دون الحقيقي، كأنه لما أريد به المبالغة في النصيحة جعله كل الدين، وإن كان الدين مشتملا على خصال كثيرة غير النصيحة بخلاف الحقيقي نحو الله ربنا، ومحمد نبينا، وعالم البلد زيد إذا لم يكن فيها عالم غيره، وتارة يكون الحصر أيضا مطلقا وتارة مخصوصا:
فالأول: نحو، ﴿إنما الله إله واحد﴾.
والثاني: نحو قوله تعالى: ﴿إنما أنت نذيرٌ﴾: أي بالنسبة إلى من لا يؤمن وإلا فصفاته ﵊ لا تحصر من البشارة، والشجاعة، والكرم، وغيرها.
الثالث: قولهم: " قلنا لمن": يتلوح منه أن العالم لا يلزمه استقصاء المبالغة في البيان لما يلقيه من الأحكام، وغيرها، لكن إذا سمعها المتعلم، فإن فهم استغنى عن المراجعة، وإلا سأل، فكان ذلك أوقع في نفسه، مما إذا هجم عليه البيان من أول وهلة.
الرابع: قوله ﵇: " لله". قال الخطابي وغيره: النصيحة لله: منها ما هو منصرف إلى الإيمان به، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته،
1 / 98