حرف إعراب، وإذا
كان حرف إعراب كان في أخيك أي ضا مثله
فأما ما استجازوا من (م الله) فقد ذكر في بعض هذه الأجزاء، وأنه لا يكون
220 المسائل المشكلة
محذوفا من (أيمن) والدليل على أنه لا يجوز أن يكون عندهم في المتمكنة أن يبقى
على حرف واحد، أو يصير إلى ذلك، إبدالهم الميم من دون الواو التي هي ع ين في
(فوك) في الإفراد، فإذا لم يكن في كلامهم شيء على حرفين أحدهما حرف لين
أجد ر، لأنحرف اللين الذي كان يلزم سقوطه لالتقاء الساكنين كان يكون منويا،
وهم قد يعتدون بالمنوي في كلامهم الذي هو غير ملفوظ به، ويعملونه ك(نوي)
و(لقضو الرجل) ونحو ذلك، فإذا لم يستجيزوا ذلك فيما يجوز أن ينوى معه حر ف،
فأن لا يستجيزوا فيما لا ينوى معه شيءأجد ر وأولى، وهذا بي ن
64 مسألة
من الدليل علي أن الأسماءأوائل للأفعال: أنهلا يكون فع ل إلاولهفاع ل،
(/)مصيره إلى حرف واحدوقد أجمع الجميع على أنه إذا رخ م (شية) على من قال: يا ¶ حا ر، ردالفاء، فقد ثبت بذلك أن الحر ف في (فوك) و(ذو مال) حرف إعراب، وإذا ¶ كان حرف إعراب كان في أخيك أي ضا مثله ¶ فأما ما استجازوا من (م الله) فقد ذكر في بعض هذه الأجزاء، وأنه لا يكون ¶ 220 المسائل المشكلة ¶ محذوفا من (أيمن) والدليل على أنه لا يجوز أن يكون عندهم في المتمكنة أن يبقى ¶ على حرف واحد، أو يصير إلى ذلك، إبدالهم الميم من دون الواو التي هي ع ين في ¶ (فوك) في الإفراد، فإذا لم يكن في كلامهم شيء على حرفين أحدهما حرف لين ¶ أجد ر، لأنحرف اللين الذي كان يلزم سقوطه لالتقاء الساكنين كان يكون منويا، ¶ وهم قد يعتدون بالمنوي في كلامهم الذي هو غير ملفوظ به، ويعملونه ك(نوي) ¶ و(لقضو الرجل) ونحو ذلك، فإذا لم يستجيزوا ذلك فيما يجوز أن ينوى معه حر ف، ¶ فأن لا يستجيزوا فيما لا ينوى معه شيءأجد ر وأولى، وهذا بي ن ¶ 64 مسألة ¶ من الدليل علي أن الأسماءأوائل للأفعال: أنهلا يكون فع ل إلاولهفاع ل، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فكلما وجد من الأفعال في اللغة في الأمر العام وجد معهاس م، ولي سكلما وجد ¶ اسم لزم أن يكون معهفع ل، فقد علم ذا أولوية الاسم، وأنه أكثرمنه في الع دد، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإذا كان أكثر منه فيالع ددكان أكثر في الاستعمالوعلي الألسنة، وإذا كان أكثر ¶ كان أخ ف علي اللسان، لأن النط ق به أو سعوالمتكلم به أد ربوهي عليه أسهل، ¶ وإنما تكون ال د ربة بح سبكثرةالعادة، وهذا موجود في العادات، وبي ن عن د أهلاللغة ¶ ألا ترى: أن المتكلم باللغة العربية لا يسهل عليه النطق باللغة الفارسية، لقلة ¶ اعتياده لذلك، وكذلك المتكلم باللغة الفارسية كثيرا، لا يسهل عليه النطق باللغة ¶ العربية سهولة الفارسية، وليس ذلك لشيء أكثر من أن كل واحد من أهل اللغتين، ¶
الأعلام ثقلا،وإحدى الموانع من الانصراف
فمعلو م من هذا أن الأكثر في اللغات أخف من الأقل فيها، وذلك ما لا ينكره
ذو لغة في لغته
فإذا كان كذلك ثبت أن بعض الكلام أثقل من بعض كما قيل، وثبت أن
الأفعال أثقل من الأسماء، والأسماء أخف منها، وإذا كان أخف منها، احتملت من
الزيادة اللازمة ما لا تحتمله الأفعال، فلما احتملتها لزمت ذلك لخفتها، ولم يلزم ذلك
الفعل إذ كان الثقل عكسهفلما احتمل الزيادة الخفيف للخفة، وكان الثقل خلافه،
لم تلزمه الزيادة لزوم الاسم لتعريه من الخفة، فلحقه خلاف الزيادة وعكسها وهو
المسائل المشكلة 221
الحذف والنقصان، فلحقه الجزم والسكون
65 مسألة
قال أبو إسحاق: لا يجوز أن يكون ( أشنعا ) في قول الشاعر:
( إذا كان يومذو كواك ب أشنعا( 1
خبر (كان)، لأنك لا تفيد بالخبر شيئا؟ لأن كل يوم ذي كواكب فهو أشنع
(/)لما لم يكثر ذلك في عادته فلم يرتض به، لم يخف عليه، ولذلك اعتدبالعجمة في ¶ الأعلام ثقلا،وإحدى الموانع من الانصراف ¶ فمعلو م من هذا أن الأكثر في اللغات أخف من الأقل فيها، وذلك ما لا ينكره ¶ ذو لغة في لغته ¶ فإذا كان كذلك ثبت أن بعض الكلام أثقل من بعض كما قيل، وثبت أن ¶ الأفعال أثقل من الأسماء، والأسماء أخف منها، وإذا كان أخف منها، احتملت من ¶ الزيادة اللازمة ما لا تحتمله الأفعال، فلما احتملتها لزمت ذلك لخفتها، ولم يلزم ذلك ¶ الفعل إذ كان الثقل عكسهفلما احتمل الزيادة الخفيف للخفة، وكان الثقل خلافه، ¶ لم تلزمه الزيادة لزوم الاسم لتعريه من الخفة، فلحقه خلاف الزيادة وعكسها وهو ¶ المسائل المشكلة 221 ¶ الحذف والنقصان، فلحقه الجزم والسكون ¶ 65 مسألة ¶ قال أبو إسحاق: لا يجوز أن يكون ( أشنعا ) في قول الشاعر: ¶ ( إذا كان يومذو كواك ب أشنعا( 1 ¶ خبر (كان)، لأنك لا تفيد بالخبر شيئا؟ لأن كل يوم ذي كواكب فهو أشنع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإنما هو حال، ويجوز أن تجيء الحال مؤكدة غير مقيدة، تقول: هذه نا رك حارة، ولا ¶ تقول: كانت نا رك حارة ¶ وقال أبو بكر: يجوز أن يكون خبرا من حيث كان حالا، لأن الحال أيضا ¶ خبروهذا الذي قاله ليس بمستقيم لا يصلح أن يكون خبرا، ويجوز أن يكون حالا، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وهو الحق م ص دقا : لأن الحال أحد ضروا أن تجيء للتوكيد، كقوله تعالى ¶ [البقرة: 91 ]، وكقوله: ¶ ( أنا اب ن دارة معروفا بها نسبي ( 2 ¶ وزيد أخوك بينا، وكقول الشاعر: ¶ ( كفى بالناي من أسماءكاف( 3 ¶ وما أشبه هذا مما في الكلام الذي قبله دلالة عليه، وليس الأخبار كذلك، ولم ¶ تجئ علي هذا، إنما يكون خبرا مختصا بفائدة لم يدل عليها ما قبلها ¶ ومن ثم لم يجز أبو الحسن: أحق الناس بمال أبيه ابنه، فكذلك: يوم ذو ¶ كواكب، فيه دلالة على الشناعة، كأن في ظهور الكواكب تس د الغبرة ضياء ¶
( ولما رأي ت الص بر ليس بنافعي وإن كان يومذو كواكب أشهبا ( 4
علي أن له كواكب من السلاح، و(أشهب) أبيض، يقول: هو يوم شمسلا ظل فيه
1) هذا عجز بيت لعمرو بن شأس الأسدي)
2) البيت لسالم بن دارة)
3) البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي)
4) لم نعثر على هذا البيت في كتب الشواهد)
222 المسائل المشكلة
فلا يستقيم أن يجعل (أشنعا) خبرا، ولكن حالا، وإذا كان حالا (كان) بمعني
(وقع)، وكان الاسم المنتصب حالا، من حيث جاز أن يكون حالانحو ما وصفت لك
فأما قوله: لأن الحال أيضا خبر، فليس الحالا بخبر محض، إنما هو زيادة في
الخبر، فيجوز أن يصرف هذه الزيادة إلي التأكد، دون غيرها مما فيه الفائدة، لأنه بقي
فيما يستفاد بالحال زيادة عليه، فإن صرف الخبر بأسره إلى هذه الجهة لم يستقم، لأنه
(/)الشمس، أو كان الكواكب من السلاح، لأا من الناس من حمل قول الشاعر: ¶ ( ولما رأي ت الص بر ليس بنافعي وإن كان يومذو كواكب أشهبا ( 4 ¶ علي أن له كواكب من السلاح، و(أشهب) أبيض، يقول: هو يوم شمسلا ظل فيه ¶ 1) هذا عجز بيت لعمرو بن شأس الأسدي) ¶ 2) البيت لسالم بن دارة) ¶ 3) البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي) ¶ 4) لم نعثر على هذا البيت في كتب الشواهد) ¶ 222 المسائل المشكلة ¶ فلا يستقيم أن يجعل (أشنعا) خبرا، ولكن حالا، وإذا كان حالا (كان) بمعني ¶ (وقع)، وكان الاسم المنتصب حالا، من حيث جاز أن يكون حالانحو ما وصفت لك ¶ فأما قوله: لأن الحال أيضا خبر، فليس الحالا بخبر محض، إنما هو زيادة في ¶ الخبر، فيجوز أن يصرف هذه الزيادة إلي التأكد، دون غيرها مما فيه الفائدة، لأنه بقي ¶ فيما يستفاد بالحال زيادة عليه، فإن صرف الخبر بأسره إلى هذه الجهة لم يستقم، لأنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لا يبقى شيء مستفاد، فيصير ذلك انحرافا عما وضعت له الأخبار من الفائدة ا، ¶ وليس الحمل على الحال وكذلك عندهم، لأن من الحال ما يكون لازما مؤكدا نحو ¶ ما ذكرناوهذا بين ¶ 66 مسألة ¶ اعلم أن (الطريق) في قول الشاعر: ¶ ( كما ع سل الطري ق الثعل ب( 1 ¶ موضوع متميز من الدار، والمسجد، ونحوهما، وكذلك (البيت)، فإذا كان ¶ كذلك كان مختصا، كزيد وعمرو، وليس مثل: ق دام، وخلف،وما أشبهها، لأن هذه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المبهمات ينتقلن مع انتقال ذي الطرف، فيجوز أن يكون من (البيت) و(الطريق) ¶ وجميع المواضع المختصة، والمبهمة فبين أن (خلف) ونحوه ليس مثل: الطريق، والبيت، ¶ والشام، والمختصات ¶ فأما ما يحكى عن أبي عمرو، من أنه ليس: ذهبت الشام مثل: دخلت البيت، ¶ فليس كذلك عند سيبويه، لأن (الشام) مثل البيت في أنه موضع مختص، كما أن ¶ (البيت) مختص ليس بمبهم، بل (البيت) أذهب في الاختصاص من (الشام)، إذ لم ¶
