156

The Marvels of the Structure in the Nature of Monarchy

بدائع السلك في طبائع الملك

Investigator

علي سامي النشار

Publisher

وزارة الإعلام

Edition Number

الأولى

Publication Year

1398 AH

Publisher Location

العراق

Genres

Law
Sufism
الْفَائِدَة الْعَاشِرَة جمال المملكة بِهِ زَائِدا على ضَرُورِيّ الْحَاجة عَلَيْهِ فقد كَانَ يُقَال حِيلَة الْمُلُوك وزينتهم وزرائهم وَفِي وَصِيَّة أرسطو للإسكندر أرع وزيرك أَكثر من مراعاتك لنَفسك وشاوره قليلك وكثيرك أدنه من مجلسك فَإِنَّهُ زينك فِي الملا وأنسك فِي الخلا وساترك فِي البأساء وَالضَّرَّاء
الْمطلب الثَّالِث
فِيمَا يجب لَهُ مُرَتبا على ذَلِك
وَحَاصِله أَمْرَانِ أَحدهمَا مشورته فِي كثير من الْأَمر وقليله فقد تقدم آنِفا قَول أرسطو أرع وزيرك أَكثر من مراعاتك لنَفسك وشاوره فِي قليلك وكثيرك
الثَّانِي مُوَافَقَته على إِمْضَاء مَا ظهر صَوَاب رَأْيه فِيهِ إِذْ الْمُخَالفَة وَالْحَالة هَذِه تَفْوِيت لمصْلحَة الرَّأْي وَنقض للغرض الْمَقْصُود بالوزارة وَلَا يخفي مَا فِي ذَلِك من الْفساد الْكَبِير
الْتِفَات مشورة السُّلْطَان لوزيره لَا تَنْحَصِر فِي ضَرُورَة الِاحْتِيَاج لإشارته وَذَلِكَ لِأَن مُوجب الطّلب فِيهِ ثَلَاثَة
أَحدهمَا تألف الْقُلُوب بهَا كَمَا فِي حق النَّبِي ﷺ حَيْثُ قيل لَهُ ﴿وشاورهم فِي الْأَمر﴾
الثَّانِي امتحان عقل المستشار فِيمَا يُشِير بِهِ هَل يُوفي بِإِصَابَة الصَّوَاب أَو يقصر عَنهُ
الثَّالِث عجز الْوُقُوف على الرَّأْي الْمُعْتَمد عَلَيْهِ فيستعان بالمشورة على الْوُصُول إِلَيْهِ وَكلهَا متصورة فِي السُّلْطَان مَعَ الْوَزير وَغَيره على مَا قَرَّرَهُ الْبَلْخِي وَغَيره وَهُوَ ظَاهر

1 / 191