191

Ṣifāt Allāh al-wārida fī al-kitāb waʾl-sunna

صفات الله ﷿ الواردة في الكتاب والسنة

Publisher

الدرر السنية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

دار الهجرة

Genres

زعم أنَّ هناك مجازًا في القرآن: «وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن؛ كلفظ (المكر) و(الاستهزاء) و(السخرية) المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة؛ كانت ظلمًا له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله؛ كانت عدلًا؛ كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾، فكاد له كما كادت إخوته لما قاله له أبوه: ﴿لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا - وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ - فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ﴾، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ﴾» .اهـ.
فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة السخرية لله ﷿ كما أثبتها لنفسه، كما يثبتون صفة الكيد والمكر، ولا يخوضون في كيفيتها، ولا يشبهونها بسخرية المخلوق؛ فالله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ .
وانظر كلام ابن جرير الطبري في صفة (الاستهزاء)، فإنه مهم.
السَّخَطُ أو السُّخْطُ
صفةٌ من صفات الله الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالكتاب والسنة.

1 / 197