الست، كما حمله على ذلك قوم، وإن كان سيبويه لم يذهب إلى ذلك، وحمله على
الاختصاص ظرفا
فالمعتبر في هذا الباب في تعدى الفعلالإام والاختصاص، فالفعل الذي لا
يتعدى نحو: قام، يمتنع من التعدي إلي جميع هذه المختصات من ظروف المكان، كما
1) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي)
المسائل المشكلة 223
امتنع من التعدي على سائر الأسماء المختصة غير الظروف، وقولهم: دخلت البيت،
وذهبت الشام -عند سيبويه-، وعسل الطريق الثعلب، وهذا النحو حكمه أن يتعدى
الفعل إليه بحرف الجر، لكن حرف الجر حذف للاتساعوذلك الأصل
ف(دخل ت) فعل غير متعد، كما أن (ذهبت) غير متعد، و(البيت) مختص، وقد
تعدى إليه
والدليل علي أن (دخلت) غير متعدأن خلافه غير متعد، وهذا الأشياء مما تعتبر
بخلافها، كما تعتبر بأمثالها، وأيضا فإن مصدره علي (فعول)وهذا هو الباب فيما لا
(/)يحتمل وجها غير التخصيص، و (الشام) قد يجوز أن يحمل على إحدى الجهات ¶ الست، كما حمله على ذلك قوم، وإن كان سيبويه لم يذهب إلى ذلك، وحمله على ¶ الاختصاص ظرفا ¶ فالمعتبر في هذا الباب في تعدى الفعلالإام والاختصاص، فالفعل الذي لا ¶ يتعدى نحو: قام، يمتنع من التعدي إلي جميع هذه المختصات من ظروف المكان، كما ¶ 1) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي) ¶ المسائل المشكلة 223 ¶ امتنع من التعدي على سائر الأسماء المختصة غير الظروف، وقولهم: دخلت البيت، ¶ وذهبت الشام -عند سيبويه-، وعسل الطريق الثعلب، وهذا النحو حكمه أن يتعدى ¶ الفعل إليه بحرف الجر، لكن حرف الجر حذف للاتساعوذلك الأصل ¶ ف(دخل ت) فعل غير متعد، كما أن (ذهبت) غير متعد، و(البيت) مختص، وقد ¶ تعدى إليه ¶ والدليل علي أن (دخلت) غير متعدأن خلافه غير متعد، وهذا الأشياء مما تعتبر ¶ بخلافها، كما تعتبر بأمثالها، وأيضا فإن مصدره علي (فعول)وهذا هو الباب فيما لا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يعتدى، وعلي ذلك الجمهور والكثرة ¶ فإن قيل: ما تنكر أن يكون مثل: كلت ك، وكل ت لك، ونحو هذا مما يتعدى ¶ تارة بحرف، وأخرى بغير حرف؟ ¶ قيل له: هذه الحروف في الجملة قليلة، فالحمل عليها لذلك ليس بمستقيم، ¶ وي ضعف ذاك أيضا أنك لا تكاد تجد في هذه الحروف التي هي مثل: ن صحته، ¶ ون صحت له، فعل وأفعلته، وأنت تقول: دخل وأدخلته، وذهب وأذهبته ¶ فأما جئتك قائما، أصله: جئت إليك، فاستعمل بحذف حرف الجر، كما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ استعمل (دخل ت) بحذف الحرف منه، ويقوي أنه ليس بمتعد؛ أن أمثاله غير متعدية، ¶ ( نحو ولج ت ( 1)، وعدت، و ه جمت( 2 ¶ 67 - مسألة ¶ اعلم أنه لا يجوز: أذكرا تلد ناقتك أحب إليك أم أنثىفتنصب (ذكرا) ¶ ب(تلد)، لأن ما في الصلة لا يتقدم على الموصول، فإذا لم يتقدم عليها، لم يجز أن ¶ ينتصب ا، ولا بشيء فيها، والهاء في الصلة إذا وقعت ذكرا مرادة، كما أا في ¶
يوسف: 20 ]؛ ف حكي عن ] وكانوا فيهمن الزاهدي ن : فأما قوله عز وجل
أبي عثمان أنه كان يقول في ذا: إنالألف واللام للتعريف، وليس بمعني (الذي)
1) ولج البيت: إذا دخله، الولوج: الدخول)
2) هجم عليهم: دخل، وقيل: دخل بغير إذن)
224 المسائل المشكلة
فإن حملت هذه الآية على هذا القول، ف جعلت اللام للتعريف دون (الذي) لم
يكن بد من شيء يتعلق به قوله (فيه)، ولا يجوز تعلقه ب(الزاهدين) على هذا
القول، كما لم يجز تعلقه به على قول من قال: الألف واللام بمعني (الذي)، وأن كان
جهة امتناع الجواز مختلفينواختلافهما: أنمن جعله بمعني (الذي) لم يجز تعلق (فيه)
به على قوله، من حيث لم يجز تعلق ما في الصلة على الموصول
ومن جعل الألف واللام للتعريف دون معني (الذي) لم يجز تعلق (فيه) باسم
(/)الفرقان: 41 ] مرادة] أ هذا الذي بعث الله رسولا : نحو ¶ يوسف: 20 ]؛ ف حكي عن ] وكانوا فيهمن الزاهدي ن : فأما قوله عز وجل ¶ أبي عثمان أنه كان يقول في ذا: إنالألف واللام للتعريف، وليس بمعني (الذي) ¶ 1) ولج البيت: إذا دخله، الولوج: الدخول) ¶ 2) هجم عليهم: دخل، وقيل: دخل بغير إذن) ¶ 224 المسائل المشكلة ¶ فإن حملت هذه الآية على هذا القول، ف جعلت اللام للتعريف دون (الذي) لم ¶ يكن بد من شيء يتعلق به قوله (فيه)، ولا يجوز تعلقه ب(الزاهدين) على هذا ¶ القول، كما لم يجز تعلقه به على قول من قال: الألف واللام بمعني (الذي)، وأن كان ¶ جهة امتناع الجواز مختلفينواختلافهما: أنمن جعله بمعني (الذي) لم يجز تعلق (فيه) ¶ به على قوله، من حيث لم يجز تعلق ما في الصلة على الموصول ¶ ومن جعل الألف واللام للتعريف دون معني (الذي) لم يجز تعلق (فيه) باسم ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الفاعل، لتعرفه وإذا تعرف لم يعمل عمل الفعلفإذا لم يجز تعلق (فيه) ب(الزاهدين) ¶ في واحد من القولين، وكان لا بد من تعلقه بشيء، وجب أن يتعلق بشيء آخر، ¶ وذلك الشيء يجوز في هذه الآية أن يكون الفعل الذي هو: كانوا فيكون العامل فيه ¶ الفعل، ويكون ظرفا مذكورا علي جهة التبيين والزيادة في الإفادة، لا على أنه الخبر، ¶ بل الخبر قوله: (من الزاهدين) ¶ والدليل علي جواز تعلق الظرف بالفعل الذي هو (كانوا) في هذه المسألة - ¶ أنك لو قلت: كان زيد في الدار أخاك، وأنت تعني الأخوة من النسب، لم يكن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ العامل في الظرف إلا الفعل، فكما لا يجوز إلا أن يكون عاملا في الظرف في هذه ¶ المسألة، كذلك لا يجوز في الآية إلا أن يكون الفعل العامل ¶ فأما قوله (من الزاهدين) ف متعلق بفعل مضمر، كما أنك إذا قلت: زيد في ¶ الدار، وأنت من الأخيار، كان الظرف متعلقا بشيء مضمر مختزل من اللفظ، وقام ¶
الموضع علي: هم من الزاهدين، فكما لا بد هنا من تقدير فعل مضمر، كذلك لا بد
من منه مع (كان)، إذا كنت داخلة علي الابتداء والخبرفالقول في موضوع
في الآية، كالقول في: زيد في الدار، إلا ما يحدث من النصب في الخبر، الزاهدي ن
لدخول (كان)
ويجوز في قوله: (فيه) في الآية وجه آخر، وهو: أن يكون العامل فيه قوله: (من
الزاهدين) لأنه قد صار فيه معني الفعلألا ترى أنه قد تنتص ب الحال عنده في نحو:
زيد في الدار قائما، فكما جاز أن يعمل في الحال ويتعلق به، كذلك يجوز أن يعمل
في الظرف
المسائل المشكلة 225
فإن قال قائل: كيف جاز عمل معني الفعل في الآية في الظرف، والظرف
متقدم عليه، وهلا امتنع عمله في الظرف مقدما، كما امتنع عمله في الحال مقدمة
نحو: زيد قائما في الدار؟
قيل له: لا يمتنع معني الفعل من العمل في الظرف مقدما، وإن امتنع من
(/)الظرف مقامه، و(كان) وأخواا تدخل علي المبتدأ وخبره، فتقدير دخوله في هذا ¶ الموضع علي: هم من الزاهدين، فكما لا بد هنا من تقدير فعل مضمر، كذلك لا بد ¶ من منه مع (كان)، إذا كنت داخلة علي الابتداء والخبرفالقول في موضوع ¶ في الآية، كالقول في: زيد في الدار، إلا ما يحدث من النصب في الخبر، الزاهدي ن ¶ لدخول (كان) ¶ ويجوز في قوله: (فيه) في الآية وجه آخر، وهو: أن يكون العامل فيه قوله: (من ¶ الزاهدين) لأنه قد صار فيه معني الفعلألا ترى أنه قد تنتص ب الحال عنده في نحو: ¶ زيد في الدار قائما، فكما جاز أن يعمل في الحال ويتعلق به، كذلك يجوز أن يعمل ¶ في الظرف ¶ المسائل المشكلة 225 ¶ فإن قال قائل: كيف جاز عمل معني الفعل في الآية في الظرف، والظرف ¶ متقدم عليه، وهلا امتنع عمله في الظرف مقدما، كما امتنع عمله في الحال مقدمة ¶ نحو: زيد قائما في الدار؟ ¶ قيل له: لا يمتنع معني الفعل من العمل في الظرف مقدما، وإن امتنع من ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ العمل في الحال مقدمة؛ ألا ترى: أم قد أجازوا: أكليوملك ثو ب، فقدموا ¶ الظرف، وأعملوا المعني فيه، كذلك يجوز إعمال المعني في الآية في الظرف مقدما ¶ والفصل بين الحال والظرف: أن الحال في المعني هو المفعول به، فكان حكمه ¶ أن لا يعمل فيه ما لا يعمل في المفعول به، إلا أنه لما كان عبارة عن هيئة في وقت ¶ الفعل، وكان الفعل لا يخلو من ذلك، وكان مفعول فيه، كما أن الظرف مفعول فيه ¶ اتسع في الحال، فعمل فيها المعاني كما يعمل في الظروف، ولم يجب إذا عملت فيها ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ الظروف أن تجري مجراها مقدمة ومؤخرة، لتكون لها مزية على الظروف، ولا تكون ¶ مخرجة من حد المفعول به، فلم تعمل فيها المعاني مقدمة عليها، كما عملت في ¶ الظروف، لما ذكرنا من أنه في المعني مفعول به ¶ فإن قلت: فهل يجوز أن يكون العامل في قوله: (فيه) -في الآية- الفعل المقدر ¶
