68

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Genres

في اللحظة نفسها، نظرت سيبيل إلى أمها وقالت: «إنه جان دي سيون ... لقد نسيت أنه كان سيصل الليلة.» ثم أردفت بنبرة حزينة: «بالطبع، لا يعرف.»

ظهر وميض مفاجئ في عين الفتاة، لمحة وميض خاطفة، تلاشت بسرعة مرة أخرى، كانت ذات صلة غريبة وحميمية بالموسيقى الحماسية. مرة أخرى كان هذا انتصارا للحياة على الموت. بعد ذلك بوقت طويل تذكرت أوليفيا جيدا ذلك البريق ... وميض شيء ظل مستمرا.

الفصل السابع

1

لم يصل الخبر إلى العمة كاسي إلا في صبيحة اليوم التالي في الساعة العاشرة صباحا، وهو ما أتى بها، مفعمة باللوم وتغلبها الدموع، عبر الطرق الترابية المؤدية إلى منزل عائلة بينتلاند. شعرت بالاستياء، على حد قولها؛ لأنهم لم يخبروها في الحال. أخذت تكرر قولها: «كان ينبغي أن أهب من فراشي وآتي على الفور. كان نومي سيئا للغاية، على أي حال. كان بإمكاني أن أتولى أمر كل شيء. كان ينبغي أن تستدعوا العمة كاسي في الحال.»

ولم تستطع أوليفيا أن تخبرها بأنهم لهذا السبب تحديدا آثروا ألا يخبروها؛ لأنهم عرفوا أنها ستقوم من فراشها وتأتي على الفور.

حملت العمة كاسي على كاهلها النحيل عبء الحزن. أخذت تنتحب على طريقة النادبات المحترفات في المآتم. أسدلت الستائر في غرفة الجلوس؛ لأن من وجهة نظرها لن يكون الموت محل احترام إلا إذا أعتمت الغرف، وجلست في زاوية الغرفة تستقبل الزائرين، كما لو كانت الأشد فجيعة بينهم جميعا، كما لو أنها الوحيدة بينهم التي عانت أشد المعاناة. لم تعد إلى مسكنها الخاص إلا في وقت متأخر من الليل وتناولت جميع وجباتها في منزل عائلة بينتلاند، وهو ما أزعج شقيقها، الذي التفت إليها في اليوم الثاني فجأة وسط وجبة الغداء وقال: «كاسي، إذا كنت لا تستطيعين الكف عن هذا العويل الذي لا نهاية له، فأرجو أن تتناولي طعامك في بيتك. هذا لن يجدي نفعا في أي شيء.»

حينئذ قامت من على مائدة الطعام، في أوج شعور مفاجئ بالحزن والاضطهاد، لتغادر الغرفة مسرعة، باكية ومستاءة. بيد أنها لم تشعر بالإهانة بالقدر الذي يجعلها تتناول وجباتها في بيتها. بل مكثت في منزل عائلة بينتلاند؛ لأنهم على حد قولها: «كانوا يحتاجون شخصا مثلها ليساعدهم ...» وأسرت إلى الآنسة بيفي المرتعدة الواهنة، التي كانت تأتي وتذهب كأرنب مذعور لإنجاز بعض المهام من أجلها، أنها مندهشة من أن أخاها وأوليفيا يتعاملان مع الموت بهذا القدر من اللامبالاة. فلم ينتحبا؛ ولم تبد عليهما أي مظاهر للحزن. كانت واثقة من أنهما يفتقران إلى الإحساس المرهف. وأنهما لم يشعرا بالفجيعة. وانتحبت مرة أخرى، وهي تستعيد ذكريات الأيام الخوالي التي كان الصبي يجيء فيها حين كان طفلا صغيرا، شاحبا ضعيفا، ليجلس عندها على أرضية غرفة الجلوس الخاوية، يقلب صفحات الكتاب المقدس المصور.

وقالت أيضا للآنسة بيفي: «في أوقات كهذه يظهر أصل المرء وتربيته. ولأول مرة تخفق أوليفيا. إنها لا تعي الأشياء التي يجب على المرء القيام بها في مناسبات كهذه. ليتها نشئت تنشئة سليمة، هنا بيننا ...»

كانت العمة كاسي ترى الموت شأنا ذا طابع تلقائي يكتسي بالرسميات يراعيه المرء بسلسلة من الموروثات المتناقلة بين الأجيال.

Unknown page