أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
Publisher
طبع على نفقة فاعل خير
Publisher Location
يُهدى ولا يباع
Genres
النية في اللهو واللعب
ما أجمل الحياة عندما تُرضي الله تعالى ثم تُرضي نفسك، وما أجمل الدنيا إذا أديت حقوق الله تعالى، وتمتعت بمتاعها، وما أطيب العيش إذا حرمت ما حرم الله تعالى وتلذذت بحلاله، وما أروع السعادة عندما تمارس كل هواياتك بالنية الصالحة.
قال تعالى: ﴿إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم﴾ محمد٣٦ ..
إن اللهو واللعب يكون مذموما إذا ضيع فرائض الله وحقوقه وهو ينقسم إلى قسمين:
- قسم مباح بالسّنة، لقول الرسول ﷺ: «كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة» صحيح الجامع٢/ ٤٥٣٤.
- قسم مباح بالنية. وإليك هذه النوايا في اللهو اللعب:
١ - لاكتساب القوة، وهذه النية تختص بالرياضة.
وللقوة ثلاث فوائد:
- نيل محبة الله تعالى قال ﷺ «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير» صحيح الجامع٢/ ٦٦٥٠.
- لحماية الجسم من الأمراض، والتقوية على العبادة.
- للدفاع عن النفس والأهل والضعيف، وعن جميع المسلمين إذا اعتدى عليهم الأعداء. والدفاع والقوة أمر واجب على المسلمين، قال تعالى ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾ الأنفال٦٠. أي: أعدوا للكفار. وحث عليها النبي ﷺ فقال: «إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» صحيح الجامع١/ ٢٦٣٣.
٢ - لتقوية العقل وتنميته، وهذه النية تختص باللعب الذي ينمي التفكير ويشغل الذهن فهو يورث الذكاء والفطنة.
وللذكاء والفطنة أربع فوائد:
- لحفظ القرآن ووعي الدين وفهمه والتفقه فيه.
- لتأليف الكتب والمطويات .. وغيرها لنشر الدعوة.
- اختراع المسلمين خطط يواجهون بها أعداءهم، أو طريقه مؤثرة للتعامل مع الأشخاص الآخرين لتأليف قلوبهم ودعوتهم.
- للتحكم في صرف الأموال، وحمل المسؤولية التي تجب على كل مسلم.
٣ - للترويح عن النفس، ففيه التنشيط على العبادة وحُبها وتأديتها على الوجه الكامل.
٤ - لإدخال السرور على الآخرين، إما باللعب والمزاح معهم أو بمشاركتهم في اللهو واللعب، قال ﷺ «أحب الأعمال إلى الله ﷿ سرور تدخله على مسلم» صحيح الجامع:١/ ١٧٦
٥ - للإقتداء بالنبي ﷺ، فقد كان ﵇ يسابق زوجته عائشة ﵂، وكان يتسابق على ناقته العضباء، وورد أنه كان لا يسابق بها أحدا إلا سبقه، فجاءه أعرابي في يوم على بعير وقال: أتسابقني يا محمد؟ فسابقه النبي ﷺ فسبقه الأعرابي، فكبر ذلك على الصحابة - أي شق - فقال ﷺ «إنه حقا على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه» البخاري:٦/ ٥٥، وقال
1 / 21