الظرف العامل؟
قيل: لا يسوغ هذا، لأن ذلك المضمركان في الأصل الخبر، فلما اختزل قام ما
عمل فيه مقامه، فناب عن الخبر، وصار العمل له دون ذلك المضمر في الأصل
ولو جاز أن يكون ذلك الفعل العامل في الظروف هنا، لجاز: زيد قائما في الدار،
لأن العامل إذا كان فعلا لم يمتنع تقديم مفعوله، والمضمر بمنزلة الظاهر، فامتناعهم
من إجازة هذا يدلك على أن الفعل الذي قام مقامه قوله: (من الزاهدين) في الآية، لا
يجوز أن يكون عاملا في الظرف، وإنما العامل فيه، والذي يتعلق به هذا الظرف
يكون أحد الشيئين اللذين ذكرناهما من الفعل المظهر، أو معني الفعل لا غير
القصص: 20 ]، فلا يكون الذي ] فا خ ر ج إني ل ك من الناصحين: فأما قوله
يتعلق به قوله: (لك) إلا معني الفعل دون غيره، لأنه لا فعل ظاهر في هذه الآية، كما
في الآية الأخرى، وقد دللنا على أن الفعل المختزل لا يجوز أن يكون عاملا فيه
226 المسائل المشكلة
(/)الذي كان في الأصل عاملا في قوله: (من الزاهدين) دون أن يكون ما ذكرت من ¶ الظرف العامل؟ ¶ قيل: لا يسوغ هذا، لأن ذلك المضمركان في الأصل الخبر، فلما اختزل قام ما ¶ عمل فيه مقامه، فناب عن الخبر، وصار العمل له دون ذلك المضمر في الأصل ¶ ولو جاز أن يكون ذلك الفعل العامل في الظروف هنا، لجاز: زيد قائما في الدار، ¶ لأن العامل إذا كان فعلا لم يمتنع تقديم مفعوله، والمضمر بمنزلة الظاهر، فامتناعهم ¶ من إجازة هذا يدلك على أن الفعل الذي قام مقامه قوله: (من الزاهدين) في الآية، لا ¶ يجوز أن يكون عاملا في الظرف، وإنما العامل فيه، والذي يتعلق به هذا الظرف ¶ يكون أحد الشيئين اللذين ذكرناهما من الفعل المظهر، أو معني الفعل لا غير ¶ القصص: 20 ]، فلا يكون الذي ] فا خ ر ج إني ل ك من الناصحين: فأما قوله ¶ يتعلق به قوله: (لك) إلا معني الفعل دون غيره، لأنه لا فعل ظاهر في هذه الآية، كما ¶ في الآية الأخرى، وقد دللنا على أن الفعل المختزل لا يجوز أن يكون عاملا فيه ¶ 226 المسائل المشكلة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ولا يجوز أن يكون متعلقا بقوله (من الناصحين) في شيء من التقديرين، ¶ والقولين اللذين قيلا في الألف واللام، لامتناع تقديم ما في الصلة علي الموصول، ¶ ولأن اسم الفاعل إنما يعمل لشبهه بالفعل، فإذا زال عنه شبه الفعل بالتعريف أو بغير ¶ ذلك، لم يجز أن يعمل عملهألا تري أن النحويين لا يجيزون: هذان زيدا ضار ب ¶ وتاركه، إذا أرادوا هذان ضار ب زيدا وتاركه، لامتناع الفعل من الوقوع هنا ¶ فإذا لم يجز حمل (لك) في الآية على شيء مما ذكرناه، ثبت أنه متعلق بالظرف ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ على ما قدمنا من جواز عمل معني الفعل في الظروف مقدمة ¶ وأنا علىذل كم م ن : وليس قوله (فيه) ولا (لك) ولا (على) في قوله ¶ الأنبياء: 56 ] على حد قولك: نصحت لك، وزهدت فيه، وشهدت ] ال شاهدي ن ¶
رأيناه في
هذه الآي
فالذي كان يقوله محمد بن السري، وكانوا فيهمن ال زاهدي ن : فأما قوله
أنه يذهب إليه في ذلك، أنه يحمله على: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين
وقياس قوله هذا أن تكون الآيتان الأخريان على: إني ناصح لك من
الناصحين، وأنا شاهد على ذلكم من الشاهدين، فالظرف في الآي على هذا متعلق
باسم الفاعل المضمر، وليس هذا الإضمار في الاطراد والكثرة ،كنحو: أزيدا ضربته
وزيدا اضربه، وما أشبه هذا، لأن المفسر في هذا مثل المفسر في تعريفه وتنكيره،
وليس المف سر في الآية من المف سركذلك، إلا أن ذلك لا يمنع أن يجيء في كلامهم مثله
وذكر أن الذي ذهب إليه في هذه الآية مذهب الكسائي، وحمل الكلام على
ظاهره، وما عليه الكثرة أولى من أن يحمل على إضمار لم يكثر نظيره ولم يطرد
ونجعل لك ما سلطانا فلا يصلون إليك ما بآياتنا أنت ما ومن: فأما قوله
(/)عليه، لما ذكرناه، ولكن لما قدمناه من الإبانة والزيادة في الإفادةفهذا ما رأيناه في ¶ هذه الآي ¶ فالذي كان يقوله محمد بن السري، وكانوا فيهمن ال زاهدي ن : فأما قوله ¶ أنه يذهب إليه في ذلك، أنه يحمله على: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين ¶ وقياس قوله هذا أن تكون الآيتان الأخريان على: إني ناصح لك من ¶ الناصحين، وأنا شاهد على ذلكم من الشاهدين، فالظرف في الآي على هذا متعلق ¶ باسم الفاعل المضمر، وليس هذا الإضمار في الاطراد والكثرة ،كنحو: أزيدا ضربته ¶ وزيدا اضربه، وما أشبه هذا، لأن المفسر في هذا مثل المفسر في تعريفه وتنكيره، ¶ وليس المف سر في الآية من المف سركذلك، إلا أن ذلك لا يمنع أن يجيء في كلامهم مثله ¶ وذكر أن الذي ذهب إليه في هذه الآية مذهب الكسائي، وحمل الكلام على ¶ ظاهره، وما عليه الكثرة أولى من أن يحمل على إضمار لم يكثر نظيره ولم يطرد ¶ ونجعل لك ما سلطانا فلا يصلون إليك ما بآياتنا أنت ما ومن: فأما قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ القصص: 35 ]فيكون قوله: (بآياتنا) علي وجهين: أحدهما: أن ] اتبعك ما الغالبون ¶ يتعلق بقوله: (فلا يصلون) فيكون على: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا ¶ أنت ما ومناتبعك ما : فإن قلت: فهل يجوز أن يكون متعلقا بقوله ¶ فيكون تبينا ل( الغالبون) كما أن (إلى)، و(على) و(فيه) في الآي ل الغالبون ¶ (الناصحين) ول(الزاهدين)؟ ¶ المسائل المشكلة 227 ¶ فالجواب: أن هذا التأويل على ما نراه لا يستقيم من قبلأنه لا يخلو إذا حمل ¶ على هذا من أن يكون متعلقا بقوله: (اتبعكما) أو بالغالبين، ولا يجوز تعلقه بواحد ¶ منهما، لامتناع تقديم ما في الصلة علي الموصولين، وكل واحد مما ذكرنا بجواز تعلقه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ به في صلة، وليس في الكلام شيء آخر من فعل ولا معني فعل، فإذا كان كذلك لم ¶ أحمله إلا على أحد الوجهين اللذين قدمناهما ¶
يكون: أنتما ومن اتبعكما غالبون بآياتنا الغالبون، وقد قدمنا ما يذهب إليه في هذا
فأما قوله:
( أبعلي هذا بالرحى المتقاع س( 1
فيكون على ما ذهب إليه أبو بكروقد يجوز في الشعر والضرورة، ما لا يجوز
في الكلام والسعةوليس ما تلونا من الآي على ما عليه هذا الشعر، لما أرينا فيما تقدم
68 مسألة
اعلم أنه لا يجوز عطف الظاهر ارور علي المضمر ارور، لأن المضمر ارور
من الاسم بمنزلة التنوين، والعطف نظير الثنية، فكما لا يعط ف الاسم على التنوين
ولا يثنى معه، كذلك لا يعطف على ما كان بمنزلته
فإن قيل: إن الظاهر ارور نحو: دار زيد، فيما ذكرت مثل المضمر ارور
قيل: إن المضمر ارور أشبه بالتنوين، إذ كل واحد منهما غير منفصل من
الاسم الظاهريدلك على أنه أشد شبها بالتنوين من المظهر -أن المظهر إنما عاقبه
يا عباد: التنوين ولم يشبهه، وإن عاقبه- حذفك الياء في المضاف من النداء نحو
