The Marvels of the Structure in the Nature of Monarchy

Ibn al-Azraq d. 896 AH
84

The Marvels of the Structure in the Nature of Monarchy

بدائع السلك في طبائع الملك

Investigator

علي سامي النشار

Publisher

وزارة الإعلام

Edition Number

الأولى

Publication Year

1398 AH

Publisher Location

العراق

ومصر فَقَامَ بأمرهم البرابرة واقتطعوا من ممالك آل الْعَبَّاس الْمغرب كُله إِلَى أَن ملك العبيديون مصر وَالشَّام والحجاز وقاسموهم فِي الممالك الإسلامية شقّ الابلحة تَسْلِيمًا لما حصل من الْملك لبني هَاشم وَلما استحكم من غلب قُرَيْش وَمُضر على سَائِر المم فَلم يزل الْملك فِي أَعْقَابهم إِلَى انْقِرَاض دولة الْعَرَب بأسرها وَالله وَارِث الأَرْض وَمن عَلَيْهَا الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة إِن الْأمة إِذا كَانَت وحشية كَانَ ملكهَا أوسع وَذَلِكَ لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَنهم أقدر على التغلب وانقياد من سواهُم على مَا تقدم كالعرب وزناته وَمن فِي معناهم من الأكراد والتركمان وَأهل السام من صنهاجة وَالثَّانِي انهم لتوحشهم لَا وَطن لَهُم يجنحون إِلَيْهِ فنسبة الأقطار إِلَيْهِم على سَوَاء وَعند ذَلِك لَا يقتصرون على ملك قطرهم وَلَا بُد يقفون عِنْد حُدُود أفقهم بل يطيرون إِلَى الأقاليم الْبَعِيدَة ويتغلبون على الْأُمَم القاصية برهَان وجود بماثلين أَحدهمَا مَا يحْكى من ذَلِك عَن عمر ﵁ لما بُويِعَ وَقَامَ يحرض النَّاس على الْعرَاق فَقَالَ أَن الْحجاز لَيْسَ لكم بدار إِلَّا على النجعة وَلَا يقوى عَلَيْهِ أَهله إِلَّا بذلك أَيْن الطراء الْمُهَاجِرُونَ عَن موعد الله سِيرُوا فِي الأَرْض الَّتِي وَعدكُم فِي الْكتاب أَن يورثكموها فَقَالَ لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ الثَّانِي مَا اتّفق مِنْهُ للملثمين بالمغرب لما نزعوا إِلَى الْملك ملكوا من

1 / 116