137
وللحكم بن قنبر١ "من البسيط": فلا تسدوا فما لي غيركم أمل ... على علي بالصد مجرى٢ ريح آمالي وقلت لسليمان٣ الطبيب: كم آكل من الرطب؟ ٤ فقال: سبعين؛ يعني: أربع عشرة رطبة. وممن أساء في هذا المعنى العلوي الكوفي٥؛ حيث يقول "من البسيط": أشكو إلى الله قلبا ولو كحلت به ... عينيك لاكتحلت من حره بدم وقال آخر "من الطويل": نعم منك كانت مثل لا إذ بلوتها ... فما لنعم عندي على لاء من فضل٦ انتهت أبواب البديع الخمسة: قد قدمنا أبواب البديع الخمسة وكمل عندنا، وكأنى بالمعاند المغرم بالاعتراض على الفضائل قد قال: البديع أكثر من هذا [أ] ٧ وقال: البديع باب أو بابان من الفنون الخمسة التي قدمناها، فيقل من يحكم عليه؛ لأن البديع اسم موضوع لفنون من الشعر، يذكرها الشعراء ونقاد المتأدبين منهم، فأما العلماء باللغة والشعر

١ شاعر ماجن مخضرم أدرك الدولتين، وكان بينه وبين مسلم بن الوليد منافسة أدبية أشعلت نار الهجاء بينهما، وتوفي في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. ٢ مجرى الريح طريق هبوبها. ٣ طبيب معاصر لابن المعتز، وكان لسانه لا يكاد يبين. ٤ الرطب من النخل والتمر معروف، والرطب ضد اليابس. ٥ هو علي بن محمد العلوي الكوفي، شاعر عباسي عاصر المتوكل وهجا علي بن الجهم م٢٤٩ لانحرافه عن آل البيت، ومات في القرن الثالث على وجه التقريب. ٦ بلوتها: أي خبرتها. والمعنى: أن وعدك بوصالي كان مثل وعيدك بهجري، فنعم مثل لا عندك وليس لنعم عندي إذا صدرت منك على "لا" فضل ولا فيها رجاء. ٧ زيادة عن الأصل لتصحيح المعنى.

1 / 151