(/)ويجوز علي ما ذهب إليه محمد بن السري أن يكون تبيينا للغالبين، لأن التقدير ¶ يكون: أنتما ومن اتبعكما غالبون بآياتنا الغالبون، وقد قدمنا ما يذهب إليه في هذا ¶ فأما قوله: ¶ ( أبعلي هذا بالرحى المتقاع س ( 1 ¶ فيكون على ما ذهب إليه أبو بكروقد يجوز في الشعر والضرورة، ما لا يجوز ¶ في الكلام والسعةوليس ما تلونا من الآي على ما عليه هذا الشعر، لما أرينا فيما تقدم ¶ 68 مسألة ¶ اعلم أنه لا يجوز عطف الظاهر ارور علي المضمر ارور، لأن المضمر ارور ¶ من الاسم بمنزلة التنوين، والعطف نظير الثنية، فكما لا يعط ف الاسم على التنوين ¶ ولا يثنى معه، كذلك لا يعطف على ما كان بمنزلته ¶ فإن قيل: إن الظاهر ارور نحو: دار زيد، فيما ذكرت مثل المضمر ارور ¶ قيل: إن المضمر ارور أشبه بالتنوين، إذ كل واحد منهما غير منفصل من ¶ الاسم الظاهريدلك على أنه أشد شبها بالتنوين من المظهر -أن المظهر إنما عاقبه ¶ يا عباد: التنوين ولم يشبهه، وإن عاقبه- حذفك الياء في المضاف من النداء نحو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ [الزمر: 10 ]، ولو كان مكان المضمر هنا مظهر لم يجز حذفه، فهذا يدلك على شدة ¶ شبه المضمر بالتنوين، وأنه قد ينزل عندهم منزلته، إذا صار لا يفصل بين التنوين ¶ والمنون كما لا يفصل بينهما، وإذا صار يحذف في الموضع الذي يحذف فيه ¶ ويدلك أيضا على شدة اتصال المضمر، وأن المظهر دونه في الاتصال، أنك ¶ تفصل بين المظهر وبين الجار بحروف الزيادة في الكلام والشعر، وبالظروف في ¶ 35 ونسبه إلى أعرابي من بني سعد، وصدره: تقول وصكت صدرها بيمينها / 1) البيت في الكامل 1 ) ¶ 228 المسائل المشكلة ¶ آل ] فبما رحمة : الشعر، ولا تفصل شيئا من ذلك في المضمر، وذلك على نحو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ النساء: 155 ]، ولا ] فبما نقضهم نوح: 25 ]، و ] مما خطيئاتهم عمران: 159 ] ، و ¶ يجوز شيء من هذا الفصل مع المضمر، ومما جاء في الشعر: ¶
و:
( كما خطالكتا ب بك ف يوما يهود ي يقار ب أو يزيل( 2
و:
( ......... لله در اليوم م ن لامها( 3
ف (اليوم) يكون متعلقا بمعني الفعل في (الله)، إذ لا يجوز حمله على (در)، ولا
على (لامها) للتقديم على الصلة
فإن قال قائل: كيف استجزتم الاستشهاد بالضرورة في الشعر والاستدلال على
ما حاولتم تصحيحه ا؟
قيل له: لم نستشهد بالضرورة، وإنما أرينا فيما استشهدنا به في هذه الأشياء
انفصال المظهر ارور عندهم من المضمر ارور، إذ استجازوا الفصل بين المظهر
ارور في الاختيار والشعر، ولم يستجيزوا ذلك في المضمر، لا في ضرورة، ولا في
سعة، كما لم يستجيزوا ذلك بين التنوين والمنون، وإذا كان كذلك ثبت أن المضمر،
أدخل في باب الشبه بالتنوين من المظهر عندهم، وكما لم يستجيزوا فيه الفصل،
كذلك لم يستجيزوا فيه العطف، وكما استجازوا الفصل في المظهر، كذلك
يستجيزون العطف عليه
(/)( كأن أصوا ت من إيغاله ن بنا أواخرالميسأصوا ت الفراريج( 1 ¶ و: ¶ ( كما خطالكتا ب بك ف يوما يهود ي يقار ب أو يزيل( 2 ¶ و: ¶ ( ......... لله در اليوم م ن لامها( 3 ¶ ف (اليوم) يكون متعلقا بمعني الفعل في (الله)، إذ لا يجوز حمله على (در)، ولا ¶ على (لامها) للتقديم على الصلة ¶ فإن قال قائل: كيف استجزتم الاستشهاد بالضرورة في الشعر والاستدلال على ¶ ما حاولتم تصحيحه ا؟ ¶ قيل له: لم نستشهد بالضرورة، وإنما أرينا فيما استشهدنا به في هذه الأشياء ¶ انفصال المظهر ارور عندهم من المضمر ارور، إذ استجازوا الفصل بين المظهر ¶ ارور في الاختيار والشعر، ولم يستجيزوا ذلك في المضمر، لا في ضرورة، ولا في ¶ سعة، كما لم يستجيزوا ذلك بين التنوين والمنون، وإذا كان كذلك ثبت أن المضمر، ¶ أدخل في باب الشبه بالتنوين من المظهر عندهم، وكما لم يستجيزوا فيه الفصل، ¶ كذلك لم يستجيزوا فيه العطف، وكما استجازوا الفصل في المظهر، كذلك ¶ يستجيزون العطف عليه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإجازة ( 4) ذلك فاسد في التنزيل خاصة، إذ لم يكن لغة قبيل مطردة كجعل ¶ 1) البيت لذي الرمةانظر: ديوانه ص 76 ) ¶ 2) البيت لأبي حية النميريانظر: شعر أبي حية النميري ص 163 ) ¶ 3) هذا عجز بيت لعمرو بن قميئةانظر: ديوانهص 182 ، وصدره: لما رأت ساتيد ما استعبرت ) ¶ 4) يعني: إجازة الفصل بين الاسم والمضمر ارور المتصل به، وبين حرف الجر والمضمر ارور به) ¶ المسائل المشكلة 229 ¶ التثنية في الأحوال بالألف( 1)، ولم يكن له قياس في العربية يثبته ويعضده، بل ¶ الموجود فيه ما يفسده ويمنع منه، لأنه إذا جاز العطف على المظهر ارور من حيث ¶ كان اسما منفصلا وجب أن لا يجوز ذلك مع المضمر لشدة اتصاله، فيما أريناه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قلت: إنه وإن كان على ما ذكرت في مشاة التنوين، والمضمر اسم في ¶ الحقيقة، وعطف الاسم علي الاسم لا يمتنع ¶
نزل منزلة الجزء من الفعل، فلو كان المعتبر ما ذكرت من عطف الاسم على الاسم
دون مراعاة غيره مما يتعلق باللفظ دون المعني، لم يكره عطف المظهر المرفوع علي
المضمر المرفوع
69 مسألة
من الذي ن ها دوا ي ح رفون الكلم : اعلم أنه قد قيل في قوله عز وجل
ألمت ر إلى : متعلقا بقوله من الذي ن ها دوا [النساء: 46 ]: أنه يجوز أن يكون
من الذي ن ها دوا ،[ النساء: 44 ] الذي ن أوتوا نصيبا م ن الكتاب
النساء: ] وكفى باللهنصيرا : ويجوز عندي أن يكون متعلقا ب(نصير)، كأنه
[ غافر: 29 ] ف من ين صرنا من بأسالله: بدلالة قوله ،من الذي ن ها دوا ،[45
وأجازوا أن يكون المعني على: من الذين هادوا فريق يحرفون، ونحو ذلك
فإن قلت: أفج وز علي هذا: من القوم يأكل، تريد: رج ل يأكل، وهلا جاز
(/)قيل: فالمضمر المرفوع أيضا اسموقد رأيت تجنبهم للعطف عليه من حيث ¶ نزل منزلة الجزء من الفعل، فلو كان المعتبر ما ذكرت من عطف الاسم على الاسم ¶ دون مراعاة غيره مما يتعلق باللفظ دون المعني، لم يكره عطف المظهر المرفوع علي ¶ المضمر المرفوع ¶ 69 مسألة ¶ من الذي ن ها دوا ي ح رفون الكلم : اعلم أنه قد قيل في قوله عز وجل ¶ ألمت ر إلى : متعلقا بقوله من الذي ن ها دوا [النساء: 46 ]: أنه يجوز أن يكون ¶ من الذي ن ها دوا ،[ النساء: 44 ] الذي ن أوتوا نصيبا م ن الكتاب ¶ النساء: ] وكفى باللهنصيرا : ويجوز عندي أن يكون متعلقا ب(نصير)، كأنه ¶ [ غافر: 29 ] ف من ين صرنا من بأسالله: بدلالة قوله ،من الذي ن ها دوا ،[45 ¶ وأجازوا أن يكون المعني على: من الذين هادوا فريق يحرفون، ونحو ذلك ¶ فإن قلت: أفج وز علي هذا: من القوم يأكل، تريد: رج ل يأكل، وهلا جاز ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ علي هذا: مررت بيقوم، تريد: برجليقوم؟ ¶ قيل له: أما الآية: فهذا التقدير فيها سائغ، كأنه: من الذين هادوا فريق، ¶ فحذف بعد اللفظ، والمراد إثباته، وعلي هذه الشريطة حذف، لا علي أن يقوم ¶ الوصف مقام الموصوفيبين ذلك أن تحكم علي موضع الجملة التي هي (يحرفون) ¶ أا رفع لكوا وصفا للمبتدأ، لا لأا مبتدأ كما يعرف بحكمك علي موضوع ¶ الجملة من نحو: ¶ 1) هي لغة بني الحارث وبطون من ربيعة) ¶ 230 المسائل المشكلة ¶ ( يا ر ب من يبغض أذوادنا ( 1 ¶ أن الجملة صفة لا صلة، ولولا ذلك لم تتخلص هذه من هذه، فكذلك يعرف ¶ بحكمك علي موضوع (يحرفون) بأن ارتفاعه بالصفة علي أا ليست مقامة مقام ¶ ( المبتدأونظير هذا ما قاله سيبويه في قوله: ماكل سوداء تمرة، ولا بيضاء شحمة ( 2 ¶ فقال: حذفت (كل) بعد أن لفظت ا استغناء قد ذهب إلي أا مرادة في ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ اللفظ وإن كانت محذوفة منه، فلذلك لم يقع عنده عطف على عاملين، إذ ( كل ) ¶
ولا يجوز علي هذا الوجه أن تقول: مررت بيقوم، لأن حرف الجر لا يتعلق،
ولا يدخل في غير الأسماء، فمتي أدخلت على غير الأسماء أجزت فيها غير جائز،
وكما لم يجز هذا في حروف الجر، كذلك لا يجوز في الفاعل، ولا يسوغ: جاءني
قام، وأنت تريد: رجل قام؛ لأن الفاعل لا يحذف، فيخلو الفعل ويفرغ منه، كما لا
يحذف ارور فيعلق الجار
فلا يكون الفاعل جملة، كما لا يكون المتعلق به حرف الجر غير اسم، فلا
يجوز هذا في الفاعل، من حيث لم يجز أن يخلو الفعل منه، وإذا لم يجز ذلك فيه، إذا
جري ذكره للأدلة التي ذكرناها في ذلك، كان حذفه إذا لم يجرذكره أشد امتناعا
النساء: ] وإن م ن أهلالكتابإلاليؤمن ن بهقب ل موته: فأما قوله عز وجل
159 ]، فالمعني علي أحد، وهو حسن، لأنه ليس بفاعلفأما قوله:
( ولن ينهيذوي شططكالطعنيهل ك فيهالزي ت والفتل( 3
