إنه لا يصح لمثلي أن يلفت نظر شوقي بك إلى آمال المتنبي، ولا مطامع دانونزيو؛ فإنه بهما أعلم، وبفضلهما أعرف. ولكن ألا يصح أن نرسل دمعة واحدة في توديع الآداب العربية؟
لقد بلغ ضعف النفوس مبلغا لا يستهان به حتى لقد كتب «شاعر» يعرفني وأعرفه قطعة في مدح المشروع ولم يجرؤ على التصريح باسمه، ولكني عرفته بسيما شعره، وسأعاتبه بعد حين، فأين هذا المحتجب من الذي قال:
الليل والخيل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
إنكم لا تجهلون فضل المثال الأكمل في رءوس الوطنيين، كما لم يجهل العرب فضل المثل الأعلى في الشعر، الذي حسبوا القرآن نوعا منه، فهل يهديكم الله من بعد كما هداهم من قبل؟!
في سبيل الوفاء
فتنت بشعري مرة فجمعته في كراس خاص، ثم عدت إليه في هذه الأيام فلم يرقني منه غير القليل، ومن بين ما زهدت فيه قصائد قلتها في تكريم فريق من أساتذتي في الأزهر والجامعة المصرية، ولكني رأيت من الوفاء أن أذكر مقتطفات من تلك القصائد المهجورة؛ تحية لأولئك الأساتذة الأجلاء.
قلت في تكريم الأستاذ الشيخ مصطفى القاياتي قصيدة جاء فيها:
نصيب الأعادي منك لو يعلمونه
نصيب الجزوع الظامئات من الجود
Unknown page