184

ملك أقام سوق المعارف على ساقها، وأبدع في انتظام مجالسها واتساقها، وأوضح رسمها، وأثبت في جبين أيامه وسمها، لم تخل أيامه من مناظرة ولا عمرت إلا بمذاكرة أو محاضرة.

وكانت دولته مشرعا للكرم، ومطلعا للهمم، فلاحت بها شموس، وارتاحت فيها نفوس، ونفقت فيها أقلام الأعلام، وتدفقت بحار الكلام، وكإجادة ابن عمار وإبداعه في قوله معتذرا من وداعه:

أمعتصما بالله والحرب ترتمي

بأبطالها والخيل بالخيل تلتقي

دعتني المطايا للرحيل وإنني

لأفرق من ذكر النوى والتفرق

وإني إذا غربت عنك فإنما

جبينك شمسي والمرية مشرقي

وكان المعتصم كالمعتمد بن عباد شاعرا مجيدا، كتب إلى الوزير الشاعر ابن عمار:

وزهدني في الناس معرفتي بهم

Unknown page