(/)بمنزلة الملفوظة ا ¶ ولا يجوز علي هذا الوجه أن تقول: مررت بيقوم، لأن حرف الجر لا يتعلق، ¶ ولا يدخل في غير الأسماء، فمتي أدخلت على غير الأسماء أجزت فيها غير جائز، ¶ وكما لم يجز هذا في حروف الجر، كذلك لا يجوز في الفاعل، ولا يسوغ: جاءني ¶ قام، وأنت تريد: رجل قام؛ لأن الفاعل لا يحذف، فيخلو الفعل ويفرغ منه، كما لا ¶ يحذف ارور فيعلق الجار ¶ فلا يكون الفاعل جملة، كما لا يكون المتعلق به حرف الجر غير اسم، فلا ¶ يجوز هذا في الفاعل، من حيث لم يجز أن يخلو الفعل منه، وإذا لم يجز ذلك فيه، إذا ¶ جري ذكره للأدلة التي ذكرناها في ذلك، كان حذفه إذا لم يجرذكره أشد امتناعا ¶ النساء: ] وإن م ن أهلالكتابإلاليؤمن ن بهقب ل موته: فأما قوله عز وجل ¶ 159 ]، فالمعني علي أحد، وهو حسن، لأنه ليس بفاعلفأما قوله: ¶ ( ولن ينهيذوي شططكالطعنيهل ك فيهالزي ت والفتل( 3 ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فلا يكون إلا علي أن يجعل الكاف فاعلة للضرورة، ولا يسوغ علي أن يكون ¶ المعني شيء كالطعن، لما ذكرنا من امتناع حذف الفاعلفأما قوله: ¶ ( جادت بكفي كان من أرمي البشر ( 1 ¶ 1) البيت لعمرو بن قميئة، انظر: ديوانه ص/ 196 ، وعجزه: رحن على بغضائه واغتدين ) ¶ 2) قال سيبويه: وتقول: ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمةوإن شئت نصبت شحمة، ) ¶ 33/ وبيضاء في موضع جر، كأنك لفظت بكل فقلت: ولا كل بيضاءانظر: الكتاب 1 ¶ 3) سبق تخريجه) ¶ المسائل المشكلة 231 ¶ فجاز في الشعر، لأن الجار اسم، ولا يجوز قياسا علي هذا في الحروف الجارة، ¶ لأن الحروف لا تعلق، والأسماء أقوي منها، وأكبر تصرفا، فلا يتنكر أن يجوز فيها من ¶ الاتساع ما لا يجوز في الحروف ¶ الروم: 24 ]، فما قالوه فيه من أن ] ومنآياتهيريك م البرق : فأما قوله تعالي ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ المعني: أنه يريكم، فغير ممتنع، لأن ليس بفاعل، إنما هو مبتدأ، فيجوز فيه ما تأولناه ¶
تفسيرا للآية، :يريك م البرق إقامة وصفه مقامهويجوز فيه أيضا أن يكون
المائدة: 9] تفسيرا للوعد] ل هم مغفرةوأجرعظيم : كما كان
ما ذهب إليه أبو أوجاءوك م حصرتصدو ر هم : ويحتمل أيضا قوله
الحسن من أن المعني: قوما حصرت صدورهم، والحذف علي هذا الحد أيضا، إذ قبي ح
أن يقام الماضي مقام الحال، لكوا خلافها، فيكون حملها أيضا علي هذا الوجه،
وليس قول من قال في ذلك إنه علي وجه الدعاء بشيء
وتحتمل الآية وجها آخر، وهو أن يجعل المحذوف المبتدأ، ولا يجعل (يحرفون)
في موضع خبره، ولكن يجعله استئناف خبر، كأنه من الذين هادوا كفار أو
معاندون، ونحو هذا مما يدل الكلام عليه
70 مسألة
(/)من أنه حذف علي تقدير اللفظ له، لا علي ؛يحرفون الكلم : من قوله ¶ تفسيرا للآية، :يريك م البرق إقامة وصفه مقامهويجوز فيه أيضا أن يكون ¶ المائدة: 9] تفسيرا للوعد] ل هم مغفرةوأجرعظيم : كما كان ¶ ما ذهب إليه أبو أ و جاءوك م حصرتصدو ر هم : ويحتمل أيضا قوله ¶ الحسن من أن المعني: قوما حصرت صدورهم، والحذف علي هذا الحد أيضا، إذ قبي ح ¶ أن يقام الماضي مقام الحال، لكوا خلافها، فيكون حملها أيضا علي هذا الوجه، ¶ وليس قول من قال في ذلك إنه علي وجه الدعاء بشيء ¶ وتحتمل الآية وجها آخر، وهو أن يجعل المحذوف المبتدأ، ولا يجعل (يحرفون) ¶ في موضع خبره، ولكن يجعله استئناف خبر، كأنه من الذين هادوا كفار أو ¶ معاندون، ونحو هذا مما يدل الكلام عليه ¶ 70 مسألة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ النساء: ] فلا و رب كلا يؤمنون حتى يحكمو ك : اعلم أن قوله عز وجل ¶ 65 ]: أن (لا) الأولي نافية لشيء يتوهم، أو متقدم الذكر من إيمام، فنفي ذلك ¶ ف(لا) الثانية متعلقة بالقسم ،و رب كلا يؤمنون : ب(لا)،فقيل: فلا، ثم قيل ¶ متلقية له، وهي تدل علي المحذوف المتقدم الذكر أو المتوهم، ويحسن الحذف لدلالة ¶ هذا المذكور المنفي بالقسم عليه ¶ ف و ر ب : وإن جعلت تأكيدا لم يمتنع، كأنه: ف و ربك لا يؤمنون، كقوله ¶ [ الذاريات: 23 ] ال سماءوالأرضإنهل حق ¶ = ¶ 1) سبق تخريجه ) ¶ 232 ¶ 71 مسألة ¶ وإذا مس الإنسان الضر د عانا لجنبهأ و : قال أبو إسحاق في قوله عز وجل ¶ يونس: 12 ]: المعني: إذا مس الإنسان الضر في حال من الأحوال ] قاعدا أ و قائما ¶ دعانافجائز أن يكون (دعانا لجنبه) دعانا سطحيا( 1)، أو دعانا قائما، وجاز أن ¶ أو مسه قائما، أو مسه قاعدا -دعانا،وإذا مس الإنسان الضر لجنبه يكون ¶ والقول الأول أحسن؛ وهو أن يكون المعني: إذا مس الإنسان دعانا في جميع ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶
ب(دعانا)، وقوله (دعانا) العامل فيه، وكذلك في قوله: (أو قاعدا أو قائما) كأنه:
دعانا مضطجعا، أو قاعدا أو قائما، فالكلام علي وجهه لا يحتاج معه إلي تقديم ولا
تأخير، وإذا وجد السبيل إلي ترك الكلام علي وجهه ونظمه كان أولى من تأويل غير
ذلك معه
وقع المس علي كل حال من ،وإذا مس الإنسان الضر : وأيضا فإنه إذا قال
قيام وقعود وغير ذلك، وعمها كلها، فيستغني بعموم وقوع المس علي الأحوال
ودلالته عليها عن تفصيلها وتخصيصها، وليس إذا دعا الله الداعي في حال من
أحواله، وهيئة من هيئاته، يجب أن يكون داعيا له في سائرها، ولا يلزم ذلك؛ لأنه
(/)أحواله، وجميع أحواله: هو ما ذكر من السطح والقيام والقعود، فقوله (لجنبه) متعلق ¶ ب(دعانا)، وقوله (دعانا) العامل فيه، وكذلك في قوله: (أو قاعدا أو قائما) كأنه: ¶ دعانا مضطجعا، أو قاعدا أو قائما، فالكلام علي وجهه لا يحتاج معه إلي تقديم ولا ¶ تأخير، وإذا وجد السبيل إلي ترك الكلام علي وجهه ونظمه كان أولى من تأويل غير ¶ ذلك معه ¶ وقع المس علي كل حال من ،وإذا مس الإنسان الضر : وأيضا فإنه إذا قال ¶ قيام وقعود وغير ذلك، وعمها كلها، فيستغني بعموم وقوع المس علي الأحوال ¶ ودلالته عليها عن تفصيلها وتخصيصها، وليس إذا دعا الله الداعي في حال من ¶ أحواله، وهيئة من هيئاته، يجب أن يكون داعيا له في سائرها، ولا يلزم ذلك؛ لأنه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يجوز أن يدعوه في حال، ولا يدعوه في أخرى، ف ح مل هذه الأحوال المفصلة ¶ المخصصة علي تعليقها بالدعاء أولي، وأحسن من حملها علي التعلق بالمس ¶ وإذا م سهال شر فذو دعاء: ويؤكد هذا التأويل الذي اخترناه قوله ¶ يونس: 22 ]، في آي مثلها ] د ع وا اللهمخلصين لهال دي ن فصلت: 51 ]، و ] عريض ¶ تدل علي شدة الإلظاظ والإكثار من العبد في الدعاء عند الشدة، وهي المحنة ¶ 72 مسألة ¶ قد كتبنا في هذه الأجزاء وفي غيرها شرح قوله ¶ ( متى كنا لأمك مقتوينا( 2 ¶ 1) انسطح الرجل: امتد علي قفاه ولم يتحرك، السطيح: المنبسط) ¶ 2) البيت لعمرو بن كلثومانظر: شرح المعلقات السبع للزوزني ص 171 ، وصدره: = ) ¶ المسائل المشكلة ¶ المسائل المشكلة 233 ¶ ودللنا علي صحة قول الخليل فيه، علي أنه جم ع يراد به النسب علي حد ¶ الأعجمين، والأشعرين( 1) بتصحيح الواو التي هي لام، وأن ذلك إنما صح كما صح ¶ (عور) و(اجتور)( 2) ونحو ذلك، وهذا دليل بين علي صحة قول الخليل ¶ فأما ما أنشدناه أبو الحسن الأخفش( 3) ليزيد بن الحكم( 4) من قوله: ¶ ( تب دل خليلا بي كشكل ك شكله وإني خليلا صالحا بك مقتوي( 5 ¶ (/) ¶
مقتوي، بضم الميم، وهكذا صحته، وحدثناه ¶ عن أحمد بن يحيى أنه قال: المقتوي( 6): من الخدمة، وهو عندنا كما قال ¶ وشرحه أنه: م فعل ل، فالواو الصحيح في الكلمة لام الفعل، والياء منقلبة عن اللام ¶ الزائدة، وأصله واو، والدليل علي ذلك أنه مثل: احمررت، فأما الواو فصحت، كما ¶ صحت في (ارعويت) ونحوه، إذ لا يجوز أن يتوالي في الكلمة إعلال لامين، ولا إعلال ¶ عين ولام، لم يوجد ذلك في شيء من الكلام إلا فيما حكم له بالقلة، وفي هذه ¶ القصيدة حروف أخر مثلها، وهو قوله: محجوي، ومدحوي، وهو من (حجا) و (دحا) ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ويدلك أيضا علي ما ذكرنا من أن (مقتوي) في البيت: مفعلل، وأن الميم ليس ¶ بمفتوح، إنما هي ميم (مفعلل)، تعدي إلي قوله: خليلا، والمفتوحة الميم لا يتعدى إلي ¶ شيء، لأنه ليس باسم فاعل ¶ فإن قلت: أرأيت (مفعلل) نحو: م ر عو، متعديا في موضع ، فيجوز تعدى هذا ¶ = ¶ ددنا وأوعدنا رويدا ¶ 1) قال سيبويه: وسألوا الخليل عن مقتو ي ومقتوين، فقال: هذا بمنزلة الأشعري والأشعرين) ¶ 103/ انظر: الكتاب 2 ¶ 361/ 2) انظر: الكتاب 2 ) ¶ 3) هو أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش الصغير، توفي سنة 315 ه) ¶ 4) هو يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي من شعراء الدولة الأموية) ¶ 104/ 5) هذا البيت من قصيدة يزيد بن الحكم، انظر: الخصائص 2 ) ¶ 6) القتو: الخدمة، ويقال للخادم: مقتو ي) ¶ 234 المسائل المشكلة ¶ البيت، أو ليس هذا الباب يجيء كله غير متعد؟ ¶ فالقول فيه: إن الباب من اسم الفاعل، كما قلت غير متعد، كما أن فعله ¶ كذلك، إلا أن الشاعر للضرورة يجوز أن يكون حمل ذلك علي المعني فع داه، والمعني: ¶ فإني خليلا صالحا بك خادم، أو انقطع خليلا، أو اتخذه إن كنت أنت مكاشرا لي، ¶ ومعر ضا عنيفحمله علي هذا المعني وعداه، كما حمله (الرفث) علي معني الإفضاء ¶
