فإذا كان هذا كلام(1) السلف، وتشديدهم في معاداة أهل البدع والضلال(2)، ونهيهم عن مجالستهم مع كونهم مسلمين(3). فما ظنك بمجالسة الكفار والمنافقين، وجفاة الأعراب الذين لا يؤمنون بالله ورسوله والسعي في مصالحهم، والذب عنهم، وتحسين حالهم
مع كونهم بين اثنين (4): إما كافر أو منافق. ومن يتهم (5)بمعرفة الإسلام(6) منهم قليل جدا(7).
فهذا من رؤوسهم وأصحابهم، وهو معهم يحشر(8) يوم القيامة.
قال الله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم)(9) الآية. وقال تعالى: (وإذا النفوس زوجت)(10) .
وقد تقدم الحديث: ((لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم)).
......فصل: في التنبيه على حاصل ما تقدم
قد(11) نهي الله سبحانه عن موالاة الكفار، وشدد في ذلك، وأخبر أن من تولاهم فهو(12) منهم. وكذلك جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخبر النبي /صلى الله عليه وسلم أن من أحب قوما حشر معهم.
ويفهم مما (13)ذكرنا في(14) الكتاب والسنة والآثار عن السلف:
أمور من فعلها دخل في تلك الآيات، وتعرض للوعيد(15) بمسيس النار. نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه
أحدهما: التولي العام.
الثاني: المحبة والمودة(16) الخاصة.
Page 29