Awail Kharif
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Genres
قاطعته قائلة: «أنا لا أحاول إخبارك بأي شيء. ليس هناك أي شيء على الإطلاق ... ولكن ... ولكن سأعطيك أسبابا تستند إليها إذا وافقت.»
أشاح بوجهه عنها في اشمئزاز. ثم قال: «بل هذا أكثر استحالة ... الرجل النبيل لا يطلق زوجته أبدا.»
ردت قائلة: «لنترك الرجال النبلاء خارج موضوعنا هذا يا آنسون. لقد سئمت سماع ما يفعله النبلاء وما لا يفعلونه. أريدك أن تتصرف على طبيعتك، بصفتك آنسون بينتلاند، وليس كما تظن أنه حري بك أن تتصرف. لنكن صادقين. أنت تعرف أنك تزوجتني فقط لأنه كان يتعين عليك الزواج بإحداهن ... وأنا ... أنا لم أكن حقا أفتقر إلى الاحترام، حتى وإن كان والدي، كما تذكرني دوما، أيرلنديا معدما. و... لنكن منصفين أيضا. لقد تزوجتك لأنني كنت وحيدة وخائفة وأردت أن أهرب من الحياة البغيضة مع العمة أليس ... أردت بيتا. كان هذا كل ما في الأمر، أليس كذلك؟ كلانا مذنب، ولكن هذا لا يغير الواقع بتاتا. كلا، أظن أنك مارست الحب معي من منطلق الشعور بالواجب. حاولت ذلك لأطول فترة ممكنة وكرهت الأمر دوما. أوه، لقد كنت أعرف ما كان يدور. لقد كنت أعرف منذ دخلت منزل عائلة بينتلاند لأول مرة.»
كان يتأملها في تلك اللحظة بتعبير ثابت يشي بافتتان مروع؛ بل ربما كان في غشية من تأثير نبرة صوتها، وببطء وعزم، مزق كل أقنعة التظاهر التي جعلت حياتهما ممكنة لفترة طويلة جدا. وظل يتمتم: «كيف يمكنك الحديث بهذه الطريقة؟ كيف يمكنك قول مثل هذه الأمور؟»
تابعت، بنبرة متأنية وبصعوبة: «كلانا مذنب ... ولقد كانت علاقة فاشلة، منذ البداية . حاولت أن أبذل قصارى جهدي وربما فشلت أحيانا. حاولت أن أكون أما صالحة ... والآن بعد أن كبرت سيبيل ومات ... جاك، أريد فرصة أن أنال الحرية. ما أزال صغيرة السن بما يكفي لأن أعيش قليلا قبل فوات الأوان.»
قال وهو يجز على أسنانه: «لا تكوني حمقاء يا أوليفيا ... أنت في الأربعين من عمرك ...» «لست بحاجة لتذكيري بذلك. غدا سأبلغ الأربعين. أدرك ذلك ... بكل مرارة. ولكن بلوغي الأربعين لا يشكل فارقا لك. الأمر سيان لك لو كنت في السبعين من عمري. لكنه يشكل لي فارقا كبيرا.» انتظرت لحظة، ثم قالت: «تلك هي الحقيقة يا آنسون؛ والحقيقة هي ما يهمني الليلة. أطلق سراحي يا آنسون ... دعني أرحل بينما لا تزال الحرية تعني لي شيئا.»
ربما لو أنها كانت قد خرت راكعة عند قدميه متخذة موقف امرأة بائسة ذات سلوك مشين، لو أنها كانت قد جعلته يشعر بالقوة والنبل والبطولة، لانتصرت عليه؛ ولكن لم يكن في مقدورها فعل هذا. لم يكن في مقدورها إلا مواصلة التصرف بعقلانية باردة.
أخذ يقول: «وستتخلين عن كل هذا؟ ستتركين منزل عائلة بينتلاند وكل ما يمثله لتتزوجي من هذا الأيرلندي الحقير ... النكرة، الذي هو ربما ابن عامل رصيف ميناء مهاجر.»
ردت في هدوء: «إنه ابن عامل رصيف ميناء. ووالدته كانت ربة منزل. لقد أخبرني بذلك بنفسه. وما إلى ذلك كله ... عجبا يا آنسون، هذا لا يعني لي شيئا ... لا شيء على الإطلاق لا يمكنني الاستغناء عنه، لا شيء يعني لي الكثير جدا. أنا مولعة بوالدك يا آنسون، ومولعة بك حين تكون على طبيعتك لا متشدقا بما ينبغي لرجل نبيل أن يفعله أو ما لا ينبغي أن يفعله. ولكن سأتخلى عن كل هذا ... عن كل شيء ... من أجل ذلك الشيء الآخر.»
للحظة تحركت شفتاه في صمت وانفعال، كما لو أنه كان يستحيل عليه أن يرد على أشياء منافية للعقل كتلك التي تفوهت بها زوجته للتو. وأخيرا استطاع أن يقول: «أظن أنك حتما فقدت عقلك، يا أوليفيا ... لمجرد أن تفكري في أن تطلبي شيئا كهذا مني. لقد عشت هنا فترة طويلة بما يكفي لأن تعرفي مدى استحالة هذا الأمر. بعضنا يجب أن يكون قدوة في المجتمع. لم يسبق أبدا أن وقعت فضيحة، أو حتى حالة طلاق، في عائلة بينتلاند ... أبدا. لقد أصبحنا نمثل شيئا ما. ولا يمكن تنحية ثلاثمائة عام من الحياة الأخلاقية النقية جانبا بكل سهولة ... نحن في مكانة تجعل الآخرين يتطلعون إلينا بعين الاحترام. ألا يمكنك أن تري ذلك؟ ألا يمكنك أن تستوعبي هذه المسئولية؟»
Unknown page