(/)[ البقرة: 187 ] ال رفث إلى نسائ ك م : في قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ وإن شئت قلت: أضمر شيئا دل عليه (مقتوي)، فنصبه بذاك، وقد قيل في ¶ البقرة: 130 ]: أنه حمل علي معني (جهل) فعدى كما عدى، ] سفه نف سه : قوله ¶ فكذلك يكون هذا البيت، ف(مقتو) من (مقتوين) وزنه: مفعل، وأصله: المفعلل، و ¶ (مقتوي): مفعلل ¶ وأصل الكلمة: القتوةوحدثنا أبو الحسن عن أحمد بن يحيى قال: المقوي: من ¶ ( الخدمة، وقد شرحناه، قال: والمقتي: الذي يتزوج امرأة أبيه، وقال: وهو الضيزن ( 1 ¶ أيضا، والمقتي: من المقت ¶ شرح آخر من القول في واحد ¶ اعلم أن قوله: مررت برجل واحد، يحتمل (واحد) فيه ضربين؛ أحدهما: أن ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ يكون وصفاوالآخر: أن يكون اسما للعدد ¶ فأما الوصف فجارعلي الفعل، أو في تقدير ذلك، مثل: قائم ¶ وأما الاسم فهو اسم للعدد، من قولنا: واحد، اثنان، ووصف ذا كما وصف ¶ ب(أربع) في قولهم: مررت بنسوة أربع، فحقيقة هذا أنه اسم، وعطف بيان، لا ¶ صفة، كما أني إذا قلت: مررت بأبي عبد الله زيد، كان عطفا ¶ الدليل علي أن (واحدا) اسم ليس بوصف، وإن أجريت إعرابه علي الاسم ¶ الذي قبله، وكان علي لفظ ما يكون وصفا - قولك: مررت بنسوة أربع، وصرفك ¶ ل(الأربع)فلو كان وصفا لم ينصرف، كما لم ينصرف (أحمر)، فانصراف هذا ¶ يدلك علي أنه اسم، و(واحد) مثله، لموافقته له في باب العدد، وإن كانت التاء لم ¶ 1) الضيزن: الذي يتزوج امرأة أبيه، إذا طلقها أو مات عنها) ¶ المسائل المشكلة 235 ¶ تدخل عليه، كما دخلت علي ثلاثة، للاستغناء عن ذلك في (الواحد )؛لأني إذا قلت: ¶ رجل وامرأة، دللت علي المذكر والمؤنث، فاستغنيت عن إثبات العلامة بذلك في ¶ (الواحد)، ولم أستغنعنه في غيره من أسماء العددو(واحد) هذا لا يعمل عمل ¶ الفعل، ولا يرفع شيئا، كما أن (الكاهل) و(الغارب) كذلك، إلا علي قياس من قال: ¶ مررت برجل حسنصفته، وبخشبة ذراعطولها ¶ 73 مسألة ¶
(/)قال سيبويه في أول الكتاب: وكذلك إذا ألحقت التأنيث في المخاطبة( 1)، يعني: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تفعلين، وقال هذا في الياء، في مواضع أخر من الكتاب( 2) إنه اسم ¶ والدليل علي أا اسم، أا لا تخلو من أن تكون علامة مجرورة من الضمير، أو ¶ ضميرافلو كانت علامة ولم تكن ضميرا، للزم أن تثبت في فعل الاثنين، كما ثبت ¶ التاء في: قامتا، فلما حذفت، ولم تثبت علمنا أا ضمير ليست بعلامة ¶ فإن قلت: ما تنكر أن تكون علامة، وإنما حذفت في التثنية، وأن ثبت التاء في ¶ قامتا، لما كان يدخل من الاستثقال في مثل: يضريان، ولو لم تحذف لتوالي الحركات، ¶ وانكسار ما قبل الياء، وكان ذلك يستثقل، فحذف لذلك، لا لأنه علامة ضمير؟ ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ قيل: إن هذه الحركات وتواليها لو كان اسما لم يكن يستثقل، لأا غير لازمة، ¶ بل التقدير فيها الانفصال، وما كان كذلك لم يستثقل ما ذكرت فيه، إنما يستثقل ¶ ذلك في الكلمة الواحدةألا تراهم قالوا: لكتبك فاعلم، ونحو هذا، فجمعوا بين هذه ¶ الحركات، لما كانت غير لازمة، وتقول: يشكيان، فجمع بين المتحركات، إذ ¶ تقديرك فيها الانفصال، وكذلك لو كان هذا ضميرا لم يستثقل هذا الجمع بين ¶ الحركات فيه ¶ وأيضا فلو كانت علامة حذفها للاستثقال، لا لكوا ضميرا، لكان جديرا أن ¶ يردها الشعراء في اضطرار الشعر، كما يردون الأشياء التي تخفف وتغير للاستثقال إلى ¶ أصولها، فإن لم يرد هذه يقوي ما ذكرناه من أنه ضمير ¶ 5/ 1) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 277 ،276/ 2) انظر: الكتاب 2 ) ¶ 236 المسائل المشكلة ¶ فإن قلت: فهلا ثبتت العلامة التي هي ضمير المذكر في مثل: أنت تفعل، وهلا ¶ دلك امتناع ثباته هنا على أن الياء في (تفعلين) الذي بالياء (تفعل) للمذكر ليس ¶ بضمير، كما أن (فعل) لما لم يكن في علامة ظاهرة للضمير، علمت: أن (فعلت) ¶ علامة للتأنيث دون الضمير؟ ¶
إظهار الضمير، وإنما علمنا: أن التاء في (فعلت) علامة إثباا مع علامة الضمير، لأا
(/)قيل: إن هذا الموضع لما ألبس فيه الصنفان في المخاطبة، جعل الفصل فيها ¶ إظهار الضمير، وإنما علمنا: أن التاء في (فعلت) علامة إثباا مع علامة الضمير، لأا ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ لو كانت علامة ضمير لم تثبت، كما تثبت علامتان للضمير في فعل واحد في غير ¶ هذا الموضع ¶ 74 مسألة ¶ قال في باب المفعولين اللذين لا يجوز أن يقتصر علي أحدهما: وإنما ذكرت ¶ ( المفعول الأول لتعلم الذي تضيف إليه ما استقر له عندك ( 1 ¶ يعني ب(الذي تضيف إليه) المفعول الأول، والهاء ل(الذي)ومعني هذا ¶ الكلام: أنك تعلم المخبر، وتفيده خبر المفعول الأول، وما تستنده إليه في المفعول ¶ الثاني الذي هو خبر عن المفعول الأول في المعني، والتقدير: لتعلم ما استقر عندك ¶ الذي تضيف إليه ¶ فأما تفسير اللفظ، فإن (تعلم) منقول من (علمت) الذي بمعني (عرفت)، ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ كأنه: ليعرف المخاطب الذي تضيف إليه كما استقر له عندك، وقوله: ما استقر له ¶ عندك، بدل من (الذي تضيف إليه)، لأنه متلبس به، كأنك قلت: لتعلم مستقر الذي ¶ تضيف إليه، أي: ليعرف المخاطب خبر المحدث عنه، ويفيده إياه ¶ ويجوز أيضا أن يكون ( تعلم ) منقولا من ( علمت ) المتعدي إلي مفعولين، في ¶ قول من أجاز الاقتصار علي المفعول الأول من المفعولين الثلاثة، فيكون قولك: الذي ¶ تضيف إليه مفعولا أولا، و(ما استقر) بدل منه، ولا ينبغي أن يحمل علي هذا، لأن ¶ ذلك لا يجوز عنده ¶ ولا يجوز أن يكون قوله: ما استقر له عندك، مفعولا ثانيا، لأنه لا يخلو من أن ¶ 18/ 1) انظر: الكتاب 1 ) ¶ المسائل المشكلة 237 ¶ يجعل (تعلم) منقولا من (عملت) الذي بمعني (عرفت)، أو من (علمت) المتعدي إلى ¶ مفعولين، فإن نقلته من الذي بمعنى ( عرفت )، صار المعنى: لتعلم الذي تسند إليه بما ¶ استقر له عندك، وهذا فاسد في المعني، لأنك لست تريد أن تعلم المستند إليه ذلك، ¶
ولا يجوز أيضا أن يكون منقولا من ( علمت ) الذي يتعدى إلى المفعولين؛
لأنك إذا عديت ذلك إلى المفعول الثاني، لزم تعديته إلى المفعول الثالث عند الجميع،
ولا مفعول ثالثا في الكلام
(/)أي إنما تريد أن يعرفه المخاطب، فلا يكون إذا المنقول من الذي بمعني (عرفت) ¶ ولا يجوز أيضا أن يكون منقولا من ( علمت ) الذي يتعدى إلى المفعولين؛ ¶ لأنك إذا عديت ذلك إلى المفعول الثاني، لزم تعديته إلى المفعول الثالث عند الجميع، ¶ ولا مفعول ثالثا في الكلام ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ فإن قلت: يكون المفعول الأول في المعني مرادا، وكأنك قلت: لتلعم المخاطب ¶ الذي تضيف إليه ما استقر له عندكفذلك فاسد أيضا، لأن المفعول الثالث في ¶ هذا الباب يلزم أن يكون المفعول الثاني في المعني، ولا يكون قولك: ما استقر له ¶ عندك، قولك: الذي تضيف إليه، فذلك فاسد من هذا الوجهفإذا لم يجز من ذلك ¶ شيء، ثبت أن قوله: ما استقر له عندك بدل من: الذي تضيف إليهووجدت هذا ¶ الحرف في بعض النسخ؛ ليعلم من الذي تضيف إليه ما استقر له عندك وهذا قريب ¶ المأخذ لا يحمله فيه ¶ 75 مسألة ¶ اعلم أن قوله ( 1): كقول بعضهم في القلة: ملحفة جديدة( 2)(جديدة) فيه ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (فعيل) في معني (فاعل) من الجدة، وأكثر استعمالهم لها بغير الهاء، وإنما كان كذلك، ¶ لأنه لما كان على (فعيل) جعلبمنولة (فعول)، لأنه يكون للكثرة، كما أن ¶ (فعولا) كذلك، فلم يدخل في مؤنث (فعيل) الذي هو بمعنى (فاعل) الهاء في هذا ¶ الحرف، كما لم يدخل في (فعول) ¶ ومثل: جديد، في أنه أجرى مجرى (فعول)، لم تدخل فيه تاء التأنيث في المؤنث ¶ حروف أخر، وهي: سديس( 3)، وكتيبة خصيف( 1)، وريح، وحريق، حكي ذلك في ¶ 1) يقصد سيبويه) ¶ 29/ 2) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 3) شاة سديس: إذا أتت عليها السنة السادسة) ¶ 238 المسائل المشكلة ¶ باب الجمع، فلما كان الاستعمال في هذا الأمر أكثر ترك التاء في التأنيث، وصار ¶ قول من قال: ملحفة جديدة، فأدخل التاء في المؤنث شاذا عن الاستعمال، قليلا فيه، ¶ كما أن قول من قال: ¶ ( وإذ ما مثلهم بشر( 2 ¶
