وإنها، على ذلك، لإحدى العبر: أبناء البادية ينازلون الروم في الأساطيل، معاوية وابن أبي سرح يقاتلان قسطنطين بن هرقل وقد جاءهم في ستمائة سفينة تحمل جند الروم، وتاريخ الروم، وثارات الروم! وأعجب العجب أن يغلب الأسطول الرضيع الأسطول الكهل، وأن يغلب ابن أبي سفيان ابن هرقل، وأن يغلب العرب الروم في بحر الروم.
7
3
ما جزيرة العرب وفارس والشام ومصر، وما الهند والصين، والمشرق والمغرب في همة هذه الشمس الوهاجة، وعزيمة تلك الكواكب السيارة؟ قد استقر سلطان القوم في مصر فلم يقنعوا، وها هم قد غزوا برقة ورجعوا، أتحسب الأمد تطاول عليهم، والشقة بعدت بهم، فملوا أو خاروا؟
تلبث قليلا ثم انظر جيش العبادلة
8
يزحف إلى إفريقية، فيظفر ثم يصالح، وما وراء الحرب والسلم إلا المسير لإعلاء كلمة الله، وبلوغ الغاية مما أرادوا في سبيل الله.
ويقف القوم سنين، وما هو إلا الجمام للمسير، والتحفز للوثوب، والإعداد للجهاد، والتريث للتثبت، وعما قليل يطوون المغرب، لا تعوقهم الفيافي المترامية، ولا تصدهم الجيوش الجرارة. تنظر الغد، فما بلغ القوم الأمل الموعود، ولا قاربوا الغاية المقدورة.
4
عشرة آلاف تطوي الأوطان والقطان في سبيلها، وتطأ الأهوال والأبطال إلى غايتها! عشرة آلاف، وفي الناس واحد كألف.
Unknown page