الملك فيه وفي بنيه ... ما اختلف الليل والنهار
يداه في الجود ضرتان ... هذي على هذه تغار
وليس تأتي اليمين شيئًا ... إلا أتت مثله اليسار
فرمى بالدرة التي كانت في يده اليسار وقال: خذها يا عيار.
وحكى النميري
قال: كنت عند الأمير عبد الله بن المعتز وعنده قينة قبيحة الصورة، فجعلت أتبرم بها، وجعل يظهر شغفًا بها وعشقًا لها، ليغايظني بذلك، فلما اشتد غيظي منه خلوت به فقلت له: نشدتك الله أيها الأمير، أعشقتها؟ فقال مضاحكًا: نعم، فقلت: ألست ترى قبح وجهها وسماجة خلقها! فارتجل:
قلبي وثاب إلى ذا وذا ... ليس يرى شيئأً فيأباه
يهيم بالحسن كما ينبغي ... ويرحم القبح فيهواه
فسكت عنه تعجبًا من سرعة بديهته.
وروى أنه جاء يومًا إلى أبي العباس ثعلب أحمد بن يحيى وهو في المسجد الجامع ليسلم عليه
فقام إليه هو والحاضرون، وأجلسه مكانه، فداس قلمًا فكسره، فقال:
لكفي وتر عند رجلي لأنها ... أبادت قتيلًا مالأعظمه جبر
فعجبوا من بديهته وحسنها.
قال يزيد الرياضي في كتابه في الأمثال
سمعت أبا الطيب الكاتب يقول: ذكر المازري أنه كان في مجلس ابن المعتز، وغلام على رأسه يذب، فوقعت المذبة على رأس بعض الجلساء، فقال ابن المعتز:
قل لمن ذب ذب نفسك عنا ... حسبنا منك، أو فحسبك منا
حدثنا المسكي، بالإسناد المتقدم عن النجيرمي
قال: حدثنا العروضي، عن الصولي وذكره. وبهذا الإسناد عن أبي الحسن بندقة، قال: أنشدنا عبد الله بن المعتز بيتي أبي نواس في الخمر وهما:
وعاشقٍ دنفٍ نبهته سحرًا ... فقام للكأس والصهباء قاصطبحا
ودارت الكأس من صهباء صافيةٍ ... فما حسا قدحًا إلا بكى قدحا
فاستمد فكتب:
وقهوةٍ كشعاع الشمس صافيةٍ ... مثل السراب يرى من دقةٍ شبحا
إذا تعاطيتها لم تدر من دهشٍ ... راحًا بلا قدحٍ أعطيت أم قدحا
1 / 194