لم يؤنث (فعول)، كذلك أجرى مجراه في أن أفرد في موضع الجمع، كما أفردفمن
النساء: 69 ]، وقوله جل ] وحسن أولئك رفيقا : إفرادهم ل(فعيل)، قوله عز وجل
المعارج: 11 ،10 ]، فدل الجمع في ] ولا يسأل حميمحميما يب صرون ه م : ثناؤه
ضميريهما أن المراد في مظهريهما الكثرة، وكذلك قول رؤبة:
(/)قليل، وكما أجرى (فعيل) مجرى ( فعول ) في هذا الموضع، فلم يؤنث، كما ¶ لم يؤنث (فعول)، كذلك أجرى مجراه في أن أفرد في موضع الجمع، كما أفردفمن ¶ النساء: 69 ]، وقوله جل ] و حسن أولئك رفيقا : إفرادهم ل(فعيل)، قوله عز وجل ¶ المعارج: 11 ،10 ]، فدل الجمع في ] ولا يسأل حميمحميما يب صرون ه م : ثناؤه ¶ ضميريهما أن المراد في مظهريهما الكثرة، وكذلك قول رؤبة: ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ( دعها فما النحوي من صديقها( 3 ¶ فإن كان من قومعدو : وإفرادهم ل(فعول)، والمراد به الجمع، نحو ¶ و ه م : النساء: 101 ] ، وقال ] إنالكافري نكانوا لك م ع د وا النساء: 92 ]، و ]لك م ¶ [ الكهف: 50 ] لك م عدو ¶ 76 مسألة ¶ قال أبو بكر: لا يجوز: زيد أفضل إخوته( 4)، لأنه يلزم منه أن يكون أخا ¶ نفسه قال الشيخ: وجه لزوم هذا أن ( أفضل) لا يضاف إلا ما يكون بعضا له، ¶ لا يكون فيه إلا ذلك ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ والدليل عليه أنه لا يجوز: زيد أفضل الحجارة، لأنه ليس من الحجارة، فإذا لم ¶ يجز إضافته إلا إلى ما هو بعضه، لزم أن يكون هو بعض أخوته، وأنه داخل في جملة ¶ الأخوة الذين أضيف إليهم، كما أنه إذا أضيف فقيل: أفضل القوم، كان من جملة ¶ = ¶ 1) كتيبة خصيف: يعني فيها لون كلون الحديد) ¶ 2) تقدم تخريجه) ¶ 3) تقدم تخريجه) ¶ 273/ 4) انظر: الأصول 1 ) ¶ المسائل المشكلة 239 ¶ القوم، وكما أنه إذا قيل: الياقوت أفضل الحجارة، كان الياقوت من جملة الحجارة ¶ وداخلا فيها ¶ فإذا أضاف (الأخوة) إلى ضمير (زيد)، فقال: أفضل أخوته، وقد قدمنا أنه ¶ ينبغي أن يكون في جملة المضاف إليه ( أفعل) فقد لزم منه أن يكون أخا نفسه، لأنه ¶ في جملة الإخوة، وإلا لم يجز إضافة (أفعل) إليه، وإذا كان في جملة الإخوة وقد ¶ أضيف إلي ضميره، فقد لزم منه أن يكون أخا نفسه، وكونه أخا نفسه محالف هذه ¶ الإضافة أيضا تستحيل لكما أدت إليه من الفساد ¶
إلي ما يكون هو بعضا له، ولا يجوز إضافة (أفعل) إلى (إخوته)، لأنه مخرج من
جملة الإخوة بإضافة الإخوة إليه، فلا يجوز من حيث لم يجز: وزيد أفضل الحجارة،
لأنه ليس من الحجارة، وكذلك (الإخوة)- إذا أضيفوا إلى ضمير (زيد)- لا يجوز أن
يكون (زيد) في جملتهم، وقد أضيفوا إليه، وإلا لزم منه أن يكون أخا نفسه
77 مسألة
(/)وتفسد من جهة أخرى أقرب متناولا من هذا، وهي: أن (أفعل) لا يضاف إلا ¶ إلي ما يكون هو بعضا له، ولا يجوز إضافة (أفعل) إلى (إخوته)، لأنه مخرج من ¶ جملة الإخوة بإضافة الإخوة إليه، فلا يجوز من حيث لم يجز: وزيد أفضل الحجارة، ¶ لأنه ليس من الحجارة، وكذلك (الإخوة)- إذا أضيفوا إلى ضمير (زيد)- لا يجوز أن ¶ يكون (زيد) في جملتهم، وقد أضيفوا إليه، وإلا لزم منه أن يكون أخا نفسه ¶ 77 مسألة ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ إن تجتنبوا كبائر ما تنهو ن عنه نكفر عنكم : اعلم: أن في قول الله عز وجل ¶ النساء: 31 ] دلالة على أن (صغائر) منهي عنها وتلك الدلالة هي: ] سيئات ك م ¶ لأنه لا يخلو من أن تكون ،ما تنهو ن عنه : إضافة (الكبائر) إلى قوله ¶ الصغائر داخلة في جملة ذلك، أو غير داخلةفلا يجوز أن تكون غير داخلة، لأا أن ¶ كان الكلام قد أضيف إليه فيه الشيء إلى ما تنهو ن عنه : تكن داخلة تحت قوله ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ هو الكبائر أيضا، فيحصل من ما تنهو ن عنه نفسه؛ إذ كان الكبائر منهيا عنها، و ¶ ذلك إضافة الشيء نفسه، فإذا لم يجز إضافة الشيء إلى نفسه، وجب أن تكون ¶ فتكون الإضافة حينئذ من باب ،ما تنهو ن عنه : الصغائر داخلة في جملة قوله ¶ إضافة البعض إلى الكل ¶ ( فإن قيل: نصل السيف( 1 ¶ قيل: أن السيف يقع على النصاب( 1) والحديد المطبوع، ألا ترى أنك لا تسمي ¶ 1) النصل: حديدة السهم، ونصل السيف: حديدة) ¶ 240 المسائل المشكلة ¶ إني أراني : الحديد بغير نصاب سيفا، إلا بمعنى أنه سيصير سيفا، كقوله عز وجل ¶ يوسف: 36 ]فإنما جاز نصل السيف، من حيث جاز نصاب السيف، ] أعصرخ م را ¶ وهذا أيضا من إضافة الجزء إلى الكل، وما كان من غير ذا مما يظن قوم أنه إضافة ¶ الشيء إلى نفسه فهو على هذا النحو الذي ذكر في نصاب السيف، ولا معني لإضافة ¶ الشيء إلي نفسه، إذ الغرض في الإضافة التخصيص، فالشيء إنما يخصص بإضافته إلي ¶
ولا فائدة فيه، وما كان سبيله كذلك، ينبغي أن لا يجوز عند أحد من أهل اللغة
78 -مسألة
اعلم: أن (صكة) من قولهم: جئته صكة ع م ي( 2) ، مصدر واقع موقع الظرف،
مثل: مقدم الحاج، وخفوق النجم
فأما ( عمي) فعلى ضربين:
يجوز أن يكون ترخيم تصغير، ويكون المصدر مضافا إلى المفعول به، ولم يذكر
،[ فصلت: 49 ] من دعاءال خير: الفاعل، للدلالة عليه، مثل قوله عز وجل
(/)غيره، فأما إضافته إلى نفسه فلا يكتسي منه تخصيصا، فإذا كان كذلك فلا معنى له ¶ ولا فائدة فيه، وما كان سبيله كذلك، ينبغي أن لا يجوز عند أحد من أهل اللغة ¶ 78 -مسألة ¶ اعلم: أن (صكة ) من قولهم: جئته صكة ع م ي( 2) ، مصدر واقع موقع الظرف، ¶ مثل: مقدم الحاج، وخفوق النجم ¶ فأما ( عمي) فعلى ضربين: ¶ يجوز أن يكون ترخيم تصغير، ويكون المصدر مضافا إلى المفعول به، ولم يذكر ¶ ،[ فصلت: 49 ] من دعاءال خير: الفاعل، للدلالة عليه، مثل قوله عز وجل ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ ص: 24 ]، ونحو ذلك، فحذف من اللفظ للدلالة عليه] بسؤالنعجتك و ¶ وإنما قيل له: عمي، للسمادير( 3) الذي يلحق الإنسان عند وجوده بالحر، ¶ ونظره إلى الشمس عند احتدام الحر ¶ والآخر: أن يكون ( ع م ي ) تصغير عمي، والمعنى يؤول إلى الأول، وإن كان ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ التقدير مختلفا كأنه: صكة العمي، أي: من شدته يعمي، كما تقول: ضر ب التلف، ¶ أي: ضر ب يتلف، ويمكن أن يذهب بالتحقير إلى التعظيم على ما يذهب إليه، كما ¶ :( تأولوا بيت أوس( 4 ¶ = ¶ 1) نصاب السكين: مقبضه، ونصاب كل شيء: أصله) ¶ 287/ 2) لقيته صكة عمي أي: نصف النهار: انظر: المستقصي في أمثال العرب للزمخشري 2 ) ¶ 3) السمادير: ضعف البصر) ¶ 131/ 4) هو أوس بن حجر بن عتاب، انظر: الشعر والشعراء 1 ) ¶ المسائل المشكلة 241 ¶ ( فويق جبيل شاهق الرأس لم تكن لتبلغه حتى تكلوتعملا( 1 ¶ ويجوز أن يذهب به إلى بابه، أن هذا الاسمدرار -وإن كان شديدا فلا يبلغ أن ¶ يكون عمي، ومما يقارب ذلك تسميتهم للشراب: ماءغطيش، فالغطيش، كالظلمة ¶ النازعات: 29 ]ويكون في (غطيش) التأويلان اللذان ] وأغط ش ليل ها : من قوله ¶ ذكرنا في (عمي)وأنشد أحمد بن يحيى: ¶ (ظللنا نخبط الظلماءظهرا ل ديهوالمطي له أوار( 2 ¶ 79 - مسألة ¶ مما يدل على فساد قول من قال: إن الاستثناء محمول على فعل هو (استثني) ¶
على الجملة التي قبلها( 3)، دخول الواو على الجملة الواقعة بعد حروف الاستثناء في
