وليلةُ أربعَ عشرةَ: ليلةُ البَدْرِ، وإنَّما سُمِّيَ بَدْرًا لمُبادَرَتِهِ الشمسَ في لَيْلِها ونهارِها (٦٧) .
قال أبو عليّ: أَظُنُّهُم يقولونَ: أَبْدَرَ القمرُ: صارَ بَدْرًا. ويُقالُ: غلامٌ بَدْرٌ: إذا امتلأَ شبابًا قبلَ أنْ يَحْلمَ.
ثُمَّ النصفُ الآخرُ يُقال [له]: ثلاثٌ (دُرْعٌ) و(دُرَعٌ) أيضًا. والدَّرْعاءُ من الشَّاءِ: التي مقدَّمُها أسودُ ومؤخَّرُها أبيضُ. ويقالُ أيضًا: (دَرْعاء) للتي مقدَّمُها أبيضُ ومؤخَّرُها أسودُ (٦٨) . فكأنَّ ذلكَ لأنَّ الليلَ في بعضِها أسودُ، وفي بعضها أبيضُ
والمعنى الغالبُ أنْ يكون شُبِّهَتْ بالدَّرْعاءِ التي مقدَّمُها أسودْ ومؤخَّرُها أبيضُ، لأنَّ السوادَ في أَوَّلِ الليلِ [والبياضَ] (٦٩) في النصفِ الآخرِ.
ثُمَّ ثلاثٌ (خُنْسٌ) لأنّ القمرَ يخنسُ ويُبطيء في طُلُوعِهِ.
ثُمَّ ثلاثٌ (دُهْمٌ) لسوادِ الليلِ فيهنَّ، كالأَدْهَمِ من الدوابِّ، وإنّما يطلعُ القمرُ في آخرهن.
ثُمَّ ثلاثٌ (قُحَمٌ) لأنَّ القمرَ (٧٠) قَحَمَ في دُنُوِّهِ إلى الشمسِ (٧١) .
ثُمَّ ثلاثٌ (دآدىء)، والواحدة دَأْدَأَةٌ، على (فَعْلَلَةٍ) والدأدأَةُ أيضًا من عدو البعير أنْ يقدم يدًا ثم يُتْبعها الأُخرى من ساعته. فهذا قول. ٌ (٧٢)
وقالَ بَعْضُهُم: أَوَّلُ الشهرِ (الغُرَرُ) ثُمَّ (النُّفَلُ) ثُمَّ (التُّسَعُ) ثُمَّ (العَشَرُ) ثُمَّ (البِيضُ) ثُمَّ (الدُرْعُ)، وقالَ بعضُهُم: دُرَعٌ، ثُمَّ (النُّحْسُ)، وهي أشَدُّ ظُلْمَةً من الدُّرَعِ وأَبْطَأُ قَمَرًا، ثُمَّ (الحنادِسُ)، وهي أشدُّ من النُّحْسِ ظُلْمَةً، ثُمَّ (الدآدىء) .
(٥ أ) ويُقال لليلةِ ثمانٍ وعشرين: (الدَّعْجاءُ)، ولليلةِ تسعٍ وعشرين: (الدَّهْماءُ)، ولليلةِ ثلاثين: (الليلاءُ) .
_________
(٦٧) الأنواء ١٣٤، أدب الكاتب ٨٨.
(٦٨) الأنواء ١٣٥، أدب الكاتب ٨٩، الاقتضاب ٢ / ٤٨ - ٤٩.
(٦٩) يقتضيها السياق.
(٧٠) من الأزمنة والأمكنة ٢ / ٥٩ واللسان (قحم) . وفي الأصل: الشهر.
(٧١) من الأزمنة والأمكنة ٢ / ٥٩ والمخصص ٩ / ٣١ واللسان (قحم) . وفي الأصل: الشهر.
(٧٢) يوم وليلة ٣١٩، سفر السعادة ١ / ٢٥٨.
1 / 21