والبُرُوجُ: النجومُ، كُلُّ بُرْجٍ يومان وثُلُثٌ، وهي للشمسِ شَهْرٌ، وهي اثنا عشرَ بُرجًا، مسير القمرِ في كلِّ بُرْجٍ يومان وثُلُثٌ.
والبُرْج أيضًا: القَصْرُ (١٤٦) المستطيلُ.
وهذا ما يُذْكَرُ من الليلِ والنهارِ وساعاتِهِما
فالليلُ، يُقالُ: الليلةُ، لِلَيلَتكَ التي أَنْتَ فيها. والبارِحةُ: لليلةِ الماضيةِ (٨ أ) قبلَها، والبارِحَةُ الأولى: للتي كانتْ قبلَ البارحةِ، وكأنَّها سُمِّيَتِ البارحةَ من برحَتْ أي مَضَتْ وذهبتْ.
وأَمَّا القابِلةُ فلِما استقبلَ بعد ليلتِكَ التي أنتَ فيها، وكأنَّها مأخوذةٌ من الاستقبالِ. ويُقالُ: قَبَلَتِ الوادي تَقْبُلُهُ قُبولًا، يعني إبِلًا وغَنَمًا إذا استقبلَتْهُ من ذلك. فكأنَّهُ من ذلك. ويُقالُ: آتِيكَ القابِلَةَ المُقْبِلَةَ.
وليس في الليالي من تسميةِ ما في الأيّام إلاّ ما ذَكَرْنا.
فإذا جمعتَ البارِحَةَ قُلتَ: البوارِح. وفي البارحة الأُولى: البوارِحُ الأَوَّلُ. وفي القابلةِ: القوابِل (١٤٧) .
وهذا ما يُذْكَرُ منِ تَسْمِيَةِ الأَيّامِ
فاليومُ ليومِكَ الذي أنتَ فيه. وأمسِ: اليوم الذي أَمْضَيْتَ.
وقالوا في (أَمْسِ): رأيتُهُ أمسِ يا هذا، بالكسر بغيرِ تنوين.
وقالوا: رأيتُهُ أمسٍ، فكَسَرَ ونوَّنَ. كما قالوا: قالَ الغرابُ غاقِ يا هذا، وغاقٍ يا هذا، بالتنوين، فحكى صوتَه. ُ (١٤٨) .
وبنو تميمٍ ترفعُ (أمسِ) في موضعِ الرفعِ، فيقولون: (ذَهَبَ أَمْسُ بما فِيه) (١٤٩) . فلا يصرفونَهُ لِما دَخَلَهُ من التغييرِ (١٥٠) . وقال الراجِزُ (١٥١):
_________
(١٤٦) في الأصل: العصر. وهو تحريف.
(١٤٧) ينظر: اللسان والتاج (برج، قبل) .
(١٤٨) نقل المرزوقي قول قطرب في الأزمنة والأمكنة ١ / ٢٤٢.
(١٤٩) الكتاب ٢ / ٤٣، شرح الكافية الشافية ١٤٨١.
(١٥٠) ينظر في (أمس): الكتاب ٢ / ٤٣، شرح جمل الزجاجي ٢ / ٤٠٠، شرح الكافية الشافية ١٤٨١، المساعد على تسهيل الفوائد ٢ / ٥١٩، همع الهوامع ٣ / ١٨٧.
(١٥١) من شواهد سيبويه في الكتاب ٢ / ٤٤ وهما في المصادر التي سلفت. ونسب إلى العجاج (ديوانه ٢ / ٢٩٦) . وينظر: معجم شواهد العربية ٤٨٥.
1 / 31