الحجر: 4]، ونحو هذا، وهو ] وما أهلكنا من قريةإلاول ها كتابمعلوم : نحو
وطائفةق د : كثير، مما تكون الواو فيه دالة على الحال، كالتي في قوله عز وجل
[ آل عمران: 154 ] أه مت ه م
فلا يخلو ما بعد حروف الاستثناء من أن يكون كما ذهب إليه سيبويه، أو
كما يقولون من أنه على فعل آخرفلو كان على فعل آخر، جاز دخول هذه الواو
(/)ونحوه، وليس على الجملة التي قبلها، كما يذهب إليه سيبويه عندنا من أنه ينتصب ¶ على الجملة التي قبلها( 3)، دخول الواو على الجملة الواقعة بعد حروف الاستثناء في ¶ الحجر: 4]، ونحو هذا، وهو ] وما أ هلكنا من قريةإلاول ها كتابمعلوم : نحو ¶ وطائفةق د : كثير، مما تكون الواو فيه دالة على الحال، كالتي في قوله عز وجل ¶ [ آل عمران: 154 ] أ ه مت ه م ¶ فلا يخلو ما بعد حروف الاستثناء من أن يكون كما ذهب إليه سيبويه، أو ¶ كما يقولون من أنه على فعل آخرفلو كان على فعل آخر، جاز دخول هذه الواو ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ في الكلام من حيث لم يجز الابتداء ا، فجواز دخولها يدل على حملها على ما بعد ¶ (إلا) ¶ 80 مسألة ¶ اعلم أن (ما) النافية مشبهة ب(ليس)، وجهة الشبه أا تنفي ما في الحال كما ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ تنفيه (ليس)، وتدخل على المبتدأ والخبر، كما تدخل (ليس) عليها، فإذا انتقض معني ¶ النفي رجع إلى الأصل، ولم تعمل عمله، لقيام جهة واحدة من الشبه، وهي الدخول ¶ على الابتداء والخبر، وكذلك إذا قدم الخبر على المبتدأ رجع إلى الأصل، لأنه لا يبلغ ¶ 1) البيت لأوس بن حجر: انظر: ديوانه ص 87 ) ¶ 330/ 2) البيت غير معروف قائله، انظر: تاج العروس 4 ) ¶ 360/ 3) انظر: الكتاب 1 ) ¶ 242 المسائل المشكلة ¶ ( من قوته أن يتسع فيه بتقديم الخبر،كما يتسع في الأصل ( 1 ¶ ألا ترى: أن هذه الفروع العوامل لم يتسع فيها اتساعهم في الأصول، فلم ¶ يتسع في اسم الفاعل الاتساع الذي في نفس الفعل، ولا في المشبهة باسم الفاعل ¶ اتساع اسم الفاعل، فكذلك هذا الحرف لا يتسع فيه اتساع (ليس) في تقديم الخبر، ¶ فكان أحد الشبهين يقاومه هذا الاتساع الذي هو تقديم الخبر، فيبقى شبه واحد، ¶ وهو الدخول على المبتدأ والخبر، فلا يعمل حينئذ عمل (ليس)، كما أنه في نقض ¶ النفي لما بقي شبه واحد لم يعمل عملها ¶
هذا الوجه -الذي هو تقديم الخبر- وإن كان قد قاوم أحد الشبهين تقديم الخبر، فقد
بقي المعنيان جميعا في الكلام، ولم يبطل أحدهما، كما بطل في نقض النفي أحدهما،
فصار لذلك أبعد من إبطال عمل (ما) فيه من الوجه الذي ينقض فيه معنى النفي،
ولذلك أعمله الشاعر في الضرورة، فنصب الخبر مقدما كما نصبه مؤخرا في:
( ما مثلهم بشر( 2
لأن أحد المعنيين، وإن كان قد قاومه الاتساع الذي ذكرناه من تقديم الخبر،
فلم يبطل البتة من الكلام، كما يبطل في نقض النفي، فهذا يكشف مذهب سيبويه
في حمله ذلك على تقديم الخبر( 3) دون غيره
(/)فمن هاهنا اجتمع تقديم الخبر ونقض النفي في إبطال عمل (ما) فيهما، إلا أن ¶ هذا الوجه -الذي هو تقديم الخبر- وإن كان قد قاوم أحد الشبهين تقديم الخبر، فقد ¶ بقي المعنيان جميعا في الكلام، ولم يبطل أحدهما، كما بطل في نقض النفي أحدهما، ¶ فصار لذلك أبعد من إبطال عمل (ما) فيه من الوجه الذي ينقض فيه معنى النفي، ¶ ولذلك أعمله الشاعر في الضرورة، فنصب الخبر مقدما كما نصبه مؤخرا في: ¶ ( ما مثلهم بشر( 2 ¶ لأن أحد المعنيين، وإن كان قد قاومه الاتساع الذي ذكرناه من تقديم الخبر، ¶ فلم يبطل البتة من الكلام، كما يبطل في نقض النفي، فهذا يكشف مذهب سيبويه ¶ في حمله ذلك على تقديم الخبر( 3) دون غيره ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ 81 مسألة ¶ وحرم عليكم صيد البر ما د متم : قال أحد أهل النظر في قوله تعالى ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ [المائدة: 96 ] المعنى اصطياد صيد البر، وقال لأن الأعيان لا تحرم، إنما تحرم الأفعال ¶ فيها ¶ وهذا التقدير الذي ذكره صحيح في قياس العربية، وذلك أنه لا يخلو الصيد في ¶ من أن يحمل على أنه مصدر أو اسم للوحش، وحرم عليك م صيدالبر : قوله ¶ 1) يقصد بالأصل: (ليس)) ¶ 2) تقدم تخريجه وهو الشاهد الأربعون) ¶ 29/ 3) انظر: الكتاب 1 ) ¶ المسائل المشكلة 243 ¶ فيمتنع أن تقدره مصدرا دون اسم الوحش، لأن المضاف إليه المصدر يكون مفعولا ¶ به، فيكون المعنى حرم عليكم أن تصيدوا البر، وذا لا يصح ¶ فإن قلت: فاحمله على الحذف، كأنه: صيد وحش البر ¶ فهذا أي ضا يصير إلى ما قاله، إلا أن ذلك التأويل أسبق وأحسن، لأن الصيد في ¶ المائدة: ] لا تقتلوا ال صيد : التنزيل قد جاء اسما للعين دون الحدث، وقال تعالى ¶ ليبل ونكمالله بشيءم ن ال صيدتناله : المائدة: 95 ]، وقال ] ومن قتله : 95 ]، وقال ¶ المائدة: 94 ]، والصيد- وإن كان في الأصل مصدرا فقد صار اسما ] أيديك م ¶
المضروب
آخره والحمد لله رب العالمين
آخر المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات تصنيف الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن
عبد الغفار الفارسي عفا اعنه، علقها لنفسه الفقير إلي رحمة ربه أحمد بن تميم بن هشام
اللبلي، في مدة آخرها غرة جمادى الأولي من سنة خمس وعشرة وستمائة بمحروسة (بغداد)
في رباط الشيخ محمود النعال الزاهد-رحمه اورضي عنه- والحمد رب العالمين، والصلاة
ا محمد وآله وأصحابه وأزواجه وسلمعلي سيد
(/)للمصطاد، ونظير هذا قولهم: الخلق في المخلوق، والنسج في المنسوج، والضرب في ¶ المضروب ¶ آخره والحمد لله رب العالمين ¶ آخر المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات تصنيف الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد بن ¶ عبد الغفار الفارسي عفا اعنه، علقها لنفسه الفقير إلي رحمة ربه أحمد بن تميم بن هشام ¶ اللبلي، في مدة آخرها غرة جمادى الأولي من سنة خمس وعشرة وستمائة بمحروسة (بغداد) ¶ في رباط الشيخ محمود النعال الزاهد-رحمه اورضي عنه- والحمد رب العالمين، والصلاة ¶ ا محمد وآله وأصحابه وأزواجه وسلمعلي سيد ¶ (/) ¶ ________________________________________ ¶ (/) ¶ ________________________________________
### |EDITOR|
ENDNOTES
الكتاب : البغداديات ، للفارسي
البغداديات ، للفارسي
(/)
________________________________________
فهرس الموضوعات 245
فهرس الموضوعات
الموضوع رقم الصفحة
المقدمة 3
نص الكتاب المحقق 9
طبقا لقوانين الملكية الفكرية
(عبر الانترنت أو
للمكتبات الالكترونية أو الأقراص المدمجة أو اى
وسيلة أخرى )
المقدمة 3
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
التعريف بالمؤلف:
اسمه:
هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان
الفارسي النحوي
أبوه فارسي، وأمه عربية سدوسية من سدوس شيبان من ربيعه الفرس
ولادته:
لا يذكر أكثر المؤرخين السنة التي ولد فيها أبو علي، ولقد عين ابن خلكان
سنة ولادته، فجعلها سنة 288 ه، وأيد ابن خلكان الذهبي في (العبر) وابن العماد
الحنبلي في (شذرات الذهب)، حيث ذكر أنأبا علي توفي سنة 377 ه، وله تسع
وثمانون سنة، وهذا يعني: أنولادته في سنة 288 ه، كما قال ابن خلكان
ولد ب (فسا)، وهي مدينة بفارس، وينسب إليها، فيقال: أبو علي الفسو ي
وفاته:
ذكر ابن النديم أنه توفي قبل سنة 370 ه، وجعل ابن الأثير في (الكامل) سنة
376 ه السنة التي توفي فيها الشيخ
واتفق أبو البركات الأنباري في نزهة الألباء، والقفطي في أنباه الرواة، وابن خلكان في
وفيات الأعيان، وياقوت في معجم الأدباء، على أنه توفي في سنة 377 ه
(/)
________________________________________
أما ما ذكره ابن النديم، فيخالفه ما أورده القاضي التنوخي في نشوار المحاضرة،
حيث ذكر أنه سمع من أبي علي في رجب سنة 375 هوابن النديم والتنوخي
كلاهما من معاصري أبي علي، وقول ابن النديم وهم، حيث يعارضه ما قاله التنوخي
وغيره من المؤرخين
وأما ما ذكره ابن الأثير من أنه توفي في سنة 376 ه فهو أيضا خلاف ما
عليه أكثر المؤرخين، فلم يؤيده إلا أبو الفداء في تاريخه
Unknown page