174

تجمعت في فؤاده همم

ملء فؤاد الزمان إحداها

عشرة آلاف قائدهم عقبة بن نافع، عزموا ألا ينثنوا، وصمموا ألا يهزموا، وآلوا ألا يرجعوا ما اتسع الفتح لعزائمهم، وامتدت الأرض لأقدامهم.

ها هو ذا عقبة يبني مدينة القيروان، فعل الغازي المعمر، والفاتح المقيم، وسيجعلها مبدأ السير، وأول الفتح، وكأنهم ما قطعوا المهامه إليها، ولا ساروا عن ديارهم قبلها.

في كل فج عزمهم سيار

إلى الوغى تهافتوا وطاروا

جماعة ليس لهم ديار

إلا ظهور الخيل والغبار

أرض الله، وعباد الله: أينما توجهوا فهي أرضهم، وحيثما حلوا فهي ديارهم، لا بعد عندهم ولا قرب، ولا شرق ولا غرب

ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله .

Unknown page