في رواية الزهري عن أنس عن أبي ذر١: "فُرج سقف بيتي وأنا بمكة"، وفي رواية الواقدي٢ بأسانيده أنه ﷺ أُسري به من شعب أبي طالب، وفي حديث أم هانئ عند الطبراني: أنه ﷺ بات في بيتها، قالت: "ففقدته من الليل، فقال: لها "إن جبريل أتاني".
والجمع بين هذه الأقوال أنه ﷺ نام في بيت أم هانئ، وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته ﷺ، - وأضاف البيت إليه لكونه كان يسكنه - فنزل منه الملك، فأخرجه من البيت إلى المسجد، فكان مضطجعًا، وبه أثر النعاس، ثم أخرجه الملك إلى باب المسجد فأركبه البراق.
وقد وقع في مراسيل الحسن عند ابن اسحاق: أن جبريل أتاه فأخرجه إلى المسجد، فأركبه البراق، وهو يؤيد هذا الجمع٣.
المبحث الثالث: الفرق في الاسم والوصف بين أرض مكة المكرمة، وأرض المسجد الحرام مما ذكر في القرآن الكريم
أولًا - مكة المكرمة:
تقع في الجهة الغربية من شبه الجزيرة العربية، غربي مدينة الطائف، وشرقي مدينة جدة، وجنوبي المدينة المنورة، وهضبة نجد. وبطن مكة ليس فيه ماء، ولم يكن لأحد فيه قرار. بدأت أهميتها للمسلمين بلدًا مقدسًا منذ أن أسكن فيها