Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Genres
الباب الثامن
في صحبة السلطان وشرائطها وما يحمد ويذه من ذلك
فأما الملك فانه كالجبل الشامخ الوعر(1) وفيه الثمار والمياه والوحش والسباع؛ فالوصول إليه صعب لصعوبة المرتقى والمقام فيه صعب لما يتعرض فيه من الاخطار والسباع وغيرها. وقيل زائر السلطان كزائر الليث الكاسر. وصحبة السلطان ترفع القدر وتنوه الذكر، وتبلغ الغايات، وتجمل الأحوال اذا كانت على السيرة المرضيه، وإلا فهى ردية الشوائب مؤديه العواقب.
قال بعض الفضلاء إذا قربك السلطان فوازن بين حاجتك إليه وحاجته إليك، واجعل رغبتك دونها، ولا تشغل جميع خلواتك معه(2) بامر نفسك يل بامر نفسه وأنفاسه، وذكر ما تدعوه الحاجة إليه. واعلم بانك لست بأكثر شغله، ولا بك قوام أمره، ولا نظام دولته وملكه، فانه يرى في كل حال أنه يتفضل عليك، فليكن اعتقادك هكذا واحذر من طريق العجب والأنفة، وإياك في أوامره ونواهيه عن الغفلة.
Page 196