وضابط الإخلاص:
أن كل ما ثبت أنه عبادة فهو من الدين. وما كان من الدين فيجب أن يكون خالصًا يقصد به وجه الله وحده: فلا يشرك معه فيه أحد، ولا يصرف جنسه إلى غير الله.
وذلك أن الله تعالى قال: ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر:٣] .
قال: ﴿هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر:٦٥] .
فالدعاء -مثلًا- من الدين، فيجب أن يكون خالصًا.
فلا يجوز أن يدعى الله ويدعى غيره في آن واحد.
ولا يجوز أن يصرف جنس الدعاء لغير الله -كأن يدعو الله وحده مرة، وفي مرة أخرى يدعو غير الله.
وهكذا كل العبادات: كالصلاة، والتوبة، والطواف، والاستعانة، والسؤال، والخوف، والرجاء، ونحوها.
فالإخلاص شرط في صحة العبادة. وأساس هام من أسس الإيمان. بدونه لا يدخل العبد في ولاية الله، ولا يقبل منه عمل، ولا يتحصل على ثمرات الإيمان وكراماته التي وعد الله بها عباده المؤمنين.
الأساس الخامس: صدق المتابعة للنبي ﷺ
والمراد أن العبد إذا كفر بالطاغوت وآمن بالغيب، وقام بفعل ما أمر به وانتهى عما نهى عنه، وتوجه لله وحده، فعليه مع ذلك أن يقتدي بالنبي