53

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Genres

فقالت أوليفيا: «ولكنه سيكون ملكا لجاك، وأنا لست واثقة بشأنه.»

تنهدت دون وعي، لعلمها الآن بأنها كانت تتظاهر مجددا، وبأنها كانت غير صادقة. كانت تتظاهر مجددا بأن جاك سيعيش حتى يأتي اليوم الذي يرث فيه منزل عائلة بينتلاند وحده، وأنه يوما ما سينجب أطفالا يواصلون مسيرته. وظلت تقول لنفسها: «وحدها الحقيقة قادرة على إنقاذنا جميعا.» وعلمت أن أوهارا فهم لعبة التظاهر الواهنة التي كانت تلعبها. علمت لأنه ظل واقفا هناك صامتا، وكأن جاك قد مات بالفعل، كما لو أنه فهم سبب التنهيدة المريرة الخافتة واحترمها.

فسألته: «أنت ترى في سيبيل آمالا عريضة، أليس كذلك؟»

فأجابها: «أجل، إنها فتاة رائعة. يمكن للمرء الاعتماد عليها.»

فقالت: «ربما لو كانت لديها بعض من خصال تيريز أو السيدة كاليندار، لكانت أكثر أمنا من التعرض للأذى.»

لم يجبها على الفور، لكنها كانت تعرف أنه كان يقف هناك في الظلام، يراقبها.

فتمتمت قائلة: «لكن كان من السخافة قول ذلك. فلا أظنك تفهم ما أعنيه.»

فأجابها بسرعة. «بل أعرف بالضبط ما تعنيه. أعرف وواثق في أن السيدة كاليندار تعرف. لقد تعلم كلانا إنقاذ نفسه؛ لم نتعلم في المدرسة ذاتها، ولكنه يظل الدرس المستفاد ذاته. أما فيما يخص سيبيل، فأظن أن ذلك منوط بهوية الشخص الذي ستتزوجه.» (قالت أوليفيا في نفسها: «الآن إذن، ها هو يوشك أن يعترف. إن سيبيل هي من يحبها. ويرغب في الزواج منها. لذلك تبعني إلى هنا.») ها هي من جديد، تعود لتتورط بقوة في تعقيدات الحياة. شعرت بغيرة مفاجئة مخجلة على سيبيل، التي كانت لا تزال في ريعان شبابها، والتي كانت قد دفعتها بالكامل إلى تذكر ماضيها مع الآخرين في عائلة بينتلاند.

قالت: «كنت أتساءل عما إذا كانت تقابلك أكثر مما ينبغي، عما إذا كانت تشكل لك إزعاجا.»

فأجابها: «لا، لن تكون كذلك أبدا.» ثم أضاف بلهجة خالطها المرح: «أعلم أنك بعد لحظة ستسألينني عن نواياي.»

Unknown page